د. حسان المالح
تعتبر شبكة الإنترنت (شبكة المعلوماتية) من أحدث التقنيات في الوقت الحالي.. وهي ترتبط بتقنيات الإتصال والمعلومات والكومبيوتر التي تطورت تطورا كبيرا منذ أواخر القرن الماضي، ولا تزال تتطور بسرعة واستمرار.
ويتردد كثيرا من مختلف الأوساط أن الإنترنت هو تسلية وإزعاجات وبحث عن الممنوعات.. وهذا ليس صحيحا على إطلاقه.. وهناك استخدامات جادة ومفيدة جدا في مختلف الميادين الحياتية والثقافية والعلمية والإجتماعية وغيرها.
ويلعب التوجيه هنا دورا هاما في الإستفادة الحقيقية من هذا التطور التقني المفيد.
والإدمان على الإنترنت بمعنى قضاء أوقاتا طويلة مع الشبكة وإهمال القيام بالمسؤوليات التي يجب القيام بها أمر واقع.. وهناك تفسيرات عديدة لذلك.. ومنها:
المتعة الشخصية التي تقدمها هذه التقنية فهي تقنية جذابة تتطلب الوقت.. ويمكن للفرد أن يشعر بتحقيقه لنفسه من خلالها. كما أن الهروب من مشكلات عملية وإجتماعية يعتبر عاملا هاما.. فالإنسان مجبول على الهروب من الألم إلى المتعة واللذة بأشكالها المتنوعة.. مما يطرح ضرورة حل المشكلات ومواجهتها بدل الهروب منها.. كما أن المقصر ربما يهرب إلى الإنترنت تغطية وإهماله في واجباته المتنوعة بحجة أنه يقوم بعمل آخر مفيد. ومن العوامل العامة أيضا البحث عن تحقيق الشخصية وإثباتها.. وتوفر الإنترنت مجالا مناسبا من حيث إبداء الرأي والحوار إضافة للتحكم بالتقينات والبراعة فيها بسهولة نسبية مما يشد المستخدم ويشعره بقيمته وأهميته.. ولا سيما في حال جهل من حوله بتلك الأمور.. وهنا نجد مثلا أن المراهق يتعلق بالإنترنت بدافع التنافس مع أخيه الأكبر أو أبيه حيث يمكن له أن يسجل انتصارات متعددة. وفي بعض الحالات نجد هروب الأزواج أو الزوجات إلى الإنترنت بعيدا عن مشكلات الزواج اليومية والإحباطات.. مما يزيد في المشكلات الأسرية.. ويستدعي كل ذلك ضرورة مراجعة النفس والسير في حل المشكلات بدلا عن الهروب منها.
ولابد من التأكيد أن التعامل مع أية تقنية يتطلب عددا من الأمور والضوابط.. وهناك سوء الإستعمال لأية تقنية كما أن هناك حسن الإستعمال.. ولابد من تعلم أساسيات تقنيات الكومبيوتر والإنترنت بما يخدم تطوير المهارات العامة والفردية وبما يتناسب مع طبيعة العصر وتطوره. ومن المتوقع ازدياد المتعاملين مع شبكة الإنترنت في مجتمعاتنا وتحسن استعمال هذه التقنية بما يفيد وينفع.. ولابد من تشجيع الإستعمال الحسن وتطويره والتأكيد عليه من خلال شرح فوائد الإنترنت ومجالاتها وآفاقها وبشكل عملي للجميع.. بدل التركيز على الجوانب السلبية وتضخيمها.