الفصل الأول
الإطار العام للدراسة
مقدمـة
مشكلة الدراسة
أهداف الدراسة
أهمية الدراسة
منهج الدراسة
مصطلحات الدراسة
الدراسات السابقة
إجراءات الدراسة المقترحة
الفصل الأول
الإطار العام للدراسة
مقدمة
يشهد العالم المعاصر تفاوتا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا شديدا بين الدول المختلفة ، وخصوصا تلك الدول التي حققت تقدما هائلا في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع وتلك الدول المتخلفة التي لا تزال تبحث عن ذاتها ومكانتها في هذا العالم . حتى بات واضحا أن ثمة عالمين " عالم متقدم " وآخر " متخلف " ثم ظهر مصطلح آخر وهو " الدول النامية " للتعبير عن تلك الدول ذات المستوى الأدنى من النمو الاقتصادي والاجتماعي ( ) .
ولما كان التعليم هو الوسيلة الأساسية التي تعتمد عليها الأمة في تحقيق أهدافها ، والتعليم لا يشتق صفاته من نفسه ، بل من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تسود المجتمعات ، فان من المهم أن تواجه حركة التعليم حركة المجتمع لأنه مطالب بتحقيق أهدافه ( ) . خاصة مع تردي مستوى الأهداف التربوية المعلنة للتعليم في معظم البلدان ( ) عن المستوى الذي يتوافق وما تتطلبه عقيدة المجتمع من ناحية ، ومتطلبات التنمية من ناحية أخرى .
ولما كان تحقيق هذه التنمية يتطلب تعليما يواكب عمليات التقدم ، وينطلق من الأصالة التي عليها المجتمع ، فانه سيظل التعليم الديني ( الأزهري ) الدور الأكبر في المساهمة في تحقيق ذلك ، وخاصة بعد تعديل القوانين الحاكمة له ، ليجمع في علومه بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية بالقانون رقم (103) لسنة1961 من خلال المعاهد الأزهرية التابعة له ، حيث قسمت اللائحة التنفيذية للقانون رقم (103) لسنة 1961 المعاهد الأزهرية من حيث الوظيفة التي تقوم بها إلى نوعين ( ) :
(1) المعاهد الأزهرية العامة : و تشمل المعاهد الابتدائية والإعدادية والثانوية . وتهدف إلى تزويد طلابها بالقدر الكافي من الثقافة الإسلامية والعربية وإلى جانبها المعارف والخبرات التي يتزود بها نظراؤهم في مدارس التعليم العام .
(2) المعاهد الأزهرية الخاصة : وتشمل معهد البعوث الإسلامية ، معاهد القراءات ، معاهد المعلمين ، معاهد الفتيات ، المعاهد النموذجية .
1- معهد البعوث الإسلامية : ويتولى استقبال التلاميذ الوافدين من الأقطار الإسلامية لتلقي العلوم الدينية والعربية بالأزهر الشريف .
2- معاهد القراءات : وهي تعد حفاظ القرآن الكريم لإجادة أدائه وتعلم أحكامه وأوجه القراءات وتحفيظ القرآن في المعاهد الأزهرية .
3- معاهد الفتيات الأزهرية : تشمل أقسام تمثل مراحل التعليم الثلاثة ، الابتدائية ، والإعدادية ، والثانوية ، وهي تعد طالباتها الناجحات لكل الأغراض التي تعد لها المعاهد الأزهرية طلابها ، وخطة الدراسة فيها تتطابق مع خطة الدراسة بمعاهد البنين .
4- المعاهد النموذجية : تقوم بتدريس اللغة الأجنبية ابتداء من مرحلة رياض الأطفال والدراسة بها بمصروفات .
ومن خلال هذه المؤسسات التعليمية الأزهرية ظل الأزهر الشريف الذي هو "الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته و تنقيته ونشره . وحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب . ويهدف الأزهر من خلال دراسته للتراث الإسلامي بعث الحضارة العربية والإسلامية وإحياء التراث الإسلامي ليكون أساسا لرقي العلوم والآداب وتنميتها وتطويرها لإضافة رصيد جديد من العلم الثقافة إلى التراث الأصيل( ).
فقد ظل الأزهر يؤدي رسالته الدينية والتربوية والعلمية أكثر من ألف عام ، وتمثلت هذه الرسالة في حفظ القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ، وما يتصل بهما من تعاليم دينية تحافظ على الأفراد والأسرة والمجتمع ( ) فاهتم الأزهر بالتربية الخلقية بالإضافة إلى اهتمامه بالفرد والمجتمع وبيان صلة الدين بالمجتمع وكذلك بيان الصلة بين العلم والمجتمع من ناحية وبين الدين والعلم من ناحية أخرى ( ) .
والاهتمام بالتعليم الديني هذا أمر لا يقتصر على المجتمعات الإسلامية فقط ، بل يمتد إلى معظم الدول الأخرى التي تعطيه اهتماما واضحا في برامجها التعليمية المختلفة ، باعتباره " أداة تحكم فعالة في سلوك الطفل ، تعمل كقناة يمكن أن تنتقل من خلالها احتياجات و مطالب المجتمع الأخلاقية إلى الطفل " و التعليم الديني يجب أن يمكن الطلاب من أن يكونوا على وعي تام بحقيقة تفسير الدين للحياة . فإذا لم يشب الأطفال على الإيمان بعقيدة آبائهم فان المجتمع سوف ينتهي . إن هذا ما يفعله المسيحيون بالإنجيل ،كما يفعله اليهود بالتوراة ، و كذلك يفعله المسلمون بقرآنهم .فهذه العقائد تمثل جزء من مجتمعاتهم الخاصة المميزة ( ) .
وإيمانا بأهمية التعليم الديني في مصر و الذي يتمثل أساسا في الأزهر الشريف فان الارتقاء به إلى المكانة التي تليق به يعد أمرا واجبا حتى تتأتى فعالية هذا التعليم داخل المجتمع ، و لذا فانه بحاجة إلى مراجعة كاملة لكي يتم التأكد أن خريج هذا النوع من التعليم قد أعد بالفعل الإعداد المناسب كداعية للقرن الحادي و العشرين ، ومن ثم فان إعادة النظر في هذا النوع من التعليم هو ضرورة إسلامية ، بل هو أولى الضروريات لنجاح العمل الإسلامي ( ) .
وقد ظهرت محاولات متتالية لإصلاح الأداء التعليمي بداخل المؤسسات التعليمية و الدافع الأساسي وراء هذا الإصلاح ناتج عن قلة الرضا عن المدرسة ودورها وأهدافها الاجتماعية والأخلاقية وتعبر عن ذلك قطاعات عديدة في المجتمع . فهي يجب أن تقوم بتشجيع الهوية الثقافية التي تساعد على نمو وتطوير السمات الثقافية المميزة للمجتمع . وأن تعمل على تقديم الجوانب الأخلاقية بشكل مبسط في المحتويات المختلفة ولا تكون عبارة عن إرشادات و توجيهات ونصائح وأن تقدمها بشكل حي ومفيد مرتبط بالمجتمع( ).
ولم يكن التعليم الأزهري بعيدا عن هذه الإصلاحات " فحرصا من الأزهر الشريف على تطوير خدماته التعليمية ، أنشأ المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في عواصم المحافظات والمدن لتدعيم الوسائل الكفيلة بتحقيق رسالة التربية الإسلامية المرجوة للطلاب ، وتحديث العملية التربوية التعليمية عن طريق تطوير المناهج وطرق التدريس ، وأساليب تقويم الطالب ونظم الامتحانات ، وأساليب الإدارة المدرسية " ( ) وبالفعل قد تم إنشاء هذه المعاهد النموذجية بتعاون بين الأزهر الشريف وبعض أولياء الأمور الذين هم على درجة عالية من الثقافة و الدراسة كخطوة جديدة نحو التطوير . وتبدأ هذه المعاهد من مرحلة الحضانة وتنتهي في آخر السلم التعليمي ، والدراسة بهذه المعاهد بمصروفات تتفاوت قيمتها حسب المستوى الذي ينتمي إليه المعهد ( ) .
ولقد صدر عام 1987 قرارا من المجلس الأعلى للأزهر بتاريخ 26/4/1987، وافق عليه رئيس مجلس الوزراء بقراره الصادر تحت رقم 55أ لسنة 1987. على أن يراعى في خطة الدراسة الآتي ( ) :
(1) الحفاظ على حصص القرآن الكريم كما وردت في خطة المعاهد المناظرة .
(2) زيادة حصص الرسم ، و الأشغال ، و الألعاب ، وزيادة فترات الراحة .
(3) إنشاء مجالس الآباء بالمعاهد و التصريح لها بتحصيل رسوم و لو رمزية لمواجهة تكاليف تدريس اللغة الأجنبية ، و تكاليف الأنشطة المختلفة التي يراها المجلس ضرورية لنجاح العملية التعليمية بالمعهد .
كما نصت المادة الثانية من اللائحة الداخلية للمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية على " أن تكون الخطط الدراسية و المناهج و الامتحانات في هذه المعاهد مماثلة على الأقل للنظام المعمول به في المعاهد المناظرة لها بالأزهر عدا ما يتعلق باللغات ( ) ، و أن أحكام اللائحة التنفيذية للقانون رقم (103) لسنة 1961 تسري على تلك المعاهد فيما لم يرد بشأنه نص خاص في اللائحة الداخلية للمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية ( ) .
ولاشك أن إنشاء هذه المعاهد يكمن وراءه عوامل عديدة ، بعضها يتعلق بما يشوب مؤسسات التعليم الأزهري القائمة من سلبيات و بعض نواحي القصور والعجز التي أوضحتها العديد من الدراسات ،في أن تنفيذ القانون رقم (103) لسنة 1961 قد صاحبته سلبيات عديدة من أمثلتها : التوسع غير المخطط في إنشاء المعاهد ، مما أدى إلى سوء التوزيع الجغرافي للمعاهد الأزهرية ، بالإضافة لقلة ملاءمة الكثير من أبنية تلك المعاهد للدراسة من حيث قلة عدد دورات المياه بالنسبة لأعداد التلاميذ ، العجز في أماكن الصلاة ، العجز في حجرات معامل العلوم و المكتبة و الأشغال والتدبير ، و قلة وجود أفنية في تلك المعاهد .بالإضافة إلى ارتفاع كثافة الفصول وقبول طلاب ممن لم تقبلهم المدارس العامة لانخفاض مستواهم العلمي ، و قلة الاهتمام بتدريس المواد الثقافية في المعاهد الأزهرية ، بالإضافة إلى العجز في أعداد المعلمين مما أدى إلى اللجوء إلى معلمي الضرورة و هو ما أدى إلى تنوع نوعيات مؤهلات المعلمين و كذلك إتباعهم لطرق التدريس التقليدية و استخدام الوسائل التقليدية القديمة ( ) .
كما أن تلك المعاهد التجريبية النموذجية قد أنشأت أيضا في محاولة لتعليم اللغات الأجنبية دون الوقوع في مساوئ مدارس اللغات التي توصلت إليها دراسات كثيرة و منها: أن التعليم الأجنبي في مصر قد قام من أجل أهداف تبشيرية في المقام الأول ، و كانت له أهداف سياسية و ثقافية و لغوية نجح في تحقيقها ، كما أن النشاط التربوي في المدارس الأجنبية شكل خطورة خفية في حياة المجتمع المصري نتيجة للازدواج التعليمي الذي تحدثه تلك المدارس ، و اعتبرت الدراسات أن تدريس مادتي العلوم و الرياضيات باللغة الأجنبية هو اتهام ضمني للغة العربية بعجزها عن استيعاب علوم العصر ، و بذلك ينقطع التلميذ عن تراثه الديني و العلمي و الثقافي ، كما أكدت الدراسات على ضرورة التركيز على اللغة العربية أولا و بعد أن يتقنها التلميذ يتم إدخال لغة ثانية حسب ميول التلميذ وقدراته و استعداداته . على أن تكون تلك اللغات الأجنبية التي تدرس مرتبطة في مضمونها ارتباطا وثيقا بالمجتمع و قيمه الدينية و الخلقية و خاصة في المرحلة الأولى ، كذلك دلت الدراسات على فقد تأثير اللغة العربية و بالتالي الدين و تصدر الثقافة الأجنبية و لغاتها محل الصدارة بالنسبة للاهتمام في مدارس اللغات ، كما أكدت على أن من الأسباب التي تقف عائقا أمام تكوين ثقافة للأمة هو الازدواج الثقافي في المجتمع المصري الناتج عن تنوع التعليم ( ) . كما أن بعض تلك العوامل يتعلق بالمجتمع و في مقدمتها زيادة الطلب على هذا النوع من التعليم الأزهري المتميز و الذي تؤكده الإحصاءات التالية.
جدول رقم (1)
إجمالي المعاهد الأزهرية النموذجية (معاهد – فصول – طلاب )
في الفترة من(2002/ 2008) ( ) .
العام الدراسي تعداد السكان اجمالى المعاهد الأزهرية المعاهد النموذجية النسبة بين المعاهد النموذجية والمعاهد مجتمعة
معاهد فصول طلاب معاهد فصول طلاب معاهد فصول طلاب
2002-2003 70712345 6425 44249 1373178 116 1044 28195 1.81% 2.36% 2.05%
2003-2004 74718797 6612 45628 1430720 129 1095 33629 1.95% 2.399% 2.35%
2004-2005 76117421 6972 47669 1529883 141 1432 47228 2.02% 3.004% 3.08%
2005-2006 77505756 7310 49506 1623227 169 1554 53212 2.31% 3.140% 3.28%
2006-2007 78887007 7584 51894 1693326 205 1821 64098 2.34% 3.509% 3.79%
2007-2008 8100000 8759 54720 1793774 225 2113 73644 2.57% 3.860% 4.11%
و بقراءة هذا الإحصاء يتضح تزايد الطلب الاجتماعي على مثل هذه النوعية من المعاهد .
مشكلة الدراسة
تتمثل مشكلة الدراسة الحالية في أن هناك مؤسسات تعليم جديدة أنشأها الأزهر الشريف ، و هي المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية ، و تلقى إقبالا متزايدا من أفراد المجتمع وفقا لما أبرزته الإحصاءات ، فهل هذا الإقبال يعكس طلبا اجتماعيا متزايدا على مثل هذا النوع من التعليم ؟ و إذا كان كذلك فما الدوافع الكامنة وراء هذا الإقبال ؟ و كيف يمكن توجيه مسار هذا النوع من التعليم ليتواكب مع طموحات المجتمع التنموية و آماله المستقبلية ؟
و هو ما يمكن صياغته في التساؤل الرئيسي التالي : إلى أي حد يتزايد إقبال أفراد المجتمع على التعليم بالمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في مصر ؟ و ما أهم انعكاسات هذه الظاهرة على العملية التعليمة بداخلها ؟
و يتفرع عن هذا السؤال عدة أسئلة فرعية هي :
(1) ما الفلسفة الحاكمة للتعليم في المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في مصر ؟
(2) ما العوامل الكامنة وراء تزايد الطلب الاجتماعي على التعليم بالمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في مصر ؟
(3) ما أهم انعكاسات تزايد الطلب الاجتماعي على المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية على العملية التعليمية بداخلها ؟
(4) إلى أي حد يمكن الاستفادة من المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في الارتقاء بالتعليم الأزهري العام داخل المجتمع المصري ؟
أهداف الدراسة
تستهدف الدراسة الحالة تقديم رؤية تربوية لما يمكن القيام به عند إرادة تطوير التعليم الديني الأزهري ، وفقا لما تسفر عنه دراسة ظاهرة الطلب الاجتماعي على المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية ، و ذلك من خلال :
1- تحديد الفلسفة الحاكمة للتعليم في المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في مصر.
2- تحديد أهم العوامل الكامنة وراء تزايد الطلب الاجتماعي على التعليم بالمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في مصر.
3- إبراز أهم انعكاسات تزايد الطلب الاجتماعي على المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية على العملية التعليمية بداخلها.
4- الاستفادة من المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في الارتقاء بالتعليم الأزهري العام داخل المجتمع المصري.
أهمية الدراسة
تتأتى أهمية هذه الدراسة من طبيعة الموضوع ذاته ، حيث تعالج قضية الطلب الاجتماعي على المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في جمهورية مصر العربية ، تلك المعاهد التي تلقى اهتماما واضحا من أفراد المجتمع بصفة عامة و من المسئولين عن التعليم الديني بصفة خاصة ، نظرا لكونها تعكس نوعا من مواكبة المؤسسة الأزهرية لطبيعة التغيرات الحادثة في العصر ، بالشكل الذي يساعد المتخرجين منها على حسن التفاعل مع ما تحدثه العولمة من إفرازات ثقافية و تداعيات تربوية .
كما تتأتى أهميتها من تزايد الاهتمام العالمي بقضايا التعليم الديني و بخاصة الإسلامي الذي أصبح محل اتهام من قبل بعض الدول الغربية بأنه المسئول عن تفريخ الإرهاب ، و هو اتهام يتطلب إجراء مزيد من الدراسات لتبيان كيف أن مؤسسات التعليم الديني بريئة من كل ما يوجه ضدها . و الدراسة قد تسهم في تحقيق جانب من ذلك .
كما تتأتى أهميتها كذلك من مواكبتها لعمليات الإصلاح التربوي الحادثة داخل المجتمع و الذي يوليه المجتمع مزيدا من الاهتمام في المرحلة الحالية للدرجة التي جعلت الحديث عنه محل اهتمام كل أفراده ، و هو ما انعكس بدوره على التعليم الديني و المناداة بضرورة إدخال إصلاحات فيه . و الدراسة تتناول جانبا من هذه الإصلاحات التي تمت في التعليم الأزهري .
كما تتأتى أهميتها كذلك من كثرة المستفيدين من نتائجها و في مقدمتهم :
1- القائمون على التعليم الأزهري العام و النموذجي .
2- شيوخ و مديري و وكلاء المعاهد الأزهرية .
3- أولياء أمور الطلاب .
4- القائمون على أمور التعليم في مصر و العالم الإسلامي بصفة عامة .
منهج الدراسة
تستخدم الدراسة الحالية ( المنهج الوصفي ) و ذلك لملائمته لموضوع الدراسة والقضية المعالجة فيها .حيث تحاول هذه الدراسة تحديد معالم ظاهرة تزايد الطلب الاجتماعي على المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية ، و من ثم تحليلها لمحاولة الوصول إلى مسببات الإقبال على هذه المعاهد و تحليل و تفسير تلك الأسباب تبعا للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية للعينة ، وصولا إلى محاولة طرح رؤية تفعل من مسار هذا التعليم داخل المجتمع .
أدوات و عينة الدراسة
سوف تعتمد الدراسة الحالية على أداة :
الاستبيان : حيث ستقوم الباحثة بإعداد استبانه في صورتين تقدم إلى :
(1) المشايخ و وكلاء و معلمي المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية .
(2) أولياء أمور الطلاب و بعض طلاب المرحلة الثانوية بالمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية .
بهدف الكشف عن أهم العوامل الكامنة وراء ظاهرة تزايد الطلب الاجتماعي على المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية و تحديد انعكاسات تلك الظاهرة على العملية التعليمية بداخلها ، و من ثم على التعليم الأزهري بصفة عامة إضافة إلى عرض رؤية مقترحة تفعل من مسار التعليم في هذه المعاهد النموذجية .
مصطلحات الدراسة
1. الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري
يقصد به رغبة الآباء في إلحاق أبناءهم بالتعليم الأزهري ، نظرا لما يتميز به هذا التعليم من مجموعة من المميزات ، و بقدر ما يمتلك من خصائص تجعله قادرا على الوفاء بمتطلبات المجتمع منه ، و تحقيق آمال و طموحات أفراده ( ) .
2. المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية
يقصد بها تلك المعاهد التي أنشأت بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (55أ) لسنة 1987 ، و التي تخضع لإشراف و توجيه الأزهر الشريف و التي تكون خططها الدراسية و مناهجها و امتحاناتها مماثلة على الأقل للنظام المعمول به في المعاهد المناظرة لها عدا اللغات . التي تدرس في المعاهد الأزهرية النموذجية ابتداء من رياض الأطفال و حتى الصف الثالث الثانوي . و تخضع تلك المعاهد مباشرة لسلطات شيخ الجامع الأزهر و ليس من حق السلطات المحلية التدخل في شئونها .
الدراسات السابقة
نظرا لأن الأزهر الشريف يعتبر أهم مؤسسة تقوم على التعليم الديني في مصر فقد حظيت المعاهد الأزهرية بنصيب وافر من الدراسات التي تناولت التعليم الأزهري من حيث نشأته ، و تطوره ، وواقعه ، و أثره التربوي ، و أثره في تكوين بعض القيم لدى تلاميذه . كما حاولت العديد من الدراسات تقويم المعاهد الأزهرية في ضوء أهدافها و اهتم البعض الآخر بدراسة أسباب الطلب عليه .
و لكن نظرا لحداثة المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية ، فلم تحظ تلك المعاهد سوى بعدد قليل من الدراسات ، هي : دراسة تقويمية للمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية للمرحلة الابتدائية ، و دراسة تحليلية لبعض مشكلات المعاهد النموذجية في ضوء أهدافها ، ودراسة ميدانية عن العوامل التعليمة و الاجتماعية و الاقتصادية المؤثرة في الإقبال على المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية و الخاصة .
أولا الدراسات العربية
(1) دراسة (عبد السلام حسن فايد ، 1976 م) : ( )
بعنوان " تطور التعليم الابتدائي الأزهري في مصر (1908-1974) " ، استهدفت الدراسة التعرف على المراحل التاريخية التي مر بها التعليم الابتدائي الأزهري ، وكذلك دراسة التغيرات التي طرأت على شكل التعليم و محتواه عقب صدور قوانين تطوير التعليم الأزهري من عام 1908 و حتى عام 1974.
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. أن الطابع الديني الذي يميز التعليم الأزهري جعل القائمين على تطويره يتحرجون من المساس به ، لذلك كان التعديل حتى عام 1936هو تعديل في التنظيم حتى لا يؤثر على الطابع العام .
2. أن أهداف التعليم الابتدائي الأزهري قد تم تحديدها دون مراعاة لقدرات الأطفال ما بين سن (6-12) سنة .
(2) دراسة ( عبد الرحمن عبد الرحمن النقيب ، 1983م) : ( )
بعنوان " العوامل و القوى المؤثرة على إصلاح التعليم الأزهري الواقع Realities والمثالIdeals " .استهدفت الدراسة تحليل القوى و العوامل المؤثرة على تطوير الأزهر كما حدث في الواقع ، و تطوير الأزهر كما يتصوره الباحث .
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من العوامل التي أثرت على تطوير التعليم الأزهري وهي:
1. اتجاه الحاكم نحو الأزهر .
2. اتجاه النفوذ الأجنبي نحو الأزهر.
3. سيطرة الاتجاه العلماني على الحكم و التوجيه في مصر .
4. ندرة وجود القيادات الأزهرية التربوية التي ترتفع المستوى إلى مستوى الإصلاح المطلوب .
5. ضعف الاهتمام الشعبي الفعال بالتعليم الأزهري .
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها :
1. ضرورة الإبقاء على التعليم الأزهري كتعليم مستقل للراغبين في إعداد أولادهم إعدادا إسلاميا خاصا .
2. أن التعليم الأزهري لا ينبغي أن يكون نسخة أو تقليدا للتعليم الحكومي أو أن يكون مجرد حفظ آيات و أحاديث و إنما يجب أن يكون نظرة إسلامية متكاملة ، فيكون من ثمرتها خلق الشخصية المسلمة أولا مهما كان تخصصها .
(3) دراسة (السيد سلامة الخميسي ، 1987م) : ( )
بعنوان " الطلب الاجتماعي على التعليم بمدارس اللغات " . هدفت الدراسة إلى دراسة الواقع الحالي لمدارس اللغات التجريبية في مدينة دمياط ، و دراسة الاتجاهات المستقبلية للموقف الاجتماعي من هذه المدارس ، و كذلك طرح بعض التصورات التي يمكن التوصل بها لترشيد العلاقة بين الطلب الاجتماعي على التعليم بهذه المدارس و بين الأداء التربوي والتعليمي بها لصالح التنمية الشاملة .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. أن زيادة الطلب الاجتماعي على هذه المدارس يرجع إلى إدراك الأهمية المعاصرة لتعليم اللغات الأجنبية من ناحية ، و من ناحية أخرى استجابة هذا النوع من التعليم للحاجات التعليمية الناشئة عن التغيرات الاجتماعية التي أعقبت الانفتاح الاقتصادي ، ودخول الدولة كشريك كامل في ميدان تعليم اللغات الأجنبية منذ أواخر السبعينات .
2. أن مدارس اللغات الأجنبية بوضعها الراهن تمثل تناقضا مع توجهات فلسفة التعليم المصري .
3. أن الطلب الاجتماعي على مدارس اللغات التجريبية يرجع إلى رغبة الآباء في خدمة تعليمة أفضل لأبنائهم مع التكيف مع متطلبات التنمية المحلية في مدينة دمياط .
(4) دراسة ( المجالس القومية المتخصصة، 1987 - 1988م) : ( )
بعنوان " تطوير التعليم بالأزهر ". هدفت الدراسة إلى تقويم الأوضاع التعليمية بالأزهر .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. أن الأزهر له طابعه المميز من حيث أساليب التدريس و طرق الاختبار و التقويم التي تلقتها عنه الكثير من نظم التعليم الأخرى فيما بعد .
2. أن السلبيات التي صاحبت تنفيذ القانون رقم (103) لسنة 1961 ترجع إلى الحماس المتسرع ، و التوسع غيرالمخطط في إنشاء المعاهد ، و كان من نتيجة ذلك قبول طلاب ممن لم تقبلهم المدارس العامة لانخفاض مستواهم العلمي ، و عدم توافر هيئات التدريس و الإمكانات المطلوبة للعملية التعليمية .
(5) دراسة ( عبد الناصر سعيد مصطفى عطايا،1994م) : ( )
بعنوان" دراسة تقويمية للمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية للمرحلة الابتدائية". هدفت الدراسة إلى التعرف على أهم المشكلات التي تعاني منها المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية للمرحلة الابتدائية .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. انخفاض مستوى معلمي المعاهد الأزهرية التجريبية ، و اختلاف مؤهلاتهم ، و عدم تدريبهم أثناء الخدمة .
2. قلة مناسبة خطة الدراسة و طرق التدريس ووسائل التعليم للمرحلة الابتدائية .
3. نقص بعض الإمكانات بالمباني المدرسية ، و بعدها عن منازل التلاميذ ، و عدم وجود حدائق بها ، بالإضافة إلى انخفاض قابليتها للتوسع .
4. مناسبة المصروفات المدرسية لمستوى الخدمة التعليمة المقدمة بها .
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها :
1. ضرورة الاهتمام بالمرحلة الابتدائية بالمعاهد الأزهرية النموذجية.
2. زيادة الاهتمام بالذين يقومون بتدريس القرآن الكريم بالمعاهد الأزهرية النموذجية .
3. ضرورة إعادة النظر في مناهج التعليم الابتدائي الأزهري .
(6) دراسة (رضا سميح أبو السعود على حسنين ،1998م) : ( )
بعنوان الطلب الاجتماعي على التعليم الابتدائي الأزهري بمحافظة الدقهلية – دراسة ميدانية .هدفت الدراسة إلى التعرف على أثر الأوضاع المجتمعية على التعليم الأزهري وملامح الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري ، و العوامل التي يتأثر بها هذا الطلب . وذلك من خلال دراسة نظرية لتطور التعليم الأزهري و الظروف الاقتصادية و الاجتماعية والسياسة للمجتمع المصري ، و دراسة ميدانية عن طريق الاستبيانات .و قد توصلت الدراسة إلى عدد من العوامل الجغرافية و التعليمة و الإيديولوجية و الاجتماعية و الاقتصادية التي تؤدي إلى زيادة الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري ، أو الإحجام عنه .
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها :
1. ضرورة الاهتمام بتدريس اللغات الأجنبية بالأزهر ، مع الحرص على أسلمة المحتوى التعليمي لهذه المواد ، بما يتفق مع أهداف الأزهر و رسالته ، و اختيار المعلم الكفء المناسب لتدريس هذه المواد .
2. الحرص على بقاء التعليم الأزهري تعليما مجانيا حتى لا يقف المال عائقا أمام الراغبين في الالتحاق به.
(7) دراسة ( عبد المنعم الدسوقي حسن ، 2001م) : ( )
بعنوان " دراسة تحليلية لبعض مشكلات المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في ضوء أهدافها " هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع المعاهد الأزهرية التجريبية ( الإعدادية و الثانوية ) ، و الكشف عن أهم المشكلات التي تحد من تحقيق أهدافها ، و العوامل التي أدت إلى ظهور تلك المشكلات .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. انخفاض نسبة المعلمين الذين حصلوا على دورات تدريبية أثناء الخدمة ، و يرجع ذلك إلى انعقاد الدورات في أوقات غير مناسبة ، أو لنقص الموضوعية في اختيار المرشحين ، أو لعدم إقامة الدورات على الإطلاق .
2. أن معظم الطلاب بالمعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية لديهم قصور في المواد الثقافية ، و ذلك يرجع لاستخدام طرق الإلقاء و التلقين اللفظي ، يليها طريقة الحوار و المناقشة ، وقلة استخدام وسائل أخرى ، و ذلك يرجع لطبيعة المواد الأزهرية التي تتمثل في المواد الشرعية القائمة على الحفظ و الاستظهار .
3. أن المواد التعليمية المستخدمة في الغالب هي السبورة و الكتاب المدرسي ، و هذا يؤثر سلبا على العملية التعليمية .
4. أوضحت الدراسة الميدانية عدم مناسبة المواد الدراسية لقدرات الطلاب بسبب زيادة المقررات الدراسية ( شرعية و عربية و ثقافية) ، و طول المناهج و قصر الوقت ، ونقص الوسائل التعليمة الكافية .
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها :
1. إعادة النظر في مناهج المرحلة الثانوية الأزهرية ، و ضرورة إشراك الموجهين و كليات التربية في عمليات تغيير المناهج .
2. إعادة النظر في نظام التشعيب بالتعليم الثانوي بحيث يكون أربع شعب :
أ- شعبة علمي علوم .
ب- شعبة علمي رياضة .
ج- شعبة اللغة العربية و التربية الدينية .
د- شعبة أدبية .
(8) دراسة ( محمد شريف محمد عبد الرحمن ، 2003م) : ( )
بعنوان " الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري بمجتمع الواحات البحرية – دراسة حالة ) .هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع التعليم الأزهري الكمي و الكيفي ، و دراسة عوامل عزوف أولياء الأمور عن إلحاق أبنائهم بالتعليم الأزهري بمجتمع الواحات البحرية ، و أيضا معرفة عوامل الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري ، و عوامل الطلب أو العزوف من وجهة نظر المسئولين .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
(1) أن عوامل العزوف عن التعليم الأزهري بمجتمع الواحات البحرية يرجع إلى:
1- اختلاف مؤهلات المعلمين ووجود عجز كبير في المدرسين بالتعليم الأزهري.
2- كثرة المناهج و المقررات الدراسية بالتعليم الأزهري العام .
3- قلة وجود قنوات للتعليم الفني بالتعليم الأزهري
4- تواجد الكليات النظرية و العملية بالقاهرة و بعد المسافة .
(2)أن عوامل الطلب على التعليم الأزهري بمجتمع الواحات البحرية يرجع إلى:
1- شمولية المناهج الأزهرية التي تجمع بين العلوم الدينية و الدنيوية في آن واحد .
2- رفع المستوى الثقافي و المعرفي و الديني لطلاب المعاهد الأزهرية .
3- قبول جميع الطلاب الحاصلين على الإعدادية الأزهرية في التعليم الثانوي الأزهري .
4- حرص الوالدين على تعليم أبنائهم القرآن الكريم .
(9) دراسة (السيد أحمد عبد الغفار حسانين ، 2003م) : ( )
بعنوان " تخطيط التعليم الثانوي الفني نظام الخمس سنوات في ضوء الطلب الاجتماعي بمحافظة الدقهلية " . هدفت الدراسة إلى إجراء بعض التقديرات الكمية اللازمة لمواجهة الحاجات التعليمية للتعليم الثانوي الفني نظام الخمس سنوات بمحافظة الدقهلية ، وإلى وضع تصور مستقبلي لما يمكن أن يكون عليه التعليم الثانوي الفني نظام الخمس سنوات في ضوء النتائج المستنتجة من تطبيق النموذج و محاولة دراسة أكثر المداخل ملائمة لتخطيط التعليم في هذا الإقليم .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. تحليل الأوضاع التعليمة أسفر عن الكشف عن كثافة الفصول في المرحلة الثانوية الصناعية و التجارية ، و نسبة المعلم /الطلاب في هذه المدارس .
2. عدد الطلاب المتوقع استيعابهم عام 2015/2016 بالتعليم الصناعي و التجاري . و عدد الفصول و المعلمين اللازمين للعام الدراسي 2015/2016في التعليم الصناعي و الفني .
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها :
1. ضرورة الاهتمام بتحسين نوعية التعليم بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة و العلم المتقدم و تحديث المناهج و غيرها من سبل تحسين نوعية التعليم .
2. ضرورة تدعيم اللامركزية في التعليم و ما يرتبط بها من تشجيع للجهود الذاتية على المستويات المحلية .
(10) دراسة ( أحمد علي عابدين ، 2006م) : ( )
بعنوان الطلب الاجتماعي على رياض الأطفال الرسمية و الخاصة في محافظة الدقهلية – دراسة تحليلية مقارنة . هدفت الدراسة إلى توضيح أبعاد الطلب الاجتماعي على مؤسسات رياض الأطفال ، و تشخيص الواقع الحالي لهذه المؤسسات ، مع تحديد أهم ملامح مظاهر الطلب الاجتماعي على مؤسسات رياض الأطفال ، و تحديد العوامل و الأسباب المؤثرة في زيادة أو انخفاض الطلب الاجتماعي على رياض الأطفال .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. أن هناك انخفاض عام في نسبة استيعاب الأطفال برياض الأطفال الرسمية و الخاصة .
2. أن شروط القبول برياض الأطفال هي العامل الرئيس و الموجة الأول لاختيار نوع الروضة .
3. ضرورة إعادة النظر في كفاءة التوزيع الجغرافي بمؤسسات رياض الأطفال بمدن و قرى محافظة الدقهلية .
4. أن هناك حاجة إلى زيادة أعداد مؤسسات رياض الأطفال لمواجهة الزيادة المطردة في الشريحة العمرية للأطفال من 4-6سنوات .
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها :
1. ضرورة قياس كفاءة الجودة بمؤسسات رياض الأطفال .
2. ضرورة وضع تصور مقترح لرياض الأطفال النموذجية مستقبلا .
3. ضرورة دراسة المشاركة الأبوية في برامج تربية الطفل في مصر و بعض الدول الأجنبية .
4. ضرورة دراسة ظاهرة رياض الأطفال الموسمية و إمكانية تطبيقها في مصر .
ثانيا الدراسات الأجنبية
(1) دراسة (Abdel Rahman El Nakib , 1980 ) : ( )
بعنوان " إصلاح التعليم الأزهري من عام 1872و حتى عام 1972" . هدفت الدراسة إلى معرفة الظروف التي أدت إلى تدهور أوضاع الأزهر من عام 1872و حتى عام 1930، و كذلك الظروف التي أدت إلى تحويل الأزهر من جامع إلى جامعة إسلامية من خلال تتبع قوانين إصلاح الأزهر التي صدرت من عام 1930 و حتى عام 1960 ، ثم دراسة واقع الأزهر بعد صدور قانون التطوير عام 1961 و حتى عام 1972.
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. أن في بداية محاولات الإصلاح تشكك الكثيرين في خطط إصلاح الأزهر خوفا من أن يكون الدافع فيها هو إخضاع الأزهر للاحتلال البريطاني .
2. كان المقصود من محاولات الإصلاح هو الحصول على المزيد من المكاسب المادية للأزهر بدلا من تطوير التعليم به .
3. أن القانون رقم (103) لسنة 1961 الخاص بتطوير الأزهر و الهيئات التابعة له زاد من تأثير الأزهر السياسي والاجتماعي ووضع حدا لعزلته و جموده .
4. أن عدم التوازن بين المواد الدينية و الحديثة التي تدرس في الأزهر مازال يمثل مأزقا يواجه رجال الأزهر .
5. أن الأزهر يعاني من قصور في القيادة التي تستطيع توجيه طاقاته نحو تحقيق أهدافه .
(2) دراسة (, 2001 ِِAgner Kefeli-Clay ) : ( )
بعنوان " الديانة الشعبية و التعليم و النزاع على الهوية التتارية " .هدفت الدراسة إلى توضيح أن التعليم و الدين هما المشكلان للهوية . و ذلك من خلال توضيح الصراع بين المسلمين المتصوفين و المبشرين المسيحيين للتأثير على قاطني منطقة الفولجا .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي :
1. أن الكثير من سكان تلك المنطقة قد دخلوا إلى الإسلام في القرن التاسع عشر ، و أرجع ذلك إلى أن المسلمين قد استعملوا التعليم الديني الابتدائي في نشر دينهم .
2. أن نجاح الإسلام هناك يوضح فعالية و دينامية النظام التعليمي الخاص بالمسلمين هناك ، خاصة التعليم الابتدائي الذي نما وتطور .
3. أن النظم التعليمية تساعد في تشكيل الهويات الدينية و العرقية .
(3) دراسة (, 2003 ٍSharon Benoliel ) : ( )
بعنوان " تطوير التعليم في العالم الإسلامي". وهي دراسة مقدمة من مركز المعلومات للتنمية و التطوير بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الوكالة الدولية للتنمية هناك . هدفت الدراسة إلى تحليل مواطن القوة و الضعف في تنظيم التعليم الديني و المدني في بعض الدول الإسلامية حيث يناقش التقرير :
1. الطريقة المستخدمة في الدراسة و يحلل الإحصاءات الاقتصادية و الاجتماعية في 39 دولة إسلامية .
2. يناقش جودة النظم التعليمية الإسلامية و المدنية في 12 دولة إسلامية و هم : مصر و المغرب و اليمن و بنجلاديش و باكستان و اندونيسيا و ماليزيا و نيجيريا و غانا و مالي و السنغال و أوزباكستان .
3. يقدم الإرشادات لتطوير التعليم الحكومي و الديني لكل دولة من دول الدراسة .
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يلي :
1. أن من أهم نقاط القوة في المدارس الإسلامية في معظم الدول محل الدراسة أنها سهلة المنال للتلاميذ و أكثر قدرة على احتواء أعداد كبيرة من المتعلمين ، و أن بعض المدارس تخلط التعليم الديني مع المناهج الحكومية ، و أن أغلب هذه المدارس لم تظهر علاقة بالجماعات الإسلامية المتطرفة ، و أنها تعتمد على دعم المجتمع ، و أن المدارس الإسلامية إما مجانية أو منخفضة التكاليف ، كما أن بعض هذه المدارس يقدم إقامة داخلية مجانية للطلاب .
2. لم تؤسس أي دولة إسلامية من الدول المدروسة - باستثناء ماليزيا – نظام تعليمي فعال ذو قدرة على تقديم مدخل عالمي لجودة التعليم .
3. في مصر ، يمد نظام التعليم الأزهري طلابه بتعليم دنيوي يضاهي التعليم المقدم في المدارس العامة ، و يقوم بإعدادهم لشغل الوظائف في المجتمع ، كما يؤهل خريجيه لفرص العمل في القطاع الديني .
4. أن الزيادة في معدلات القيد في المدارس الإسلامية في مصر بدأت بعد حرب 1967، حيث تعكس ظاهرة العودة إلى الدين اعتقادا من المصريين بأن النصر على إسرائيل سيكون بسبب الإيمان الراسخ ، و أن العودة إلى الإسلام سوف تعيد النصر لمصر .
5. أن الآباء يعتقدون أن التعليم المدني البحت قد يجعل الفرد عبدا للغرب ، و أن الدفاع عن الهوية الإسلامية هي طريقة للدفاع عن الذات و السبيل لمواجهة القيم الغربية .
6. أن الآباء يعتقدون أن التعليم الديني يحقق لأبنائهم قيم عالية ، و في الدول التي تقوم فيها المدارس الإسلامية بدمج التعليم الديني مع المدني يعتقد الآباء أن تلك المدارس تقدم لأبنائهم أفضل ما في العالمين ( الدنيا و الآخرة ) .
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها :
1. ضرورة تأسيس إشراف حكومي لكل المدارس الإسلامية .
2. ضرورة زيادة جودة التعليم المدني المقدم في المدارس الإسلامية .
3. ضرورة تقديم تعليم ديني معتدل في المدارس الإسلامية .
4. ضرورة أن تواكب المدارس الإسلامية المقاييس التي وضعتها حكوماتها فيما يتصل بمواردها المالية و موقعها و مؤهلات معلميها .
(4) دراسة (, 2003 Melissa D'Agostino) : ( )
بعنوان " هوية المسلم و ارتباطها بالقوميات الإسلامية المختلفة الأخرى و التعليم الديني بين الإسلامي بين مسلمي مدينة نيويورك " . هدفت الدراسة إلى التعرف على أسباب تمسك المسلمين ذوى الخلفيات العرقية المختلفة و الذين يقطنون مدينة نيويورك بهوية خاصة بهم .
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يلي :
1. أن المسلمين في كل أرجاء الأمة الإسلامية يتمثلون المبادئ الدينية الإسلامية العربية بطريقة تسمح لهم بأن يكونوا أمة واحدة في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الموطن الذي يعيشون فيه .
2. أن الاتصال بين المسلمين قائم على الديانة الواحدة ، و الفهم الواحد للنصوص القرآنية ، و أن ذلك الفهم هو الذي يشكل وعيهم بأنفسهم ، و بالأحداث السياسية التي تقع للمسلمين في باقي أرجاء العالم .
(5) دراسة (, 2004 SY. Pak) : ( )
بعنوان السياسات الثقافية و التعليم الديني المهني – دراسة حالة لتركيا . هدفت الدراسة إلى محاولة التعرف على إذا ما كانت مدارس تخريج الأئمة و الخطاب في تركيا سوف تلعب على المدى البعيد دورا ايجابيا في تمكين الأفراد الذين تربوا تربية دينية من أن يجعلوا الإسلام و العلمانية يتعايشان جنبا إلى جنب بنجاح ، أم أنها ستلعب دورا سلبيا حيث ستكون تلك المدارس بمثابة منتج لجيل جديد من الإسلاميين الذين يقاومون العلمانية و بذلك يتسع و يتعمق الخلاف بين العلمانيين و الإسلاميين .
(6) دراسة (, 2005 E. Denessen and others ) : ( )
بعنوان " دراسة محددات الطلب الاجتماعي على المدارس " . هدفت الدراسة إلى التعرف على محددات الطلب الاجتماعي على مدارس التعليم الابتدائي في ألمانيا .
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يلي :
1. أن أسباب اختيار الوالدين للمدرسة التي يلتحق بها أبنائهم ترجع إلى الوسط الاجتماعي للوالدين ، و المستوى الدراسي للمدرسة .
2. كما أن هناك أسباب أخرى خاصة بالمسلمين المهاجرين و تتمثل في الرغبة القوية في تقديم التعليم الديني لأطفالهم .
تعليق على الدراسات السابقة
(1) تشابهت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة في عدة نقاط منها :
1- محاولة إبراز أهمية التعليم الديني لدى المسلمين ، و اهتمام أولياء الأمور و حرصهم على توفير هذا النوع من التعليم لأبنائهم .
2- محاولة إبراز دور الأزهر الشريف كمؤسسة تربوية في المجتمع المصري .
3- محاولة نقد و تقويم الأوضاع التعليمة بالأزهر الشريف لمعالجة نواحي القصور والضعف .
4- كما تشترك مع بعض الدراسات السابقة في الاهتمام بدراسة الطلب الاجتماعي على نوع معين من التعليم .
(2) اختلفت الدراسة الحالية عن معظم الدراسات السابقة في :
1- ترتبط الدراسة الحالية بالتعليم الأزهري النموذجي على مستوى جمهورية مصر العربية منذ تاريخ إنشاء هذه المعاهد عام (1987) و حتى عام (2009) .
2- الكشف القوى السياسية ، و الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و العلمية ، و التكنولوجية ، والثقافية ، و الدينية و اللغوية المؤثرة على التعليم الأزهري النموذجي في مصر .
3- الكشف عن محددات الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري النموذجي في مصر سواء من جهة الأفراد ، أم من جهة مؤسسة الأزهر الشريف .
4- تحليل مظاهر الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري النموذجي في ج.م.ع. خلال الفترة الزمنية من 2002 و حتى 2009.
(3) استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في :
1- المنهج المستخدم و الخط الفكري المتبع في معالجة موضوع الدراسة .
2- الاستفادة من الدراسات التي تتبعت تطور التعليم الأزهري و مشكلاته و أهدافه حيث تعتبر المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية آخر حلقة في سلسة تطوير المعاهد الأزهرية .
3- الاستفادة من الدراسات التي تناولت الطلب الاجتماعي على التعليم و محدداته ومظاهره.
إجراءات الدراسة
الإطار النظري : و يتكون من الفصول الآتية :
الفصل الأول : الإطار العام للدراسة
الفصل الثاني : المعاهد الأزهرية التجريبية النموذجية في ج.م.ع. – نشأتها وواقعها .
الفصل الثالث : القوى و العوامل المؤثرة على التعليم الأزهري النموذجي في ج.م.ع. .
الفصل الرابع: الطلب الاجتماعي على التعليم الأزهري النموذجي في ج.م.ع. .
الإطار الميداني : و يتكون كن الفصول الآتية :
الفصل الخامس : إجراءات الدراسة الميدانية .
الفصل السادس: نتائج الدراسة الميدانية .
الفصل السابع : التوصيات والمقترحات .