الهوية الثقافية الوطنية للطفل المصري في رياض الاطفال =
صابرين عبد العاطى لبيب عبد العاطى
المستخلص
توافرت الفرصة لدى الباحثة من خلال عملها- الإشراف على التربية العملية- مع الفرقتين الثالثة و الرابعة حيث لاحظت أن هناك العديد من الأطفال يدخلون كلمات أجنبية وسط حديثهم العادي مع مدرسيهم و مع طالبات التربية العملية أيضا كما جاء الأطفال بسلوكيات غير مقبولة و كانت تمر على المدرسين دون أدنى تعليق وفى الوقت نفسه أُهمِل طابور الصباح و بالتالي تحية العلم و النشيد الوطني وهذه كلها مظاهر تهدد كيان الهوية الثقافية الوطنية وتمس محدداتها- اللغة القومية ،التراث الشعبي ،المعرفة بالذات الايجابية و السلوكيات الحميدة التى تنص عليها الديانات - الدين من الوجهة الاجتماعية - وهذا وقت يشهد ا لعالم تطورات كبيرة في كافة المجالات خاصة الثقافية منها ، و تواكب ذلك ، تغييرات جذرية في منظومة القيم، بهدف تنميط كيان المجتمع في صورة واضحة المعالم و هي الغزو الثقافي حيث تعد من أكبر التحديات التي تواجهنا في بداية الألفية الثالثة.(محمد المنوفي, 1997, 170) (سيّار الجميل, 2000, 78) وفيها يواجه أطفالنا العديد من الأطروحات العالمية الغريبة التي فُرضت فيه تبعات أفدحها الثقافية، و لمواجهة ذلك لابد من تضافر الجهود من قبل المسئولين و ذلك لغرس قيم العصر الايجابية بشكل ثابت و قوى والإيمان بأن العولمة الثقافية حقيقة واقعية ينبغي التعايش معها فلا خوف على خصوصيتنا الثقافية لأن جذورها أعمق و أقوى من أن تضعف أو تذوب أمام أي ثقافة جديدة فالتعامل مع التعددية الثقافية هو شرط أساسي لقيام مجتمع إنساني متحضر، فما نرجوه هو تعدد قائم على تنظيم العلاقات بعيداً عن التعصب الثقافي، مع احترام الخصوصية الثقافية للمجتمع. (فؤاد البكري, 1999, 263) (طارق حجى، 2000-33) من هذا المنطلق تحاول الدراسة الحالية تقديم وصف لمحددات الهوية الثقافية الوطنية لدى أطفال الروضة المصريين بمحافظة الاسكندرية .
تستخدم الدراسة الحالية: المنهج الوصفي: الَّذي يهتم ليس فقط برصد الواقع بما يحويه من معلومات وحقائق، بل أيضاً يشمل تقديم دلالات ومعاني في صورة معالجة تفسيرية لربط الظواهر والكشف عن العلاقات بين المتغيرات. (محمد عبد الظاهر الطيب, 2000, 108)
تستخدم الدراسة الحالية الأدوات الآتية: -
• مقياس الهوية الثقافية الوطنية لطفل الروضة المصري. (إعداد/ الباحثة(
• مقياس تقدير مفهوم الانتماء لدى طفل ما قبل المدرسة. (إعداد/عبد الفتاح غزال)
• استمارة المستوى الأقتصادى, الاجتماعي و الثقافي للأسرة. (إعداد/ مرفت برعي )
تشمل عينة الدراسة الحالية: عينة عشوائية من أطفال الروضة المصريين ذكور وإناث مسلمين عند المستوى الثاني (5-6) سنوات K.G.2 للروضات الملحقة بالمدارس الحكومية الرسمية وذلك في خمس إدارات تعليمية بمحافظة الإسكندرية بعد استبعاد كل من ادارتى وسط والجمرك لعدم وجود مدارس رسمية بها في محاولة لتثبيت المستوى الاقتصادي, الثقافي والاجتماعي للأسرة حتى لا تظهر متغيرات تجعل العينة غير متجانسة.
تُحَدَّد الدراسة الحالية بالحدود التالية:
• الحد المكاني: يقتصر تطبيق الدراسة الحالية على بعض الروضات الملحقة بالمدارس الرسمية الحكومية بمحافظة الإسكندرية، وذلك في خمس إدارات تعليمية هي:شرق - غرب- المنتزة- برج العرب- العامرية.
• الحد الزماني: تم تطبيق الدراسة الحالية في الفترة ما بين 12/2/2006 وحتى 17/5/2006 بواقع (14)أسبوع خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2005/2006.
• الحد البشري: عينة عشوائية منتظمة بلغ عددها 244 طفل و طفلة من أطفال الروضة عند المستوى الثاني (5-6) سنوات K.G.2 للروضات الملحقة بالمدارس الحكومية الرسمية بمحافظة الإسكندرية.
نتائج الدراسة:
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات معلمات الروضة عند مختلف الاستجابات بالنسبة لمقياس الهوية الثقافية الوطنية.
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأطفال (الذكور والإناث) بالنسبة لمقياس الهوية الثقافية الوطنية.
”توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات أسر الأطفال الذين ينتمون لمستويات تعليمية مختلفة للوالدين (الغير متعلمين والمتعلمين) عند مختلف عبارات مقياس الهوية الثقافية الوطنية لصالح أسر الأطفال المتعلمين.
توجد علاقة إرتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجات الأطفال على مقياس الهوية الثقافية الوطنية ودرجات الأطفال على مقياس تقدير مفهوم الانتماء لدى طفل ما قبل المدرسة.