هذه الدراسة تقدم بها الباحث الى مجلس مناهضة العنف ضد المرأة / المؤتمر العلمي الاول والمقام في العراق / كردستان / جامعة دهوك
ملخص البحث
حتى اليوم لم يخل مجتمع من المجتمعات من مظاهر العنف سواء الظاهر منها او الكامن ، فهو واقعة تاريخية ارتبط ظهورها بوجود الانسان وتطورت خلال مسيرته البشرية ونموه الحضاري. والعنف في المجتمعات كافة اليوم يتبدى بأشكال مختلفة تختلف اختلافا شاسعا من حيث الشكل والجسامة والمدلول والهدف ، حيث ان دوافع اللاشعور للعنف عند الفرد هي أحد نتاجات العنف المكبوت سواء أكان هذا العنف من النوع العائلي او الحكومي او الاجتماعي ، فكثير من استخدامات العنف ضد المرأة تبقى مكبوتة في النفس لحين ماتتاح الفرصة لظهورها . فالعنف هو ظاهرة شائعة وخطيرة ، حيث ان آثارها ليست محصورة في الاجابات الجسدية فقط بل بما ينتج عنها ايضا من اثار نفسية للضحية تؤثر في تكيفه وبالتالي على توافقه النفسي ، وهذا مادفع الباحث الى دراسة ظاهرة العنف ضد الاسرة في العراق . ويعد العنف الاسري مشكلة اجتماعية كانت تعتبر حتى وقت قريب مجرد ظروف اجتماعية مصاحبة للاسرة منذ تكون النظام الاسري، ويظهر العنف الاسري بين افراد الاسرة الواحدة والمكونة من الوالدين واولادهم ويأخذ أشكالا متعددة فقد يكون عنفا جسديا او معنويا بين الوالدين وقد يكون عنفا جسديا او معنويا موجها من الزوج الى الزوجة ويعني هذا بالتحديد : الضرب بأنواعه والسب والشتم والاحتقار والطرد والحرق والارغام على القيام بفعل ضد رغبة الفرد .
لقد أستدعى الباحث مسوغات عدة لهذا البحث منها أطلاعه على دراسات تشير الى زيادة نسبة انتشار العنف الاسري في العراق ، حيث شعر الباحث من خلال عمله كناشط مدني ان هناك الكثير من النساء يعانون من العنف الاسري ولاحظ الباحث ان هناك ترددا كبيرا في طرح هذا الموضوع لعدة اسباب منها اجتماعي او قوة الطرف المعتدي اقتصاديا وجسديا وقانونيا ، وتأتي اهمية البحث من كونه تناول دراسة العنف الاسري لما له من آثار خطيرة على البنية النفسية للفرد وعلى بنية الاسرة والمجتمع .
ان السلوك العدواني والتناجي بالاثم والعدوان مهما كان نوع هذا الاثم والعدوان اصبح واضحا لدى الافراد وخصوصا في الاسرة العراقية في الآونة الاخيرة ، والمؤشرات على ذلك كثيرة منها زيادة معدل الجريمة بكافة انواعها ضد المرأة كالقتل والسرقة والاختطاف والتهجير ، ولو رجعنا الى تحليل هذه السلوكيات نجد علاوة على العنف المكبوت في اللاشعور ان التناجي بالعدوان والتفاخر بالعنف والمكابرة عليه احد الاسباب المهمة ، ومن هذا لاتحصد الاجيال الا ماتزرعه هذه السلوكيات لدى الفرد العراقي ، وأخيرا ضرورة ابتعاد وسائل الاعلام عن برامج العنف والاتجاه بخطابها الاتصالي الى دعم واسناد الاسرة والتأكيد على برامج الارشاد الاسري المتضمنة لنبذ العنف واصلاح ذات البين وان الخالق حرم الاعلام الفاحش وغير الانساني وغير الاخلاقي واعتبره عدوانا وظلما لأنفسنا وللأجيال القادمة ، وقد قال في محكم كتابه : (( يا أيها الذين آمنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي اليه تحشرون )) سورة المجادلة ، آية 9
الباحث
يحيى ذياب