حلم ليلة ممطرة
بقلم عزالدين مبارك
ها هو الرجل النظيف العفيف قد عاد أخيرا من برزخه وقد ترك الشباب الدروس والكراريس وقد كسدت سوقها وقد علم الجميع بأن مادة الانتخابات هي المنقذ من الضلال وضاربه يضرب في عنان السماء ومن يدخلها مولود في عام السعد. والفتيات يحلمن بالفارس الجديد الوسيم الضحوك حيث حل تفتح الأبواب وقد تسابق حوله القوم من كل فج عميق. يقول كلاما عربيا فصيجا كشعر المجنون وهو يهذي في حب ليلى العامرية ويفتي في الدستور الوضعي والرباني فأي دستور منهما يريد أن يتبعه الحيارى. يراه قومه حجة للإسلام لا يشق له غبار متحديا الشافعي وبخاري المدينة ولينين البلشفي المتعصب للشيوعية القائم من قبره متحديا التحنيط وغبار الزمن. الأحلام تتطاير بين أصابعه كقارئ للفنجان والمنجمين، سحره لا يقاوم في زمن الهزيمة والإفلاس الشعبي والكساد الأخلاقي والتيه فما من مبرر أن يأخذوه لأرض الواقع المهزوم حيث التهلكة والضياع فما مر أحد من ذلك المكان الحصين إلا وأصابه الجنون وخرج من الزمن والتاريخ منبوذا تطارده الفجيعة والوجيعة الدائمة فاتركوا فارسكم المغوار يتلذذ اللحظة الهاربة بعيدا عن المحرقة لكي لا تبكوه عزيزا بدموع من النار فالذئاب تملأ الأدغال محترفة الدسائس والشرور من اليمين ومن اليسار فلا يمكن للكلام بلا عمل منظم وجاد أن يصنع معجزة في بلاد الدجل والنفاق.