المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
التلاميذ الجوهري المجتمع التنمية المجتمعات والاجتماعية محمد في التخلف الاجتماع العنف الجماعات البحث موريس التغير اساسيات تنمية كتاب العمل الاجتماعية الجريمة الخدمة الشباب الاجتماعي المرحله الالكترونية
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

  الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Empty
مُساهمةموضوع: الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر    الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالأربعاء ديسمبر 18, 2013 10:00 am

الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر

حسن نيازي الصيفي
المدرس المساعد في قسم الصحافة والإعلام - كلية اللغة العربية بالقاهرة- جامعة الأزهر


لا خلاف بين علماء الاجتماع والتربية على أن الأسرة عماد المجتمع، وإحدى دعائم المجتمع الأكبر وقاعدة الحياة الإنسانية، وأنها إذا أسست على دعائم راسخة فإنها تكون لبنة قوية في بنيان الوطن، أو خلية حية في جسم المجتمع فبصلاح الأساس يصلح البناء.
كما تعتبر الأسرة بشكل عام في أدبيات علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي أحد الجماعات المهمة لكونها جماعة مرجعيةوأوّلية. فهي النواة الأولى في المجتمع.، ولكونها كذلك، فهي حمّالة للقيم وللمعايير الثقافية ومصدر أساسي لبلورة التصورات الاجتماعية حول علاقة الفرد بالآخر ومن ذلك، علاقة المرأة بالرجل.
وتتميز الأسرة بعدة خصائص فهى:-
1- الخلية الأولى في تكوين المجتمع وأكثرها عمومية وانتشارا وهي أساس الاستقرار في الحياة.
2- عمل المجتمع وليست عملا فرديا، وهي في نشأتها وتطورها قائمة على مصطلحات المجتمع مثل الزواج ومحور القرابة في الأسرة والعلاقات الزواجية والواجبات المتبادلة بين عناصر الأسرة وهذه الأمور يحددها المجتمع.
3- الإطار العام الذي يحدد تصرفات أفرادها وتشكل حياتها وتضفي عليها خصائصها وطبيعتها، فهي تهتم أيضا بالوعي الاجتماعي والتراث القومي والحضاري وهي أيضا مصدر العادات والتقاليد وقواعد السلوك.
4- تؤثر وتتأثر بالنظم الاجتماعية الأخرى.
5- وحدة اقتصادية.
6- الوسيط الذي اصطلح علية المجتمع لتحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعية والاجتماعية، مثل حب البقاء وبقاء النوع وتحقيق الدوافع الغريزية والعواطف والانفعالات الاجتماعية.
7- المكان الطبيعي لمنشأ العقائد الدينية واستمرارها.
و قد تعددت مؤسسات التربية في عصرنا الراهن ، وظهر العديد من ملامح عدم التكامل فيما بينها، بل اتضح أن هناك تبايناً بين ما تنقله هذه المؤسسات وما تعمل الأسرة على نقله للأبناء من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.

ولذا تعتبر الأسرة أهم المؤسسات التي يعهد إليها المجتمع بالحفاظ على هويته وضبط سلوكيات أفراده لتأمين استقراره، ويشارك الأسرة في هذا الدور العديد من المؤسسات التربوية التي يتوقع أن تعمل بصورة متكاملة لتحقيق الاستمرار والتوازن للمجتمع.
وظائف الاسرة:
1-الوظيفة الجنسية: التي تنشأ بين الزوجين نفسهما من خلال الإشباع العاطفي بعد الزواج, ويكون هذا عاملا لتدعيم العلاقات الاجتماعية بين الزوجين.
2-الوظيفة الاقتصادية: حيث كانت الأسرة في الماضي تشكل وحدة اقتصادية مشتركة تلقي على كل فرد من أفرادها عبئا اقتصاديا معينا يجب القيام به, إلا أن مظاهر هذه الوظيفة اختلفت الآن من حيث ظهور بعض المهام والمسؤوليات الجديدة، على أساس الحاجة والضرورة في ظل ظروف ماديه صعبة جعلت الأسرة تلجأ لزيادة الدخل.
3-الوظيفة التكاثرية: تعتبر الأسرة المصدر الوحيد لتزويد المجتمع بالأفراد، وكل مجتمع له طقوس خاصة في الاحتفال بمواليده الجدد.
4-الوظيفة التربوية: تعد الأسره هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل مباديء التربية الاجتماعية وقواعد السلوك والقيم، وعليه أن يكتسب التراث الثقافي والاجتماعي السائد فيها .
وتشكل وسائل الإعلام الحديثة، كالفضائيات والانترنت، منافساً للأسرة في وظائفها الثقافية والاجتماعية ودورها في تماسك النسيج الاجتماعي وصيانة الثقافة والهوية الوطنيتين، لا من حيث المعلومات التي توفرها هذه الوسائل لمستخدميها فحسب، بل أيضا من حيث القيم الثقافية التي تتضمنها رسائلها والتي تتعارض، في الأغلب، مع القيم الثقافية والمعايير السلوكية السائدة في المجتمع. وقد انتشرت هذه الوسائل انتشارا واسعا خلال العقد الأخير. . فالكثير من وسائل الاتصال والبرامج الإعلامية، وخاصة تلك الموجهة للشباب، تنمي قيم الاستهلاك التظاهري الترفي وتخلق حاجات وهمية لدى هؤلاء الشباب قد يؤدي اللهاث وراءها إلى الانحراف. ومن جهة أخرى تؤثر الفجوة بين الآباء وأبنائهم في مهارات استخدام هذه الوسائل، وما يتبعها من فجوة في الآفاق المعرفية تأثيراً سلبياً على سلطة الوالدين التقليدية، وخاصة الأب، وتؤدي إلى اهتزاز صورتهما كمصدر رئيسي وأولي للمعرفة[1].
وقد يحد تغير بنية الدور الأسري، وانشغال الوالدين واستقلال الأسرة في السكنى عن الأقارب من الأوقات التي يقضيها الأهل مع الأولاد، كما يؤثر على نوعية التفاعل معهم وكذلك الوسائل المستخدمة في تربيتهم، ويوجد عقبات تواجهها الأسرة في منافسة وسائل الإعلام على تنشئة الأبناء، مع توفر هذه الوسائل بصور مختلفة وتطور أساليب وطرق التأثير التي تمارسها.
-الوظيفة العاطفية: والتي تسعى من خلالها إلى تعميق التفاعل بين الزوجين والآباء والأبناء في منزل مستقل، مما يعني خلق وحدة أولية صغيرة تكون المصدر الأول للإشباع العاطفي لجميع أفراد الأسرة، ويبدو هذا جليا في المجتمعات العربية، فالدين والأخلاق يحثان على المودة والرحمة وصلة الرحم والحب والاحترام، مما يدعو إلى تعميق التفاعل العاطفي بين الأفراد.
ولاشك أن لوسائل الإعلام دور هام في تثقيف الأفراد وتجاوز تأثير اختلاف الثقافات الفرعية التي ينتمون إليها، كما يسهم بعض ما تتيحه من أفكار ومفاهيم في توفير بؤرة ثقافية مشتركة يمكنها أن تساهم في ضبط سلوكيات الأفراد وتوجيهها نحو تحقيق أهداف المجتمع التنموية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي معاً.
وبشكل عام تعد وسائل الإعلام ضرورة حياتية نظرا للاعتبارات التالية:
• بها يتم تماسك البنيان الاجتماعي.
• بها يتم توثيق الصلات بين الحاكم والشعب.
• عن طريقها يتم التعبير عن رغبات الناس وتطلعاتهم.
• تقوم وسائل الإعلام بدور أساسي في تعزيز الاتصال الدولي بين الشعوب وما تنقله من قيم مختلفة عبر الحدود إلى الأمم.
إلا أنها تعد سلاحا ذا حدين،فهي قوة ايجابية داخل المجتمع،حيث:
• تعمل على تماسكه وتدعيم بنائه.
• تعبر عن قضاياه وتكشف عن ألوان الفساد والمحاباة والانحراف.
• تساهم في دفع عجلة التنمية فيه.
كما أنها قوة سلبية إذا لم يحسن استخدامها،حيث:
• قد تعمل على تخريب المجتمع، وتفتيته، وتحطيم معنوياته، وتشويه شخصيته الوطنية بغرس قيم غريبة فاسدة.
• تقديم صور من النماذج الغريبة للاحتذاء.
وظائف وسائل الإعلام في المجتمع
حدد لازارسفلد و مورتون Lazarsfield & Morton الوظائف التى تضطلع بها وسائل الإعلام في المجتمع فيما يلي:
1. الوظيفة التشاورية: خدمة القضايا العامة والأشخاص والتنظيمات .....
2. وظيفة تقوية الأعراف الاجتماعية: فضح وكشف الانحرافات عن الأعراف الاجتماعية وذلك بتعرية هذه الانحرافات للرأي العام.
3. الوظيفة التخديرية: زيادة مستوى المعلومات تحوّل معرفة الناس الى معرفة سلبية.
وبالنسبة لوظيفة ترابط المجتمع ونقل تراثه،تعد وسائل الإعلام:
• السبيل الوحيد إلى ترابط المجتمع
• تربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض
• تربط أفراد المجتمع بعضهم بالبعض الآخر
• تربط الشعب بحكومته
• نقل تراث الشعب وقيمه وعاداته وتقاليده ولغته
• تجعل المجتمع قادرا على الحفاظ على تماسكه ووحدته.
ومن أنواع التأثيرات التي تحدثها وسائل الإعلام في الأفراد وتتضمن جوانب سلبية وأخرى إيجابية:[1]
أ- تغيير الموقف أو الاتجاه ولا يقتصر ذلك على الأشخاص والقضايا بل يشمل بعض القيم وأنماط السلوك، حيث يتغير الموقف أو الاتجاه من حالة المودة إلى حالة العداء، ومن حالة الاستهجان إلى القبول أو التقدير.
ب- التغيير المعرفي ويكون أكبر تأثيراً من تغيير الاتجاه حيث يغير طبيعة إدراك الأشخاص للحياة من حولهم، وقد يطرح أساليب مختلفة للنجاح قد لا تتفق مع الواقع والمفاهيم السائدة.
ج- التنشئة الاجتماعية حيث تسعى جميع الرسائل الإعلامية إلى إزالة قيمة وتثبيت أخرى، أو ترسيخ وضع قائم، ومنع آخر، ويحدث ذلك من خلال ما تطرحه من نماذج قد تتعارض مع متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تسعى الأسرة لجعل الأولاد يتكيفون لمطالبها وللأحكام التي تضبط أساليب تحقيق الاحتياجات.
د- الاستثارة العاطفية تتعمد وسائل الإعلام استثارة مشاعر السخط والتمرد والكراهية والولاء من خلال تركيزها على مشاهدالعنف وإثارة الغرائز، وذلك ليسهل توجيهها الوجهة التي تتيح التحكم بأفكار وأفعال الأفراد.
هـ الضبط الاجتماعي ويحدث ذلك من خلال تشكيل رأي عام واتجاهات موحدة نحو موقف أو قيمة أو سلوك بحيث تصبح جزءا من ثقافة المجتمع التي تشكل مصدر ضوابطه.
و- صياغة الواقع حيث تعمد وسائل الإعلام إلى إبراز جوانب من الواقع وإغفال أخرى، بحيث يبدو أن ما يظهر فيها معبراً عن الحقيقة وواقع الحياة والمجتمع، كما تحدد الصورة النمطية للمواقف والأشخاص، والأدوار، وقد تكون الصورة مثالية غير واقعية أو فيها تضخيم لأحداث، أو تقليل من شأنها.
ز- تكريس الواقع ويحدث من خلال تزكية وتمجيد أوضاع قائمة أو أفكار سائدة، أو نماذج وشخصيات معينة.
وقد أصبح العالم في عصر العولمة واللامركزية وما شهده من تطورات هائلة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والسماوات المفتوحة أشبه بقرية صغيرة وأصبحت الدول النامية تواجه اشكالية التعايش والتفاعل مع هذا العالم المتغير، من خلال تعليم وتأهيل الانسان القادر على التفاعل الايجابي والتعامل الواعي مع هذه التطورات ومحاولة تحقيق العدالة الصعبة التي تقتضي التعامل مع تحديات العولمة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الهوية الثقافية لهذه المجتمعات.
والواقع ان القضايا والاشكاليات التي تطرحها العولمة على عملية التنشئة الاجتماعية ودور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة لم تلق الاهتمام الكافي من البحث والدراسة، فمن الثابت ان العولمة تسهم في زيادة التباعد والتفاوت الاجتماعي الاقتصادي والتعليمي والمعرفي بين الناس، كما ان الآثار الاقتصادية المصاحبة للعولمة قد تدفع الحكومات في العالم الثالث إلى خصخصة بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالاعلام والتعليم أو على الأقل بعض المدارس والجامعات، وبالتالي تحجيم الرؤى التربوية، وفوق كل شيء تحديد رؤية الأهداف التربوية، اذ تصبح الأهداف الانسانية والثقافية والاجتماعية للتعليم على وجه الخصوص ثانوية بالنسبة للمعايير ذات الطابع الاقتصادي.
ومثل هذه التحولات اضافة إلى انفجار ثورة الاعلام والمعلومات والتدفق الحر للأخبار والمعلومات والصور والرموز عبر الحدود، سيؤدي إلى اضعاف بعض الأدوار التي كانت تقوم بها الدولة والأسرة في عملية التنشئة[2] و اختصار مساحات الزمان والمكان حتى أصبح ما أطلق عليه مارشال ماكلوهان "القرية العالمية “The global village حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها.. مع إمكانية تعديل هذا المفهوم ليتسق بشكل أكثر مع الواقع إلى "الفندق العالمي The global hotel" حيث إن القرية يتواصل سكانها ويتعارفون وجها لوجه، وتحكمهم مجموعة من المعايير والعادات والتقاليد والقيم، بينما نزلاء الفندق يعيشون في عزلة عن بعضهم البعض، ويزداد اغترابهم داخل الفواصل الحجرية. بينما يغرقون في طوفان من المعلومات الناقصة والمشوهة داخل حجراتهم المغلقة عبر مجموعة من الأجهزة التي تنقل لهم رسائل مصنعة عن بعضهم البعض دون خبرة مباشرة
ورغم ما يتيحه التدفق الاعلامي والمعلوماتي لافراد الأسرة العربية من فرص للتعرف على العالم الخارجي والتعلم واكتساب خبرات جديدة، إلا أن هناك عددا من المخاطر والتحديات ترتبط اساساً بأن أغلب ما يبث عبر الفضائيات العربية والأجنبية هي برامج ومضامين واعلانات مستوردة من الخارج، كذلك فان العاب الاطفال الالكترونية مستوردة، والثابت ان البرامج والمضامين وألعاب الأطفال المستوردة تتوافر فيها عناصر الجودة الفنية والابهار مما يجعلها تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة اذا ما قورنت بالبرامج المنتجة محلياً أو عربياً لكن البرامج والمضامين المستوردة تحفل بالعنف والاثارة والجريمة، الأمر الذي يعني ان الأطفال داخل الأسرة العربية يتعرضون خلال ساعات المشاهدة لافكار وقيم وتقاليد بعيدة عن الواقع العربي والثقافة العربية، مما ينتج عنه نوع من الازدواجية والتناقص بين واقعهم المعاش وبين الواقع المتخيل أو المنقول لهم عبر شاشات التليفزيون ومن قنوات عربية أو أجنبية .
والمشاهد أن هناك نمطين أساسيين من الفضائيات التي يمكن أن تكون لها انعكاسات سلبية.
l فضائيات غربية وعربية تجارية معبّرة عن نماذج لسلوكيات بعيدة تكرس سلطة الجسد بامتياز وتوظف جسد المرأة بامتياز ليكون موضوعا للإغراء.
l فضائيات دعوية وتوجيهية تكرس انغلاق الفكر وتقوقع الذات وتدعو إلى قيم تتناقص جوهرا ومضمونا مع الخيارات والمشاريع المجتمعية التحديثية.
كيف يمكن لنا إذن، أمام هذه الموجات أن ننشر ثقافة المساواة وثقافة حقوق الإنسان؟ وما هي الأدوار التي ينبغي أن تلعبها مؤسسات المجتمع؟
لا شك أن فيض الأفكار والصور والرموز المرتبطة بثقافات غير عربية والذي يصل للصغار عبر التليفزيون لن يدعم من عملية التنشئة الاجتماعية التي يقوم بها الوالدان، بل سيمثل عوامل تهديد وخطر.
على مستوى آخر فان كثرة استخدام الأطفال للتليفزيون والفيديو سواء للمشاهدة أو اللعب تؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي بين الطفل ووالديه، بل بين الطفل نفسه واخوانه واخواته، وطوال العقدين الماضيين تراكمت الأدلة على وجود علاقة بين المشاهد التلفزيونية والتحصيل الدراسي، فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتليفزيون، انخفض تحصيلهم الدراسي، كما كان للتليفزيون تأثير سلبي على تبادل الأحاديث والتفاعل بين أفراد الأسرة، ولعب التليفزيون دوراً مهماً في تفكيك الأسرة الأمريكية من خلال تأثيره في العلاقات الأسرة، وتسهيله انسحاب الأبوين من القيام بدور فعال في التنشئة الاجتماعية لاطفالهم، وفي حلوله محل الطقوس الأسرية والمناسب الخاصة،
إن الواقع يشهد أن هذه التطورات كان لها الكثير من التأثيرات السلبية على حياة الإنسانية ومستقبلها، وحتى في الغرب فقد ظهرت مصطلحات جديدة تصف حالة متميزة للإنسان وللمجتمع في التاريخ من أهمها المجتمع الإلكتروني Electronic Society والمواطن الرقمي digital citizen .
إن هذه المصطلحات تحمل في طياتها دلالات مهمة تشير إلى تضاؤل قيمة الإنسان بكل ما حمله على ظهره من تاريخ وحضارة، وما يحمله في قلبه من هموم وشجون وأحلام وأشواق. بحيث تحول إلى إنسان رقمي يتلقى بشكل سلبي ما تقدمه له وسائل الاتصال الحديثة من رسائل تم تصنيعها لتؤثر على قراراته واتجاهاته ونمط حياته.
أما المجتمع فانه يتحول إلى مجتمع إلكتروني يتواصل أفراده فقط عبر وسائل الاتصال الحديثة، فيسهل على لوردات القرية العالمية طبقا لتعبير ماكلوهان أو مديري العقول طبقا لتعبير شيلر في الفندق العالمي أن يخزنوا في ذاكرته كما غير محدود من مضمون ذي نوعية رديئة، وهنا تذوب هوية المجتمعات، وتضيع ذاتيتها الثقافية وتمايزاتها الحضارية في طوفان العولمة الذي يفرض ثقافة أحادية هي بالتأكيد ليست في صالح البشرية، فالواقع يشهد ويؤكد أن مجموعة من الشركات عابرة القارات Multi- national corporation قد سيطرت على الإعلام الدولي بكل ما فيه من تطورات تقنية، ومن خلال هذه السيطرة تقوم باستعمار العالم إعلاميا وثقافيا واقتصاديا، وهي لم يعد بإمكانها أن تسيطر اقتصاديا إلا عبر السيطرة على وسائل الاتصال الحديثة بكل تقنياتها المتطورة، وهي تفرض عبر هذه السيطرة ثقافة غربية ضيقة الأفق تنظر للإنسان كهدف اقتصادي.. كعامل وكمستهلك،ونشر ثقافة الاستهلاك، عبر آلية الإعلان وحب التملك والمحاكاة وتقليد الآخرين تتجسد في الواقع العربي فيما يخلق ضغوطاً اقتصادية وثقافية على معظم الأسر العربية حتى الميسورة منها حيث تظهر رغبات واحتياجات مصطنعة أو غير ضرورية إلا أنها تتحول عبر آلية الإعلان وتفشي قيم الاستهلاك والرغبة في تقليد الآخرين إلى احتياجات ومطالب يرفعها الصغار داخل الأسرة مما يرهق كاهل الأبوين مادياً أو معنوياً، والإشكالية هنا إلى أن الفهم الاستهلاكي لا نهاية له، وبالتالي فانه يخلق ضغوطاً اقتصادية مستمرة، الأمر الذي قد يثير توترات في عملية التنشئة الاجتماعية وفي العلاقة بين الوالدين والصغار، من هنا ضرورة أن يحرص الوالدان على مناقشة الأبناء بشأن جدوى ومصداقية الإعلانات، وجدوى السلعة أو الخدمة التي يرغبون في الحصول عليها، مع تعليم الصغار قيم القناعة والرشد في الاستهلاك والاكتفاء، والقدرة على الاستغناء والأهم إن يكون سلوك الوالدين الاستهلاكي قدوة ونموذجا يحتذي أمام الصغار.
وفي هذا السياق ظهر أحد أهم تعريفات العولمة باعتبارها تكثيفا للعلاقات الاجتماعية على مستوى العالم بطرق تجعل الاحداث تتشكل بفعل الأحداث التي تقع على مسافة بعيدة والعكس صحيح، وفي هذا الاطار ازدادات قوة الشركات متعددة الجنسيات، بينما تقلصت سلطة الدولة القومية .
وكان من الطبيعي في ظل هذه الأوضاع ان تنشط الجريمة المنظمة عابرة الحدود وتتخذ اشكالاً جديدة، وتعتمد على وسائل تتناسب مع آثار وتداعيات العولمة، لقد استغلت عصابات المافيا الدولية حالة الفوضى والاضطراب في بعض مناطق العالم، وانطلقت تعمل بحرية وتوسع دائرة اعمالها تحت شعارات العولمة والتجارة الحرة، وتحصد عصابات المافيا مئات المليارات من الدولارات القذرة من الاتجار بالمخدرات والسلاح والعمولات والتهريب والدعارة والتزييف وغسيل الأموال وسرقة السيارات وتجارة وتهريب التكنولوجيا وسرقة واعادة بيع المؤلفات الفكرية علاوة على الاتجار غير المشروع في الاعضاء البشرية والاتجار غير المشروع في المواد النووية، وجرائم الحاسوب، ومع ذلك توجد صعوبة بالغة في تسجيل احصاءات الجريمة المنظمة، وهو ما دعا الدول المشاركة في المؤتمر الوزاري المعني بالجريمة المنظمة بالتوصية بأن تقوم كل دولة بانشاء مكتب خاص Clearing House يتولى مسؤولية تلقي المعلومات والبيانات الكافية والضرورية عن الجريمة المنظمة.
ولا يتسع المجال للتعرض تفصيلاً للأنشطة الاجرامية التقليدية والمستحدثة لعصابات الجريمة المنظمة، لكن تكفي الاشارة إلى أن بعض انشطة هذه العصابات تمثل تهديدات قائمة للأسرة العربية، والصد تحديداً الجماعات الارهابية وعصابات الاتجار بالمخدرات والجنس، خاصة الاتجار بالجنس عبر شبكة الانترنت وشبكات الاتصال الدولي، والتي تستهدف الاطفال عرضة للاغراءات الرخيصة
والأساليب غير المباشرة التي تتبعها عصابات الجريمة المنظمة وشركاؤها المحليون.
ولا شك ان تفعيل دور الأسرة العربية في خفض الطلب على المخدرات والوقاية منها، وكذلك الوقاية من المخدرات، ومن اغراءات الجنس التخيلي عبر الانترنيت والهاتف وغيرها من جرائم الانترنت اصبح ضرورة ملحة، وقد أثبتت البحوث والدراسات ان أهم اسباب تعاطي او ادمان الابناء للمخدرات تتمثل في وجود تاريخ للتعاطي أو الإدمان داخل الأسرة، والانهيار الأسري نتيجة الطلاق أو الهجر بين الأبوين أو وقوع خلافات شديدة واستمرارها بشكل مزمن واختلال الانضباط في الأسرة وضعف الوازع الديني، وصحبة أقران متعاطين أو مدمنين، وتدخين السجائر قبل بلوغ سن 12 سنة، والظروف السيئة في بية العمل، وأخيراً سجل سيىء في العمل أو في المدرسة.
ومن تأمل هذه الأسباب يمكن وضع ارشادات أو مقترحات أمام الأبوين لمتابعة الأبناء وسد منافذ الاغراء ونقاط الضعف التي قد تؤدي بهم إلى التورط في المخدرات أو أي انحرافات أخرى، شرط أن يعي الأبوان بمركزية وأهمية دورهما، وبضرورة ان يتم الاشراف والتوجيه بأساليب تربوية تعتمد الحوار والنقاش بدلاً من أسلوب التلقين.
الآثار السلبية لصناعة الاتصال الحديثة على الأسرة والتنشئة الاجتماعية(1)
أولا: تأثير تطور صناعة الاتصال على الأسرة:
فمنذ بداية حياة الإنسان على هذه الأرض، كانت الأسرة يتم تشكيلها وفقا لمجموعة من الثوابت والمعايير والقيم والأعراف والتقاليد التي استمدها الإنسان من خلال التوجيه الإلهي، ومن خلال ما توصل له بعقله وخبرته في الحياة عبر التاريخ. لذلك كانت عملية تشكيل الأسرة، من المجالات الرئيسية لاهتمام الديانات السماوية، وقد جاء الإسلام باعتباره الرسالة السماوية الخاتمة بمنظومة قيم وثوابت ومعايير لعملية بناء الأسرة فالزواج هو البداية الشرعية الوحيدة لعملية البناء، وحرم الإسلام أي أشكال أخرى للعلاقات بين الرجل والمرأة،وقد ظلت المجتمعات الإنسانية بشكل عام تحرص على هذا الشكل حتى العصر الحديث حيث بدأ التخلي تدريجيا عنه في المجتمعات الغربية لصالح أشكال أخرى مثل الصداقة، وكان ذلك نتيجة مباشرة لعملية الرسملة والعلمنة التي سيطرت على هذه المجتمعات، واقترن ذلك بإثارة السعار الجنسي وسيادة نوعية من الثقافة الهابطة التي ترتكز بشكل أساسي على الإباحية والإغراء الجنسي، وإثارة الشهوات. ولا شك أن وسائل الاتصال قد أسهمت بكل تطوراتها الحديثة في نشر هذه الثقافة ، وخاصة في ظل تزايد سيطرة الدول الغربية وشركاتها عابرة القارات على هذه الوسائل، وجاءت العولمة بكل معطياتها في التسعينيات لتكريس السيطرة الغربية على تدفق المنتجات الإعلامية والثقافية في العالم من ناحية، ولتزيد من إمكانيات نشر وتكريس وسيطرة الثقافة الغربية على العالم.
بالإضافة إلى ذلك فإن السيطرة الغربية على حركة الإعلام الدولي ووسائله الاتصالية قد قللت من قدرة الثقافات الأخرى على المواجهة، وعلى تقديم نماذج مضادة لما تقدمه الثقافة الغربية المسيطرة،ولاشك ان المسلمين إذا استطاعوا أن يحافظوا على الشكل الإسلامي للأسرة فانهم يمكن أن يجنوا الثمار الطيبة لهذا الإنجاز الحضاري.
المشكلة الثانية: تأثير تطور وسائل الاتصال الحديثة على الأسرة
منذ بداية حياة الإنسان على الأرض كان الاتصال المباشر Face to Face Communication هو الشكل الوحيد للاتصال داخل الأسرة وهذا الشكل الذى يؤدى إلى زيادة التآلف والترابط داخل الأسرة، والمشاركة الفعالة، والمناقشة واكتشاف المواهب وتوجيهها، وصقل القدرات، ونمو الشخصية،وقد أدى تطور وسائل الاتصال الجماهيرية الحديثة بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل ضغوط الحياة المختلفة وعمل المرأة، وانشغال الأب في أعمال متعددة، إلى التقليل من فرص الاتصال المباشر حيث أصبح أفراد الأسرة يقضون ساعات طويلة في تلقي الرسائل الاتصالية الجماهيرية عبر وسائل الاتصال ، مما ادى الى تزايد حالات الطلاق نتيجة انشغال الأزواج في متابعة الإنترنت،وبالتالي فان التحدي الذي يواجه المجتمعات الآن هو كيف يمكن تحقيق التوازن بين الاتصال الجماهيري من ناحية والاتصال المباشر من ناحية أخرى؟
المشكلة الثالثة: صورة الأسرة ككل وصورة كل فرد من أفرادها
فقد ركزت وسائل الاتصال على تقديم المرأة في الدراما كسلعة جنسية، ولاشك أن ذلك يتنافى مع الكرامة الإنسانية للمرأة كما أدى ذلك التصوير أدى إلى تزايد حالات العنف ضدها بشكل أساسي في المجتمعات الغربية،وفي الوقت نفسه فان تصوير المرأة كأم تقدم قصصا متميزة للتضحية من أجل أبنائها قد تناقص في الدراما أو على الأقل لا يمكن مقارنة هذه الصورة بصورة المرأة كسلعة جنسية التي تقدم بشكل واسع.
يضاف إلى ذلك أن الدراما تركز بشكل أساسي على قصص الحب، دون أن تحتوي هذه القصص على مضمون إنساني فهي قصص كثيرا ما تتسم بالتفاهة والسطحية، فلا نجد على سبيل المثال صورة المرأة التي تحب رجلا لأنه صاحب قضية أو يسعى لتحقيق هدف إنساني متميز ، وفي معظم الحالات نجد صورة الرجل المحبوب تركز على صفات جسدية، أو على النجاح المادي أو الغنى والثروة، والأناقة، وهو ما يعنى أن الدراما قد أصبحت تصور الرجل أيضا كسلعة جنسية، وهذا يمثل امتهانا للكرامة الإنسانية، وهذا التصوير غالبا ما يؤدي إلى الإحساس بالعجز والدونية عند الكثير من الشباب الذين لا يمتلكون مثل تلك الصفات المادية والجسدية بالرغم من أنهم قد يكونوا يمتلكون صفات عقلية ونفسية تشكل مؤهلات أرقى وأجمل بكثير من تلك المؤهلات المادية. ومن هنا فإن الإنسانية تقع ضحية للتصور الغربي المادي للعلاقات الإنسانية.
ويرتبط تصوير علاقات الحب في الرسائل التي تقدمها وسائل الاتصال الجماهيرية بتشجيع التمرد على سلطة الأب أو الأم، وتصوير مواقف الآباء والأمهات الملتزمة بمنظومة القيم الدينية والاجتماعية على أنه يمثل الرجعية والتخلف والعقليات غير المسايرة للعصر وعدم الواقعية، بينما يمثل تمرد الأبناء خاصة البنات على رأي الآباء ومواقفهم العصرية والواقعية، ، وغالبا ما يقترن هذا بتصوير الأب بصورة المستبد الجاهل المتمسك بعادات وتقاليد عتيقة لا تناسب الواقع،مما
أدى إلى اهتزاز صورة الأب، وتناقص التقدير والاحترام الذي كان يحيط بصورته طوال التاريخ.
ثانيا: تأثير وسائل الاتصال الحديثة على التنشئة الاجتماعية
أدى تطور وسائل الاتصال الجماهيري في هذا العصر إلى أن يصبح الاتصال الجماهيري من أهم مصادر التنشئة الاجتماعية، ويبدأ الطفل التعرض لوسائل الاتصال الجماهيرية (التلفزيون بشكل رئيسي) قبل أن يتعرض للمؤسسات التعليمية، ويستمر تعرضه لوسائل الاتصال الجماهيرية بعد أن يتخرج من الجامعة وحتى نهاية عمره.
ومن هنا فان الدور الذي تلعبه هذه الوسائل أصبح يفوق دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والاجتماعية، كما انه من غير الممكن ضبطها وتوجيهها ذلك لأن غالبية هذه الوسائل تنقل ثقافات من خارج المجتمع، كما يسعى عدد كبير منها لتحقيق أهداف ومصالح تجارية لأفراد ومؤسسات لا تعير اهتماماً لمختلف المعايير والقيم الأخلاقية التي تميز ليس فقط ثقافة المجتمع بل عناصر مشتركة في أديان وثقافات مختلف المجتمعات الإنسانية.
فبينما يتوقع أن تساهم وسائل الإعلام في تشكيل بؤرة ثقافية يجتمع حولها أفراد المجتمع تساعد على تحقيق أهدافه، نجدها من خلال العديد من القنوات الفضائية تتيح ما من شأنه الاختلافات في الأفكار والسلوكيات بل وفي القيم التي يعتبر الاختلاف فيها من أهم عوامل ومصادر الصراع وعدم التكامل.
بل إن الاختلافات فيما تبثه وسائل الإعلام من أفكار ومفاهيم يوجد قدراً من اللامعيارية التي يهدد انتشارها نسق قيم المجتمع ليس فقط المحلي بل الإنساني ككل.
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية تأثير وسائل الإعلام على الأفراد في مجالات مختلفة، كما أكدت نتائج عدد من الدراسات أهمية الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام في توجيه السلوك، وتشكيل الإدراك. إلا أن غالبية هذه الدراسات تميل إلى تجاهل المحيط الاجتماعي الذي يتم خلاله التأثير من وسائل الإعلام على أفراد الجمهور المتعرضين لها، فكما تؤكد النظرية الاجتماعية النفسية فإن سلوكيات الأفراد ليست مجرد ردود أفعال للمواقف بل هي ناتج لقدرتهم على إدراك معاني الرموز وتفسير الواقع أو المواقف[3].
تؤكد لنا النظريات الاجتماعية النفسية أهمية الوعي والإدراك، باعتباره الوسيلة التي نفسّر بها كل ما نتعرض له ونواجهه في محيطنا تفسيراً يشكل طبيعة تأثرنا به واستجابتنا له.
وقد انتقدت هذه النظريات في اعتبارها أن الإنسان قادر على تفسير الأمور تفسيراً منطقياً يحقق له المنفعة، ذلك أن موجهات الفعل والإدراك تختلف أهميتها من جماعة لأخرى ومن شخص لآخر، ولذلك نتوقع أن تختلف طبيعة إدراك وتفسير الأسر لما يتوفر من وسائل للاتصال الجماهيري، ويتيح ذلك أن توجد أسر لا تمنح أهمية للقيم والأعراف الاجتماعية وبذلك لا تهتم لإتقان دورها في نقل هذه القيم والمحافظة عليها فلا تهتم بما يؤثر على تربية الأولاد وتتيح لهم أن يتعرضوا لكافة المؤثرات في محيطهم أو حتى خارج مجتمعاتهم، وفي المقابل قد توجد أسر تمنح وزناً كبيراً للقيم وللتقاليد والأعراف الاجتماعية وتحرص على نقلها للأولاد فتعمد لتجنب كل ما ترى أن من شأنه إضعاف هذه القيم أو الحد من تأثيرها على السلوك، وقد تبالغ في ذلك بعزلهم عن محيطهم الاجتماعي والثقافي خارج نطاق الأسرة، ويمثل النموذجين صوراً متباينة لعملية التنشئة الأسرية.
وإن كان التجنب والتحاشي من خصائص العلاقات مع الأمور التي تضطر للتفاعل معها ، فإنه قد يكون متعذراً فيما يختص بالعلاقة مع وسائل الإعلام لانتشارها وتعدد أشكالها وتعرض الأولاد لها في مؤسسات التعليم، أو عن طريق غير مباشر بما يسمعونه من أقرانهم من أحداث تصلهم في صورة أكثر تشويقاً وإثارة.
العنف الأسرى
يقوم العنف الأسري في الأغلب على التمييز القائم على النوع الاجتماعي والسن؛ وإن كان الأول هو الأخطر بسبب ديمومته. ويرتبط التمييز، وخاصة القائم على النوع الاجتماعي، بصور نمطية مستندة إلى رؤية ثقافية للأنوثة والذكورة، بالإضافة إلى فهم محدد لعملية التنشئة الاجتماعية، مما يعطي الذكور حق تعنيف الإناث، والكبار حق تعنيف الصغار. تشير الدراسات القليلة والمحدودة التي أجريت إلى أن الضحايا الأساسيين للعنف الأسري هم الإناث: الزوجة والإبنة والأخت والأم، ثم الأطفال من الجنسين
ويعد العنف الأسري من أخطر أنواع العنف لما له من آثار بعيدة المدى من الناحيتين النفسية والاجتماعية ولا تقتصر آثاره على النتائج المباشرة بل تتعداه إلى نتائج غير مباشرة تتمثل في علاقات القوه غير المتكافئة داخل الأسرة والتي تحدث خللاً في نسق القيم واهتزاز في نمط الشخصية، خاصة عند الأطفال المراهقين سواء داخل الأسرة أو خارجها.
أما أهم أشكال العنف فهي [2]:-
1 العنف الجسدي:- ويتضمن الضرب والإيذاء البدني، وعادة ما يصاحب العنف الجسدي عنف نفسي .
2 – العنف النفسي: ويتضمن توجيه الإهانات والتهديد والاعتداءات اللفظية والحط من مكانة الآخرين، وهذا العنف غير واضح بشكل مباشر إلا أن نتائجه يمكن ان تلاحظ لاحقاً من خلال تصرفات معينه مثل الخوف الدائم والشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس والإحباط والتفكير بالانتحار .
3 - العنف الجنسي :- ويتضمن كافة الاعتداءات والتحرشات الجنسية، ويعتبر هذا العنف من اخطر أنواع العنف والذي يرافقه عنف نفسي له أبعاد طويلة المدى تؤثر على شخصية الفرد وتوازنه النفسي.
ومن أهم الأسباب والعوامل المؤدية إلى العنف فهي :-
1 - العدوانية الغريزية للطبيعة البشرية : حيث يرجع الكثيرين هذا العنف إلى غريزة فطريه في الطبيعة البشرية والتي تجعل من البشر أكثر ميلاً إلى العنف وتقوي لديه الرغبة في السيطرة على الآخرين.
أما التفسير السيكولوجي فيعزو العنف إلى أسباب نفسيه كافيه في داخل الفرد دون الاهتمام بالبيئة المحيطة أي أن العنف موضوع نفسي لا اجتماعي .
2 - العوامل الذاتية :- حيث ذكر عالم الاجتماع الأمريكي وايت بان الحروب لا تندلع بسبب النزاعات الاجتماعية والعسكرية بل بسبب سوء التفاهم المتبادل بين طرفي النزاع.
3 - الأسباب الفسيولوجية والعصبية : حيث ترجع مشكلة العنف إلى سلوك الفرد في الحياة الاجتماعية حيث يمكن اعتبار العدوانية البشرية إلى فعل سلوكي صفته المميزة استعمال القوة من اجل إلحاق الخسارة والأذى بالآخرين.
4 - الآثار السلبية للتقدم التكنولوجي من حيث تأثير وسائل الإعلام المختلفة في إثارة وتغذية الصراعات والمشاكل .
فمما لاشك فيه أن الأسرة اليوم لم تعد قادرة على أداء وظائفها بل وتغيرت كثيراً من بناءها ودخلت قوى أخرى لعل أهمها وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة والبطالة وارتفاع معدل الاستهلاك الترفيهي والتغيرات السياسية في المجتمع، كل هذه التغيرات تركت آثاراً سلبية، حيث أصبحت ثقافة العنف التي تشربها منذ أن كان طفلاً من خلال هذه الوسائل وأصبح العنف جزءاً من مخزونه النفسي والعقلي والاجتماعي من اجل التنفيس عما يدور بداخله من انفعالات.
دور وسائل الاعلام في التصدي لظاهرة العنف :
تستطيع وسائل الاتصال بأشكالها المختلفة أن تتصدى لظاهرة العنف الاسري بأشكالهالمختلفة. ولنبدأ بالدور التوعوي والتثقيفي لهذه الوسائل. في الواقع، فان الحديث عنالجهود التوعوية – التثقيفية يقودنا للوقوف أمام فرضيتين أساسيتين هما[3]:
الفرضية الاولى: وهي فرضية الاتجاه السلبي، تدعي هذه النظرية بأن وسائل الاعلامتساهم في انتشار العنف وذلك من خلال المضامين التي تضعها في متناول الجمهور من خلالالتلفزيون والصحف والمجلات والفيديو والافلام السينمائية – الخ.
لذا يطالب أصحاب هذه الفرضية برقابة مشددة على المحتويات الاعلامية العنيفةكالإساءة للمراة، أو الطفل، أو كبار السن، أو أي فرد من أفراد الاسرة، كما أنهميرون أن التخطيط البرامجي الهادف مع الرقابة قادران على تحويل وسائل الاتصال الىادوات فعالة لمواجهة العنف الأسري.
وأما الفرضية الثانية، وهي فرضية الاتجاه النشط أو المشارك، فيتعدى تصورها نطاقالرقابة والبرمجة البناءة ليصل الى حد مساهمة وسائل الاعلام ومشاركتها المباشرةوالصريحة في التصدي لمشكلة العنف الاسري وذلك من خلال جهود توعوية مدروسة ومتكاملةيتم تنفيذها في إطار سياسة وطنية. وهذا يعني أن وسائل الاعلام يمكن استغلالها عنطريق الحملات الاعلامية التي تسعى الى استبدال المعلومات الخاطئة حول مفهوم العنف،ومخاطره وآثاره على الاسرة والمجتمع بمعلومات حقيقية ودقيقة وذلك باستخدام وسائلإعلامية مخصصة لهذه الغاية.
وللتفاعل الواعي مع وسائل الإعلام ستة أبعاد أو مؤشرات يفترض أن تعمل بصفة متكاملة وهي:
1- الاعتراف بوجود جوانب سلبية وإيجابية لتعرض أعضاء الأسرة لوسائل الإعلام.
2- إدراك استحالة تجنب تعرض الأولاد لوسائل الإعلام بصورها المختلفة بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
3- إدراك أهمية الأخذ بأساليب تربوية متعددة ومتكاملة لمواجهة تأثير هذه الوسائل بصفة سلبية على الأبناء.
4- وجود قدر من الاتفاق بين الوالدين في النظرة إلى وسائل الإعلام وفي أساليب التعامل معها.
5- الاهتمام بتوفير الدعم العاطفي للأولاد كوظيفة مكملة لمهام التنشئة الاجتماعية.
6- مقاومة عرض كل ما يتعارض مع القيم الدينية والاجتماعية والقواعد الأخلاقية الإنسانية سواء في وسائل الإعلام المحلية أو العالمية، والمشاركة الفعالة في مضمون وأساليب الرسائل الإعلامية.


تأثيـر وســائل الإعـلام








مقاومة عرض كل ما يتعارض مع القيم الدينية والاجتماعية والقواعد الأخلاقية الإنسانية والمشاركةالفعالة في مضمون وأساليب الرسائل الإعلامية


الاهتمام بتوفير الدعم العاطفي للأولاد كوظيفة مكملة لمهام التنشئة الاجتماعية


إدراك أهمية الأخذ بأساليب تربوية متعددة ومتكاملة لمواجهة تأثير هذه الوسائل بصفة سلبية على الأبناء الإعلام


إدراك استحالة تجنب تعرض الأولاد لوسائل الإعلام بصورها المختلفة


الاعتراف بوجود جوانب سلبية وإيجابية لتعرض أعضاء الأسرة لوسائل الإعلام


وجود قدر من الاتفاق بين الوالدين في النظرة إلى وسائل الإعلام وفي أساليب التعامل معها






التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام







ولترجمة ذلك إلى واقع عملي يمكن القول بأن الوالدين يحتاجان للقيام بهذا الدور وحماية العائلة من تأثير الإعلام السلبي إلى:
- العزم على استغلال الوقت لفلترة ما يرد للمنزل عبروسائل الإعلام المتعددة
- فهم وإدراك القيم والعادات التي يريدان غرسها فيأبنائهما.
- الرغبة الملحة في حماية الأطفال من الصور والأصواتالتي تهدد هذه القيم.
علاقة الطفل بوسائل الإعلام والدور الأسرى
تدل دراسات عديدة على أن الأفراد في المجتمعات الأوروبية والعربية والمجتمع الأمريكي يقضون ما يزيد على خمس وعشرين ساعة في الأسبوع في مشاهدة التلفزيون وتزداد هذه الفترة في أوساط المتقدمين في السن والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والخامسة عشرة. وتختلف هذه النسب من مجتمع إلى آخر، ولكن الدراسات التي اتجهت لتقييم آثار البرامج التلفزيونية على الأطفال، وعلاقتها بتصاعد العنف والجريمة، تؤكد تأثير الأفلام التي يتخللها لقطات عنف على إعادة إنتاج العنف من قبل الأطفال... إذ أكدت 67 دراسة على وجود رابطة قوية وواضحة في 75 بالمائة من حالات العنف في صفوف الأطفال،وتؤكد دراسة (Hodge and Tripp, 1986)على أن استجابة الأطفال للبرامج التلفزيونية لا تقتصر على التقاط مضمونها وتسجيله في أذهانهم بل أنهم يتجاوزون ذلك إلى قراءة محتويات البرامج وتفسير ما يشاهدونه، وتلاحظ هذه الدراسة أن الأطفال، حتى بمشاهدتهم لأتفه التفاصيل، فإنهم يربطون ما يشاهدونه بمنظومة من المعاني والمواقف التي تولدت في نفوسهم بفعل عملية التنشئة الاجتماعية، وعلى الرغم من إدراكهم بأن ما يشاهدونه ليس واقعيا ولكنهم يميلون إلى ربطه بمواقف ومشاعر واقعية وأحداث فعلية تعرضوا لها في حياتهم العائلية.
ويمكن تلخيص الآثار السلبية لوسائل الإعلام على الأطفال فيما يلي[4]:
أولها: نقل أخلاق ونمط حياة البيئات الأخرى إلى مجتمعنا، ونقل قيم جديدة وتقاليد غريبة تؤدي إلى التصادم بين القديم والحديث، وخلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي شاهدها الطفل العربي وأثرها السلبي على الأطفال التي تحمل قيمًا مغايرة للبيئة العربية، كما أن إبراز نجوم الفن والغناء والرياضة والتركيز عليهم يكون على حساب العلماء والمعلمين.
وثانيها: تصوير العلاقة بين المرأة والرجل على خلاف ما نربي عليه أبناءنا.
وثالثها: بناء ثقافة متناقضة بين معايشة ومنع ومشاهدة آخر، ولا يدري الطفل أيهما أصح.
ورابعها: مشاهدة العنف الشائع في أفلام الأطفال قد يثير العنف في سلوك بعض الأطفال، وتكرار المشاهد التي تؤدي إلى تبلد الإحساس بالخطر وإلى قبول العنف كوسيلة استجابية لمواجهة بعض مواقف الصراعات، وممارسة السلوك العنيف، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة، إذ إن تكرار أعمال العنف الجسمانية والأدوار التي تتصل بالجريمة، والأفعال ضد القانون يؤدي إلى انحراف الأطفال.
ومن سلبيات هذه الوسائل السهر وعدم النوم مبكرًا والجلوس طويلاً أمامها دون الشعور بالوقت وأهميته، مما له أثره على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية، بالإضافة على الأضرار الجسيمة والعقلية كالخمول والكسل، والتأثير على النظر والأعصاب وعلاقة ذلك بالصرع والسلبية، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة.
ومن سلبيات وسائل الإعلام أيضًا إثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح خاصة إذا كان الطفل صغيرًا ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق وفي ظل هذا التطور والتقدم المذهل لوسائل الإعلام وجدنا أنفسنا أمام هجمة شرسة مفروضة من الإعلام وغزوًا يجتاح عقول أطفالنا.
ومع هذا الوضع الذي يتيح لأطفالنا كل شيء، أصبح معه أمر المنع غير مناسب ولا معقول فلا بد من التعامل بحذر مع المادة الإعلامية، وإيجاد البديل المناسب، ولا بد من صناعة إعلامية تصل لعقل الطفل ولا تجعله يشعر بالغربة، ولا شك أن المسئولية مشتركة بين البيت والمدرسة والمسجد وأجهزة الإعلام والثقافة ومن المجتمع بشكل عام، وأن ينتبه الجميع إلى خطورة تأثير وسائل الإعلام على الأطفال إذا لم توجه بشكل صحيح وتحت مراقبة وتوجيه من الوسائط التربوية، كي تكون وسائل بناء وتربية، وليست وسائل هدم وفقدان هوية للأطفال.
ومن هنا تأتي أهمية تعلم الوالدين كيفية تعليم أطفالهم الفهم الأفضلللرسائل الإعلامية التي يرونها أو يسمعونها سواء المطبوعة أو المرئية أو المسموعة.، ودور الأسرة الذي يجب أن تلعبه للحد من التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام يتمثل فيقضيتين رئيسيتين[4]:

القضية الأولى: التربية الإعلامية: وتعني فهم الأسرة لكيفيةعمل الإعلام والكيفية التي يؤثر بها على حياتنا وكيفية استخدام الإعلام بصورة حكيمةوإيجابية.
والقضية الثانية: المسؤولية الاتصالية: وتعني تأثير الأسرة في أهدافوبناء وسياسات الاتصال من خلال تبني مواقف وأفعال تجاه ما تعرضه وسائلالإعلام.

على مستوى التربية الإعلامية، يحتاج الوالدان إلى وضع قيود وأنيتدخلا فيما يشاهده الأطفال من برامج في التلفزيون والانترنت وألعاب الكمبيوتروالمجلات وغيرها من وسائل الإعلام التي يستخدمونها. ولكن هذا لا يمثل سوى خطوةواحدة في مساعدة وسائل الإعلام على لعب دور إيجابي في حياة الأطفال لأن وسائلالإعلام تحيط بنا من كل جانب وليس بالإمكان تجنبها في كل الأوقات. لذلك من طرقفلتره رسائل وسائل الإعلام تطوير مهارات التساؤل حول تلك الرسائل وتحليلها وتقييمهافي مناخ غير قمعي يسمح بالحوار والشفافية والمصارحة بين الطفل ووالديه. وهذا هوالمقصود بالتربية الإعلامية، فعندما تتولد لدى الطفل القدرة النقدية لما يقرأ أويشاهد فإنه سوف يفعل الشيء ذاته مع الصور والأصوات المتحركة أمامه. فالطفل يستطيعأن يتعلم فهم الرسائل المكشوفة والمبطنة في كل وسائل الإعلام. وبمجرد أن يتعلمالأطفال مهارات التربية الإعلامية فإنهم سوف يسألون الأسئلة ويفكرون في الرسائلالإعلامية التي يشاهدونها أو يقرؤونها أو يسمعونها، وبالتالي سوف يستمتعون فيالقيام بذلك.
وعلى مستوى المسئولية الاتصالية، يستطيع الوالدان أن يساعداأطفالهما على الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام من خلال عمل الآتي[5]:
1- وضع خطةإعلامية، أي وضع جدول لأوقات المشاهدة والاختيارات منذ وقت مبكر مثل ما يفعل الوالدان معبقية الأنشطة الأخرى للطفل. فالخطة الإعلامية تساعد كل شخص على اختيار واستخدامالإعلام بعناية.
2- وضع حدود لأوقات استخدام وسائل الإعلام، أي تحديد مدة بقاءالطفل أمام الشاشة، وهذا يتضمن وقت مشاهدة التلفزيون وأشرطة الفيديو وألعابالكمبيوتر وخدمة الانترنت. والطريقة الملائمة لتحقيق ذلك تكمن في استخدام المؤقتالزمني؟ وعندما ينتهي الوقت فإن وقت استخدام الطفل للإعلام قد انتهى بدون أيةاستثناءات. فالأكاديمية الأمريكية للطفولة توصي يمالا يزيد عن ساعة أو ساعتينللبرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو يوميا للأطفال الأكبر عمرا وبدون وقت للشاشةللأطفال الأقل من سنتين.
3- وضع إرشادات أسرية لمحتوى وسائل الإعلام، أي بمعنى آخر مساعدة الأطفال والمراهقين على اختيار برامج وألعاب فيديو ملائمة لأعمارهمواهتماماتهم. تدخل في عادة فحص محتوى وسائل الإعلام كدور توجيهي للوالدين. واستخدامهذا الفحص لتقرير أي محتوى يلائم الطفل.
4- عدم التردد مع الأطفال بخصوصضوابط التعامل مع وسائل الإعلام، وإذا لم يكن الوالدين على اتفاق مع اختياراتهمفليشرحوا لهم لماذا؟ وليساعدوهم في اختيار شيء أكثر ملائمة لهم.
5- عدم وضع التلفزيونوالفيديو وألعاب الفيديو وجهاز الكمبيوتر في غرف النوم، ووضعها في مراقبة استخدام الأطفال لها. وإذا سمح للأطفال بوجود التلفزيونوغيره من وسائل الإعلام في غرف نومهم ،فلابد من معرفة ماهية وسائل الإعلام التي يستخدمونهاومراقبة اختياراتهم. وإذا كان هناك مدخلا للانترنت فلا بد من مراقبة الأطفال أثناء استخدامهمله.

6- جعل استخدام وسائلالإعلام مع الأطفال نشاطا عائليا ومناقشة الأطفال فيما يرون ويسمعون ويقرؤون. وعندما يكون الوالدشريكا مع الأطفال في تعاملهم مع وسائل الإعلام فإنه يستطيع مساعدتهم على التحليلوالتساؤل ومقاومة معنى الرسائل بأنفسهم.
7- النظر للآثار الجانبيةللإعلام على الأطفال والمراهقين والأثرالذي تتركه عليهم. وهذا مهم جدا إذا ظهر من الطفل أي من السلوكيات التالية:

- أداء دراسي ضعيف
- ضرب أو دفع الأطفال الآخرين
- التحدث مع الكبار بعنف
- أحلام مزعجة باستمرار
- الإكثار من تناول الأطعمة غير الصحية
- التدخين أوتعاطي المسكرات والمخدرات.
8- التعبير عن الرأي حول الرسائل الإعلامية عندما لا يدعم محتوى الإعلام والإعلانات القيم الأسريةالتي يؤمن بها الوالدان وذلك عبراتصال هاتفي، رسالة، رسالة الكترونية. لإخبار الشركات والمعلنين بما هو مرغب أو غير مرغوب ، فرسالة واحدة أو اتصال هاتفي يمكن أنيغير الوضع نحو الأفضل.
9- دعمجهود التربية الإعلامية في المدرسة.
10- التعلم أكثر حول آثار وسائلالإعلام من خلال التحدث مع طبيب الطفل أو القراءة حول التربية الإعلامية، فالمدارسوالمستشفيات وجماعات المجتمع المحلي ربما تعقد ورش عمل عن التحكم فيما يشاهدهالأطفال في وسائل الإعلام ويمكن الاستفادة منها.
11التقليل من التأثيراتالسلبية لوسائل الإعلام على الأطفال، فعندما ينظم ويراقب ويشترك الوالدان مع الأطفال فيتعاملهم مع وسائل الإعلام فإن التأثير سيكون ايجابيا. وعندما يتم مساعدة الأطفال على فهمكيفية تأثير اختياراتهم الإعلامية فإنهم سوف يتحكمون هم فى استخداماتهم لوسائل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر    الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر Emptyالأربعاء ديسمبر 18, 2013 10:03 am

11التقليل من التأثيراتالسلبية لوسائل الإعلام على الأطفال، فعندما ينظم ويراقب ويشترك الوالدان مع الأطفال فيتعاملهم مع وسائل الإعلام فإن التأثير سيكون ايجابيا. وعندما يتم مساعدة الأطفال على فهمكيفية تأثير اختياراتهم الإعلامية فإنهم سوف يتحكمون هم فى استخداماتهم لوسائلالإعلام.
ومن هنا تظهر أهمية التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام من خلال التعامل معها بصفة انتقائية، والاعتراض على استمرار هذا العبث في المعاني والقيم المميزة للمجتمعات البشرية، وتكاتف الجهود لقمع وإيقاف ومعاقبة مصادر الرسائل الإعلامية المخالفة للقواعد الدينية والأخلاقية المنظمة للحياة الاجتماعية في محيط الأسرة وخارجها.
كما يتضمن ذلك تنمية الشعور لدى الأسر والأفراد بأهمية المشاركة في إنتاج الرسائل الإعلامية وفي مضامينها باعتبارها مسؤولية مشتركة بين وسائل الإعلام والأسرة وباعتبار أن فاعلية هذه الوسائل تحددها فاعلية الأسر والأفراد المتفاعلين معها.
وفي ذلك ما يؤكد دور الأسرة كوسيط صاقل وقامع ومؤثر لتأثير الرسائل الإعلامية، وهي وسيط مكلف ومسؤول عن كل ما يتعلق بحماية الأولاد ورعايتهم، قال الله جل وعلا: ]إن السمع والبصر والفؤاد كلٌ أولئك كان عنه مسئولاً[.[6]
كما يمثل طبيعة الدور المتوقع من الأسرة في تشكيل التفاعل الواعي من قبل الأفراد مع وسائل الإعلام، ويستدعي تفعيل هذا الدور، ودعمه في ضوء الأهداف التربوية المشتركة بين جميع مؤسسات التربية الرسمية وغير الرسمية، وفي ظل زيادة الأعباء والضغوط والمشكلات التي تواجهها الأسرة المعاصرة.
توصيات:
وختاماً ندعو إلى دعم جهود الأسرة والحد من الانفلات الإعلامي الذي أصبح خطراً يهدد استقرار الأسر والمجتمعات وأصبحت مقاومة تأثيره تشكل عبئاً إضافياً على الأسرة المعاصرة ومعضلةً قد لا تمكنها ظروفها ومواردها من التغلب عليها،وذلك من خلال:
l ضرورة التفكير في إدراج التربية الإعلامية في المناهج التربوية...
l دورات تدريب للأولياء حول التربية الإعلامية وكيفية مصاحبة الأبناء، ويمكن أن تضطلع بهذه المهمة مؤسسات المجتمع المدني
l الوعي بالمتغيّرات الحديثة يستوجب تطوير الرؤية لعملية التنشئة الاجتماعية (ندوات، ورشات تفكير مع الأولياء والأطراف المتدخلة في عملية التنشئة)
l تكوين مرصد عربي مكون من منظمات حقوق المرأة والطفل والإنسان لمتابعة ما ينشر في الصحف وما يمرر عبر الفضائيات خاصة العربية مما يتعلق بالأسرة.
l العمل على زيادة الوعي الأسري بأهمية دورة الأسرة في تنشئة أبناءها تنشئة صحيحة سواء فى المؤسسات الحكومية أو الأهلية.
l إعادة الاعتبار لدور الأسرة من خلال المحافظة على دورها في عملية التنشئة الاجتماعية الإيجابية، من خلال وضع الخطط التنموية التي تعزز من دور الأسرة.
l تضافر الجهود بين الأسرة ومؤسسات المجتمع الأخرى مثل المدرسة والمؤسسات الإعلامية من أجل الحفاظ على الأسرة وتعزيز دورها.
l ابتعاد وسائل الاتصال الجماهيري عن البرامج الاعلامية التي تتعامل محتوياتها معحلول المشكلات والخلافات العائلية بالعنف والقسوة والقوة... والتركيز على حلالمسائل الخلافية داخل الاسرة بالتفاهم والمنطق والاسلوب العلمي.
l يجب أن يكون هناك إعلام موجه وهادف يهتم بقضايا الشباب ومشكلاتهم.
l عقد المؤتمرات والندوات وإجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تهتم بقضايا الشباب في المجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاسرة والتليفزيون بين التأثير والتأثر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التأثير المستدام لوسائل الإعلام الرقمية على المجتمع المدني
»  سامي الاخرس الاسرة والتنشئة الاجتماعية
» ****/////***الاسرة بين الامتداد والنواة *****////***
» الاسرة من منظور علم الاجتماع
» الإنفتاح الاقتصادى فى المجتمع المصرى وآثاره الاجتماعية على الاسرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: