محمود عبدالعليم محمد يكتب :
انتبه ... حتى لا تسقط في فخ الابتزاز الإلكتروني
21 اكتوبر 2016
دُرست ظاهرة الابتزاز الجنسي بشكل مستفيض في المجتمعات الأكثر دراية بأهمية البحث العلمي، وبناءً على هذه الدراسات وضعت العديد من الضوابط والسياسات الاجتماعية والآليات التنفيذية لحماية الأفراد من الابتزاز الجنسي. بينما في بعض المجتمعات ومنها العربية لا تزال الظاهرة بعيدة حتى عن النقاش العلمي، وليس الدراسة، رغم ما يثار حول الموضوع من قصص مختلفة.
- ما الابتزاز الإلكتروني؟
الابتزاز الإلكتروني، هو قيام شخص أو عصابات متخصصة بتسجيل مقاطع فيديو غير لائقة للضحايا عبر الإنترنت ثم تهديدهم بنشرها ما لم يدفعوا مبالغ مالية ضخمة، إذ تخوض عصابات تعرف بـ "متعددة الجنسيات" حربًا افتراضية - سلاحها الجنس- عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسكايب، وتجذب مستخدمي الإنترنت وراء مسميات كالحب وربما الجنس في محادثة سريعة مع فتاة يعتقدون أنها جميلة تحقق رغبات الشباب الطامح، إلا أن تلك المحادثات الساخنة تعتبر المرحلة الأولى من عملية ابتزاز قد تمتد لفترة طويلة لتحقيق مصالح مادية.
- كيف يتم السقوط في فخ الابتزاز؟
«أهلاً كيفك.. عندك سكايب؟ أنا وحدي في البيت وعيزة أشوفك على الكاميرا أنا وانت بس.. » جمل كهذه تعبر أثير الرسائل الخاصة في موقع فيسبوك بشكل يومي، وفي أحيان كثيرة يليها لقاء "جنسي افتراضي" عبر سكايب. فكيف تتم العملية؟. الحكاية تبدأ عندما تقوم "فتاة" بطلب إضافة شاب إلى لائحة أصدقائها على فيسبوك أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، ومع الوقت تتمكن من معرفة أصدقاء الشاب وأقربائه على هذه المواقع. وبعد عدة جلسات من الدردشة يتحول الكلام إلى أسلوب الإغراء بطريقة غير مباشرة، ومع ارتفاع "حرارة" الحوار تطلب الفتاة من الرجل أو الشاب الذي تحادثه عبر فيسبوك الانتقال لاستخدام برنامج «سكايبي» من أجل مكالمة فيديو «عاطفية» تروي «ظمأ» الطرفين.
وحينها تقوم الفتاة بالاتصال عبر الفيديو لكن من دون صوت، وتطلب من الضحية التعرّي والاستمتاع بالمشاهد التي تكون عبارة عن مقطع مسجّل مسبقًا يتم عرضه عن طريق برامج معينة، ما يوهم الضحية بأنه يتحدث بطريقة مباشرة مع الطرف الآخر. وفجأة تجد صوت رجولي يقول: «لقد جرى تصویرك، وعلیك أن تسلم المال كي لا نفضحك» ومن هنا تبدأ عملية الابتزاز بطلب الأموال من الضحايا مقابل التستّر على الفضيحة التي تم تسجيلها لهم وعدم إرسالها إلى أقربائهم وأصدقائهم.
- من هم الأكثر عرضة للسقوط في فخ الابتزاز؟
يرى الخبراء أن الأطفال والفتيات، هم أكثر الفئات عرضة لهذه الجريمة، حيث يصل الأذى بهم إلى الابتزاز والتهديد، بعد أن يصل «المجرم» إلى بيانات وصور الضحية أو «التهكير» على جهازه، كما أن هناك مواقع قد تكشف بعض خصوصيات الفتيات، وهو ما يوقعهن في مصيدة «عناكب» الإنترنت. وفي مواقع الإنترنت، توضع صور ومعلومات لابتزاز الفتيات، للحصول على المال أو تسهيل صداقة أو تعارف، وفي هذا الإطار يقوم بعض ضعاف النفوس الولعين والمهووسين بالترويج لمواقع أسسوها لغرض جمع المال من الأعضاء. ويؤكد علماء الاجتماع أن البيوت المتصدعة التي يهرب فيها الآباء من أبناءهم أو تنقطع صلتهم بهم، تدفع الفتيات والأطفال، وربما الآباء أيضاً، إلى البحث عن الدفء العاطفي المفقود، والذي قد يبدأ بعلاقة «بريئة»، وينتهي بمآسٍ وقصص محزنة. ويعتقد الباحث أن من أبرز العوامل التي يمكن تسقط مستخدم الإنترنت في فخ الابتزاز هو الإحساس بالأمان والثقة في أن الشخص الآخر غريبًا، وذلك قد لا يكون دائمًا صحيحًا, فهنالك أشخاص قد يكونوا أصدقاء ومع ذلك نجد منهم من يصطاد ويصور الفتيات وأحيانًا الشباب ويعرض الأفلام على شبكة الإنترنت فالتطبيقات الحديثة تتيح الآن للجميع أن يفعلوا هذا وبكل سهولة.