باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: المجتمع المعلوماتي مقاربة سوسيولوجية الخميس مايو 07, 2015 3:07 pm | |
| المجتمع المعلوماتي مقاربة سوسيولوجية
محمود عبدالعليم محمد باحث مصري مقيم في دولة الإمارات العربية
أدى الزخم الهائل الذى عرفته التكنولوجيات المعلوماتية ، والانتشار المتعاظم للإنترنت تحديداً ، خلال التسعينات من القرن الماضى وما تلاها، لإقناع الكثير من الخطابات المتشككة بأن تحولات جذرية أقبلت على المجتمعات المعاصرة ، نتيجة للثورة المعلوماتية . فباشر الكثير من الاقتصاديين البحث فى الديناميكيات التنموية الاقتصادية المؤسسة على المعرفة ، وظهرت فى المؤتمرات العالمية التى نظمتها الكثير من الدول ، فى بداية التسعينات. أما الحقل الاجتماعى العلمى ، فقد كان بطيئاً فى التفاعل مع هذه الحركية و لا أدل على ذلك من إغفال المرجع العلمى العالمى (سوسيولوجيا) لـ " جيدنز " ، لمصطلح " مجتمع المعلومات " Information Society ، فبقيت المحاججات الدائرة حول مفهوم " مجتمع المعلومات " محصورة فى بعض المجلات النقدية المهتمة بمختلف النظريات ما بعد الصناعية ([1]).
و يعتبر مصطلح " مجتمع المعلومات " ، مصطلح واسع يستخدم لوصف التحولات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية المرتبطة بالتطور السريع والاستخدام الواسع للمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات في الدول الحديثة ([2]). و قد ظهر " مجتمـع المعلـومات " بعد مراحل متعددة مر بها التاريخ الإنساني ، وتميزت كل مرحلة بخصائص ومميزات ، حيث شهدت الإنسانية من قبل ، تكنولوجيا الصيد ثم تكنولوجيا الزراعة.، وبعدها تكنولوجيا المعلومات ، التي رسمت الملامح الأولى لمجتمع المعلومات ([3]) . و هذا المجتمع الجديد يتسم بسمتين متميزتين:أولا- سيكون نظاماً اجتماعياً يركز تماماً على انتقال المعلومات. ثانياً- ستلعب الأجهزة وخصوصاً الاتصالية دوراً حاسماً في المجتمع ([4]).
وقـد تعددت الآراء حـول ظهـور مجتمع المعلومات إذ يشير بعض الباحثين أن هذا المجتمع بدأ في الظهـور فـي الخمسينـات من القـرن العشـريـن علي يد " فـرتــز مـاتشـلب." ، الذي قام بتصنيــف (30) صناعـة وتقسيمهـا إلي فئـات أسـاسيـة منها صناعة المعلومات . و ذهب ".آلفـن توفـلـر" إلـي أن ملامـح هذا المجتمع بدأت عام 1956 ، عندما تجاوز عدد العامليـن في قطاع الإعـلام كل عدد العاملين في القطـاعـات الإنتـاجيـة الأخرى فـي الولايـات المتحـدة الأمريكية وحدها. في حين يـري بعـض المنظرين مثــل " أولـريـش بيـك " ، ".جيدنـز" ، و " كاستلز" ، أن عام 1970 هو بداية التحول التدريجي من المجتمع الصناعي إلى المجتمع المعلوماتي الذي حدث على نطاق عالمي ([5]).
و قد جرى توصيف هذا المجتمع بالعديد من المصطلحات التي تصف هذا المجتمع انطلاقا من منظورها السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي فأحيانا يطلق عليه " المجتمع ما بعد الصناعي" كما أطلق عليه عالم الاجتماع الفرنسي الشهير " آلان تورين " وأحيانا أخرى "المجتمع المعلوماتي" أو " المجتمع الاستهلاكي" بحسب تعبير " فردريك جيمسون " ([6]) . و في كتاب " صدمة المستقبل " ، استخدم " توفلر" عبارة المجتمعات الصناعية الفائقة لوصف هذا النوع من المجتمعات ([7]). إن كل هذه التوصيفات تقوم على محاولة إنشاء صلة رمزية بين ثقافة ما بعد الحداثة وظرف اجتماعي معين ، فهي تربط بين ولادة " مجتمع ما بعد الصناعة " وبين ".ثقافة ما بعد الحداثة " ([8]). لكن ماذا نعني تحديداً بـ " مجتمع المعلومات " إذا أخذنا بهذا المصطلح تجاوزاً ، باعتباره الأكثر حضوراً في الأدبيات التي تتناول الظاهرة ؟ هل هو المجتمع الذي يمتلك أفراده الكثير من الحواسيب ، ويكثر فيه عدد مستخدمي الإنترنت ؟ هل نعني به المجتمع الذي تتشكل عائداته من الأنشطة ذات الطبيعة الذهنية ؟ أهو مجتمع الوفرة ، أو التخمة المعلوماتيـة ؟ هل هو المجتمع الذي يمتد فيه فضاء الترفيه الفردي والمجتمعي ، وتتقلص فيه الفضاءات الأخرى ، علي اعتبار أن هناك بدائل ذكية تقوم بما يقوم به الفرد؟ ([9]) .
و يٌستخدم مصطلح " مجتمع المعلومات " للتعبير عن ذلك المجتمع الذي تعتبر فيه المعلومة الشيء الجوهري والأساسي ، الذي تقوم عليه مختلف الأنشطة والميادين ، فبعد أن مر الإنسان بمرحلة المجتمع الزراعي ، الذي كانت فيه الأراضي والمزارع المصدر الأساسي للثروة و القوة ، ثم بمرحلة المجتمع الصناعي الذي يقوم على المعامل و المصانع ، التي تتخذ من الموارد الطبيعية من بترول و غاز و معادن ، مادتها الأساسية الخام لخلق القيمة المضافة ، جاء العصر الذي لا نقول بأنه لا يعتمد على الزراعة و الصناعة ، بل تعاظمت فيه أهمية المعرفة و المعلومات المعالجة بشكل كبير، فأصبحت الميادين المتعلقة بصناعة المعلومات تدر أرباحاً و تحقق تقدما أكثر من قطاعي الصناعة و الزراعة ، بل حتى هذين القطاعين قد أصبحا يقومان في معظم الأحيان على المعارف و المعلومات الناتجة عن البحوث و الدراسات المختلفة . بالإضافة إلى كون قطاع صناعة المعلومات يشغل أكبر نسبة من اليد العاملة مقارنة بالقطاعات الأخرى ([10]).
و قد حاول العديد من العلماء والباحثين في علم الاجتماع تحديد ما المقصود بمجتمع المعلومات ، حيث يري " جيدنز " أن فكرة مجتمع المعلومات ترتبط بنشأة تكنولوجيا المعلومات ، كأجهزة الكمبيوتر ، ونظم الاتصالات الإلكترونية ([11]). و يذهب " لان ميلز " Lan Miles ، إلي أن مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي يستخدم فيه المعلومات بكثافة كوجه للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، وذلك لأن أصول مجتمع المعلومات ترجع إلى التغير التكنولوجي ([12]). ويري " ستيفانيديس " Stephanidis ، أن مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي تعتبر فيه المعلومات الشئ الجوهري والأساسي ، الذي تقوم عليه مختلف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية ([13]) .
و تري " إيمان عز العرب " أن مجتمع المعلومات هو مجتمع يعتمد في الأساس علي إنتاج واستهلاك المعلومة ، والتي بدونها يفقد المجتمع حركته النشطة وتناغمه المرغوب ، فالمعلومة بإعتبارها معرفة أصبحت محورا أساسياً تدور حوله كل أفعال وأنشطة المجتمع المعلوماتي ...، وتدلل " عز العرب " علي ذلك بقولها " أن العمل في مجال المعلومات قد ذادت نسبته في الولايات المتحدة الأمريكية من 10% من حجم القوي العاملة إلي حوالي 50 % ، ومن ناحية أخري تناقص حجم العمالة في المهن الصناعية إلي نحو 20 % ، كما تناقص حجم العمالة في المهن الزراعية إلي أقل من 4% فقط ، كذلك فإن أكثر من ربع الناتج القومي - في المجتمع الأمريكي - يأتي من إنتاج وتوزيع سلع المعلومات وخدماتها " ([14]).
و يصنف " دانيال بل " مجتمع المعلومات إلى ثلاثة كيانات : اجتماعية ، سياسية ، ثقافية. ويشتمل الكيان الاجتماعى على النواحى الاقتصادية والتكنولوجيا ونظم العمل ، أما الكيان السياسى فهو المعنى بتوزيع السلطات والكيان الثقافى يهتم بالمعانى والرموز وهذه الكيانات تحكمها محاور يحكم البناء الاجتماعى المحور الاقتصادى بينما يحكم الكيان السياسي محور المشاركة ، والثقافة يحكمه إبراز الذات والهوية. ويُنظر لمجتمع المعلومات على أن محوره الرئيسي يتمثل فى المعرفة ، فهى الضابط الاجتماعى والموجه لعمليات الإبداع والتجديد والتغيير التى تعمل على نشأة علاقات وهياكل مجتمعية جديدة ([15]).
وعلي الرغم من أن مصطلح مجتمع المعلومات لم يظهر إلا منذ وقت قريب إلا أن هناك محاولات لتحديد طبيعة وخصائص هذا المجتمع ، فمجتمع المعلومات له من الخصائص ما يميزه عن ما تميزت به مجتمعات الزراعة والصناعة علي جميع المستويات ، فقد غير عصر المعلومات الكثير من أنماط التفاعلات في الحياة الإنسانية ، وأصبح هناك صعوبة بالغة في التحكم في متابعة هذا الكم المتزايد من المعلومات ، فقد اتسع المجال الذي تعمل فيه المعلومات حتي شملت مجالات النشاط والتفاعل الإنساني ([16]). هذا و تعد خصائص مجتمع المعلومات بمثابة مقياس ، يتضمن جملة مؤشرات ، يمكن ترجمتها إلى درجات معينة ، إذا حصل عليها مجتمع تدشن صعوده لمصاف مجتمع المعلومات العصري . ويمكن النظر إلى تكوين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات ومدى نضوج هذه البنية كمؤشر على كون المجتمع مجتمع معلومات . ومن أساليب القياس التي يمكن استخدامها :عدد الحواسيب، وعدد الخادمات للإنترنت ، وعدد المشتركين ، وأمية الحاسوب ، ونسبة مساهمة المعلومات في إجمالي الدخل القومي ، ونسبة العمالة في مجال تكنولوجيا المعلومات ، وغيرها ([17]).
ولكي يتحول أي مجتمع إلي مجتمع المعلومات لابد من تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها : أولاً - الاستفادة الكاملة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتوفرة في المجتمع. ثانياً - إتاحة فرصة النفاذ إلي المعلومات عن طريق شبكات المعلومات العالمية والإقليمية ، والدولية والمحلية مع الحفاظ علي التنوع الثقافي الذاتي لكل مجتمع واحترام حرياته وخصوصيته . ثالثا- تطوير التعلم وتجديد المناهج الدراسية بما يخدم عملية الانتقال إلي مجتمع المعلومات . رابعاً- الأخذ بالنظر الاعتبارات والسمات الجغرافية الفريدة والنوعية لطبيعة كل منطقة وسكانها. خامساً - إزالة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الظاهرة في المجتمعات. ويتميز مجتمع المعلومات بمجموعة من السمات ولعل أبرز هذه السمات : أولا- التحول من مجتمع انتاج البضائع إلي مجتمع انتاج الخدمات المعلوماتية ، حيث يقضي الإنسان معظم وقته في التعليم والصحة وتجهيز المعلومات . ثانياً - بروز حاجة الأفراد والمؤسسات إلي العلم والمعرفة للتعبير عن حاجاتهم وعلاقاتهم بالمجتمع . ثالثاً - ظهور علاقات جديدة ما بين الأفراد أنفسهم وما بين المؤسسات بنقل ما توفره من خدمات داخل منظومتها المعلوماتية . رابعاً - الاستفادة من التقدم المعرفي في التطوير التكنولوجي والصناعي كما هو في المجتمعات الغربية ([18]).
ولا يمكن القول أنه بمجرد توافر مكونات الوصول إلي المجتمع المعلوماتي قد يكون كافيا للتكامل مع هذا العالم ، فالأمر أكبر من الحصول علي الوسيلة فالدخول في محك المجتمع المعلوماتي يتطلب من المرء التفاعل مع هذا الحدث التكنولوجي تفاعلاً كاملاً ، فالمجتمع المعلوماتي ليس فقط وسيلة اتصال ، إنما الأمر أبعد من ذلك وهو إمكانية التفاعل الحقيقي والإيجابي . فالمجتمع المعلوماتي له أبعاد مختلفة ومتشابكة يجب استغلالها كما ينبغي حتى لا نبقى نعيش على هامش المجتمع الدولي· وقد حدد " محمد قيراط " أهم هذه الأبعاد ما يلي ([19]) :-
البعد الاقتصادي: تعتبر المعلومة في المجتمع المعلوماتي هي السلعة أو الخدمة الرئيسية والمصدر الأساسي للقيمة المضافة وخلق فرص العمل وترشيد الاقتصاد، وهذا يعني أن المجتمع الذي ينتج المعلومة ويستعملها في مختلف شرايين اقتصاده ونشاطاته المختلفة هو المجتمع الذي يستطيع أن ينافس ويفرض نفسه·
البعد التكنولوجي: مجتمع المعلومات يعني انتشار وسيادة تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها في مختلف مجالات الحياة في المصنع والمزرعة والمكتب والمدرسة والبيت···الخ· وهذا يعني كذلك ضرورة الاهتمام بالوسائط الإعلامية والمعلوماتية وتكييفها وتطويعها حسب الظروف الموضوعية لكل مجتمع سواء في ما يتعلق بالعتاد أو البرمجيات·كما يعني البعد التكنولوجي لثورة المعلومات توفير البنية اللازمة من وسائل اتصال وتكنولوجية الاتصالات والمعلومة وجعلها في متناول الجميع·
البعد الاجتماعي: اجتماعيا يعني المجتمع المعلوماتي سيادة درجة معينة من الثقافة المعلوماتية في المجتمع وزيادة مستوى الوعي بتكنولوجية المعلومات وأهمية المعلومة ودورها في الحياة اليومية للإنسان· والمجتمع هنا مطالب بتوفير الوسائط والمعلومات الضرورية من حيث الكم والكيف ومعدل التجدد وسرعة التطوير للفرد·
البعد الثقافي: ثقافيا يعني مجتمع المعلومات إعطاء أهمية معتبرة للمعلومة والمعرفة والاهتمام بالقدرات الإبداعية للأشخاص وتوفير جو حرية التفكير والإبداع والعدالة في توزيع العلم والمعرفة والخدمات الثقافية بين الطبقات المختلفة في المجتمع·كما يعني نشر الوعي والثقافة المعلوماتية في الحياة اليومية للفرد والمؤسسة والمجتمع ككل·
البعد السياسي: سياسيا يعني المجتمع المعلوماتي إشراك الجماهير في اتخاذ القرارات وبطريقة رشيدة وعقلانية أي مبنية على استعمال المعلومة وهذا بطبيعة الحال لا يحدث إلا بتوفير حرية تداول المعلومات وتوفير مناخ سياسي مبني على العدالة والمساواة وإقحام الجماهير في عملية اتخاذ القرار والمشاركة السياسية الفعالة ·
ولكن لا ينبغي لبروز مجتمع عالمي للمعلومات، باعتباره ثمرة لثورة التكنولوجيات الجديدة، أن ينسينا أنه لا يصلح إلا وسيلة لتحقيق مجتمع حقيقي للمعرفة، فازدهار الشبكات لا يمكن له وحده، أن يقيم قواعد المعرفة. لأنه إذا كانت المعلومات فعلا وسيلة للمعرفة، فليست هي المعرفة. على الرغم من ظهور هذا المصطلح منذ ثلاثين عاما ،إلا أن التطورات التي حدثت في تلك الفترة كان لها تأثير كبير على مجتمع المعرفة. هذا وقد خلط بعض الباحثين بين مجتمع المعرفة ومجتمع المعلومات ، وفي بعض الأحيان يعتبرونهما وجهين لعملة واحدة) . لكن في الحقيقة بينهما اختلافا كبيرا حيث إن مجتمع المعرفة عبارة عن منظومة وحركة ودينامية في الفكر والإبداع والعمل؛ من أجل تحقيق التنمية. ونحن نرى أن مجتمع المعرفة عبارة عن مجموعة خصائص تقنية وفكرية وثقافية واقتصادية تجاوزت مفاهيم التنمية إلى مفاهيم الابتكار والإبداع والتنويع؛ فهو فرغ من مفهوم التنمية إلى قضايا الرفاه الاجتماعي والاقتصادي. أما مجتمع المعلومات، فهو مجتمع مبني على التعاملات الالكترونية ، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم كافة أنشطة الأعمال التي تمس شرائح المجتمع، ويركز على ترابط شبكات الاتصالات، ويتيح للمعلومات سرعة التداول بسهولة تامة ([20]) . كذلك ورد التفريق بين مجتمع المعرفة والمصطلحات المجاورة، في تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2009م؛ فقد ورد في إحدى فقراته نصاً: (إن ارتباط مجتمع المعرفة بمفاهيم واسعة الانتشار كمجتمع المعلومات والاقتصاد المعرفي والمجتمع الشبكي والمجتمع الرقمي، ومجتمع التكنولوجيا لا يجعلنا أمام شيء واحد)([21]). ومهما قيل عن هذا الخلط فإن المعلومات لا تشكل مجتمعاً؛ فهي جزء من حياة المجتمع؛ وفي مجتمع المعرفة تمثل المعلومات الأساس الذي يُعتمد عليه في عمليات التحليل والتفكير وبناء القرارات وإصدارها، فمجتمع المعرفة هو مجتمع قدرات خلاقة وتصورات إيجابية عن الذات والعالم، وعلاقات دينامية وتكاملية.
إذن من خلال ما سبق يري الباحث أن مجتمع المعلومات هو : المجتمع الذي نشأ نتيجة ظهور أجهزة الكمبيوتر والإنترنت ، فهو المجتمع الذي يمتلك أفراده الكثير من الحواسيب ، ويكثر فيه عدد مستخدمي الإنترنت، و تكون فيه المعلومات أكثر اتساعا وتنوعا وهي القوة المسيطرة ، و هو المجتمع الذي يعتمد علي استخدام المعلومات في جميع أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، والثقافية ، والتعليمية... إلخ . ولكن لكي ننتقل إلي مجتمع المعلومات لابد من تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها الاستفادة الكاملة من تكنولوجيا المعلومات ، و إتاحة فرصة النفاذ إلي المعلومات ، و تطوير التعلم وتجديد المناهج الدراسية بما يخدم عملية الانتقال إلي مجتمع المعلومات . بالإضافة إلي مجموعة من الأهداف الأخري إذا حصل عليها تدشن صعوده لمصاف مجتمع المعلومات العصري . و يؤكد الباحث أن مجتمع المعلومات هو أسلوب حياة ونمط تفكير، وتحول في أساليب الإنتاج والعمالة والأولويات ومصادر الطاقة الأساسية والموارد في المجتمع وليس مجرد شراء اجهزة عصر المعلومات فقط .
([1]) الصادق رابح : مجتمع المعلومات ، في البحث عن فاعلية معرفية للمفهوم ، مجلة عالم الفكر ، المجلد (36) ، العدد (1) ، يوليو - سبتمبر، 2007، ص 8.
([2]) Adam Kuper , Jessica Kuper : The Social Science Encyclopedia, 1st edition, Rutledge , New York, 2003, P.410
([3]) السيد ياسين: المعلوماتية وحضارة العولمة. رؤية نقدية عربية، الطبعة الأولي، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة، ص 11.
([4]) زينب على محمد عبد ربه: مراكز الإنترنت والتغير الثقافي دراسة ميدانية على عينة من المترددين على مراكز الإنترنت في مدينة سوهاج، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب بسوهاج، 2010 ص 53.
([5]) Wikipedia: Information society, Available at:http://en.wikipedia.org/wiki/Inf- ormation _society, 2013.
([6]) رضوان جودت : المجتمع مابعد الحداثي سوسيولوجيا السوق والموضة ، المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والإنسانية ، 2013 ، متاح في :-
https://socio.yoo7.com/t3389-topic
([7]) Alvin Toffler: Future Shock, 2nd printing, Bantam edition published August, 1971.
([8]) رضوان جودت : المجتمع مابعد الحداثي سوسيولوجيا السوق والموضة ، مرجع سابق .
([9]) الصادق رابح : مجتمع المعلومات ، في البحث عن فاعلية معرفية للمفهوم ، مرجع سابق ، ص 8 .
([10]) إبراهيم بعزيز : مجتمع المعلومات ( المفهوم ، الخصائص ، و التحديات) ، المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية ، أغسطس ، 2014 ، متاح في :-
https://socio.yoo7.com/t3556-topic#19599
([11]) أنتوني جيدنز : مقدمة نقدية في علم الاجتماع ، ﺗﺮﺟﻤﺔ / أﺣﻤﺪ زاﻳﺪ وآخرون ، مطبوعات مركز البحوث والدراسات الاجتماعية ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، القاهرة ، 2002 ، ص 254 .
([12]) Lan Miles: The Information Society: Information and Communication Technologies, Oxford University Press, Oxford, 1996, P.38.
([13]) ماهر عبدالعال الضبع: محددات النفاذ إلي مجتمع المعلومات، دراسة ميدانية علي عينة جامعية، المجلة العربية لعلم الاجتماع (إضافات) ، العددان (20) ،(21) ، خريف، وشتاء 2012، 2013، ص 162.
([14]) إيمان محمد عز العرب : ملامح التغير فى الأسرة المصرية في ظل مجتمع المعلومات ، دراسة ميدانية لاتجاهات أرباب الأسر الحضرية نحو دور التقنية الحديثة في التنشئة الاجتماعية للأبناء ، أعمال الندوة السنوية التاسعة لقسم الاجتماع ،7- 8 مايو 2002، ص 61.
([15]) نهي حسين السيد عسل: مجتمع المعلومات والحياة اليومية ، مرجع سابق ، ص ص ، 76 ، 77.
[16])) إيناس أحمد محمد: التكنولوجيا وأنماط التفاعل الإنساني – دراسة ميدانية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم الاجتماع ، كلية الآداب ، جامعة بنها، 2006 ، ص 190.
([17]) ربحي مصطفى عليان : خصائص مجتمع المعلومات ، جامعة البلقاء التطبيقية ، الأردن ، 2013، متاح في :- https://socio.yoo7.com/t3501-topic#19288
([18]) هاشم شريف الغريفي : أساسيات بناء مجتمع المعلومات العربي ، مجلة آداب البصرة ، العدد (46)، 2008، ص 333 .
([19]) محمد قيراط : ثورة المعلومات و التحديات الكبرى، الحوار المتمدن، العدد 19، 2001/ 12/ 27.
([20]) عبد العليم محمد إسماعيل علي : مجتمـع المعرفـة المُخاتل لعبة الاتصال العالمية غيرت المكان والزمان ، مجلة الرافد ، دائرة الثقافة والإعلام ، الشارقة ، يونيو ، 2012 . متاح في :-
http://www.arrafid.ae/arrafid/index.html
([21]) تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2009م ، ص27. | |
|