المرأة المعيلة Women breadwinners
تعرف المرأة المعيلة بأنها المرأة التي تتولى رعاية شئونها وشئون أسرتها ماديـًا؛ وذلك يعني أن هناك فرق بين «الأسرة التي تُعيلها امرأة»، و«الأسرة التي ترأسُها امرأة»، فعبارة «تُعيلها» تعكس دعم المرأة الفعلي للأسرة اقتصاديًا سواء كان ذلك بصورة دائمة أو مؤقتة مع أن هذا لا يكون اعترافًا بأنها رئيس الأسرة، أما تعبير ترأس فيشير إلى الاعتراف برئاسة المرأة للأسرة، ولكنه قد لا يعني بالضرورة أن هذه الرئاسة تعادل المعيل الوحيد للأسرة، مع إن كلمة رئاسة الأسرة لا تستخدم في المجتمعات العربية إلا في حالات وفاة الزوج فقط ([1]). وبالنظر إلى إشكالية تعريف رئيس الأسرة فإنه يجدر الإشـارة – بالإضـافـة إلى ما تقدم – أنه نظرًا للظروف الاجتماعية في بعض المجتمعات، والتي تعطي مكانـة اجتماعية أعلى للرجل بالقياس إلى المرأة، فإنه يتم الإدلاء بأكبر الأبناء سنًا من الذكور في بعض الأسر على أنه رئيس الأسرة، حتى لو كان صغيرًا نسبيًا ولا يزال في مرحلة الإعالة الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، فهنـاك أيضًا احتمالات أن يرأس الرجل بعض الأسـر، ولكن من الناحية الفعلية تكون الزوجة هي المسئـولة بشكل أسـاس عن كسب لقمة العيش([2]).
بالرغم من عدم وجود تعريف محدد متفق عليه لمصطلح المرأة المعيلة، إلا أن هناك تعاريف تركز على مفهوم المرأة المعيلة من الناحية الاجتماعية وأخرى من الناحية الاقتصادية، ففيما يخص مفهوم المرأة المعيلة من الناحية الاجتماعية، تشير «سها متولي» إلى أنها "تلك المرأة التي تعيش في أسر تتسم بمجموعة متباينة من الخصائص الاجتماعية والاقتصادية، وقد يكن من الأرامل أو من المسنات المقيمات في أسر صغيرة، أو اللواتي يعتمدن على المعاشات، أو اللواتي يعتمدن على التحويلات المالية من رجل يعمل بالخارج، أو اللواتي تعلن عائلاتهن من خلال دخلهن الخاص ولا يعتمدن على المعونات". أما من الناحية الاقتصادية، تعرف «الأمم المتحدة» النساء المعيلات لأسرهن بأنهن "النساء اللواتي يُدرن اقتصاديات الأسرة نيابة عن رأس الأسرة الذكر الغائب"([3]). بينما ترى «نادية سليمان» و«وفاء مرقص» أن النساء المعيلات لأسرهن السيدات اللواتي يتولين مهمة الإنفاق الكلي على أسرهن وهذا الفريق من السيدات يندرج تحته العديد من الفئات التي تتضمن الأرامل والمطلقات والمهجورات وزوجات المعاقين والمجندين والمسجونين والمرضى والمسنين الذين يعانون البطالة وكذلك اللواتي لم يتزوجن لكنهن يتحملن مسئولية رعاية الوالدين أو الأخوة([4]). وبذلك من خلال هذا التعريف فإن البنت المتزوجة التي تساعد أسرتها الأصلية في نفقاتها، سواء كان بصورة مستمرة أو متقطعة تدخل في هذه الفئة. كذلك البنت غير المتزوجة التي تعمل لإشباع احتياجاتها والمساهمة بجزء من دخلها في نفقات الأسرة، تعد من المسئولات عن الأسرة ولو بشكل جزئي.
ما سبق يعني أن هناك نمطين للمرأة المعيلة: النمط الأول يشير إلى: النساء المعيلات داخل المجتمع نتيجة غياب الأب أو الزوج داخل الأسرة، كالترمل أو الطلاق، حيث تعيش المرأة في مسكنها مع أو من غير أطفال أو مع الأسرة الممتدة، هجرة الزوج للعمل خارج نطاق المجتمع المحلي، أو سجنه لأسباب تتعلق بارتكابه للجرائم، أو لأسباب سياسية، والمرأة العزباء، والنساء المهجورات. أما النمط الثاني: عندما يكون الزوج موجودًا ولكن يكون إما عاطلاً عن العمل لأسباب تتعلق بالافتقار للمهارات أو كبر السن أو عاجزًا عن العمل أو رافضًا للعمل، أو المجند، أي لا تستطيع المرأة الاعتماد عليه كمصدر ثابت ومنتظم لدعم الالتزامات المادية للأسرة، وقد يكون قادرًا على الإنفاق، ولكنه بخيل إلى درجة لا يؤمِّن معها الموارد الضرورية اللازمة لها، وبالتالي تضطر المرأة للعمل من أجل إشباع الحاجات الإنسانية لها ولأفراد أسرتها.
([1]) ESCWA: Female-headed households in selected conflict-stricken ESCWA areas : an exploratory survey for formulating poverty alleviation policies/ Economic and Social Commission for Western Asia, (E/ESCWA/SD-WOM/2001/1). New York: United Nations, 2001, Available at:
([2]) السيد سيد جاب الله: الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأسر التي ترأسها نساء في القرية المصرية، ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺴﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻟﻘﺴﻡ الاجتماع، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، القاهرة، 7-8 مايو 2002.
([3]) United Nations: Female-headed households in selected conflict-stricken ESCWA areas: an exploratory survey for formulating poverty alleviation policies, Economic and Social Commission for Western Asia, New York, 2001.P P 18, 19.
([4]) أمل مسعود محمود سالم: تمكين المرأة التي تعول للمشاركة في التنمية الريفية في بعض قرى محافظة الجيزة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الاقتصاد الزراعي ، كلية الزراعة، جامعة الفيوم، 2013،ص 19.