المعتقدات الشعبية والشباب المصري : دراسة أنثروبولوجية فى أحد الأحياء بمدينة القاهرة\
رشا محمد رشاد عبد السلام شبل، إشراف: عليـــاء علي شـــكري،سعــاد عثمان أحمــد.
المستخلص
حظيت موضوعات الشباب بالاهتمام من جانب الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية، كما اهتمت العديد من الدراسات الفولكلورية بدراسة مختلف عناصر المعتقدات الشعبية، وعلى الرغم من ذلك لاحظت الباحثة – من خلال اطلاعها على هذه الدراسات– ندرة شديدة فى الدراسات التى تتناول المعتقدات الشعبية لدى الشباب بوجه عام، والشباب المصرى بشكل خاص، وعلى الجانب الآخر يرى كثير من الباحثين أن ”فئة الشباب من الفئات التى تعد أكثر ميلاً – بحكم ظروف عدة – إلى التخلى عن القديم، وتبنى الجديد، ومسايرة الموضات... وأن الفارق النفسى والعقلى بين الشباب (من 14 إلى ثلاثين سنة مثلاً) والمسنين، يلعب دوراً بارزاً فى أن تصبح عقلية المسن مشدودة أبداً إلى الماضى، ترتبط به وتحن إليه، بينما الشباب أكثر اندفاعاً نحو المستقبل وتطلعاً إليه.. فعلى حين تحتل الأشياء الخارقة مكانة أثيرة فى نفوس الكبار، نجد الشباب تستهويهم الأمور المتعلقة بالحب والجنس ”( ). واستبعدت فكرة أن الشباب يمكن أن يكون حاملاً لهذا التراث ومتمسكا به – ذكوراً وإناثاً – ويساعد على ذلك مختلف وسائل الإعلام ووسائل الاتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة.
ومن هنا انطلقت الدراسة الراهنة، حيث تحاول أن تلقي الضوء على علاقة المعتقدات الشعبية بالشباب المصرى، ومدى تأثر هؤلاء الشباب بالمعتقدات وارتباطهم بها، ومدى تأثر تلك المعتقدات الشعبية ذاتها بهؤلاء الشباب، وذلك من خلال دراسة بعض عناصر المعتقدات الشعبية التى اختيرت بناء على نتائج الدراسة الاستطلاعية التى أجرتها الباحثة، والتى أوضحت أن هذه العناصر من أكثر المعتقدات التى تأثر بها الشباب وتحوز على اهتمام من قبلهم، فهم يعيدون إنتاجها عن طريق وسائل الإعلام ووسائل الاتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة ولها دور ووظيفة هامة فى حياتهم. والموضوعات التى تتناولها الدراسة هى : أولاً: الأبراج والحظ والطالع كأحد أساليب التنبؤ بالمستقبل وغيرها من بعض الوسائل التقليدية والحديثة مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع واستطلاع الغيب عن طريق الأجهزة الحديثة، مثل الكمبيوتر والإنترنت، ثانياً: الكائنات فوق الطبيعية خاصة المعتقدات المتعلقة بالجن والعفاريت والشياطين)، ثالثاً: الحسد والأشياء المتعلقة بالعين وكيفية التحصن منه، رابعاً: التفاؤل والتشاؤم، وأخيراً تعرض الباحثة لرؤية وسائل الإعلام ووسائل الاتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة التى تعرض لمختلف عناصر المعتقدات الشعبية حيث أن ”مادة الاتصال” – وتقصد الباحثة وسائل الاتصال من برامج تليفزيونية ومقالات فى الصحف- تفيد فى الكشف عن القيم والآراء والاتجاهات الثقافية التى تسود المجتمع فى ماضيه وحاضره؛ ولذلك فإنها تستخدم فى تصوير الأوضاع الاجتماعية والثقافية القائمة، فيجمع الباحث المعلومات التى ظهرت فى مجتمع معين خلال فترة تاريخية متتالية ونظراً لأن مواد الاتصال الجمعى لا تنتج أساساً لغرض البحث الاجتماعى فإنها تكون صادقة فى تعبيرها عن الواقع إلى حد كبير”( ).
وقد تم دراسة مختلف عناصر المعتقدات الشعبية من خلال العديد من مواقف الحياة اليومية التى يمر بها الشباب. ”فالمعتقدات الشعبية هى القوى المحركة وراء كل الممارسات الاجتماعية التى يأتيها الفرد منفرداً بنفسه أو مجتمعاً مع الناس” ( ).
وتحاول الدراسة الحالية أيضاً المزج بين مناهج وأدوات المنهج الأنثروبولوجى، ومن بينها منهج دراسة المجتمع المحلى، ودراسة الحالة، والملاحظة، والملاحظة بالمشاركة، والمقابلات المتعمقة، وبين المنهج الفولكلورى بأبعاده الأربعة.
وقد جمعت الدراسة بين إطارين نظريين الأول النظرية الوظيفية، والثانى نظرية إعادة إنتاج التراث.
ثانياً: أهمية الدراسة :
1- الأهمية النظرية :
تتبلور أهمية الدراسة فى كونها محاولة لإثراء الدراسات الفولكلورية والأنثروبولوجية لجانب من أهم جوانب التراث الشعبى وهى المعتقدات الشعبية، وتتناول فئة من أهم فئات المجتمع المصرى وهى فئة الشباب، التى تعانى من ندرة الدراسات التى تتناول موضوعات التراث الشعبى- وخاصة المعتقدات الشعبية – لدى الشباب المصرى. ومن أهمية هذا البحث أيضاً دراسة جوانب المعتقدات الشعبية كما تعرضها وسائل الإعلام ووسائل الاتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة الموثقة بالصور.
2- الأهمية التطبيقية :
باعتبار أن الشباب هم الحاضر والمستقبل وباعتبار أن أنماط التفكير لدى الإنسان تؤثر على رؤيته المستقبلية وتحديد توقعاته، ومتطلباته، واحتياجاته؛ بما فى ذلك التوقعات والاحتياجات الثقافية- والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والدينية. ومن هنا يمكن وضع صورة حاضرة ومستقبلية لوضع المعتقد الشعبى فى صدور هؤلاء الشباب، وتكمن الأهمية التطبيقية فيما تتوصل إليه الدراسة من نتائج واقعية تعكس أفكار وتصورات الشباب عن المعتقد الشعبى، وكيف يؤثر فى حياة الشباب وكيف يتأثر بهم. بالإضافة إلى ما تتوصل إليه الدراسة من نتائج قد تفيد العديد من القائمين على دراسة علم الفولكلور وعلم الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، ومجالات الاقتصاد والسياسة والمتخصصين فى مجال الإعلام.
ثالثاً: أهداف الدراسة
لا تقتصر الدراسة على مجرد رصد عناصر المعتقدات الشعبية ولكنها تهدف إلى:
1-محاولة التعرف على طبيعة التفاعل بين مختلف عناصر المعتقدات الشعبية والشباب المصرى فى ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية – التى تطرأ على المجتمع المصرى بشكل عام والشباب بشكل خاص.
2-التعرف إلى وظيفة المعتقد الشعبى فى حياة الشباب.
3-التعرف إلى كيف يمكن للشباب أن يعيدوا إنتاج المعتقد الشعبى.
4-التعرف إلى أهم الموضوعات المتعلقة بالمعتقد الشعبى ارتباطاً بهم وتأثيراً عليهم.
5-عرض لكيفية بث وسائل الإعلام ووسائل الاتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة لمختلف موضوعات المعتقدات الشعبية وتأثير ذلك على الشباب.
6-التعرف إلى المصادر التى يستعين بها الشباب لاكتساب بعض أنماط المعتقد الشعبى.
رابعاً: تساؤلات الدراسة:
تحاول الدراسة الإجابة عن عدة أسئلة للوصول لهدفها هى :
1-كيف تنعكس المعتقدات الشعبية على قرارات الشباب وسلوكياتهم (كيف تؤثر فى حياتهم)؟
2-متى يلجأ الشباب للمعتقد؟ ولماذا؟
3-ماهى المصادر التى يكتسب الشباب من خلالها هذه المعتقدات وأى هذه المعتقدات أعمق فى نفوسهم؟ وكيف تنقل هذه المعتقدات عبر الأجيال؟
4-إلى أى حد تساهم مختلف وسائل الإعلام ووسائل الاتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الإنترنت والكمبيوتر وأجهزة المحمول فى إعادة إنتاج المعتقد الشعبى؟
5-كيف تربط العقلية الشعبية المعتقد بالدين؟ وهل يتم ذلك بشكل سطحى أم بشكل عميق؟
6-هل يؤثر النوع فى درجة الاعتقاد (ذكوراً أو إناثاً)؟
7-وهل يؤثر التعليم أو نوع العمل أو الانتماء إلى أصول ريفية/ حضرية، أو الانتماء الطبقى؟
خامساً: المفاهيم الأساسية :
يتناول هذا الجزء المفاهيم الأساسية للدراسة وبعض التعريفات الإجرائية المرتبطة بموضوع الدراسة وهى :
(1)المفاهيم: مفهوم الشباب، ومفهوم المعتقدات الشعبية.
(2)التعريفات الإجرائية: الشباب، والمعتقدات الشعبية، والخوف فى المعتقد الشعبى.
سادساً: الإطار النظرى للدراسة :
لإيمان الباحثة بأهمية تأثير النظرية المستخدمة فى التحليل والتفسير وبأن هناك بعض النظريات التى تتلاءم مع المجتمع المصرى ومع طبيعة موضوع الدراسة مثلت كمثل الأدوات التى تستخدم فى الدراسة وانطلاقاً من موضوع الدراسة واهتمامها بالمعتقدات عند الشباب المصرى (بحى الخليفة) ومدى ارتباط هؤلاء الشباب بمعتقداتهم الشعبية وما طرأ على المعتقد الشعبى من جراء الوسائل التكنولوجية المستحدثة، وقع اختيار الباحثة على نظريتين الأولى: النظرية الوظيفية لما تحمله من بعض القضايا التى تفسر علاقة المعتقد الشعبى بالشباب من
سابعاً: الإطار المنهجي للدراسة :
يهتم هذا الفصل بعرض الإطار المنهجي للدراسة، ويضم هذا الإطار مجموعة من المراحل والخطوات المنهجية التى اتبعتها الباحثة لتحقيق أهداف البحث.
(1)المرحلة الأولى :
وتضمنت مجموعة من الإجراءات المنهجية الأولية لتنفيذ الدراسة الميدانية وهى :
1-أسس اختيار مجتمع البحث.
2-أسس اختيار موضوعات الدراسة.
3-اختيار حالات الدراسة :
أ- معايير الاختيار، ب- خصائص حالات الدراسة،
ج- طريقة التعامل مع حالات الدراسة من الشباب.
4- تحديد مناهج وأدوات ومصادر المادة.
(2) المرحلة الثانية : (جميع البيانات الرسمية وغير الرسمية).
-وهى مرحلة جمع البيانات (المادة الميدانية) باستخدام الأدوات المختلفة للجمع الميدانى ففى هذه المرحلة تم جمع البيانات الميدانية من حالات الدراسة.
(3) المرحلة الثالثة : (أساليب التحليل والتفسير)
- وهى المرحلة الأخيرة التى تم من خلالها: تحليل البيانات كمياً وكيفياً.
أ- تحليل البيانات كمياً.
ب- تحليل البيانات كيفياً.
ج- التفسير من خلال النظريتين المستخدمين (النظرية الوظيفية ونظرية إعادة الإنتاج الثقافى).
محتويات الرسالة:
وقد جاءت الدراسة فى شكلها النهائى فى بابين وعشرة فصول، وقد بدأت الباحثة بمقدمة الدراسة متضمنة : أولاً: الدراسات العربية، وثانياً: الدراسات الأجنبية.
أولاً: مشكلة الدراسة.
ثانياً: أهمية الدراسة (النظرية والمنهجية).
ثالثاً: أهداف الدراسة.
رابعاً: تساؤلات الدراسة.
خامساً: التعريفات الإجرائية.
سادساً: المفاهيم الأساسية.
وقد جاء الباب الأول بعنوان : الإطار النظرى والمنهجى للدراسة :
ويتضمن ثلاثة فصول :
الفصل الأول: الدراسات السابقة رؤية نقدية تحليلية (لأهم الدراسات السابقة التى استندت إليها الدراسة).
الفصل الثانى: الإطار النظرى للدراسة (ويهتم بمناقشة القضايا النظرية التى تم تحليل المادة الميدانية وفقاً لها).
الفصل الثالث: الإطار المنهجى للدراسة (وعرضت فيه الباحثة للأدوات والمناهج والخطوات الإجرائية والصعوبات التى واجهت الدراسة).
أما الباب الثانى فقد جاء بعنوان : الدراسة الميدانية:
ويضم ستة فصول: (واعتمدت البيانات الواردة بهذا الباب على الدراسة الميدانية لمجتمع وحالات الدراسة).
الفصل الرابع : مجتمع الدراسة وقد عرضت فيه الباحثة لعدة نقاط:
أولها: نبذة عن منطقة الخليفة.
ثانياً: النطاق الجغرافى والحدود الإدارية.
ثالثاً: نبذة عن شياخة الحلمية.
رابعاً: الملامح الإيكولوجية لمنطقة الدراسة.
خامساً: الأنماط الاجتماعية والثقافية.
سادساً: الأنشطة الاقتصادية للحلمية.
وخاتمة الفصل.
الفصل الخامس: أساليب التنبؤ بالمستقبل وتأثيرها فى حياة الشباب
بعض أساليب التنبؤ بالمستقبل
1-ضرب الودع، وقراءة الفنجان والكف
2-الأبراج.
أ- نبذة تاريخية.
ب- تعريف الأبراج والطالع.
ج- طبيعة الأبراج.
3- كروت التاروت
أ- معنى كروت التاروت
ب- تاريخ كروت التاروت
ج- أشكال ورموز كروت التاروت.
* الإيمان بفكرة الأبراج والطالع (الحظ) وكيفية تأثيرها على حياة الشباب.
سادساً : خاتمة.
الفصل السادس: الكائنات فوق الطبيعية وتأثيرها فى حياة الشباب
وقد تناولت الباحثة هذا الفصل فى عدة نقاط:
أولاً: دور الأسرة فى تدعيم المعتقد الشعبى عند الشباب.
(1)انتقال المعتقد الشعبى عبر الأجيال.
(2)تأثير جماعة الرفاق.
(3)الخوف والرهبة عند الشباب من بعض الكائنات فوق الطبيعية وأثره فى حياتهم.
(4)علاقة الكائنات فوق الطبيعية بالدين فى التصور الشعبى لدى الشباب.
ثانياً: الكائنات فوق الطبيعية فى التصور الشعبى لدى الشباب:
(1)هيئة الجن والعفاريت والشياطين.
(2)تشكل الكائنات فوق الطبيعية فى التصور الشعبى عند الشباب.
(3)لغتهم (لغة الجن والعفاريت والشياطين).
(4)طبيعة وديانات وقدرات الجن والعفاريت من الشياطين).
ثالثاً: علاقة الجن والعفاريت والشياطين بالإنسان فى تصور الشباب.
(1)أماكن سكنى وتواجد الكائنات فوق الطبيعية.
(2)التحصن من الجن والعفاريت والشياطين فى التصور الشعبى لدى الشباب.
الفصل السابع: نظرة الشباب للحسد والتفاؤل والتشاؤم وتأثيرهم فى حياة الشباب.
وقد عرض الفصل كالآتى :
أولاً: الحسد :
أولاً: الحسد: تأثير الحسد فى حياة الشباب اليومية.
أ- تجربة الحسد فى حياة الشباب.
ب - أسباب الحسد فى التصور الشعبى لدى الشباب.
(1)نية الحاسد.
(2) العين الحاسدة.
(3)””فيحسد المال إلا صحابه”.
(4)القر ”الأر” ”والنبر”.
ج- الوقاية من الحسد فى التصور الشعبى لدى الشباب.
ثانياً: التفاؤل والتشاؤم :
(1)تأثير التفاؤل والتشاؤم فى حياة الشباب.
(2)المحرمات الاعتقادية.
الفصل الثامن: إعادة إنتاج المعتقد الشعبى فى الميديا (المسموعة، والمقرؤة) والتكنولوجية وتأثيرها فى حياة الشباب (رؤية نقدية).
يعرض الفصل مقدمة وتحليل
أولاً: بعض التعريفات المرتبطة بالموضوع. (وعرضت فيها الباحثة لبعض التعريفات – التى رأت أنها مهمة لإثراء الموضوع).
ثانياً: وسائل الإعلام الاتصالية ووسائل الاتصال الإعلامية المستحدثة.
(وتوضح الباحثة فى هذه الجزئية كيف أصبحت وسائل الإعلام ووسائل الاتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة شيئ واحد متكامل ويصعب التفريق بينهم.
(1)الصحافة
(1) المجلات (2) الجرائد (3) الروايات
(2)المصادر المسموعة (الإذاعة)
(3)القنوات الفضائية من خلال الهواتف المحمولة عبر شبكة الإنترنت.
الفصل التاسع: رؤية نقدية تحليلية لإعادة إنتاج المعتقدات الشعبية عبر الميديا المرئية والتكنولوجية.
أولاً: رؤية نقدية تحليلية لعرض المعتقد الشعبى عبر مختلف وسائل الإعلامية والاتصالية.
(1)الأماكن الثقافية.
(2)من الأفلام المصرية:
(3)الأفلام العربى الحديثة.
(4)الأفلام العربى القديمة.
(5)أفلام الكرتون.
(6)أفلام الأجنبى.
(7)من المسلسلات التليفزيونية المصرية.
(8)من المسرحيات المصرية.
(9)من البرامج التليفزيونية.
رابعاً: تأثير المعتقد الشعبى المقدم عبر وسائل الإعلام ووسائل الإتصال والوسائل التكنولوجية الحديثة على الشباب.
الفصل العاشر : أهم النتائج من الاستخلاصات، والرؤية المستقبلية، والمرجع العربية والأجنبية، والمراجع على شبكة المعلومات الدولية.