تأثير برامج التليفزيون العام والصحافة على العملية التربوية وأهمية تدريب المدرسين على الإفادة منها
لا يخفى على أحد أن هناك مجموعة من المؤثرات المتواجدة في البيئة الاجتماعية والثقافية لها تأثير كبير في العملية التربوية التي تتم داخل الإطار المدرسي بل إن هناك تأكيدات جازمة الآن بأن هذه المؤثرات تمثل جزءا لا يتجزأ من مجموع الخبرات التعليمية التي يحصل عليها الطفل من المصادر المختلفة . ولقد أدى وجود هذه المؤثرات على اختلاف أنواعها من أجهزة اتصال جماهيري (راديو - تلفزيون - صحافة) إلى وجود الحاجة إلى إعادة النظر في دور المدرسة ووظائفها وكذلك إعادة النظر في دور المعلمين في العملية التربوية حيث أن المدرسة لم تعد هي الجهة الوحيدة التي تتولى عملية تقديم الخدمات التعليمية للمجتمع ولم يعد المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة . فلقد بدأت وسائل التعليم الأخرى (خارج المدرسة) في تحمل جزء من مسؤولية تقديم هذه الخدمات . غير أن مشكلة التكامل التعليمي بين التعليم المدرسي والتعليم خارج المدرسة لم يتم طرحها بعد بشكل جدي بالرغم من وجود الدلائل الكافية على أن النوع من التعليم له تأثير مباشر على الخلاصة النهائية للعملية التربوية . إن وجود هذه المؤثرات التي أدت بدورها إلى تعدد مصادر التعليم ، قد أبرزت الحاجة إلى ضرورة إعادة النظر في طرق وأساليب إعداد وتدريب المعلمين فلقد أصبح من الضروري أن يتعرف المعلم على هذه المؤثرات والطريقة التي يؤثر بها على العملية التربوية، بل ويفترض فيه أن يكون مزودا بالقدرات والخبرات التي تمكنه من استيعاب هذه المؤثرات والتعرف على مصادرها واستخدام ما هو مناسب في العملية التعليمية . وفي المقابل يجب أن يلم الإعلاميون بالأهداف التربوية وأسس بناء البرامج التعليمية ووسائل تنفيذها حتى تتكامل العمليات الإعلامية والتربوية في تحقيق النمو المرغوب فيه . أن تفاعل الإعلام والتعليم يمكن أن يساعد إلى حد كبير في توجيه ثقافة المجتمع ويحقق أهدافه التربوية.. كما أن إثارة الأهمية البالغة لوضع إستراتيجية تربوية إعلامية يسهم في تنفيذها كل من الإعلام والعمل المدرسي في ضوء التغيرات الاجتماعية والتقنيات العلمية والاتجاهات التربوية المعاصرة - كفيل بتحقيق تنمية اجتماعية شاملة وبناء الإنسان القادر على تطويرها والإفادة منها بما فيه خيره وخير وطنه ومواطنيه .