خطاب الفضائيات والتغير الاجتماعي
مازن مرسول محمد
طالب دكتوراه – كلية الاداب – جامعة بغداد
مـقدمـة:
لربما يكون الكلام عن الفضائيات او الصحون اللاقطة ومضمونها الاعلامي اليوم هو من القضايا ذات الاهمية الكبرى ، لما لها من مقومات قد قلبت حقيقةً الأسس التي تقوم عليها حياة المجتمعات التي دخلت اليها ، واعادة صياغة بناءات وقيم مستوردة متبناة في مجتمعات اخرى . فدخول البث الفضائي ما لبث ان جاء حاملاً معه ايجابياته وسلبياته ، وما يهمنا هنا هو كشف هذه السلبيات والوقوف قدر الامكان عليها، لخطورتها التي بدأت تفتت وتصدع وتغير اسس ومقومات مجتمعاتنا المحلية . فما هي تأثيرات البث الفضائي السلبية ، وفي اية اتجاهات تصب ، وما هي الآلية الناجعة لتلافي مخاطر البث الفضائي ؟
ان كلامنا سيدور حول اربعة محاور ، سنتطرق في المحور الاول الى مقاربة في تعريف المفاهيم ، والثاني اثر الفضائيات في التغير البنائي الوظيفي ، في حين يتطرق المحور الثالث الى اثر الفضائيات في التغير القيمي ، ومن ثم كيفية مواجهة سلبيات البث الفضائي كمحورٍ رابع .
المحور الأول :
تعريف المفاهيم :
1- الفضائيات : ان ذكر بداية وتطور الفضائيات كصحون فضائية تسبح
في السماء ، يمكن ان يكون تعريفاً كافياً لها .
لقد كان التقدم في صناعة واطلاق الصواريخ فاتحة عهدٍ لبداية انطلاق البث الفضائي والقدرة على حمل الاقمار الصناعية المختلفة (1) .
ان الفضائيات كغيرها من آليات المعلوماتية المختلفة ، وتقنيات الاتصال المتسارعة في التطور ، وفي الوقت الذي باتت تختصر المسافات وتقرب البعيد عبر الحدود، فأنها تعولم الحياة الخاصة وتكسر خصوصية الافراد ، وتقوم بتنميط السلوك والتوقعات والاهتمامات (2) ، وتخلق تركيبة انسانية منجذبة لكل المواد المبثوثة عبر هذه الآليات .
وبشيء لا يقبل الشك فالفضائيات اصبحت سلاح نحارب به اليوم من قبل الغرب ، ولكن هذا السلاح اصبح افتراضياً تنقله الاتصالاتية المعلوماتية وبضمنها الفضائيات .
فالاعلام الغربي الذي كان قبل خمسين عاماً ضئيل الفاعلية في تأثيره على المجتمعات العربية وعلى قضاياها ، فأن ثورة المعلومات قد جعلت منه اليوم وسيلة تفوق بقدرتها على الزعزعة والاضرار قدرة الجيوش (3) ، بل ولعلها من امضى الاسلحة لقابليتها الكبيرة على خلب لب المشاهد ، وسهولة الحط من قيمه عند التلاعب به من خلال عرض العالم بكل دقائقه امامه .
2- التغير الاجتماعي : من الممكن ان يكون الاصطلاح دالاً ومعرفاً لنفسه وبحد ذاته ، الا اننا مع ذلك سنتطرق لتعريف التغير الاجتماعي ، حيث تم تعريفه بأنه التحول التلقائي او المخطط الذي يطرأ على البنى التحتية والفوقية للمجتمع ، اذ تتحول هذه من نمط بسيط الى نمط معقد ومتشعب يتماشى مع طموحات واهداف النظام الاجتماعي (4) .
وحقيقة ان دخول الفضائيات قد حمل معه تغيير مقصود للمجتمع في بناءه ووظائفه ومعتقداته وقيمه وافكاره ، فمنه ما زاد من تطور وتقدم المجتمع ومستمر في ذلك ، والآخر قد زاد من اعاقة وهدم بنى المجتمع وتمزيق وتغريب قيمه وثقافته، وذلك مناطاً بالطريقة او الآلية التي تم التعامل بها في استقبال الخطاب الفضائي ، وهل كان في جانب الفائدة او الضرر منه .
المحور الثاني :
تغيير بنائي وظيفي :
لربما يكون كلامنا فيه نوع من الإجحاف بحق آلية البث الفضائي عند ذكر سلبياتها والمتعلقة بالاستخدام السيئ لها ، دون التعرض لما جلبته الفضائيات من فتح آفاق رحبة وواسعة قد زادت من رصيد المعرفة الانسانية الواسعة والاطلاع عن كثب على العالم، لمن تجاوز الوقوع في مخاطرها وفهم كيفية التعامل معها لجني الارباح منها دون تكبد الخسائر .
ان قنوات البث الفضائي قد باتت لها اهمية كبرى تتمثل في تحقيق التنمية والتعليم وسرعة ايصال المعلومات الى المناطق النائية والمعزولة ، عن طريق التلقي المباشر من الاقمار الصناعية التي تسبح في فلك السماء (5) ، والتي تجاوزت جميع الحدود ودخلت المنازل بدون استئذان ناقلة العالم بين ايدي المستخدم بكل ما فيه والاطلاع المباشر عليه .
فالقنوات الفضائية في العديد منها تحمل مواد اعلامية ذات فائدة كبيرة للمشاهد ، منها القنوات التعليمية التي توفر حصصاً مجانية في مختلف العلوم ، والقنوات الثقافية الاخرى التي تعرض الندوات والحلقات النقاشية المثمرة ، اضافةً الى مواقع نقل الاخبار الهامة من سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية ومن قلب الحدث وبأقصى سرعة ، وايضاً لا يمكن ان نغفل دور بعض القنوات بعرض الدراما الهادفة للمواطن المستخدم والتي تشد اواصر الاسرة العربية دون تفتيتها .
لقد حققت الفضائيات العربية اهمية كبيرة لا يمكن اغفالها ، فقد ربطت المغتربين العرب عموماً بوطنهم الكبير ، كما أسهمت في رأب التصدع الذي اصيبت به مؤسسات العمل العربي المشترك ، اضافة الى تحسين الصورة التي رسمتها الصهيونية للعرب في دول اوروبا والولايات المتحدة الاميركية ، وما يمكن ان يؤدي ذلك الى المحافظة على التراث العربي عند توجيه مثل هذه القنوات لخدمة المستقبل العربي وازدهاره (6) .
ان من بين القنوات الفضائية الهادفة الى تعزيز التماسك العربي وتحصينه هي القنوات الدينية التراثية التي تذكر العربي بتراثه وتطرح له المقومات الاساسية للمحافظة عليه ، والتي هي بالتأكيد تقف على الضد من الذي يطرح في القنوات الاخرى والهادفة الى تشويه الدين العربي الاسلامي .
كما ان الكلام عن ايجابيات واهمية بعض الفضائيات يقودنا الى ذكر سلبياتها العديدة والتي لا تحصى . فدخول هذه الآلية للمجتمعات العربية هو بمثابة دق ناقوس الخطر على مؤسسات البناء الاجتماعي ، وجعلها في مواجهةٍ خطيرة ، يحتم عليها التصدي الحازم لكل سلبياتها للمحافظة على اصالتها ووجودها .
لقد جاء شعار العولمة التي تعد الفضائيات احد اذرعها الواسعة بأنها آيديولوجية تسعى الى اسقاط الارتباطات العائلية والوطنية والدينية والقومية والثقافية والطبقية للانسان بغية ربطه بالتكنولوجيا والحياة الجديدة ، التي تصنعها الاجيال المتعاقبة من تطوراتها المختلفة (7) .
ان كثرة البرامج الوافدة من الفضاء سوف ترغم افراد الاسرة على الجلوس ساعات طويلة لمشاهدتها ؛ الامر الذي قد يؤدي الى تقليص او تقليل التفاعل الاسري بين الافراد وبالتالي فأن عملية التفاعل اللفظي ستقل هي الاخرى ، وذلك من المهددات الخطيرة التي تواجه الاسرة ، حيث ان غياب التفاعل بين افراد الاسرة قد يؤدي الى حدوث بعض المشكلات ، منها التغاضي عن مشكلات الابناء وعدم الاهتمام بها ، نتيجة التركيز والانشغال المباشر بهذه البرامج الوافدة من الفضاء ، اضافة الى ان صرف الوقت الطويل في المشاهدة سيؤدي الى انهاك الافراد وشعورهم بالتعب والارهاق ، وعندها لا يعير الآباء اهمية لما يحدث في الاسرة من مشكلات ، او لا يأخذوها على محمل الجد ، وايضاً ان هذه المشاهدة الطويلة ستقلل من فرصة تعامل ! الآباء والابناء الكبار مع الاطفال الصغار الذين هم في مرحلة حرجة من العمر(8) ، وهم بحاجة الى من يرشدهم ويوجههم مع تصحيح الاخطاء الواردة عنهم وتلافيها قدر الامكان .
ان بعض الافراد يجلسون امام البث الفضائي وهم مستلبي الارادة ومشدودين الى العرض ، وكل ذلك من شأنه ان يجعل منهم متلقين سلبيين ، وتتكون لديهم اضطرابات سلوكية كثيرة ومتنوعة ، وينتج عن هذه الاضطرابات قطع بعض علاقات الاتصال مع افراد الاسرة ، والاضرار بعملية التنشئة الاسرية ، والتي تعد مقوم اساس للنهوض بالاسرة (9) .
وتبدو الاسرة التي تضم الافراد المستلبي الارادة وكأنها فاقدة لادوارها ، لا بل منشقة على نفسها ، ولا يوجد فيها من يوجه الاطفال والصغار ، ولا يوجد من يعالج المشكلات التي تتعرض لها ، وستتكون نزعة فردية لدى بعض من ينهمك من افراد الاسرة في مشاهدة البث الفضائي دون تمييز بين المفيد والضار منه (10) .
ويمكن القول ان هذه النزعة الفردية ناتجة عن حالة الاغتراب التي خلقتها الفضائيات لدى بعض الافراد ، والتي تعمد الى تشكيل ما يسمى بالمدينة الفاضلة التي توفر كل مستلزمات العيش السعيد والرفاهية ، فيشعر الفرد بأنه يبحر في هذا العالم وشديد الالتصاق به بل وقريباً منه ، فما انفك الفرد يحلم بهذا العالم حتى يجد هوة واسعة لا يمكن ردمها تفصل بينه وبين هذا العالم ، فيعش مغترباً عن نفسه واسرته التي نشأ فيها (11) ، وقد يشعر بأنه ضعيف الصلة بأسرته هذه لدخول مؤثرات البث الفضائي التي قلصت من قوة الترابط بينه وبين اسرته .
وقد اثبتت الدراسات الحديثة على الاطفال مكوثهم امام شاشات التلفاز والبث الفضائي الى مدة تصل الى عشرات الساعات ، بحيث يقضي الاطفال في العالم العربي ودول الخليج ما يزيد عن 33 ساعة اسبوعياً في فصل الصيف و24 ساعة في فصل الشتاء ، وذلك بطبيعة الحال له آ ثاره النفسية والاجتماعية السلبية عليهم (12) .
ان بناء الاسرة ووظائفها معرض للتغير والتقولب من جديد بفعل البث الفضائي ، فتتغير العلاقات وقد تتقلص وتهمل وظائف كثيرة لافراد الاسرة تجاه بعضهم ، وتصبح لكل فرد نزعة خاصة به ؛ الامر الذي يدفع الى تغيير شكل الاسرة من اسرة مترابطة متماسكة الى اسرة مغتربة فاقدة لاوصالها وترابطاتها . كما ان الاطفال قد لا يختلفوا عن الكبار من خلال حدوث ارباك واضح في سلم حياتهم ، من قبل مثلاً اهمال واجباتهم المدرسية وتغير سلوكهم الى سلوك مقتبس مما يشاهدونه من الفضائيات ومرافقة اقران السوء وما الى ذلك .
ولكننا نقف عند نقطة معينة ونقول ان الفضائيات لا يمكن ان تفعل فعلها المؤثر هذا في الاسرة وتغير بناؤها ووظائفها الى الاسوأ لو كان هناك استقبال ملائم او استخدام مناسب لها . فالمسألة باتت تتعلق بكيفية تصرف الفرد المستخدم بهذه الآلية ، فهي جماد لا تقودنا الى ما نفعله وانما نحن من يتحكم بها ويديرها . اذ ان الامر مرهون بتصرفاتنا ، فمن تعامل معها على نحوٍ سلبي من خلال تقبل كل سلبي فيها دون فحصه واخذ الحيطة منه حتى لا يؤثر فيه ، من المؤكد سيفعل فعله فيه من ناحية الحاق الضرر بشكلٍ واسعٍ فيه ، ومن كانت له عيناً فاحصة يميز بين الغث والسمين في الفضائيات ويتحصن منها ، فبالتأكيد ان الفضائيات المفيدة ستؤدي الى بناءه وتطو! ره دون الحاق الاذى به .
المحور الثالث :
التغيير القيمي :
لا يقتصر الامر في ما تتركه الفضائيات من سلبيات تعمل على تغيير البناء والوظائف للبناء الاجتماعي ، وانما هي تساهم وبشكلٍ جدي في تغير ما هو اهم في حياة الفرد في المجتمعات العربية ، وهو تغير الارث القيمي واستدخال الافكار والقيم المستوردة عليه ، والتي هي قد لا تتوافق وتتلائم مع التراث العربي والدين الاسلامي .
لقد بات من الممكن اليوم لجميع سكان الارض القادرين على دفع الثمن ، الارتباط بالصحون الفضائية وبالقنوات التلفزية ذاتها الموجودة في كل انحاء العالم ، والتي تكون موجهة لجمهور عالمي معولم وليس للجمهور المحلي (13) .
كما ان هناك فرق بين ان يكون لكل مجتمع قناته التلفزية الوطنية الخاصة به وبين ان تشترك جميع المجتمعات بشبكة واحدة متعددة الاطراف من البث التلفزيوني العابر لكل الحواجز والفواصل (14) . فالقناة الوطنية ممكن ان تكون موجهة لخدمة البلد نفسه ومحاطة بالرقابة التي تحول دون المساس بتقاليد البلد وتراثه ، ودون الاخلال بقيم وثقافة النشأ فيها .
ان المناخ الثقافي السائد في المجتمع العربي يعد من الظروف المهيئة للتأثر بالبرامج الوافدة من الفضاء ، فبات المجتمع العربي اكثر من اية وقت مضى مهيأ لاستقبال هذه البرامج والتأثر والانخراط مع ما تجلبه هذه البرامج (15) ، سواء كان مفيداً ام ضاراً ، ويمكن ان يكون لوجود عدة عوامل اثر في جعل المجتمع العربي غير محصن ومخلخل البنى فلا يقوى على اختبار صلاحية ما يفد اليه واخذ الحيطة منه ، ومن هذه العوامل ، ضعف الوعي بما يأتينا من البث الفضائي وبكيفية التعامل معه من خلال اخذ الفوائد منه دون الاضرار ، اضافة الى الازمات التي تعرض لها مجتمعنا العربي من الحروب والنكبات والاستهداف الواضح من قبل الغرب وعسكرة المجتمع ، حي! ث ان كل هذه مع عوامل اخرى جعلت من الساحة العربية شبه مشوشة غير قادرة على ضبط تفاعلاتها مع الخارج والتعامل معه بمنطقية وعقل .
لقد اتبع الوطن العربي اقطار العالم الثالث الاخرى في الاعتماد في اخباره على وكالات الاخبار الاجنبية ، والتي تعمد الى صياغة الاخبار بشكلٍ يحقق ما تسعى اليه الدوائر الغربية من تشويه لمواقف واتجاهات الانسان ، وبذلك غدونا مجرد مستهلكين لاخبارهم وافكارهم وعاداتهم وتقاليدهم (16) .
وهنا تكمن الخطورة القاتلة والتي من الممكن ان تقضي على مجتمعنا العربي من خلال جعلنا تابعين في ما نستقبله لمالكي الفضائيات ومصدري موادها الاعلامية .
لقد جاءتنا الفضائيات وكنتيجة لعدم الاستخدام المناسب لها بعدة سلبيات ممكن ان تحطم بناءات وثقافة المجتمع العربي منها:
1- نشر الثقافة الاباحية : لقد اصبح الاعلام المبثوث فضائياً في بعض بلداننا نسخة اخرى للاعلام الغربي ، حيث لا نجد في بعض معلوماته غير المتابعات السطحية وبرامج اللهو الخليع التي تزيد في سطحية التفكير وضآلة العقل وتحرفه عن التفكير في اساسيات الحياة وبالتالي تقتل فيه روح المعرفة والعلم والابداع والمسؤولية وتحوله الى فرد غير مسؤول عن افعاله وغير مبالٍ بالقيم والارث الديني الاسلامي والاخلاق ، ومندفعاً لتقليد ما يشاهده من معروضٍ على هذه القنوات (17) ، ومحاولة تطبيقه شيئاً فشيئاً على حياته حتى يصبح جزءاً من عالمه الخاص ومؤثراً فيه .
في الانقلابات العسكرية او الثورات السياسية يكون الامر منوطاً بفرقة او سرية او لواء عسكري او حزب سياسي ، لكن سلاح الثورة الحالية هو ما يعرض عبر الفضائيات من مواد سرطانية متمثلة بـ ( الكليبات ) ومعها سلاح مساعد يدعى الشات او الدردشة (18) ، والتي هي دخيلة على المجتمع العربي وما هي الا صفقات تصدير مموهة من الاعلام الغربي .
فقد وقعت بعض المحطات الفضائية العربية في فخ المحظور اخلاقياً وقيمياً ، وذلك من خلال محاولاتها الساعية الى جذب المشاهدين بأية وسيلة ممكنة ، فعمدت الى استنساخ مجموعة من برامج اللهو والاثارة غير المألوفة والتي سبق وان جربتها التلفزيونات الغربية في اطار برامج تسمى برامج التصوير الواقعي او تلفزيون الواقع(19) . فبعض القنوات العربية بدأت تتسابق على ارضاء الجمهور العربي وخاصة الشباب واجتذابه لهم بأية صورة من خلال بث المواد التي تتعارض مع التنشئة الاجتماعية العربية وخاصة البرامج المحملة بفنون الاثارة الجنسية والغريزية والتي قد لا نجدها حتى في القنوات الاجنبية (20) .
فاليوم نرى ان العديد من القنوات الفضائية عامرة بكل ما يثير الجنس وبمواد لم يألفها المجتمع العربي من قبل على سبيل المثال ، محاولة تنميط المجتمع على صورة الاختلاط المباشر بين الجنسين والتصرفات الجنسية بينهم ، ووضعها في اطار يوصف على انه ممكن قبوله حتى وان تطلب بعض الوقت .
ان المواد الاباحية منتشرة في الكثير من المحطات الفضائية بدءاً من المحطات المخصصة فقط لبث ثقافة الجنس الفاضحة ، وانتهاءاً ببعض القنوات العربية التي بدأت بتطعيم موادها بكل ما يخدش الحياء ، وخاصة في ما يتعلق بصور الفيديو كليب الخاص بالاغاني التي تعرض صوراً شبه عارية للمطربات ومجاميع الرقص فيها ، وكذلك البرامج الكثيرة التي تثير الجنس وتشجعه ومنها برنامج ( ستار اكاديمي ) المشؤوم وغيره ، مع ابتكار فضائيات الدردشة والشات التي لا تمت للاسلام بأية صلة، وحتى لا ننسى اضافة الى ذلك عرض الافلام المثيرة للغرائز الجنسية والتي بدأت وللاسف الشديد بأخراج العديد من الشباب عن جادة الصواب والزحف وراء الملذات والشهوات .
لقد توصلت دراسة طبية اجريت على عينة قوامها (500) طالبة ممن يشاهدن الفضائيات بشكلٍ منتظم الى نتائج تشير الى اصابة هؤلاء الفتيات بأمراض في الجهاز التناسلي والمجرى البولي وحدوث تغيرات كبيرة طرأت على سلوكهن ، حيث انحصر تفكيرهن غالبية الوقت بالجنس (21) .
كما ان مرض الفضائيات هذا اصبح معترفاً به من قبل الجمعيات الوطنية في العالم وتم تسجيله بكتب الطب الحديثة بأسم ( دش سيندرم ) ، ويؤدي ايضاً الى تغيير عادات وسلوك المصابين به ، ويعمل على زعزعة الاخلاقيات (22) .
ان بعض الفضائيات بقيامها ببث العديد من المواد الاباحية ، ما هي الا محاولة منها لنشر المحظور والممنوع رغبة منها بتفتيت الاسس الاخلاقية للمجتمع العربي مستهدفة على الاخص الشباب منه ، ويمكن القول انها قد نجحت بعض الشيء في ذلك ، فالاتجاه اليوم للاطلاع على تلك الفضائيات هو في اغلبه نحو كل ما يثير الجنس والتلاعب بالغرائز والتي هي بالتأكيد ستصرف الشباب العربي عن كل عمل ورغبة جادة في التقدم والتطور .
2- نشر ثقافة الشعور بالنقص : من المؤكد ان الحال التي عليها المجتمع العربي ومع هذا التلقي السلبي لكل ما يفد من الخارج من المواد الاعلامية ! ، له اثر في تحديد البون الشاسع بين ثقافتنا وثقافة الغرب ، فالفرد العربي بات ينبهر بكل ما يأتيه من الخارج عن طريق ما يشاهده عبر الفضائيات ، والاعلام الغربي يستهدف في ذلك اشعار العربي بالعجز والنقص تجاه الغرب وآلياته المتطورة والهائلة .
ان البث الوافد من الفضاء يطمح الى عرض الحياة الغربية بصورة ايجابية على جميع المجتمعات الاخرى ، والغرض من ذلك هو خلق حالة من الاعجاب والانبهار والشعور بعدم القدرة على المواكبة لدى كل فرد يتعرض لمشاهدتها ، اذ ان هذه البرامج تتمتع بقدر من الجاذبية التي من الممكن ان تصرف الفرد عن متابعة البرامج الوطنية والتحمس لمشاهدة كل ما هو عالمي ، فتصور الحياة الغربية على شكل مدينة فاضلة محببة لدى الجميع (23) ، ولا يوجد هناك من هو قادر على الوصول الى تلك المستويات ، مما يولد الشعور بالعجز لتحقيق ذلك .
فلو تتبعنا وبشيء من الدقة مستخدمي برامج الفضائيات وبفترات متلاحقة لوجدنا ان اغلبهم قد تولدت لديهم فجوة ذاتية بين ما يعيشونه و ما يشاهدونه ، والطامة الكبرى هي عدم قدرة العديد منهم على الوصول الى ما يشاهدونه عبر هذه الفضائيات، وذلك بحد ذاته كفيل بخلق عجزٍ واضح حتى عن القيام بالامور الاعتيادية في الحياة ، والشعور بالاغتراب الذي خلقته تلك المواد ، ومن هنا تبدأ المقارنة والتفضيل لحياة الغرب لدى بعض الافراد مقارنة بوضعهم الذي هم عليه .
3- نشر ثقافة العنف : وقد بدت هذه الثقافة واضحة من خلال تجسيدها في بعض المواد المعروضة في الفضائيات ، فهناك العديد من الأفلام تحمل في طياتها العنف والذي من الممكن ان يؤثر وبشكلٍ كبير على المشاهد وخاصة الفرد المنهمك بكثرة في مشاهدة افلام العنف ، وحتى برامج الاطفال وافلام الكرتون فهي لا تخلو من! العنف الذي ينقل صورة مشوشة مملوءة بالعنف والافعال السلوكية العنيفة ، والتي من المؤكد ان يحاول الطفل نقلها الى محيطه الذي هو فيه .
تدل الاحصائيات الاخيرة التي اجريت في اسبانيا ، ان 39% من الاحداث المنحرفين قد اقتبسوا افكار العنف من مشاهدة الافلام والمسلسلات والبرامج العدوانية العنيفة (24) . ويمكن ان ينطبق الحال نفسه على المجتمعات العربية في انشغال العديد من الاطفال ولوقتٍ كبير بمشاهدة هذه المواد التي تحمل العنف دون رقابة وضبط .
ان العنف اليوم برز بشكلٍ كبير وواضح في مجتمعاتنا ، ومن المؤكد ان الاطلاع غير المناسب على مواد الفضائيات له اثر كبير في انتقال هذه السلوكيات الى محيط الفرد . فالكثير من الجماعات الاجرامية اليوم تمارس الاجرام بطرقٍ مشابهة لبعض الافلام التي تعرض العنف ، وحتى الاطفال باتوا ميالين الى استخدام العنف في العابهم دون اللهو بالالعاب غير الضارة الاخرى .
4- نشر ثقافة الاستهلاك : ان الاطلاع بشكلٍ غير مناسب والتأثر بصورةٍ مبالغة بما يعرض على القنوات الفضائية ، له اثر كبير في ازدياد حدة الاستهلاك وخاصة في ما تلعبه الاعلانات والدعايات من دورٍ مؤثر في ذلك . فالفرد يحاول ان يصل الى مستوى ما يراه عبر هذه الفضائيات ، فيلجأ الى الاسراف المبالغ به دون ترتيب منطقي لاحتياجاته .
فالآن توجد هناك برامج تلعب على دغدغة مشاعر الناس والبسطاء بشكلٍ خاص، وترسخ في المجتمع فكرة البحث عن الثراء السريع والاستهلاك هدفاً وطموحاً نهائياً وبدون بذل جهد حقيقي (25) .
ان الامر بات خطيراً نتيجة لازدياد رغبات البعض من مشاهدي الفضائيات بتطمين حاجاتهم الاستهلاكية وحتى لو بالطرق غير المشروعة ؛ مما قد يؤدي الى انحرافات كثيرة من المؤكد ان المجتمع العربي بغنى عنها .
5- نشر الثقافة المضادة للقيم الاسلامية : بلا شك ان وجود المواد الاباحية والمواد التي تحرض على العنف والاستهلاك والشعور بالنقص ، ستؤدي الى اضعاف المعتقدات الدينية وتشويهها .
ان انغماس الفرد في مشاهدة كل هذه المواد لهو كفيل بأبتعاده عن قيمه وموروثاته الدينية ، التي تمثل نقيضاً لما يطلع عليه . فالفضائيات اليوم وفي اغلبها تهدف الى زعزعة الدين الاسلامي ، ونشرها للمواد اللااخلاقية والهادفة الى الغاء الهوية المسلمة لهو دليل على ذلك .
لقد قامت بعض القنوات الفضائية بتصوير المسلم بطرقٍ متعددة ، فهي اما ان تصوره لصاً او عضواً في عصابة ارهابية ، ويتم التأكيد على ذلك من خلال الاسماء العربية الاسلامية مثل ( محمد وعلي وحسين وغيرها ) ، حتى اصبحت مفردة (علي بابا ) الشائعة في الغرب ذات معنى واضح ، وهي اللص او المجرم (26) .
ولعل اخطر ما تقوم به الفضائيات الغربية هو محاولة تشويه الدين الاسلامي ونعته بالارهاب والتخلف والجمود ، والوقوع في هذه السلبيات المضادة لكل معتقد ديني بات سهلاً بالاستخدام غير المناسب للفضائيات .
6- نشر ثقافة القوة : حيث تحاول العديد من القنوات الغربية وقلة من القنوات العربية المتآمرة من ابراز ان القوة هي في يد طرف واحد متمثل في ( اميركا ) ، وذلك من خلال قيام هذه الفضائيات بعرض مظاهر التسلح والقوة الاميركية ، وبعض الحروب التي قامت بها وقدرتها على الصناعات العسكرية واجتماعات مجالسها السياسية والترويج الاعلاني الكبير لها ، والهدف من ذلك هو توضيح صورة للعالم بأن هناك قوة واحدة فقط هي المسيطرة وتمتلك زمام الامور ، متمثلة بأمريكا .
ومن الممكن ان تكون هناك سلبيات اخرى لم يتم طرحها هنا قد تخلقها الفضائيات مستقبلاً ، او هي موجودة ولكنها غير بارزة على السطح ، الا ان ما تناولناه هو بمثابة السلبيات الرئيسية التي تخلفها الفضائيات ، والتي من الممكن تلافيها عندما نتحكم نحن بها وليست هي من تتحكم بنا ، من خلال التعامل الايجابي والمنطقي معها والهادف الى جني الفوائد منها واخذ الحيطة والحذر من مضارها .
المحور الرابع :
كيفية تلافي سلبيات الفضائيات واعداد العدة لها :
ان وضع آلية عمل او ستراتيجية مناسبة لمنع سلبيات الفضائيات قد لا تكون مجدية ، ما لم نكن نحن جادين فعلاً في لجم شهوات انفسنا ونتحكم بالعقل والمنطق بما يرد الينا منها .
ولابد من التسليم بأن البث الفضائي لا يمكن تجاهله او منعه بسبب انه قد تجاوز كل الحدود والمحطات الارضية بتقنيات تعجز الكثير من الدول على الاتيان بمثلها ، واصبح البث الفضائي يلتقط بسهولة دون اذن من احد او حواجز(27) .
وحتى نتلافى هذه السلبيات والتي بات نشوئها وتغلغلها في بناءاتنا الاجتماعية والقيمية هو رهن بتقبلنا المناسب او غير المناسب لها ، لذلك يجب علينا ان نحدد بعض النقاط الجوهرية والتي من الممكن ان تكون مرتكزات اساسية لتجنب مخاطر الفضائيات ومنها :
1- يجب تحصين النفس ذاتياً ، من خلال الوعي جيداً بما هو قادم عبر الفضائيات ، والتنبه الى ما تحمله في طياتها من سموم غربية ، لذلك يجب ان تكون لدينا عيناً فاحصة تميز الغث من السمين فيها .
2- ان للاسرة دور كبير في عملية ضبط افرادها ومراقبتهم في ما يشاهدونه من برامج الفضائيات ، وحثهم على متابعة ما هو مفيد ومثمر ونبذ كل ما هو ضار .
3- لابد من تشجيع التواصل العاطفي والنفسي بين الاسرة الواحدة ، اذ ان الحل لا يمكن ان يكون في البعد عن الفضائيات نهائياً ، ولكن لابد ان يكون وفق نظام محدد مع التركيز على اعطاء الطفل القيم الاجتماعية وتعريفه ما هو الصواب وتمييزه عن الخطأ (28) .
4- لقد كنا نظن ان الغزو الثقافي القادم من الفضائيات سيأتي عن طريق القنوات الغربية فقط ، ولكننا فوجئنا بأن التسابق في عالم الافساد بما فيه افساد القيم والاخلاق ، قد جاء من قنوات عربية صرفة (29) ، لذلك يجب تقويم التوجهات التي تقوم بها هذه القنوات لخدمة المجتمع العربي دون الحاق الضرر! فيه .
5- ان للاعلام المحلي دور كبير في زيادة الوعي بخطورة ما تحمله بعض هذه الفضائيات ، واذا كان الاعلام المرئي قد صرف النظر عنه وتم التوجه الى الفضائيات ، فيجب ان يلعب الاعلام المقروء كالصحف والمجلات دوراً كبيراً في ذلك ، اضافة الى حملات التوعية بما فيها الندوات والمؤتمرات المكرسة لزيادة الوعي بخط! ورة هذه المواد .
6- كما ان للمؤسسات التربوية كالمدارس والمعاهد والجامعات دوراً كبيراً في تعليم الطالب وتهيئته نفسياً لتقبل المواد المفيدة من هذه الفضائيات ، مع اخذ الحذر من سلبياتها التي لا تعد ولا تحصى .
7- يجب ان يلعب الوعظ الديني دوراً مؤثراً في تنبيه المجتمع لمضار الفضائيات ، مع ربط ذلك بالثواب والجزاء والعقاب في الآخرة .
8- ضرورة اللجوء الى التراث العربي الاسلامي بأعتباره مصدراً ثرياً لمواجهة تحديات وافرازات العولمة ، وعاملاً مساعداً لتشكيل تجانس ذهني وروحي بين شباب الامة (30) ، وذلك من خلال متابعة القنوات الاسلامية ، مع محاولة فتح القنوات الجديدة وضرورة تحميلها بالمواد التي تنهض بالدين الاسلامي و! نشرها بين الشباب العربي .
9- يجب وضع خطة اعلامية عربية لمواجهة ظاهرة طوفان المادة الاعلامية الاجنبية في التلفزيون العربي ، ومحاولة منع ظاهرة البرامج الواقعية التي لا ترتبط بقيم المجتمع وثقافته ، مع اهمية تحصين الشباب سياسياً واجتماعياً وثقافياً وتربوياً ، وتعميق وعيه بمضامين هذا الغزو وسلبياته (31) .
10- كما ان حاجتنا للدفاع عن هويتنا الثقافية لا تقل عن حاجتنا لاكتساب الاسس والادوات التي لا بد منها لدخول عصر العلم والتقانة ، وفي مقدمتها العقلانية والديمقراطية (32) ، والتي من الممكن ان تخلق لدينا قوة داخلية وحصانة منيعة تساعدنا على ادارة امورنا! بأنفسنا دون التبعية وضياع المنطق .
وحقيقةً ان كل تلك الستراتيجيات لا يمكن ان تكون ذات نفعٍ اذ لم يتبعها وعي ذاتي بخطورة ما هو قادم الينا ، فما نواجهه اليوم ليس كل ما فيه سيء ، وليس كل ما فيه جيد ، فالامر يتوقف علينا نحن وكيف نتعامل مع آلية الفضائيات ، فبأمكاننا ان نتلقى فوائدها ونطور انفسنا ونوسع مداركنا ونحقق طفرات عالية في التقدم ، ونبذ كل ما هو ضار فيها من خلال تجنب الوقوع في شباكها واخذ الحيطة منها ، وبأمكاننا ايضاً وبأنفسنا ان نقع في مهالك هذه الفضائيات التي ترحب بكل من يشاهدها ويطلع عليها ، من خلال الاخذ بملذاتها وتبنيها كمنهج ٍ للحياة ، دون الحذر مما قد تؤديه من نتائج في ذلك المتلقي .
ان مواجهتنا يجب ان تبدأ من داخل انفسنا ، ولا ننتظر من ينبهنا لكيفية اعداد العدة لها ولغيرها من الظواهر . فأن اردنا ان نواكب تقدم العالم ، فلا ننزوي بعيداً عنه ، ولكن ان نحذر الا يجرفنا تيار الغرب الجارف ، فتكون النتيجة مترجمة الى تفكك وانحطاط اخلاقي ، وعندئذ لا نقوى على النهوض من جديد ونكون قد حكمنا على مجتمعنا بالدمار والهلاك .
خـاتـمة
ان الغور في اعماق ما تجلبه الفضائيات من آثارٍ سلبية على مجتمعاتنا العربية اذا لم نحسن التعامل معها ، يمكن ان يعري مساوئنا الكثيرة ، والتي نحن في بعض الاحيان نداري عليها حتى لا تطفو الى السطح .
فالفضائيات بحداثتها وتطورها ، جاءت محملة بكل ما هو مفيد وضار ، ويبقى الانسان هو الفيصل الذي بأمكانه نزع المفيد عن الضار او العكس منها ، فدخولها معناه اشارة لحدوث تغيرات في بناء المجتمع وقيمه وتقاليده ، ولكن ما تطمح اليه المجتمعات هو ان يكون هذا التغير نحو الافضل وكسب التطور والتقدم دون الانحسار والانحلال والتفكك .
الهوامش
1- مازن مرسول محمد ، الابعاد الاجتماعية والثقافية للمعلوماتية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2004م ،ص27 .
2- باقر النجار ، العولمة ومستقبل الاسرة في الخليج العربي ، بحث منشور في مجلة المستقبل العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، السنة 27 ، العدد 308 ، بيروت ، 2004م ، ص130 .
3- جميل الحجيلان ، كيف يواجه العرب الاعلام الغربي مواجهة عقلانية تمنح دفوعهم مصداقية القبول ، مقال منشور على الانترنيت :
www.balagh.com/islam/6v10bzgv.htm-17k.4- د. احسان محمد الحسن ، موسوعة علم الاجتماع ، الدار العربية للموسوعات، الطبعة الاولى ، بيروت ، 1999م ، ص193-194 .
5- مازن مرسول محمد ، مصدر سابق ، ص81 .
6- نفس المصر السابق ، ص81 .
7- صبري مصطفى البياتي ، المعلوماتية وانعكاساتها السلبية على الطفل العربي، بحث منشور في مجلة المستقبل العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، السنة 27 ، العدد 308 ، بيروت ، 2004م ،ص143 .
8- مازن مرسول محمد ، مصدر سابق ، ص43-44 .
9- نفس المصدر السابق ، ص44-45 .
10- نفس المصدر السابق ، ص44 .
11- نفس المصدر السابق ، ص44 .
12- الفضائيات وتأثيرها على مجتمعنا ، بحث كامل وتقارير منشورة على موقع صيد الفوائد على الانترنيت :
Said.net/bahoth/19-3.htm-122k.
13- د. برهان غليون ، د. سمير امين ، ثقافة العولمة وعولمة الثقافة ، دار الفكر المعاصر ، الطبعة الاولى ، بيروت ، 1999م ، ص16-17 .
14- نفس المصدر السابق ، ص18 .
15- د. محمود شمال حسن ، نحن والبث الفضائي ، بحث منشور في مجلة دراسات اجتماعية ، السنة الاولى ، العدد الثاني ، بغداد ، 1999م ، ص94 .
16- د. علي عبد الامير علي ، الثقافات الوافدة وأثرها في الثقافة العربية ، مقال منشور في مجلة دراسات اجتماعية ، السنة الاولى ، العدد الثاني ، بغداد ، 1999م ، ص87-88 .
17- مازن مرسول محمد ، مصدر سابق ، ص89 .
18- عماد الدين حسين ، اوقفوا ثورة الجنس الفضائية ، تقرير من ضمن تقارير الفضائيات وتأثيرها على مجتمعنا ، منشور على موقع صيد الفوائد على الانترنيت :
Said.net/bahoth/19-3.htm-122k.
19- عبد المالك سلمان ، ازمة الاعلام الفضائي العربي بين الافلاس والتغريب ، مقال منشور في صحيفة الوطن على الانترنيت :
www.alwatan.com/graphics/2004/03mar/9.3/daigyhtml/opinion.html-150k.20- خطر الغزو الثقافي والاعلامي على المجتمع العربي ، مقال منشور على الانترنيت :
www.balagh.com/thaqafa/7t100wbp.htm-21k.21- عبدة الاسمري ، نادية الفواز ، البرامج الكرتونية تؤدي الى سلوك اجرامي وموجات التلفاز الكهرومغناطيسية تتسبب في القلق ، تقرير من ضمن تقارير الفضائيات وتأثيرها على مجتمعنا ، منشور على موقع صيد الفوائد :
Said.net/bahoth/19-3.htm-122k.
22- نفس المصدر السابق .
23- مازن مرسول محمد ، مصدر سابق ، ص98 .
24- تقرير منشور ضمن تقارير الفضائيات وتأثيرها على مجتمعنا على موقع صيد الفوائد على الانترنيت :
Said.net/bahoth/19-3.htm-122k
25- جمال سلطان ، الاعلام الاسلامي وتحديات العولمة ، مقال منشور في صحيفة الحياة على الانترنيت :
www.albayan-magazine.com/files/global/05.htm-50k.26- مازن مرسول محمد ، مصدر سابق ، ص103 .
27- د. محمود شمال حسن ، مصدر سابق ، ص100 .
28- تقرير منشور ضمن تقارير الفضائيات وتأثيرها على مجتمعنا على موقع
صيد الفوائد على الانترنيت :
Said.net/bahoth/19-3.htm-122k
29- ماجد بن عبد الرحمن الفريان ، البرامج المعربة وصناعة نجوم الضياع ، مقال منشور على موقع صيد الفوائد على الانترنيت :
saaid.net/Arabic/ar160.htm-48k.
30- غزو اعلامي اجنبي عبر الفضائيات العربية ، مقال منشور على موقع اسلام اون لاين على الانترنيت :
www.islamonline.net/arabic/news/2004-03/08/article17.shtml-71k. 31- نفس المصدر السابق .
32- د. محمد عبد العال النعيمي ، د. اديب قاسن شندي ، العولمة ومستقبل الوطن العربي ، مقال منشور في مجلة الحكمة ، السنة الاولى ، العدد 5 ، بغداد ، 1998م ، ص76 .
السنة الثالثة: العدد 24: ايلول (سبتمبر) 2005 - 3rd Year: Issue 24, Sep: