ملخص: أهمية الموضوع وتحديدا تأثير البث التليفزيوني الفضائي المباشر علي الهوية الثقافية العمانية.
وتنطلق الدراسة الراهنة من رؤية نظرية وظيفية تركز علي التأثيرات الوظيفية (الايجابية) واللاوظيفية (السلبية) لنسق البث الفضائي المباشر وذلك علي منظومة الهوية الثقافية العمانية, ويكون هدفها النهائي هو كيف يلبي النسق الإعلامي العماني متطلبات المشاهد العماني, في ظل ما يسمي بالتحول إلي القرية الكونية وضعت الإنسان عموما والعماني خصوصا في مأزق حضاري لمواجهة هذه الفضائيات في ظل عصر المعلومات والثورة الكونية.
فقد توصلت العديد من الدراسات والبحوث الميدانية الي ان هناك اثارا كبيرة للبث التليفزيوني المباشر الذي اصبح يشارك في التنشئة الاجتماعية للشباب والاطفال جنبا الي جنب مع الاسرة والمدرسة والمسجد وتكاد تجذم بعض الدرسات بان البث الفضائي المباشر قد اخذ طريقة ليشغل ادوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
وتسعي الدراسة الراهنة إلي فهم وتحليل وتفسير اثر البث الفضائي المباشر علي الهوية الثقافية العمانية بابعادها ( القومية ,والدينية , والاجتماعية ,والرمزية) .
ولتحقيق هذا الهدف فقد اعتمدت الدراسة علي أسلوب المسح الاجتماعي لعينتين من المبحوثين أحداهما عينة عامة من جمهور المشاهدين قوامها 522 مفردة من كلا الجنسين تم سحبها بطريقة عشوائية من جامعة السلطان قابوس فى محافظة مسقط وجامعة ظفار وكليتى التربية والتقنية فى محافظة ظفار والاخري عينة خاصة من جمهور المسئولين عن التليفزيون العماني قوامها 52 مفردة تم سحبها بطريقة عشوائية منتظمة واستندت الدراسة علي صحيفتى استبيان لاستيفاء البيانات من عينتي الدراسة وبعد الانتهاء من عمليتي جمع الاستبيانات ومراجعتها , شرع الباحث بتفريغ وتحليل بيانات استمارات الدراسة الميدانية علي ذاكرة الحاسوب من خلال البرنامج الإحصائي (spss) وقد استعان في هذه المهمة بمركز الكفاءة للتعليم والتدريب في محافظة مسقط , ومركز الاستشارات الإحصائية والقياسية بمعهد الدرسات والبحوث الإحصائية – بجامعة القاهرة .
الهوية الثقافية العمانية تعزي إلي متغير( المؤهل – الوظيفة –المنطقة).
وفي ضوء نتائج الدراسة الميدانية صاغ الباحث توصيات ومقترحات دراستة والتي سعي من خلالها الي تقديم رؤية استشرافية حول الاليات التي يمكن اتخاذها لحماية هويتنا الثقافية من مخاطر البث الفضائي المباشر وتاتي في مقدمة هذه الاليات:
- ضروة الاهتمام بتفعيل النسق القيمى والثقافى العمانى فى أطار يسمح بالتفاعل البناء بين الجمهور العمانى من ناحية والدراما التليفزيونية من ناحية أخرى وأن يكون هذا الأطار قادرا على جذب كافة شرائح المجتمع العمانى فى ظل التنافس الفضائى العالمى الكبير .
- محاولة الاستفادة قدر المستطاع من تكنولوجيا الإعلام والاتصال العالمية والأقمار الصناعية وشبكة الانترنت ، بشكل يسمح من خلاله مرور الموروث الثقافى والحضارى العربى بشكل عام والموروث العمانى بشكل خاص.
- ضرورة تفعيل دور الأسرة العمانية في الإطلاع بواجبها الإرشادي والتربوي تجاه أبنائها وذلك من خلال توعيتهم بالمضامين السلبية للقنوات الفضائية الوافدة فضلاً عن مراقبتها لاستخدامات جهاز التليفزيون من قبل الأطفال والمراهقين وتحديد الأوقات المناسبة لهم وانتقاء البرامج التي تتفق مع قيم ومعايير مجتمعنا العماني .