مجالات الإرشاد الأسرى لذوى الاحتياجات الخاصة فى ظل فلسفة الدمج الحديث

مجالات الإرشاد الأسرى لذوى الاحتياجات الخاصة فى ظل فلسفة الدمج الحديث


الدكتور جمال عبدالناصرالجندى
موجه عام التربية الخاصة بمصر

بداية نحن نعلم جيدا أن الأسر التى لديها طفل معاق أو أكثر من طفل معاق فلقد تعددت الأعاقات فى الأسر الواحدة ،وجدنا أن بعض الأسر لديها أكثر من طفل معاق وتعددت الإعاقات تبعا لشدتها من بسيطة ومتوسطة وشديدة ولذا وجدنا إنهيار الكثر من العلاقات الأسرية فى المجتمعات العربية وخاصة فى المجتمع المصرى خلال الآونة الأخيرة من طلاق وهجران الزوج لبيت الزوجية وترك الأم تصارع مصيرها مع هذا الطفل المسكين ونادرا ما نلمس تعاون الزوجين فى تحدى الإعاقة ومعاونة طفلهم المعاق على تخطى الصعاب .
فكم من أسر وجدناها رائعة عندما يدرك الأب أن هذا هو قضاء الله وقدره وفى كل لحظة يحتضن وليده الصغير ويقول الحمد لله ربى قدرنى على تربية هذا الطفل المعاق وأجعله لى نور فى القبر ونور يوم العرض عليك وسوف أكون له السند فى الدينا فإذا وفيتنى كن أنت وليه فى الدينا ، ومن حكم الله ولطفه أن هذا المعاق لا يموت بعد الأب بل المعاق يظل فى الدينا وينعم برعاية والده حتى تأتيه المنية ووالده حى لكى يورى ثراه ، والأب يحمدالله ويقول والله لقد انطفئت اليوم شمعة كانت تنير البيت نورا وذلك بوفاة طفلى المعاق .

ففلسفة الدمج التى تنادى بها الدول العربية والأجنبية لا تطلب مننا سوى فتح قلوبنا وعقولنا أن نعطى هذا المعاق حقه فى التعليم حقه فى تغير سلوكياته تغير فى لازماته تغيرفى عاداته وتغير فى نمط اللغة التى يتحدث بها،نحن نطالب من المؤسسات التعليمة أن لا تكن حجرا صلبا أمام وجود أربعة أطفال معاقيين فى المدارس العادية .إن هذا المعاق يملك قدرات هائلة بل قدرات تفوق العاديين من حيث الإهتمام بالتعليم والدراسة والتحصيل لقد كنت معلما للتربية الخاصة بدولة الإمارات وتم إلحاق طفل معاق خلق بعيوب خلقية وجسدية ليس له أيدى ولا أرجل ولكنى بفضل من الله استطعت أن اعلمه القراءة والكتابة بما تبقى له من جزء بسيط فى الكتف وظل هذا الطفل يتبوء اروقةالداسة حتى حصل على الثانوية العامة وإلتحق بالجامعه ، لو أغقلنا فى وجه الباب ما مصيره أليس مصيره الضياع والموت المبكر ، ولذا إطالب من الساده مدراء المدارس فى مصر فتح قلوبهم لهؤلاء الأطفال الذى هو يحتاجون للدمجوتعليم سلوكيات جميلة تدفعهم للتعلم وحب المجتمع بدلا من الكره ونقول أن لكل صاحب عاهة جبار ، فلسيوا بجبارين ولكن قلوبنا نحن جبارة عليهم .
يامدراء مدرسنا نحن نحتاج منكم الوقوف مع فلسفة الدمج تخيل أن طفلك هو المصاب فماذا تفعل ، تخيل أن طفلك الذى فقد جزءا من سمعه أو بصره أو تدنى فى مستوى تحصيله تخيل ذلك واحكم فماذا تحكم فأنت تعيش فى حزن كبير على ترك طفلك فى البيت دون تعلم فكم من أطفال ضاعوا فى المجتمعات بسبب تعنت الإدارة المدرسية الغيرفاهمت لفلسفة الدمج الكلى ، فالدمج الكلى يقوم على دمج الإعاقات البسيطة فى مدارس التعليم العام بمعنى وجود أربعة أطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة بالفصل العادى وفى الحصص الفنية والموسقية والرياضية يذهب هذا التلميذ المقيد بالصف الأول لغرفة المصادر لكى يتلقى قدرا من التعليم الإضافى بمعنى تقويته فى غرف المصادر وينال حصص فى مهارات اللغة العربية والرياضيات أى يتم معالجة الخلل التحصيل بأساليب الرعاية الفردية والخطط العلاجية القائمة على فلسفة التدريس العلاجى .
ففلسفة التدريس العلاجى تقوم على أساس العمل الفردى لكل تلميذ على حده ، بمعنى ما يقدم لهذا التلميذ لا يقدم لغيره ويظل هذا التلميذ يتردد على غرفة المصادر حتى يتقن جميع المهارات التى يعانى منها .
فالأسرتحتاج منا إلى توضيح لمعنى الدمج الكلى حتى لا يختلط عليها المفهمومبأن ابنهم سوف يحبس فى غرفة للمعاقيين ويجب تغير الاتجاهات والفلسفات التى تعمل على نجاح الدمج فى مدارس وقبل كل ذلك تحتاج الأسر للكلمة الطيبة قبل النظرة العابسة من المجتمع فنحن قبل أن نحاسب أنفسنا يجب علينا محاسبة المجتمع الذى ينظر للمعاق نظرة متدنية فالكل يوصمه بالتخلف والعته والجنون وما هو بمجنون ولا معتوه ولا أبله ولكن قدر الله عليه أن يكون هو كما أراد الله سبحانه وتعالى .
فإرشاد أسر المعاقين من أهمها أنها تكمن في أن أسر المعاقين من أشد المحتاجين إلى مثل هذه الخدمات نظرا للمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المعاق منذ اكتشاف إعاقته ولا يدرون ماذا يفعلون وجميع الأبواب كلها إما مغلقة أو مفتوحة لنزف أموالهم دون فائدة ، تعود على المعاق نفسه وكأنهم يسيرون في متاهة ، فأي الأبواب يدخلون ومن أي الأبواب يخرجون ، فيعتبر الإرشاد الأسرى هو المنفذ لتخفيف الضغوط النفسية التي يعانون منها في بداية اكتشاف الإعاقة .
فالمشكلات التي يعاني منها أسر المعاقين فى ظل تطبيق فلسفة الدمج الكلى :
1- رفض الإدارة المدرسية فى وجود أطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة.
2-رفض معلم الفصل العادى فى وجود أطفال من ذوى الآحتياجات الخاصة بحجة أن التلاميذ العاديين سوف يقلدون هؤلاء المعاقيين فى سلوكياتهم ونمط كلامهم
3- إقناع أولياء امور التلاميذ العاديين بكتابة شكاوى للمسؤلين بتدنى مستوى أبنائهم فى هذه المدارس .
4- إشعال نار الحرب بين الأسر العادية والأسر من لديها طفل معاق فى المدرسة .
5- الميل إلى الانسحاب والعزلة والاحساس بأنه عبء على الآخرين ولذا أفضل علاج هو الحبس والعزل وإبعاده عن نظر الناس وسوف نعلن خبر وفاته في أقرب وقت ممكن حتى يتسنى لجميع الناس أنه لا يوجد بين عائلتنا طفل معاق .
6-أما المشكلات التي يتعرض لها الفرد المعاق قد تكون ردة فعل سلبية من الاخرين كالاحجام عنه والنظر اليه بنظرة العجز خاصة اذا كانت الاعاقة واضحة. وهي مواقف واقعية تتكرر في الاماكن العامة عندما تقف مجموعة من الناس يتفجرون على احد المقعدين، او التحديق في الاصم الذي يتحدث بلغة الاشارة مع اسرته. فمثل هذه المواقف تدفع بالمعاق الى العزلة او الاختلاط باشخاص محدودين من اقاربه.
فالارشاد ضروري للمعاقين بجميع خدماته(الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية) بهدف تمكينهم من التكيف النفسي والمهني والاجتماعي في الحياة.
الخدمات الارشادية التي يمكن تقديمها للمعاقين: فى ظل فلسفة الدمج
1- الرعاية الصحية
2- الرعاية النفسية
3- الرعاية الاجتماعية
4-الرعاية التعليمية القائمة على فلسفة التدريس العلاجى.
5- توفير كافة الخدمات الطبية من حيث صرف النظارات لضعاف البصرية أوالاطراف الصناعية وتوفير الرعاية الصحية الشاملة لهم.
2- خدمات الارشاد التربوى :
وتتضمن التوسع في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومحاولة الكشف عن قدراتهم المتبقية والعمل على تنميتها وتطويرها حتى يشعر المعاق بتفوق في مجالات معينة مما يعيد له ثقته بنفسه.
2خدمات تأهيلية:
وتتضمن التوسع في مؤسسات التأهيل المهني للمعاقين وشمولها بحيث تغطي فئات الاعاقة واتاحة مزيد من فرص العمل للمعوقين.
4- خدمات الارشاد الديني والاجتماعي:
وتتمثل في تدعيم الايمان بالله عز وجل وتقبل الواقع باعتباره قضاء وقدرا، والعمل على ادماج المعاقين في الحياة العامة وزرع الثقة بالنفس منذ الصغر وعدم العزلة.
5- خدمات الارشاد الاسري:
وتتضمن توجيه افراد الاسرة الى معرفة كيفية التعامل مع المعاق وتزويدهم بالمعلومات عن طبيعة الاعاقة ومسؤوليتهم تجاهها ومساعدة الاخوة على تقبل المعاق وعدم رفضه او اهماله او اشعاره بانه عبء، ثم تحسين نظرة افراد الاسرة واتجاهاتهم نحو صاحب الاعاقة.
نحن نطالب من المسؤلين عن تطبيق فلسفة الدمج عدة مطالب أساسية وهى :
1- توعية المجتمع عن طريق وسائل الإعلام ببث برامج يكن من شأنها تفعيل الدمج بالمؤسسات التعليمية .
2- نشر ثقافة الوعى للأسر بفك حبس طفلهم وإعطائه الحق المشروع من الحياة فى التعلم
3- نشر ثقافةالوعى فى المؤسسات التعلمية وخاصة المعلمين والمعلمات ومدارء المدراس وهم السبب المباشر فى فشل الدمج بحجة تدنى مستوى التلاميذالعاديين فى الفصول المدمجه.
4- تدريب الكوادر الفنية من معلمى ومعلمات التربية الخاصة مع صرف حافز الإثابة لمن يلحق بصفه تلاميذ من ذوى الاحتياجات الخاصة .
5- خلق فرص التعين لخريجى كليات التربية الخاصة فى مصر مثل كليات التربية النوعية بحلوان ونحن نأسف للواقع الحالى فى رفض مدراء التربية الخاصة غير متخصصين فى تعين أو إلحاق خريجى هذه الكليات بمدارس التربية الخاصة ومازالو رافعين شعار دلوم المعلمين والبعثة الداخلية التى كانت سببا مباشرا لتدنى مستوىمعلمى التربية الخاصة فى مصر ويرفضون خريجى كليات التربية والدبلومات المهنية فى التربية الخاصة .
6- تعين مدراء التربية الخاصة من الكوادر المتخصصة فى مجال التربية الخاصة بدلا من الواقع الحالى المتدنى فى مصر ولقد أصبحنا فى زيل الدول العربية التى كنا السبب فى نشأت التربية الخاصة فى العالم العربى .