الوعي المعلوماتي.. ضرورة حضارية تربوية واقتصادية

يعد مصطلح الوعي المعلوماتي information literacy من المصطلحات الحديثة في عالم المعلومات، وقد اكتسب هذا المصطلح أهمية أكبر بعد ظهور الإنترنت وإتاحة المعلومات بسهولة ويسر،كما أنه يعتبر متطلبا أساسيا للأشخاص الفاعلين في مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة.

وللوعي المعلوماتي عدة تعريفات، فالدكتورة عزة جوهري تعرفه بالمعرفة والإحاطة بأهمية المعلومات واستغلالها وإمكانية التعامل معها في الوقت المناسب وبالقدر المناسب لحل المشكلات المعلوماتية وتلبية الحاجات البحثية بقدرات ذاتية تتناسب مع المتطلبات العصرية للوصول إلى مرحلة النضج المعلوماتي ، وتؤكد على أن الجامعات في عالمنا العربي تواجه مجموعة كبيرة من التحديات ، تفرض عليها أن تغير من طبيعتها وأسلوب عملها التقليدي سواء من ناحية التعليم أو الأساليب والتقنيات أو طرق التقويم أو التعامل مع مجتمع الدارسين بخاصة تزويده بالمهارات العلمية اللازمة لتقدم المجتمع وازدهاره.


وهناك تعريفات أخرى للشخص الواعي معلوماتيا تغطي بتفصيل أكثر عناصر الوعي المعلوماتي منها تعريف دويل بأن الشخص الواعي معلوماتياهو من :

يدرك الاحتياج المعلوماتي، و يدرك أن أساس صناعة القرار الذكي هو المعلومات الكاملة والدقيقة، ويحدد المصادر المحتملة للمعلومات، و يطور استرتيجيات ناجحة للبحث عن المعلومات، و يصل لمصادر المعلومات بما فيها المصادر المبنية على الحاسوب والتقنيات الأخرى، ولديه القدرة على تقييم المعلومات، وتنظيمها لأغراض عملية، و دمج المعلومات الجديدة مع المعرفة الموجودة، واستخدام المعلومات في عمليات التفكير النقدي ولحل المشكلات.


ومن هنا تظهر لنا ضرورة تدريب الطالب على الانترنت كوسيلة تعليمية مساعدة لأداء المتطلبات الدراسية، ومن الضروري ايضا ان يتعود الموظف الإداري والفني على طرق الاستفادة من الانترنت في الحصول على المعلومات الخاصة بعمله، فالانترنت تزخر بمعلومات فنية دقيقة في شتى المجالات لم تكن متاحة على مستوى العالم قبل عصر الانترنت، ومن الضروري ان يتعود افراد المجتمع على الاستفادة من الانترنت في أعمالهم الخاصة اليومية والعامة.


اثبتت الدراسات أن الوعي المعلوماتي عند المجتمعات هو المحرك الاقتصادي الجديد، حيث أنه يؤثر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفي توفيرالعديد من الفوائد الاخرى.

وتتيح لنا البرامج المتعددة في هذا المجال صقل المهارات وزيادة الانتاجية،مثل برامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ICDL، مما يحفزنا على أن نتماشى مع اعتماد مبادرات المعرفة الرقمية بالاتساق مع تحديث ورفع مستوى كفاءة التطبيقات التكنولوجية التي تعتمدها المؤسسات.


ويبقى أن نؤكد على أن الوعي المعلوماتي لا غنى عنه في عصرنا هذا، كما أنه مرحلة ضرورية تسبق انتقال المجتمعات إلى العصر المعرفي، ولا يمكن أن تكتمل دائرة الاقتصاد المعرفي بدونه وهذا الأمر يتطلب تكاتف الجهات المسؤولة للتعاون لاثراء هذا الوعي في مجتمعنا وتذليل حواجز استخدام وانتشار الانترنت.