المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
المجتمع اساسيات الالكترونية المجتمعات كتاب الجوهري الجماعات تنمية التلاميذ التنمية العمل الجريمة موريس المرحله الخدمة الشباب الاجتماعية محمد التغير الاجتماعي العنف في الاجتماع والاجتماعية التخلف البحث
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Empty
مُساهمةموضوع: نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب    نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالأربعاء ديسمبر 25, 2013 3:48 am


نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب







إعداد

د/ وجدي محمد بركات

الأستاذ المساعد بكلية الخدمةالاجتماعية – جامعتي حلوان والبحرين

د/محمد منصور حسن

الأستاذ المساعد بكلية الآداب جامعتي عين شمس والبحرين



ديسمبر /2007م




* أولا : مدخل وتحديد مشكلة الدراسة :

مع تطور وسائل الاتصال وثورة المعلومات لم يعد الإعلام المعاصر مجرد أداة لتوصيل المعرفة أو نقل للأخبار أو مجرد وسيلة للترويح والتسلية ، بل أصبح أداة فاعلة في تشكيل العقل والسلوك البشري ، فالإعلام بوسائله الحديثة والمتنوعة إنما يصدر عن تصورات وتوجهات وأفكار ومبادئ تعمل على إحداث تغيير مقصود في المجتمع .

وإذا كان الاقتصاد هو بداية العولمة ومنطلقها الأول ، فان الثقافة هي نهايتها القصوى وغايتها النهائية . فلا يمكن عولمة الاقتصاد والاجتماع والسياسة والتربية والتعليم ، إلا بثقافة معولمة تغذي هذه الانتاجات وتتغذى منها في الوقت ذاته ، وفي ظل الإعلام المعاصر دخلت الثقافة ميدان العملية الاقتصادية – التجارية ، إذ تحررت من القيود الجمركية وأصبحت سلعة ينطبق عليها من الأحكام والإجراءات ما ينطبق على السلع المادية ، إلا أن مجال المنافسة في تسويقها بات ضيقا للغاية ، فأصبح لا يتسع إلا للقوى التي تملك قدرة تقنية عالية وإعلام قادر على أن يصل إلى العالم كله عبر قنوات ووسائل وشبكات اتصالية ومعلوماتية وتقنية متطورة ( فضائيات ، انترنت ، صحف ومجلات وإذاعات ، لغة ومفردات ) أحادية المصادر والرسائل والمضامين (1) .

إن إطلالة عامة على الواقع الإعلامي المعاصر تؤكد أن تكنولوجيا الاتصال قد باتت من الأسس والركائز لمشروع عولمة فكرية وثقافية ، ومن ثم فإننا أمام واقع جديد فرض نفسه على عالمنا المعاصر ، أصبحت فيه حرية تدفق المعلومات عبر وسائل الإعلام ونظم الاتصال تصل مباشرة للمستقبل بدون وسيط ، وأصبحت هناك شركات عالمية إعلامية تتنافس لتقديم سلعتها إلى المستهلك في إخراج مثير يضع المشاهد تحت وطأة إغراء لا يقاوم ، حيث يتم تكريس منظومة جديدة من القيم والمعايير ترفع قيمة النفعية والفردية ، والأنانية والنزعة المادية الغرائزية المجردة من أي محتوى إنساني ، هذا الواقع خلق حالة من عدم التوازن أثرت سلباً على الدول النامية بعامة والمجتمعات العربية خاصة ، حيث ما زالت الدول العربية في موقف المتلقي ، وما زال الإعلام العربي يتسم بالسطحية في تناوله للقضايا المجتمعية مما كان له انعكاساته الخطيرة على الواقع المجتمعي بشكل عام ، والأسرة والشباب بشكل خاص .

فلقد خضعت الأسرة العربية في العقدين الأخيرين – وتخضع حاليا - لمجموعة من التحولات والمتغيرات والأحداث على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أثرت في تكوينها وبنيتها ووظائفها وأدوار أفرادها ، وفي العلاقات المتبادلة فيما بينهم ، وفي استقرارها وعناصرها غير المادية كالمعتقدات والقيم والاستعدادات السلوكية وأساليب الحياة ولقد كان للإعلام بوسائله المختلفة دورا محوريا في إدارة تلك الأحداث والمتغيرات ، ونظرا لأن الشباب يمثلون مرحلة حرجة في حياة الأسرة ، ويكتسبون عاداتهم واتجاهاتهم ومبادئهم الأخلاقية العامة والعليا لسلوكهم – أي هوية الجماعة التي ينتمون إليها – ومن ثم يتأثرون بالآثار السلبية للإعلام التي تأثرت بها أسرهم فهم نتاج لظروف مجتمعهم وأسرهم(2).

إن السيطرة العالمية المعاصرة على واقع الدول النامية بعامة والمجتمعات العربية خاصة هي سيطرة ثقافية وإعلامية في المقام الأول ، ففي غيبة الوعي العربي وسطحية الإعلام وعدم وجود رؤية إستراتيجية في مواجهة العولمة الثقافية والتعامل مع مشكلات الأسرة والشباب فقد سيطر على الفضاء الإعلامي العربي مؤسسات إعلامية وثقافية غربية عموما وأمريكية خصوصا ، مما عمق الهيمنة الثقافية والإعلامية في عالمنا العربي وأوجد مشكلات اجتماعية في الواقع الاجتماعي بصفة عامة وفي محيط الأسرة وقطاع الشباب بصفة خاصة .

ولقد تغير مفهوم الإعلام وطبيعته في عصر العولمة فتعددت وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري واكتسحت فضاءاً واسعاً متنوع المستويات ، حيث أضحى الإعلام قوة فاعلة في تشكيل العلاقات الإنسانية المختلفة الأسرية/المحلية /الإقليمية / الدولية ، وبات الإعلام المعاصر من أكثر الوسائل تأثيراً في الرأي العام وتحديداً لاتجاهاته ، بل أصبح مصدرا أساسياً للثقافة العامة لكافة فئات المجتمع ، بما يحمله من مضامين متعددة تلقى قبولا لدى هذه الفئات ، ناهيك عن الإعلام التكنولوجي كشبكة الانترنت والوسائط التكنولوجية فقد تجاوزت جميع الأدوار لتصبح أحدى الوسائل الهامة للإعلام المعاصر بما تتميز به من تجاوز لكافة العوائق ، سواء كان ذلك في الوقت الذي تبث فيه المادة الإعلامية أو مجالها الجغرافي أو مجالات رقابتها ، فهي تتصف " بالتفاعلية – الحركية – قابلية التحويل – الكونية " (3) .

* وفي ضوء الطرح السابق فان مشكلة الدراسة الراهنة تتمحور في محاولة إلقاء الضوء على بعض التأثيرات السلبية للإعلام المعاصر على المجتمع العربي بصفة عامة والأسرة والشباب بصفة خاصة ، وذلك من خلال التركيز على تحليل بعض القضايا والمشكلات المعاصرة المتعلقة بالأسرة والشباب في مجتمعاتنا العربية .

* ثانيا : أهداف الدراسة : تسعي الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية :-

1- تحديد بعض مظاهر التأثير السلبي للإعلام المعاصر على الأسرة والشباب في المجتمع العربي .

2- التعرف على اتجاهات الشباب نحو الإعلام المعاصر بوسائله المتعددة .

3- التعرف على وعي الشباب بجوانب التأثير السلبي للإعلام المعاصر على قضايا الأسرة والشباب في المجتمع العربي .

4- محاولة وضع تصور مقترح لرؤية إستراتيجية في ضوء تخصص الباحثين لمواجهة التأثيرات السلبية للإعلام المعاصر على الأسرة والشباب في مجتمعاتنا العربية .

* ثالثا: مفاهيم الدراسة :

1- مفهوم الإعلام المعاصر :- الإعلام ظاهرة اجتماعية دخلت إلى المجتمعات البشرية منذ بدائية العصور الإنسانية ، فمنذ أن وجد الإنسان على هذا الكوكب .. استخدم بعض الحركات ( الشكل البدائي للإعلام قبل أن يهتدي للغة ) وقد وجد الإعلام بشكله البسيط ( نقل الأخبار والمعلومات بصورة موضوعية ) والإعلام من حيث اللغة يعني ( إخبار أو اطلاع الآخرين ويعني معنى التعليم ، أي استخدام الوسائل لنقل الأخبار والوقائع بصور صحيحة(4).

ويعد الإعلام بصفة عامة منهج وعملية يقوم على هدف التنوير والتثقيف والإحاطة بالمعلومات الصادقة التي تخاطب عقول الأفراد لترفع من مستواهم وتدفعهم إلى العمل من أجل المصلحة العامة ، فالإعلام هو نشر الأخبار والمعلومات .. والآراء على الجماهير(5) .

هذا ويشير الباحثان إلى أنه يصعب وضع تعريف محدد لمفهوم الإعلام المعاصر يلم بجوانبه المتعددة ، إلا أنه في ضوء موضوع الدراسة الراهنة يمكن بلورة المفهوم التالي للإعلام المعاصر " هو إيصال معلومة أو استلامها ، وهو حقيقة موضوعية شاملة ومتنوعة وطنية وعالمية ، نعيشها ويتفاعل معها كافة المواطنين بفئاتهم العمرية وطبقاتهم وانتماءاتهم المجتمعية المختلفة ، والجميع يتأثر بثمراتها الطيبة وتداعياتها المدمرة ، وهي متشابهة من حيث الفضائل وآثارها السلبية وأهدافها الخبيثة ، فالإعلام المعاصر متعدد الصور والأهداف بقدر تعدد العلوم التي يمثلها حيث ينطوي تحت خيمته الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والفنية والعلمية والترفيهية والخيالية... ، وكل معارف الحياة الأيديولوجية والفلسفية والحضارية المادية والروحية ، وكل طموحات الإنسان الشريفة وكل نوازعه الشريرة والمدمرة " .



2- مفهوم الأسرة :- الأسرة في طبيعتها اتحاد تلقائي تؤدي إليه الاستعدادات والقدرات الكامنة في الطبيعة البشرية ، وهي مؤسسة اجتماعية تنبعث عن ظروف الحياة الطبيعية التلقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية ، وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي(6). فهي الإطار الذي يحدد تصرفات أفرادها وتشكل حياتهم وتبث فيهم الوعي بالذات القومي والحضاري ، وهي مصدر العادات والتقاليد والقيم والقواعد السلوكية وللآداب العامة ويقع عليها العبء الأكبر لأهم وظيفة اجتماعية وهي عملية التنشئة الاجتماعية والتي يتحول الفرد في إطارها من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي (7).

والأسرة لا يمكن عزلها عن المجتمع ، ولا يمكن دراستها إلا ضمن التطورات التي يمر بها المجتمع ، فهي جزء لا يتجزأ من البناء الاجتماعي تتفاعل معه وتتأثر به ، وتؤثر فيه في اتجاهات متعددة(8). لذا فتحديد مفهوم الأسرة لا يقف عند حد تحليل وظائفها وأبعادها البنائية ودورة حياتها ، وإنما يمتد ليشمل قضايا أخرى متعددة تعززها كعلاقتها بالنظام الاجتماعي ككل وتفاعلها مع السياق المجتمعي الأشمل (9).

وتعرف الأسرة بأنها " نظام اجتماعي يدل على وجود حالة زواجيه وعلاقة بين الآباء والأبناء ، ويشير إلى الأدوار والواجبات والمسئوليات والاتجاهات والجزاءات المتصلة بذلك وكل ما سبق يحدد للأسرة شكلا خاصا وأنشطة خاصة " .

- والأسرة تتسم بما يلي :-

1- الأسرة هي نظام اجتماعي يدخل في علاقات متشابكة ويتفاعل مع النظم القائمة في المجتمع .

2- تسعى الأسرة لإيجاد الترابط بين أفرادها وتحقيق التماسك والتكامل الأسري .

3- يظهر التفاعل بين أفراد ووحدات الأسرة على مستويات مختلفة .

4- الأسرة كنظام اجتماعي هي كيان ( دائم- موقوت ) من وجهة النظر البنائية ، وهذان المظهران المتضادان يفسران بعض المشكلات والأزمات التي تتجمع حول الأسرة (10).



3- مفهوم الشباب :- ثمة تعريفات عدة لمفهوم الشباب حيث نجد من يتناولها من منظور العمر أو على أساس المعيار الزمني فيكون الشباب هم تلك المرحلة العمرية التي تتراوح ما بين " 16-30 سنة " ، والبعض الآخر ينظر لها من منظور اجتماعي على أساس أن الشباب مرحلة اجتماعية تشير إلى مرحلة من العمر تعقب مرحلة المراهقة ، وتبدو خلالها علامات النضج الاجتماعي والنفسي والبيولوجي واضحة ، ونظرا للتماثل بين طبيعة الشباب ومضامين التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث في المجتمع فهم أكثر الشرائح الاجتماعية شوقا للتحولات وهم الأكثر تفاعلا معها (11).

ويعرف علماء النفس الشباب بأنها حالة نفسية يمر بها الإنسان تتميز بالحيوية وترتبط بالاستعداد والرغبة والقدرة على التعلم ومرونة العلاقات الإنسانية وتحمل المسئولية ، وهي المرحلة التي ينتقل فيها الشخص من مرحلة كان يعتمد فيها على الآخرين ، إلى مرحلة يصبح فيها معتمد على نفسه(12).

ويركز البعض على النضج والتكامل الاجتماعي للشخصية في تحديدهم لمفهوم الشباب ولذلك يمثل الشباب فئة عمرية تتسم بعدد من الصفات والقدرات الاجتماعية والنفسية المتميزة وتختلف بداية هذه الفترة العمرية ونهايتها باختلاف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في المجتمع(13). والشباب فئة اجتماعية تحتاج إلى رعاية اجتماعية متعددة من مؤسسات المجتمع المختلفة (14). وهي أهم المراحل العمرية وأخصبها وأكثرها صلاحية للتجاوب مع المتغيرات السريعة والمتلاحقة التي يمر بها المجتمع الإنساني المعاصر(15). ويرى البعض ضرورة الأخذ في الاعتبار طبيعة الاختلاف والتفاوت بين المجتمعات في تحديد مفهوم الشباب فخصائص المجتمع الذي ينتمون إليه سوف تنعكس بالضرورة على تكوينهم الشخصي ومواقفهم من الحياة ، ورؤيتهم للكون ومن ثم مدى مشاركتهم في المواقف المختلفة وعلى الأصعدة المختلفة ، وتجاوبهم مع مضامين الجوانب الاجتماعية والثقافية بمجتمعهم(16) .

وإذا أخذنا في الاعتبار تلك الرؤى جميعها يمكن القول بأن مرحلة الشباب هي مرحلة تغير كمي ونوعى في ملامح الشخصية تتميز بدرجة عالية من التعقيد إذ تختلط فيها الرغبة في تأكيد الذات مع البحث عن دور اجتماعي والتمرد على ما سبق انجازه ، إلى جانب الإحساس بالمسئولية والرغبة في مجتمع أكثر مثالية مع السعي المستمر إلى التغير ، والذي يتم من خلاله ضبط حركة الفرد في السياق الاجتماعي والمحيط الذي يعيش فيه .



4- مفهوم الإستراتيجية :- اقترن بالتراث النظري المعاصر في مجال التنمية المستدامة مفهوما محوريا أصبح يشيع استخدامه في الوقت الراهن وهو مفهوم " الرؤية الإستراتيجية " ويعنى بها مجموعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المجتمعية الشاملة والتي تشارك في عملية صياغتها ووضعها السلطة والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة ، وهذه الرؤية الإستراتيجية ينبغي أن تنقل للجماهير العريضة من خلال وسائل الاتصال والإعلام العصرية حتى تتضح أهدافها وأساليب التنمية المستدامة ، ويتم حشد الجهود المختلفة لتحقيقها في إطار من الديمقراطية والشفافية والتقييم المستمر .

وقد عرفها " واغنالز " في القاموس الانجليزي بأنها " فن استخدام الوسائل لتحقيق الأغراض " وتشتمل على أربعة نواحي :- (17)

1- اختيار الأهداف وتحديدها .

2- اختيار الأساليب العملية لتحقيق الأهداف والوصول إليها .

3- وضع الخطط التنفيذية .

4- تنسيق النواحي المتصلة .

والإستراتيجية تعني فن التعبئة والتوجيه للموارد والطاقات البشرية والمادية قصد تحقيق أفضل وأمثل للأهداف الموضوعة من طرف التنظيم المشرف على عملية التخطيط أو عملية وضع الإستراتيجية(18).

وفي ضوء الدراسة الراهنة فان مفهوم الإستراتيجية يعني اختيار أفضل الوسائل والبدائل لتحقيق أهداف أو غايات تعبر عن حاجة أو حاجات أساسية مشتقة من بيئة معينة ، أخذين بعين الاعتبار الإمكانات المتاحة والظروف المحيطة والموانع والعوائق المحتملة واختيار البدائل المحققة للأهداف .



رابعا : الإجراءات المنهجية للدراسة :

- تعتبر الدراسة الراهنة من النوع الوصفي التحليلي Descriptiveومع ذلك قد بدأت بصفة كشفية واستطلاعية ولمعرفة آثار الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب والإجابة على التساؤلات الرئيسية لها ، ولذلك فلقد كان أنسب المناهج لها سواء في جانبها الاستطلاعي أو الوصفي هو منهج المسح الاجتماعي بالعينة بطبيعة الحال ، حيث اعتمدت على 120 مفردة من طلبة جامعة البحرين بكلية الآداب تم اختيارهم بطريقة العينة العشوائية البسيطة .

- وقد قام الباحثان بإعداد استمارة إستبار كأداة لجمع البيانات حيث اشتملت على البنود التالية:

* بيانات أولية : توضح " النوع – السن "

* بيانات عن القنوات المفضلة ووسائل الإعلام الأكثر استخداما لدى الشباب .

* البرامج التلفزيونية والإعلامية الأكثر مشاهدة لدى أفراد الأسرة وفئة الشباب .

* أثر الإعلام المعاصر على عملية التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمدرسة .

* الإعلام المعاصر وضعف العلاقات الأسرية والعزلة النسبية للأسرة .

* الإعلام المعاصر وشيوع قيم وثقافة الاستهلاك في الأسرة وبين فئة الشباب .

* الإعلام المعاصر وشيوع ثقافة العنف والتطرف في المجتمع .

- تحدد المجال الزمني للدراسة الراهنة في فترة جمع البيانات من الميدان وتحليلها واستخلاص نتائجها والذي تحدد في الفترة من 1/11 – 10/12/2007م .

- تساؤلات الدراسة :- تحاول الدراسة الراهنة الاجابة على التساؤلات التالية :-

1- ما هو تأثير الإعلام المعاصر على قيام كلا من الأسرة والمدرسة بدورهما في عملية التنشئة الاجتماعية ؟

2- ما هو تأثير الإعلام المعاصر على العلاقات الأسرية وإيجاد العزلة النسبية للأسرة العربية ؟

3- ما هو تأثير الإعلام المعاصر على شيوع قيم وثقافة الاستهلاك في الأسرة وبين فئة الشباب ؟

4- ما هو تأثير الإعلام المعاصر على شيوع ثقافة العنف والتطرف في الأسرة وبين فئة الشباب ؟

* خامسا : التأثيرات السلبية للإعلام المعاصر على الأسرة والشباب في المجتمع العربي :*

1- عملية التنشئة الاجتماعية : جاءت ثورة الاتصال لتجعل من وسائل الإعلام شريكا فاعلا يسهم بقدر كبير في عملية التنشئة الاجتماعية والعملية التربوية ، ونظراً لما يملكه الإعلام من تقنية عالية وإبهار لكافة الفئات الاجتماعية ، فقد نال من دور المؤسسات التقليدية

* سوف يقوم الباحثان بعرض التأتيرات السلبية في ضوء استعراض نتائج الدراسة الميدانية

ووظائفها في عملية التنشئة الاجتماعية ، وأصبح يقوم بدور الأب والمعلم بل قد يقوم بدور الإفتاء والإرشاد ، دون أن يدرك المتلقي أن ما تحمله الرسائل الإعلامية يكون مشحون بقيم هدامة ومدمرة أحيانا لنسيجه الثقافي والاجتماعي ولتماسك الأسرة ، والتراحم والتضامن بين المواطنين بالمجتمع ، وعندما تأتي تلك القيم والرسائل الإعلامية الهدامة في سياق من الترفيه والتسلية والكوميديا الضاحكة ، أو في شكل مشاهد من السخرية ، فضلا عن مخاطبة الغرائز الإنسانية ، كل ذلك يكون أسهل للوصول إلى قلب المتلقي ومن ثم تحقيق الهدف .

وفي الجانب الأخر يبدو اليوم كما لو أن الإعياء دب في أداء الأسرة والمدرسة لدورهما ، ونال من وظائفهما التربوية والتكوينية ، ومن قدرتهما على الاستمرار في ممارسة أدوارهما التقليدية الفعالة في إنتاج منظومات القيم الاجتماعية ورصيد الوعي المدني ، حيث يعبر المشهد التعليمي العربي عن درجة رهيبة من الإخفاق وهناك مؤشران دالان على ذلك أحدهما كمي والآخر نوعي ، يتصل الأول بالعجز عن تحويل التعليم في المجتمعات العربية المعاصرة إلى حق عام وقصوره عن شمول كافة الفئات الاجتماعية ، أما المؤشر الثاني فيتعلق بفقر محتوى برامج التكوين التعليمي ، وعدم قدرته على تلبية الحاجات المعرفية والعلمية التي تتطلبها طبيعة المتغيرات المعاصرة ، والناتج عن ذلك تخريج أفواج ودفعات متلاحقة من أنصاف المتعلمين ، فيتراجع الإبداع والابتكار بالمجتمع .

أما الأسرة فقد تفككت بنيتها ، والمظهر المثير لهذا التفكك هو فقدانها المتزايد لقدرتها على الاستمرار كمرجعية أساسية في عملية التنشئة الاجتماعية ، بسبب ظهور مصادر جديدة فلقد أصبح النظام الثقافي المسيطر – في حقبة العولمة الثقافية – هو النظام السمعي البصري الذي يعتمد على ثقافة ما بعد المكتوب " ثقافة الصورة " والمتمثل في عشرات الإمبراطوريات الإعلامية الضارية ، تتحكم في إنتاج القيم وتشكيل الوعي والوجدان والذوق ... ، أليس مرعبا أن تصبح هذه الإمبراطوريات الإعلامية هي المؤسسات التي تشارك بل تصارع الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية ؟ . والذي يزيد من خطورة الأمر أن الإعلام المعاصر ساهم في إيجاد ثقافة أو قيم ثقافية في وعي المراهقين والشباب لا تقوم صلة بينها وبين النظام والبناء الاجتماعي الذي ينتمون إليه ، ولم تخرج من رحم التطور الاجتماعي الطبيعي لمجتمعاتهم ، مما أدى إلى حدوث خلل في البني الثقافية والاجتماعية مما عرضها للتشويه والحداثة الرثة التي شاهدتها هذه البني دون تقديم مقدمات وتمهيد أصول(19).

وتخلص الدراسات التي عنيت بهذا الموضوع إلى أن هناك تصادم وتصارع بين مضامين عملية التنشئة الاجتماعية التي تمارسها وسائل الإعلام المعاصر ، وبين الأسرة فهذه المصادر مجتمعه تصدر كما من الرسائل المتضاربة مما يؤدي إلى قدر من الحيرة والاضطراب في تكوين الطفل والمراهق والشاب وتوجيهه ، ويؤدي ذلك إلى تبني الأسرة مفهوم دفاعي أو علاجي للتنشئة تركز فيه على دفع الآثار السلبية وتقويم الانحرافات وإصلاح المفاهيم بدلا من بناء المفاهيم ، وحتى وهي في سبيل ذلك فهي في حاجة للدعم والمساندة والمشورة المهنية(20) أضف الى ذلك أن اللغة الانجليزية هي لغة تكنولوجيا الاتصال والاعلام والمعلومات ، مما جذب شريحة من الشباب لتنفصل عن القاعدة الشبابية وتنجذب الى كل ما هو أجنبي ، مما أضعف اللغة العربية وأدى الى وجود فراغ لغوي وثقافي حاولت اللغات والثقافات الأجنبية ملئه ، ومن ثم تشكل وعي الشباب وفق ثقافة وقيم أجنبية وتأثر انتماءهم لمجتمعهم وثقافتهم وأصبح انتمائهم الى القرية الكونية أقوى من انتماءهم لأمتهم وقوميتهم .

لقد شكل فريقاً من الشباب مجتمعاً خاصاً به ومستقلاً عن المجتمع الأم ، وثقافه منفصلة عن الثقافة العامة ، ولغه ليس فيها من العربية سوى أبجديتها ، لغة لها شفرات ورموز لا يدرك الكبار رموزها ولا معانيها مثل ( نفض له ، حنيق ، بيئه طحن ، روش ، اشفور .. الخ ) هذه اللغه تغذيها أغنيات مطربين شعبيين وتنتشر من خلال أفلام سينمائية لكبار الممثلين .

إن الإعلام المعاصر ساهم في استبدال ثقافة الكلمة بثقافة الصورة ، فالاولى تساعد على التأمل والخيال وتعمل على تطوير الجوانب الروحية والمعنوية للبشر وترتفع بهم الى مستوى انساني رفيع ، أما الثانية فتدعم الاستهلاك وتستنفر الغرائز وتهبط بالانسان الى مستوى غريزي وحيواني وتحجب عن الشباب رؤية المعاني المثالية .

* وئؤكد نتائج الدراسة الميدانية ما جاء بالطرح النظري السابق ، فيما يتعلق بتأثير الاعلام المعاصر على عملية التنشئة الاجتماعية ، ويتضح ذلك من قراءة الجدول التالي :

جدول رقم (1)

يوضح تأثير الإعلام المعاصر على عملية التنشئة الاجتماعية

التأثير على عملية التنشئة الاجتماعية

نعم

إلى حد ما

لا

التقدير المئوي للأهمية النسبية

الترتيب النسبي

ك

%

ك

%

ك

%

قلل من دور الأسرة في عملية توجيه الأبناء وإكسابهم السلوكيات المختلفة

70

58%

30

25%

20

17%

80.6

3

أثر على قيام المدرسة بدورها التربوي تجاه الطلاب لتناقض المفاهيم التربوية

49

41%

43

36%

28

23%

72.5

6

صعب من دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية تجاه الأبناء

80

67%

25

21%

15

12%

84.7

1

تسبب في معرفة المعلومات والأفكار للأطفال والشباب بطريقة خاطئة

53

44%

40

33%

27

23%

73.9

5

أدى إلى اكتساب المعرفة بدون توجيه مما ساعد على التدني في استخدامها

54

45%

41

34%

25

21%

74.7

4

المعرفة من خلاله تقوم على التقليد والمحاكاة دون التفكير في تبعاتها

43

36%

44

37%

33

27%

69.4

9

أدى إلى تغير القيم الايجابية في عملية التنشئة مثل الاستقامة – الولاء ...

46

38%

44

37%

30

25%

70.8

7

جعل المعلومات تصل للأبناء قبل السن المناسب لمعرفتها

42

35%

40

33%

38

32%

67.8

10

أدى إلى ظهور ألفاظ وعبارات دخيلة على لغتنا وحياتنا الأسرية

75

63%

30

25%

15

12%

83.3

2

قلل من قدرة الوالدين والمدرسين في توجيه عملية التنشئة الاجتماعية

46

38%

44

37%

30

25%

70.8

7

يتضح من الجدول السابق أن الإعلام المعاصر قد صعب من دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية تجاه الأبناء وذلك وفقاً للتقدير المئوي للأهمية النسبية لاستجابات المبحوثين عينة الدراسة (84.7) ، وذلك نظراً لمضامين البرامج الإعلامية وما تحمله من رسائل وتساؤلات تتطلب إجابة وتوجيه من الآباء للأبناء ، وجاء في الترتيب الثاني ظهور ألفاظ وعبارات دخيلة على لغتنا وحياتنا الأسرية ، مما ترتب عليه أيضاً تقلص دور الأسرة في عمليه توجيه الأبناء وإكسابهم السلوكيات المختلفة ، حيث جاء ذلك في الترتيب الثالث بتقدير مئوي (80.6) ، وهذا ارتبط بأن الإعلام يؤدي إلى اكتساب المعرفة في عملية التنشئة الاجتماعية بدون توجيه والدي وأبوي مما يؤدي إلى التدني في استخدامها وكذلك يؤدي إلى تكون أفكار خاطئة بشأنها ، كما أشارت مفردات عينة الدراسة إلى تأثير الإعلام المعاصر على قيام المدرسة بدورها التربوي تجاه الطلاب لتناقض المفاهيم التربوية التي تعلمها الطالب داخل قاعة الدراسة والتي يشاهدها من خلال وسائل الإعلام في أحياناً كثرة ، فالمعرفة الإعلامية تقوم على التقليد والمحاكاة دون التفكير في تبعاتها ، فهي تصل للأبناء قبل السن المناسب لمعرفتها دون رقابه وتوجيه .

ومجمل القول أن هناك تأثيرات سلبية للإعلام المعاصر من وجهة نظر مفردات عينة لدراسة عل عملية التنشئة الاجتماعية لعدم وجود آلية واضحة لإيجاد التكامل بين الأسرة والمدرسة والإعلام فيما يتعلق بعملية التنشئة الاجتماعية .



2- ضعف العلاقات الأسرية والعزلة النسبية للأسرة :- تعد العلاقات الاجتماعية بعدا هاما وأساسيا في حياة الأسرة والتي تعد بدورها مسرحاً للعلاقات الاجتماعية المتبادلة ، إلا أن الأسرة العربية تشهد اليوم ضعفا في العلاقات داخلها وساد الطابع الفردي بين أفرادها فانخفض التفاعل الاجتماعي بين أعضاء الأسرة إلى أدنى حد ، وتأثرت العلاقات الأسرية سواء بين الزوجين أو بينهم وبين الأبناء أو بين الأسرة والأقارب ، وذلك بسبب وسائل الاتصال الحديثة حيث الجلوس ساعات طويلة أمام التليفزيون وألعاب الكمبيوتر والفيديو جيم هذا فضلا عن الانترنت والدخول إلى مواقع المحادثات ، ومواقع البيع والشراء والدعوة إلى الإباحية وإثارة الشهوات ، أضف إلى ذلك انحسار علاقات الجيرة والتضامن الاجتماعي حيث كانت علاقات الجيرة تشغل حيزاً هاماً في حياة الأسرة العربية ، لما كانت تؤديه من وظائف في حياة الأسرة كفض المنازعات وممارسة الضبط الاجتماعي والمشاركة الوجدانية وتبادل المساعدات واكتساب الخبرات ، ولقد انحسرت هذه العلاقات التي كانت تعضد وتعزز قيم المودة والمحبة وانتشرت بدلاً منها القيم المادية والنفعية وإعلاء المصلحة الفردية إلى الحد الذي وصل بالأسرة في بعض المناطق إلى الجهل بأسماء جيرانها(21).

لقد أدى ضعف العلاقات داخل نسق الأسرة الى عدم وجود التوجيه والرقابه ، وانصراف الشباب داخل الأسرة الى التقليد والمحاكاة للنموذج الغربي ، فظهر بين الشباب أشكال عدة للزواج منها " الزواج العرفي ، الزواج بالدم ، زواج المتعة ، الزواج بالانترنت ... الخ ".

ويشير الباحثان إلى أن ساعات التواصل بين أفراد الأسرة أصبحت محدودة أو قليلة ، وهذا مرتبط بتراجع دور الأسرة في المجتمع المعاصر لصالح مؤثرات أخرى كوسائل الإعلام والمؤسسات المجتمعية ، فبسبب التحول الاجتماعي الذي طرأ على أدوار كثير من مكونات المجتمع ووحداته فقد أصبحت الأسرة مشدودة إلى مؤثرات كثيرة ، مثل طول ساعات العمل للوالدين أو أحدهما والاهتمام بقضايا حياتية كتوفير مصادر الدخل وتدبير موارد إضافية لإشباع احتياجات الأسرة ، كل ذلك أثر على العلاقات الأسرية ، فأصبحت ساعات التواصل بين أفراد الأسرة محدودة وأصبح الأبناء يبحثون عن إجابة لتساؤلاتهم في أجهزة الإعلام كالإذاعة والتلفزيون وشبكة الاتصالات وشبكة المعلومات ... وغيرها من مصادر المعرفة وقد أدى ذلك كله إلى إضعاف دور الأسرة في تكوين الثقافة التربوية للأبناء .

* وئؤكد نتائج الدراسة الميدانية ما جاء بالطرح النظري السابق ، فيما يتعلق بتأثير الاعلام المعاصر على العلاقات الأسرية ، ويتضح ذلك من قراءة الجدول التالي :

جدول رقم (2)

يوضح تأثير الإعلام المعاصر على العلاقات الأسرية

التأثير على العلاقات الأسرية

نعم

إلى حد ما

لا

التقدير المئوي للأهمية النسبية

الترتيب النسبي

ك

%

ك

%

ك

%

أدى إلى تباعد العلاقات بين الزوجين في مناقشة أمور الأسرة

75

63%

30

25%

15

12%

83.3

1

أدى إلى ظهور الأنانية والاهتمامات الفردية داخل الأسرة

48

40%

43

36%

29

24%

71.9

8

ساهم في تباعد العلاقة بين الآباء والأبناء وعدم وجود حوار بصورة مباشرة

49

41%

44

37%

27

22%

72.8

7

كل فرد في الأسرة أصبح له عالمه الخاص ولا يهتم بمشاكل الآخرين

53

44%

48

36%

24

20%

74.7

3

صداقات أفراد الأسرة الأساسية تتم من خلال "مواقع الشات " على ألنت

53

44%

48

36%

24

20%

74.7

3

يتبادل أفراد الأسرة علاقاتهم من خلال الرسائل سواء بالتليفون أو الإميل

43

36%

44

37%

33

27%

69.4

10

يكتسب أفراد الأسرة معظم خبراتهم الحياتية الآن من خلال التلفزيون ووسائل الإعلام المختلفة

51

43%

43

36%

26

21%

73.6

6

للإجابة على أي تساؤل خاص يلجأ الفرد في الأسرة الآن للنت ويدخل على الشات ويتحدث مع أي شخص

49

41%

48

40%

23

19%

73.9

5

أدى إلى انحسار اهتمامات الأسرة الاجتماعية وتقوقعها حول نفسها

75

63%

30

25%

15

12%

83.3

1

أدى إلى ظهور مشكلات أسرية جديدة سواء بين الزوجين أو خاصة بالأبناء " الخلع أشكال جديدة للزواج ... "

46

38%

44

37%

30

25%

70.8

9

يتضح من الجدول السابق أن من التأثيرات السلبية للإعلام المعاصر على الأسرة من وجهه نظر مفردات العينة هو تباعد العلاقات بين الزوجين وانحسار اهتمامات الأسرة الاجتماعية وتقوقعها حول نفسها ، حيث جاء ذلك في الترتيب الأول بتقدير مئوي (83.3) ويرتبط بذلك أن كل فرد في الأسرة أصبح له عالمه الخاص ولا يهتم بمشاكل الآخرين ، وهذا يشير إلى أن هناك فجوة في طبيعة عملية الاتصال داخل النسق الأسري ، ويرتبط هذا مع ما جاء بالجدول رقم (1) من عدم وجود توجيه من جانب الوالدين للأبناء في عملية التنشئة الاجتماعية ، ومن ثم الفرد يبحث عن مصادر أخرى للإجابة عن تساؤلاته فيجد بعض وسائل الإعلام التي تتيح له ذلك وقد يتعرض من خلالها للعديد من المشكلات ، وهذا ما أشارت إليه مفردات عينه الدراسة وجاء في الترتيب النسبي خامساً وسادساً ، وبطبيعة الحال فإن هذا يؤدي إلى ظهور الأنانية والاهتمامات الفردية داخل الأسرة وظهور المشكلات سواء بين الزوجين أو بين أفراد الأسرة خصوصاً في مرحلة الشباب .. كالإدمان ، والعنف ، والزواج العرفي ... الخ ، هرباً من مشكلات الأسرة .



3- شيوع قيم وثقافة الاستهلاك في الأسرة وبين فئة الشباب :- من الآثار السلبية للإعلام المعاصر بروز النزعة الاستهلاكية في المجتمع ، والتطلع إلى ما هو فوق القدرات المالية والاقتصادية للأسرة ، ولقد أثر ذلك على الصعيد الثقافي والقيمي داخل الأسرة وانعكس على سلوك أفرادها في المجتمعات العربية ، فقد ساهم الإعلام المعاصر وتكنولوجيا المعلومات على تشكيل وعي الشباب بضرورة التكيف مع ثقافة العولمة ، سواء استند هذا التكيف على نمط الاستهلاك المادي للسلع ، أو اكتفى بالاستهلاك المعنوي للصور والمعاني وهو ما يعني تأسيس نوع من الوعي الزائف الذي يقف في مواجهة نمو الوعي الموضوعي .

ويرتبط هذا بثقافة الجنس الزائف والتي أصبحت عنصراً مهماً في حياة الشباب ، وهي ليست بالجنس الطبيعي ، حيث يتحقق الاشباع من المعاشرة ، ولكنه جنس التكنولوجيا الحديثة المقدم على أطباق الفضائيات الشهية ، أو حتى ممغنطاً على أشرطة الفيدو ، أو الذي تقدمة شبكات الانترنت ، ولا مانع من جنس المحادثة من خلال " بغي التليفون " والمحمول أكثر نجاحاً في ذلك بعد ادخال خصائص متطورة فية .

ان الشباب من أبناء الأغنياء نهارهم في المطاعم الفخمة وليلهم في سياراتهم المسرعة التي لا تخلو من المخدرات ، أما أبناء الطبقات الوسطى فيعيشون في سياق مشكل لا عمل ولا دخل ولا زواج ، الحياة تكاد تكون متوقفة بهم ، ان الشباب الأغنياء يستهلكون الجانب المادي للسلع لأنهم يدفعون المقابل ، والفقراء يستهلكون الصور في مقابل أنهم لا يدفعون شيئاً ، نوع من العدالة يفرضة الاعلام المعاصر والعولمة.

إن انتشار ثقافة الصورة بين أفراد الأسرة والشباب أصبح من الظواهر المعاصرة للعولمة فمن خلال تكنولوجيا الإثارة والتشويق التي تعتمد عليها الإمبراطوريات الإعلامية ، أصبحت تستطيع تقديم مادتها للمتلقي في قالب مبهر ويجذب الانتباه ويلغي العقل أحيانا ، ويثير الغرائز والشهوات حيث يتقبل المتلقي جميع القيم والمواقف السلوكية دون اعتراض عقلي أو ممانعة نفسية في وضعية شديدة الشبه بوضع السم في الدسم ، لذا فان التوجه الاستهلاكي للإعلام المعاصر جعل من الإعلان مصدرا رئيسيا لميزانية كثير من القنوات الفضائية والأرضية وجهاز الإعلام في كثير من الدول العربية ، ومن ثم نشر ثقافة وقيم الاستهلاك في المجتمع .

إن شيوع ثقافة الاستهلاك والتأكيد عليها يؤدي إلى افتقاد الأمل في المستقبل لدى الشباب وأفراد الأسرة ، وتنمية روح السلبية في التلقي والتعليم بالمجتمع دون بذل الجهد مكتفيا بما يقدمه الجهاز الإعلامي من حلول أو نتائج قد تكون موضوعية أو غير موضوعية ، ومن ثم فقد يكون هناك تغييب للإنسان عن واقعه وتصبح الأنانية هي المعيار الذي يحكم السلوك الفردي في المجال الأسري والاجتماعي ، حيث ينهار الجانب الاجتماعي في الإنسان ، بسبب ضعف القيم والمعايير المؤسسة لهذا الجانب في حياته ، فيعلوا صوت المصلحة الفردية ويسود مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، ومن ثم ترتفع نسبة الجرائم الأخلاقية والانحراف والجريمة وانتشار مجموعة من الأنماط الإجرامية كالعنف والجرائم الجنسية(22) . لقد أصبحت ثقافة الجنس والمخدرات لها سطوتها في عالم الأسرة والشباب من كل الشرائح والطبقات الاجتماعية خصوصا مع شباب الشرائح الدنيا والفقيرة القابعين في قاع الحياة تحت خط الفقر ، ومع ذلك قد يمتلكون ( وصلة ستا لايت غير قانونية ) يتعرفون من خلالها على واقع غير الذي يعيشون فيه ، ومن ثم يدركون أن إشباع حاجاتهم في ظل ظروفهم هذه غير ممكن ، وكذلك الاستمرار في هذا الواقع غير محتمل ، ومن ثم يبتدعون ما يخدرهم فكائنات القاع تهرب من واقعها المتأزم بآليات القاع أيضاً ، وهم يقابلون عدوان المجتمع واعتداءه عليهم بعدوان واعتداء من جانبهم من خلال العنف والاغتصاب والقتل ، أو الاعتداء الجنسي على الصغار أو حتى جرائم زنا المحارم .

هذا ويشير الباحثان إلى أن الإعلام المعاصر قد ساهم بدور رئيسي في شيوع ثقافة الاستهلاك لدى الأسرة والشباب بالمجتمعات العربية ، فقد فتح الباب دون قيود لاستيراد الثقافة الاستهلاكية فقط ، ومشكلة استهلاك المعرفة هي إنتاج مستهلكين لا منتجين ، ومن ثم قتل الإبداع وثقافة الإنتاج ، كما يؤدي الاستهلاك إلى تراخي الجهد الإنتاجي للتنمية ودفع المجتمع نحو الاستدانة لتغطية تيار الاستهلاك ، كما يلعب الاستهلاك دوره في إثارة حرمان الجماهير وزيادة مخزون التوتر ومن ثم الرفض والتمرد(23).

* وئؤكد نتائج الدراسة الميدانية ما جاء بالطرح النظري السابق ، فيما يتعلق بتأثير الاعلام المعاصر على شيوع قيم وثقافة الاستهلاك ، ويتضح ذلك من قراءة الجدول التالي :

جدول رقم (3)

يوضح تأثير الإعلام المعاصر على شيوع قيم وثقافة الاستهلاك


Ads not by this site
التأثير على شيوع قيم وثقافة الاستهلاك

نعم

إلى حد ما

لا

التقدير المئوي للأهمية النسبية

الترتيب النسبي

ك

%

ك

%

ك

%

أشعر بالسعادة عندما أغير الموبايل من فترة لأخرى لنزول موديل جديد

70

58%

30

25%

20

17%

80.6

2

عندما أخرج مع أصدقائي نتجمع دائماً في المطاعم أو الكافيتريات

49

41%

43

36%

28

23%

72.5

6

في التسوق أركز على الماركات العالمية المشهورة والتي يوجد عنها إعلانات

70

58%

30

25%

20

17%

80.6

2

اهتم بقراءة المجلات التسويقية قبل شراء مستلزماتي

53

44%

40

33%

27

23%

73.9

5

أحرص أنا وأصدقائي على متابعة عروض المولات المطاعم بصفة مستمرة

75

63%

30

25%

15

12%

83.3

1

احتياجات الأسرة المنزلية يتم شرائها عن طريق التليفون من البرادة

43

36%

44

37%

33

27%

69.4

9

أتسوق عن طريق الانترنت للحصول على عروض أفضل وسعر أرخص

46

38%

44

37%

30

25%

70.8

7

يشعر الشاب اليوم بالفخر عندما يشتري الأغذية والسلع المستوردة

42

35%

40

33%

38

32%

67.8

10

إعلانات المطاعم جعلت كل أفراد الأسرة لا يحبون الأكل بالمنزل

54

45%

41

34%

25

21%

74.7

4

نادراً ما يتجمع كل أفراد الأسرة لتناول بالمنزل بصورة منتظمة

46

38%

44

37%

30

25%

70.8

7

يتضح من الجدول السابق أن حرص مفردات عينة الدراسة على متابعة عروض المولات والمطاعم ، ورغبتهم في تغيير الموبيل من فترة لآخري ، وتركيزهم في تسوقهم على الماركات العالمية ، قد جاء في المراتب الأولى للعبارات المعبرة على شيوع قيم وثقافة الاستهلاك في المجتمع ، لدرجة أن الجانب المتعلق بالثقافة والترويح أصبح أيضا يرتبط بثقافة الاستهلاك ، وهذا يتفق مع ما يطلق عليه - بثقافة الأطعمة الحديثة - حيث سلسلة المطاعم عابرة للقوميات والجنسيات – وهو ما أشار إليه " محمود عودة " بثقافة الهامبرجر " و " محمد سعيد فرح " بالنزعة الماكدونية " والتي تشير بصورة عامة إلى ثقافة الأطعمة الحديثة والتي غيرت إلى حد كبير أكثر العادات والقيم الثقافية تأصلاً في المجتمع والشخصية الإنسانية العربية ونمط العلاقات داخل الأسرة ، حيث انهارت مواعيد الالتفاف حول مائدة الطعام الواحدة وفرص الحوار والتوجيه والانتقال للثقافة والقيم عبر الأجيال إضافة إلى اختفاء المناخ النفسي والجو الأسري المصاحب لتناول الطعام داخل المنزل وما يمثله من عمليه إنسانية في الحياة الأسرية وإشباع الحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية ، بينما تفتقد ثقافة الوجبات السريعة للتواصل والحوار بين أفراد الأسرة .( 24) .

أضف إلى ذلك " ثقافة النقال أو الموبيل " التي تؤدي إلى تزييف وعي كثير من الناس بانتماءاتهم الطبقية الحقيقية وحل مشكلاتهم على الصعيد النفسي ، من خلال حيازتهم للهاتف النقال الأمر الذي يحقق توازنا نفسيا موهوما ومصطنعا والشعور بالتميز أو على الأقل بالمساواة مع الآخرين ، وذلك ما يدفع بفئات كثيرة غير قادرة أساسا إلى الاستدانة أحيانا لتحقيق الإشباع والنهم الاستهلاكي للخروج من ثقافة الحرمان الطويلة التي عاشوها ، ويمثل المحمول وغيره من السلع الاستهلاكية آلية مثالية لتجاوز عقدهم السيكولوجية وحرمانهم التاريخي . أضف إلى ذلك أن شيوع ثقافة الاستهلاك تعمق الشعور بالإحباط لدى بعض الفئات والشرائح مما يولد التوتر الذي يجد مخارج له من خلال الانحراف ، البلطجة الانحرافات الجنسية ، الإدمان ، الانتماء إلى جماعات متطرفة ...الخ (25).

4- الإعلام المعاصر وشيوع ثقافة العنف والتطرف :- ليس ثمة شك في أننا جميعا نلاحظ النمو المتعاظم لظواهر العنف سواء على الصعيد العالمي أو المحلي وداخل الطبقات والشرائح والفئات الاجتماعية المختلفة ، حيث استشرى داخل الأسر بين الأزواج والزوجات والأبناء .

إن انتشار العنف بصوره الفردية والجماعية وأنماطه الرسمية وغير الرسمية ، إنما يرتبط في تفسيره بالظروف والآليات المجتمعية والمحلية في ضوء تفاعلها الجدلي وارتباطها العضوي بالمنظومة العالمية ، لذا فتناول الباحثان لتحليلهما حول تأثير الإعلام المعاصر على ظهور العنف وشيوع ثقافته داخل الأسرة وفئة الشباب بالمجتمعات العربية ، إنما يستند لرؤية تنظر إلى الموضوع وتفسره في ضوء أبعاد أساسية ثلاثة مترابطة ومتفاعلة يمكن استعراضها فيما يلي :

أ- البعد العالمي : حيث تسعى ثقافة العولمة بآليات متعددة ومن خلال الاستثمار المكثف لثورة الاتصالات والمعلومات إلى إدماج غيرها من الثقافات الوطنية والقومية تحت دعوى أنها المستقبل الموحد للبشرية ، وتزعم أن عملية الإدماج يمكن أن تنطوي على عناصر هدم وصراع بين الحضارات ، وأن هذا الصراع الذي يستهدف الإدماج والهيمنة يبرر أشكالاً من العنف ينبغي أن تمارس ضد الكيانات " المتمردة " أو " المارقة " تحت شعارات الحرب ضد الإرهاب ، والدول التي تأويه ، أو العنف من أجل تحقيق الأمن ، أو غير ذلك من الشعارات التي يخلع عليها لباس من الشرعية الدولية بقرارات من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن وتتجسد مثل هذه الشعارات التي تبرر الإدماج القسري فيما يجري الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان والسودان ، أو ما يحدث في سوريا وإيران ويتم نقل ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة ، إذن هناك عنف يمارسه الإعلام المعولم ممثل في الولايات المتحدة الأمريكية ضد دول ومجتمعات وثقافات أخرى لدمجها قسراً في النظام الرأسمالي العالمي الجديد ، فمنطق القوة هو السائد في عصر العولمة والإعلام المعولم .

وفي المقابل نلاحظ النمو المتعاظم للقوى المضادة للعولمة في قلب المجتمعات الرأسمالية والمهيمنة ذاتها ( أحداث سياتل في الولايات المتحدة ، والاجتماعات والمظاهرات العنيفة على رموز العولمة ) وربما كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك والموجهة أساسا ضد رموز العولمة فصلاً من فصول هذه المقاومة ، وفي العالم العربي والإسلامي ثمة وعي بمخاطر هذه العملية على الهويات الوطنية والقومية ، وثمة آليات للمقاومة ، ربما اتخذت أشكالاً عنيفة كرد فعل على عنف العولمة ، مما يؤكد على شيوع ثقافة العنف عالمياً(26).

ب- البعد المحلي : والذي يتمثل في تخلي الدولة عن كثير من وظائفها الأساسية ، وبخاصة دورها في مجال الرعاية الاجتماعية وإقصاءها وإضعافها وتهميشها ، إضافة إلى قصور النظم الاجتماعية في أداء وظائفها بصورة جيدة ، مما مهد الطريق أمام وسائل الإعلام في إحداث تأثيرات سلبية على الأسرة والشباب .

وتجمع الدراسات على أن المجتمعات العربية ما زالت مجتمعات تقليدية ونامية وانقسامية وغير متجانسة وغير متوازنة بنائياً ، فالحياة الاقتصادية غير متجانسة حيث تتعدد وتتنوع وتتعايش قطاعات اقتصادية وإنتاجية تنتمي إلى عصور تاريخية مختلفة ومتباينة . كما أن الاقتصاد العربي مرتبط بالاقتصاد العالمي وتابع له مما يكرس عملية التغلغل الرأسمالي في المجتمع العربي في ضوء عولمة الاقتصاد وتخلي الدولة عن دورها في المجال الاجتماعي وعدم قدرتها على تلبية وإشباع احتياجات المواطنين ، مما أدى إلى إحباط كثير من الفئات والشرائح الاجتماعية وفقدانها حتى مجرد الحلم ، ومن ثم نلاحظ اتجاهاً متزايداً نحو العنف كرد فعل مضاد يعبر به عن رفض الواقع القاهر ، كما أن انتشار الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة في المناطق العشوائية والفقيرة ، مع وجود إعلام يتعامل مع هذه القضايا بسطحية فقط في حين يكون الاهتمام أكثر بموضوعات الموضة والطالع وقراءة الفنجان وأخبار الفنانين والراقصات وغيرها من مخدرات ثقافية منتشرة بشكل غريب في الإعلام ويفرد لها مساحات إعلانية وبرامج كثيرة جداً مقارنة مع البرامج التي تنتهج خطاً فكرياً جاداً والنتيجة المنطقية لكل ذلك أن يكون الناس أكثر ميلاً للعنف . حيث يأتي الإعلام كعامل رئيسي في إلهاب مشاعر الحقد والكراهية والغضب عند هؤلاء نتيجة لما يشاهدونه من ترف يقارنونه بأحوالهم القريبة من العدم ، لتزداد بذلك فجوة الانتماء للمجتمع لديهم واستعداد بعضهم للنيل من هذا المجتمع الذي نسيهم ولم يعطهم سوى الوعود.

وتشير الدراسات المختلفة إلى أن القهر السياسي وصورية الديمقراطية وغياب المشاركة في كثير من المجتمعات العربية من الأسباب التي تدفع ببعض الأفراد أو الجماعات أو الفئات إلى ممارسة العنف كرد فعل في مواجهه ذلك ، كما تخلص الدراسات إلى أن المؤسسة التعليمية وبخاصة في مراحل التعليم الإلزامي غاب عنها الدور التربوي والاجتماعي شأنها في ذلك شأن الأسرة ، أضف إلى ذلك الحشو في المقررات ونقص الأنشطة ، وعدم وجود الاهتمام بجماعات النشاط المدرسي لتفريغ الطاقات لدى الطلاب ، فنظام التعليم لا يسمح بالإبداع أو الابتكار ويساهم في قتل الموهبة ، والعملية التعليمية يمكن القول أنها تتم بصورة سلطوية إلى المدى الذي يمكن الحديث فيه عن قهر تعليمي يضاف إلى الأشكال الأخرى من القهر .

لقد غاب عن مدارسنا نشاط الموسيقى والرياضة والفن والجمال ، كما غاب الحوار والنقاش وأهملت النواحي الاجتماعية والفنية والرياضية ، ولذلك فان الطاقات الهائلة في أطفالنا تنفجر وتخرج بطرق غير صحيحة في بعض المواقف على صورة عنف وغضب انفعالي أو سلوك تخريبي أو تدميري . إنها نماذج للتعبير عن الرفض سواء للمؤسسة التعليمية أو القائمين عليها حيث يوجه العنف إلى رموز السلطة والقوة في المؤسسة التعليمية ، وقد تكون ظاهرة العنف المدرسي خير دليل على ذلك(27).

هذا ويشير الباحثان إلى أن حياتنا الثقافية والفكرية والسيكولوجية والاجتماعية غير متجانسة أيضاً ، حيث تتنوع وتتعدد الانتماءات والولاءات الاجتماعية ، كما تتعايش الأنساق الفكرية والقيمية المختلفة والتي ترجع إلى أصول تاريخية متباينة ، الموغلة في الرجعية والتخلف والمفرطة في التقدمية ، الدين والعلمانية ، العلم والخرافة ، الحرية والقمع ، الفردية والأبوية ، متناقضات ثقافية وقيمية لا تظهر على الصعيد العام الاجتماعي فحسب ، بل تتعايش وتتجاور في العقلية الفردية الواحدة . والأسرة في مجتمع متخلف إنما تنقل إلى أطفالها كل النتائج السلبية لهذا التخلف على صعيد القيم والاتجاهات والأفكار وأشكال العلاقات وغير ذلك .. ، ومن ثم يمكن القول أن الشباب والأطفال في مجتمعاتنا العربية سوف ينعكس عليهم خصائص المجتمع الذي ينتمون إليه ، على تكوينهم الشخصي ورؤيتهم للكون ، ومواقفهم من الحياة ، ومشاركتهم في الواقف المختلفة وعلى الأصعدة المختلفة وكذلك : تأثرهم بالإعلام سواء بصورة ايجابية أو بصورة سلبية(28).

ج- البعد الإعلامي :- في ضوء قصور النظم الاجتماعية وعجزها عن القيام بوظائفها ، لم تعد عملية التنشئة الاجتماعية مقصورة على دور الأسرة والمدرسة والمجموعات الأولية التي ينتمي إليها الطفل ، بل أضحت عملية تساهم فيها وتشكلها إلى حد بعيد مؤسسات أخرى كمؤسسات الاتص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Empty
مُساهمةموضوع: رد: نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب    نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب   Emptyالأربعاء ديسمبر 25, 2013 3:50 am

ج- البعد الإعلامي :- في ضوء قصور النظم الاجتماعية وعجزها عن القيام بوظائفها ، لم تعد عملية التنشئة الاجتماعية مقصورة على دور الأسرة والمدرسة والمجموعات الأولية التي ينتمي إليها الطفل ، بل أضحت عملية تساهم فيها وتشكلها إلى حد بعيد مؤسسات أخرى كمؤسسات الاتصال والإعلام وما صاحبها من ثورة علمية وتكنولوجية جعلت لهذه المؤسسات دور بالغ الأهمية والخطورة بوصفها مصدراً للمعرفة والمعلومات ووسيلة للنقل الثقافي عبر الزمان والمكان ، إضافة إلى وفرة عروض العنف في الميديا العالمية وخاصة الفضائيات .

وتجمع الدراسات على أن مشاهدة برامج العنف والجريمة والاغتصاب والقتل تسهم في تكوين سلوك عدواني خاصة عند الأطفال ، وأن نسبة كبيرة من جرائم الأحداث ترجع إلى محاكاة مرتكبيها لما يحدث في برامج وأفلام العنف ، فمشاهدة تلك الأفلام من أهم أسباب السلوك العدواني العنيف لدى الأطفال وخاصة في سن المراهقة التي يتوحد فيها المراهق مع بطل الفيلم أو المسلسل ويتقمص فيها شخصيته .

كما تؤكد نتائج العديد من الدراسات على أن مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة تؤدي إلى انسحاب الإنسان من دنيا العمل والتفكير إلي دنيا ألا عمل وألا تفكير وألا وجود المؤقت ، كما بينت الدراسات أن هناك علاقة ارتباط طردية دالة بين درجة مشاهدة برامج التلفزيون ودرجة الشعور بالاغتراب ، وأن الأطفال الأكثر اندماجا في المشاهدة هم الأكثر اغتراباً عن غيرهم والأكثر شعوراً بالعجز والأكثر إهمالا في النواحي التعليمية والدراسية(29).

وفيما يتعلق بتقييم البرامج الإعلامية المقدمة للأطفال فقد أوضحت دراسة طبقت على ثلاثة عشرة دولة عربية ، أن الاجتهاد الشخصي من جانب أسر معدي برامج الأطفال يشكل 27% من الأساليب المتبعة في التقديم ، وأن حوالي 70% من العاملين في هذه البرامج لم يتلقوا أيه دورات تدريبية في مجال ثقافة الطفل ، وأن معظم برامج الأطفال تعتمد على المضمون الأجنبي بصفة أساسية وأن هذه المضامين تهدد الذاتية الثقافية للمجتمعات العربية ، لأن الأطفال يعتقدون من خلال مشاهدة هذه البرامج الأجنبية ومن خلال تتبع النماذج المقدمة بما تنطوي عليه من قيم سلبية أنها النموذج الذي ينبغي أن يحتذى(30).

وقد ساهم الإعلام المعاصر في جعل الناس أكثر تعوداً على العنف وسقط الحاجز النفسي خصوصا عند الأطفال بين كراهية العنف والقدرة على ممارسته ، فالأفلام والمسلسلات المطروحة الآن بالأسواق العربية تدور أفكارها الأساسية حول العنف ، الأمر الذي ترتب عليه أن تنشأ الأجيال الجديدة وقد زالت لديها الرهبة من العنف بعد أن اعتادت عليه من خلال كثرة الرؤية والمتابعة ، والذي تبدأ أولى مظاهره بهدايا الكبار للأطفال مثل المسدس والمدفع الرشاش ، أفلام المصارعة ، وأفلام الكرتون المملوءة برموز القوة والعنف(31).

وتتضافر العوامل الدولية والمحلية وتتداخل مع الهجمة الإعلامية والإعلانية لتدفع بكثير من أبناء الطبقات الوسطى والدنيا باتجاه العنف ، فمع فداحة الآثار الاجتماعية شديدة الوطأة على هذه الشرائح الاجتماعية التي تنطوي عليها سياسات العولمة ( البطالة – الفقر – التهميش ..الخ) وأمام الضغوط الدولية والمحلية ، وانسحاب الدولة من أداء وظائفها الاجتماعية والاقتصادية ، مع وجود تكنولوجيا إعلامية معاصرة تسوق وتروج لكل شيء ، لم تجد تلك الفئات أمامها إلا الشعور بالإحباط والحرمان وهي المشاعر التي وجدت مخرجاً لها في الاتجاه إلى الجريمة بكافة أشكالها .

وإذا كان بعض الشباب الذين ينتمون الى الشرائح الطبقية العليا قد امتلكوا امكانية الاستهلاك وانصرفوا اليه ، واذا كان البعض الأخر من الشباب قد استغرق في المخدرات والجنس ، فان هناك فريقاً ثالثاً ذهب الى الدين بحثاً عن النقاء والطهارة ، فراحوا يدعون الى الله بالموعظة الحسنة وعندما لم يجدوا استجابة كان العنف هو البديل حيث مثل الانتماء الى الجماعات المتطرفة مخرجاً مغرياً وأملاً كاذباً في الخلاص حيث يقدم بديلاً وهمياً للخروج من الواقع المأزوم(32) .

إن معظم الدارسات تؤكد على تأثير وسائل الاعلام المعاصر على تكوين ثقافة الفرد وسلوكه وخاصة السلوكيات السلبية في حياة كثير من الشباب ، وتأتي التأثيرات الثقافية على الشباب من انفتاح الفضاء أمام قنوات مختلفة منها ما يسهم اسهاماً ايجابياً ، ومنها ما يؤدي الى انحراف فكري وسلوكي لدى الشباب ، ولم يعد من الممكن السيطرة على ما تبثه القنوات الفضائية العربية منها والدولية ، خاصة في ظل ضعف القنوات الرسمية ، وهذا ما يفسر بعض مظاهر التقليد التي تنتشر بين شبابنا فهي انعكاس لما يتلقونه من ثقافات متعددة وليس هذا شأن شبابنا فقط ، فقد أصبحت الظاهرة عالمية وغير مقتصرة على مجتمع دون غيره.

وتشير دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " حول معدلات تعرض الأطفال العرب للتلفزيون ، الى أن الطفل قبل أن يبلغ سن الثامنة عشرة يكون قد أمضى أمام شاشة التلفزيون 22.000 ساعة ، في حين يقضي في المدرسة 14.000 ساعة في قاعات الدراسة ، وأن نسبة الذين يشاهدون التلفزيون ما بين سن الثامنة والخامسة عشر بلغت 99.9% وأن هؤلاء يقضون جزءاً كبيراً في مشاهدة التلفزيون دون رفقة من أهلهم كما أشارت الدراسة الى أن أطفال اليوم حين يبلغون عامهم السبعين يكونون قد أمضوا سبعاً وعشرين عاماً أمام شاشة التلفزيون ، وهذا يوضح خطورة الدور الذي تقوم به القنوات الفضائية والاعلام المعاصر في تشكيل سلوك وثقافة الأجيال .

كما أجرى أحد المواقع الالكترونية الكندية والمسمى " IJP " استطلاعاً لآراء عينة من الشباب بكندا يعيشون في مدن مختلفة " كيبيك " و " ياسينت " حول الأسباب المؤدية للعنف لدى الشباب والتأثير القوي للتلفزيون كأحد العوامل التي تفرز العنف لدى الشباب ، وكانت النتائج أن مشاهدة أفلام العنف تولد لدى الشباب غريزة التقليد ، وأن ما يشاهده الشباب من مشاهد عنف في العالم عبر وسائل الاعلام ، تتسبب في انتشار ظاهرة العنف داخل المجتمع وفي سلوكيات الشباب فيما بينهم .

وقد أشارت دراسة " البياتي 2006م " الى وجود تأثير قوي لمشاهدة التلفزيون في ايجاد عادات وسلوكيات سلبية لدى الشباب العربي ، وكذلك انتشار الجريمة والكسل والتراخي وشيوع الرذيلة(33) .



* وتؤكد نتائج الدراسة الميدانية ما جاء بالطرح النظري السابق ، فيما يتعلق بتأثير الاعلام المعاصر على شيوع شيوع ثقافة العنف والتطرف ، ويتضح ذلك من قراءة الجدول التالي :



جدول رقم (4)

يوضح تأثير الإعلام المعاصر على شيوع ثقافة العنف والتطرف

التأثير على شيوع ثقافة العنف والتطرف

نعم

إلى حد ما

لا

التقدير المئوي للأهمية النسبية

الترتيب النسبي

ك

%

ك

%

ك

%

القوة والعنف وسيلة ضرورية لحل المشكلات اليومية في حياتنا المعاصرة

54

45%

41

34%

25

21%

74.7

4

مالا يمكن تحقيقه اليوم بالطرق المشروعة سهل تحقيقه بالطرق الغير مشروعة

46

38%

44

37%

30

25%

70.8

7

أرى أن الإعلام عمق وأصل مفهوم البلطجة والعنف في المجتمع

70

58%

30

25%

20

17%

80.6

3

ساهم الإعلام المعاصر في التقليل من قيمة نظم الضبط الاجتماعي بالمجتمع

75

63%

30

25%

15

12%

83.3

2

استثارة الغرائز لدى الشباب هي شرارة اندلاع العنف بينهم وفي المجتمع

49

41%

43

36%

28

23%

72.5

5

دراما اللامبالاة وعدم تحمل المسئولية للشباب ساهم في زيادة العنف

43

36%

44

37%

33

27%

69.4

8

الأفلام المعاصرة تبين أن الناس تحترم من يأخذ حقه بالقوة بعيداً عن العدالة

49

41%

39

33%

31

26%

71

6

الإباحية الإعلامية بكل صورها ساهمت في انتشار العنف بالمجتمع

42

35%

40

33%

38

32%

67.8

9

نقل أشكال العنف والدماء بصورة حية خلال الإعلام جعله معتاد للمواطنين

80

67%

25

21%

15

12%

84.7

1

يتضح من الجدول السابق ان الاعلام المعاصر قد ساهم فى شيوع ثقافة العنف بالمجتمع من وجهة نظر افراد العينة عن طريق نقل اشكال العنف بصورة حية مما جعله امراً معتاداً للمواطنين ، وقد جاء ذلك بتقدير مئوي (84.7) ,كما ساهم الاعلام فى التقليل من قيمة نظم الضبط الاجتماعى فى المجتمع مما اصل وعمق مفهوم البلطجة والعنف حيث جاء ذلك وفقا للترتيب النسبى الثانى والثالث لعينة الدراسة،الامر الذى جعل لدى مفردات عينة الدراسة شعورا بان القوة والعنف وسيلة ضرورية لحل المشكلات اليومية فى حياتنا المعاصرة والذى دعم هذا الشعور من وجهة نظر عينة الدراسة طبيعة الافلام المطروحة والتى تبين ان الناس تحترم من ياخذ حقة بالقوة بعيدا عن العدالة ، فمالا يمكن تحقيقه اليوم بالطرق المشروعة سهل تحقيقه بالطرق الغير مشروعة ،فالاباحية الاعلامية بكل صورها ساهمت فى انتشار العنف فى المجتمع بصفة عامة وبين الشباب بصفة خاصة .

*المشكلات الاجتماعية والاعلام المعاصر : مداخل تحليلية وتفسيرية :

لقد أحدث الاعلام المعاصر تغيرات متلاحقة وسريعة في مسيرة الحياة الانسانية وشكل عاملاً مهماً في حدوث التغيرات التي طرأت على السياسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وساهم في ظهور مشكلات اجتماعية جديدة في المجالات المختلفة وبخاصة تلك المتعلقة بحقوق الانسان والديمقراطية وعولمة الثقافة ، وحقوق المرأة .. الخ .

ان هذه التغيرات والمشكلات التي يبزها الإعلام المعاصر بصورة مباشرة أو غير مباشرة انما تتطلب مداخل علمية جديدة للتعامل معها ، حيث أصبحت النظريات الاجتماعية القديمة المفسرة للمشكلات الاجتماعية ليست قادرة على تحليل المشكلات الاجتماعية المعولمة عبر وسائل الاتصال العالمي ، باعتبارها المشكلات الاجتماعية العالمية الواحدة والموحدة .

ويؤكد كثير من العلماء والباحثين على تعدد المداخل النظرية في العلوم الاجتماعية والتي تتناول المشكلات الاجتماعية ، وعلى الرغم من ذلك الا أنه يمكن تصنيف هذه المداخل من حيث مستوى الدراسة والتحليل الى مدخلين أساسين هما : المدخل التقليدي المحافظ Micro والمدخل الراديكالي Macro ، ويندرج تحت هذين الاتجاهين نظريات متعددة ، وعلماء أسسوا هذه النظريات ، وكل اتجاه له مسلمات خاصة بطبيعة الواقع والانسان ووحدة الدراسة والمتغيرات السببية أو التفسيرية التي ينظر الى الواقع من خلالها ، ويركز الاتجاه الأول على الثبات والاستقرار ويؤكد على أسبقية المجتمع من الفرد ، ويؤكد على المتغيرات الثقافية والقيمية في تفسير المشكلات الاجتماعية ، ويندرج تحت هذا المدخل نظريات مثل نموذج الباثولوجيا – نموذج التفكك – نموذج صراع القيم – نموذج الانحراف – النماذج المتعددة للمشكلات الاجتماعية – نموذج الرأي العام " ، وينظر هذا الاتجاه للمشكلات الاجتماعية المرتبطة بفشل النظم الاجتماعية والتقاليد الثقافية القائمة .. بأنها حالة اجتماعية غير مرغوب فيها تتضمن أنشطة من الأفراد أو الجماعات تؤدى في صورة عدم احترام لما هو مألوف في المجتمع ، وهي مثل : عدم التنظيم الاجتماعي ، الباثولوجيا الاجتماعية عدم التنظيم في تصنيف الأوضاع الاجتماعية كمشكلات اجتماعية تكنيكية أكثر منها أيديولوجية(34).

أما الاتجاه الثاني " الراديكالي " فيقف على طرف نقيض مع الاتجاه الأول حيث يؤكد على التغير والصراع كعنصر أساسي في كل التنظيمات الاجتماعية ويؤكد على التفسير المادي للمجتمع ، ويندرج تحته نظريات مثل الماركسية التقليدية ، نظرية الصراع ، البنيوية الماركسية ، اليسار الجديد ، مدرسة فرانكفورت ... الخ ، وينظر هذا الاتجاه الى المشكلات الاجتماعية باعتبارها أخطاء نظام اجتماعي ، أي تعبير عن الأخطاء الاجتماعية وهي لا ترجع الى الاخطاء الفردية ، ومن ثم فان التحليل العلمي للمجتمع والنظام الاجتماعي يمثل ضرورة منطقية لتحليل المشكلات الاجتماعية .

ويذهب البعض الى مستويات أكثر شمولية في تحليلاتهم للمشكلات الاجتماعية ، وذلك من خلال الربط بين العوامل المحلية والعالمية في تشكيل أنماط المشكلات الاجتماعية ، أي دراسة البنية الاجتماعية الاقتصادية في مضمونها الدولي الواسع غير منفصلة عن طبيعة وآليات النظام العالمي .

وفي الدراسة الراهنة فان رؤية الباحثين للمشكلات الاجتماعية بصفة عامة وتلك المرتبطة بتأثير الاعلام المعاصر على الأسرة والشباب بصفة خاصة ، تنهض على فكرة أساسية وهي خصوصية المجتمع العربي الذي يختلف جوهرياً عن المجتمع الغربي في تكوينه وتطوره ونظمه وقيمه وعلاقاته ، ومن ثم فان قضايا ومشكلات الأسرة والشباب تختلف في كلا المجتمعين من حيث تفاعلها وتأثرها بتكنولوجيا الاعلام المعاصر .

ومن ثم فنحن بحاجه الى أطر نظرية نابعه من واقعنا تعتمد على حقائق قائمة على دراسة وتحليل واقع مجتمعاتنا العربية والوعي بخصوصيتها الاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية والسياسية والتاريخية ، وفهم طبيعة العلاقات غير المتكافئة بين مجتمعاتنا والمجتمع الرأسمالي الغربي ، والمدخل الملائم لدراسة وتفسير المشكلات الاجتماعية هو الذي يؤكد على ضرورة فهم عملية تضافر وتفاعل العوامل الداخلية المحلية ، والوسيطة الاقليمية ، والخارجية الدولية في التأثير على أنماط المشكلات وأسبابها وكيفية مواجهتها في عالمنا العربي .

وعلى الجانب التطبيقي نلاحظ أن الجزء الأكبر من البحوث الاجتماعية التطبيقية في المجتمع العربي اليوم تتجة اتجاهاً اصلاحياً خالصاً نحو التخفيف من حدة المشكلات المزمنة لبعض فئات المجتمع ، وتنصب ضمن مسارات الخدمة الاجتماعية التقليدية حيث تنطلق من الاعتقاد بأن المشكلات الاجتماعية متصلة بظروف معاكسة لبعض الفئات المتضررة في المجتمع ، وتنتهي إلى إعادة تكيف هذه الفئات ، لأن البحوث حصرت نفسها في دراسة حالات مجزأة ومعزولة عن سياقها الاجتماعي الأوسع ، وتنتهي هذه البحوث في أحسن الأحوال الى تسكين المشكلات الاجتماعية لبعض الفئات المستهدفة وليس السعي الى فهمها أو التصدي لها على نطاق المجتمع كله ، وتوفر مثل هذه البحوث التطبيقية ، مادة ثرية لأجهزة الدولة الاجتماعية لتعظيم انجازاتها التي غالباً ما تأخذ صورة شعارات أو برامج أو خطط مثل محاربة الفقر والغلاء والبطالة والاعانات للأيتام والمطلقين والمعوقين ..الخ ، ويروج الاعلام المعاصر ذلك بابراز التغيرات التي حدثت في الجوانب المادية بالمجتمع .. دون التركيز على مفهوم العملية والتي تتضمن تغيير المواطنيين أنفسهم .

ويتجة جزء أخر من البحوث التطبيقية في العالم العربي اليوم اتجاهاً مهنياً عيادياً ، نحو علاج المشكلات ، كالجريمة والانحراف والادمان والاعاقة ، والطفولة والشباب .. ، وتنطلق هذه البحوث من الاعتقاد بأن الخطأ يكمن في الفرد نفسه في اختلالات جسمية أو شخصية أو سلوكية ، وما دامت كذلك فأنه يمكن تشخيصها واعلانها كأمراض لابد من علاجها بالمفهوم العيادي بواسطة الخبراء واستشاراتهم الفنية الكفيلة بإعادة حياة هؤلاء المرضى أو الضحايا الى مجراها الطبيعي .

ويتجه جزء ثالث من البحوث التطبيقية في العالم العربي اليوم اتجاهاً هندسياً فنياً في تعامله مع المشكلات الاجتماعية ، مثل مشاكل المهاجرين والتضخم السكاني والمناطق العشوائية ومشكلات الاقليات.. الخ ، وتنطلق مثل هذه البحوث من الافتراض بأن المجتمع متجانس ومنظم أساساً في بنائه ، وبناءاً على ذلك يمكن اعادة تنظيم المجتمع المفكك نتيجة التغير الاجتماعي السريع بنوع من الهندسة الاجتماعية أو التخطيط الاجتماعي من خلال خبراء محترفين في التخطيط والتنظيم والقياس والتقويم ، بحيث يمكن بناء مجتمع عصري حديث ومنظم ، وتعزز مثل هذه البحوث الادعاء الحكومي الرسمي بالاحتراف التكنوقراطي بادارة المشكلات كنوع محترف من ادارة الأزمات والتي يرصد لها ميزانيات ضخمة .

إن أهم ما يجمع باحثي العلوم الاجتماعية العرب اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين أنهم يرون أدوارهم تقتصر على بحث مشكلات محددة رسمياً وشكلياً ومفرغة من مضمونها السياسي ، ويتجهون الى دراستها بطرق فنية آلية تتيح لهم تقديم الخدمات أو تبريرها ، وليس رسم السياسات الاجتماعية الجادة أو تقييمها ونقدها ، وكما يلاحظ أن المشكلات الاجتماعية لا تحل الا بقرار سياسي وأن السياسات الاجتماعية نادراً ما تصاغ أو تنفذ في المجتمع العربي على أساس نتائج وتوصيات البحث العلمي الاجتماعي ، وهذا يعرف بالمنظور السياسي أو تسييس المشكلة الاجتماعية (35) .

لذا يرى الباحثان اننا في حاجة ماسة في العالم العربي الى بحوث نقدية وتطبيقية جادة تتجاوز قصور التوجيه التقليدي السائد ، وتتناول مشكلات اجتماعية فعلية في المجتمع العربي مثل غياب العدالة وغياب الديمقراطية ، وضعف المشاركة واللامبالاة ، وتغييب مساهمة المراة في التنمية ... ، وغيرها من المشكلات ذات الطابع السياسي والتي تتطلب تجاوز المفهوم التقليدي للمشكلات الاجتماعية وتجاوز طرق البحث التقليدية المتصلبة ، كما تتطلب الالتزام بالدور المجتمعي المتغير للباحث ، تماما كتغير المشكلات نفسها مع بداية القرن الحادي والعشرين بحيث لا ينكمش البحث فقط في حدود العمليات التأهيلية أو الإصلاحية فحسب ، بل ينطلق ليتعامل مع قضايا التغير الاجتماعي والاقتصادي ووضع الاستراتيجيات للتفاعل مع تلك القضايا وإيجاد الحلول لها ، في ضوء أهداف قصيرة الأمد بجانب أهداف طويلة الأمد تتمثل في إحداث تغييرات في أنظمة الرعاية الاجتماعية لكي تتواكب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة ، وفي ضوء الاستفادة من تكنولوجيا الإعلام المعاصر بصورة ايجابية في تطبيق المداخل المختلفة لمواجهة المشكلات المجتمية .



* سابعاً:تصور مقترح لرؤية استراتيجية لمواجهه التأثيرات السلبية للإعلام المعاصر:

في ضوء الطرح النظري السابق وما أسفرت عنه نتائج الدراسة الميدانية الراهنة ، يشير الباحثان الى امكانية وضع رؤية لاستراتيجية عربية لمواجهة تأثيرات الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب ، وترتكز هذه الاستراتيجية على عدة تكتيات أهمها :-

1- اعتماد الأسلوب العلمي لرصد مشكلات الأسرة والشباب والمرتبطة بالتأثيرات السلبية للإعلام المعاصر .

2- توفير قاعدة معلومات حول أوضاع الأسرة والشباب العربي ، تبنى عليها السياسات الاجتماعية في الدول العربية وتحدد في ضوئها الأولويات المرتبطة بسياسات المواجهة لتيارات الإعلام المعاصر .

3- جمع أكبر قدر من البيانات والحقائق التي تبين نقاط وجوانب التغيير التي يجب التركيز عليها في أوضاع الأسرة والشباب ، والتأكيد على منظومة القيم التي تشكل خصوصية الثقافة العربية مثل العادات والتقاليد والمؤيدة لهذا التغيير .

4- ضرورة تنويع أساليب وسياسات المواجهة بحسب أنماط الأسر العربية ، وكذلك بحسب المستويات الثقافية والطبقية للأسر والشباب بالمجتمع .

5- التنسيق والتشبيك بين الأجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ، وكذا المؤسسات الثقافية والأكاديمية لرفع وعي المواطنين في المجتمع لمواجهه الآثار السلبية للإعلام المعاصر على أسس علمية مدروسة .

6- اعتبار المتغيرات العالمية والمحلية المعاصرة أبعاداً فاعلة عند وضع الرؤية الإستراتيجية لبناء أسرة وجيل من الشباب منفتح على العصر قادر على المواءمة بين متطلبات الحداثة وبين مقتضيات التراث وقيمه في تفاصيل الحياة اليومية .

7- اهتمام منظمات الأسرة بالمجتمع وأجهزة العمل مع الشباب والمؤسسات التعليمية بالإعلام التربوي ضمن أنشطتها وبرامجها ، فالإعلام التربوي يهدف إلى إحداث تغيير مقصود في قيم واتجاهات أفراد المجتمع والتعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية على أسس تربوية وموضوعية ، ويمكن أن يمارس ذلك داخل المسرح المدرسي/المسرح الجامعي/ مركز الشباب/ مسرح الطفل /الحدائق العامة ..ألخ (36).



* ولتحقيق هذه الاستراتيجية يرى الباحثان ضرورة الانطلاق من ثلاثة أبعاد أساسية وهى:-

1-البعد الدولي : ضرورة العمل على إيجاد نظام عالمي أكثر عدلا وأكثرديموقراطية بحيث يكون العالم العربى طرفا مشاركا فيه وليس على هامشه ، ذلك لأن جوهر عملية التخلف التى تشهدها وتعايشها معظم دول العالم الثالث بصفة عامة والمجتمعات العربية بصفة خاصة هى فى جوهرها نتاج لعلاقات تبعية هذه الدول للرأسمالية العالمية وأثر من آثار تقسيم العمل الدولى ، ونتيجة للتبادل غير المتكافىء بين الدول المتقدمة والدول النامية والتى تضم الدول العربية ، تلك هي لب مشكلة التخلف والتنمية والعدالة الاجتماعية .

2-البعد الإقليمي : ضرورة تفعيل سياسات التكامل الإقليمي العربي في برامج السياسات الإعلامية ، وبصفة خاصة فى ظل العولمة والتكتلات الاقتصادية والمالية الدولية وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات على اقتصاد العالم ، فعلى الرغم من أن الدول العربية هى الأكثر تضررا من العولمة ، إلا أنها لا تولي عملية التكامل الاقليمى الأهتمام الكافي ، بل أن سياسات بعض الدول العربية تصب فى اتجاه عرقلة امكانات التكامل ، ان عمق التحديات التى تطرحها العولمة تفرض على الدول العربية ضرورة تطوير سياسات التكامل الاقليمى فيما بينها ومحاولة الوصول إلى السوق العربية المشتركة ، بالرغم من كل التحديات والمعوقات الداخلية والخارجية ،خاصة بعد إقرار دول مجلس التعاون الخليجى لبداية عمل السوق الخليجية المشتركة مع بداية يناير 2008 م والتي تمثل خطوة جادة على طرق السوق العربية المشتركة

3-البعد المحلى : ضرورة الشروع فى عملية اصلاح داخلى جاد وحقيقى فى كل الدول العربية بحيث يشمل الجوانب التالية : -

* إصلاح اقتصادي : يبدأ بوضع سياسات اجتماعية للتنمية بمعناها الشامل ويكون هدفها الأساسي الهجوم المباشر على فقر الجماهير وضمان عدالة التوزيع ، والوصول إلى القطاعات والفئات الاجتماعية الأكثر عوزا واحتياجا ، على أن تصاغ هذه السياسات أو تنفذ على أساس نتائج وتوصيات البحث العلمى الاجتماعى .

* إصلاح سياسي : يقوم على أساس تحقيق تحول ديموقراطى حقيقى وبصورة تدريجية وبحيث ينظر الى الديموقراطية بوصفها نظاما لقيم الحرية والعدالة والمساواة والمشاركة والتسامح السياسى والفكرى والقبول بالتعددية ، وكذلك باعتبارها أسلوبا لممارسة السلطة وتنظيم العلاقة بين الدولة والمجتمع ، وذلك من خلال مجموعة من الأطر القانونية والهياكل المؤسسية ، والتأكيد على ضرورة توافر قيم الديموقراطية وممارساتها على صعيد مؤسسات المجتمع ، كالأسرة والمدرسة ، والجامعة و الحزب والنقابة والنادي. . الخ ،والتأكيد على دور الجماهير في التنمية من خلال تعميق المشاركة السياسية والتعبير السياسى والممارسة السياسية وإرساء وترسيخ قيم الديموقراطية والحوار ، ومحاربة الفساد فى كل صوره ومعاقله.

* دور فاعل للدولة : فى مجال السياسة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية بحيث تكون الدولة جهازاً لتحقيق العدالة الاجتماعية ، وتغيير فلسفة العمل الاجتماعى شكلاً ومضموناً من المعالجات الجزئية والفردية والتطوعية الى سياسة شاملة للرعاية الاجتماعية ، تتبناها الدولة وتنظمها وتخطط لها وتشرف على تنفيذها وتتيح فى الوقت ذاته الفرصة للقطاعات الأهلية والخاصة للمشاركة ، ووضع سياسة للضرائب التصاعدية تسهم فى تقريب الفوارق الاجتماعية والاقتصادية وتنفيذها بالجدية اللازمة لتأكيد الثقة فى الدولة وأجهزتها بوصفها المعبرة عن مصالح المجتمع ككل ، بالإضافة إلى تبنى سياسة للأجور توازن بينها وبين الأسعار باستمرار وإتاحة فرص الحياة بشكل عادل ومتكافىء ، وتوجيه وظائف الاقتصاد القومى لخدمة الحاجات الاساسية للجماهير العريضة من اسكان وتعليم ورعاية صحية وخدمات اجتماعية مختلفة ، كبديل عن الهدر فى الاستهلاك الترفى والمظهرى والتفاخرى الذى تمارسه فئات وطبقات معينة.

* دعم دور الاسرة والمدرسة : فى تعميق قيم المشاركة والحوار والديموقراطية ومراجعة نظم التعليم ومؤسساته فى الوطن العربى بما يتيح العناية بتقديم قاعدة معرفية ومعلوماتية لخلق الشخصية المبدعة ، بحيث تتحول المؤسسة التعليمية الى مؤسسة اجتماعية تستهدف إبراز مهارات الطلاب ، وتفتح مواهبهم ، وتنمية قدراتهم على الحوار وتقبل الآخر ودعم المشاركة وتعميق قيم الانتماء والتسامح ، حيث أن اصلاح نظم التعليم وسياساته والاهتمام بالتدريب والتاهيل لخلق قوة عاملة مدربة قادرة على استيعاب التطورات الحديثة المرتبطة بالعولمة يعد أمراً ضرورياً وهاماً فى هذا الاطار.

* إحياء المجتمع المدني ومنظماته : فى مواجهة محاولات بعض الحكومات للسيطره عليه فمع العولمة تنتشر مشكلات الفقر والبطالة والتهميش وتتسع الهوة بين الاغنياء والفقراء وتتصاعد النزعات العرقية والطائفية ، مما يلقى على عاتق المجتمع المدنى مهام كثيرة ومن ثم يشارك الدولة فى تحمل مخاطر العولمة ، كما يجب الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات التى توفرها العولمة فى توفير مصادر المعلومات وتنويعها للمجتمع المدنى مما يسهم فى تقليص فاعلية بعض اليات الدولة للسيطرة على المجتمع المدني ، أضافه إلى ضرورة دعم منظمات حقوق الانسان فى الوطن العربى لكشف ممارسات النظم فى هذا المجال ، ولتحسين سجل حقوق الانسان.

* ضرورة الاهتمام بنقل المعرفة : وذلك بالإفادة من التقدم فى مجال الاتصال ونقل التكنولوجيا ، ففي مجال الاتصال والإعلام لابد من التركيز على مشكلات وحاجات المشاهدين ورغباتهم وعدم المبالغة فى تمجيد النظم والاشخاص لكى تتوفر الثقة فى الإعلام العربي وحتى لا يلجأ المشاهد إلى البحث عن القنوات الأجنبية والتقاطها ، وفى مجال نقل التكنولوجيا لابد من الاهتمام بنقل المعرفة التى تسمح بالتفكير والابداع وليس استيراد الوسائل التى تستخدم لتسهيل الحياة اليومية فقط .

* المقاومة الايجابية للغزو الثقافى : وذلك بالانتقال من المقاومة السلبية المتمثلة فى الانكفاء الثقافى على المنظومات المرجعية التقليدية الى المقاومة الايجابية المتمثلة فى التسلح بادوات العولمة نفسها بتوظيف العلم والتقانة ومحاولة اكتساب الأسس الأزمة لدخول عصر العلم والتى فى مقدمتها امتلاك العقلانية والديمقراطية ، أي الاستفادة من العولمة فى جوانبها الايجابية وفى مقدمتها العلم والتكنولوجيا ، بالإضافة إلى ضرورة حل ازمة العقلانية والشرعية والهوية بحيث يسود فى العالم العربى رؤية للعالم ، تكون عصرية وعلمانية وديمقراطية وقومية وعالمية ، وإعلام عصري قادر على عكس وبلورة هذه الرؤية بما يحقق أمن واستقرار وتقدم المجتمع ، وبما يحقق النظرة التكاملية في معالجة قضايا الأسرة والشباب بالمجتمع على أسس علمية في ضوء برامج وسياسات الرعاية الاجتماعية .

مراجع الدراسة
1- سالم ساري ، خضر زكريا : مشكلات اجتماعية راهنة ، العولمة وإنتاج مشكلات جديدة ، الأهالي للطبع والنشر والتوزيع ، دمشق ، ط 1 ، 2004 م ، ص ص 196-198.

2- ناصر عويس عبد التواب : التحديات المعاصرة التي تواجه الشباب الجامعي وتصور لدور الخدمة الاجتماعية في مواجهتها ، المؤتمر العلمي الحادي عشر كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة القاهرة ، فرع الفيوم ، 2000م .

3- وجدي محمد بركات : المعلوماتية والخدمة الاجتماعية ، المجلس الأعلى للجامعات ، اللجنة العلمية ، القاهرة ، 2003م ، ص ص18-19.

4- محمد عبد القادر أحمد : دور الإعلام في التنمية ، وزارة الثقافة والإعلام ، العراق ، 1982م ، ص 102.

5- إبراهيم إمام : العلاقات العامة والمجتمع ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1981 م ، ص 216 .

6- سامية الخشاب : النظرية الاجتماعية ودراسة الأسرة ، دار المعارف ، القاهرة ، 1987، ص13.

7- محمد منصور حسن : علم الاجتماع التطبيقي ، مركز التعليم المفتوح ، كلية الآداب ، جامعة عين شمس ، القاهرة ، 2002م ص ص 180- 181.

8- محمود عودة : بعض ملامح التحولات الاجتماعية في العقدين الآخرين / منشور في: أسس علم الاجتماع، مكتبة الحرية ، القاهرة ،2001م ، ص ص 342- 347.

9- السيد عبد العاطي وآخرون : الأسرة والمجتمع ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1998م ، المقدمة .

10- ثريا جبريل وآخرون : الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة ، مركز بيع الكتاب الجامعي كلية

الخدمة الاجتماعية ، جامعة حلوان ، القاهرة ، 2002م ، ص ص 43-44.

11- علي ليلة : الشباب العربي ، تأملات في ظواهر الإحياء الديني والعنف ، دار المعارف ، ط2 ، القاهرة ،

1993م ، ص ص 28-33.

12- ماهر أبو المعاطي وآخرون : الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب ، دار الشرق

للطباعة والنشر ، القاهرة ،1999م ،ص 25.

13- محمد علي محمد : الشباب والمجتمع ، الهيئة المصرية للكتاب ، القاهرة ، 1980م ، ص4 .

14- Noel And Rita Timms : Dictionary Of Social Welfare , London , Rutledge , First Published , 1982 , 216 .

15- عبد المنعم هاشم ، نحو منهاج متطور للخدمة الاجتماعية في مجال العمل مع الشباب ، المؤتمر العلمي

الخامس ، كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة القاهرة ، فرع الفيوم ، 1992م ، ص 103.

16- محمود عودة : الطلاب والمشاركة الشعبية في التنمية المحلية ، الأعمال التمهيدية لتقرير التنمية البشرية

2002- 2003م ، المعهد القومي للتخطيط ، القاهرة ، مايو 2002م .

17- عبد الرازق الصافي : القاموس السياسي ، دار الفارابي ، بيروت ، 1987 م ، ص 18 .

18- حليم بركات : المجتمع العربي في القرن العشرين ، بحث في تغيير الأحوال والعلاقات ، مركز دراسات

الوحدة العربية ، بيروت ، 2000 م ) ص ص 191- 201 .

19- أنظر في ذلك :

- عبد الإله بلقزيز : عولمة الثقافة أم ثقافة العولمة ؟ ، العرب والعولمة ، مركز دراسات الوحدة العربية ،

بيروت ، 1998م ، ص ص 308- 312.

- محمد منصور حسن : التحولات الاقتصادية والاجتماعية ومشكلات الأسرة العربية ، منشور في : علم

الاجتماع التطبيقي ، إشراف ، جلال حلمي : مركز التعليم المفتوح ، كلية الآداب ، جامعة عين شمس ،

القاهرة ، 2002م ، ص ص 186-188.

20- سامية الخشاب : شاهد على الأسرة المصرية المعاصرة ، ورقة عمل مقدمة إلى الندوة التاسعة لقسم

الاجتماع ، الأسرة المصرية وتحديات العولمة ، جامعة القاهرة ، 2000م ، ص3 .

21- عبد العزيز الخزاعلة : العولمة والأسرة ، الندوة السنوية التاسعة لقسم الاجتماع ، الأسرة المصرية

وتحديات العولمة ، جامعة القاهرة ، 2002م ص 12 .

22- محمد سعيد فرح : خصوصية الأسرة أمام العولمة ، الندوة السنوية التاسعة لقسم علم الاجتماع ، الأسرة

المصرية وتديات العولمة ، جامعة القاهرة ، 2002م ، ص ص 21 -24 .

23- علي ليلة : تآكل الرفض الشبابي ، تأملات في بداية الألفية الثالثة ، الندوة السنوية التاسعة ، كلية الآداب

جامعة القاهرة ، قسم الاجتماع ، 2000م ، ص ص 7- 14 .

24- محمود عودة : العولمة وثقافة الهامبرجر ، أسس علم الاجتماع ، مكتبة الحرية ، القاهرة ،2004م

، ص ص 354- 357 .

25- محمود عودة : ظاهرة المحمول ، تحليل اجتماعي ، أسس علم الاجتماع ، مكتبة الحرية ، القاهرة ،

2004م ، ص ص 360- 366 .

26- علي ليلة : الشباب العربي ، اهتماماته ومشكلاته ، دار المعارف ، 2003م ،ص ص 78 – 86 .

27- محمد منصور حسن : التحولات الاقتصادية والاجتماعية ومشكلات الأسرة العربية ، مرجع سابق ،

ص ص 197- 202 .

28- باقر سلمان النجار : صراع التعليم والمجتمع في الخليج العربي ، دار الساقي ، بيروت ، ط1 ، 2003م

، ص ص 44- 45 .

29- ماهيناز رمزي : العلاقة بين مشاهدة التلفزيون واغتراب الطفل المصري عن التعليم ، كلية الإعلام ،

جامعة القاهرة ، 1994م ، ص ص 208- 259 .

30- محمود عودة : الواقع الاجتماعي للطفل المصري – تحليل نقدي ورؤى مستقبلية ، المجلس القومي

للطفولة والأمومة ، القاهرة ، 1996م ص ص 25- 36 .

31- انظر في ذلك :

- إجلال حلمي : العنف الأسري ، دار قباء للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1999م ، ص ص 14- 26.

- ظريف شوقي : العنف في الأسرة العربية ، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، القاهرة ،

المجلد الثاني ، 2000م .

32- علي ليلة : الثقافة العربية والشباب ، تأملات في ظروف الانهيار ونشأت الثقافات الفرعية ، القاهرة ،

وزارة التعليم العالي ، 2001م ، ص ص 26- 42 .

33- ياسر البياتي : التأثيرات الاجتماعية المحتملة للتلفزيون على الشباب ، مجلة شؤون اجتماعية ، عدد 90

ص 133 .

34- انظر في ذلك :

- جيروم مانيس : تحليل المشكلات الاجتماعية : ترجمة فتحي أبو العنين ، مكتبة الحرية ، القاهرة ،

1990م ، ص ص 43- 64 .

- Malcolm Specter & John Kitsuse : Constructing Social Problem , California :

Cummings Publishing Company , 1977 , p 75.

35- انظر في ذلك :

- Kennett , Patricia : Comparative Social Policy , Theory and Research , Bucking

ham , Opera University , press 20001 , pp 18 – 25

- عبد الحليم رضا عبدالعال : السياسة الاجتماعية ، أيدلوجيات وتطبيقات عالمية ومحلية ، الثقافة المصرية

للطباعة والنشر ، القاهرة ، 2002م ، ص ص 9 – 20 .

36- رشاد أحمد عبد اللطيف : تنمية المجتمع وقضايا الإعلام التربوي- مؤشرات التنمية بين التطورات

النظرية والممارسة الميدانية ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1995 م ، ص 142 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نحو إستراتيجية عربية لمواجهة تأثير الإعلام المعاصر على الأسرة والشباب
» التّحديّات التي تواجه الأسرة العربية من واقع تأثير وسائل الإعلام على أفرادها
» إستراتيجية التشبيك كمدخل لتفعيل دور جمعيات رعاية الطفولة لمواجهة العنف ضد الأطفال في عصر العولمة
»  إستراتيجية التشبيك كمدخل لتفعيل دور جمعيات رعاية الطفولة لمواجهة العنف ضد الأطفال في عصر العولمة
» تأثير الإعلام على ثقافة الشباب العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: