جودة الحياة وأساليب مواجهة الضغوط
و علاقتهما بقلق الموت والاكتئاب لدي المسنين
د. بشري إسماعيل أحمد
كلية الآداب - جامعة الزقازيق
هدفت الدراسة الحالية إلي فحص العلاقة بين جودة الحياة وكل من أساليب مواجهة الضغوط وقلق الموت والاكتئاب لدي المسنين ، ومعرفة أي أساليب المواجهة التي تنبئ بجودة الحياة لدي المسنين ، وما إذا كان يمكن التنبؤ بجودة الحياة من مستوى قلق الموت والاكتئاب لدي المسنين ، كما هدفت إلي معرفة مدي الفروق في جودة الحياة وأساليب المواجهة وقلق الموت والاكتئاب بين المسنين الذكور والإناث ، وكذلك الفروق بين المسنين الذين يعيشون بمفردهم والذين يعيشون مع قرينهم ( الزوج أو الزوجة ) في متغيرات الدراسة . وذلك علي عينة مكونة من (150) مسن ومسنة من محافظة الشرقية ، تراوحت أعمارهم بين 60-79 عام ( متوسط أعمارهم 68.75 سنة ، وانحراف معياري5.37 ) بلغ عدد الذكور المسنين 75، وكذلك عدد الإناث المسنات بلغ 75 ، طبق عليهم مقياس جودة الحياة للمسنين (إعداد الباحثة) ومقياس أساليب المواجهة من إعداد لازاروس وفولكمان " Lazarus&Folkman ( ترجمة وتقنين الباحثة ) ، ومقياس قلق الموت من إعداد ( عبد الخالق ، 1996) ، وقائمة " بيك " المختصرة للأكتئاب ( إعداد غريب ، 1985 ) .
وقد أشارت نتائج الدراسة إلي وجود علاقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين جودة الحياة وأساليب مواجهة الضغوط وقلق الموت والاكتئاب لدي عينة الدراسة ، كذلك لم تجد فروق بين المسنين الذكور والإناث في جودة الحياة ، ما عدا الصحة الجسمية حيث وجدت فروق دالة إحصائيا وكانت الفروق لصالح الذكور. وكذلك لم تجد فروق دالة إحصائيا بين المسنين والمسنات في أساليب المواجهة . في حين وجدت فروق دالة إحصائيا في قلق الموت والاكتئاب ، حيث أشارت النتائج إلي أن الإناث كانت أعلي في قلق الموت والاكتئاب .
كما توصلت الدراسة إلي وجود فروق دالة إحصائيا بين المسنين الذين يعيشون بمفردهم والمسنين الذين يعيشون مع قرينهم ( الزوج أو الزوجة ) في جودة الحياة وكانت الفروق لصالح المسنين الذين يعيشون مع قرينهم ، كما وجدت فروق بينهم كذلك في أساليب المواجهة وكانت لصالح المسنين الذين يعيشون مع قرينهم .
وقد أشارت نتائج الدراسة إلي أن أساليب مواجهة الضغوط التي تركز علي المشكلة تنبئ بمستوى جودة الحياة لدي المسنين بنسبة مساهمة 63 % ، كما أنه يمكن التنبؤ بقلق الموت من أساليب مواجهة الضغوط التي تركز علي الانفعال وذلك بنسبة مساهمة 32% ، كما أثبتت كذلك القدرة علي التنبؤ بالاكتئاب لدي المسنين من أساليب المواجهة التي تركز علي المشكلة ، وذلك بنسبة مساهمة 22% .
كما توصلت الدراسة إلي أن جودة الحياة لدي المسنين وأساليب مواجهة الضغوط سواء التي تركز علي المشكلة أو علي الانفعال أو علي المشكلة والانفعال معاً والاكتئاب تشكل نموذجاً سببياً مفسراً للعلاقات البينية المتبادلة بينهم . وقد تم تفسير النتائج في ضوء نظرية النمو النفسي الاجتماعي لإريكسون ، وكذلك في ضوء نظرية " بيك " للاكتئاب ، وفي إطار الخصائص النفسية والاجتماعية للمسنين .