الثورة الرقمية وطبيعة عصر المعلومات (الثورة الثالثة)

أثنوغرافيا …

الثورة الرقمية وطبيعة عصر المعلومات (الثورة الثالثة) ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي

يعالج الكتاب …

مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …

أصل الدين - فيورباخ

الثورة الرقمية وطبيعة عصر المعلومات (الثورة الثالثة) …

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…

مبادئ علم الاجتماع

إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …

نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل
…

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…

الثورة الرقمية وطبيعة عصر المعلومات (الثورة الثالثة)

إن أهم ما يميز المرحلة الراهنة من تاريخ تطور البشرية ما يطلق عليه اصطلاحا (الانفجار المعرفي)، الذي يتجلى في التراكم المعلوماتي الهائل والشامل في مختلف ميادين المعرفة ، النظرية منها والتطبيقية . وقد شاع تعبير مجتمع المعلومات حديثاً بعد أن ظل لسنوات حبيس مراكز الأبحاث والدراسات ، ووقفاً على المتخصصين ، وهو يدل اليوم على وضع المجتمع في العصر القادم ، عصر المعلومات الذي ظهر تحت تأثير التغيرات السريعة والجذرية التي سببتها ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا ، وما يهمنا في هذا المقام هو التأثير المتبادل بين مجتمع المعلومات وبين تقنيات ووسائل التعليم الحديثة ،(عباس،2001،ص18)؛ لقد أخذت وتيرة هذا النتاج المعلوماتي بالتسارع في السنوات الأخيرة على نحو فاق توقعات العلماء وتنبؤاتهم . إن هذه الظاهرة تحمل في طياتها عوامل إيجابية تعمل على دفع المد الحضاري وانتشار التقدم وإشاعته في مختلف بلدان العالم، وذلك تبعاً لقدرة كل بلد على تمثل منجزات هذه الثورة، واستثمارها من أجل إحراز مزيد من التقدم والارتقاء ولكنها في الوقت نفسه تنطوي على بعض مواطن الخطر التي تمكن في التمثل القاصر لهذا الكم المعلوماتي اللامتناهي مما يخلق فجوات وثغرات تقف سداً منيعاً يؤدي إلى انقسام العالم إلى عوالم متناهية بعضها متقدم مندفع في تطوره، وبعضها أقل تطوراً واندفاعاً، وبعضها الآخر متخلف يمعن في تخلفه، (الأحمد،2000،ص5) وغالباً ما كانت تصطبغ العصور بالأدوات التي كان يستعملها الإنسان خلالها، فكان هناك عصر الحديد ، وآخر هو عصر البرونز ، وهي فترات من التاريخ سميت باسم المواد الجديدة التي اعتاد البشر أن يصنعوا أدواتهم وأسلحتهم،(جيتس،1998،ص41)، فلكل عصر من العصور التي تمر بها الإنسانية سمة تميزه عن سواه، فهنالك عصر اختراع المحراث فاختراع العجلة التي ساهمت في تقدم الإنسان تقدماً كبيراً جداً خاصة في مجال الزراعة ومجال المواصلات ، فاستطاع بهما حرث مساحات أوسع من الأرض فزاد إنتاجه من الثمار ، كما استطاع نقل بضائعه الزراعية في العربات التي تجرها الدواب بعد أن تمكن من اختراع العجلة . ولم يحدث شيء يوازي هذا التقدم حتى تمكن حداد ألماني الأصل في عام 1450 من صنع آلة للطباعة ، وقدم أول مطبعة إلى أوربا ، وكان مجموع الكتب في أوربا عندئذ 30ألف كتاب ، ثم أصبح بعد ظهور آلة جوتنبرغ بحلول عام 1500م ،9 ملايين كتاب ،(جيتس،1998،ص21-22)، وتم اختراع الآلة البخارية ثم آلة الاحتراق الداخلي ، فبدأ عصر الصناعات الثقيلة حيث اخترعت القاطرات والسفن التي تعمل بالآلات فالسيارات"وتوافرت وظائف و أعمال جديدة، مثيرة للاهتمام ، ونمت ثقافة حول هذا الشكل الجديد للنقل ،(جيتس،1998،ص22)،وجاءت صناعة الكهرباء لتضيء الطريق لهذه النهضة الصناعية الزاهرة ، في عصر كان الاقتصاد فيه يعتمد كلياً على الصناعات الثقيلة والخفيفة. فاتسعت مدارك الأمم وتقاربت مواقعها وتداخلت خبرات شعوبها حيث تعددت وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة من محطات أرضية وشبكات آلية وأقمار صناعية تتخاطب بشتى لغات المعمورة وتتبادل المعارف والمعلومات وتتسابق نحو التحصيل والتفوق فحق لنا أن نقول إن العالم اليوم أشبه ما يكون بقرية واحدة يتسابق ساكنوها نحو الأفضل ،(العريني ،2003).لقد شهدت السنوات الأخيرة تغيرات متلاحقة وسريعة في تكنولوجيا المعلومات، وهذه التغيرات ليست كمية فحسب، بل نوعية أيضاً. ولذا فإن لهذه التغيرات بالغ الأثر في كافة جوانب المجتمع الإنساني. حيث التغير من مجتمع الصناعة إلى مجتمع المعلومات والانتقال من العمل البدني إلى العمل العقلي، والانتقال من إنتاج البضائع إلى إنتاج المعلومات وتسويقها.وقد أدت التقنيات الحديثة في مجال المعلومات إلى الخفض من تكاليف الإنتاج والتنويع في المنتجات، كما أفضت إلى ظهور منتجات جديدة تماماً. ولذا أصبحت تكنولوجيا المعلومات تشكل تهديداً بعيد المدى لسلطة رأس المال. ونتيجة لتلك التغيرات يصبح العديد من التخصصات غير مطلوبة، وتحل محلها تخصصات جديدة لم تكن معروفة من قبل. لذلك يتوقع علماء المستقبل أن مشاكل مجتمع المعلومات تتمثل في صدمات المستقبل الناتجة عن عدم قدرة الأفراد على الاستجابة بسهولة للتحولات السريعة في كافة المجالات.ومع التحول من العمل البدني إلى العمل العقلي الإبداعي تتغير الأسس التي قامت عليها العملية التعليمية في المجتمع الصناعي، حيث كان يتطلب مهارات يدوية وجسدية في الغالب ، وهي مهارات مرئية يستطيع المتعلم أن يرى نتيجة عمله ويقومه ، ويتحقق من مدى إتقانه وجودته ، إلا أن عصر المعلومات يتعامل مع مهارات عقلية غير مرئية ، ونحتاج لجعلها شفافة ومرئية ، حتى يسهل تعليمها وتعلمها ،(القلا 20001،ص6)،لقد حطم مجتمع المعلومات الحواجز التي كانت تحد جوهرياً من نفاذ معظم الناس إلى المعلومات والمعرفة والثقافة ، وتمهد أمام إبداعات جديدة في مجال العلوم والمعرفة ، (عباس،2001،ص24)، ويصبح من الضروري إعادة بناء العملية التعليمية على أسس جديدة تتفق مع الواقع الجديد؛ وتصبح الألفة باستخدام الحاسبات الآلية مهمة بدرجة أكبر مما مضى، خاصة لمن هم على وشك الانضمام إلى قوى العمل،(عبد الحميد،2003) ” ومن السمات التي تميز عصر المعلومات تعدد الصناعات ذات العلاقة بالمعلوماتية والتي تعتمد على قواعد المعلومات كوقود لها بدلا من الفحم الحجري أو المشتقات البترولية والطاقة النووية . والحاسوب هو عبارة عن الجهاز المتحرك لهذه العملية الكبيرة بدلا من جهاز الاحتراق الداخلي أو سواه من الأجهزة المحركة لدفة الصناعة الميكانيكية، (العريني،2003)، وتشكل ثورة المعلومات الثورة الثالثة بعد ثورتي الزراعة والصناعة ، وتتميز المعلومات في عصر المعلومات الإلكترونية بتسهيل تحولها من طاقة لأخرى عن طريق ترميزها بالرقمين (0،1)، ووضعها في خوارزميات تمكن من تخزين المعلومات وتحولها من جهاز لآخر ، ومن قناة لأخرى ، ومن طاقة لأخرى مما غير من حياتنا اليومية ،وجعل المتقدمين بها يعيشون المستقبل في الحاضر ، وهذا يجعل بعض المعلومات الماضية بادية مهجورة وغير مستعملة ، وكأنها غذاء أو دواء فات أوانه ، ويضطر الإنسان إلى المعرفة المفيدة في حياته الخاصة والمستقبلية ، مما زاد من أهمية المستقبل وضرورة التعليم للتكيف عه ، بمرونة وسرعة ، بل وتسارع كبير حتى يستطيع الإنسان المعاصر تحسين حياته في الحاضر والمستقبل ويفيد عائلته ومجتمعه،(القلا،1999،ص35). وقد ركز جذور المعلوماتية العديد من العلماء الأوائل في علم المعلوماتية والسبرانية ، مثل (شانون ووبغر)عام 1949 و(نوبرت واينر Wienerعام 1949، وروس أشبي عام 1957،" وعلماء آخرون ركزوا على آلية التغذية الراجعة في المعلومات والتعليم ، مثل ولبرشرام 1963في تقنيات التعليم المبرمج وكل هذه المعلومات تطورت إلى ظهور علم فرعي اسمه (علم المعلوماتية) الذي يصف بنية المعرفة ونموها استناداً إلى التحليل للوثائق ، مما أدى إلى شيوع عبارة (عصر المعلومات) المختلفة جذرياً عن عصر الصناعة، والذي أشاع مفاهيم العولمة الشمولية في التعليم والمعلومات ، وغير من دور الطالب والمدرس والمدرسة ، ونقل التعلم الذاتي من المدرسة إلى البيت والمكتب ومكان العمل . وكان الاتصال مكوناً مهماً في عصر المعلومات مما جعل الكثيرين يربطون بينهما، وبانتقالنا من عصر الصناعة إلى عصر المعلومات والاتصال وظهور علم المعلوماتية ،الذي لا بدلنا من التركيز على تطبيقات المعلوماتية في التربية لدى المتعلمين والمعلمين ، سواء تم ذلك في التعليم النظامي في وزارتي التربية والتعليم العالي أم بالتعلم الذاتي غير النظامي ، في تعليم الكبار ، أو التعلم العرضي في وسائل الإعلام و المعلومات التي طغت على حياتنا الحاضرة ، ويستمر تحكمها في سلوكنا اليومي في البيت والمكتب ، وفي كل ميادين الحياة اليومية ، حتى نعيش هذا العصر ولا نتخلف عن الآخرين"، (القلا،2001،ص6-7). لقد شهدت السنوات الأخيرة تغيرات متلاحقة وسريعة في تكنولوجيا المعلومات، وهذه التغيرات ليست كمية فحسب، بل نوعية أيضاً. "ولذا فإن لهذه التغيرات بالغ الأثر في كافة جوانب المجتمع الإنساني. حيث التغير من مجتمع الصناعة إلى مجتمع المعلومات، والانتقال من العمل البدني إلى العمل العقلي والانتقال من إنتاج البضائع إلى إنتاج المعلومات وتسويقها" ،(عبد الحميد،2004،ص1)

1-2-مفاهيم أساسية في (تعليم – تعلم – تدريس )الحاسوب :

1-2-1- التعليم اصطلاحا:ً

هو جعل الطرف الآخر يتعلم ، ويقع على العلم والصنعة ، والتعليم منذ القدم وحتى الوقت الحاضر يعرف بأنه نقل المعلومات المنسقة في حصص قابلة للاستظهار والحفظ ومودعة في كتب معينة ، وتعليم الحاسب هو عبارة عن معلومات تلقى ومعارف تكتسب تتعلق بعلوم الحاسب من قبل المعلم وهو عملية ملئ العقل بالمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع ويعرفه بعض التربويون أنه عملية تلقين الطلبة معلومات مختلفة وتدريبهم على بعض العمليات أو التجارب المنصوص عليها في المنهج الراسي وهو عملية نقل أو إيصال معلومات أو خبرات أو مهارات إلى أفراد أو فرد بطريقة ما ، وخلاصة القول فإننا نعني بتعليم الحاسوب تقديم المعلومات والمعارف والخبرات المتعلقة بالحاسب الآلي من المعلم إلى المتعلم الذي سيكون سلبياً في كل تفاصيل عملية التقديم ، على افتراض أن مقدم المعلومات والمعارف هو الأعرف بها من غيره والمتعلم يتقبل منه ذلك من غير التشكك أو المشاركة من أي شيء .

إن التعليم هو بوابة مجتمع المعلومات،وهو أحد ركائزه الهامة وأحد جوانبه المشرقة ، ويوفر التعليم أفضل الوسائل لكسر القيود التي كانت تعيق أو تصعب الاطلاع على المنجزات العلمية والمعلومات التقنية الحديثة ، وإن كانت الظواهر التالية هي التي حولت التكنولوجيا إلى قوة تقود تغييراً عميقاً في ميدان التعليم:

· الوسائط المتعددة : وهي التي حطمت الحواجز بين وسائط المعلومات والاتصال والإعلام المختلفة.

· التكنولوجيا النقالة: وهي التي حررت الأفراد من قيود التواجد في مكان معين ،للاتصال والنفاذ إلى المعلومات العلمية وحيازتها، وجعلت بإمكان الأفراد في المناطق النائية المعزولة أن ينفذوا إلى أرقى المؤسسات التعليمية .

· الإنترنت: وهي التي غيرت شروط التبادل بين الأفراد ، وسهلت النفاذ إلى المعلومات والإطلاع على المعرفة.

· ثورة الاتصالات :وهي التي تسمح بمرور كميات أكبر فأكبر من المعلومات كل يوم عبر شبكة معقدة من التوابع الصنعية والكابلات الأرضية والبحرية ، مما وفر الإمكانية الواقعية لنقل كمية هائلة من المعلومات بما في ذلك تسهيلات نقل المحاضرات من أماكن إلقائها إلى مناطق نائية من الأرض(عباس،2001،ص24)

1-3- مشكلات التعليم الأمثل في عصر المعلومات:

لابد من وضع أهداف واضحة وتشكيل بنية جيدة للمواد التعليمية، وأن توضع الأهداف وتصاغ البنية بما يناسب حاجات المتعلمين، وإذا كانت مبادئ التعليم غير متوفرة، أو إذا تم تجاهل تلك المبادئ، فإن الفشل سيكون مصير هذا التعليم ويمكن الحكم على مدى فاعليته.و يمكن للتكنولوجيا أن تنفذ تصميماً سيئاً، ذلك أن الوسيلة التكنولوجية إذا لم تستثمر جيداً فإنها قد تسبب انخفاض مستوى المادة التعليمية المصممة بشكل كبير، ولكن العكس غير صحيح، فالتكنولوجيا لا تنقذ تعليماً سيئاً، بل إنها عادة تجعله أسوأ ، وإنه من أهم عناصر التعليم الجيد: الإنتاج الجيد والتصميم الممتاز، فلكل وسط جماليته الخاصة، وله مستويات مختلفة للمهارات المتاحة، ولذا لا بد من استثمار السمات الفريدة للوسط الذي وقع عليه الاختيار، وإن أفضل وسط تعليمي، وليكن الحاسوب كما هو متعارف عليه، سيفشل في إنجاز تصميم جيد، إن تم تناسي ضرورة استخدام التفاعلية في البرنامج الحاسوبي أو تناسي ضرورة تزويده بالمنحنيات، وعمليات المعالجة، أثناء تقدم الطالب في استثمار البرنامج، ومن الواضح أن نتيجة ذلك ستكون فشلاً ذريعاً، رغم أن الحاسوب نظرياً هو من أفضل الوسائل التعليمية(عباس،2005ص12)

1-3-1- التفاعل هو أساس التعليم:

إن تحقيق سوية عالية من التفاعل في المواد التعليمية، وتحقيق تفاعل بين المدرسين والمتعلمين، إنما هو أساس التعليم الحديث المتطور.ويمكن تحقيق تفاعل شخصي عن بعد من خلال استخدام تكنولوجيا مناسبة، تحقق مزايا اللقاء وجهاً لوجه.

1-3-2- عدد الطلبة مسألة أساسية:

لا يمكن اختيار التكنولوجيا المناسبة قبل معرفة عدد الطلبة، الذين ستخدمهم هذه التكنولوجيا، ومن الخطأ اعتماد الدورة المعتمدة على وسيلة تكنولوجية رخيصة والتكنولوجيا التي تصلح لأعداد قليلة من الطلبة قد لا تصلح لأعداد كبيرة والعكس بالعكس.

1-3-3- تعليم المعلمين:

من أهم دروس تطوير التعليم، هو أن المعلمين والمدرسين يحتاجون إلى تعليم، فالعلم في تطور مستمر، والوسائل التكنولوجية المستخدمة في التعليم تتطور بسرعة، وما لم يتم تأهيل المعلمين والمدرسين فإن أفضل البرامج والخطط لتطوير التعليم وأسهلها استخداماً ستفشل في تحقيق أهدافها. ويجب أن يولي المعلمون اهتماماً خاصاً ليس فقط للتكنولوجيا المستخدمة في التعليم، وإنما أيضاً،في المضمون العلمي للمواد التدريسية.

1-3-4- تلبية احتياجات المجموعة الخاصة:

إن التحدي المطروح أمام مصمم البيئة التعليمية، هو أن يكون قادراً على إتاحة النفاذ إلى التعليم أمام أوسع فئات المتعلمين، وأن يرتفع في الوقت نفسه بمستوى التعليم، وكذلك أن يلبي احتياجات مجموعات جديدة ذات أهداف خاصة، وأن يقدم هذه الخدمات جميعها بكلفة أقل من كلفة التعليم بالأساليب التقليدية.

1-3-5- الاستخدام الأمثل للحاسوب:

عندما نسأل ما الذي تستطيعه الحواسيب؟ علينا أن نسأل ما الذي يستطيع أن يفعله الإنسان بالحاسوب؟ وبالنهاية أن نسأل ما حدود الإبداع لتحقيق الاستثمار الأمثل لنقل المعرفة من الإنسان –المعلم، مصمم البيئة التعليمية، ومنشئ مضمون المادة التعليمية، إلى الإنسان-المتعلم، بطريقة إبداعية خلاقة، يبدو فيها المتعلم وكأنه يستكشف العلم، ويكتشف الموضوعات التي أراد مصمم هذه البيئة أن يوصلها له، وبطريقة تستحثه أيضاً ليس فقط على الاستيعاب الكامل للمضمون العلمي الموجود في المادة التعليمية، وإنما أيضاً الاستزادة من المعلومات العلمية في المجال المطلوب، عبر الاطلاع على مصادر أخرى، وإن المفهوم الدقيق لدور الحاسوب هنا، هو أنه لا يمكن أن يكون آلة تعليم تنوب عن المعلم وربما عن الطالب أيضاً، بل هو آلة تقوي قدرة المعلم والمتعلم وكليهما للوصول إلى نتائج أفضل من ممارسة التعليم.

1-3-6- البيئة التعليمية المثلى:

عندما يصمم الفني والتربوي البيئة التعليمية، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، ضرورة اكتساب الطلبة لمهارات جديدة، أهمها مهارات تجميع المعلومات وتنظيمها وتحليلها وتلخيصها وتخزينها بطريقة تسمح باسترجاعها بسهولة، واستخلاص النتائج الجديدة منها، وبناء دراسات جديدة بالاعتماد عليها. فليس المهم هو نقل المعرفة فقط بل الأهم هو إثارة الفضول العلمي، وزرع موهبة الاكتشاف والإبداع، وتجربة كل شيء جديد، واكتساب مهارات تنظيم المعلومات العلمية وتجاوزها إلى مرحلة أعلى.

1-4- الحاسوب و التعليم التفاعلي :

إن التعليم التفاعلي يركز على "تعليم المتعلمين وتعويدهم على القيام بمجموعة من العمليات العقلية النشطة التي تستند إلى التأمل الناقد والتفكير لابتكاري ، بدلاً من الحفظ والاسترجاع واستخدام المعلومات كأداة بدلاً من استخدامها كغاية في حد ذاتها، وبذلك فإن الطرق التفاعلية تتطلب من المتعلم أن يتفاعل مع المعلم ، أو مع المتعلمين الآخرين ، أو مع المادة الدراسية ، وهذا يعني أن المتعلم يكون أكثر نشاطاً وفاعلية منه في الطرائق العرضية ، فهو يشارك بتوجيه من المعلم في اكتشاف المعرفة ، وتشكيل التعميمات ، واكتشاف الترابطات ، وبناء المفهومات، وهذه الطرائق تقسم لمجموعتين ثانويتين :

1-4-1- طرائق تفاعلية غير منهجية : وهي تقوم على حوار يفتقر إلى خطوات محددة ، ويعتمد على أسئلة ارتجالية شفهية غير محضرة وغير مدروسة يطرحها المعلم . وهذه الأسئلة تفتقر إلى خلفية علم نفسية واضحة .

1-4-2- طرائق تفاعلية منهجية : وهي طرائق واضحة الخطوات ، تقوم على أسس علم نفسية واضحة"،(الحصري والعنيزي،2000 ص48)،كالتعليم المبرمج بالحاسوب والوسائط المتعددة.

و قد ازداد استخدام عبارات التقنيات المتعددة والتفاعلية والبرمجيات التدريسية في أدبيات الحوسبة التربوية ، بعد الثمانينات لأن التفاعلية أصبحت الميزة الأساسية للتعليم بالحاسوب ليقوم بوظيفته التعليمية والتربوية كما أن الحاسوب يستخدم تقنيات متعددة ولذلك شاعت التقنيات المتعددة بالحاسوب، وتسعى النصوص المخصصة لموضوع التفاعلية بعرض البرنامج التعليمي المبرمج بنمط متعدد الخيارات والتقنيات وليس بالنمط الخطي ، وفي كل خيار تستجيب إليه تقوم صحته بالتغذية الراجعة التي تعزز مساره أو تصححه في كل وحدة تعليمية صغيرة للوصول إلى الإتقان والجودة ويختلف التفاعل الإيجابي العام عن التفاعل السلبي الذي ظهر في التعليم المبرمج السابق لأن المتعلم بالحاسوب يتحكم بالأسئلة والمعلومات المختارة ، ومعالجة المعلومات والأجوبة ولكنه لا يتحكم بمسار التعلم ، لأنه محدد سلفاً من مصمم البرنامج ، كما لا يتحكم بالتقويم لأنه يتعلق بتصميم أجوبة المتعلم. ويتوقع أن يكون اندماج التقنيات المتعددة والتفاعلية في معظم برامج الحاسوب سواء كان مخصصاً للتعليم أو للثقافة بالموسوعات العلمية المتخصصة المتعددة التقنيات ، لأن المتعلم يتنقل في هذه الموسوعات من موضوع لآخر ، ومن تقنية لأخرى وهذا ما ييسر التعلم الذاتي بما يناسب حاجات الفرد ، وسرعته ومستواه التعليمي . ويوفر موقع الويب في الإنترنت إمكانات التعلم بالتقنيات المتعددة بالكتابة ، والسمع ، والبصر ، والفيديو ، والإشارات بمجرد الضغط على زري الفأرة التي تنقل الباحث والمتعلم من موقع آخر حسب الطلب(القلا،2001،ص16)،" إن التعليم والتعلم عن طريق الحاسوب يهيئان للمتعلم بيئة تعليمية نشطة وتفاعلية تقل فيها بدرجة كبيرة عملية التشتت وعدم الانتباه والتي كثيراً ما تحدث أثناء استخدام طرق التدريس المختلفة خاصة تلك التي تعتمد على الإلقاء وذلك لأن تقديم المادة التعليمية للتلميذ مرتبط باستجاباته للمثيرات التي يقدمها له الحاسوب ، وكما نعلم فإن درجة نجاح التعليم والتعلم للإتقان ارتبطت ارتباطاً كبيراً بالوقت الذي يقضيه المتعلم في التعلم النشط"،(الفار،1998،ص67)، ويعرض الحاسوب بالسرعة المناسبة لكل فرد ، ويتكرر العرض مرات ومرات دون كلل أو ملل ، بالإضافة إلى ذلك ، يمكن المتعلم من الاستجابة الفعالة ، التي تكون في الغالب بالضغط على مفاتيح الحاسوب ، أو لمس شاشته ، أو رسم مخططات على لوحة إلكترونية متصلة بالحاسوب ، ويقوم الحاسوب بموازنتها بما لديه من إجابات : فيقدم التعزيزات الإيجابية للمتعلم إذا كانت إجابته صحيحة ليواصل التقدم في تعلمه من نجاح إلى نجاح ، أما عندما يخطئ المتعلم في الإجابة ، فإن الحاسوب يعالج هذا الخطأ بأشكال مختلفة منها : طلب إعادة الإجابة ، أو بيان سبب الخطأ أو توجيه المتعلم إلى برنامج فرعي لتعليم المفهوم الغامض واكتساب المهارة الناقصة ليستكمل إتقان الوحدة التعليمية ؛ أي أن يتقن المتعلم الإجابة الصحيحة وفق المعايير الموضوعة في البرمجية ، وبعدها يتابع الموديول التالي بالوحدة الدرسية . وقد يسجل الحاسوب مجموعة الإجابات الصحيحة ، والإجابات الخاطئة في كل وحدة درسية ، ويعتبر هذا المجموع بمثابة تقويم نهائي للوحدة التعليمية ، ويسجل الحاسوب علامات المتعلم من خلال البرمجية في بطاقة خاصة به ، وقد يرسم له المخطط البياني لتقدمه ، أو مدى انحراف لبرمجية عن متوسط الصف ، ويعرض المستوى الأعلى التي تبقي هدفاً يسعى إليه معظم الطلاب ، لاستكمال الفجوة بين مستوياتهم ، والمستويات الأكثر إتقاناً. وعندما يسجل الحاسوب مدى التقدم في التعلم بشكل فوري ومباشر يحدث الربط الوثيق بين عمليتي التعليم والتقويم ، وهذا الربط هو أحد المكونات الأساسية في إستراتيجيات التعليم والتعلم للإتقان،( الفار،1998،ص46) .إن إدخال الحاسوب في نظام الصف وفي التدريس التفاعلي ييسر عملية الإتقان وسيطرة المتعلم على المهارات السلوكية المطلوبة ؛ ولذلك صممت البرمجيات التعليمية التفاعلية ، وجميعها تسير وفق نظرية ضبط السلوك بأساليب التعزيز الإيجابي ، الذي يقدم للمتعلم مستمراً أو متقطعاً ، وفق مستواه في تعلم المهارة أو المفهوم ، (الفار1998،ص47) . فالتفاعل إذاً يعني اتصال المعلم والمتعلم ، أو بالعكس ضمن سياق التعلم والتعليم ؛ وقد يتم التفاعل بين المتعلم والتقنيات عن طريق الوصلة البينية inter face . وقد يتفاعل المتعلم باقتباس نصوص أو طرح أسئلة أو إجابة عنها أو مناقشتها وحل مشكلات وربط المفاهيم والموضوعات وتحليلها وتركيبها . وعندما يلتزم المتعلم بإنجاز برنامج فإنه يشارك في التفاعل الذي يؤدي إلى تحسين تعلمه ودراسته لأن التغذية الراجعة المستمرة ، إما أن تعزز التعلم أو تصحح الأخطاء والمسارات ويتوصل المتعلم عن طريقها إلى الإتقان والجودة . ويسير المعلم والمتعلم في التعلم ضمن مسار متصل طرفاه القطبان المعلم والمتعلم ، (القلا،2001،ص17) . إن النجاح المتكامل للحواسب في مجالات التربية يعوزه أمرين اثنين:

1 - ا لحرص الشديد والتفكير العميق في فهم الطبيعة الحقيقية لتلك الأشياء المسماة بالحواسب.

2- النشاط والتفاعل المشترك والعمل البحثي بين علماء الفييولوجيا والتربية ومدرسي الصفوف

،(chadwick,2002,p35)

1-4-5- فوائد التعليم التفاعلي:

1- يحقق أهداف التعليم الفردي .

2- يقدم المادة التعليمية في شكل موضوعات متسلسلة .

3- يعطي الطالب الفرصة الكافية لتعلم أي موضوع والتمكن منه قبل الانتقال لموضوع آخر.

4- يتعلم الطالب بالسرعة التي تتناسب مع قدراته وهو يتنافس مع نفسه.

5- يتم عرض المادة بشكل منظم ومقنن ودقيق،(الفار،1998،ص48)؛ وجدير بالذكر أن البرنامج التعليمي إذا لم يحسن إعداده وفق معايير معينة فقد يصبح مجرد عرض عادي لمعلومات كما هي الحال لعرض صفحات كتاب على شاشة حاسوب دون تفعيل المتعلم وتفاعله مع المعلومات.

1-5- مبررات استخدام الحاسوب في التعليم :

يستخدم الحاسوب في التعليم للأسباب التالية

1- الحاجة الماسة لاستخدامه في العالم الحديث.

2- تطوير القدرات الفردية.

3- لتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية.

4- لاستخدامه كوسيلة تعليمية في جميع المناهج والمواد التعليمية.

5- لإكساب الطلاب الثقة في استخدامه في مستقبلهم.

6- لفهم أفكار وتوجهات الشعوب في هذا العالم.

7- لبناء الإنسان الصالح القادر على خدمة وطنه من خلال الحاسب الآلي.

8- أصبح الحاسوب وسيلة أساسية وضرورية للكثير من الوظائف والأعمال،(الخريزي،2003).

نقلا عن موقع الاستاذ علي الشمري

» الثورة الرقمية تضع الإعلام العربي على مفترق طرق
» الثورة الرقمية المضادة: مقاربة سوسيولوجية لجرائم الفضاء الالكتروني
» الجماعات الهامشية دراسة أنثروبولوجية جماعات المتسولين بمدينة القاهرة.
» الجامعة الافتراضية : تحدي الألفية الثالثة
» كتب حول الثورة