مركز الفجوة في قلة كفأة القيادات التربوية الخاصة برعاية وتعليم ذوي احتياجات الخاصة في ظل تطبيق فلسفة الدمج الكلى
بقلم الدكتور/جمال عبدالناصر الجندى
موجه عام التربية الخاصة بمصر
بداية كانت مصر هى الدول العربية التى أهتمت بتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة فى العالم العربى وإذا نكون صاديقين مع أنفسنا نقول أن الدين الأسلامى هو من نادى بوضع أسس للاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة فى بداية نشر الدعوة الأسلامية ونحن نعلم كيف عاتب الله من فوق سبع سماوات رسوله الكريم فى الصاحبى الجليل عبدالله ابن مكتوم فى سورة عبس وتولى ، وإذا كان السلام هو من أسس رؤية واضحة لذوى الاحتياجات الخاصة فيكيف بنا أن نتجاهل حقوقهم ونقوم بحرمانهم من ابسط الحقوق والواجبات تجاه هذه الفئات الخاصة .
فمن خلال خبرتى بتعليم هذه الفئات الخاصة وجدت التقصير تجاه هؤلاء الفئات فالنظرة التى تقدم لهم أصبحت غير موجودة الكل يتكالب على العمل فى هذه المؤسسات بغرض صرف الحافز أو الجلوس بدون عمل أو الخروج من هذه المدارس بدون إذن للعمل فى وظيفة ثانية ، حتى أصبحنا أن نقول أن هناك أمية بين المعلمين وهناك أمية بين ذوى الاحتياجات ، لايوجد معلم فاهم سكولوجية هؤلاء التلاميذ ولا يوجد معلم متخصص بالمعنى الدقيق للتربية الخاصة ، فنحن عندما كنت أقوم بالأشراف الفنى على معلمات الصم أطلب من المعلة أن تشرح الدرس تقول لى كيف ذلك فلم أتعلم لغة الإشارة ولا طريقة التدريس الكلى فوجودى مؤقت للصرف الحافز وهو 80% من الراتب الأساسى وهنا تكون الطامة الكبرى معلمين ومعلمات إن صح القول أميات فى تعليم ذوى الآحتياجات الخاصة وكنت أحاول تبسيط الأمور لهن بأن طريقة تدريس الصم لا تختلف عن العاديين سوى فى محور واحد وهو تطبيق فلسفة التدريس العلاجى فلو قمنا بعرض الدرس ورسم الصوره التعبيرية والتصويرية أمام التلاميذ بالتمثيل والرسم ولعب الأدوار والتقليد والمحاكاة لوصلنا المعلومة للاصم وفهم الرسالة المطلوب إيصالها له بسهولة ويسر .
فذوى الاحتياجات الخاصة يحتاجون للتعليم أكثر من العاديين ولذا لمست وجود فجوة كبيرة بين ما يدرس فى مدارسنا وبين أداء المعلمين وإن كنت صادقا لا يوجد أداء نهائى حتى صارت مدارسنا تعانى نوعين من الأمية أمية معلم تربية خاصة فاقد الخبرة وأمية تلميذ لا يجد من علمه أبسط المهارات وهى مهارات القراءة والكتابة ،
ولنا أن نتسأل من المسؤل عن وجود هذه الفجوة فى مدارس التربية الخاصة :
هل وزارة التربية والتعليم ؟هل مديرات التربية الخاصة فى محافظات مصر؟هل كليات التربية التى تخرج المئات من طلابهاكل عام ولا يتم تعينهم إلا بعدما يكون ظهر الشيب على وجوهم ونسوا ما تعالموه من مهارات ومعارف فى كليات التربية ؟
أريد توضيح هذه المسألة بدقة وأجيب عليها من خلال خبرتى فى التربية الخاصة مع العلم ما كتب فى هذا المقال تم عرضه على المسؤلين فى وزارة التربية وكليات التربية مررا وتكررا .
وفالمطلوب قبل تعين المعلمين فى مدارس التربية الخاصة لا بد من تدريبهم تدريبا سليما قائم على أسس علمية وذلك من خلال دورات مكثفة على مدار العام الدراسى ولا يسند التدريب للجمعيات الأهلية مثلما حدث مع جمعية ويانا الدولية الخاصة بتوعية الدمج فى المجتمع التى قامت بأخذ تبرع من جمعية الخير المادى وقامت بإعداد برنامجين بتدريب معلمى غرف المصادر والأخصائين النفسين والاجتماعية ولنا أن نتسأل ما دخال هذه الجمعيات بتدريب الكوادر من التربية الخاصة فى محافظات صعيد مصر ، هل تفهم هذه الجمعيات شيئا عن التربية الخاصة وتدريب معلميهم ، بالطبع الإجابة بالنفى ولذا نرجو من كليات التربية تفعيل مركزها فى تدريب معلمى التربية الخاصة وتجبر وزارة التربية معلمى التربية الخاصة بتنمية وتدريب أنفسهم حتى لا تكون هناك فجوة بين التلاميذ والمعلمين ، وكذلك نرجو توحيد حافز الإثابة لجميع معلمى التربية والتعليم دون تفرقة بين معلم تربية خاصة ففى الحقيقة المؤسفة معلمى التربية الخاصة فى بعض المحافظات يجلسون للشرب الشاى فقط لا غير، والدليل لم نسمع عن معاق مبدع أو مخترع أو موهوب وذلك فى العشرين سنه الماضية ، لقد زادت الإعاقةخلال الحقبة الماضية بنسب كبيرة تفوق النصف أو أكثر وزادت الإعاقة العقلية أكثر من السمعية ففى محافظة القليوبية أصحبت مدارس الإعاقة العقلية 8مدارس والسمعية خمس والنور اثنان وفصول الدمج 19 والفصول الملحقة 7 وهلم جر من تزيد افتتاح مدارس لذوى الاحتياجات الخاصة وهذا إن دل فأنه يدل على وقوع كارثة كبيرة فى المجتمع المصرى وإن صح القول العربى فتزيد الإعاقة يدل على عدم وجودوعى للسيدات فى المجتمع وظل هناك جهلا بمسببات الإعاقة .
إذن هناك فجوة كبيرة بين ما يقدم وما يقال فى المجتمع عن نشرثقافة الوعى الصحى لقد نجحنا فى توعية المجتمع فى عدم الاستحام فى الترع والمستنقعات حتى لايصاب أطفالنا بأمراض معدية.
هل ننجح فى سد الفجوة الموجودةحاليا فى مدارسنا فى إعداد معلم جيد فاهم لسكولوجية الفئات الخاصة ؟
هل نستطيع إعداد كوادر من مدراء مدراس التربية الخاصة ومدراء إدارات التربية الخاصة فى مصر ؟
هل نحن قادرين على إعداد مشرفين تربوين للإشراف على مدارس التربية الخاصة ؟
هل كليات التربية جادة فى تخريج معلم تربية خاصة متخصص بفنيات التدريس العلاجى ؟
هل تستطيع الجمعيات الأهلية أن تكف يدها عن التدخل فى شؤن الفئات الخاصة وتكف جيوبها عن التسول باسمهم ونهب أموالهم وتكديس حساباتها فى البنوك ؟
أتمنى من الله أن تتغيرالصورة فهؤلاء الفئات يحتاجون إلى كل جنيه يصرف هباء منثورعلى كشوف البركة التى توزع باسم اللجان لشراء احتياجات فصول التربية الخاصة وهذه الاحتياجات لاتصلح لهؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولقوة وسوف يحاسب كل شخص أمام محكمة رب العالمين عن إضاعت هذه الحقوق