الآثار الاجتماعية لاستخدام الانترنت لدى الشباب في الإمارات
إعداد الباحثة/ مريم آل علي
مستخلص الدراســة
هدفت هذه الدراسة إلى بيان الآثار الاجتماعية لاستخدام الإنترنت لدى الشباب في الإمارات، وذلك من خلال :
بيان فئات مستخدمي الإنترنت .
ومدى مواجهة ضغوط أسرية تجاههم.
والأماكن المفضلة وأهم دوافعهم وعدد الساعات اليومية .
وبيان الآثار الإيجابية والسلبية المترتبة علي استخدامهم.
وتوصلت الدراسة الميدانية إلى عدة نتائج وتوصيات تمثلت في:
سهولة الحصول على المعلومات وتبادلها.
زيادة التواصل مع الأصدقاء والأقارب وزيادة المستوى الثقافي.
وجود بعض الآثار السلبية للإنترنت كالدخول إلى المواقع المحظورة.
والتأثير السلبي على الحياة الأسرية والاجتماعية والانعزال عن الآخرين.
وتدني المستوى الدراسي.
المقدمة
بدأت تقنية الإنترنت بالانتشار في الآونة الأخيرة بشكل واسع ، بحيث لا تكاد جهة تخلو من جهاز الحاسب الآلي واعتمادها الكبير على الإنترنت في إنجاز مهامها ونشاطاتها اليومية وتقديم خدماتها لجميع مستخدمي الشبكة.
وأصبحت دولة الإمارات رائدة في مجال التطور الثقافي باستخدام الإنترنت، وذلك ما يدعو إلى أن هذه المنطقة تحتاج تمهيداً أو تسهيلاً لانتشار استخدام شبكة الإنترنت .
وقد أدى ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت بمعدلات كبيرة سنوياً ، وانخفاض تكلفة الاتصال بالإنترنت في معظم مناطق العالم إلى تسهيل وتوسع عمليات تبادل البرامج السلبية إلى جانب الإيجابية.
بالإضافة إلى الإشارة بأن الشباب هم الفئة الأكثر تعرضاً لمخاطر الإنترنت ، وهناك مهددات كثيرة مؤدية لذلك منها جهل بعض الآباء بتقنية الإنترنت مما يضعف فرض الرقابة الأسرية عليهم بالإضافة إلى إدمان بعض الشباب على استخدامه .
فإن الاستخدام المتزايد للإنترنت وإن كان لا يمكن التخلف عنه لماله من فوائد جمة وعظيمة في مجال الرقي والتقدم الإنساني ، إلا أن هذه الإيجابيات يقابلها وجه مظلم متمثل في الآثار السلبية والخبرات الضارة التي قد يستمدها الشباب من هذه الشبكة العالمية الناتجة عن سوء الاستخدام والاستغلال السيئ لهذه التقنية لما يترتب عليه من آثار سلبية على مستخدمي الشبكة
وأخيراً لابد من إيجاد أمن ثقافي عن طريق الترشيد من جانب المجتمع وفرض الرقابة ومشاركة الأسرة والمربين في متابعة الأبناء عند استخدام الشبكة من حيث اختيار المواضيع المناسبة والفترة الزمنية الملائمة .
مشكلة الدراسة :
تكمن مشكلة الدراسة في تحديد الآثار الإيجابية إلى جانب الآثار السلبية للإنترنت .
والوقوف على المعوقات والتحديات المتعلقة باستخدام الإنترنت .
وأهم المهددات المترتبة على مستخدمي الشبكة .
إضافة إلى تحديد أكثر الجرائم ارتكاباً من قبل مستخدمي الشبكة.
أهداف الدراسة :
التعرف على واقع الآثار الاجتماعية الإيجابية لاستخدام الإنترنت لدى الشباب في الإمارات.
التعرف على واقع الآثار الاجتماعية السلبية لاستخدام الإنترنت لدى الشباب في الإمارات.
أهمية الدراسة :
على المستوى النظري: للكشف عن الآثار السلبية والإيجابية على استخدام الإنترنت على الشباب.
أما على المستوى التطبيقي: فتتمثل أهميتها في دولة الإمارات التي تشهد تزايداً مستمراً في استخدام الإنترنت وإقبال الشباب عليه في التعليم وكذلك في مجال العمل وما يترتب عليه من آثار على الحياة الأسرية والعملية وعلى الأمن والجريمة.
تساؤلات الدراسة :
ما الآثار الاجتماعية لاستخدام الإنترنت لدى الشباب في الإمارات ؟
ما الدافع لاستخدام الإنترنت ؟
ما أكثر الآثار الإيجابية لاستخدام الإنترنت ؟
ما أكثر الآثار السلبية لاستخدام الإنترنت والناجمة عن الدخول إلى مواقع محظور الدخول إليها أو إباحية ؟
ما المعوقات والتحديات المتعلقة باستخدام الإنترنت ؟
ما المهددات المترتبة على استخدام الإنترنت ؟
ما أكثر الجرائم ارتكاباً من قبل بعض مستخدمي شبكة الإنترنت ؟
ما أهم المقترحات لمواجهة الآثار السلبية وتدعيم الآثار الإيجابية
لاستخدام الإنترنت؟
إجراءات الدراسة :
مجتمع الدراسة :
العينة :
الأداة :
الصدق والثبات :
المفاهيم الأساسية للدراسة :
مفهوم الإنترنت :
الإنترنت عبارة عن حاسب آلي يتحدث إلى حاسب آلي آخر يرتبطان بواسطة – سلك التليفون العادي ، أو أي فرع آخر من الكوابل ، وإذا كانت الحواسيب موجودة في أماكن بعيدة ومتفرقـة فيمكن استخدام الأقمار الصناعية للربط بينها ليتحقق بذلك الاتصال الدولي عبر الإنترنت ، وحتى في داخل الدولة ذاتها تعتمد شبكة الإنترنت على الوصلات الوسيطة بين نقطتين .
مفهوم الآثار الاجتماعية :
نجد هناك اتجاهان بالنسبة للتأثيرات الاجتماعية لاستخدام الإنترنت على الشباب..
فالاتجاه الأول يركز على إبراز التأثيرات الإيجابية المستهدفة من استخدام الشباب للإنترنت.
والاتجاه الثاني يركز على التأثيرات الجانبية لاستخدام الإنترنت على سلوك الشباب .
الدراسات السابقة :
الخلاصـــــــة
أولاً : النتائج المتعلقة بالبيانات الديموجرافية :
أن معظم فئات الشباب من الذكور والإناث الذين يستخدمون الإنترنت في الفئة العمرية من (19 إلى 29) سنة وذلك يعني تركز استخدام الإنترنت على فئات الشباب بصورة أكبر حيث بلغت نسبتهم (73.10%) من مجموع عينة الدراسة.
معظم مستخدمي شبكة الإنترنت من فئة العـزاب حيـث بلغت نسبتهم (87.10%) ، تليها فئة المتزوجين بنسبــة (11.10%).
تبين أن معظم مستخدمي شبكة الإنترنت من المستوى التعليمي الجامعي حيث أحتل المرتبة الأولى نسبة (56.80%) بالنسبة لجميع أفراد العينة.
,أن معظم أفراد العينة من الفئة التي لا تعمل بنسبة (83.70%) ، وذلك طبيعي خاصة وأن معظم مستخدمي الإنترنت من الطلبـة الدارسين ، تليها الفئة التي تعمل في المجال الحكومي (11.40%).
ثانياً : النتائج المتعلقة بالآثار الاجتماعية لاستخدام الإنترنت لدى الشباب في الإمارات :
تبين أن معظم مستخدمي شبكة الإنترنت يتمثل موقعهم بين فئات المستخدمين بأن لديهم إلمام جيد بالنسبة للذكور والإناث بنسبة (53.90%) .
ثم مبتدى ء(27.20%).
وضحت النتائج أن (85.20%) لا يواجهون أية ضغوط أسرية تجاه استخدام الإنترنت.
بينما تراجعت نسبة الذين يواجهون رفضاً وضغوطاً من الأسرة بنسبة (14.80%).
أكدت نتائج الدراسة الميدانية أن المنزل هو المكان المفضل لاستخدام الإنترنت لدى الذكور والإناث (69.20%) .
ثم في الجامعة (26.10%) .
ومقاهي الإنترنت (13.80%) .
تبين من النتائج أن أهم دوافع استخدام الإنترنت لدى الشباب للتعلم والإطلاع وتطور المعرفة بنسبة (81.90%) .
و للتسلية بنسبة (63.60%) .
وللأبحاث العلمية (61.30%) .
ونلاحظ أن الدوافع السلبية ترتفع نسبتها لدى الذكور عن الإناث مثل دافع الدخول إلى المواقع المحظور الدخول إليها لدى الذكور (18.72%) ، بينما لدى الإناث (3.64%).
وكذلك للدردشة لدى الذكور (56.15%) بينما لدى الإناث (12.82%).
تبين من النتائج أن غالبية أفراد العينة يستخدمون الإنترنت من ساعة إلى ساعتين يومياً (40.90%).
يليها ساعتان فأكثر (23.70%) وقد يتسبب ذلك في انعزال الشاب المستخدم للإنترنت ساعات طوال عن جو الأسرة.
من أكثر الآثار الإيجابية لاستخدام الإنترنت :
(76.80%) أكدوا على أن سهولة الحصول على المعلومات وتبادلها .
(62.10%) للتواصل مع الأصدقاء داخل وخارج الدولة.
(58.30%) زيادة المستوى المعرفي والثقافي والتحصيلي
كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن (66.70%) لم يحاولوا الدخول إلى المواقع المحظور الدخول إليها .
بينما (33.30%) حاولوا الدخول إلى المواقع المحظورة.
وبالمقارنة بين الذكور والإناث نجد ارتفاع نسبة الذكور الذين دخلوا تلك المواقع المحظورة بنسبة (48.1%) عن نسبة الإناث التي بلغت (13.24%).
من أسباب دخول مستخدمي الإنترنت إلى المواقع المحظورة ما يلي :
حب الاستطلاع (29.20%) .
لتحقيق مصالح خاصة (5.90%) .
وإرسالهـا لآخريـن (4.10%) .
ولتغيير المعلومات أو إلغائها (3.70%) .
واستخدام مواقع الآخرين كأداة هجوم على موقع آخر (3.20%).
و نشر المعلومات التي يعاقب عليها القانون (3.10%).
أكثر الآثار السلبية لاستخدام الإنترنت تتمثل في التالي:
التأثير الأخلاقي بنسبة كبيرة تصل إلى (64.30%).
التأثير السلبي على جوانب الحياة الأسرية والعائلية (51%) .
و تأثير سلبي آخر على العلاقات الاجتماعية والتعامل مع الأصدقاء والانعزال عن الآخرين (38.50%).
أظهرت نتائج الدراسة أن أهم المعوقات والتحديات المتعلقة باستخدام الإنترنت لدى الشباب تمثلت في
كثرة المواقع المزيفة التي تربك المستخدمين وتوقعهم في بعض المشكلات (84.49%) .
وانتشار فيروسات الكمبيوتـر (84.45%).
من أهم المهددات المرتبة على استخدام الإنترنت
الإدمان على استخدام الإنترنت (52%) .
ضعف الترابط الأسري (41.50%) .
إضافة إلى ضعف دور الرقابة الأسرية (37.50%).
أكثر الجرائم ارتكاباً بين مستخدمي شبكة الإنترنت من الشباب
نشر معلومات (نص أو صورة أو صوت) منتهكة لحقوق الأفراد (63%) .
التلاعب بعمليات الحاسب الآلي أو إيقافها (50.50%).
المقترحات لمواجهة الآثار السلبية لاستخدام الإنترنت:
تشجيع استخدام الإنترنت لتطوير الإبداع والعلم والابتكار (68.10%) من مجموع أفراد العينة.
المقترحات لتدعيم الآثار الإيجابية لاستخدام الإنترنت:
نشر الوعي عن طريق وسائل الإعلام (68.10%).
اهتمام أرباب الأسر بمتابعة الأبناء ومراقبتهم أثناء استخدام شبكة إنترنت (62.40%).
التوصيـــــات
نشر الوعي والتثقيف الأسري نحو استخدام الإنترنت والتمييز بين الجانب الإيجابي والسلبي
2- فرض الرقابة الأسرية على الأبناء والطلبة مستخدمي شبكة إنترنت لمنع دخولهم على المواقع المحظور الدخول إليها وتعزيز المراقبة الذاتية لديهم.
3- دعوة مراكز التوجيه والإرشاد الأسري بنشر التثقيف الأسري نحو مخاطر الإنترنت على الجانب الأخلاقي من اقتباس أفعال وأقوال منافية للتربية السليمة والتي تنعكس سلباً على المحيط الأسري والاجتماعي والعلمي والأمني وإعداد محاضرات تخص هذا الجانب وترشيد أوقات استخدام الإنترنت.
4- اهتمام الجهات المسئولة بمراقبة المواقع المختلفة للإنترنت لحذف المواقع المزيفة والغير جدية والتي تربك المستخدمين وتدخلهم في بعض المشكلات وللتخلص من فيروسات الكمبيوتر والقرصنة والسرقات الإلكترونية للمعلومات والتعرض للاحتيال.
5- ضرورة فرض الحماية التشريعية والقانونية لبرامج الإنترنت بالإضافة إلى إيجاد الحماية والأمن للمستخدمين وتقليل تكلفة الاستخدام للشبكة.
- تشديد العقوبة على المخالفين للاستخدام السليم للإنترنت والمنتهكين لحقوق الآخرين لمنع إساءة استخدام المعلومات أو تغييرها أو إتلافها والتخلص من عمليات السرقة والتزوير والتهديد الخارجي.
7- تشجيع الآباء والمعلمين والمؤسسات التربوية وجميع الجهات المسئولة لاستخدام الإنترنت باختيار المواقع المناسبة والتحذير من الدخول إلى المواقع المحظورة من أجل تطوير الإبداع والعلم والابتكار.
8- زيادة المواقع المستخدمة باللغة العربية إلى جانب المواقع الأجنبية.
9- عقد المزيد من الندوات والمؤتمرات ونشر الكتب والمقالات التي تساعد على نشر الوعي باستخدام الإنترنت والتعرف على إيجابياته وسلبياته وبناء الثقة بالنفس والتحرر من الشعور بالنقص في مجال التكنولوجيا والإنترنت.
10- اهتمام الجهات المختصة بوضع برامج اجتماعية تربوية عن طريق الإنترنت تخدم الأسر والمجتمع وإعداد المزيد من المبحوث والدراسات في مجال الآثار المترتبة على استخدام الإنترنت.
واللــه ولــي التــوفيــق