نظرية المقارنة الاجتماعيةSocial comparison Theory
صاحب هذه النظرية فستنكر(Festinger) عالم النفس الامريكي صاغها عام (1957) في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، وقد أكد في بدايتها على تأثير التفاعل الاجتماعي من خلال الآراء والاتجاهات ثم قدمها نظريةً شاملة لتشمل تقييم كل من القابليات والأفكار والآراء.
وقد وضع ليون فستنجر نظرية المقارنة قبل وضعه لنظرية التناشز المعرفي لذلك فإن بعض الأفكار لكليهما قد تكون متشابهة ففيهما تم التأكيد على دور العمليات الادراكية وكذلك على مفهوم الاتساق.
وأشار فستنكر في نظريته إلى أن الأفراد يندفعون بتلقائية لمطابقة آرائهم مع آراء الآخرين داخل الجماعة التي ينتمون اليها. ويخضعون في أثناء هذا لمتغيرات متعددة تعمل جميعها لتحقيق رغباتهم في خلق نوع من التناسق بينهم وبين من يحيطون بهم.(حسن،2006 :286)
ويؤكد فستنكر تأثير الاتصال أو التفاعل الاجتماعي على الآراء والاتجاهـات والقابليات، إذ أن بعض أنـواع السلـوك التنافسي وعمليات التأثير الاجتماعي يرجع سببهـا الى الحاجـة إلى تقويم الذات من خلال الآخرين،ويشير فستنكر إلى أننا نختار الأشخاص الذين لا يختلفون معنا في الآراء والاتجاهات وهذا يعد نوعاً من الاتساق الداخلي، وعندما تحدث فروقات ضمن الجماعات يصبح هناك ضغط نحو الاتساق
مثال:- عدم الاتفاق مع صديق في مسألة اجتماعية معينة مثل الإطراء على عدو له يؤدي إلى تحول رأيه للاتساق معك ويمكن ان يفسر فستنكر هذه الظاهرة بأنها تحدث وفقاً لدافع المقارنة، بما أنكم أصدقاء فيمكن الافتراض بأنك لست مختلفاً عن صديقك في الآراء والاتجاهات أو في الأبعاد وثيقة الصلة بموضوع الصداقة، وبما أن التقويم يُعد ضرورة اجتماعية فإن هذا الصديق يبحث عن المقارنة الاجتماعية لتقويم رأيه، وأن الضغط نحو الاتساق يسبب تحولاً في رأي الصديق لكي يجعل الأمر قريباً منك، أو قد يتم الإدراك بوجود الاختلاف مما يؤدي إلى تهديد العلاقة بالفقدان.
ويرى فستنكر أنّ الإنسان يقارن نفسه دائماً بالآخرين الذين يدرك أنهم مشابهون له على الأبعاد التقويمية الملائمة، وهذا ما لاحظه "فستنكر" من أنه إذا احتاج الشخص إلى تقييم قدراته فأنه يميل إلى مقارنة نفسه بغيره طالما كان يفتقد محكا موضوعياً لهذا التقييم؛ لذلك افترض أنه يوجد دافع أساسي داخل كل فرد لتقييم آرائه وقابلياته ويلجأ إلى الآخرين في العادة لغرض عقد المقارنة معهم على مستوى الآراء والقابليات، وعند إجراء المقارنة يفضل الأفراد إجراءها مع أشخاص من الذين يتشابهون أو يتمايزون معهم في خاصية او صفه في مجال التقويم وغالبا ما يختار الأفراد أشخاصاً للمقارنة من المقربين إليهم زملاء كانوا أم أصدقاء، وإنّ عملية المقارنة يستخدمها الأفراد للتعرف على صحة أفكارهم ومعتقداتهم وقدراتهم ومن ثم تقويم ذواتهم في ضوء نتائج المقارنة وإذا كانت ايجابية فذلك يعتبر تعزيزاً لما يحمله الفرد من أفكار واتجاهات. (رجال،2007 :51)
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر/ حسن، محمود شمال،(2006) دراسات في علم النفس الاجتماعي الصورة والاقناع دراسة تحليليه لأثر خطاب الصورة في الاقناع، ط1 ، دار الافاق العربية.
رجال، محمد احمد،(2007): الاغتراب وعلاقته بالتماسك الاجتماعي لدى طلبة الجامعة، اطروحة دكتوراه (غير منشورة)، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، بغداد. اعدادالاستاذ :حارث حسن عبدالمنعم