باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: مدخل التهميش Marginalization الإثنين يوليو 09, 2018 12:43 am | |
| مدخل التهميش Marginalization
اختلفت النظرة الفكرية إلى التهميش Marginalization حسب اختلاف الظروف التاريخية ففي ظروف قيام الثورة الصناعية وتبلور الرأسمالي في أروبا وخاصة القرن التاسع عشر، ظهرت مشكلة التهميش في سياق التحول من اقتصاد زراعي – إقطاعي – حرفي إلى اقتصاد سوق متقدم صناعيًا، حيث دفعت إلى الهامش الفئات الاجتماعية النشطة في الاقتصاد القديم ويمثلها الفلاحون والحرفيون، والذين أصبحوا يشكلون ما أطلق عليهم (جيش العمال الاحتياطي) الذي يمكن السحب منه عند الحاجة لضمان مستوى متدن نسبيًا للأجور في ذلك الوقت.
وفي ظرف تاريخي مغاير، ومع دعوة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى (التكيف الهيكلي ) في البلاد النامية والمتخلفة اقتصاديًا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، سعت أصوات خافتة، ليس عن التهميش والمهمشين، ولكن عن الظاهرة الهامشية وعن الهامشيين وخاصة الحضريين، سواء في إطار التصنيف الجيو – اجتماعي (بإعتبارهم قاطني مناطق الاسكان العشوائي أو الفوضوي) أو في اطار التصنيف الاقتصادي (باعتبارهم يقفون على الخطوط الدنيا من القطاع غير الرسمي informal sector ومن هيكل تشغيل القوى العاملة).
وفي هذا الاطار ينظر إلى الهامشية والهامشيين، كظاهرة تبدو وكأنها منفصلة عن التركيب الاقتصادي – الاجتماعي القائم، فهي من ثم ليست نبتاً للمنظومة القائمة، وإنما بمثابة نفاية مقذوفة خارجها لأسباب لا دخل لها فيها. ويكون الاصلاح الاقتصادي – من وجهة نظر دعاة التكيف الهيكلي هؤلاء – مسئولاً، من بين عوامل متعددة، عن تحسين ظروف الهامشيين والذين يعتبرون في ضوء ذلك (مساكين) وليسوا مجرد فقراء. وفي مواجهة هذه النظرة المحافظة للظاهرة الهامشية، تبرز وجهة نظر أخرى ذات طابع نقدي متطور، تعيد الاعتبار لمقولة التهميش والمهمشين، وتعتبرها جزءًا لا يتجزء من أداء المنظومة الاقتصادية الاجتماعية ككل، وخاصة منظومة الانتاج – التعليم – التشغيل، بينما تعتبر تفاقم الظاهرة أحد نواتج السياسات الموصي بها من صندوق النقد الدولى خاصة.
ويحدد عيسى الفئات المهمشة كما يلي:
• المجموعات ذات الظروف العائلية الصعبة، مثل الأرامل والمطلقات الفقيرات. • المجموعات ذات ظروف صعبة بسبب التجريم القانوني كالمتسوليين والمتشردين. • المجموعات ذات الظروف الاقتصادية الضعيفة، اما لأسباب طبيعية/ وراثية، أو لأسباب اقتصادية تتعلق بفرص العمل وكسب الرزق. • الفئات التي تعاني من الإملاق (الفقر المدقع) أي الواقعة أسفل خط الفقر المحدد في المجتمع.
| |
|