المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
كتاب الاجتماعية الجماعات الاجتماعي الالكترونية التلاميذ العنف المجتمعات التخلف اساسيات تنمية البحث العمل والاجتماعية الجريمة الخدمة المرحله الجوهري موريس التنمية في التغير محمد الاجتماع الشباب المجتمع
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Empty
مُساهمةموضوع: التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية   التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية Emptyالإثنين سبتمبر 14, 2015 11:18 pm

لتأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية
د. أسماء الهادي
كلية التربية- جامعة المنصورة
إن ملامح الحياة الإنسانية قد تغيرت بشكل واضح وملموس مع دخول المجتمعات الإنسانية مجتمع المعلومات وسيطرة تكنولوجيا المعلومات والاتصال على معظم أنشطة الحياة وأبسطها؛ فقد جسدت شبكة المعلومات الدولية فضاءا رمزيا افتراضيا موازيا للعالم الواقعي، يعيشه الإنسان في صورة آلية، وأصبح جزءا هاما من حياته الاجتماعية، وواقعا ملموسا في ممارسته اليومية، وبيئة للتفاعل الاجتماعي على كافة الأصعدة الاجتماعيــة والثقافية والسياسية والاقتصادية، فعلى سبيل المثال لا الحصر: حلت الرسائل الإلكترونية محل الرسائل الورقية، وعقدت الجلسات العائلية والاجتماعية والثقافية في "غرف الدردشة" الإلكترونية، ولم يعد السفر شرطا لرؤية الأصدقاء أو سماع أصواتهم أو للبيع والشراء أو الدراسة، ولم تبقى المعرفة والثقافة حكرا لشخص ما أو لفئة محدده أو لمكان مخصص.
إن التفاعلات الإنسانية الآلية في الفضاء الرمزي السايبري شكلت بداخله مجتمعات افتراضية Virtual Communities تحاكي المجتمعات التقليدية في الفضاء الفيزيائي الواقعي، تتكون من أعضاء من جماعات إنسانية في علاقات تفاعلية تربط بعضهم البعض خصائص نوعية معينة بمختلف الخصائص التي تفرضها هذه البيئة الإنسانية الآلية.
إن التفاعل والتواصل في المجتمعات الافتراضية بين أفراد من مختلف مجتمعات وثقافات العالم، تزيد احتمالات تعرض أعضاء هذه المجتمعات لعمليات التغيير والتعديل في أفكاره والآراء والقيم والاتجاهات التي يؤمن بها، وهو ما ينعكس على أنماط السلوك الصادرة عنهم في تعاملهم وتفاعلهم مع مجتمعاتهم الحقيقية، فقد أصبحت المجتمعات الافتراضية بأنواعها من حيث المحتوى والآلية تلعب دورا مؤثرا في تشكيل وإعادة تشكيل البنيات المعرفية والقيمية والثقافية للأفراد والمجتمعات، ويمكن توضيح هذه القضية من خلال النقاط التالية:
أولا: الإطار المفاهيمي للمجتمعات الافتراضية.
ثانيا: عوامل الانضمام للمجتمعات الافتراضية.
ثالثا: التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية.
أولا : الإطار المفاهيمي للمجتمعات الافتراضية
ويتناول مفهوم المجتمعات الافتراضية وانواعها وخصائصها
(1) مفهوم المجتمعات الافتراضية
تعرف المجتمعات الافتراضية بعدة تعريفات منها:
- تجمعات اجتماعية مكونة من أفراد من أماكن متفرقة في أنحاء العالم يتواصلون فيما بينهم عبر شاشات الكمبيوتر المتصلة بشبكة المعلومات الدولية، ويجمع بينهم اهتمامات مشتركة ويحدث بينهم تفاعلات آلية عن طريق شبكة المعلومات الدولية، قد تكون متزامنة في صورة دردشة Chatting أو حديث مباشر بالصوت فقط أو بالصوت والصورة معا، أو غير متزامنة عن طريق الكتابة أو إرسال الصور والملفات الصوتية والمرئية عبر البريد الإليكتروني E-Mail، يتبادلون المعارف والمعلومات فيما بينهم ويكونون علاقات، ويمارسون أنشطة مختلفة.
- مجتمعات على الخط تتفاعل في بيئة الكترونية افتراضية، ويشترك أعضاءها في كثير من الروابط والاهتمامات والأنشطة الاجتماعية المشتركة، وقد يكون هناك حضور طبيعي (شخصي) خلف أجهزة الحواسيب أو لا يكون ذلك أي مجرد حضور افتراضي برامجي.
- المجتمعات الافتراضية هي مجموعات من الناس يتفاعلون مع بعضهم البعض برغبتهم الخاصة عبر وسائل الاتصال الالكتروني وذلك لإشباع رغبات وتحقيق أهداف شخصية.
- يوصف المجتمع الافتراضي بأنه نظام اجتماعي تكنولوجي، يجمع بين النظام الاجتماعي الذي ينمي التفاعلات الاجتماعية بين الناس والنظام التكنولوجي الذي ينظم تلك التفاعلات ويجعلها أكثر مرونة وسهولة .
ومن ثم تعرف المجتمعات الافتراضية بأنها عبارة عن:" تجمعات تجمع بين أفراد من خلال مواقع أو برمجيات إلكترونية على شبكة المعلومات الدولية، تربطهم اهتمامات مشتركة يتفاعلون مع بعضهم البعض من خلال تواصل إلكتروني في نشاط ومحتوى معلوماتي معين".
(2) أنواع المجتمعات الافتراضية
تتنوع المجتمعات الافتراضية داخل الفضاء السايبري بشكل ملحوظ وواسع النطاق ومتداخل في كثير من الأحيان، ومن ثم يمكن تصنيف المجتمعات الافتراضية على النحو التالي:
أ- أنواع المجتمعات الافتراضية وفقا للتكنولوجيا المستخدمة
ويعتمد هذا التصنيف على نوع التكنولوجيا التي يعتمد عليها بناء المكون التقني للمجتمع الافتراضي، وتعتبر أهم هذه الأنواع وأكثرها تمثيلا للمجتمع الافتراضي:
غرف المحادثة الإلكترونية: حيث يتشكل المجتمع الافتراضي في صورة موقع إلكتروني يضم غرفة أو أكثر من غرف الدردشة، وفي كل غرفة يمكن لفردين أو أكثر من المشتركين في الموقع، وتجمعهم اهتمامات مشتركة، أن يتفاعلوا اجتماعيا مع بعضهم البعض من خلال محادثات إلكترونية متزامنة قد تكون نصية أو صوتية أو مرئية، وقد تدعم بأدوات أخرى للتواصل أو الترفيه، ومن أمثلتها: موقع 12شات http://www.12allchat.com .
مواقع تشارك تسجيلات الفيديو: حيث يتشكل المجتمع الافتراضي على شبكة المعلومات الدولية في صورة موقع إلكتروني يمكن للمشتركين به أن يضعوا عليه مقاطع من تسجيلات الفيديو مصنفة وفقا لعنوان وموضوع التسجيل، ويتم التفاعل من خلال مشاهدة هذه المقاطع بواسطة المشتركين في الموقع أو الزائرين والتعليق عليها والرد بمقاطع أخرى أيضا، ومن أشهر الأمثلة موقع www.youtube.com لمشاركة مقاطع تسجيلات الفيديو.
المدونات الإلكترونية: وهي شكل من أشكال المجتمع الافتراضي في صورة موقع إلكتروني يديره شخص مسئول، ويطرح به موضوعات وقضايا نقاشية مشتركة، مصنفة ومرتبة زمنيا، يتم مناقشتها والتعليق عليها من خلال بقية المشتركين في الموقع في شكل حوارات الكترونية غالبا ما تكون نصية، مثل: موقع مدونة شبابيك http://www.shabayek.com/blog/
المنتديات الإلكترونية: وهي من أشكال المجتمعات الافتراضية الأكثر شيوعا وإقبالا بين المستخدمين، وهي عبارة عن موقع الكتروني ينشئه يديره ويشرف عليه عدد من الأشخاص، ويتم تقسيمه إلى أقسام وفقا للقضايا ومجالات الاهتمام المختلفة، ويتم اشتراك الأفراد في المنتدى وفقا لقواعد وقوانين للعضوية عامة ومعلنة، ويصبح لكل عضو صفحة لبياناته التي تعبر عن هويته الرقمية داخل المنتدى، ويحدث التفاعل الاجتماعي داخل المنتدى من خلال قيام كل عضو في المنتدى بطرح موضوع للنقاش في القسم المناسب، ويتاح لبقية الأعضاء في المنتدى التعليق وإبداء الرأي على هذا الموضوع. ومن أمثلتها: منتدى فتكات للمرأة forums.fatakat.com.
شبكات التواصل الاجتماعي: تعد شبكات التواصل الاجتماعي أكثر أشكال المجتمعات الافتراضية محاكاة للمجتمع الطبيعي خاصة فيما يتعلق بالطريقة الشبكية في تشكيل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وهي عبارة عن موقع إلكتروني يسجل فيه الأفراد على الشبكة عضويتهم من خلال بريدهم الإلكتروني وكلمة مرور خاصة، وينشئ كل عضو صفحة خاصة تعبر عن هويته الافتراضية التي يتعامل من خلالها داخل المجتمع الافتراضي، ويقوم كل عضو بالتعرف على أعضاء آخرين من خلال صفحاتهم الشخصية، ومن ثم تكوين صداقات ومجموعات وعلاقات متشابكة داخل الموقع، ويتفاعل الأعضاء والأصدقاء من خلال أدوات للتفاعل الاجتماعي مثل: الدردشة النصية والصوتية والمرئية المتزامنة وغير المتزامنة، أو مشاركة الصور وتسجيلات الفيديو، وإرسال الرسائل على البريد الإلكتروني ، ومن أمثلتها موقع التواصل الاجتماعي www.facebook.com .
ب- أنواع المجتمعات الافتراضية وفقا للمحتوى المعلوماتي
حيث تصنف المجتمعات الافتراضية وفقا للمحتوى المعلوماتي المتداول بداخلها والذي يعبر عن اهتمامات أعضاءه وأهداف المجتمع، بغض النظر عن نوع التكنولوجيا المستخدمة به ، من ثم توجد المجتمعات الافتراضية الدينية والأخلاقية، التربوية والتعليمية،العلمية والتكنولوجية، الاقتصادية والتجارية، السياسية، القانونية والحقوقية، الصحية والطبية، البيئية والجغرافية، الترفيهية،الأدبية والثقافية، العاطفية والجنسية، النفسية والاجتماعية،الصناعية والحرفية.. وغيرها، توجد مجتمعات افتراضية كبيرة تضم نوعين أو أكثر من المجتمعات الافتراضية السابقة، كأن يكون هناك مجتمع افتراضي للشباب ويضم بداخله مجموعات افتراضية دينية وتعليمية وترفيهية واجتماعية مثلا.
(3) خصائص المجتمعات الافتراضية
يمكن إجمال أهم الخصائص العامة والبارزة للمجتمعات الافتراضية في النقاط التالية:
1. إن المجتمعات الافتراضية لا تتعامل مع نسق قومي اجتماعي مغلق محدد الأبعاد وواضح المعالم بل تؤكد على تفتت النسق القومي؛ إذ أن حدود هذه المجتمعات تخطت حدود الدولة القومية والنسق القومي لتلحق بنسق عالمي جديد هو الفضاء الرمزي السايبري.
2. إن المجتمعات الافتراضية تجمع بين الفكر الفلسفي الحداثي وما بعد الحداثي؛ فالبنية التكنولوجية والاتصالية التي تدعم هذه المجتمعات وتمثل بنيتها التحتية هي نتاج للفكر الحداثي الذي يؤمن بالعقلانية والنظام والمنطق والتقدم العلمي ومعنى التاريخ، بينما تعد البنية الاجتماعية والتفاعلية بين أعضاء هذه المجتمعات تجسيدا واضحا لفكر ما بعد الحداثة في كثير من جوانبه كنقد الحقيقة والعلم ونفي الثنائيات والانقسام والتشظي الثقافي والاجتماعي والسياسي.
3. إن المجتمعات الافتراضية تجمعات اجتماعية لأفراد ذوي هويات افتراضية، يتسمون ملامح رئيسية هي: أن لها مطلق الحرية أن تختار وفق خصائص تمظهرها كشخصية حوارية عبر قنوات شبكة المعلومات الدولية، وأنها هوية قابلة للتغير والتبدل في أي لحظة وفق اختيارات الفرد الإنساني نفسه، كما أنها قابلة للتغير والتبدل أيضا بفعل أطراف أخرى كشخصيات افتراضية أخرى أو اختراقات برامجية أو خلل تقني معين .
4. إن ثقافة المجتمعات الافتراضية هي ثقافة افتراضية؛ تختلف في سماتها وخصائصها عن السمات والخصائص المألوفة للثقافة في المجتمعات الطبيعية؛ فهي خليط ثقافي رمزي رقمي ، يصعب تحديد مصادرها وصدق خلفياتها العلمية، تركز على الجوانب الفكرية والروحانية والخيالية والإبداعية من ثقافات الشعوب، تنمو وتتطور بشكل متسارع وفي اتجاهات مختلفة ومتعاكسة أحيانا، تحمل قيما ومعايير مادية استهلاكية في جوهرها، وعادات وتقاليد مستهجنة.
5. إن المجتمعات الافتراضية تقوم على فكر اقتصاد المعرفة؛ تعتمد بشكل كبير على المعرفة إنتاجا واستخداما ونشرا وتوزيعا واستهلاكا، ومن ثم فالمجتمعات الافتراضية الأكثر تفاعلا وتبادلا للمعلومات وإنتاجا للمعرفة هي التي تلقى إقبالا وتزداد أعداد المشتركين بها ومن ثم تصبح بيئة رقمية جاذبة للاستثمارات الرقمية الاقتصادية كأنشطة الدعاية والإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي مثلا.
6. إن للمجتمعات الافتراضية عقلا جامعا للعقول الافتراضية المتفاعلة داخلها وهو العقل الجمعي الافتراضي، وهو يختلف عن العقل الجمعي الطبيعي في كونه: أكثر عمومية ومن ثم أكثر تعقيدا، أكثر حركية، وأسرع تطورا، تمثلاته ليست ذات طبيعة إنسانية صرفة، أكثر تغيرا بفعل عوامل تخطيطية لا تلقائية، طبيعته الافتراضية وقضايا الهوية والخصوصية.
7. إن المجتمعات الافتراضية تقوم على التحلل قيود الجبر والإلزام؛ فالفرد يتحلل من قيود الزمن وحدود المكان، كما يتحلل من قيود وجوده الجسماني من قيود المسئولية والأدوار الاجتماعية والوظيفية التي يلتزم بها في إطار وجوده الاجتماعي الطبيعي، بالإضافة إلى التحلل بقدر كبير من القيود السياسية والدينية والأخلاقية والعادات والتقاليد المجتمعية.
8. إن المجتمعات الافتراضية مجتمعات ديمقراطية تتسم بدرجة عالية من اللامركزية، حيث تتعدد المراكز وتتبدل داخل المجتمعات الافتراضية، فلا يوجد مركزا موحدا يقود تفاعلات أفرادها ويوجهها إلا في إطار تنظيم هذه التفاعلات والرقابة على مدى الالتزام بقواعد وشروط العضوية، ومن ثم تصبح إدارة المجتمع الافتراضي إدارة ديمقراطية يستطيع أعضائه أن يديروا شئون مجتمعهم ويتخذون قراراتهم بآليات ديمقراطية منها تقنيات التصويت واستطلاعات الرأي الإلكترونية التي توفرها غالبية مواقع المجتمعات الافتراضية.
ثانيا: عوامل الانضمام للمجتمعات الافتراضية
توصلت نتائج العديد من الدراسات والكتابات العلمية إلى أن عوامل انضمام الأفراد للمجتمعات الافتراضية عديدة ومتنوعة، وتختلف أولوياتها وفقا لعدد من المتغيرات كالعمر والجنس والحالات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ومن ثم ترى الباحثة إجمال أبرز ما توصلت إليه تلك الدراسات والكتابات بشكل عام وتصنيفها على النحو التالي:
1. عوامل إنسانية اجتماعية: وهي مجموعة العوامل المرتبطة بالطبيعة الاجتماعية للإنسان، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، دائما ما يشعر بالحاجة إلى التفاعل الاجتماعي مع نظراءه داخل مجتمع ما بشكل يحقق له كينونته الاجتماعية وقدرته على تحقيق ذاته وتقديرها.
2. عوامل نفسية: وهي عوامل مرتبطة بالحالة النفسية للفرد وبحثه عن الاتزان والاستقرار النفسي، ومن ثم ينضم العديد من الأفراد للمجتمعات الافتراضية بحثا عن الاسترخاء النفسي من خلال الترفية والتسلية، أو البعد عن الروتين اليومي وضغوط العمل ومسئوليات الحياة، وغير ذلك..
3. عوامل تعويضية: وهي عوامل مرتبطة برغبة الإنسان في تلبية حاجات يفتقد القدرة على تلبيتها في المجتمع الطبيعي، ومنها مثلا حاجة الإنسان إلى حرية الرأي والتعبير المطلق، أو تخطي حواجز العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية، أو تحقيق التواصل الاجتماعي لدى بعض ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يتمكنون من التواصل مع المجتمع بشكل طبيعي.
4. عوامل معرفية ثقافية: حيث يقبل العديد من الناس للانضمام للمجتمعات الافتراضية للتعلم أو التدريب في تخصصات ومجالات مختلفة والحصول على شهادات ودرجات علمية، أو للحصول على المعرفة والمعلومات في شتى المجالات بغرض التثقيف أو التنمية المهنية الذاتية، أو للتواصل مع ذوي الاهتمامات العلمية والفكرية والثقافية المشتركة، أو للبحث عن إجابات لتساؤلات ذهنية ، وما إلى ذلك.
5. عوامل سياسية: وهي عوامل مرتبطة بالأوضاع السياسية التي تتحكم في مجتمع أو دولة أو مؤسسة أو منظمة، فهناك العديد ممن ينضمون إلى المجتمعات الافتراضية بهدف زيادة الوعي السياسي، أو محاولة المشاركة في الحياة السياسية وممارسة العمل السياسي، أو الحشد الجماهيري لدعم مطلب سياسي أو التعبير عن موقف سياسي معين كالدعوة للمظاهرات والاحتجاجات والإضرابات، وغيرها..
6. عوامل اقتصادية تجارية: وهي عوامل تنتج عن حاجات اقتصادية، ومنها الانضمام لبعض المجتمعات الافتراضية بدافع إجراء عمليات بيع أو شراء لسلع ومنتجات وممتلكات بين الأفراد أو المؤسسات، أو البحث عن فرص عمل، التسويق والدعاية الإعلانية لسلع ومنتجات وخدمات، وغيرها..
7. عوامل إعلامية دعائية: وهي عوامل تتعلق بالحاجة لإيصال رسائل من مرسل أو أكثر إلى أكبر عدد ممكن من المستقبلين، فالمجتمعات الافتراضية تعد وسيطا فعالا للاتصال الجماهيري وبيئة مناسبة لممارسة الإعلام الإلكتروني في صوره المقروءة والمسموعة والمرئية، ولنشر وترويج ما تؤمن به بعض الجماعات والمؤسسات من آراء فكرية أو عقدية أو مذهبية، وما إلى ذلك..
8. عوامل عدائية إجرامية: وهي عوامل ذات طابع لا أخلاقي تدفع الفرد للانضمام للمجتمعات الافتراضية للقيام بسلوكيات محرمة شرعا أو مجرمة قانونا، مثل التعدي على الأمن والخصوصية المعلوماتية، نشر الشائعات والمعلومات الخاطئة لإثارة الفتن وإحداث الفوضى.
ثالثا: التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية.
إن الانضمام للمجتمعات الافتراضية باعتبارها وسيطا للتواصل بين الأفراد من مختلف دول العالم وثقافاته المتباينة، إنما هو مدخل لحدوث عمليات الاحتكاك والانتشار الثقافي داخل المجتمعات الحقيقية، وهو ما يثير قضايا ومشكلات اجتماعية وثقافية داخل المجتمعات لطبيعية، تختص التربية والبحث التربوي بدراستها وتحليلها وتحديد أبعادها ووضع سبل التعامل معها.
ومن ثم يمكن تحديد بعض التأثيرات التربوية التي قد تنتج من الانضمام للأنواع المختلفة للمجتمعات الافتراضية من خلال ما توصلت إليه أدبيات البحث في المجالات الإنسانية والاجتماعية والتربوية على النحو التالي:
(1) التأثيرات الإيجابية :إن التفاعل السليم والأخلاقي داخل هذه المجتمعات الافتراضية يحدث تأثيرات تربوية إيجابية على كل من الفرد والمجتمع، يذكر منها:
أ- بالنسبة للفرد:
إدراك أبناء المجتمع طبيعة وخصوصية الإرث الثقافي الوطني وعلاقته بالإرث الثقافي المشترك لدى سائر الثقافات الإنسانية وأبعادها القومية والعالمية، حيث إن التواصل والإطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى وقيمها واتجاهاتها الفكرية والسياسية، تتيح فرصة معرفة الذات، ومن ثم إدراك ما تواجهه الثقافة الوطنية من تحديات التجديد والتجويد والاختراق والتشويه.
تلبية حاجة الفرد إلى التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، من خلال إعادة فرص التواصل والترابط الاجتماعي مع الأقارب والزملاء والأصدقاء القدامى، وتدعيم الاتصال والتفاعل بين الأفراد الذين لديهم اهتمامات وميول وأفكار متقاربة.
اكتساب بعض مهارات التواصل والحوار وقيم التعامل مع الآخرين، حيث إن ممارسة التفاعل والتواصل مع الآخرين عبر المجتمعات الافتراضية تسهم في اكتساب بعض المهارات والقيم اللازمة لخلق تواصل اجتماعي وثقافي لدى أفراد المجتمع، كالاحترام والتقدير وقبول الآخر والتعاون، والإيثار، وحفظ الأسرار، والوفاء بالوعود، والصدق.
إثراء الجوانب المعرفية والثقافية لدى الأفراد من الفئات المجتمعية والعمرية المختلفة؛ حيث تعد المجتمعات الافتراضية مصدرا لنشر الإنتاج الفكري والثقافي والمعرفي بين أعضائها، ووسيلة للتعرف على حياة الشعوب وعاداتها وأنماط حياتها الثقافية، والتواصل والتفاعل وتبادل المعرفة والمعلومات مع ثقافات الشعوب الأخرى، مما يثري الجوانب المعرفية والثقافية لدى أفراد المجتمع وتوسيع مداركهم وآفاقهم الحياتية بشكل عام.
اكتشاف المواهب وتنميتها لدى أفراد المجتمع الافتراضي- خاصة المراهقين والشباب –فالمجتمع الافتراضي أحد الأمكنة الاجتماعية التي يمكن من خلالها اكتشاف الذات وتقييم القدرات وممارسة الهوايات وصقل التجارب الحياتية في الميادين المختلفة، والتواصل بين ذوي الهوايات والمواهب المشتركة وتبادل الخبرات والمعلومات فيما بينهم.
تنمية قيم المشاركة والمسئولية المجتمعية، من خلال تشجيع الشباب على المشاركة في النشاطات المجتمعية العامة والمساهمة في بعض الأعمال الخيرية، وتقديم العون والمساعدة للآخرين، مثل الترويج لجمع التبرعات النقدية والغذائية والكسائية والطبية والتعليمية وغيرها، وتسهيل وصولها لمستحقيها، والانضمام إلى بعض النوادي والجمعيات والهيئات التي تقدم الأعمال الخيرية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
ممارسة حرية التعبير عن الرأي، حيث تعد المجتمعات الافتراضية مساحات ذات أبعاد متعددة وواسعة للتعبير عن الرأي وتوضيح وجهات النظر في القضايا والأحداث المجتمعية، والمشاركة في النشاطات الفكرية والاجتماعية والعقائدية والسياسية، وتوصيل الأفكار والآراء للآخرين في إطار من الوضوح والصراحة، سواء على المستوى الفردي أو الشعبي أو السلطة الحاكمة.
تلبية احتياجات الباحثين في المجالات العلمية المختلفة، من خلال توفير المصادر والمراجع العلمية والمواقع البحثية المتخصصة، وقواعد البيانات العالمية، والمكتبات الافتراضية، والمعامل افتراضية، بالإضافة إلى تشارك وتعاون الباحثين ذوي الاهتمامات المشتركة وتبادلهم للخبرات والمراجع البحثية، والتعرف على المؤتمرات والندوات العلمية في مجال التخصص وتسهيل سبل المشاركة فيها.
توفير فرص الالتحاق بالتعليم العالي والحصول على شهادات جامعية وعليا، خاصة لمن لديهم ظروف تحول دون الدراسة بشكل منتظم في الجامعات التقليدية، وذلك من خلال الالتحاق بالجامعات الافتراضية على شبكة المعلومات الدولية، وهي جامعات تتسم بالعالمية تقبل الدارسين بها من جميع أنحاء العالم.
زيادة الاتجاه نحو المشاركة السياسية، حيث تساعد المجتمعات الافتراضية على متابعة الأحداث السياسية الجارية وتحليلاتها من وجهات النظر السياسية المختلفة، من خلال تبادل الآراء بين أفراد هذا المجتمع- خاصة الشباب- وتعليقهم على هذه الأحداث بدرجة كبيرة من الحرية، وهو ما يساعد في زيادة الوعي السياسي ومعرفة الحقوق السياسية وتشجيع المشاركة السياسية في الحياة الواقعية، ولعل أحداث ثورة 25 يناير 2011 تعد مثالا واضحا لتأثير المجتمعات الافتراضية على زيادة الوعي السياسي والمشاركة السياسية لدى الشباب المصري.
تطوير مستوى اللغات الأجنبية لدى أعضاء المجتمع الافتراضي ودفع حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية؛ حيث إن التواصل مع الآخر -سواء بصورة نصية أو صوتية أو مرئية - يتطلب قدر معين من إتقان لغته، ومن ثم الاستعانة ببرامج الترجمة أو القواميس الإلكترونية، وهو ما يثري القاموس اللغوي للفرد ويحسن طريقة تعبيره باللغات الأخرى، بالإضافة إلى توافر مجتمعات افتراضية متخصصة لتعليم اللغات الأجنبية والتي قد تمنح أحيانا شهادات إتقان اللغة.
ب- بالنسبة للمجتمع:
إثراء الثقافات القومية وتنميتها من خلال تبادل المعرفة والخبرات وإدخال قيم جديدة، انتشار الصناعات الثقافية واعتبارها قطاعات اقتصادية مستقلة تلعب دورا استراتيجيا في ترويج المادة الثقافية، وتجاوزها للحدود الإقليمية إلى مسالك عالمية، تأسيسا على مبدأ أن كل ثقافة تنمو بفضل التلاحم بينها وبين الثقافات الأخرى.
مد جسور التعارف وتنمية العلاقات الجيدة بين الدول والشعوب، حيث إن التواصل الثقافي يعمل على تصحيح الصور السلبية عن الثقافات الأخرى التي قد تكون في مخيلة الشعوب تأثرا بالموروث التاريخي السلبي، أو بأسباب الخلافات والصراعات السياسية ، كما يعمل على نشر ثقافة السلام وإشاعة روح التسامح وقبول الآخر بين المجتمعات الإنسانية، مما يساعد على إقامة العلاقات بين الشعوب قائمة على التعايش والتفاهم والحوار.
زيادة فرص التنمية الثقافية للمجتمع، حيث يتيح التواصل الثقافي عبر المجتمعات الافتراضية فرص الإنتاج والإبداع الثقافي، ونشر توصيل المنتج الثقافي إلى قطاعات واسعة من الجماهير بصورة سريعة قليلة التكلفة، كما يتيح للجماهير الحصول على الجديد والقديم من المنتجات الثقافية داخل المجتمع وخارجه والتفاعل معها والتواصل مع منتجيها، ومن ثم تزداد الحركة الثقافية وفرص التنمية الثقافية، مما يسهم في نمو المجتمع وتطوره.
تحفيز بعض مؤسسات التعليم – خاصة الجامعي- على الانضمام للمجتمعات الافتراضية، وتفعيلها في توفير العديد من الخدمات التعليمية والاجتماعية للطلاب، مثل: الأنشطة التعليمية والتدريبية، والجداول الدراسية، والأنشطة الطلابية، من خلال توفير المعلومات عن تلك الخدمات ووسائل التواصل مع مقدميها.
(2) التأثيرات السلبية : إن الانخراط في التفاعلات الافتراضية غير الهادفة وغير الأخلاقية وغير المتكافئة أحيانا، بالإضافة إلى ضعف مهارات التواصل الثقافي لدى أعضاء المجتمعات الافتراضية، قد يحدث تأثيرات تربوية سلبية على كل من الفرد والمجتمع، وفيما يلي توضيح ذلك:
أ- بالنسبة للفرد:
إهدار الوقت وضياع قيمته، حيث يؤدي الاندماج في التفاعلات الافتراضية -خاصة بين الشباب والمراهقين- والتواصل مع أعداد كبيرة من الأشخاص عبر المجتمعات الافتراضية إلى طول فترة الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر، مما يؤدي إلى قضاء الوقت في اهتمامات ثانوية تطغى على الواجبات الأساسية للفرد.
الميل إلى العزلة الاجتماعية والاغتراب، نتيجة انخراط الفرد في التفاعلات الافتراضية- حتى لو كانت جماعية- ومن ثم تستهلك وقته وطاقته في علاقات افتراضية تؤدي إلى انقطاع العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والأقرباء والجيران، وتعزز الوحدة والفردية والانعزال عن السياق الاجتماعي المحيط به، وتخلق نوعا من أنواع الاغتراب الاجتماعي نتيجة انفصاله عن الواقع الحقيقي واندماجه في المجتمع الافتراضي.
غرس القيم الفردية والمادية على حساب القيم الاجتماعية للفرد، حيث يؤدي التفاعل المفرط وغير المتكافئ عبر المجتمعات الافتراضية، وما يتعرض له الشباب من أفكار وقيم العولمة الثقافية الغربية، إلى غرس القيم الفردية والاستقلالية والأنامالية والسلبية واللا مبالاة لديهم، مما ينعكس سلبا على قيم المسئولية الاجتماعية والانتماء الوطني والمشاركة المجتمعية.
خلق درجة من الصراع بين هوية الفرد الافتراضية وهويته الحقيقة؛ خاصة إذا كانت الهويتين على قدر كبير من التباعد والتناقض، إذ يصعب أن تتعايش هويتين متناقضتين في جسد واحد ومن ثم يصبح الفرد أمام احتمال تخليه عن هويته الحقيقة مقابل الافتراضية باعتبار أنها تمنحه الشعور بالراحة والأمان وتحقيق الذات والابتعاد عن المشكلات الحياتية الواقعية.
ضعف العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة؛ حيث إن زيادة معدل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي- من قبل الآباء أو الأبناء- ولأغراض غير هادفة، يؤثر سلبا على طبيعة ومستوى التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة، بشكل قد يثير التوتر والصراع بين أفرادها، ويقلل من مساحات الحوار بينها، ويزيد الفجوة بين الاجتماعية بين الأجيال، كما يمثل تحديا لمنظومة القيم الأسرية كالحوار والطاعة والتعاون.
الانسلاخ عن بعض القيم والعادات والتقاليد المجتمعية والثقافية الأصيلة والتمرد عليها، حيث إن التواصل الثقافي عبر المجتمعات الافتراضية وما تتميز به من صبغة رقمية وتكنولوجية تجذب بعض أفراد المجتمعات العربية للثقافة الغربية والانبهار بها واعتناق قيمها وسلوكياتها باعتبارها الثقافة التي أفرزت هذه التكنولوجيا، وأنها تتلاءم ونمط الحياة والثقافة المعلوماتية الحديثة.
تغيير النمط الفكري لدى الشباب العربي، لقد فتح الفضاء السايبري مجالا للتمرد والحركات الثورية وكسر القيود، ومن ثم أصبح الشباب العربي مؤمنا بالفكر التمردي وبقدراته في التغيير عن طريق التمرد على كل القيود المجتمعية التي تحد من حريته بداية من الأسرة وصولا إلى سلطة الدولة، فأصبح يعبر عن آماله ورغبته في التغيير بكل تمرد وجموح دون رادع يردعه.
الاستقطاب السياسي والفكري لعقول الأفراد، فالكثير من أصحاب التوجهات الفكرية البارزة والمشاهير من السياسيين والأدباء والفنانين والمفكرين ورؤساء الدول والأحزاب السياسية، يتواصلون مع أتباعهم أو معارضيهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي تتيح لهم التواصل الشخصي أو الذاتي مع الجماهير من شتى أنحاء العالم، محدثا تأثيرا قويا في نفوس الجماهير، ويسهل استقطابهم وامتلاك عقولهم وتوجيهها لأغراض سياسية أو دينية أو فكرية.
ممارسة العنف والجرائم الإلكترونية، إن التواصل والانفتاح والحرية المطلقة التي تميز المجتمعات الافتراضية تتيح الفرصة أمام بعض مستخدمي الشبكة لممارسة سلوكيات غير أخلاقية كانتهاك حقوق الملكية الفكرية، والتعدي على الخصوصية والأمن المعلوماتي، وممارسة العنف اللفظي كالسب والقذف والتشهير والتهديد وتبادل الألفاظ الإباحية، ونشر الأفكار المتطرفة والإرهابية والتشجيع على تنفيذها في الواقع، بالإضافة إلى ارتكاب الجرائم غير الأخلاقية وغير القانونية مثل عمليات الاختراق الالكتروني والقرصنة ونشر الفيروسات الالكترونية الضارة والنصب والاحتيال على الضحايا خاصة أولئك الذين يجهلون أساليب الحماية والتامين والخصوصية.
ب- بالنسبة للمجتمع:
اضمحلال دور مؤسسات التنشئة التقليدية في تشكيل ثقافة الشباب، وفقدها قدرا كبيرا من قدرتها الرقابية والتوجيهية للأنماط السلوكية الناتجة عن احتكاك هؤلاء الشباب بالثقافات الأخرى وعزوفهم عن الثقافة المجتمعية والوطنية، وضعف آلياتها في جذب هؤلاء الشباب للمشاركة في الدور الوطني والاجتماعي باعتبارهم القوة الفاعلة في تطور وبناء الحضارات.
الاختلال واللا توازن في هيراركية القوة في المجتمع، حيث إن لامركزية التفاعلات الافتراضية في المجتمع الافتراضي وتعدد مراكزها، بالإضافة إلى غياب النسق القومي المغلق وانفتاحه على الأنساق الاجتماعية والثقافية والسياسية الأخرى، قد انعكس على مراكز القوة والضبط الاجتماعي في المجتمع الحقيقي وعلى رأسها الأسرة والمدرسة وسلطة الدولة الحاكمة، فلم تعد هي الموجه لأنساق المجتمع ونظمه القيمية، بل تعددت هذه المراكز وتفتت بشكل شبكي متداخل التأثير مع بروز قوى التأثير الديني والسياسي ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بامتداداتها العالمية.
انتشار الثقافة الفردية بين أفراد المجتمع، تقوم المجتمعات الافتراضية على الفردية والعزلة باعتبارها محور العلاقات الافتراضية عبر الوسائط التكنولوجية، وهو ما انعكس على حياة الأفراد والمجتمعات، وانتشار الثقافة الفردية بين أفرادها، وهي ثقافة تعكس سيادة اللامبالاة وغياب المسئولية، والتقصير في أداء الواجبات الاجتماعية والوطنية، وضعف الروابط الإنسانية والعاطفية، وغياب مشاعر الانتماء الوطني والقومي، وحب الذات والسعي وراء المصلحة الشخصية، مما يؤثر على الكيان الاجتماعي كله، ويزداد ضعفا، ويسوده الشعور بالنقص أو العجز أو قلة الحيلة.
إعادة تشكيل الهوية الثقافية للمجتمع؛ حيث تكمن خطورة الانضمام على المجتمعات الافتراضية في تعدد وامتزاج الهويات الافتراضية المتفاعلة عبرها، مسببة تهجينا للهويات الثقافية لأفرادها ودمجها في هوية كونية رمزية افتراضية، خاصة إذا زادت الفجوة بين الهوية القومية لأفراد المجتمع وهوياتهم الافتراضية، وهو ما يثير القلق الاجتماعي والثقافي وخلق أزمة الهوية الاجتماعية ومستقبل الثقافات القومية، وما يترتب عليها من إشكاليات اجتماعية وتربوية.
الاختراق والغزو الثقافي للمجتمع، حيث إن حدوث التواصل الثقافي غير المتكافئ عبر المجتمعات الافتراضية وما يرتبط به من عمليات الاحتكاك الثقافي والتبادل الثقافي إنما هي في حقيقتها أحد آليات العولمة والهيمنة الثقافية، حيث تفقد الثقافات الأضعف مقومات استمراريتها وتصبح أكثر عرضة للاختراق الثقافي وقد تتجه نحو التفكك والانهيار مسببة إشكاليات اجتماعية وثقافية وتربوية أيضا، وهو ما تعاني منه المجتمعات العربية والإسلامية من حالات الهيمنة للثقافة الغربية والانبهار بها والتي تخفي حالات الانهيار الاجتماعي والثقافي، وضعف قدرتها على مواجهة تحديات العولمة وآلياتها التكنولوجية والمعلوماتية، وعلى خلق تواصل ثقافي متكافئ مع الدول الغربية.
ضعف التواصل الثقافي بين الأجيال، حيث إن تفاعل الأجيال الجديدة من الشباب مع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وإطلاعهم على الثقافات الغربية وتواصلهم مع منتجاتها وأفكارها وانجذابهم نحو هذه الثقافة وانبهارهم بها، جعلهم يعزفون عن التواصل مع تراثهم الثقافي ومع الأجيال السابقة التي تمثل هذا التراث وتعمل على نقله لهم، ومن ثم تعرض هذا التراث –( وخاصة اللغة العربية والتاريخ العربي والإسلامي والفن والشعر والأدب والفكر الفلسفي الديني والتربوي والسياسي..) إلى الضياع والتشويه والتحريف.
تأجيج الصراع بين الدول أو المجتمعات ذات الانتماءات العرقية والعقدية المختلفة، وذلك من خلال التواصل والتخاطب بين بعض أفراد هذه الدول عبر المجتمعات الافتراضية، وتبادل الألفاظ والعبارات غير الأخلاقية، ونشر صور وأفلام تتضمن الإساءة إلى الرموز والمعتقدات وازدراء الأديان والإسقاط على القيم والمبادئ الخاصة بكل طرف، مما يؤدي إلى الشحن الجماهيري وتشجيع السلوكيات العدائية بين مواطني المجتمعين.
ظهور مشكلات تربوية وتعليمية وتفاقمها، حيث ترى الباحثة أن التغير الاجتماعي والثقافي الناتج عن انتشار ظاهرة المجتمعات الافتراضية وإقبال العديد من أفراد المجتمع في فئاتهم العمرية والتعليمية المختلفة وما يتعرض له المجتمع المصري والعربي من تأثيرات إيجابية كانت أو سلبية نتيجة هذا التغير، لابد وأن يلقي بآثاره على مجالات التربية والتعليم ويفرز أنواعا من المشكلات التربوية والتعليمية في المجتمع.

تطبيق:
من خلال معرفتك بالمجتمعات الافتراضية وما ينتج عنها من تأثيرات تربوية سلبية وإيجابية على الفرد والمجتمع .. وضح من وجهة نظرك دور المؤسسات التربوية في مواجهة هذه التأثيرات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية
»  الأبعاد التربوية للتواصل الثقافى لدى أعضاء المجتمعات الإفتراضية ودور المؤسسات التربوية فى مواجهتها : دراسة تحليلية /2013 / عبدالحى، أسماء الهادى إبراهيم،
» التأثيرات السلبية المختلفة التي تتركها وسائل الاتصال الحديثة في التنشئة الاجتماعية
» المجتمعات الافتراضية المفهوم النشوء التطور
» الجامعة الافتراضية ومستقبل التعليم الجامعي-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: