العمل التطوعي لدعم ذوي الاعاقة..

تقدم لنا الحياة مجموعة تجارب وجب أن نستفيد منها

ومن لم تعلمه المدرسة يمكن أن تعلمه مدرسة الحياة.

لذا يمكن تقديم مجموعة أمثلة ناجحة لأشخاص

كافحوا من قريب او بعيد لصالح فئة اجتماعية

عريضة من المجتمع,

وعملوا بإخلاص لإظهار إبتسامة بريئة من طفل يعاني الاعاقة.

هؤلاء هم النماذج الحقيقية التي وجب مساندتها

والوقوف الى جانبها لأنها تتمتع بروح طيبة وطاهرة اتجاه

ذوي الاحتياجات الخاصة .

ساتحدث لكم عن نموذج من الأشخاص عرفته شخصيا وسمعت عنه الكثير.

شخص رائع ومميز بكل المعاني

توفي هذا الشخص رحمه الله منذ سنين . لكن ذكراه راسخة في

عقلي وجوارحي لما أسداه لذوي الإعاقة في المغرب عموما.

مستر جون بريطاني الأصل جاء الى المغرب متطوعا فطاب له المقام

وقرر تأسيس مدرسة خاصة لذوي الاحتياجات في أواخر

السبيعينات من القرن الماضي. تأتى له ذلك

واختار لها مدينة هادئة إسمها الخميسات.

حصل لي الشرف ان دخلتها في بديات التسعينات

فامتدت مدة دراستي فيها ست سنوات الإبتدائية.

تتبع المؤسسة نظام التعليم المغربي

لكن تسييرها الإداري كان تابعا للعصبة الانجليزية.

هذا الإنسان قام بأعمال خيرية كثيرة رغم أنه بدا بها

وهو ليس على دين الإسلام لكنه كان يعرف ربه كثيرا.

أسلم قبل أن يموت صائما في شهر رمضان .

موته كانت خسارة للمدينة كلها, خاصة لفئة ذوي الاعاقة

لما عرف عنه من نبل وأخلاق وإنسانية.

كان يعتبر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أ طفاله

لأنه لم يكن متزوجا , كان يبكي حين يرى طفلا يبكي

لم يسبق لي ان رأيت في حياتي مغربيا او عربيا بمثل شخصه.

حنانه على الاطفال فوق التصور.

كان يلاعبهم أثناء أوقات الإستراحة

يشتري لهم الهدايا ويقف على كل صغيرة وكبيرة

تخص المؤسسة بنفسه.

عينه على راحة الأطفال النزلاء وتسجيلهم في المؤسسة بنفسه

واستقبالهم بقلبه الطيب وابتسامته الوديعة.

عندما علمت المدينة أن مسيو جون توفي بحادثة سير عام 1990,

بكت المدينة كلها لما عرفوه عنه من أعمال خير

فوق التصور.

ببالغ التأثر انهيت قصة هذا الرجل الناذر في زمننا

هذا ,رجل تمنيت لو كان حيا أو لو عاش دوما

أو لو عاشت صفاته خالدة في نفوسنا جميعا.

رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه.

شكرا لكم جميعا