أثر البعد الاجتماعي في التقاربية وصيغ التلامس لدى طلبة الجامعة (دراسة شبه تجريبية في الاتصال غير اللفظي)
د. عبد الخالق نجم البهادلى - مدرس علم النفس الاجتماعي - قسم علم النفس - كلية العلوم السلوكية- جامعة السميرة الكبرى طبرق- الجماهيرية الليبية
د. على مهدى كاظم أستاذ القياس والتقويم المساعد قسم علم النفس - كلية التربية- جامعة السلطان قابوس مسقط- سلطنة عمان
مشكلة البحث و أهميته
لكي نسترسل في حديثنا مع الآخر، فإننا نعول كثيرا على الرسائل التي تصلنا .. فخلال حديث طويل محاضرة مثلا، مثلا لا نستطيع الاستمرار فيها ما لم نستشعر تأثير كلامنا في الآخرين. ولكن هل نستطيع أن نستشعر هذا التأثير؟ وكيف؟ نعم يمكننا، وذلك من خلال وضع الجسم في الجلوس، ونظرات العين، وتعبيرات الوجه، والمسافة، وهزات الرأس، وحركة اليدين والكتفين. من هذه كلها وأخرى كثيرة نستطيع أن نستشعر تفاعل الآخر مع ما نقوله له، فنعرف: الاهتمام- عدم الاكتراث، الفهم - عدم الفهم، الود- البغض، المسالمة- العدوان، الأمن- الخوف، الجد- اللهو.... الخ. هذا ما يطلق عليه بالاتصال غير اللفظي communication nonverbal يعرّف الاتصال غير اللفظي بأنه كل الطرق التي يتم فيها الاتصال ما بين الأشخاص حينما يكونون في حضور بعضهم، باستخدام وسائل لا تتضمن كلمات (أحمد، 1994، 35).
لقد تزايد الاهتمام في الأربعين سنة الأخيرة بهذا المتغير/ المصطلح، وأجريت عليه آلاف الدراسات، إذ وجد (على سبيل المثال) في القرص المكتنز في الجامعة الأردنية أن هناك أكثر من ألف ومائتي دراسة أجريت عن هذا الموضوع باللغة الإنجليزية في الفترة الممتدة من 1983 -1995 فقط، ولنا أن نتساءل هنا عن كم البحوث التي أجريت باللغة العربية؟ إنها بعدد أصابع اليد.
وعن أهمية الاتصال غير اللفظي، اتضح بأنه ليس أكثر من 30 أو 45 بالمائة من القصد "المعنى" الاجتماعي للمحادثة يصل عن طريق الكلمات، أما الباقي من المائة فهو يصل بوسائل مرافقة للكلام مثل نبرة الصوت، والتغير في مقام الصوت، ومعدل الكلام، والمدة، والوقفات، ويضاف إلى هذا كله الإيماءات الجسمية والملابس؟ ونواحي أخرى تتجسد في مظهر الشخص والرائحة والجاذبية الجسمية والتقاربية (1997، Kung).
وقد تحسس الباحثان أهمية الموضوع من خلال ما يحدث في الحياة اليومية في معظم الدول العربية والإسلامية، من الازدحام والتدافع الذي يحدث في بعض الدوائر والمؤسسات وفي وسائط النقل، حيث لا يجد كثير من المواطنين أي حرج في أن يدفع الآخر أو يسحبه أو حتى يصعد عليه، في حين تختفي هذه الظاهرة في معظم الدول الغربية. ويعتقد الباحثان في أن تفسير هذه الظاهرة ربما يكمن في الاتصال غير اللفظي.
وبهذا يعتبر الاتصال غير اللفظي ضروريا لنجاح عملية الاتصال، إذ أنه يقوم بضبط التقنيات اللفظية من أجل تدعيم الاتصال، وهنا نقول لك راقب ما تقوم به عندما لا تتحدث (1995، Griffin & McGahee)؟ فنحن ندرس الاتصال غير اللفظي لنتوصل إلى طرائق محددة تجعل الاتصال أكثر فعالية من خلال مهارات السلوك غير اللفظي والكلام والإصغاء والكتابة (1993، Griffin)، وتكاد أهمية دراسة الاتصال غير اللفظي توجد حيثما يوجد تفاعل بين الأشخاص، ولعل التعليم يجسد ذلك تماما. فقد وجدت إحدى الدراسات أن أطفال الروضة يستطيعون أن يميزوا ما إذا كانت المعلمة محرجة أم لا ؟ كما يعمد الروس (وخصوصا الاتحاد السوفيتي السابق) عند تصميم القاعات الدراسية للتعليم الابتدائي، أن تكون الأرضية بين صفوف طاولات الطلبة منخفضة بحيث إن المعلمة عندما تسير في القاعة يكون مستوى رأسها بمستوى رؤوس التلاميذ، لأن الأطفال يتقبلون ما يأتيهم من مستواهم أفضل مما لو جاءهم من فوق. كما وجدت ورقة عمل قدمت في مؤتمر (ISAAC)، أن الطفل الذي يعاني من تخلف عقلي شديد وإعاقات متعددة، يقوم بالاتصال بواسطة الإيماءات واللغة البدنية (Brodin, 1990)
وفي البحث الحالي ستتم دراسة قناتين فقط من قنوات الاتصال غير اللفظي هما : التقاربية proximity والتلامس touching على أنهما المتغيران التابعان.
فالتقاربية ومفاهيم أخرى متصلة بها مثل المجال الشخصي personal space والإقليمية "حدود الشخص " territoriality مصطلحات تصف المسافة الفيزيقية المناسبة التي نتركها بيننا و بين الآخرين، وهي من المواضيع المهمة في علم النفس وعلوم أخرى ذات صلة بالموضوع، وأول من درس هذه الظاهرة فرانك ويلس N.F (1966) Willis الذي وجد أن الأشخاص يميلون إلى أن تكون المسافة بينهم كبيرة عندما يكون المتصل في مقابلة رسمية مع غرباء، وتكون هذه المسافة أصغر لو كانوا يتصلون مع أصدقاء، كما أن مكان الوقوف الذي يختاره الآخر هو بداية المحادثة وهو جزء من الاتصال، فإذا اختار نقطة غير مناسبة- مثلا، غريب يقترب كثيرا، أو صديق يقف بعيدا- فهذا الاختيار له تأثيراته العامة في عملية الاتصال، فيمكن أن يجعل الاتصال مريبا، أو على الأقل غير واضح "غامض"،1978،Lindgran, 214)) وأوضحت دراسة (أحمد، 1994) التي أجريت على 42 أستاذا أن الطاولة في قاعة المحاضرات تعتبر حاجزا طبيعيا لتحديد المنطقة الحدودية للدكتور وللطلبة؟ وأشارت عينة بحث كوتش وبريجيز إلى أن التقاربية مع المعلم مهمة، وأنها تخدم عدة وظائف للطلبة المنتمين إلى أصول عرقية مختلفة في أوقات مختلفة خلال المحاضرة (Gotch & Brydges, 1990) وفي دراسة أخرى، اعتقد المعلمون العاملون بأن حركة المعلم داخل القاعة وحول الطلبة مهمة جدا، بعكس ما اعتقد به المعلمون المتقاعدون (Simmon, 1992). ولهذا تؤدي المسافة دورا مهما في عملية الاتصال اللغوي، فهي تساهم مساهمة فعالة في نقل المشاعر والإيحاءات الخاصة، كما أن قرب المسافة يتيح الفرصة للاقتراب الجسدي والتلامس (أحمد، 1994).
أما التلامس فهو أيضا قناة مهمة للاتصال غير اللفظي، فالتلامس الجسدي المستمر بين الطفل الرضيع والقائم على رعايته له أهميته الخاصة في تكوين مشاعر مودة قوية عند الطفل (دافيدوف، 1992، 131). ولكن فاعلية استعمال التلامس تعتمد على التطابق مع التوقعات على أساس: أين؟ وكيف؟ ومن؟ قام بلمس الطفل، (Neill, 1991) وربما عرف الأمريكيون أهمية التلامس بين الآباء وأطفالهم، لذلك وضعوا لافتات في الشوارع وقد كتب عليها Hug your son بمعنى "احضن ابنك" وهو ما يقابل عندنا نحن العرب "احضن ابنك في صغره، يحضنك في كبرك". ووجد اومارا أن أهمية التلامس البشري واختلافه كانت موضوع العديد من البحوث، وان التلامس يختلف من ثقافة إلى أخرى وهو طريقة للتحدث في العديد من دول أمريكا اللاتينية (O'Mara, 1990) وقد اختار الباحثان في هذه الدراسة قناتي "التقاربية" و"التلامس" على أساس العلاقة المنطقية بين هاتين القناتين، فالتقاربية يمكن أن تبتعد ليبلغ مداها أمتارا، ويمكن أن تقترب لتكون صفرا، وإذا ما أصبحت صفرا فيكون لدينا تلامس.
ومن متغيرات البحث الأساسية- المتغير المستقل- هو "البعد الاجتماعي" والذي يمثل شبكة العلاقات الإنسانية التي تربط طالب الجامعة بمن هم حوله في الجامعة من أساتذة وطلبة وزملاء، وفي البيت من أفراد الأسرة، فإن أي شكل من أشكال العلاقات الاجتماعية هذه له تأثيره الحاسم في التقاربية و التلامس أما ما هو شكل هذا التأثير؟ فهذا ما نحاول معرفته من خلال بحثنا الحالي.
خلاصة القول أن أهمية بحثنا هذا تتجلى فيما يأتي:
1- أهمية موضوع الاتصال غير اللفظي في علم النفس، وفي واقع الحياة عموما.
2- دخول الاتصال غير اللفظي كمتغير مهم في عدد كبير من الدراسات النفسية والتربوية والاجتماعية.
3- انعقاد مؤتمرات دولية عديدة تناولت الاتصال غير اللفظي بمختلف قنواته.
4- قلة الدراسات العربية، وعلية نأمل أن تكون دراستنا هذه ممهدة لدراسات أخرى في البيئة العربية.
المصدر - مجلة علم النفس - السنة السادسة عشرة - العدد الثالث والستون - يوليو/ أغسطس/ سبتمبر 2002
الفروق الثقافية في الذكاء
د. محمد إبراهيم جودة هلال أستاذ علم النفس التربوي المساعد - كلية التربية ببنها- جامعة الزقازيق
مقدمة : لقد كان فهم طبيعة الذكاء البشرى. وابتكار طرق لتقييمه يمثلان مشكلات محورية في علم النفس منذ بدايته، ومع أن المقياس الأول للذكاء ابتكره عالم النفس الفرنسي بينيه (Binet)، ومع أن عالم النفس الألماني شتيرن Stern هو الذي قام ببعض أفضل الأعمال المبكرة في علم النفس الفارق، فإن الباحثين البريطانيين والأمريكيين هم الذين أتوا بسرعة للسيطرة على هذا الميدان.
ثم قام عدة باحثين بالولايات المتحدة وعلى رأسهم تيرمان Terman بترجمة وتطبيق هذا المقياس، وفي إنجلترا قام بيرت Burt بمجهود مماثل، كما تقدم سبيرمان Spearman بنظرية عن الذكاء ذات عاملين (عام، خاص)، ولم يقتنع ثورندايك Thorndike بهذا، إذ اعتقد بأن هناك قدرات مستقلة كثيرة وليست قدرة عامة، واستمر الخلاف طوال الجيلين التاليين، ففي أمريكا أخذ كيلى Kelley موقع ثورندايك وتلاه ثيرستون Thurstone وأخيرا جيلفورد Guilford، وفي إنجلترا تقدم بيرت وتلاه فيرنون Vernon، الذي دفع بنظرية سبيرمان إلى الأمام مع إجراء تعديلات عليها لتشمل عوامل أخرى ثم قام بترتيبها في تسلسل هرمي، مسيطر عليه العامل "g" ثم جاءت نظرية كاتل Cattel محتوية على كلتا النظريتين، البريطانية ذات التسلسل الهرمي، والأمريكية المتعددة العوامل، وكانت نظريته شبه هرمية، ذات عاملين عامين عند القمة وهما الذكاء السائل (GF) والذكاء المتبلر(GC) ، ثم اختلفت الصياغات الحديثة لنظرية القدرات السائلة والمبتلرة بعض الشيء، حيث أكد هورن Horn, 1985، بأنه قد حدد هوية عشرة عوامل كهذه، ونتيجة للثورة المعرفية في علم النفس، واستئصال النزعة السلوكية كنزعة إدراكية، بدأ التحول من السمة إلى العملية وتركز الاهتمام أكثر بعمليات التفكير الذكي، كما جد واضعوا النظريات المعرفية التوجه Cognitively oriented theories في فهم أبنية القدرة، من خلال ربط الأداء في اختبارات القدرة بالأداء في المهام المصممة لقياس العمليات المعرفية. (12-2918). ونتيجة لذلك فقد ظهر العديد من النظريات المعرفية في الذكاء والتي من أهمها، النظرية الثلاثية Trairchic Theory لستيرنبرج Sternberg، والنموذج الرباعي لفؤاد أبو حطب، لنظرية جاردنر Gardner.
ونظرا لأن العوالم التي تعيش فيها المجتمعات المختلفة عوالم متميزة، وليست مجرد نفس العالم بمعان مختلفة (16-497) ومن المعروف أن فروق الأداء بين الشعوب يمكن أن تنشأ من القابلية المحدودة للقياس لمواقف الإثارة والموضوعات، فقد تحول البحث في علم النفس المعرفي إلى سلسلة من الموضوعات المشبعة بالثقافة، وإيجاد طريقة لتوثيق وتثبيت حقيقة الفروق الجماعية في الأداء المعرفي (16-498) وفهم الاختلاف في النواحي العقلية ولأن الثقافة تتحكم في تكرار وقوع الأحداث، وتملي الوقت الذي ينقضي في أداء بعض المهام، وتتحكم في مستوى صعوبتها في مختلف البيئات، ولأن الثقافة نظام معرفي منسق في تصورات جماعية، وشكل فرعى من أشكال العقل، فقد ظهرت الدراسات عبر الثقافية في الذكاء والتي تهتم في المقام الأول بقياس الفروق بين الشعوب، وتهتم في المقام الثاني بتفسير أسباب تلك الفروق.
ولكن تعترض هذه الدراسات كثير من الصعوبات المنهجية، فمن الصعب أن نحدد خصائص الثقافات، وأن نحصل على عينات ممثلة، بالإضافة إلى مشكلة الاختبارات التي تبنى في إطار ثقافة فرعية معيدة (4-576)، كذلك قيود نظريات الذكاء، التي يفترض أن تنطبق على الجميع في كل مكان وهى ليست كذلك، وقد يكون من المفيد لو أن هناك رأيا إفريقيا عن الذكاء ورأيا أمريكيا شماليا، وأمريكيا جنوبيا- مثلا. ولكن هذا لا يوجد، مما يضع الباحث الذي يحاول دراسة الذكاء في الثقافات المختلفة في مأزق يحاول أن يتغلب عليه (17- 61) وهذا ما سوف يحاول الباحث- قدر استطاعته- توضيحه.
تحديد المصطلحات ...
المصدر - مجلة علم النفس - السنة السادسة عشرة - العدد الثالث والستون - يوليو/ أغسطس/ سبتمبر 2002
الاضطرابات الانفعالية المصاحبة لبعض مرضى التهاب العصب السابع
د. نبيلة أمين على أبو زيد أستاذ علم النفس المساعد - كلية البنات- جامعة عين شمس
المقدمة و أهمية المشكلة:
نشأت فكرة هذه الدراسة أساسا وتبلورت من خلال ما لمسته الباحثة عن قرب واستشعرت به من خلال خبرتها الشخصية بداية، بل و إن صح التعبير، انتشار هذا المرض لدى الكثيرين بصورة واضحة تتطلب في جوهرها ضرورة التعرف على الجوانب والمصاحبات السيئة على بعض جوانب الشخصية ومن ثم انعكاس تلك العواقب على حياة الفرد.
وقد أمر رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بالتداوي وأخبر أنه ما من داء إلا وله شفاه، ولعل هذه الكلمات تحمل في طياتها أن هناك داء قد يعترض حياة الإنسان بين الحين والآخر وعلينا أن نجتهد لاكتشاف أسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه.
(بدرية كمال 1994، ص 1)
فالعلاقة بين النفس والبدن قائمة منذ خلق الله الإنسان، فسلوك الإنسان نتاج التفاعل بينهما، فالإنسان يعيش ويمارس الحياة كوحدة متكاملة فريدة في إدراكه للواقعين الخارجي المحيط به والداخلي الذاتي، فنحن نسمع عن أمراض وتشخيصها وعلاجها إلا أنها بلا شك تسبب قلقا وخوفا لدى الفرد صحيح البنية وغيرة وتسبب رعبا عندما يكتشف الإنسان فجأة عدم قدرته على التحكم في الكلام أو الضحك أو الأكل أي أن الوجه فشل جزء منه في أداء وظائفه ومن ثم وجب عليه ومن معه أن يتصرف وبسرعة ليعود إلى طبيعته من هذا التشوه في الوجه.
فالشخصية الإنسانية نتاج لمكونات بدنية وعقلية وانفعالية وبيئية بينها تفاعل مستمر غير قابل للفصل إلا لأغراض الدراسة، فكل جانب من جوانب الشخصية يؤثر ويتأثر بالجوانب الأخرى والتشوهات البدنية الظاهرة تمثل بعدا أساسيا من أبعاد تكوين الجسم الإنساني.
ويشير "أريك فروم" لا نستطيع أن نفهم وظائف الفرد حتى نفهم كيف تتفاعل العوامل الشخصية مع البناء الحضاري والقدرات البيولوجية.
(Massey, 1981, P.193)
ولا أحسب أن هناك مرضى يحتاجون تدخلا نفسيا سريعا وجادا مثل مرضى التهاب العصب السابع لإصابة الإنسان به فجأة، فيصاب المريض بالفزع والرعب للتشوه اوجهي.
هدف الدراسة:
تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على بعض نواحي من شخصية بعض المرضى الذي يعانون من التهاب العصب السابع، ولاشك أن هؤلاء المرضى يعانون ضغوطا حياتية كالتي يعانى منها الآخرين، هذا بالإضافة إلى الحالة النفسية التي يمرون بها أثناء فترة العلاج، فالخوف والأمل والترقب من نجاح العلاج والتقدم في الشفاء وعدم ترك آثارا تشوه الوجه، والتفكير في حياته الاجتماعية، ومواجهة الآخرين وأيضا عمله، لاشك أن ذلك في حد ذاته يثير الكثير من الاضطرابات النفسية لدى المريض.
لذلك يتحدد هدف البحث في:
1- تحديد ماهية الاضطرابات الانفعالية المصاحبة لبعض مرضى التهاب العصب السابع (الشلل الوجهي).
2- فهم طبيعة العلاقة بين الاضطرابات العضوية ممثلة في الفشل الوجهي والاضطرابات الانفعالية المصاحبة لها، فإدراك تلك العلاقة غاية في حد ذاتها للأخصائي النفسي حتى يمكنه معرفة الأسس التي تقوم عليها.
تساؤلات الدراسة:
تحاول الدراسة الحالية الإجابة على التساؤلات التالية:
1- هل هناك فروق دالة إحصائيا بين مرضي التهاب العصب السابع وغير المصابين من حيث الاكتئاب- الانطواء- القلق.
2- هل هناك فروق داله إحصائيا بين مرضى التهاب العصب السابع باختلاف السن (شباب- مسنين).
3- هل هناك فروق داله إحصائيا بين مرضي التهاب العصب السابع ومتغير الجنس (ذكور- إناث)...
المصدر - مجلة علم النفس - السنة السادسة عشرة - العدد الثالث والستون - يوليو/ أغسطس/ سبتمبر 2002
القلق الاجتماعي والعدوانية لدى الأطفال العلاقة بينهما وفي دور كل منهما في الرفض الاجتماعي
إعداد فاطمة الشريف الكتانى
مقدمة : انطلاقا من الدراسات الحديثة السابقة في مجال القلق الاجتماعي والعدوانية، والتي أجرى معظمها في المجتمع الأمريكي، قامت الباحثة بالبحث الحالي للوصول إلى الأهداف التالية:
أهداف البحث:
1- البحث في العلاقة بين القلق الاجتماعي والعدوانية (في البيت والمدرسة).
2- البحث في الفروق بين الأطفال، حسب جنسهم ومستواهم الدراسي، في كل من القلق الاجتماعي والعدوانية.
3- البحث في الفروق بين أطفال المجموعات السيسيومترية: المرفوضة والمهملة والمحبوبة والمثيرة للجدل والمتوسطة، في كل من القلق الاجتماعي والعدوانية.
عينة البحث:
شملت عينة البحث (364 طفلا) (179 إناث) (185 ذكور) تتراوح أعمارهم بين (9- 12 عاما) وهم من تلاميذ القسمين الرابع والخامس، موزعين على (11 قسم دراسي) من 3 مدارس ابتدائية حكومية تقع في أحياء شعبية بمدينة الرباط بالمغرب، ينتمي أغلبها إلى الوسط الاجتماعي المنخفض- والمنخفض المتوسط.
أدوات البحث:
1- مقياس القلق الاجتماعي المعدل للأطفال: إعداد- (La Greca, 1993) وقد أظهر التحليل العاملي لصورته الأصلية وجود 3 عوامل هي:
1) الخوف من التقييم السلبي.
2) التجنب والضيق الاجتماعي الجديد.
3) التجنب والضيق الاجتماعي العام.
2- أداة تقييم الطفل لعدوانية أقرانه: وذلك لمعرفة مدى عدوانية الطفل في المدرسة حسب تقدير أقرانه له. وقد أظهر التحليل العاملي وجود نوعين للعدوانية هما، العدوانية المادية والعدوانية العلائقية.
3- أداة تقييم الأمهات لعدوانية أطفالهن: وهى استمارة موجهة لأمهات أطفال عينة البحث، والهدف منها معرفة مدى عدوانية الطفل في البيت.
4- مقياس النية العدائية: مجموعة من الحكايات القصيرة الهدف منها معرفة مدى ميل الطفل إلى الانحياز العدائي عند تفسيره لموقف اجتماعي متخيل.
5- مقياس الترشيحات السيسيومترية: يهدف هذا المقياس إلى تحديد وضعية الطفل الاجتماعية بين جماعة أقرانه في القسم الدراسي، من حيث مدى ميلهم له.
الإجراءات:
تم تطبيق المقاييس بعد تقنينها على أفراد العينة خلال الفترة من (11) أبريل إلى (24) مايو، وقد تم اختيار هذه الفترة بالذات لأنه يكون قد مضى على مرور العام الدراسي (8) أشهر، وأصبح التلاميذ يصفون بعضهم البعض جيدا، حيث أن بعض أدوات البحث تعتمد على الخبرات التي يكونها الأطفال داخل القسم مع أقرانهم.
الأساليب الإحصائية:
معامل الارتباط، اختبار (ت) t.test تحليل التباين البسيط.
أهم نتائج البحث:
و هذه النتائج سار بعضها في اتجاه توقع الفروض، في حين أن بعضها الآخر قد سار في اتجاه مخالف لتوقعات تلك الفروض، حيث أظهرت النتائج ما يلي:
1- لا توجد فروق ذات دلالة بين الإناث والذكور في القلق الاجتماعي. وأطفال القسم الرابع أكثر ميلا للقلق الاجتماعي مقارنة بأطفال القسم الخامس.
2- بالنسبة للعدوانية حسب تقدير الأقران، الإناث أكثر ميلا ...
المصدر - مجلة علم النفس - السنة السادسة عشرة - العدد الثالث والستون - يوليو/ أغسطس/ سبتمبر 2002