باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: الأمن الاجتماعي (دراسة حالة- جامعة دمشق) الإثنين يناير 18, 2016 11:08 pm | |
| الأمن الاجتماعي (دراسة حالة- جامعة دمشق) علي أسعد بركات يناقش كتاب "الأمن الاجتماعي"، لمؤلفه الباحث السوري علي أسعد بركات، قضية الأمن بمفهومه المجتمعي الشامل، الذي يضم مختلف المجالات الحياتية. ويستهل المؤلف كتابه بتوضيح ماهية ارتباط مفهوم الأمن الفردي والمجتمعي عند العرب في الجاهلية، بقوَّة العشيرة وسطوتها، مشيراً إلى تبدي حقيقة أن سعي المجتمع العربي قبل الإسلام، إلى توفير نوع من الأمن، أمر يعود إلى عوامل موضوعية وذاتية عدَّة، منها ما هو اقتصادي، ومنها ما يرتبط ببعض القيم العربية السائدة حينها.
ويؤكد بركات أن دراسات عديدة، تمدنا بأدلة متنوعة، على مظاهر سيادة الأمن في المجتمع الجاهلي، مثل: قواعد الأمن في مجتمعات العرب قبل الإسلام، أمن الطرق التجارية، تقديس الأشهر الحرم، تقديس الأماكن المحرَّمة.
ويستعرض المؤلف، آراء مفكرين وفلاسفة عديدين في خصوص مفهوم الأمن الاجتماعي، إذ أشار أرسطو إلى مجموعة من العوامل تؤدي إلى حدوث الثورة، ومنها: الترف الزائد للفئات أو الطبقات الغنية، الخوف المتزايد من قبل السلطة على مواقعها السياسية ومراكزها القيادية، الإهمال الشديد لحقوق المواطنين والدولة، عدم التجانس بين الفئات والطبقات الاجتماعية والسياسية. ويلفت بركات إلى وضوح تميز أفكار أرسطو السياسية، حول عوامل عدم استقرار المجتمع وغياب الأمن الاجتماعي فيه واندلاع الثورات الاجتماعية، بالواقعية والموضوعية.
وأمّا ابن خلدون، فيبين بركات أن المرتكز الأساسي لمفهوم الأمن عنده، هو العصبية، ذلك باعتبارها العنصر الأساسي لقوى الوحدة السياسية وقيام الاجتماع الإنساني، وهي الإحساس المشترك العام الذي يشعر به الأفراد، تجاه ما يربطهم من نسب أو قرابة أو دم أو صلة رحم، وما تقتضيه علاقات الجوار والولاء والحلف أو رفع الظلم، وغير ذلك من مظاهر متعددة تسهم في تحقيق الروابط الاجتماعية والسياسية والتضامن بصفة عامة.
وينتقل المؤلف ليعرفنا على رؤية سان سيمون في هذا الشأن، إذ يجد أنه من الضروري أن يعيش الفرد تحت أقل سلطة مستغِلة من الدولة، ويجب أن يحد ذلك من قبل التشريعات القانونية التي يجدر أن تكفل الأمن والحفاظ على المجتمع والنظام الاجتماعي ككل.
كما أن سيمون هو من أصحاب فكرة ضرورة إعادة التدرج الطبقي في المجتمع الاشتراكي الذي يطمح إليه، حسب مكانة ومركز التدرج الطبقي التي تسمح بتحقيق العدالة الاجتماعية بين الطبقات.
فنظام الطبقات ذو ضرورة اجتماعية وسياسية، شرط حدوث نوع من التساند الطبقي، وأن لا تطغى طبقة على أخرى. ويبرز لدى روسو عدم اعترافه بسلطان إلا للشعب نفسه، ويرى أنَّ العقد أبرم بين أفراد الشعب جميعاً على أن يتنازلوا عن حريتهم الطبيعية الفطرية، غير المحدودة، للشعب، وبذا فليس هناك سلطان سوى الشعب نفسه.
ويشير بركات، بعدها، إلى أنه، وعلى خلاف هؤلاء المفكرين جميعاً، يرى ماركس أنَّ الصراع، وليس الأمن والتوازن والاستقرار، المحرِّك الأساسي لتطور المجتمعات، وصولاً إلى المجتمع الشيوعي المنشود لدى ماركس. ويبدو أنَّ الباحث بركات يميل إلى رأي ماركس، فيقر بأنَّ الاقتصاد يشكل نواة التنمية التي هي مفتاح الأمن والاستقرار، وهو ما تعاني منه معظم دول العالم اليوم. فأعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر في العالم، في تزايد مستمر.
ومشكلات التضخم والبطالة والفساد، غدت من سمات العديد من اقتصادات العالم، وبخاصة الدول النامية ضمنه. وتنسحب هذه الصورة على اقتصادات الوطن العربي. ويلفت المؤلف إلى ان باحثين عديدين، يرجعون أسباب سوء الأوضاع الاقتصادية في الوطن العربي، وبالتالي تهديد أمنه المعيشي والاجتماعي، إلى فشل السلطات الحكومية وسوء إدارتها للمجتمع،
وظيفة مجتمعية
يتناول الكتاب قضية الأمن الاجتماعي من منطلق رؤية تحليلية متكاملة، إذ يعنى ببحث تفاصيلها من خلال قسمين: نظري وتطبيقي. ويوضح أنَّ الأمن في جانبه الاجتماعي يضم المجالات كافة (جنائي وقومي وسياسي واقتصادي وغذائي)، وبتحقيقه يتحقَّق للمجتمع الأمن بمفهومه الشامل. وبذا فمن المفترض أن لا تكون مسؤولية تحقيق الأمن الاجتماعي بمفهومه الشامل مهمة رسمية تقوم بها المؤسَّسات الحكومية وأجهزة الضبط الأمنية وحسب، بل يجب أن تكون وظيفة اجتماعية لكل عضو من أعضاء المجتمع.
المؤلف في سطور
علي أسعد بركات كاتب وباحـــث ســـوري، متخصص في مجال الدراسات الاجتماعيـــة. لديــه مؤلفات عديدة.
الكتاب: الأمن الاجتماعي (دراسة حالة- جامعة دمشق)
تأليف: علي أسعد بركات
الناشر: وزارة الثقافة- دمشق 2011
الصفحات: 214 صفحة
القطع: الكبير | |
|