جامعة التحدي /سرت / ليبيا
كلية الآداب والتربية /الدراسات العليا/ قسم علم الاجتماع
التغير الاجتماعي والتحديث وعلاقته بتغير الشخصية في المجتمع القروي
قرية زلة نموذجا
دراسة لاستيفاء متطلبات درجة التخصص العالي (الماجستير)في علم الاجتماع
إعداد الباحثة :فريحة أبوبكر علي الزواوي
إشراف الأستاذ الدكتور: عبدالله عامر الهمالي
afff81@hotmail.comالمقدمة
يعتبر موضوع التغير الاجتماعي والتحديث من الموضوعات الرئيسية في العلوم الاجتماعية وذلك ما جعله ينال اهتمام العديد من العلماء والباحثين ،ولكونه ظاهرة مرتبطة بالحياة الاجتماعية على اختلاف أشكالها ،فقد أفرز نمطاً وقيماً جديدة تحقق إشباعاً أفضل لحاجات الإنسان. وعند الحديث عن التغير الاجتماعي يعنى الحديث عن المجتمع وبنائه وعلاقاته المعقدة عبر الزمان والمكان ،ويعني أيضا كل ما يطرأ على العلاقات الاجتماعية والنظم والقيم والمعايير والأخلاق والعادات التي يتكون منها البناء الاجتماعي من تبدل وتحول نتيجة مؤثرات وعوامل حضارية واقتصادية وسياسية.
بينما التحديث الاجتماعي الذي نعنيه هو ظاهرة تحول المجتمع من حالة المجتمع التقليدي إلى مجتمع تنتشر فيه سبل الحداثة في مظاهره المادية وغير المادية ،فهو بهذا المعنى نوع من أنواع التغير الاجتماعي.
وحيث أن المجتمعات البشرية قد شهدت حركة دائبة من التغيرات والتحولات تركت بصماتها على مختلف الأبنية التي تنظم الحياة الاجتماعية في جوانبها المختلفة ،فإن المجتمع العربي الليبي بوجه عام والمجتمع القروي بشكل خاص ليس بمعزل عن هذه التغيرات ،فقد تعرض لجملة من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية أثرت في كافة الأنساق الاجتماعية في هذا المجتمع،ولما كان نسق الشخصية أحد هذه الأنساق الاجتماعية في المجتمع فمن الطبيعي أن تتأثر هذه الشخصية بهذه التغيرات التي تخلق من هذه الشخصية التقليدية شخصية حديثة عصرية تواكب العصر
هذا وأن برامج التنمية في المجتمع القروي تمثل انطلاقة نحو خلق مجتمع قروي وقرويين جدد بآراء وقيم واتجاهات وطموحات جديدة،وتطلع نحو الأفضل،وهذا بدوره سوف يؤدي إلى تغير حياة هؤلاء القرويين إلى مجتمع يأخذ بأسلوب التحديث بما يملكه من وسائل عصرية حديثة تمكنه من الأخذ بأسباب التطور والتقدم ومواكبة ركب الحضارة ،وسيقود هذا إلى تغير في قيم الأفراد ومعارفهم واتجاهاتهم وأنماط سلوكهم . ولهذا نحاول إثراء المعرفة العلمية بإسهام بسيط في هذا المجال من خلال دراسة التغير الاجتماعي والتحديث وعلاقته بتغير الشخصية في المجتمع القروي في أحد المجتمعات القروية - في المجتمع القروي"زلة "-وذلك للتعرف على العوامل الهامة والمؤثرة في تغيّر الشخصية القروية ،من خلال كشف العلاقة بين بعض المتغيرات المستقلة ( النوع- العمر- المستوى التعليمي-المهنة – الانفتاح على العالم الخارجي(السفر"داخل- خارج"الجماهيرية) - وسائل الاتصال الجماهيري )و قسمت الدراسة إلى سبعة فصول رئيسية :-
إحتوى الفصل الأول تحديد مشكلة الدراسة والتساؤلات التي تسعى الدراسة إلى الإجابة عليها، ثم أهمية الدراسة وأهدافها ،ومبرارات الدراسة ،وأهم المفاهيم الرئيسية في الدراسة ،بالإضافة إلى متغيرات الدراسة .ويتناول الفصل الثاني جملة من المفاهيم التي تمثلت في مفهوم التغير الاجتماعي ومفهوم التحديث الاجتماعي ومفهوم التنمية الاجتماعية ،بالإضافة إلى توضيح العلاقة بين مجموعة من المفاهيم ذات الصلة بمفهوم التغير الاجتماعي والتحديث ،انتهاء بنظريات تفسر ظاهرة التغير الاجتماعي والتحديث التي تم استعراضها في محورين:-
تمثل المحور الأول في بعض الاتجاهات أو المداخل المتباينة في تفسيرها لعملية التغير الاجتماعي،و من أهم هذه الاتجاهات "الاتجاه التطوري - الاتجاه الدائري -الاتجاه الماركسي - الاتجاه البنائي الوظيفي - اتجاه النظرية العالمية الثالثة ".
والمحور الثاني ركز على اتجاهين أساسيين وضح من خلال شرحهما مدى مساهمتهما في دراسة التحديث الاجتماعي وهما :اتجاه دراسة المجتمع واتجاه دراسة الفرد "الشخصية "،وصولا إلى عرض الإسهامات العلمية التي اهتمت برصد بعض خصائص الشخصية الحديثة .
أما الفصل الثالث ،فقد خصص لاستعراض أهم التغيرات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع العربي الليبي، وتم من خلال الفصل الرابع تقديم نبذة مختصرة عن التاريخ الاجتماعي للقرية زلة، إلى جانب ذلك تم استعراض أهم التغيرات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع القروي "زلة " ،بينما تضمن الفصل الخامس عرضاً موضوعياً لبعض الدراسات السابقة التي اهتمت بدراسة التغير الاجتماعي والتحديث والتي تتعلق بموضوع الدراسة من قريب أو بعيد،بشكل مباشر أو غير مباشر ،حيث تم فحص كافة الدراسات العالمية والعربية والمحلية الجزئية أو الكلية التي استطاعت الحصول عليها وتم محورتها في محورين، محور تناول دراسات التغير الاجتماعي والتحديث على المستوى البنائي للمجتمع ومحور تناول دراسات التغير الاجتماعي والتحديث على المستوى الفردي وانتهى الفصل بالتقييم على هذه الدراسات وذكر المزايا التي تتصل بهذه الدراسة وتتفرد بها عن كل ماعُرض من دراسات ، أما الفصل السادس فقد احتوى على أهم الإجراءات المنهجية بدءًا بنوع الدراسة ومنهجها و تحديد مجالات الدراسة وإجراءات المعاينة وإجراءات بناء المقياس وتحديد أداة جمع البيانات و مرحلة تدريب جامعي البيانات وعملية جمع البيانات ومراجعتها والأساليب الإحصائية التي تم الاعتماد عليها في هذه الدراسة .
ولقد انتهت الدراسة عند الفصل السابع الذي تم من خلاله تقديم عرض شامل لتحليل البيانات والنتائج التي توصلت إليها الدراسة .
إستندت هذه الدراسة على أن التغيرات التي تحدث على المستوى المجتمعي،لابد وأن تنعكس آثارها على مستوى الأفراد من خلال القدرة على تغير واكتساب خصائص الشخصية الملائمة لطبيعة العصر الحديث . وتهدف هذه الدراسة للتعرف على بعض التغيرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع الليبي بشكل عام والمجتمع القروي بشكل خاص وعلاقة هذه التغيرات بتغيّر شخصية الأفراد القرويين من "شخصية تقليدية - شخصية انتقالية – شخصية حديثة "ولقد تم تحديد بعض خصائص الشخصية الحديثة التي قامت عليها الدراسة ،والمتمثلة في "المشاركة الفعلية – الطموحات والتطلعات – الكفاءة الاجتماعية – الاستقلالية وحرية التفكير – الفردية أو الأنانية – الإيمان بحقوق المرأة ".
وبالتالي انحصر الهدف الرئيسي لهذه الدراسة في إبراز العلاقة بين التغير الاجتماعي والتحديث وتغير الشخصية في المجتمع القروي.ومن هنا جاءت الدراسة للتعرف على :-
1- مظاهر التغير الاجتماعي والاقتصادي والسكاني والتعليمي، الذي ساد في المجتمعات القروية بفعل برامج التنمية والتحديث والتي أشرفت الدولة على تنفيذها ،وكيف انعكست هذه التغيرات على شخصيات هؤلاء الأفراد واتجاهاتهم ونمط تفكيرهم .
2- طبيعة ونمط التحديث الشخصي في ظل سيادة التغيرات الاجتماعية السريعة والمتلاحقة، وفي ظل امتزاج قيم الثقافة التقليدية مع قيم التحديث.
3- العوامل الهامة والمؤثرة في تغيّر الشخصية القروية ،من خلال كشف العلاقة بين بعض المتغيرات المستقلة ( النوع- العمر-المستوى التعليمي-المهنة – الانفتاح على العالم الخارجي (السفر"داخل - خارج"الجماهيرية) -وسائل الاتصال الجماهيري )والمتغير التابع الذي يتمثل في تغير الشخصية القروية "التقليدية "واكتساب خصائص الشخصية الحديثة .
ولتحقيق هذه الأهداف ،استعانت الباحثة بالاتجاهات المفسرة لعملية التغير الاجتماعي والتحديث مستندةً في ذلك على اتجاه دراسة الفرد،مستخدمة المنهج الوصفي باستخدام المسح الاجتماعي عن طريق العينة فقد تم اختيار (400) مفردة من كلا الجنسين ،و تم استخدام أسلوب العينة العشوائية الطبقية النسبية على مجتمع الدراسة ،باعتبار أن هذا هو الأسلوب الأنسب لمثل هذه الدراسة ،حيث تتيح للباحثة المجال للاختيار العشوائي لمفردات العينة وقد استخدمت الباحثة أسلوب أداة المقابلة المقننة لجمع البيانات . وفيما يخص الأساليب الإحصائية المستخدمة في هذه الدراسة فقد تنوعت وذلك حسب الهدف المنشود من معالجة البيانات ،وذلك من خلال استخدام المجموعة الإحصائية المستخدمة في العلوم الاجتماعية،الخاصة بتحليل البيانات "SPSS" ، فقد تم تحليل بيانات واختبار العلاقات بتطبيق اختبار "ت" لعينتين مستقلتين للتأكد من وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية، و تطبيق اختبار تحليل التباين الأحادي انوفا "" ANOVA ولغرض التعرف على مكمن الفروق بين مختلف الفئات ،و عند وجود فروق معنوية تم إجراء اختبار أقل فرق معنوي "LSD" ، وتم استخدام الانحدار التدريجي الذي يستخدم بشكل أساسي في معرفة أي المتغيرات التفسيرية أكثر تأثيرا على المتغير التابع وذلك لكي نقف على المتغيرات وأهميتها الترتيبيه.
وحاولنا من خلال هذه الدراسة الإجابة على التساؤلات الآتية :-
1-ما التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي حدثت في المجتمع القروي؟
2- ما التغيرات التي تعكسها عملية التغير الاجتماعي والتحديث على تغير الشخصية السائدة في المجتمع القروي ؟ هل هي تقليدية ،أو انتقالية ، أو حديثة ؟
3- إلى أي مدى ساهمت عملية التغير الاجتماعي والتحديث في تغير شخصية هؤلاء الأفراد؟
المفاهيم الرئيسية في الدراسة والمقياس :
اهتمت هذه الدراسة بالمفاهيم الاساسيه منها مفهوم التغير الاجتماعي ،والتحديث الاجتماعي،ومفهوم تغير الشخصية والذي تتصل به مجموعة من المفاهيم هي : المشاركة الفعلية، الطموحات والتطلعات، والكفاءة الاجتماعية ، والاستقلالية وحرية التفكير، والفردية أو الأنانية،والأيمان بحقوق المرأة . سوف نركز من خلال هذا العرض على التعريفات الإجرائية وهى كالآتى :-
أولاً:التغير الاجتماعي :
المقصود بالتغير الاجتماعي في هذه الدراسة هو تلك التحولات والتبدلات التي طرأت على البناء الاجتماعي للمجتمع الليبي بشكل عام والمجتمع القروي بشكل خاص في جميع أنساق هذا البناء الاجتماعي "الاقتصادي ، التعليمي ،السكاني ،الثقافي " التي شهدتها ليبيا منذ قيام ثورة الفاتح،وانعكاس هذه التغيرات على شخصية هؤلاء الأفراد.
ثانياً:- التحديث الاجتماعي:
وتنظر الدراسة إلى مفهوم التحديث الاجتماعي من خلال الأبعاد التالية " : التحديث كعملية تمايز بنائي أي هي نتاج لتمايزات بنائية ،أو الانتقال من مجتمع متجانس إلى مجتمع يقوم على التخصص في الوظائف وتقسيم العمل وانتشار الصناعة ،وإن هذا التحول يتم في أربعة قطاعات اجتماعية وهي (قطاع التكنولوجيا- الزراعة- الصناعة- قطاع زيادة الحراك الاجتماعي والسكاني)،والتحديث عملية تغير اجتماعي يتحول المجتمع النامي بمقتضاها إلى اكتساب الخصائص الشائعة المميزة للمجتمعات الأكثر تحضرا ؛ أي إن التغير يلحق بمكونات بناء المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ،والتحديث الاجتماعي كعملية تغيرات تطرأ على تركيبة شخصية أفراد المجتمع، من حيث الاتجاهات والقيم وأنماط السلوك ؛أي أن أي تغير في عناصر البناء الاجتماعي هو الذي يؤدي إلى تغير الشخصية
ثالثاً:- تغير الشخصية :
يقصد بتغيّر الشخصية في هذه الدراسة(تحديث الشخصية):وتعنى جملة من غيروا أو هم في طريق تغييرهم لطرائق تفكيرهم وقيمهم وبعض اعتقاداتهم واتجاهاتهم حيال بعض القضايا ،وذلك جراء تعرضهم لمصادر التغير الاجتماعي و التحديث الاجتماعي ؛أي هم أولئك الأفراد الذين اكتسبوا بعض الخصائص العصرية المتمثلة في أشخاص مشاركين وعلى درجة عالية من الكفاءة وأكثر طموحا ،ويتسمون بدرجة من الاستقلالية وحرية التفكير بالإضافة إلى تكوين اتجاه ايجابي نحو حقوق المرأة وواجباتها . هذا وتركز الدراسة على جملة من خصائص الشخصية العصرية الآتية :-
1-المشاركة الفعلية : ويشير هذا المفهوم إلى امتلاك الفرد القدرة على المشاركة الاجتماعية التي تتحدد من خلال الانتماء إلى النوادي والجمعيات والمهرجانات الثقافية ،وإضافة إلى مشاركتهم السياسية من خلال حضور جلسات المؤتمرات الشعبية الأساسية ،إضافة إلى القيام بدور هادف داخل الجماعات من خلال تقديم الآراء والاقتراحات وحل المشكلات . وتتراوح درجات المقياس من (1) إلى (11) درجة،بمتوسط حسابي (6) درجات.
2- الطموحات والتطلعات: فيقصد بها تطلع الأفراد إلى تحقيق حياة مستقبلية سعيدة والى تحسين أوضاعهم الوجودية وخصوصا الوضع التعليمي والمهني لهم ولذويهم،بالإضافة إلى انفتاحه على التجديد والتغير أي أن الفرد يعمل على تقبل الخبرات الجديدة في المجالات الأسرية والاجتماعية والعملية مع العمل على تطبيقها. وتتراوح درجات المقياس من (1) إلى (16) درجة ،بمتوسط حسابي (8.5) درجة.
3- الكفاءة الاجتماعية : هي "مجموعة من السلوكيات المنظمة التي تسمح للفرد بمواجهة مواقف مختلفة من الحياة بطريقة منظمة ومخططة " فالشخص ذو الكفاءة : هو الذي لديه القدرة على التخطيط ويستطيع أن يعبر عن ثقته بنفسه للآخرين ،ويقدر قيمة الوقت وإدارته بأسلوب منظم،لينظم بها حياته ،وليواجه الصعاب التي يتعرض لها بصفة خاصة وعامة ، مع العمل على وضع تنظيم محدد في كيفية أداء الأعمال . وتتراوح درجات المقياس من (1) إلى (14) درجة،بمتوسط حسابي (7.5) درجة.
4- الاستقلالية وحرية التفكير: تعرف بأنها استقلال الفرد بذاته أي اعتماده على نفسه في أداء أعماله ،ولديه القدرة على التعبير عن رأيه في القضايا التي تمسه مباشرة ومن ثم تمس مجتمعه ولا يحصر نفسه ضمن دائرة ذاتية ،بالإضافة إلى التحرر من تأثير العادات والتقاليد والقيم التي لا تستند إلى أساس علمي . و تتراوح درجات المقياس من (1) إلى (22) درجة ،بمتوسط حسابي (11.5) درجة.
5- الفردية أو الأنانية يقصد بها: بتبني الأفراد قيما وأفكارا تمجد الذات ،وتؤكد المصلحة الفردية أو الشخصية للفرد وفي ذلك يشير التير " أن الاتجاه نحو التحديث يخلق مواطناً يهتم بمصالحه ومسائله الشخصية ،ويحرص على تحقيق النجاح الفردي المادي "(34). وتترواح درجات المقياس من (1) إلى (9) درجة ،بمتوسط حسابي (5) درجات.
6- الإيمان بحقوق المرأة تعرف: بأنها المصالح والمزايا التي يتوقعها الفرد من كلا الجنسين ذكورا وإناثا إلى مكانة المرأة في المجتمع ونيلها لحقوقها من التعليم والعمل ،وحريتها في اتخاذ القرارات الخاصة ،فالشخص الحديث :هو الذي يكون لديه نظرة أجابية نحو عمل المرأة وتعليمها ومشاركتها الاجتماعية. وتتراوح درجات المقياس من (1) إلى (8) درجة ،بمتوسط حسابي (4.5) درجة.
وإجرائيا نعتبر القرية ،هي قرية زلة التي تعتبر احدى قرى منطقة الجفرة وهذه القرية موجودة في الجنوب الشرقي من ليبيا والتي يحدها من الشمال الشرقي مرادة والتي تبعد عنها بحوالى 255كم تقريبا وفي الشمال الغربي قرية ودان والتي تبعد عنها بحوالى 161كم وتحدها من باقي الجهات الكثبان الرملية .
متغيرات الدراسة :-
تحتوي الدراسة على المتغيرات التالية :-
1-المتغير المستقل :- يتمثل في التغير الاجتماعي والتحديث الذي طرأ على المجتمع القروي وأثره على تغير شخصية هؤلاء الأفراد ،ولقد تمت ترجمة هذا المتغير إلى مجموعة من المؤشرات التي يمكن قياسها كميا وهي كالآتي :-(النوع - العمر -المستوى التعليمي-المهنة – الانفتاح على العالم الخارجي "السفر "داخل- خارج"الجماهيرية - وسائل الاتصال الجماهيري )
2- المتغير التابع :-
أن المتغير التابع في هذه الدراسة هو تغير الشخصية "تحديث الشخصية " في المجتمعات القروية من شخصية تقليدية إلى شخصية اكتسبت خصائص الشخصية الحديثة .وقد تم قياس هذا المتغير من خلال مجموعة من الخصائص المتمثلة كالآتي " المشاركة الفعلية – الطموحات والتطلعات– الكفاءة الاجتماعية – الاستقلالية وحرية التفكير –الفردية أو الأنانية –الإيمان بحقوق المرأه " وكل خاصية من هذه الخصائص لها جانبين جانب اعتقادي "قيمي"وجانب سلوكي "فعلي".حيث يمثل الجانب الاعتقادي "القيمي" اتجاه الأفراد الايجابي نحو بعض القيم التي تؤكد الخاصية المقاسة ،ويتمثل الجانب السلوكي "الفعلي " في إبداء الفرد لمجموعة من السلوكيات التي تشير إلى امتلاك الفرد درجة من الخاصية المقاسة .
تنطلق هذه الدراسة من جملة توجهات نظرية وميدانية تبحث عن العلاقة بين التغيرات الاجتماعية البنائية المادية للمجتمع وتغير نمط الشخصية القروية ،والتي تشير في معظمها إلى تغير الشخصية التقليدية إلى شخصية حديثة عصرية ،ووفقا لهذه التوجهات تم تحديد الفروض العام بهذه الدراسة في الآتي :-
" هناك علاقة بين الخصائص الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية وتغير الشخصية في المجتمع القروي ".
Ho -الفرضية الصفرية :
لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الخصائص الديمغرافية ،والاجتماعية ،والاقتصادية ، المتمثلة في "النوع ،والعمر،المستوى التعليمي ، والمهنة،والانفتاح على العالم الخارجي (السفر"داخل - خارج"الجماهيرية) والتعرض لوسائل الإعلام "،وتغير الشخصية القروية .
Hi - الفرضية البديلة :
توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الخصائص الديمغرافية ،والاجتماعية ،والاقتصادية ، المتمثلة في "النوع ،والعمر ،المستوى التعليمي، والمهنة،والانفتاح على العالم الخارجي (السفر"داخل - خارج"الجماهيرية) والتعرض لوسائل الإعلام "،وتغير الشخصية القروية.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها :-
1- أظهرت نتائج الدراسة أن الشخصية القروية في زلة شخصية تتدرج مابين التقليدية والانتقالية والحديثة،حيث أن الفوارق النسبية بينهما ليست كبيرة وإن كان التقارب أكثر بين الشخصية الانتقالية والحديثة مما يدل على أن المجتمع القروي مازال يعيش حالة انتقالية ويقاوم العادات والسلوكيات التقليدية. بمعنى أن هناك اتجاهات تقليدية تبقى كرواسب في الفرد ولكن هذه الرواسب الثقافية لاتعوق عملية التحديث.
فقد أظهرت نتائج الدراسة أن الشخصية الانتقالية هي الشخصية السائدة في المجتمع القروي على كل بعد من أبعاد خصائص الشخصية الحديثة ،وهذا يتفق مع ما يؤكده "ليرنر" في دراسته في دول الشرق الأوسط ،حيث أكد "أنه كلما زاد عدد الأفراد الانتقاليين في المجتمع كان المجتمع أكثر تحديثا "وبهذا يمكننا القول بأن الشخصية القروية في المجتمع زلة أخذت في الاتجاه نحو الحداثة. تشير هذه النتيجة أن التغيرات الاجتماعية الواسعة التي سادت الواقع الليبي بصفة عامة والمجتمع القروي بخاصة بفعل عوامل التنمية والتحديث،فقد أحدثت تغير في الجوانب المادية بشكل أكبر مما أحدثته في الجوانب اللامادية إلا أنها ساهمت مع مرور الوقت في ترك آثار عميقة و واسعة طالت الشخصية التقليدية في المجتمع القروي .
2- كشفت نتائج الدراسة عن ارتباط المتغيرات المستقلة ( التعليم – نوع المهنة – وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعة المسموعة "الراديو" – الإذاعة المرئية المحلية – الاذاعات العالمية المرئية والفضائيات) باكتساب خصائص الشخصية الحديثة .ولم تكشف النتائج عن وجود علاقة ارتباطية بين المتغيرات المستقلة (النوع – العمر - الانفتاح على العالم الخارجي "السفر داخل وخارج المجتمع العربي الليبي" وسائل الاتصال المتمثلة في الصحف والمجلات – استخدام شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" باكتساب خصائص الشخصية الحديثة.
3- كشفت الدراسة عن ارتباط المتغيرات المستقلة ( النوع – العمر- التعليم - وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعة المسموعة "الراديو") ببعد المشاركة الفعلية .
4- كشفت الدراسة عن ارتباط المتغيرات المستقلة( التعليم - وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعة المسموعة "الراديو"- الإذاعة المرئية المحلية) ببعد الطموحات والتطلعات.
5- كشفت الدراسة عن ارتباط المتغيرات المستقلة( العمر –التعليم - وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعة المرئية المحلية- استخدام شبكة المعلومات الدولية"الانترنت ") ببعد الكفاءة الاجتماعية .
6- كشفت الدراسة عن ارتباط المتغيرات المستقلة( التعليم – نوع المهنة - وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعة المسموعة "الراديو"- الإذاعات العالمية المرئية والفضائيات) ببعد الاستقلالية وحرية التفكير.
7- كشفت الدراسة عن ارتباط المتغيرات المستقلة( التعليم –نوع المهنة - الانفتاح على العالم الخارجي "السفر داخل وخارج المجتمع العربي الليبي- وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعات العالمية المرئية والفضائيات) ببعد الفردية أو الأنانية .
8- كشفت الدراسة عن ارتباط المتغيرات المستقلة(النوع – العمر – التعليم - الانفتاح على العالم الخارجي "السفر داخل المجتمع العربي الليبي- الصحف والمجلات- وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعة المسموعة "الراديو"- الإذاعة المرئية المحلية- الإذاعات العالمية المرئية والفضائيات- استخدام شبكة المعلومات الدولية"الانترنت ") ببعد الإيمان بحقوق المرأة .
9- كشفت نتائج الدراسة بان متغير (التعليم - وسائل الاتصال المتمثلة في الإذاعة المسموعة"الراديو")هما أهم مؤشران يمكن الاعتماد عليهم في تغير الشخصية في المجتمع القروي.
بهذا نكون قد استعرضنا بإيجاز ملخص هذه الدراسة العلمية القيمة لنصل بأن الباحثة قد استخدمت (135)كتاباً عربياً ،(9) كتاباً أجنبياً، (20) تقارير رسمية ،(17) رسالة علمية "دكتوارة-ماجستير"(5) مقالات وأبحاث نظرية ،(6) مواقع الالكترونية"شبكة المعلومات الدولية "
وفيما يلي عرض قائمة المراجع التي استندت عليها هذه الدراسة العلمية