"رؤية مستقبلية لتفعيل دور التليفزيون المصرى فى مواجهة أبعاد القضية السكانية فى ضوء أراء عينة من النخبة الإعلامية"

"رؤية مستقبلية لتفعيل دور التليفزيون المصرى فى مواجهة أبعاد القضية السكانية فى ضوء أراء عينة من النخبة الإعلامية"
د. عادل عبد الغفار(*)
مقـدمة:
تنبهت مصر إلى خطورة الزيادة السكانية وما تمثله من عائق أمام جهود التنمية الشاملة منذ منتصف القرن الماضى، وبدأ منذ ذلك الوقت الاهتمام بتعبئة جهود مؤسسات المجتمع المختلفة للعمل على ضبط الزيادة السكانية، كما توالى إصدار الاستراتيجيات التى تناولت السياسة السكانية فى مصر( ).
وتحظى القضية السكانية بأبعادها المختلفة بأهمية خاصة حالياً فى خطاب القيادة السياسية وأجندة العمل الحكومى والأهلى والأكاديمى، عقب إعلان نتائج التعداد السكانى الشامل الذى أجراه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى عام 2006، وأعلنت نتائجه فى عام 2008، والتى أكدت تجاوز معدل النمو السكانى نسبة 2% سنوياً، كما أشارت إلى أن استمرار الزيادة السكانية بهذا المعدل سوف يصل بتعداد سكان مصر إلى95 مليون نسمة عام 2017، و120 مليون نسمة عام 2030( ).
وربطت التقارير الرسمية بين استمرار الزيادة السكانية بمعدلاتها الحالية وتراجع نصيب المواطن المصرى من الأرض الزراعية ليصل إلى فدان واحد لكل15 فرد، ونقصان نصيب المواطن من المياه ليصل إلى 468م3، وزيادة أعداد تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى 14 مليون تلميذ، وزيادة عدد فرص العمل المطلوب توفيرها سنوياً إلى 1.2 مليون فرصة بحلول عام 2030( ).
وتزداد صعوبة مواجهة الزيادة السكانية فى مصر عند ربطها بسوء توزيع السكان على الموارد، حيث يتوزع السكان على مساحة 8% فقط من إجمالى المساحة الكلية لمصر، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع الكثافة السكانية فى المدن الكبرى، بدرجة يترتب عليها قصور البنية الأساسية والاجتماعية، وارتفاع معدلات الفقر، مصحوباً بسوء التغذية والبطالة والأمية، وتدنى وضع المرأة، والتعرض للمخاطر البيئية( ).
كما تزداد القضية السكانية تعقيداً عند ربطها بالخصائص السكانية للمجتمع المصرى، حيث يوجد خلل واضح فى التركيب السكانى للمجتمع، من خلال ارتفاع نسبة الإعالة الديموجرافية التى تصل إلى 61%،كما ترتفع نسبة الأمية لتصل إلى 30%، و تزيد بين الإناث لتصل إلى 50%، كما تزيد نسبة البطالة عن 10% وفق الإحصائيات والتقارير الرسمية( ).
وأمام هذه التحديات، تسعى الخطة الاستراتيجية القومية للسكان فى مصر إلى خفض معدل الخصوبة الكلى إلى 2.4 لكل سيدة بحلول عام 2012، و 2.1 لكل سيدة بحلول عام 2017، وذلك من خلال تنفيذ أربعة محاور أساسية، يتمثل أولها فى الارتقاء بخدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، ويتصل ثانيها بتغيير الاتجاهات والسلوكيات لتبنى مفهوم الأسرة الصغيرة، ويربط ثالثها بين التوجهات السكانية والتنمية الشاملة، ويفعل رابعها نظام المتابعة والتقويم الشامل( ).
ويقع الإعلام ووسائل الاتصال المباشر فى قلب الخطة القومية للسكان لتنفيذ المحور الخاص بالتوعية السكانية، وتحفيز الأسر لضبط معدلات النمو السكانى، والإقبال على خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، جنباً إلى جنب مع تفعيل دور الإعلام والاتصال المباشر فى الارتقاء بالخصائص السكانية، وتشجيع الشباب على الإقامة بالمجتمعات العمرانية الجديدة.
ونظراً للدور الهام المنوط بوسائل الإعلام والاتصال المباشر فى التوعية بالقضية السكانية بأبعادها المختلفة، فإنها تحتاج إلى التقييم المستمر، كما تحتاج إلى استشراف الرؤى المستقبلية التى تسهم فى تفعيل دورها فى المواجهة الشاملة لهذه القضية فى ضوء أراء الخبراء والمعنيين بالوعى السكانى.
مشكلة البحث وأهميته:
يحتل التليفزيون أهمية خاصة فى التوعية بأبعاد القضية السكانية فى ضوء ما يتميز به من خصائص فنية فريدة، وقدرة فائقة على الانتشار الواسع، ومخاطبة كافة فئات المجتمع، وتوظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة، وتقديم أشكال وقوالب فنية جاذبة لفئات الجمهور المختلفة.
وأنشأت الدولة مركز الإعلام والتعليم والاتصال بالهيئة العامة للاستعلامات عام 1979ليتولى مهام الوعى السكانى ،وأعطى هذا المركز أهمية خاصة للتليفزيون فى التوعية السكانية منذ ذلك التاريخ، و تعاونا معا فى تقديم العديد من الحملات الإعلامية التى دعت فى معظمها إلى تبنى تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، وخلال عقد الثمانينيات حذرت برامج ومضامين وحملات التليفزيون من مخاطر الزيادة السكانية على الأسرة والمجتمع، ودعت برامج التليفزيون وحملاته المختلفة خلال عقد التسعينيات إلى المواجهة الشاملة للقضية السكانية، حيث تعددت مداخل الإقناع، وبدأت جهود مخاطبة الرجل لمشاركة المرأة فى تنظيم الأسرة، كما روجت للصحة الإنجابية بمفهومها الشامل، وفطن التليفزيون ضمن وسائل الإعلام المختلفة إلى أهمية الاهتمام بالأبعاد الأخرى للقضية السكانية متمثلة فى الارتقاء بالخصائص السكانية، وإعادة توزيع السكان على الموارد( ).
وأعقب انعقاد المؤتمر القومى للسكان فى يونيو 2008 بحضور القيادة السياسية وممثلى الأجهزة الحكومية والأهلية والأكاديمية اهتمام خاص من جانب وسائل الإعلام عموماً ،والتليفزيون خصوصاً للتصدى للقضية السكانية، حيث يفرد التليفزيون حالياً عدداً من البرامج والحملات التى تستهدف تنمية الوعى السكانى لدى الجمهور.
وتعنى هذه الدراسة بتقييم أداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية بأبعادها المختلفة، للتعرف على نقاط القوة والضعف التى يتسم بها أداء التليفزيون فى مواجهة هذه القضية، إضافة إلى تقديم رؤية مستقبلية لتفعيل دور التليفزيون فى المواجهة الشاملة للقضية السكانية بأبعادها المختلفة فى ضوء الاستفادة بأراء عينة من النخبة الإعلامية ذات الخبرة فى هذا المجال.
وتنبع أهمية هذا البحث فى ضوء مجموعة الاعتبارات الآتية:
- أهمية القضية السكانية وعمق تأثيرها على كافة أبعاد التنمية فى مصر.
- مواكبة الزخم الجارى بشأن القضية السكانية على المستوى الحكومى والأهلى.
- الاستفادة من تجارب بعض الدول النامية فى توظيف الإعلام لمواجهة القضية السكانية.
- توظيف التسويق الاجتماعى لتفعيل أداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية.
- الاستفادة من أراء الخبراء فى صياغة رؤية مستقبلية تسهم فى تفعيل أداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية.
أهداف البحث:
يسعى هذا البحث إلى تحقيق مجموعة الأهداف الآتية:
- تقييم النخبة الإعلامية لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية.
- تقييم النخبة الإعلامية لخصائص رسائل التوعية السكانية التى يقدمها التليفزيون المصرى.
- تقييم النخبة الإعلامية لأداء القائم بالاتصال المشارك فى تقديم رسائل التوعية السكانية.
- تقييم النخبة الإعلامية لمستوى الحملات الإعلامية التى يقدمها التليفزيون المصرى للتوعية بالقضية السكانية.
- رؤية النخبة الإعلامية لتفعيل دور التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية مستقبلاً.
الإطـــار النظرى للبحث:
يعتمد هذا البحث فى إطاره النظرى على الأسس والمبادئ العلمية للتسويق الاجتماعى الذى يعنى بنشر وترويج الأفكار التى تسهم فى حل مشكلات اجتماعية يعانى منها المجتمع، وتعريف الجماهير بكيفية التغلب عليها( ).
وتختلف وجهات النظر بين علماء الاتصال بشأن رؤيتهم للتسويق الاجتماعى فى علاقته بنظريات الاتصال، فالبعض مثل باران وديفيز (Baran & Davis) يتعامل مع التسويق الاجتماعى Social Marketing باعتباره نظرية اتصالية مستقلة بذاتها، حيث تعد امتدادا طبيعيا لنظريات الاتصال الإقناعى وانتشار المستحدثات وتدفق المعلومات على مرحلتين والتعلم الاجتماعى وغيرها من نظريات التأثير الإعلامى( ).
ويرى بعض آخر مثل جوردون وآخرون (Gordon et als) أن التسويق الاجتماعى لا يعد نظرية اتصالية فى حد ذاته ،ولكنه بمثابة إطار عمل يستفيد من معطيات النظريات الاجتماعية والنفسية والاتصالية فى فهم السلوك الإنسانى وتحليله، ومعرفة كيفية التأثير فيه بنجاح( ).
ويميل الباحث إلى تأييد وجهة النظر القائلة بأن التسويق الاجتماعى لا يقدم نظرية اتصالية مستقلة، باعتباره لا يتضمن فرضية علمية محددة يمكن اختبارها فى الواقع العملى، ولكنه يستفيد من معطيات وفروض العديد من نظريات التأثير الإعلامى فى تطبيقاته العملية، وينبغى فى ضوء ذلك التعامل مع التسويق الاجتماعى باعتباره "فن تغيير الأفكار والاتجاهات والسلوكيات السلبية لحل مشكلة اجتماعية تفرض نفسها على المجتمع، أو نشر أفكار ومعارف جديدة تساعد على تبنى الجمهور اتجاهات وسلوكيات حديثة، وذلك بالاعتماد على الأسس العلمية لنظريات التأثير الإعلامى".
فالتسويق الاجتماعى يستفيد من فروض نظرية ترتيب الأولويات Agenda Setting فى وضع المشكلات الاجتماعية فى قائمة اهتمامات الجمهور وأولوياته خلال فترة زمنية معينة( ).
ويتدرج التسويق الاجتماعى فى تحقيق أهدافه وفق معطيات نظرية التعلم الاجتماعى Social learning، حيث يبدو منطقياً البدء بالتأثير فى معارف الجمهور كمرحلة أولى، يليه التأثير فى اتجاهاته، ثم التأثير فى سلوكياته لحل مشكلة اجتماعية معينة( ).
ويتسم التسويق الاجتماعى بالفعالية فى التصدى لبعض المشكلات الاجتماعية من خلال تطبيق معطيات نظرية تدفق المعلومات، حيث التكامل بين وسائل الاتصال الجماهيرى والمباشر فى حملات التسويق الاجتماعى، للاستفادة من المزايا التى ينفرد بها كل نوع من وسائل الاتصال فى إحداث التغيير الاجتماعى المطلوب( ).
ويستفيد التسويق الاجتماعى من نماذج الاتصال الإقناعى فى تحديد كيفية إحداث التأثير المطلوب فى الجماهير بكفاءة عالية من جانب وسائل الاتصال، اعتماداً على تحديد العوامل الخاصة بالقائم بالاتصال وتتمثل فى الخبرة والموضوعية والقوة والجاذبية، وكذلك المتغيرات الخاصة بالجمهور، وتتمثل فى الاستعداد أو خلق الاستعداد، وتحليل خصائصه الديموجرافية والاجتماعية والنفسية، والوعى بعمليات التعرض والإدراك والتذكر الانتقائى لرسائل الاتصال، إضافة إلى العوامل الخاصة بسمات الرسالة الإعلامية مثل: ما ينبغى التركيز عليه ،ودرجة الوضوح مقابل الضمنية، والتنوع فى الاستمالات المستخدمة( ).
ويعتمد تطبيق الأسس العلمية للتسويق الاجتماعى فى الواقع العملى على منهجية عمل تبدأ بتحديد الأهداف، وتحليل الخصائص الاجتماعية والنفسية والديموجرافية لفئات الجمهور المستهدف، وتحليل المعوقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية فى بيئة الاتصال،وتحديد وسائل الاتصال الأكثر فعالية فى التعامل مع الجمهور المستهدف ، وصياغة الرسائل الإعلامية بما يتوافق مع معطيات نماذج الاتصال الإقناعى، وتقديمها فى إطار أشكال وقوالب فنية متنوعة قادرة على جذب الاهتمام وخلق الرغبة فى المتابعة، مع الحرص على المتابعة المرحلية والتقييم من خلال استطلاع أراء عينات تمثل فئات الجمهور المستهدف( ).
ويحتاج النجاح فى إحداث التغيير الاجتماعى المنشود فى بعض الأحيان عدم الاكتفاء بحملات التسويق الاجتماعى من خلال وسائل الاتصال، بل يحتاج الأمر تدخل الدولة بتطبيق آليات سياسية أو قانونية أو اقتصادية أو تكنولوجية لتحقيق التغيير المطلوب، أو لتحفيز الجمهور لتبنى سلوكيات جديدة( ).
ويستفيد هذا البحث من الأسس والمبادئ العلمية التى يقوم عليها التسويق الاجتماعى فى تقييم النخبة الإعلامية لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية، من خلال تضمين صحيفة الاستقصاء مجموعة من الأسئلة التى تستهدف تقييم أداء التليفزيون المصرى فى مواجهة هذه القضية، وفق الأسس العلمية للتسويق الاجتماعى ومجموعة الفروض والنظريات العلمية التى يستند إليها، لمعرفة حدود تطبيق ذلك فى الواقع العملى لأداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية.
إضافة إلى ما تقدم، تستفيد هذه الدراسة من الأسس العلمية للتسويق الاجتماعى فى صياغة رؤية مستقبلية لتفعيل أداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية.

مراجعة الدراسات السابقة:
تعددت الدراسات العربية التى تناولت دور وسائل الاتصال الجماهيرى والمباشر فى التوعية بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية كأحد أبعاد القضية السكانية فى المجتمع المصرى، وتباينت زوايا اهتمام كل منها، ويمكن استعراض ما خلصت إليه من نتائج فى السطور التالية:
خلصت هبه مسعد( ) من دراستها حول تأثير وسائل الاتصال على تنظيم الأسرة فى الريف المصرى، والتى طبقتها على قريتين مصريتين باستخدام المسح الميدانى إلى أن التليفزيون يأتى فى مقدمة مصادر المعلومات لدى أفراد الريف حول تنظيم الأسرة يليه الإذاعة ثم الصحف. ورغم ارتفاع نسبة المؤيدين لتنظيم الأسرة كحل للقضية السكانية إلا أن الممارسين لتنظيم الأسرة فى عينة الدراسة لم يزد عن 34% فقط، ولا تزال نسبة مرتفعة من المبحوثين تؤمن بأن الذكور يحافظون على الميراث (73%)، كما أنهم يعدون سند للأسرة فى المستقبل(68%).
وانتهت نيفين غباشى( ) من دراستها حول دور قادة الرأى فى حملات التسويق الاجتماعى الموجهة للمرأة الريفية بالتطبيق على قريتين إحداهما بالوجه البحرى والأخرى بالوجه القبلى إلى أن الاتجاه نحو تنظيم الأسرة أكثر إيجابية فى ريف بحرى مقارنة بريف قبلى، كما سيطرت عقدة إنجاب الولد على سيدات الريف القبلى بشكل يفوق سيدات الوجه البحرى، ووافقت 70% من سيدات القرية فى عينة الوجه القبلى على الاستمرار فى الإنجاب حتى يأتى الولد، كما سيطرت مفاهيم العزوة الاجتماعية والأسرة كبيرة العدد فى ريف قبلى، واقترحت هذه الدراسة أهمية الاستمرار فى إنتاج حملات إعلامية توجه للريف المصرى على وجه الخصوص للتصدى للمفاهيم السلبية كالعزوة وربط الرجل بالأولاد وعقدة إنجاب الولد وعدم معارضة الدين لتنظيم الأسرة، ومسئولية الرجل عن تحديد نوع المولود.
وقارنت دراسة قام بها عدنان محمود( ) بين التليفزيون المصرى والسورى فى التنمية الاجتماعية بالتطبيق على تنظيم الأسرة باستخدام تحليل المضمون للحملات الإعلامية المقدمة فى تليفزيونى البلدين،وخلصت إلى أن حملات التليفزيون المصرى تركز على الأهداف المعرفية (54%)، وتستخدم الوتر العقلى بنسبة مرتفعة (79%)، كما أنها أكثر توازنا فى مخاطبة الفئات الجماهيرية المختلفة، إلا أنها أقل تركيزاً على العوامل الاجتماعية والنفسية المرتبطة بتنظيم الأسرة فى مصر، وأوصت الدراسة بأهمية التكامل بين الرسائل الإعلامية لتغطية الجوانب المختلفة للقضية السكانية، وكذلك التنويع فى مداخل الإقناع، إضافة إلى التوازن بين الأهداف المعرفية والوجدانية والسلوكية.
وتناولت دراسة مسحية قامت بها ميرفت الطرابيشى( ) دور الاتصال فى نقل المعلومات الصحية للمرأة الريفية بالتطبيق على عينة قوامها 300 مبحوثة بإحدى قرى محافظة المنوفية باستخدام الاستبيان أداة لجمع البيانات، وخلصت منها إلى أن التليفزيون وقادة الرأى يأتيان فى مقدمة مصادر المعلومات الصحية للمرأة الريفية، وجاء فى مقدمة الموضوعات الصحية التى تحرص المرأة على الحصول على معلومات بشأنها تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، وأشارت الدراسة فى نتائجها إلى النجاح الجزئى لوسائل الاتصال فى تغيير اتجاهات المرأة الريفية نحو موضوعات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.
ورصدت دراسة ماجدة عامر وهالة نوفل( ) موقف جمهور الريف من حملات تنظيم الأسرة التى يقدمها التليفزيون ،بالتطبيق على عينة قوامها 200 مبحوثة من المرأة الريفية بعدد من قرى محافظة الجيزة، وخلصت الباحثتان إلى أن التليفزيون يأتى فى مقدمة مصادر معلومات المرأة الريفية حول تنظيم الأسرة (87%) كما يعزى للتليفزيون الفضل فى تنمية الوعى النسبى للمرأة ببرامج تنظيم الأسرة، ورصدت الدراسة وجود خلط لدى المرأة بين مفهوم تنظيم الأسرة وتحديد النسل، كما ينتشر التفسير غير الدقيق بين الأغلبية حول علاقة المشكلة السكانية بالخلية الأسرية الصغيرة، وينتشر التواكل لدى بعض المبحوثات تحت شعار الدين، كما رصدت الدراسة ترسيخاً غير متعمد فى الخطاب الإعلامى لفكرة تخفيض النسل على حساب الاهتمام بأبعاد القضية السكانية الأخرى.
وتناولت وسام نصر( ) دور حملات التوعية فى التثقيف الصحى للمرأة بالتطبيق على عينة قوامها 400 مبحوثة من المرأة المصرية فى الريف والحضر بمحافظات القاهرة الكبرى، باستخدام الاستبيان أداة لجمع البيانات. وخلصت الباحثة فى نتائجها إلى وجود ارتباط إيجابى بين نوع الوسيلة الإعلامية التى تعتمد عليها المرأة ومستويات المعرفة بتنظيم الأسرة لصالح التليفزيون، كما خلصت إلى وجود علاقة بين مشاهدة المرأة حملات التوعية الصحية وسلوكياتها نحو تنظيم الأسرة، وأوصت الدراسة بأهمية توخى الدقة فى التخطيط لحملات التوعية للمرأة المصرية بما يتوافق مع شرائحها المستهدفة.
وخلصت هناء السيد( ) من دراستها حول تأثير قنوات الاتصال الشخصى والجماهيرى على السلوك الإنجابى للأسرة ،بالتطبيق على عينة قوامها 298 مبحوثة من المرأة الريفية بقريتين إحداهما بمحافظة المنوفية والأخرى بمحافظة الإسماعيلية، إلى أن التليفزيون يعد الوسيلة الإعلامية الأكثر طرحاً لمسألة تقليل الإنجاب وفقاً لأغلبية المبحوثات (88%)، ورغم معرفة 100% من المبحوثات بتنظيم الأسرة إلا أن فهم ماهية التنظيم وأغراضه يحيطه الغموض بالنسبة للمبحوثات، وتفضل 58% من المبحوثات الاكتفاء بعدد معين من الأطفال (3-4 أطفال)، وتفضل النسبة الباقية ترك الأمر لمشيئة الله.ولا تزال نسبة 37% من القرويات يفضلن الولد على البنت، حيث يساعد الأب فى الكبر، ويضمن امتداد اسم العائلة، ويساعد فى الإنفاق على الأسرة، وأشارت نتائج الدراسة أيضاً إلى أن 75% من المبحوثات يستخدمن وسائل منع الحمل، ويرفض جميع الأزواج – وفقاً لإجابات المبحوثات – استخدام أية موانع لتنظيم الإنجاب، وأفادت المبحوثات أن غلاء المعيشة والارتفاع المتواصل فى الأسعار تعد الدوافع الرئيسية لتفضيل بعض القرويات إنجاب من 3-4 أطفال.
ونخلص من استعراض الدراسات السابقة التى أجريت فى البيئة الاجتماعية المصرية إلى عدد مهم من الملاحظات التى ينبغى أخذها فى عين الاعتبار لتطوير أداء الإعلام المصرى عموماً والتليفزيون خصوصاً فى المواجهة الشاملة لأبعاد القضية السكانية، وتشمل:
- وجود فجوة واضحة فى درجة اهتمام التليفزيون بأبعاد القضية السكانية لصالح تنظيم الأسرة.
- لا يزال للمعتقدات والموروثات الاجتماعية أثر سلبى واضح فى السلوك الإنجابى للأسرة المصرية.
- وجود فجوة واضحة بين المعرفة بتنظيم الأسرة والسلوك الإنجابى.
- لم يحقق الإعلام النجاح المنشود على مستوى تفعيل مسئولية الرجل فى القرارات والسلوكيات الإنجابية.
- افتقاد حملات التوعية لمبادئ التسويق الاجتماعى وأساليب التخطيط العلمى لمواجهة القضية السكانية.
- رغم أهمية التليفزيون كمصدر للمعلومات حول تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، فإنه لم يستغل بالشكل الأمثل حتى الآن.
- الجمع بين الاتصال المباشر والجماهيرى يعد ضرورة ملحة فى التعامل مع القضية السكانية.
ويمكن الاستفادة أيضاً من الدراسات السابقة التى تربط بين الإعلام والقضية السكانية فى عدد من الدول النامية للاستفادة من تجارب هذه الدول فى توظيف الإعلام، واستخلاص النتائج التى يمكن أن تثرى أهداف هذا البحث.
أشارت دراسة مسحية على عينة من الرجال قوامها 700 مبحوثاً فى زيمبابوى( )، حول العلاقة بين التعرض لوسائل الإعلام واستخدام الرجال لوسائل تنظيم الأسرة إلى أن وسائل الاتصال الجماهيرى إضافة إلى الإعلانات الخارجية والاتصال المباشر تسهم جميعاً فى تعريف الرجل بأهمية تنظيم الأسرة والوسائل المتبعة لتحقيق ذلك، وأشارت ذات الدراسة إلى أهمية مخاطبة الإعلام للرجل لتفعيل دوره فى المشاركة مع زوجته فيما يتصل بقرارات وسلوكيات الإنجاب بالأسرة.
وخلصت دراسة مسحية أجريت فى جامبيا( ) على عينة قوامها 400 من الذكور والإناث باستخدام الاستقصاء أداة لجمع البيانات إلى أن استخدام الشكل الدرامى فى التوعية بتنظيم الأسرة كان الأكثر جذباً للجمهور لمتابعة مضامين التوعية، كما أن متابعى الأعمال الدرامية الخاصة بالتوعية ارتفعت لديهم مستويات المعرفة والاتجاهات الإيجابية نحو تنظيم الأسرة خاصة بين غير المتعلمين، وتؤكد هذه الدراسة أهمية الأشكال والقوالب الدرامية فى جهود التوعية بتنظيم الأسرة والقضية السكانية عموماً.
وأوضحت دراسة مسحية أجريت فى كينيا( ) حول تأثير التعرض لحملات التوعية بالسلوك الإنجابى بالتطبيق على عينة من المرأة الكينية وجود علاقة ارتباط إيجابى بين تعرض المرأة لحملات التوعية الإذاعية واستخدام وسائل تنظيم الأسرة، فنسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة تصل إلى 15% بين النساء اللائى لا يتابعن حملات التوعية، ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 25% بين من تعرضن لحملات التوعية بالراديو، وتزيد لتصل إلى 40% بين من تعرضن لحملات التوعية بالراديو والصحف، وتصل إلى 50% بين من تعرضن لحملات التوعية فى كافة وسائل الإعلام، كما أشارت نتائج الدراسة إلى اختلاف عدد أفراد الأسرة المثالى من وجهة نظرة المرأة وفقاً لدرجة تعرضها لحملات التوعية فى وسائل الإعلام. ونخلص من هذه الدراسة إلى أهمية التكامل بين وسائل الإعلام المختلفة فى جهود التوعية السكانية.
وانتهت دراسة تركية( ) حول تأثير استخدام أسلوب الحملات الإعلامية المكثفة على السلوك الإنجابى لدى الأسرة فى تركيا، إلى أن نسبة السيدات اللائى استخدمن وسائل تنظيم الأسرة قد زاد بنسبة 5% بعد أربعة أشهر فقط من تقديم إحدى الحملات، وزادت هذه النسبة بشكل ملحوظ بين السيدات الحاصلات على مؤهل عالى لترتفع من 31% إلى 44%. وتؤكد هذه النتائج فعالية استخدام أسلوب الحملات الإعلامية فى التوعية السكانية.
وكشفت دراسة مسحية أجريت فى نيجيريا( ) على عينة قوامها 570 مبحوثة من ريف وحضر جنوب شرقى نيجيريا عن أن وسائل الإعلام ووسائل الاتصال المباشر يحتلان ذات الأهمية فى إمداد المرأة النيجيرية الشابة بالمعلومات حول تنظيم الأسرة، كما توصلت الدراسة إلى وجود فجوة واضحة بين المرأة الحضرية والريفية على مستوى المعارف والاتجاهات والسلوكيات المرتبطة بتنظيم الأسرة لصالح المرأة الحضرية،حيث تصل نسبة المعرفة بتنظيم الأسرة 92% للمرأة الحضرية مقابل 34% للمرأة الريفية، وعلى مستوى استخدام وسائل تنظيم الأسرة تصل النسبة للمرأة الحضرية 68% مقابل 13% للمرأة الريفية. وتؤكد هذه الدراسة أهمية التكامل بين الاتصال الجماهيرى والمباشر فى التوعية السكانية خاصة فى المناطق الريفية.
وعنيت إحدى الدراسات المسحية التى أجريت فى هندوراس( ) بتأثير النوع الاجتماعى على اتخاذ القرارات الإنجابية فى الأسرة، وخلصت الدراسة إلى أن قرارات الإنجاب تتم بالمشاركة بين المرأة والرجل على مستوى المناطق الحضرية والمرأة المتعلمة ذات المستوى الاقتصادى المرتفع، فى حين تتصل هذه القرارات بالرجل وحدة فى المناطق الريفية التى لا تحظى فيها المرأة بالتعليم، وينخفض فيها مستواها الاقتصادى. وأوصت هذه الدراسة بأهمية مخاطبة الرجل وتشجيعه على الحوار الزوجى ليتحمل مسئولياته فى القرارات والسلوكيات الإنجابية فى الأسرة.
وخلصت دراسة باكستانية( ) أجريت على 400 مبحوثاً من الذكور والإناث فى سن المراهقة باستخدام الاستبيان أداة لجمع البيانات ،إلى أن الذكور أكثر معرفة من الإناث بتنظيم الأسرة (62% للذكور مقابل 50% للإناث)، كما يتفوق الذكور على مستوى المعرفة بوسائل التنظيم (56% للذكور مقابل 44% للإناث)، كما خلصت الدراسة إلى أن الجماعات المرجعية والزملاء قد سبقت الإعلام من حيث الأهمية كمصدر للمعلومات حول تنظيم الأسرة. وتؤكد هذه الدراسة دور العامل الثقافى وتأثيره الواضح فى تحديد مصادر المعلومات لدى الشباب حول تنظيم الأسرة.
وخلصت دراسة مقارنة أجريت على عينة عشوائية من الذكور والإناث فى كل من تنزانيا والنيبال( ) حول النصائح التى خرج بها المبحوثون من متابعتهم لمسلسل إذاعى تناول عدداً من موضوعات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، إلى أن المبحوثين الذين استمعوا للمسلسل الإذاعى تكونت لديهم اتجاهات سلبية نحو مخاطر الزواج من الأقارب، وتكونت لديهم قناعة بأهمية تجنب هذا السلوك مستقبلاً.
وكشفت دراسة مسحية أجريت على عينة عشوائية من الجمهور فى الملاوى( ) باستخدام الاستقصاء أداة لجمع البيانات حول تأثير الاستماع لحملات التوعية الصحية بالوعى حول تنظيم الأسرة، أن هناك ارتباط إيجابى بين متابعة حملات التوعية ومناقشة موضوعات تنظيم الأسرة بين الزوجين، إضافة إلى وجود ارتباط إيجابى بين متابعة هذه الحملات والاستخدام الفعلى لوسائل تنظيم الأسرة.
وخلصت دراسة مسحية أجريت على عينة حصصية من الجمهور فى غانا( )، للتعرف على العوامل المؤثرة على معارف الجمهور واتجاهاته نحو تنظيم الأسرة، إلى أن التعليم والدين ونوع العلاقة بين الزوجين والتعرض لوسائل الإعلام تعد أكثر العوامل تأثيراً على المعرفة بتنظيم الأسرة وتغيير الاتجاهات إلى النمط الإيجابى نحوها، إضافة إلى ممارسة تنظيم الأسرة على أرض الواقع. وأوصت هذه الدراسة بضرورة إنتاج برامج تستهدف توعية الرجال بأهمية المشاركة والتعاون مع الزوجات فى تنظيم الأسرة وفقاً للظروف الصحية والنفسية لكلا الطرفين.
ويتضح فى ضوء مراجعة بعض الدراسات الأجنبية ، والتى أجريت فى بيئات مختلفة فى دول العالم النامى بقارات أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أهمية المقترحات الآتية:
- أهمية التكامل بين الاتصال المباشر والجماهيرى فى التوعية السكانية.
- أهمية مخاطبة الرجل لتحمل مسئولياته فى القرارات والسلوكيات الإنجابية.
- أهمية الشكل الدرامى فى جذب الجمهور لموضوعات التوعية السكانية.
- أهمية أسلوب الحملات الإعلامية المخططة فى التوعية السكانية.
- الحساسية للبعد الثقافى والاجتماعى فى حملات التوعية السكانية.
- التنوع فى حملات التوعية السكانية وفقاً للفئات المستهدفة.
تساؤلات البحث:
يسعى هذا البحث للإجابة عن مجموعة التساؤلات الآتية:
1. ما تقييم النخبة الإعلامية لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية على مستوى حجم الاهتمام واستمرارية التناول وتوازن المعالجة ؟
2. ما تقييم النخبة الإعلامية لمستوى رسائل التوعية السكانية التى يقدمها التليفزيون المصرى على مستوى الإعداد والتقديم والإخراج ومداخل الإقناع والتحديث والتفاعل مع الجمهور ؟
3. ما تقييم النخبة الإعلامية لمستوى أداء القائمين بالاتصال من معدى ومقدمى ومخرجى مضامين التوعية السكانية فى التليفزيون المصرى ؟
4. ما تقييم النخبة الإعلامية لمستوى الحملات الإعلامية التى تستهدف تنمية الوعى السكانى لدى الجمهور المصرى ؟
5. ما مدى تطبيق مبادئ التسويق الاجتماعى والأسس العلمية فى تخطيط الحملات الإعلامية المعنية بالتوعية السكانية فى ضوء تقييم النخبة الإعلامية ؟
6. ما رؤى النخبة الإعلامية لتطوير رسائل التوعية السكانية على مستوى الإعداد والتقديم والإخراج ومداخل الإقناع والتفاعل مع الجمهور ؟
7. ما الآليات التنفيذية التى تقترحها النخبة الإعلامية لتطوير أداء القائمين بالاتصال فى مجال التوعية السكانية بالتليفزيون المصرى ؟
8. ما مقترحات النخبة الإعلامية لتعظيم الاستفادة من حملات التوعية السكانية الموجهة للجمهور المصرى؟
9. ما مقترحات النخبة الإعلامية لتطوير أساليب التقييم لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية ؟
التعريفات الإجرائية للمفاهيم:
التسويق الاجتماعى للقضية السكانية:
نشر وترويج الأفكار عبر وسائل الاتصال الجماهيرى والمباشر لتنمية الوعى الجماهيرى بأبعاد القضية السكانية ومخاطرها المستقبلية على الفرد والمجتمع، وتحفيز الجمهور لتبنى الاتجاهات والسلوكيات الإيجابية التى تسهم فى التصدى لهذه القضية.
حملات التسويق الاجتماعى للقضية السكانية:
مجموعة الرسائل الاتصالية المخططة، التى تستهدف تنمية الوعى الجماهيرى بأبعاد القضية السكانية، من خلال أشكال وقوالب فنية متعددة تقدم فى وسائل الاتصال الجماهيرى والمباشر خلال فترة زمنية محددة.

رسائل التوعية السكانية التى يقدمها التليفزيون:
المضامين الإعلامية المرتبطة بأبعاد القضية السكانية، وتقدم فى أشكال تليفزيونية مختلفة (برامج – فقرات – دراما – تنويهات – تحقيقات..) وتستهدف تنمية الوعى لدى الجمهور بأبعاد هذه القضية ومخاطرها المستقبلية، كما تحفز الأفراد لتبنى سلوك إيجابى للمساهمة فى التصدى لها.
الإجراءات المنهجية للبحث:
نوع البحث:
تنتمى هذه الدراسة إلى البحوث الكيفية Qualitative Research، حيث تمكن البحوث الكيفية من الفهم والتحليل الجيد للظاهرة محل الدراسة( )، كما تلائم نوعية الموضوعات والقضايا التنموية التى تحتاج إلى التحليل العميق لعناصرها ومتغيراتها المختلفة( )، إضافة إلى قدرتها على صياغة سيناريوهات ورؤى مستقبلية للظاهرة محل الدراسة( ).
مجتمع البحث:
أجريت هذه الدراسة على النخبة الإعلامية المصرية من الأكادميين والممارسين، ممن تتوافر لديهم الخبرة بالتوعية السكانية والحملات الإعلامية والاهتمام بالقضايا المجتمعية، حيث تساعد هذه الخبرة على التقييم الموضوعى لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية، كذلك طرح رؤى مستقبلية تفيد فى تطوير أداء التليفزيون فى مواجهة هذه القضية.
عينة البحث:
أجريت هذه الدراسة على عينة عمدية قوامها 40 مفردة من النخبة الإعلامية من الأكاديميين والممارسين ذوى الخبرة فى مجال التوعية السكانية والحملات الإعلامية والاهتمام بقضايا المجتمع فى مصر، وتم توزيع عينة الدراسة كالتالى:
• 10 مفردات من أعضاء هيئة التدريس بكلية الإعلام – جامعة القاهرة بأقسام الكلية الثلاث (الصحافة – الإذاعة – العلاقات العامة)، وتم اختيار أعضاء هيئة التدريس ممن تهتم أبحاثهم بالحملات الإعلامية والقضايا المجتمعية.
• 10 مفردات من خبراء التوعية السكانية بمركز الإعلام والتعليم والاتصال بالهيئة العامة للاستعلامات، ويتميزون بالخبرة فى مجال نشر الوعى السكانى بوسائل الاتصال الجماهيرى والمباشر.
• 10 مفردات من قيادات التليفزيون المصرى ومديرى البرامج وكبار المخرجين بالقناتين الأولى والثانية.
• 10 مفردات من محررى الصحف القومية والحزبية والخاصة المعنيين بتغطية أخبار المجلس القومى للسكان، وتقديم التقارير والتحقيقات الصحفية حول أبعاد القضية السكانية.
أداة جمع البيانات واختبار صدقها:
استخدم الباحث صحيفة الاستقصاء ذات الأسئلة المفتوحة لجمع البيانات من النخبة الإعلامية فى عينة الدراسة، ويلائم هذا النوع من صحف الاستقصاء المستوى الفكرى والخبرة التى تتميز بها النخبة الإعلامية، وترك الباحث الفرصة كاملة لأفراد النخبة للتعبير عن أرائهم بالتفصيل بشأن أداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية، وكذلك اقتراح الرؤى المستقبلية التى تفيد فى تطوير المعالجة التليفزيونية الخاصة بهذه القضية.
تناولت صحيفة الاستقصاء ذات الأسئلة المفتوحة عدداً من المحاور التى تجيب عن تساؤلات الدراسة وتحقق أهدافها، حيث تضمنت أسئلة تقيس تقييم النخبة الإعلامية لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية على مستوى حجم الاهتمام والاستمرار والتوازن فى معالجة القضية، وكذلك محور الأسئلة الذى يتناول تقييم أداء التليفزيون على مستوى الإعداد والتقديم والإخراج ومداخل الإقناع والتحديث والتفاعل مع الجمهور فى رسائل التوعية السكانية، ومحور تقييم مستوى الحملات الإعلامية وكيفية تعظيم الاستفادة منها، إضافة إلى محور المقترحات المستقبلية التى يطرحها أفراد النخبة الإعلامية لتطوير الأداء المستقبلى للتليفزيون فى معالجة القضية السكانية.
وخضعت صحيفة الاستقصاء لاختبار الصدق، للتأكد من تحقيقها لأهداف البحث والإجابة عن تساؤلاته من خلال عرضها على مجموعة من الخبراء فى مناهج البحث بكلية الإعلام، وخبراء التوعية السكانية بمركز الإعلام والتعليم والاتصال بالهيئة العامة للاستعلامات( ).
جمع البيانات الميدانية:
تمت عملية جمع البيانات الميدانية خلال شهر نوفمبر من عام 2008، حيث قام الباحث بجمع البيانات الميدانية لعينة أعضاء هيئة التدريس بكلية الإعلام، وكذلك عينة الصحفيين.وتعاون مع الباحث أحد خبراء مركز الإعلام والتعليم والاتصال فى جمع البيانات من نخبة المركز( )، كما تعاون مع الباحث أحد مخرجى التليفزيون المصرى فى جمع البيانات من القيادات التليفزيونية ومديرى البرامج والمخرجين( ).
تفريغ البيانات:
أفرد الباحث فى هذه المرحلة أربع مجموعات فرعية لتفريغ إجابات النخبة لكل سؤال من أسئلة صحيفة الاستبيان على حدة، وذلك لتسهيل المقارنة بين إجابات النخب الفرعية فى عينة الدراسة (الأكاديميون – الصحفيون – مركز الإعلام – التليفزيون) فى تقييمهم لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة القضية السكانية بكافة أبعادها، وكذلك رؤاهم المستقبلية لتفعيل هذا الأداء مستقبلاً، وأعقب ذلك ترتيب بدائل الإجابات التى أفاد بها أفراد النخبة وفق مرات تكرارها، لمعرفة ثقل كل بديل من هذه البدائل، وبذلك أصبحت البيانات جاهزة للتحليل.
تحليل البيانات:
اهتم الباحث فى هذه المرحلة بتحديد الاتجاه الغالب على إجابات النخبة فى كل سؤال من أسئلة الاستقصاء، وكذلك تحديد أوجه الاختلافات الواضحة بين عينة النخب الفرعية المشاركة فى البحث على مستوى تقييم أداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية، وكذلك رؤاهم المستقبلية المقترحة للتطوير، وذلك تمهيداً لصياغة النتائج النهائية للبحث، والإجابة عن تساؤلاته.
نتائج الدراسة
أولا: نتائج تقييم النخبة الإعلامية لأداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية:
يتناول هذا المحور من نتائج الدراسة تقييم النخبة الإعلامية لأداء التليفزيون المصرى فى مواجهة أبعاد القضية السكانية على مستوى حجم الاهتمام فى معالجة القضية، ودرجة الاستمرارية، وكذلك درجة التوازن فى معالجة أبعادها المختلفة.
أ - حجم اهتمام التليفزيون بمعالجة القضية السكانية فى ضوء أراء النخبة الإعلامية:
يلاحظ من نتائج التحليل الكيفى لإجابات النخبة الإعلامية اتفاق نخبة الأكاديميين ونخبة مركز الإعلام والتعليم والاتصال، وكذلك نخبة الصحفيين على أن اهتمام التليفزيون المصرى بالقضية السكانية يعتبر ضعيفاً، ولا يلائم حجم القضية ومخاطرها المستقبلية على كافة مجالات التنمية فى المجتمع المصرى، ويراه البعض موسمياً أو غير كاف أو يزيد فى مناسبات معينة أو يرتبط باهتمام القيادة السياسية، وبالتالى فالرأى السائد بين هذه النخب الثلاث أن الاهتمام بالقضية السكانية من جانب التليفزيون المصرى غير كاف. وعلى مستوى نخبة قيادات التليفزيون ومديرى البرامج والمخرجين بالقناتين الأولى والثانية، فإن اهتمام التليفزيون بالقضية السكانية يعد متوسطاً وفقاً لأراء الأغلبية ، فى حين ترى مفردتان فقط أن مستوى الاهتمام جيد من قبل كافة القنوات التليفزيونية، وإذا كان الحكم من جانب أغلبية عينة نخبة التليفزيون أن الاهتمام يعد متوسطاً فإن معنى ذلك أن الرأى السائد بين معظم أفراد العينة من النخبة الإعلامية هو حالة عدم رضا عن درجة اهتمام التليفزيون المصرى بالقضية السكانية، يعبر عن ذلك رأى أحد الخبراء بأن اهتمام التليفزيون المصرى بهذه القضية يعد هزيلاً، ولا يتناسب مع قضية تمثل خطراً حقيقياً على مستقبل التنمية فى مصر.
وفى ضوء هذا التقييم يمكن القول بأن التليفزيون يتخلى عن تطبيق المبادئ والأسس العلمية للتسويق الاجتماعى، والتى تؤكد أهمية وضع القضية فى بؤرة اهتمامات المواطنين وفى مقدمة أولوياتهم، ولن يحدث ذلك دون وضع هذه القضية فى مقدمة أجندة وأولويات التليفزيون المصرى( ).
ب- درجة الاستمرارية فى اهتمام التليفزيون بالقضية السكانية :
نظراً لأن مواجهة القضية السكانية تستدعى تغييراً فى الأنماط الثقافية والاجتماعية التى تعوق تغيير السلوكيات السلبية المرتبطة بعدم ترشيد الإنجاب وفقاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية للأسرة، فإن المعالجة التليفزيونية خصوصاً والإعلامية عموماً ينبغى أن تتسم بالاستمرارية فى المضامين المختلفة، نظراً لأن تغيير الموروثات الثقافية والاجتماعية وكذلك تغيير الفهم الخاطئ للدين يحتاج وقتاً طويلاً، وبالتالى فالاستمرارية والمثابرة فى الأداء الإعلامى تعد شرطاً أساسياً فى تحقيق النجاح المنشود. فالدراسات السابقة التى عرضناها والخاصة بالبيئة المصرية أثبتت وجود موروثات ثقافية واجتماعية بين فئات الجمهور المصرى ولاسيما فى الريف تحبذ كثرة الإنجاب لاعتبارات العزوة الاجتماعية، وتفضيل إنجاب الولد لاعتبارات الميراث واسم العائلة ومساندة الأسرة، إضافة إلى الفهم الخاطئ للدين من جانب بعض الأفراد( ).
ولتقييم درجة الاستمرارية فى المعالجة التليفزيونية للقضية السكانية، طرح سؤال فى صحيفة الاستقصاء للاستفادة من أراء النخبة فى تقييم ذلك، وأفادت نتائج التحليل الكيفى بوجود اتفاق تام بين نخبة الأكاديميين والصحف ومركز الإعلام والتعليم والاتصال على أن الاستمرارية فى معالجة القضية السكانية مفقودة، ورآها البعض ضعيفة، ورآها البعض الآخر متقطعة، وجميعها تصب فى الاتجاه السلبى نحو المعالجة التليفزيونية للقضية السكانية.
وعلى مستوى نخبة التليفزيون، نجد انقساماً واضحاً فى الآراء، فالبعض رأى أن درجة الاستمرارية فى المعالجة التليفزيونية لهذه القضية ضعيفة، ورآها البعض متوسطة، ورأت مفردتان أنها جيدة، فى حين ربطها البعض الآخر بتوجهات القيادة السياسية ودرجة اهتمام الحكومة بالقضية فى الفترات الزمنية المختلفة. والخلاصة فى ضوء هذه النتائج وجود حالة من عدم الرضا بين أفراد النخبة حول درجة الاستمرارية فى المعالجة التليفزيونية للقضية السكانية، ويفسر ذلك التغيير البطئ فى الأنماط الثقافية والاجتماعية السائدة فى المجتمع، وعدم السرعة فى ترشيد السلوكيات الإنجابية.
ج- درجة التوازن فى المعالجة التليفزيونية لأبعاد القضية السكانية:
اتفقت النخب الأكاديمية والصحفية ونخبة مركز الإعلام والاتصال على فقدان المعالجة التليفزيونية التوازن بين أبعاد القضية السكانية المختلفة، ففى الوقت الذى تركز فيه معظم البرامج والرسائل الإعلامية على ضبط معدلات الإنجاب وتنظيم الأسرة، لا تعير هذه البرامج والمضامين الاهتمام الكافى لأبعاد القضية السكانية الأخرى والمتمثلة فى الخصائص السكانية وتوزيع السكان على الموارد الاهتمام الملائم، وأخذ هذا الرأى لدى هذه النخب أشكالا مختلفة فى الصياغة، حيث عبر البعض عنه بعدم التوازن، ورأى البعض أن هناك عشوائية فى الأداء بعيداً عن التخطيط العلمى، ولاحظ البعض أن محورى توزيع السكان على الموارد والخصائص السكانية غائبان عن المعالجة التليفزيونية للقضية السكانية، ورأى البعض الآخر ضعف فهم القائمين بالاتصال لهذه الأبعاد أصلاً، وجميع هذه الإجابات تصب فى خانة التقييم السلبى لأداء التليفزيون فى معالجة القضية السكانية.
وعلى مستوى نخبة التليفزيون، فقد انقسمت على نفسها فى الرأى بشأن التوازن فى معالجة أبعاد القضية السكانية، ففى الوقت الذى رآها البعض متوسطة، رآها بعض آخر أنها ضعيفة، كما فسر البعض ذلك بنقص الفهم لدى معدى البرامج.
ونخلص من هذه النتائج إلى اتفاق ما توصلت إليه هذه الدراسة مع الدراسات السابقة التى أكدت فقدان التوازن فى المعالجة الإعلامية عموماً لأبعاد القضية السكانية( )، وساهم ذلك فى التسويق الإعلامى للقضية السكانية باعتبارها قضية خاصة بتنظيم الأسرة وضبط معدل المواليد، رغم أن القضية السكانية أكبر وأعمق من هذا الفهم المخل لأبعادها المختلفة.
ثانيا: تقييم النخبة الإعلامية لخصائص رسائل التوعية السكانية:
يستهدف هذا المحور التعرف على مدى تطبيق الأسس العلمية للتسويق الاجتماعى الخاصة بمواصفات الرسائل الإتصالية ذات التأثير فى الجمهور بشأن القضية السكانية، حيث أشار الإطار النظرى للبحث إلى أهمية توافر عناصر الخبرة والموضوعية والجاذبية والإقناع والتنوع لرسائل الاتصال الإقناعى، حتى تنجح فى تحقيق أهدافها( ).
ولذلك تطرق هذا البحث إلى تقييم رسائل التوعية السكانية المقدمة بالتليفزيون المصرى على مستوى الإعداد والتقديم والإخراج الفنى ومداخل الإقناع والتحديث والتفاعل مع الجمهور، وخلصت الدراسة على مستوى هذه المحاور إلى النتائج الآتية:
أ: تقييم النخبة الإعلامية لمستوى الإعداد لرسائل التوعية السكانية :
اختلفت أراء نخبة التليفزيون بشأن مستوى الإعداد لرسائل التوعية السكانية، حيث رآه البعض متوسطاً فى مستواه، ورآه بعض آخر ضعيفاً لا يرقى إلى مستوى خطورة القضية السكانية، ورأت مفردتان فقط أن مستوى الإعداد لهذه البرامج يتسم بالجودة المطلوبة.
واتفقت أراء نخبة الإعلاميين من الأكاديميين والصحفيين ومركز الإعلام والتعليم والاتصال على ضعف مستوى الإعداد لرسائل التوعية السكانية فى التليفزيون المصرى، وعبر أفراد العينة عن هذا التوجه بصياغات مختلفة، حيث يرى البعض أن الإعداد فى حاجة إلى عمق ومعلومات كافية، ورأى البعض أن الإعداد ينقصه مهارات البحث عن البيانات والمعلومات من مصادرها المختلفة، وأفاد البعض أن العلاقة بين معدى البرامج ومصادر البيانات السكانية تكاد تكون مفقودة، ولاحظ البعض أن بعض المعدين ليست لديهم القناعة والإيمان بالقضية، وربط البعض المستوى الضعيف للإعداد بنظام الإدارة السائد فى التليفزيون، كما فسره البعض بعدم وجود الحافز المادى والأدبى لدى المعدين للبحث وجمع المعلومات حول القضية، وربط البعض ذلك بالمستوى العام لأداء التليفزيون المصرى، كما فسره البعض أيضاً فى ضوء إصرار بعض معدى البرامج على استضافة نفس الخبراء دون تنوع واضح فى الاستفادة من الخبرات العديدة التى ينعم بها المجتمع.
ب- تقييم النخبة الإعلامية لمستوى التقديم لرسائل التوعية السكانية:
تنوعت أراء نخبة التليفزيون بشأن تقييم مستوى التقديم لرسائل التوعية السكانية، وتراوح مستوى التقديم وفقاً لأراء هذه النخبة بين الجيد والمتوسط والضعف بنسب تكرارات تكاد تكون متساوية.
وعلى النقيض مما سبق، فقد توحدت أراء نخب الأكاديميين والصحفيين ومركز الإعلام والاتصال بشأن مستوى التقديم لرسائل التوعية السكانية، وصبت جميع الأراء فى الاتجاه السلبى، وعبر أفراد النخب الثلاث عن ذلك بأوصاف مختلفة، حيث وصفه البعض بالضعيف، ووصفه البعض بأنه أقل من المستوى المطلوب، وقال البعض أنه ينقصه مهارات الاتصال والحديث الجيد، وذكر البعض أن مقدمى البرامج يفتقدون الخلفية الثقافية الجيدة حول القضية السكانية وينعكس ذلك على الأداء بشكل واضح، وورد فى إجابات البعض أنه لا يحترم عقلية المشاهدين، وربطت نخبة الأكاديميين ضعف مستوى التقديم بفصل الإعداد عن التقديم فى معظم برامج التليفزيون المصرى، وبالتالى فليس هناك دافع لدى مقدمى البرامج للاطلاع والتعمق والبحث والتثقيف بشأن ما يطرحونه من قضايا وموضوعات فى البرامج المختلفة. وفسر بعض الصحفيين فى نجاح بعض البرامج الحوارية الجماهيرية ذات الشعبية لدى الرأى العام المصرى بوجود صحفيين متميزين على مستوى الإعداد والتقديم لهذه البرامج، فى حين يقل عدد المذيعين ومقدمى البرامج ذوى الخلفية الثقافية الجيدة عن قضايا المجتمع.
ج- تقييم النخبة للشكل والإخراج الفنى لرسائل التوعية السكانية :
يسود بين النخبة الأكاديمية والصحفية ومركز الإعلام والاتصال فى عينة الدراسة حالة من عدم الرضا عن مستوى الإخراج الفنى والأشكال الفنية التى تقدم فى إطارها رسائل التوعية السكانية، حيث وصفه البعض بالضعف، ووصفه البعض الآخر بغير الملائم، وقال البعض أن الإخراج الفنى دون المستوى المطلوب، وطالب البعض الآخر بطفرة حقيقية على مستوى الإخراج التليفزيونى تحقق جذباً لجمهور المشاهدين لمتابعة برامجه، وتنوعت تقييمات نخبة التليفزيون بالنسبة للإخراج التليفزيونى والشكل الفنى، حيث رآها البعض جيدة، ورأى بعض ثان أنها متوسطة، فى حين رأى بعض ثالث أن الإخراج الفنى فى حاجة ماسة إلى التطوير والتحديث.
ونخلص من النتائج السابقة إلى أن الاتجاه العام لأراء عينة النخبة فى هذه الدراسة يصب فى التقييم السلبى للإخراج الفنى للبرامج والمضامين التليفزيونية المتعلقة بالقضية السكانية، وهو ما يستدعى التركيز على تقديم مقترحات من وجهة نظر النخبة لتطوير الإخراج الفنى لهذه النوعية من البرامج.
د- تقييم النخبة لمداخل الإقناع المستخدمة فى رسائل التوعية السكانية :
تؤكد مبادئ التسويق الاجتماعى وأسسه العلمية ضرورة التنوع فى مداخل الإقناع فى صياغة الرسائل الاتصالية، وذلك لتحقيق المزيد من الإقناع والتأثير فى الفئات المستهدفة، حيث يختلف الأفراد فى نوعية ودرجة تأثرهم برسائل الاتصال( ).
ويلاحظ من إجابات النخبة الإعلامية الأكاديمية والصحفية ومركز الإعلام والاتصال سيطرة اتجاه سلبى على تقييمهم لمداخل الإقناع فى الرسالة الإعلامية، حيث يرى البعض أن رسائل الإعلام تخاطب المشاهدين بالتركيز على المصلحة القومية والنظر للقضية السكانية فى بعدها القومى وآثارها القومية دون أن تركز على المصلحة المباشرة التى تعود على الأفراد نتيجة تعاونهم فى ترشيد الإنجاب والمساهمة فى حل القضية، كما يرى البعض وجود نمطية وتكرار فى الحجج التى يسوقها التليفزيون فى تصديه لهذه القضية رغم حاجة القضية وتسويقها اجتماعياً إلى فكر جديد.
وتوزعت أراء نخبة التليفزيون بين الإيجابية والسلبية بشأن تقييم مداخل الإقناع المستخدمة فى رسائل التوعية السكانية.
هـ- تقييم النخبة الإعلامية لمستوى التحديث والتجديد فى رسائل التوعية السكانية :
غلب الاتجاه السلبى على أراء نخب الأكاديميين والصحفيين ومركز الإعلام والاتصال فيما يتصل بمستوى التحديث والتجديد فى رسائل التوعية السكانية على مستوى الشكل والمضمون، وعبر أفراد العينة عن ذلك بصياغات مختلفة، حيث وصف البعض أداء التليفزيون بالنمطية، ورأى بعض آخر أن التجديد عنصر مفقود فى رسائل التوعية السكانية، ووصف أحد الأكاديميين أداء التليفزيون فى القضية السكانية وغيرها بأداء كافة المؤسسات الحكومية، ورأى البعض أن ذلك يرجع أساساً لهروب الخبرات الجيدة للعمل فى القنوات الخاصة والقنوات العربية لتحقيق طموحاتهم المادية، وأرجع أحد الأكاديميين ضعف عناصر التحديث والتجديد فى الأداء إلى غياب سياسة الثواب والعقاب فى النظم الإدارية الحكومية، خاصة وأن الإنتاج الإعلامى المتميز يحتاج إلى تكاليف مادية ضخمة.
فى مقابل وجهة النظر السابقة، تنوعت أراء نخبة التليفزيون، حيث رأى بعضهم أن التليفزيون يحاول التجديد والتحديث، ورأى بعض ثانى أن مستوى التجديد متوسط، ولم ينكر البعض الثالث حاجة الأداء التليفزيونى إلى تحديث شامل على مستوى الشكل والمضمون، والتركيز على عنصر الكيف بدلاً من التركيز الحالى على عنصر الكم.
ثالثا: تقييم النخبة الإعلامية لمستوى أداء القائمين بالاتصال:
حددت مبادئ التسويق الاجتماعى مجموعة من الأسس العلمية التى ينبغى توافرها فى القائم بالاتصال فى حملات وبرامج التسويق الاجتماعى، حيث يؤدى توافرها إلى نجاح هذه الحملات والبرامج فى تحقيق أهدافها وفق نتائج دراسات الاتصال الإقناعى، وتتمثل هذه السمات على مستوى القائم بالاتصال فى الخبرة والموضوعية والقوة والجاذبية، إضافة إلى قدرة القائم بالاتصال على التعاطف مع مشكلات الجمهور والسعى الحثيث لحلها( ).
وفى مجال تقييم هذه المهارات لدى القائم بالاتصال فى رسائل التوعية السكانية التى يقدمها التليفزيون المصرى، فإن نتائج التحليل الكيفى تشير إلى غلبة الأراء السلبية فى عينة نخب الأكاديميين والصحفيين ومركز الإعلام والاتصال، وترى هذه النخب أن أداء القائم بالاتصال على مستوى المعدين ومقدمى البرامج والمخرجين يتسم بصفة عامة بالضعف، ويحتاج إلى وقفة لتطوير الأداء المستقبلى. وعلى مستوى نخبة التليفزيون، فإن النتائج لا تختلف عن التقييم العام الذى تبديه هذه النخبة لأداء التليفزيون بشأن هذه القضية، حيث اختلفت الأراء بشأن تقييم هذه النقطة، فالبعض يرى أن أداء القائم بالاتصال جيد، ويراه البعض متوسطاً، ويراه البعض الآخر ضعيفا.
وعلى مستوى تفسير أسباب ضعف أداء القائم بالاتصال فى التوعية بالقضية السكانية، يرى بعض أفراد العينة اختيار قائمين بالاتصال لا تتوافر لديهم القناعة والإيمان بالقضية، كما لا تتعاون بعض مصادر المعلومات فى إمداد معدى البرامج بالمعلومات والإحصائيات المطلوبة، إضافة إلى تضارب الإحصائيات الواردة من عدة جهات حكومية فى ذات الوقت. ويرفض بعض الخبراء الحضور للتليفزيون والمشاركة فى البرامج الحوارية، ويعد الدعم الفنى المقدم من الأجهزة الحكومية المعنية بالقضية السكانية للقائمين بالاتصال على مستوى بناء القدرات والبرامج التدريبية ضعيفا للغاية، كما أن الدافع الذاتى لتطوير المهارات وتحديد البرامج على مستوى الشكل والمضمون يعد ضعيفاً لدى كثير من القائمين بالاتصال.
ويرى بعض عينة نخبة التليفزيون (المخرجون) أن الإنتاج الإعلامى المتميز الذى يحقق الجذب الجماهيرى، ويحقق أهدافه على مستوى الرأى العام يحتاج إلى ميزانيات ملائمة، وأمام التكلفة الضخمة للإنتاج المتميز يفضل القائم بالاتصال اللجوء إلى البرامج الحوارية المسجلة بالأستديو للتكيف مع ظروف الإنتاج.
رابعا: تقييم النخبة الإعلامية للحملات الإعلامية الخاصة بالقضية السكانية:
تنوعت أراء نخبة التليفزيون فى تقييم حملات التوعية السكانية التى يقدمها التليفزيون المصرى، حيث رأى البعض (مفردتان) أن هذه الحملات متميزة للغاية، ورأى البعض (4 مفردات) أنها متوسطة المستوى، ووصفتهاالنسبة الباقية (4 مفردات) بأنها نمطية وضعيفة وموسمية وتفتقد للاستمرارية.
كما تنوعت أراء نخبة الأكاديميين والصحفيين ومركز الإعلام والاتصال فى تقييمها لمستوى الحملات الإعلامية السكانية المقدمة بالتليفزيون، حيث رأى البعض أنها تحقق الأثر المرجو منها فى أغلب الأحيان، وجيدة فى كثير من الأحوال، ومتوسطة المستوى لدى البعض. وعلى النقيض من ذلك رأى بعض أفراد العينة أن هذه الحملات تفتقد المعلومات التفصيلية والتبسيط المطلوب الذى يلائم الجمهور المستهدف من هذه الحملات، كما رأى البعض أنها تفتقد إلى سياسة النفس الطويل المطلوب فى مثل هذه القضايا، ورأى بعض ثالث أن هذه الحملات تحتاج إلى الدعم المادى والفنى لضمان تطويرها واستمرارها، وربط البعض بين تكثيف تقديم الحملات الإعلامية واهتمام الحكومة بهذه القضية خلال فترات زمنية معينة، وهذا المبدأ ينبغى تغييره فى التعامل مع هذه القضية لضمان استمرار الاهتمام بها.

خامسا: مقترحات ورؤى النخبة الإعلامية للنهوض بأداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية:
يهتم هذا المحور بعرض مقترحات ورؤى نخبة الإعلاميين فى العينة لتطوير أداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية، وذلك من خلال المحاور الفرعية الآتية:
أ - مقترحات عامة لتطوير أداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية:
- ضرورة وضع القضية السكانية فى قائمة أجندة اهتمامات وأولويات التليفزيون المصرى، من خلال تخصيص مساحات زمنية كافية لتناول أبعاد القضية، واختيار الأوقات المتميزة لعرض القضية على الرأى العام.
- أهمية التوازن فى المعالجة التليفزيونية لأبعاد القضية السكانية المختلفة (ارتفاع معدلات النمو – سوء توزيع السكان على الموارد – تدنى الخصائص السكانية) وإعادة التسويق للقضية فى ضوء هذا التوازن بدلاً من التركيز على البعد الأول فقط.
- الاستمرارية والمثابرة فى عرض ومعالجة القضية، واتباع سياسة النفس الطويل فى العرض التليفزيونى لأبعادها المختلفة.
- إيجاد صيغة للتنسيق والتعاون المستمر بين التليفزيون والأجهزة المعنية بمواجهة القضية السكانية، وتشمل المجلس القومى للسكان، بنك المعلومات السكانى بوزارة الصحة، مركز المعلومات برئاسة مجلس الوزراء، المركز الديموجرافى بالقاهرة، مركز الإعلام والتعليم والاتصال، والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
- إيجاد آلية تنفيذية لتقييم أداء التليفزيون فى مواجهة القضية السكانية على مستوى الشكل والمضمون وأساليب المعالجة والتناول، شريطة أن تتسم هذه الآلية بالموضوعية والاستفادة من الخبراء فى تقييم الحملات الإعلامية.
- إيجاد صيغة للتنسيق على أرض الواقع بين كافة القنوات التليفزيونية العامة والمتخصصة والإقليمية، للاتفاق على أجندة الموضوعات السكانية.
ب- مقترحات خاصة بتطوير الإعداد لرسائل التوعية السكانية:
تعددت المقترحات التى قدمتها النخبة الإعلامية على مستوى الأكاديميين والصحفيين ونخبة التليفزيون ومركز الإعلام والاتصال ،لتطوير أسلوب الإعداد للبرامج التى يقدمها التليفزيون المصرى لمواجهة القضية السكانية، وتشمل:
- تقديم نماذج وتجارب الدول الأخرى فى مواجهة القضية السكانية.
- توفير برامج تدريبية لبناء قدرات معدى البرامج فى مجال القضية السكانية.
- التنويع فى مصادر المعلومات والخبراء فى البرامج ذات الصبغة السكانية.
- الاستفادة من بحوث الجامعات والمراكز البحثية حول القضية السكانية.
- توظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة للحصول على المعلومات السكانية.
- طرح النماذج الإيجابية والسلبية للمواطنين فى مواجهة القضية السكانية.
- طرح الأفكار المستحدثة فى مجال مواجهة القضية السكانية.
- مراعاة الفئات الجماهيرية المستهدفة من رسائل التوعية السكانية.
- مواجهة الشائعات المثارة حول تنظيم الأسرة وتقديم المعلومات الصحيحة.
- تصحيح مفهوم تنظيم الأسرة لدى قطاعات عديدة من الرأى العام.
- محاربة المعوقات الثقافية والاجتماعية التى تواجه تنظيم الإنجاب.
- تقديم صحيح الدين فيما يتصل بمواجهة القضية السكانية.
- تشجيع الحوار الزوجى والأسرى حول موضوعات الصحة الإنجابية.
- تشجيع الشباب على الإقامة بالمجتمعات العمرانية الجديدة.
- ربط القضية السكانية بالارتقاء بخصائص المواطنين السكانية.
- طرح إبداعات الشباب وأفكارهم الجديدة لمواجهة أبعاد القضية.
- تشجيع معدى البرامج المتميزين من خلال الحوافز المادية والعلمية والأدبية.
- تقييم أداء معدى البرامج وفق آلية موضوعية.
جـ- مقترحات خاصة بتطوير مهارات التقديم لرسائل التوعية السكانية:
- اختيار مقدمى البرامج ذوى الاقتناع والإيمان بالقضية.
- إعداد برامج تدريبية متخصصة حول القضية السكانية لمقدمى البرامج.
- إمداد مقدمى البرامج بالمعلومات والبيانات الحديثة حول الوضع السكانى.
- مشاركة نجوم المجتمع فى الفن والرياضة والأدب فى تقديم بعض الفقرات.
- نزول مقدمى البرامج للواقع الميدانى ومعالجة القضية على أرض الواقع.
- تطوير لغة الحوار لمقدمى البرامج لتلائم فئات الجمهور المستهدف.
- تدريب مقدمى البرامج على آليات التفاعل مع الجمهور.
- تشجيع مقدمى البرامج المتميزين بالحوافز المادية والعلمية والأدبية.
- تقييم أداء مقدمى البرامج بشكل دورى وفق آلية موضوعية.
د - مقترحات خاصة بتطوير الشكل والإخراج الفنى لرسائل التوعية السكانية:
- الاستعانة بالشخصيات المحببة لدى الجمهور مثل نجوم الفن والرياضة والشخصيات العامة فى تقديم رسائل التوعية السكانية.
- توظيف المسابقات الجاذبة للجمهور شريطة التنفيذ الفنى الجيد والمصداقية فى التعامل مع الجمهور.
- الاهتمام بعنصر التفاعل مع الجمهور فى البرامج التى تهتم بالقضية السكانية.
- توظيف الدراما بأشكالها وصورها المختلفة فى معالجة القضية السكانية.
- الإكثار من التنويهات السريعة التى تركز على رسائل محددة للجمهور.
- دمج أبعاد القضية السكانية فى برامج Talk shows ذات الجماهيرية.
- توظيف الأغنية البسيطة ذات الكلمات والصور الجاذبة للجمهور.
- تقديم أفلام تسجيلية من الواقع الميدانى للنماذج الإيجابية والسلبية.
- توظيف التكنولوجيا الحديثة فى الإخراج التليفزيونى.
- الاستعانة بمخرجى الأعمال الدرامية فى إخراج تنويهات القضية السكانية.
- تدريب مخرجى البرامج التليفزيونية على تقنيات الإنتاج الحديثة.
- توفير الميزانيات المادية اللازمة لتحقيق إنتاج تليفزيونى متميز.
- توظيف الجرافيك فى تبسيط الأرقام والإحصائيات.
- توظيف المكتبة الفيلمية للتليفزيون المصرى فى معالجة القضية.
- توظيف المؤثرات الصوتية لدعم المواد الفيلمية المقدمة لمعالجة القضية.
- توظيف الكوميديا لجذب المشاهد للمتابعة والاستفادة.
- التوظيف الجيد للصورة التليفزيونية بديلاً عن الأساليب المباشرة والوعظ.
- توظيف التقارير التليفزيونية المصورة من الواقع الميدانى.
- التقييم المستمر لمستوى الإخراج التليفزيونى لبرامج الوعى السكانى.
- تشجيع مخرجى البرامج المتميزين من خلال الحوافز المادية والعلمية والأدبية.
هـ- مقترحات خاصة بتطوير مداخل الإقناع للقضية السكانية:
- أهمية الجمع بين الاستمالات المنطقية والعاطفية فى معالجة القضية السكانية.
- الواقعية فى تقديم رسائل التوعية السكانية دون تضخيم أو مبالغة.
- مخاطبة المصالح الشخصية للأفراد وتقديم التحفيز الشخصى لهم.
- الابتعاد عن الشعارات القومية الجوفاء.
- ربط رسائل التوعية بحياة المواطنين اليومية وما يواجهونه من تحديات.
- تبسيط الرسائل بما يلائم فئات الجمهور المستهدف.
- مراعاة التوازن فى رسائل التوعية السكانية بين الضغوط التى تعرضها الزيادة السكانية، والآثار الإيجابية والحياة الأفضل للأسر الصغيرة.
- توظيف المدخل الصحى من خلال التركيز على صحة الأم وجمالها وصحة الطفل ومخاطر الزواج المبكر والسن الملائم للإنجاب والصحة الإنجابية.
- توظيف المدخل الاقتصادى من خلال الربط بين الأسرة الصغيرة والمستوى المعيشى الرغد.
- توظيف المدخل الاجتماعى لنبذ مفاهيم العزوة وتفضيل إنجاب الولد واستبدالها بقيم عصرية مثل الاستثمار فى تعليم الأبناء.
- توظيف المدخل الحقوقى من خلال التأكيد على حق الزوجين فى حياة مستقرة هانئة تقوم على الوسطية بين حقوق الدنيا والآخرة.
- توظيف المدخل الدينى لدحض المفاهيم الخاطئة المرتبطة بموقف الدين من تنظيم الأسرة.
- توظيف المدخل السياسى الذى يؤكد على أن قوة الأمم لا تقاس بالعدد السكانى قدر قياسها بإمكانيات أبنائها.
- توظيف المدخل المقارن الذى يقارن بين معدلات النمو السكانى فى مصر وغيرها من دول العالم المتقدم، وكيفية تغلب الدول على القضية السكانية.
- الاستعانة بخبراء النفس والاجتماع والصحة والدين ذوى الثقة لدى الرأى العام لصبغ القضية السكانية بالطابع المجتمعى بدلا من الطابع الرسمى.
- تبسيط الإحصائيات والأرقام والرسوم البيانية التى تساعد الجمهور العام على فهم القضية والاقتناع برسائل التوعية.
- المقارنة بالصورة التليفزيونية بين نماذج الأسر الإيجابية (صغيرة العدد) والأسر السلبية (كبيرة العدد) فى نمط المعيشة.
سادسا: مقترحات النخبة الإعلامية لتطوير أداء القائمين بالاتصال:
يظل تطبيق كافة المقترحات السابقة رهنا بمدى تطوير مهارات القائم بالاتصال فى مجال التوعية السكانية، وتصب مقترحات النخبة الإعلامية الخاصة بتطوير أداء القائم بالاتصال فى اتجاهين أساسيين،يرتبط أولهما ببرامج بناء القدرات،و يرتبط ثانيهما بأساليب تحفيز وتشجيع القائمين بالاتصال بوسائل عديدة اقترحتها النخبة الإعلامية فى عينة الدراسة.
ويمكن اختصار مقترحات بناء القدرات لدى القائمين بالاتصال فى النقاط الآتية:
- حضور القائمين بالاتصال لورش العمل المتخصصة فى القضية السكانية.
- حضور القائمين بالاتصال لبرامج تدريبية متخصصة حول القضية السكانية.
- تثقيف القائمين بالاتصال سكانياً من خلال إتاحة البيانات المختلفة لهم.
- إيجاد آليات للتفاعل والتواصل المستمر بين القائم بالاتصال ومسئولى الأجهزة الحكومية المعنية بمواجهة القضية السكانية فى مصر.
- تنمية مهارات القائمين بالاتصال على الاتجاهات المعاصرة فى الإعداد والتقديم والإخراج التليفزيونى.
- إمداد الإعلاميين بتجارب الدول الأخرى الناجحة فىمواجهة القضية السكانية.
- تطوير إمكانيات القائمين بالاتصال فى مجال توظيف تكنولوجيا الاتصال للحصول على المعلومات السكانية فى العالم.

ويمكن اختصار أهم مقترحات النخبة لتشجيع القائمين بالاتصال فى النقاط الآتية:
- تخصيص جوائز سنوية لأفضل تنويه/ عمل درامى/ برنامج حوارى/ أغنية/ تحقيق تليفزيونى تصدى لمواجهة القضية السكانية.
- إيفاد المتميزين من الإعلاميين للخارج للإطلاع على التجارب الإعلامية فى مواجهة القضية السكانية فى بعض الدول.
- تقديم منح دراسية للمتميزين من الإعلاميين فى الجامعات الوطنية للحصول على دبلومات ودرجات علمية متخصصة فى السكان والإعلام.
- الاستفادة من الإعلاميين المتميزين كمحاضرين فى برامج التوعية السكانية.
- تقديم حوافز مادية دورية للمتميزين على مستوى الإعداد والتقديم والإخراج شريطة وجود آلية موضوعية محايدة للتقييم.
- سرعة الترقى الوظيفى للعناصر الإعلامية التى تتسم بالكفاءة.
سابعا: مقترحات النخبة لتعظيم الاستفادة من حملات التوعية السكانية:
تعد الحملات الإعلامية الشكل الأكثر أهمية لتنفيذ أهداف التسويق الاجتماعى للقضايا المختلفة، ولذا طرح الباحث على النخبة الإعلامية فى عينة الدراسة سؤال مفتوح يتعلق باقتراحاتهم لتطوير حملات التوعية السكانية التى يقدمها التليفزيون المصرى، ويمكن إيجاز هذه المقترحات فى النقاط الآتية:
- الإعداد العلمى الجيد للحملات الإعلامية وفق مبادئ التسويق الاجتماعى.
- التبسيط والوضوح بهدف الوصول للجمهور العام.
- التنوع على مستوى الرسائل والأشكال الفنية.
- الملاءمة لفئات الجمهور المستهدف.
- تحديد السلوكيات المطلوبة فى رسائل الحملة.
- مراعاة الأقاليم الجغرافية فى تصميم وتنفيذ الحملة.
- التنوع فى مداخل الإقناع المستخدمة.
- توظيف الشخصيات المحببة للجمهور فى تقديم الحملة.
- مشاركة الجهات والأجهزة المعنية بالقضية السكانية فى الإعداد للحملة.
- دعم الحملات الإعلامية بحملات الاتصال المباشر.
- تقديم الحملات فى فترات الذروة للمشاهدين فى القنوات الحكومية والخاصة.
- مشاركة النخبة المتخصصة فى عمليتى المتابعة والتقييم.
- استطلاعات الرأى العام لتقييم الحملة.
- قياس الوعى السكانى لدى شرائح المجتمع على فترات زمنية.
ثامناً: مقترحات النخبة الإعلامية لتطوير أساليب التقييم:
ترجع أهمية التقييم إلى دوره الأساسى فى الكشف عن الخلل ونقاط الضعف التى تعترى الأداء التليفزيونى فى مواجهة القضية السكانية، وبالتالى إمكانية السيطرة على الثغرات المختلفة لتطوير الأداء التليفزيونى بما يلائم خطورة القضية وتأثيرها على كافة أبعاد التنمية فى المجتمع المصرى. وطرح الباحث على أفراد النخبة الإعلامية سؤال فى نهاية صحيفة الاستقصاء حول مقترحاتهم لتطوير أساليب التقييم للأداء التليفزيونى فى مواجهة هذه القضية، ويمكن اختصار أهم المقترحات التى أفادت بها النخبة الإعلامية فى النقاط الآتية:
أ - تقييم نظام الإدارة بالتليفزيون فى التعامل مع القضية السكانية:
أكد أفراد العينة من النخبة الإعلامية أن كفاءة الإدارة المسئولة تحدد إلى حد كبير درجة النجاح فى تحقيق النجاح المطلوب على مستوى التسويق للقضايا المختلفة، وقدم أفراد العينة عدداً من المقترحات المهمة لتطوير نظام الإدارة الإعلامية بالتليفزيون فى التعامل مع القضية السكانية، ويمكن اختصارها فى النقاط الآتية:
- كفاءة التعاون بين إدارة التليفزيون والأجهزة المعنية بالقضية السكانية.
- كفاءة الإدارة فى التنسيق بين القنوات التليفزيونية المختلفة فى تناول القضية.
- كفاءة الإدارة فى وضع القضية السكانية على خريطة الإرسال.
- كفاءة الإدارة على مستوى المتابعة لمعالجة القنوات المختلفة للقضية.
- كفاءة الإدارة على مستوى توفير برامج بناء القدرات للقائمين بالاتصال.
- كفاءة الإدارة على مستوى تحفيز وتشجيع القائمين بالاتصال المتميزين.
- كفاءة الإدارة على مستوى توفير متطلبات الإنتاج الإعلامى الجيد.
- كفاءة الإدارة على مستوى تقييم أثر الجهود الإعلامية على جمهور المشاهدين.
- كفاءة الإدارة على مستوى تقييم منظومة التوعية السكانية بالتليفزيون.
- كفاءة الإدارة على مستوى التعاون مع الخبراء والمتخصصين لتطوير العمل.
ب- تقييم كفاءة القائم بالاتصال فى معالجة القضية السكانية:
أفادت مقترحات أفراد العينة من النخبة الإعلامية فى بلورة آلية لتقييم أداء القائم بالاتصال فى معالجة القضية السكانية تتسم بالموضوعية والحياد، وذلك من خلال عدد من المؤشرات التى تساعد الإدارة المختصة على تقييم أداء القائم بالاتصال، وتشمل:
مقترحات تتصل بتقييم مستوى التدريب واكتساب المهارات:
- الحصول على برامج تدريبية متخصصة فى التثقيف السكانى.
- حضور ورش العمل المتخصصة فى القضية السكانية.
- تنمية الثقافة السكانية من مصادر ذاتية.
- توظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة فى الحصول على المعلومات السكانية.
- تنمية مهارات الاتصال والتفاعل.
- حضور برامج تدريبية فى تنمية مهارات الإعداد والتقديم والإخراج المعاصر.
مقترحات تتصل بتقييم مستوى أداء القائم بالاتصال فى معالجة القضية السكانية:
- كفاءة الإعداد/ التقديم/ الإخراج.
- تنوع الخبراء والمتخصصين فى البرامج.
- تنوع المعالجة على مستوى الشكل والمضمون.
- شعبية البرنامج على مستوى الرأى العام.
- التفاعل مع الجمهور.
- الاحتكاك بالواقع الميدانى للقضية السكانية.
ج: تقييم المضمون الإعلامى الخاص بمعالجة القضية السكانية:
تعددت المقترحات المقدمة من النخبة الإعلامية لتحديد آليات موضوعية لتقييم مضمون المعالجة الإعلامية للقضية السكانية فى التليفزيون المصرى، على أن تطبق هذه الآليات والوسائل من خلال خبراء ومتخصصين فى بحوث ودراسات الإعلام، وتشمل الآليات المقترحة:
- تحليل مضمون عينات من المضمون التليفزيونى للبرامج والفقرات والدراما والحملات الإعلامية المعنية بمعالجة القضية السكانية، لتقييم المضمون المقدم، ورصد أوجه التطور الحقيقية، إضافة إلى رصد نقاط الضعف.
- إجراء دراسات مسحية على عينات من الجمهور المصرى فى المحافظات المصرية المختلفة، للتعرف على ردود فعله تجاه ما يقدم حول القضية السكانية، وحدود تأثيرها على معارفه واتجاهاته وسلوكياته السكانية.
- إجراء مجموعات نقاش مركزة مع مجموعات نوعية من الجمهور والفئات المختلفة، للتعرف على حجم تأثير المضمون الإعلامى عليهم.
- إجراء مقابلات متعمقة مع خبراء الإعلام والسكان للتعرف على آرائهم وتقييمهم للمضمون التليفزيونى الخاص بالقضية السكانية.
- تكليف بعض الباحثين المتخصصين برصد ملاحظاتهم حول ما يقدم عن القضية السكانية، وإبداء الملاحظات على ذلك.
- تحليل ما ينشر فى وسائل الإعلام المختلفة من ردود فعل حول المضمون الإعلامى المقدم بالتليفزيون حول القضية السكانية.

قائمة المراجع..

( ) ماجد عثمان وآخرون، تفعيل دور الإعلام فى قضايا السكان والتنمية، تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، رئاسة مجلس الوزراء، القاهرة، 2008، ص 1.
( ) محمود فرج، ملامح الوضع الديموجرافى فى مصر، تقرير مقدم إلى ورشة عمل الإعلاميين والقضية السكانية، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، رئاسة مجلس الوزراء، القاهرة، مايو 2008، ص 3.
( ) محمود فرج، الوضع المستقبلى للسكان فى مصر والآثار المترتبة عليه، تقرير مقدم إلى ورشة عمل الإعلاميين والقضية السكانية، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، رئاسة مجلس الوزراء، القاهرة، مايو 2008، ص 15.
( ) نفس المرجع السابق، ص 8.
( ) عادل عبد الغفار، الإعلام وقضايا المجتمع: رؤية مستقبلية لتفعيل دور الإعلام فى مواجهة القضايا المعاصرة، مركز المدينة للإعلام والنشر، القاهرة، 2007، ص ص 60-62.
( ) ماجد عثمان وآخرون، مرجع سابق، ص ص 18-19.
( ) عادل عبد الغفار، مرجع سابق، ص 65.
( ) بوران برهان، تخطيط حملات التسويق الاجتماعى بالتطبيق على حملات الصحة العامة فى مصر، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2001، ص 59.
(9) Baran, Stanley J. & Davis, Dennis K., Mass Communication Theory: Foundations, Ferment, and Future, Fourth Edition, Thomson Wadsworth, United States, United Kingdom, 2006, p. 308.
(10) Gordon, Ross (et als), The Critical Role of Social Marketing (in) Saren, Michael et als (eds.) Critical Marketing Defining the Field, Elseiver, London, New York, 2007, p. 163.
( ) مروة صبحى، تقييم دور حملات التسويق الاجتماعى فى دعم المشاركة المجتمعية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2008، ص 86.
( ) نفس المرجع السابق، ص ص 86-87.
( ) نيفين غباشى، دور قادة الرأى فى حملات التسويق الاجتماعى الموجهة للمرأة الريفية بالتطبيق فى مجال تنظيم الأسرة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 1996.
(14) Richard, M. P., The Dynamics of Persuation: Communication Attitudes in the 21st Century 2nd (London: Lawerence Erlbawn Associates, 2003, pp. 178-180.
( ) عادل عبد الغفار، إعداد وتنفيذ حملات التسويق الاجتماعى، مذكرات غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2007، ص ص 7-14.
( ) سامى طايع، التسويق الاجتماعى: النظر والتطبيق، مذكرات غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2004.
( ) هبه مسعد، تأثير وسائل الاتصال على تنظيم الأسرة فى الريف المصرى: دراسة ميدانية مقارنة على قريتين مصريتين، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 1991.
( ) نيفين غباشى، دور قادة الرأى فى حملات التسويق الاجتماعى الموجهة للمرأة الريفية بالتطبيق فى مجال تنظيم الأسرة، مرجع سابق.
( ) عدنان محمود، دور التليفزيون فى التنمية الاجتماعية: دراسة تحليلية مقارنة لحملات تنظيم الأسرة فى مصر وسورية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 1996.
( ) ميرفت الطرابيشى، دور وسائل الاتصال فى نقل المعلومات الصحية للمرأة الريفية: دراسة ميدانية، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، العدد الحادى عشر، أبريل، يونيو 2001، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، ص ص 75-150.
( ) ماجدة عامر، هالة نوفل، موقف جمهور الريف من حملات تنظيم الأسرة التليفزيونية: دراسة ميدانية على عينة من الريفيات بقرى محافظة الجيزة، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، العدد السادس عشر، يوليو – سبتمبر، 2002، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، ص ص 255-312.
( ) وسام نصر، دور حملات التوعية فى الراديو والتليفزيون فى التثقيف الصحى للمرأة المصرية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2005.
( ) هناء السيد، تأثير قنوات الاتصال الشخصى والجماهيرى على السلوك الإنجابى للأسرة، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، العدد الرابع والعشرون، يناير – يونيو 2005، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، ص ص 399-450.
(24) DJ, Adamchak & MT, Mbizvo, Family Planning Information Sources and Media Exposure among Zimbabwean Men, Studies in Family Planning, Sep.-Oct. 1991, 22, no. 5, pp. 326-331.
(25) TW, Valente (et als), Radio Promotion of Family Planning in the Gambia, International Family Planning Perspectives, Sep. 1994, 20, no. 3, pp. 96-100.
(26) Westoff, Charles F. & Rodriguez, German, The Mass Media and Family Planning in Kenya, International Family Planning Perspectives, 1995, 21, No. 2, pp. 31-36.
(27) DL, Kincaid (et als), Turkey's Mass Media Family Planning Campaign (in) Organizational Aspects of Health Communication Campaign: What Works, California, Sage Publications, 1993, pp. 68-92.
(28) Ikeme, A.C. (et als), Knowledge, attitude and Use of Emergency Contraception among Female in Eastern Nigeria, Journal of Obstetrics and Gynecology, July 2005, 25, No. 5, pp. 491-493.
(29) Speizer, Iiene S., (et als), Gender Relations and Reproductive Decision Making in Honduras, International Family Planning Perspectives, 2005, 31, no. 3, pp. 131-139.
(30) Shaikh, Babar Tasneem & Rahim, Syed Tariq, Assessing Knowledge, Exploring needs: Areproductive health survey of adolescents and Young adults in Pakistan, The European Journal of Contraception and Reproductive Health Care, June 2006, 11, no. 2, pp. 132-137.
(31) Hutchinson, Paul & Wheeler, Jennifer, Advanced Methods for Evaluating the Impact of Family planning communication programs: Evidence from Tanzania and Nepal, Studies in Family Planning, 2006, 37, no. 3, pp. 169-186.
(32) Meekers, Dominique, (et als) The Reach and Effect of Radio Communication Campaigns on Condom Use in Malawi, Studies in Family Planning, 2007, 38, no. 2, pp. 113-120.
(33) Akafuah, Rhoda & Sossou, Marie, Attitudes toward and use of Knowledge about family planning among Ghanian Men, International Journal of Men's Health, Summer 2008, vol. 7, no. 2, pp. 109-120.
( ) سامى طايع، بحوث الإعلام، دار النهضة العربية، القاهرة، 2001، ص 193.
(35) Mikkelsen, Britha, Methods for Development Work and Research, Sage Publications, London, New Delhi, 2005, p. 141.
( ) عادل عبد الغفار، بحوث الإعلام والرأى العام، دار الإيمان للطباعة والنشر، القاهرة، 2008، ص 119.
( ) شارك فى تحكيم صحيفة الاستقصاء من كلية الإعلام، أ.د. بركات عبد العزيز، أستاذ الإذاعة والتليفزيون، د. محمد نبيل طلب، الأستاذ المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون، د. أشرف عبد المغيث، أستاذ العلاقات العامة والإعلان المساعد. كما شارك فى تحكيم الصحيفة من مركز الإعلام والتعليم والاتصال: أ. رابح فودة المشرف على إعداد ورش العمل والبرامج التدريبية الخاصة بالوعى السكانى.
( ) تعاون مع الباحث فى جمع البيانات الخاصة بمركز الإعلام والتعليم والاتصال أ. رابح فودة مشرف ورش العمل والبرامج التدريبية بالمركز.
( ) تعاون مع الباحث فى جمع البيانات من قيادات التليفزيون ومديرى البرامج والمخرجين أ. وجدى حلمى المخرج التليفزيونى وباحث دكتوراه بكلية الإعلام.
( ) مروة صبحى، مرجع سابق.
( ) نيفين غباشى، مرجع سابق.
( ) هناء السيد، مرجع سابق.
(43) Richard, M. P. Op. cit., p. 178.
(44) Ibid., p. 179.
(45) ibid., p. 179.