المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
كتاب في العمل التنمية تنمية الجريمة الجماعات التخلف موريس المجتمع الاجتماعي التلاميذ المرحله المجتمعات محمد الشباب الاجتماعية الاجتماع الالكترونية العنف البحث الخدمة والاجتماعية التغير الجوهري اساسيات
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Empty
مُساهمةموضوع: الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة   الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالأحد يناير 10, 2016 11:15 pm


الشراكة والتنسیق في
تربیة المواطنة
إعداد
أ. د. محمد بن معجب الحامد
أستاذ التربیة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة
بتكلیف من وزارة التربیة والتعلیم
للمشاركة في لقاء قادة العمل التربوي المنعقد في

١٤٢٦/١/٢٨- الباحة خلال الفترة من ٢٦

تتكامل المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية لتشكيل هوية المجتمع وصياغة توجهات أفراده في شتى النواحي . وتعد المؤسسة الاجتماعية الأولى وهي الأسرة المحضن الأساس الذي يؤثر بشكل كبير في التنشئة الاجتماعية للفرد. أما المدرسة فهي المؤسسة الرسمية التي تصيغ قيم وتوجهات الدولة والمجتمع في نفوس الناشئة، وتعمل جنباً إلى جنب مع بقية المؤسسات التربوية والاجتماعية الأخرى لتحقيق ذلك. وفي المجتمع المدني الحديث أصبحت تربية المواطنة أساساً من أسس بناء المجتمع، وهي في المجتمع المسلم تنطلق من احترام المبادئ الإسلامية والقيم الاجتماعية وحرية التفكير وحرية الرأي والتعبير. وتهدف في نفس الوقت إلى تمكين المواطنين من فهم أنفسهم وبلادهم والعالم الذي يعيشون فيه، وفهم ثقافتهم واحترام ثقافات الآخرين.
إن حس الانتماء للدين وللوطن يضفي على نفس الفرد الاطمئنان والاستقرار، وفقدان هذا الحس يؤثر على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في الوطن. وبالتالي فإن التربية والتنشئة على الانتماء للدين وللوطن والبدء في ذلك من الأسرة يعد من أهم عوامل التنمية في المجتمعات. وتنفرد المملكة العربية السعودية بأن الله سبحانه وتعالى شرفها بخدمة ورعاية وحماية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. كما منّ الله عليها بما اشتملت عليه أرضها من الخيرات. وحتى تحقق رسالتها السامية، لا بد لها من إبراز الدور المهم الذي يحتله تراثنا الوطني والإسلامي الأصيل في نفوس وعقول شبابنا، وصيانة عقولهم من آثار الغزو الفكري الدخيل، وإرساء ركائز الدين الإسلامي الحنيف، والتمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية والمحافظة على مقاصدها، والالتزام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكي يتم ذلك فإنه من الضروري التركيز على مؤسسات المجتمع التربوية لتعزيز تربية المواطنة وعقد اللقاءات والندوات والمؤتمرات الوطنية التي تؤصل هذه الرسالة وترسخ معانيها في نفوس أبناء المجتمع باختلاف أدوارهم.
ويأتي هذا اللقاء السنوي الثالث عشرالذي تعقده وزارة التربية والتعليم تحت عنوان "تربية المواطنة" لقاءً مهما يشارك فيه قادة العمل التربوي في المملكة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتوحيد الكلمة وتضافر الجهود والعمل الدؤوب لترسيخ معاني المواطنة الصالحة في نفوس أبنائنا. ومن هنا جاءت هذه الورقة لتناقش بعداً من أبعاد اللقاء وهوالشراكة والتنسيق في تربية المواطنة.

مشكلة الدراسة :
نشرت العولمة ظلالها على كثير من المجتمعات والدول المعاصرة ونتيجة لذلك برزت إشكالات عديدة بعضها يرتبط بضعف الانتماء للوطن وضياع الهوية الذاتية. وأضحى لزاماً على مؤسسات التربية أن تبادر بإصلاح الخلل والعمل على تعزيز انتماء الفرد لوطنه، ووقوفه لمواجهة التيارات التي تهدد أمنه واستقراره ووحدته. ونظراً إلى أن المؤسسات التربوية متكاملة في طبيعتها وآليات عملها، كان لزاماً على تلك المؤسسات أن تنظر بعين الاعتبار إلى كيفية التنسيق في عمل مشترك تربطه أهداف موحدة وتنتظم رؤاه آليات تطبيقية. ومن هنا فإن مشكلة هذه الدراسة تتلخص في تحديد وظائف المؤسسات التربوية وأساليب التنسيق بينها من أجل تعزيز تربية المواطنة، ويشمل ذلك المؤسسات التالية :
- الأسرة
- المسجد
- المدرسة

أهداف الدراسة :
يمكن أن تتحدد أهداف الدراسة فيما يلي :
1. بيان المنطلقات النظرية التي تقوم عليها تربية المواطنة .
2. تحديد وظائف المؤسسات التربوية المؤثرة في تربية المواطنة.
3. بيان كيفية تعزيز تربية المواطنة عبر كل مؤسسة تربوية.
4. رصد أهم الدراسات والتجارب السابقة في موضوع الدراسة.
5. التعرف إلى أبرز أسس ومباديء الشراكة الفاعلة بين المؤسسات التربوية.
6. مناقشة التصور الأمثل للشراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي في تربية المواطنة.
7. صياغة أساليب تعزيز تربية المواطنة عبر التنسيق والشراكة.

أهمية الدراسة :
أولاً : الأهمية النظرية
يعد الاتجاه للتعرف على فعالية المؤسسات التربوية الرسمية منها وغير الرسمية وأساليب الشراكة بينها لتعزيز المواطنة من الاتجاهات الحديثة التي برز الاهتمام بها في أوساط التربويين والمفكرين. ويرجع سبب الاهتمام هذا لما تتمتع به تلك المؤسسات من سمات تجعلها تستحق البحث والدراسة والمناقشة، ومن تلك السمات .
1. أنها تعكس بصورة دقيقة قيم ومعايير المجتمع .
2. إن تلك المؤسسات تحتضن قطاعاً كبيراً من أبناء المجتمع .
3. أن أساليب التنشئة الاجتماعية تتأصل وتنشأ وتتعزز في تلك المؤسسات .
4. طبيعة التكامل والتداخل بين تلك المؤسسات مما يستدعي التنسيق وتنظيم الجهود .
ثانياً: الأهمية التطبيقية
إن المعرفة الشاملة بآليات وأساليب التنسيق والشراكة بين المؤسسات التربوية في سبيل تحقيق تربية المواطنة ستساعد المهتمين في قطاعات التعليم والأمن ورعاية الشباب والشؤون الدينية والاجتماعية وغيرها على وضع الأهداف والخطط المشتركة والبرامج العلمية الكفيلة بتعزيز حب الفرد لوطنه ودفاعه عن حكومته ومقدساته .

مصطلحات الدراسة :
تربية المواطنة:
يقصد بها التنشئة الهادفة إلى تعزيز شعور الفرد بالانتماء إلى مجتمعه وقيمه ونظامه وبيئته وثقافته ليرتقي هذا الشعور إلى حد أن يتشبع ذلك الفرد بثقافة الانتماء وأن يتمثل ذلك في سلوكه وفي دفاعه عن قيم وطنه ومكتسباته. ويرى آلقارا ( Algarra, 2002 ) أن تربية المواطنة تتضمن تنمية معرفة الفرد بمجتمعه وتفاعله إيجابياً مع أفراده بشكل يسهم في تكوين مواطنين صالحين متمكنيين من الحكم على ما يعترضهم داخل مجتمعهم وخارجه.

التنشئة الاجتماعية:
يشير قاموس علم الاجتماع إلى أن التنشئة الاجتماعية عملية يتم من خلالها نقل ثقافة المجتمع إلى الأطفال. ويشير غيث (1990) إلى أنها " العملية الاجتماعية الأساسية التي يصبح الفرد عن طريقها مندمجاً في جماعة اجتماعية من خلال تعلم ثقافتها، ومعرفة دوره فيها". وهي أيضا عند (Markson and Hess, 1989) العملية التي يتعلم من خلالها الفرد أنماط السلوك الخاصة بمجتمعه، ويقوم في الوقت نفسه بتطوير الشعور بالذات. كما تعرف التنشئة الاجتماعية قديماً بأنها عبارة عن عمليات مستمرة، تمتد منذ الولادة وحتى آخر لحظة في الحياة، يكون الفرد من خلالها عضواً اجتماعياً في مجتمعه.( Mercer and Carr, 1957)

المؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية:
يقصد بها في هذه الدراسة مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تعمل بصورة مباشرة في المجتمع ويتم من خلالها اكتساب القيم والأخلاق والتوجهات والمعايير الاجتماعية التي تسهم في تربية المواطنة ويشمل ذلك المدرسة والأسرة والدين وجماعة الرفاق والأعراف والرأي العام ووسائل الإعلام وأجهزة الدولة التنفيذية الأخرى .

منهج الدراسة :
ستستخدم هذه الدراسة المنهج الوصفي الذي يقوم على تحليل المؤسسات التربوية وتوضيح علاقاتها ببعض واكتشاف آليات عملها لتعزيز المشاركة في تربية المواطنة. ويعد هذا المنهج من أفضل المناهج البحثية للتعامل مع مشكلة الدراسة الحالية، إذ إن المنهج الوصفي لا يقتصر على جمع البيانات وإنما يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك وهو تفسيرها والمقارنة بينها وتحليلها واستخلاص الاستنتاجات المفيدة منها.



المنطلقات النظرية لتربية المواطنة :
تعد تربية المواطنة نمطاً من أنماط التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها مؤسسات تربوية رسمية أو غير رسمية. والتنشئة الاجتماعية من العمليات الأساس في حياة الإنسان، ذلك لأن مقومات شخصية الفرد إنما تتبلور من خلالها. وتكمن أهمية تلك العملية في" أنها تقوم بتحويل الفرد من مخلوق ضعيف عاجز إلى شخصية قادرة على التفاعل في المحيط الاجتماعي الذي يحتويها منضبطا بضوابطها". (فرح، 1989: 242) كما تساعد الفرد على الانتقال من الاتكالية المطلقة والاعتماد على الآخرين والتمركز حول الذات في المراحل الأولى من عمره إلى الاستقلالية والإيجابية والاعتماد على النفس وذلك عبر المراحل الارتقائية من عمره. (الكندري، 1412) وتقوم المؤسسات الاجتماعية بدور مهم في التنشئة الاجتماعية لكل مرحلة من المراحل العمرية للفرد، فالأسرة والقرناء و الدين مؤسسات تقوم بتزويد الفرد بجزء من مفاهيم وقيم وعادات وتقاليد ومعتقدات المجتمع.

من هنا فإن لكل مؤسسة من هذه المؤسسات أهميتها الخاصة في عملية التنشئة الاجتماعية، ولكن الأسرة تلعب أهم الأدوار وأقواها تأثيرا في حياة الأفراد، حيث إنها –أي الأسرة - تحتضن الطفل منذ بداية حياته ونعومة أظفاره، فتقوم بتشكيل سلوكه ومقومات شخصيته وتزويده بقيم ومعتقدات مجتمعه بل والأنماط السلوكية المقبولة التي تسهم كثيرا في عملية الضبط في ذلك المجتمع. (الحامد والرومي، 1422هـ) وعملية التنشـئة الاجتماعية إنما تتم عن طريق تلك الأسـاليب التي تـتعامل بها الأسـرة عند تنشئـتها لأبنائها، وكذا الأسـاليب التي تتعامل بها بقية المؤسـسات الاجتماعية الأخرى مع أفراد المجتمع التي يتحدد من خلالها شكل " الأجيال القادمة من البشر الذين يعملون على تقدم المجتمع أو تخلفه. وعليهم يتوقف نمو حضارتهم وانحسارها". (فرح، 1989: 242)

وعليه فإن الرؤية للمنطلقات النظرية لتربية المواطنة هي ذاتها المنطلقات والنظريات التي تفسر التنشئة الاجتماعية وأساليبها. ويشمل ذلك نظرية التفاعل الرمزي (Symbolic Interaction Theory) والنظرية البنائية الوظيفية (Structural Functionalism Theory) ونظرية التبادل (Exchange Theory) ونظرية الصراع (Conflict Theory). وحتى لا ينحرف بنا البحث كثيراً في التنظير لذلك، فإنه من المناسب التركيز على أهم مؤسسات تربية المواطنة ومناقشة الصيغ التي تبرز تأثير كل منها في تربية المواطنة، وبالتالي تحديد الإطار الذي يمكن أن تتفاعل فيه تلك المؤسسات بشكل تكاملي لتحقيق ذات الهدف. وبناء عليه فسيتم دراسة دور كل من الأسرة والمسجد والمدرسة بشكل تفصيلي في تربية المواطنة ويمكن التعريج على ذكر ملامح أساس لبقية المؤسسات الأخرى.

وارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة فطرية مستقرة في النفوس فالوطن مسقط الرأس ، ومقر التنشئة الاجتماعية، ومكان العرض والشرف، على أرضه يحيا الفرد ويعبد ربه ومن خيراته يعيش ومن مائه يرتوي ، ومن كرامته ينال عزته ، به يعرف ، وعنه يدافع ، والوطن نعمة من الله على الفرد والمجتمع، ومحبته، وولائه، دائرة أوسع من دائرة محبة الأسرة، والحي الواحد، وهى في الوقت ذاته أصغر من دائرة الانتماء، والمحبة، والولاء للإسلام. والانتماء للوطن إنما هو معزز للانتماء الإسلامي الذي هو الدائرة الكبرى كوطن أكبر للمسلمين. ومن إحسان الانتماء للوطن تنشئة الأفراد على المحبة والألفة والتماسك بينهم ويمكن أن يتم هذا في إطار الخلية الأولى للمجتمع وهى الأسرة التي اهتم بها الدين الإسلامي وأوضح أنه من لا خير فيه لأهله فلا خير فيه لوطنه وأن من لم يتعود القيام بواجب الانتماء – بعد الإسلام – لأبيه وأمه، فلن يرجى منه القيام به تجاه وطنه. (الزيد، 1417هـ)

إن تربية المواطنة مسلك مهم من مسالك البناء، فهي تزرع في نفوس الصغار كيف أن عزتهم وكرامتهم لا يمكن أن تتحققا إلا بعزة الوطن وإعلاء شأنه، ولذلك فإنها في المؤسسات التربوية تعد عاملاً مصيرياً ترتبط به المسيرة التنموية حاضراً ومستقبلاً، فعندما يتعلم أولادنا قيمة الوطن تعلو في نفوسهم قيمتهم، فالمواطن نواة الوطن، والوطن حصاد المواطن، ومن هنا تأتي أهمية تربية المواطنة التي هي عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع، وتنمية الشعور بالانتماء للوطن والاعتزاز به، وغرس حب النظام والاتجاهات الوطنية، والأخوة والتفاهم والتعاون بين المواطنين، واحترام النظم والتعليمات، وتعريف الناشئة بمؤسسات بلدهم، ومنظماته الحضارية، وأنها لم تأتِ مصادفة بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير، ولذا من واجبهم احترامها ومراعاتها. (الصائغ، 1424هـ) ويستلزم مفهوم تربية المواطنة تنشئة الصغار والشباب وتهيئتهم للمشاركة الفاعلة في الحياة العامة، وتمكينهم ليصبحوا مواطنين مدركين لمسؤولياتهم وحقوقهم وواجباتهم، ملتزمين بالقيم الإسلامية والمبادىء الســــياسية للمجتمع والدولة، مالكين للمعارف والمهارات الأساسية اللازمة للمشاركة الفاعلة في الحياة.

ومن المؤكد أن تربية المواطنة هي حصيلة مجموعة من الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية، وأنه لا يمكن تعلمها بشكل كلي في الكتب والمقررات الدراسية، بل تعتمد بالدرجة الأولى على الممارسات والتطبيقات التي تتم داخل المدرسة أو خارجها. وتربية المواطنة عملية مستمرة، بحيث ينبغي العمل بشكل دائم على تكوين المواطن وتنمية وعيه بنظام حقوقه وواجباته، وترسيخ سلوكه وتطوير مستوى مشاركته في دينامية المجتمع الذي ينتمي إليه. فالتربية على المواطنة في جوهرها تربية على المسؤولية ، إذ من المفترض أن تجعل المواطن مسؤولا كامل المسؤولية، ومشاركا بشكل فعال في مجتمعه. إن غرس وإدراج ثقافة وقيم المواطنة في المنظومة التعليمية، يتطلب أفقا زمنيا طويل الأمد حتى تؤتي أكلها وتنضج ثمارها، وهي في جميع الحالات في حاجة إلى التكامل والتواصل المستمر مع مؤسسات المجتمع الأخرى. كما أن أهداف تربية المواطنة لاتتحقق بمجرد تسطيرها وإدراجها في الوثائق الرسمية، بل إن تحقيق الأهداف يتطلب ترجمتها إلى إجراءات عملية وتضمينها المناهج والكتب الدراسية، ومناهج إعداد رجال التربية وتهيئة المجتمع المدرسي لإدراك تلك الأهداف.

الدراسات السابقة:
تحظى قضية المواطنة في التعليم باهتمام كبير من جانب االاكاديميين و مراكز البحوث. وفي هذا السياق عقد مؤتمر المواطنة في التعليم بجمهورية مصر العربية, والذي ركز على دور المؤسسة التعليمية في دعم ثقافة المواطنة. وتناول المؤتمر مفهوم المواطنة في التعليم من ناحية إجرائية في محاولة لتحديد الحقوق والواجبات، مع عرض لدور المعلم والإدارة المدرسية في تدعيم ثقافة المواطنة وزرع المواطنة الحقيقية في نفوس التلاميذ. كما تناول المؤتمر ازدواجية التعليم وما لها من آثار إيجابية وسلبية في تحقيق وتعميق مفهوم المواطنة, وتم تحديد صور هذه الازدواجيات في عدة محاور هي: ازدواجية التعليم الحكومي والتعليم الخاص بنوعيه الاستثماري والأجنبي, ازدواجية التعليم الفني والتعليم العام, ازدواجية تعليم البنات وتعليم البنين, ازدواجية الأميين والمتعلمين, ازدواجية التعليم الديني والتعليم المدني. كما ناقش المؤتمرون دور المناهج التربوية في تدعيم ثقافة المواطنة, وذلك من خلال تحليل الواقع الموجود بالمناهج, التي يدرسها التلاميذ في المدرسة.
ويؤكد ابن الشيخ (1421هـ) على ركنين أساسين تميزت بهما المملكة العربية السعودية على الأخص (على مستوى الدولة والمواطن) وهما الولاء الديني للإسلام، وولاء المواطن للسلطة. كما يوضح أبرز الأسس للنظام الأساسي للحكم باعتباره المنظم لعلاقة الحاكم بالمحكوم والمواطن بالوطن، ويتجه نحو الوطن الصغير للإنسان وهو (الأسرة) مخصصاً الفصل الرابع من كتابه للحديث عن رسالة المواطن نحو أسرته من تربية للأبناء وعشرة صالحة للزوجة وقبل هذا بر بالوالدين. ويختتم الكاتب كتابه ببيان أبرز الحلول للمشكلات التي تواجه المواطنة الصالحة وذلك عبر تفعيل دور الأسرة وتكويناتها الأساسية إضافة لدور المسجد و المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام نحو ترسيخ المبادئ الوطنية والتصدي للعوائق التي تعترضها.
وقام المنوفي (1991م) بدراسة توصل من خلالها إلى أن التنشئة المدرسية ترمي إلى اكتساب الطفل هويته الوطنية؛ فالمقررات التي يدرسها ترتبط بالوطن أرضاً، وتاريخاً، وبشراً، وتستثير لديه مشاعر الزهو بالانتساب إليه. ويشير متولي (1416هـ) إلى أن المرحلة الثانوية تعد دعامة مهمة لمساعدة التلاميذ على تفهمهم لذاتهم وتنمية قدراتهم إلى أقصي حد ممكن، وأن هذه المرحلة فعالة في تنمية المهارات اللازمة للمواطنة الناضجة بأبعادها المختلفة.

وتفيد دراسة حديثة أن المدارس أحرزت أفضل النتائج في تربية المواطنة عندما تم تدريس محتوى ومهارات المواطنة ضمن جو الفصول الدراسية المفتوحة لمناقشة قضايا المواطنة والتركيز على أهمية العمل الوطني، و تشجيع التكامل بين المدارس ومؤسسات المجتمع. وكانت هذه النتيجة من ضمن النتائج التى توصلت إليها دراسة مقارنة حول التربية الوطنية في ثمان وعشرين دولة شارك فيها تسعون ألف طالب ممن تقع أعمارهم في حدود أربعة عشر سنة وتم اختبارهم في المحتوى المعرفي والمهاري للتربية الوطنية كما تم التعرف على آرائهم حول مفاهيم المواطنة ومواقفهم تجاه المؤسسات الحكومية والمدنية. (Torney-Purta, 2002)
ووفقاً لبيستك (1423هـ) فقد أظهرت دراسة أولية أجريت في 12 مدرسة بريطانية تدرس بها التربية الوطنية، أن لتعليم التلاميذ كيف يكونون مواطنين صالحين أثرا أكبر وأعمق بكثير من مجرد إشباعهم بالإحساس بالمسؤولية. كما كشفت الدراسة عن العلاقة بين «مشاركة الطالب» في عملية اتخاذ القرار ونمو ثقته بنفسه وزيادة رغبته وإقباله علي التعلم. وبمقارنة هذه المدارس بالمدارس المماثلة، وجد أن درجات طلبة شهادة الثانوية العامة جاءت أعلى من المتوقع، وذلك لأن التربية الوطنية لا تعني إشراك الطلاب في عملية اتخاذ القرارات فحسب، لكنها تولِّد لديهم الإحساس بالاستقلال والمسؤولية وثقة الآخرين بهم أيضا.

ويشير نعيمي وآخرون ((Niemi and others, 1998 في دراسة بعنوان تربية المواطنة: ما الذي يجعل التلاميذ يقبلون على تعلمها إلى أن هناك عمليات معرفية ينبغي للمربين التركيز عليها عند تعليم التربية الوطنية وكانت هذه الدراسة تحليلا لواقع المدارس الأمريكية الثانوية و ما الذي يتعلمه الطلاب عن حكومتهم وعن السياسة وآليات تعلمهم. وقد طور المؤلفون نموذجا يرونه مناسبا لتعليم التربية الوطنية بشكل فاعل. وحاولوا تحديد ما يعرفه التلاميذ فيما يتعلق بتربية المواطنة ووجدوا تفاوتا كبيرا بينهم في المعرفة الوطنية تبعا لبعض المتغيرات مثل الجنس, والعرق, نوع المدرسة, وخصائص أخرى مرتبطة بالمنزل والمدرسة و الفرد. لقد اثبت المؤلفون أن التعليم يمكن أن يسهم بفاعلية في تعلم المفاهيم الوطنية وتربية المواطنة.

وتناقش أندولينا وآخرون (Andolina, M., et.al, 2002) نتائج دراسة ضخمة أجريت على المجتمع الأمريكي للتعرف على العلاقة بين تربية المواطنة و السلوك السياسي مع شئ من التركيز على فئة الشباب. ويشيرون إلى أنه في بدايات هذه المرحلة من الدراسة تم الاستماع إلى قضايا الشباب التي يهتمون بها وتصوراتهم المرتبطة بالمشاركات الوطنية. كما تضمنت الدراسة تفصيل الصعوبات التي تواجه مشاركة الشباب في الخدمة الوطنية.

ويشير كامبل (Campbell, 2003) في دراسة عن تأثير نظام التعليم الكندي في تربية المواطنة.إلى انه لم يثبت لديه أن التعليم الكندي أسهم سلبا في تربية المواطنة بل أن النتائج تؤكد أن هناك مجموعة من القيم و الممارسات و التوجهات التي تثري علاقة الفرد بوطنه يتم تعلمها في المدرسة. ويؤكد فينكل(Finkel, 2000) أن الحكومة الأمريكية تعول كثيرا على برامج تربية المواطنة لأنها تقوم بتعليم قيم الديموقراطية واحترم المكتسبات الوطنية وتعزيز الانتماء والتماسك الوطني. وهذا ما يجعلها تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنويا على تلك البرامج. ويضيف فينكل إلى أنه ثبت لديه من دراسة ميدانية على بعض الدول النامية أن تعليم الديموقراطية في المدارس يسهم بدلالة إحصائية إيجابية في احترام الرأي الآخر وفي التعايش مع الآخرين وتحملهم مما له الاثر الملموس في مفاهيم تربية المواطنة.

ويشير بيستك (1423هـ) أن التربية الوطنية صارت تدرَّس بجميع المدارس في بريطانيا كجزء من منهج التعليم القومي، لكن غرس المعنى الحقيقي للمواطنة لا يتم إلا بتضافر جهود المدرسة والأسرة، وبقية مؤسسات المجتمع. ويضيف مستشهداً بمقابلات أجراها مع بعض المعلمين والمديرين إلى أن أحدهم يقول "نحن نحاول تشجيع التلاميذ على المشاركة في عملية اتخاذ القرار بالمدرسة، لكي يدركوا منذ الصغر أهمية تحمل مسؤولية أنفسهم، بالإضافة إلى مراعاة الآخرين، وعندما تراهم الآن في اجتماعات مجلس الطلبة فإنك ترى أمامك نموذجا صالحاً للمواطنين ." و هذه المبادرة الجديدة التي قامت بها الحكومة البريطانية قد تختلف من مكان لآخر في كافة أنحاء البلاد، لكنها تهدف بشكل موسع إلى مساعدة التلاميذ على التفهم الكامل لواجباتهم ومسؤولياتهم.

وفي دراسة أخرى قام لوسيتو (Losito, 2003) بالتعرف إلى أثر مناهج التربية الوطنية في نظام التعليم الإيطالي ومدى الكفاءة النوعية لمشاركة الطلاب في النشاطات والفعاليات الوطنية مما يحقق أهداف التربية على المواطنة. وبشير لوسيتو إلى أنه ينظر للتربية الوطنية على أنها هدف أساس من أهداف نظام التعليم الإيطالي, ولذا فهي تؤكد على مفاهيم ومنطلقات سياسية وطنية تحث على المحافظة على الدستور واحترام حقوق الوطن والتعريف بحقوق المواطنين. وقد حظيت مناهج التربية الوطنية بعدة مراجعات وإصلاحات بهدف إدخال مفاهيم وقيم جديدة من مثل التعليم من أجل السلام, التعايش مع الآخرين, أحترام الاقليات, التربية البيئية....الخ. وفي مجال مشاركة الطالب في النشاطات المنهجية وغير المنهجية المرتبطة بتربية المواطنة، أشار الباحث إلى أن طلاب المرحلة الثانوية يمارسون أنشطة تنمي لديهم العمل التطوعي والمشاركة الديموقراطية في انتخابات المدرسة. وهم يعقدون اللقاءات التنظيمية ولجان الانتخابات التي يختارون من خلالها ممثلهم في اللجان الرئيسة في المدرسة. وتسهم المناهج الدراسية في تأصيل هذه الانشطة والتشجيع عليها. ولكن لوسيتو يخلص من دراسته إلى التأكيد على وجود فجوة بين المناهج المخطط لها وبين الواقع الفعلي لتنفيذها في المدارس وهذه الفجوة تشمل ممارسات المعلمين وعدم القدرة على تحقيق الأهداف التعليمية التي بنيت عليها تلك المناهج. كما أن الوقت الذي يمضيه المعلم في تدريس تلك المقررات أقل من الوقت المحدد لها في الخطة. وهناك أسباب أخري تعود لدمج مفاهيم التربية الوطنية بالمواد الاجتماعية الأخرى كالتاريخ إذ يطغى تدريسه على تدريس التربية الوطنية. وختاما فقد أكد الباحث على أن دراسته التي قاس فيها مدى استيعاب الطلاب لمفاهيم التربية الوطنية توصلت إلى نقص أساسي في ذلك.

وفي تقرير حديث جداً (ديسمبر,2004) صادر عن منظمي حملة الرسالة الوطنية للمدارس الامريكية (Campaign for the Civic Mission of Schools) بعنوان: (من الفصل الدراسي إلى المواطنين: المواقف الأمريكية تجاه التربية الوطنية) يشير إلى أنه بالرغم من اعتقاد غالبية الشعب الأمريكي بأن التربية الوطنية قادرة على تعليم الطلاب الديموقراطية وأسس الحياة المدنية إلا أن هناك من يرى أن المدارس لا تحقق رسالتها الوطنية ولا تؤدي دورها المطلوب بشكل كاف في إعداد المواطن الصالح الذي يشارك ويتفاعل مع قضايا مجتمعه مما يجعله عاجزاً عن ممارسة واجباته الوطنية. ومن هنا فإن التقرير ينادي إلى أن تتولى المؤسسات التعليمية مسؤولية النهوض بالتربية الوطنية حتى تحقق ما أنيط بها من توقعات على المستوى الشعبي والوطني و الرسمي.

أما قالستون (Galston, 2001) فيرى أن تربية المواطنة في المجتمع الأمريكي بدأت تعود للسطح بعد غياب طويل. إذ إن الوعي السياسي لخريج الجامعة في الوقت الحاضر لا يساوي ما كان عليه خريج الثانوية في الماضي أي قبل ما يزيد عن خمسين عاما. ويرى قالستون أنه لكي يتحقق التعليم الصحيح للمواطنة في المدارس لابد من شراكة حقيقية مع المجتمع المحلي يتم خلالها الإسهام في جهود المدرسة والتفاعل معها بشكل إيجابي.

وفي أسبانيا يشير نافال وآخرون (Naval, C. et.al, 2003) إلى أن نظام التعليم الأسباني أدرك أهمية التركيز على إصلاح برامج تربية المواطنة خاصة بعد تنامي دعاوى العولمة وبعد قيام الاتحاد الأوروبي الذي أصبح يمد ظلاله على الدول الأوروبية كافة بعيدا عن حواجز اللغة والثقافة. لقد انتشرت المناداة بتعليم الديموقراطية في المدارس وتفعيل دور المدرسة لإعداد المواطن الجديد في القرن الحادي والعشرين, ولن يتم كل ذلك إلا بعمل إصلاحي عميق تتم فيه مراجعة البرامج التعليمية وإجراء البحوث العلمية وصياغة السياسات التربوية وإصلاح المناهج الدراسية على أسس حديثة. وتؤكد الدراسة ان عملية إصلاح برامج تربية المواطنة ليست مسؤولية المدرسة فحسب بل هي مسؤولية الأسرة والمجتمع ووسائل الأعلام وكافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.

و في دراسة مقارنة قام ستاركي (Starkey, 2000) بالتعرف إلى تربية المواطنة في كل من بريطانيا وفرنسا. وقد وجد أن كلا الدولتين اهتمتا أكثر بالتركيز على تربية المواطنة في أواخر التسعينات الميلادية. إلا ان نظام التعليم الإنجليزي كان يهتم بخلق مجتمع متنوع الثقافات ولكنه متوحد في وطنيته وولائه. في الوقت الذي اخذ النظام التعليمي الفرنسي على عاتقه التأكيد على الالتزام بنبذ العنصرية وبالمناداة بحقوق الإنسان ومعارضة الممارسات غير العادلة. وهذا الاختلاف في التوجه يعكس اختلاف الأيدلوجية السياسية التي انطلق منها النظامان السياسيان في بريطانيا و فرنسا. ولقد انعكس ذلك الاختلاف في نوعية برامج تربية المواطنة المقدمة في النظامين, فبينما يقوم نظام التعليم الفرنسي بالتأكيد على اندماج الأفراد في إطار النظام السياسي الجمهوري, يهدف النظام الإنجليزي لخلق مجتمع جديد و هوية وطنية جديدة. ومهما كان الاختلاف بين النظامين إلا أنهما يتفقان على توعية المواطنين بواجباتهم وحقوقهم ودفعهم للعمل الإيجابي في خدمة الوطن وتحقيق مصالحه.

دور الأسرة في تربية المواطنة:
تقوم الأسرة بدور هام في عملية التنشئة الاجتماعية وبالتالي في تربية المواطنة، وذلك لكونها المحيط الأول الذي ينشأ فيه الطفل ويقضي فيه معظم وقته إن لم يكن كله في أشهره الأولى، فعن طريق الأسرة يبدأ الطفل التعرف على ذاته الاجتماعية، ومنها ينطلق إلى إشباع حاجاته العضوية والاجتماعية عن طريق التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة مع أفرادها وأول هذا التفاعل يكون مع الأم وخاصة في أشهره الأولى من ولادته حيث تجده دائم الالتصاق بها تعطيه الدفء والحب والحنان، ومنها يبدأ تكوين علاقاته الاجتماعية داخل نطاق الأسرة مع إخوانه وأخواته، وهنا تحدث عملية التنشئة الاجتماعية للطفل. وفي الأسرة يكون كل من الأب والأم العاملين الرئيسـين في مسألة تنشئة الابن وتشريبه القيم المهمة في حياته. وتعتمد التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة على عدة عوامل مثل المستوى التعليمي للأبوين والمسـتوى الاقـتصادي والاجـتماعي، وجميع هذه العوامل تؤثر تأثيراً معـيناً في فاعلـية التنـشئة الاجتماعية إن إيجاباً أو سلباً. (الحامد، 1415هـ)

كما تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية التي تعنى بالتماسك الاجتماعي لكونها مصدرا لتكوين الشخصية والانتماء والهوية الإنسانية والوطنية ومفرز المثل السلوكية والتكيف مع المجتمع من خلال الدور الذي تقوم به في تربية الناشئة. فالوطن بكافة أركانه ومؤسساته وبرامجه المنصبة نحو خلق الإنسان المسئول في المجتمع وتكوين البيئة الملائمة لرقي المواطنين لن يصل إلى مرامه المنشود إلا إذا ابتدأ سريان نفس هذه الروح ونفس هذه التوجهات نحو الأهداف ذاتها من داخل الأسرة. فدورها هو الأساس الذي تقوم على ركائزه برامج مؤسسات الوطن.

ومن أهم مسئوليات الأسرة إعداد الفرد ولاسيما الناشئة نفسياً وجسمياً وعاطفياً واجتماعياً، وذلك بواسطة تغذيته بالأسس السليمة للحياة والعمل في المجتمع وتزويده بالمهارات والمواقف الأساسية التي يحتاجها، للتفاعل مع متطلبات ومحددات الثقافة المجتمعية. وبذلك يستطيع الفرد أن يتعايش في مجتمعه عن طريق كسب الاحترام الاجتماعي له ولإمكاناته. ومن هنا يبدأ في الانتماء إلى بيئته الأوسع وإلىمجتمعه ووطنه من خلال الترابط بين ما اكتسبه في بيئته الأولى وهي الأسرة وبين المكنونات المجتمعية لهويته الدينية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بوطنه. ومن ثم يبدأ في التكيف السلس والسهل مع مسئولياته الوطنية.

ولا يصح للأسرة الاتكال على المدرسة أو على المؤسسات التربوية الأخرى لتوجيه الأبناء وتعويدهم على مقومات المواطنة الصالحة. ومهما يكن أفراد الأسرة منغمسين في أعمالهم وانشغالاتهم، إلا أن ذلك لا يسقط عن كاهلهم تخصيص الوقت الكافي لتنشئة الأبناء التنشئة الصالحة. وعندما يكون لدينا مجتمع تتكامل فيه مسئوليات الأسرة مع المسئوليات التربوية للمؤسسات التعليمية، وتشترك فيه الأسرة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في أخذ زمام المسئولية في هذا المجال نستطيع بذلك أن نضع الخطوات الصحيحة على درب بناء وطن متقدم وزاهر يعيش ويسعد فيه كل مواطن.

ومن أهم المجالات التي ينبغي للأسرة التركيز عليها لتعزيز تربية المواطنة الصالحة في أطفالها تشير شكيب (2002م) إلى ما يلي:
1- ربط الطفل بدينه، وتنشئته على التمسك بالقيم الإسلامية، والربط بينها وبين هويته الوطنية، وتوعيته بالمخزون الإسلامي في ثقافة الوطن باعتباره مكونا أساسيا له.
2- تأصيل حب الوطن والانتماء له في نفوس الناشئة في وقت مبكر، ويتم ذلك بتعزيز الشعور بشرف الانتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، والدعوة إلى إعداد النفس للعمل من أجل خدمة الوطن ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته، والمشاركة الفاعلة في خطط تنميته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
3- تعويد الطفل على الطهارة الأخلاقية وصيانة النفس والأهل والوطن من كل الأمراض الاجتماعية والأخلاقية الذميمة، وحثه على التحلي بأخلاقيات المسلم الواعي بأمور دينه ودنياه.
4- تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية للطفل، وبث الوعي فيه بتاريخ و طنه وإنجازاته، وتثقيفه بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن.
5- العمل على إدراك الطفل للمعاني التي يرمز لها "العلم"، والنشيد الوطني، ولاحترام قادة وولاة أمر الوطن.
6- تعويد الطفل على احترام الأنظمة التي تنظم شئون الوطن وتحافظ على حقوق المواطنين وتسير شؤونهم. وتنشئة الطفل على حب التقيد بالنظام والعمل به.
7- تهذيب سلوك وأخلاق الطفل، وتربيته على حب الآخرين والإحسان لهم، وعلى الأخوة بين المواطنين، وحب السعي من أجل قضاء حاجات المواطنين لوجه الله تعالى والعمل من أجل متابعة مصالحهم وحل مشاكلهم ما أمكن ذلك.
8- تعويد الطفل على حب العمل المشترك، وحب الإنفاق على المحتاجين، وحب التفاهم والتعاون والتكافل والألفة بين كافة المستويات الاقتصادية في الوطن.
9- تعزيز حب الوحدة الوطنية في نفس الناشئة، وحب كل فئات المجتمع بمختلف انتماءاتهم، والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة، مع التأكيد على الفرق بين الاختلاف المذهبي المحمود وبين التعصب الطائفي المذموم.
10- نشر حب المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها، والمشاركة في نشاطات المؤسسات الأهلية وإسهاماتها في خدمة المجتمع بالمشاركة في الأسابيع التي تدل على تعاون المجتمع، كأسبوع الشجرة وأسبوع المرور، وأسبوع العناية بالمساجد وغيرها.
11- تعزيزحب التعاون مع أجهزة الدولة على الخير والصلاح، مع التأكيد على الابتعاد عن كل ما يخالف الأنظمة من سلوكيات غير وطنية، ومفاسد إدارية ومالية ومقارعتها والسعي للقضاء عليها.
12- تعزيز حب الدفاع عن الوطن ضد كل معتد عليه، والدفاع عنه بالقلم واللسان والسلاح.
13- العطف على المواطنين الضعفاء والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة. وغرس روح المبادرة للأعمال الخيرية.
14- غرس حب العمل التطوعي، وحب الانخراط في المؤسسات الأهلية الخادمة للوطن.

ومن الوسائل المعينة للوالدين لتحقيق ما سبق أشارت شكيب (2002م) لما يلي:
1- اغتنام كل فرصة للحديث المباشر مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة.
2- ترديد الأناشيد التي تدعو إلى فعل الخيرات والسعي لخدمة الوطن.
3- تزويد مكتبة المنزل بكتب وأدبيات وأشرطة صوتية تحتوي على المفاهيم المعززة للمواطنة الصالحة.
4- المشاركة مع الأبناء في رسم صور حول منجزات الوطن، ولصقها على جدران غرفهم.
5- قص القصص المحفزة عن حب الوطن والموجهة لشخصية الطفل باتجاه المواطنة الصالحة.
6- التعريف بالوطن تاريخه وجغرافيته وبيان أهميته العالمية.
7- التعريف بصروح الوطن بأخذ الأبناء في جولات تشمل المواقع التاريخية والتراثية والمتاحف في البلاد، مع سرد قصة كل موقع منها.
8- تنشئة الأبناء على العادات الإيجابية للمواطن المخلص لوطنه واحترام قواعد وأنظمة الأمن، والسلامة، والمرور، وأن يبينوا لهم بالأمثلة والشواهد المقربة إلى عقولهم بأن هذه الأنظمة والقوانين إنما وضعت للحفاظ على مصالحنا وحقوقنا ولتسيير شؤوننا الحياتية.
9- تعريف الأبناء والأحفاد بالرموز الدينية والوطنية الذين طالما خدموا الوطن في الماضي في المجالات العلمية والدينية والاجتماعية وغيرها.
10- إشراك الأبناء في الزيارات الاجتماعية التي يقوم بها الوالدان لأفراد المجتمع بجميع فئاته، وتعويدهم على مشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم.




دور المسجد في تربية المواطنة:
يعد المسجد مقراً للصلاة التي هي ركن من أركان الدين الإسلامي. وفي المسجد يتربى الفرد على القيم وأنماط السلوك السوي، فضلاً عن تعزيز المعاني الروحية التي تربط الفرد بخالقه وتؤصل فيه حقيقة خلقه ورسالته في الحياة. والوطن جزءٌ من أرض ممتدة تشكِّل بالنسبة إلى المسلم مسجداً، فلقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم : " وجُعِلتْ ليَ الأرض مسجدا ًوطهورا ً، فأيُّما رجلٌ مِنْ أمتي أدركته الصلاة فليصل ".

وحب الوطن أمر مشروع جاء القرآن الكريم والسنة المطهرة لتؤصله وتحدد معالمه وأسسه التي توافق الطبيعة البشرية، ولسنا هنا بصدد الحديث عن مناقشة الأدلة التي تدل على ذلك ولكننا نؤكد على أن حب الوطن يستلزم القيام بحقوقه وتربية الأبناء على ذلك في كافة المؤسسات التربوية والاجتماعية، والتي من أهمها المسجد. فالوطن الذي تحبه النفوس وتهتز القلوب شوقاً لذكراه، والوطن الذي أعطانا الحب والخير، وفيه تعلمنا وعبدنا ربنا يطلب منا أن نعطيه حتى نحافظ عليه وعلى استمرارية عطائه لأجيالنا القادمة.

وينبغي للمسجد أن يؤصل في نفوس أبناء المجتمع الافتخار بوطنهم، والدفع عنه، والشعور العارم بفضله، والحرص على سلامته واحترام مقدراته. ولذا كان على خطب الجمعة مثلاً أن تؤكد على حقوق الوطن وأن تغرس في أبنائه القيام بواجبهم تجاهه بأمانة وإخلاص وتكاتف وتناصح بينهم. وأن يعمل كل منهم حسب مجاله وتخصصه فيما أسند إليه من مهام وما طلب إليه من أعمال، فكل مواطن هو في الحقيقة جندي من جنود الوطن. (الزيد، 1417هـ)

ومن حقوق الوطن التي يجب على المسجد التأكيد عليها الدفاع عنه وأن هذا يعد جهاداً في سبيل الله. والدفاع عن الوطن لا يعني حمل السلاح والمواجهة العسكرية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل معه كل إسهام يخدم الوطن ، ويترتب عليه صلاح في الدين والدنيا. وحب الوطن الذي تتحقق فيه ممارسة العقيدة لابد أن يجعل أفراده يستميتون في سبيل حمايته والدفاع عنه والسعي خلف ولاة أمره لرد كل كائد أو حاسد وإلا كان الحب حباً فارغاً لا يؤثر في السلوك.

دور المدرسة في تربية المواطنة:
تعد المدرسة المؤسسة الرسمية التي أنشأتها الدولة لتقوم بتربية وتعليم الناشئة مبادئ العلوم والأخلاق والقيم والاتجاهات وتنشئتهم التنشئة الصالحة التي تخلق منهم مواطنين صالحين يسهمون في خدمة أنفسهم ومجتمعهم وأمتهم. ويؤكد علماء الاجتماع أن المدرسة مؤسسة تربوية واجتماعية تعنى بتنظيم وضبط سلوك الجماعة بطريقة حضارية. وهي كذلك تقوم بتبسيط التراث الثقافي وخبرات الكبار، كما أنها تقوم بتنقية ذلك التراث وتطهيره مما هو غير مناسب لتنشئة الصغار.

ويسود في أوساط التربويين إجماع على أن المدرسة تقوم بدور فاعل في المجتمع بل إنها في بعض المجتمعات وخاصة الريفية منها تكون هي المحور الذي تتركز فيه نشاطات المجتمع المحلي لاسيما الشباب. فالمدرسة هي المكان الذي تمارس فيه النشاطات الرياضية والنشاطات الاجتماعية والتربوية وعليه فإن بقاء المجتمع واستمراريته مرهون بمدى تفاعله مع المؤسسة التعليمية. وهناك ثلاثة اتجاهات ترسم العلاقة بين المدرسة والمجتمع:
الاول: المدرسة تعد المصدر الأساس للتعلم مدى الحياة وتقديم العديد من الخدمات للمجتمع.
الثاني: المجتمع بالرغم من كل تعقيداته يظل هو المنهج المدرسي. إذ إن الطلاب يجمعون معلوماتهم ومعارفهم من تفاعلهم داخل المجتمع.
الثالث: المدرسة تعد البيئة التي تطور المهارات الاجتماعية وعليه فإنها تتعرف على الاحتياجات الكامنة في المجتمع وتحاول توفير الأعمال التي تلبي تلك الاحتياجات. (Naval, et.al, 2003).

وتعد تربية المواطنة هدفاً مهماً للمؤسسة التعليمية التي تقوم بإعداد الأجيال حتي يصبحوا متعلمين مدركين لواجباتهم وحقوقهم الوطنية ومتفاعلين مع مجتمعهم محققين لأهدافه وطموحاته. وفي إطار المدرسة يتم تحصيل المعارف والمهارات والقيم اللازمة لتربية المواطنة, وهذا يعني أن التعليم يؤدي للوصول للقيم والاتجاهات الوطنية. وهناك من يتصور أن المدرسة ماهي إلا غرف الفصول وما يلقى فيها من واجبات ومناهج، إلا أن الأمر أكبر من ذلك حيث إنها عبارة عن مجتمع صغير له نظام اجتماعي يشترك فيه الكبار ممثلين بالهيئة التعليمية من معلمين وإداريين والصغار الذين هم الطلاب، وتنشأ في هذا النظام مجموعة من العلاقات الاجتماعية التي تؤثر في صياغة فكر وثقافة الأفراد.

وللمعلم دور حاسم في تفعيل تربية المواطنة. فهو الذي يتحمل مسؤولية تربية وتعليم الجيل ويقف كل يوم أمام طلابه يتلقون منه العلم والخلق والسلوك السوي ، يبين لهم حقوق ربهم ، وحقوق ولاتهم وعلمائهم، ويبين لهم تميز وطنهم، ويذكرهم بنعمة الله عليهم ، ويؤكد عليهم معرفة حقوق أخوانهم وحقوق مجتمعهم ويدعوهم إلى الترابط والبعد عن الانحراف والفتنة، ويحذرهم مما يضرهم أو يضر مجتمعهم. ليست مهمه المعلم توصيل المعلومة أو المهارة إلى الطالب فحسب بل لابد وأن يعمل على زرع الشعور بالمسؤولية والإخلاص في نفوس الطلاب ولابد أن يعتمد في ذلك على مجموعة من الطرائق والاستراتيجيات التي تلعب دورا مهماً في هذه الناحية, فلابد له أن يحمل معتقدات سليمة، ومخزوناً ثقافياً واجتماعياً فاعلاً حول أهمية التعليم في توطيد الأمن الفكري للشباب، لابد للمعلم أن يسهم في غرس روح الولاء والانتماء والهوية للوطن, لابد أن يكون المعلم واثقا من نفسه ومن معلوماته مبدعا في أفكاره مرنا في سلوكه مجددا لآرائه مرشداً للطالب في كيفية اكتساب مبدأ التعاون والعمل الجماعي وتوطيد حب الطالب لمجتمعه وتعزيز الانتماء والشعور بالمسؤولية المشتركة في الحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن من العبث والفساد. ( العرادي، 2004)

ومن مستلزمات حب الوطن أن تؤكد المدرسة على الطلاب المحافظة على مرافق الوطن ومكتسباته كموارد المياه والطرقات والمباني والأشجار والمدارس والمصانع والمزارع وغير ذلك . وتحذرهم من الفوضى والتخريب وأن ذلك إفساد في الأرض يستوجب العقوبة الصارمة التي ذكرها الله سبحانه عن المفسدين .


عدل سابقا من قبل باحث اجتماعي في الأحد يناير 10, 2016 11:20 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة   الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة Emptyالأحد يناير 10, 2016 11:16 pm


تربية المواطنة و سياسة التعليم:
شكل النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية نقطة انطلاق نحو البناء الشامل لجميع الميادين السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية والاقتصادية. وقد أكد النظام على الالتزام بالعقيدة الإسلامية نصاً وروحاً، والانتماء للوطن وتعزيز وحدته الوطنية، من خلال ترسيخ القيم الإسلامية وتربية الأجيال على الإيمان بالله والتضحية من أجل الوطن وقضايا الأمة. كما أكد على إتاحة المجال أمام مشاركة المواطنين بكل فئاتهم في بناء المؤسسات الحكومية وتعزيز الانتماء الوطني. وحتى يتحقق ذلك لا بد من إعداد الفرد المتكامل روحياً واجتماعياً، الواعي لحقوقه الملتزم بواجباته، القوي الانتماء لوطنه المعتز بأمته، المتمتع بالروح العلمية والموضوعية، المؤمن بحقوق الإنسان ومبادىء العدل والخير والمساواة، القادر على الإنتاج والتنمية والمبادرة المبدعة.

وقد جاءت وثيقة سياسة التعليم في المملكة (1390هـ) لتؤكد على هذه المفاهيم وتؤصلها. فقد ورد في الوثيقة في المادة (28) ما نصه: " أن غاية التعليم فهم الإسلام فهماً صحيحاً متكاملاً، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية والمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وتهيئة الفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه. " وقد أوضحت الوثيقة أن الأهداف العامة التي تحقق هذه الغاية تشمل ما يلي:
• تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته، ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها.
• تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عاملاً في المجتمع .
• تنمية إحساس الطلاب بمشكلات المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وإعدادهم للإسهام في حلها.
• تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع الإسهام في نهضة الأمة .
• تبصير الطلاب بما لوطنهم من أمجاد إسلامية تليدة، وحضارة عالمية إنسانية عريقة، ومزايا جغرافية وطبيعية واقتصادية، وبما لمكانته من أهمية بين أمم الدنيا.
• تنمية وعيه ليدرك ما عليه من الواجبات وما له من الحقوق ، في حدود سنه وخصائص المرحلة التي يمر بها، وغرس حب وطنه، والإخلاص لولاة أمره.
• تدريبه على خدمة مجتمعه ووطنه ، وتنمية روح النصح والإخلاص لولاة أمره.
• تحقيق الوفاء للوطن الإسلامي العام، وللوطن الخاص ( المملكة العربية السعودية)، بما يوافق هذه السن، من تسام في الأفق وتطلع إلى العلياء، وقوة في الجسم.
• إعداد مواطنين أكفاء مؤهلين علمياً وفكرياً تأهيلاً عالياً، لأداء واجبهم في خدمة بلادهم، والنهوض بأمتهم، في ضوء العقيدة السليمة، ومبادئ الإسلام السديدة.
• تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته، ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها.

ويؤكد الرشيد (1421هـ) أننا أمام تحد كبير بأن نحقق سياسة التعليم في المملكة بنظام تعليمي يقدم للناشئة تعليماً يزودهم بما لا يسعهم جهله، وما لاتستقيم المواطنة إلا به، بدينهم الذي يهديهم إلى ربهم، ويعلمهم أخلاق التعامل مع غيرهم، وبلغتهم التي هي وعاء كيانهم الحضاري.

تربية المواطنة عبر المناهج الدراسية:
ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية مفاهيم معينة، كمفهوم المسؤولية الاجتماعية، والملكية العامة والمواطنة، والمشاركة في اتخاذ القرار، والتعاون، ومفهوم الحق والواجب، المساواة، الإخاء،الحوار، العدل، النقد البناء، حرية الرأي والتعبير، واحترام الرأي الآخر .. الخ. كما ينبغي تضمين الكتب المدرسية بعض المعلومات الأساسية التي يحتاجها المواطن ليكون عنصرا فعالا في وطنه الذي يعيش في إطاره، سواء كانت هذه المعلومات والمعارف ترتبط بالأحداث الجارية، أوببعض المفاهيم والمصطلحات الوطنية، والمؤسسات الحكومية.

وهناك عدة طرق يمكن تقديم تربية المواطنة من خلالها في النظام التعليمي ومن ذلك:
1- المناهج الدراسية الرسمية.
2- المناهج غير الرسمية.
3- المناهج الخفية.
فعن طريق المناهج الرسمية يتم تدريس مقررات مدرسية محددة في التربية الوطنية إضافة لما يتعلمه التلاميذ من خلال دراسة بعض المعارف في العلوم الاجتماعية كالتاريخ والجغرافيا والاجتماع ونحو ذلك. وتلك المقررات تقدم معلومات عن أنظمة الدولة ومؤسساتها والنظام الأساسي للحكم، ومؤسسات الدولة، والحقوق والواجبات الوطنية.... ونحو ذلك. وبالإضافة لتلك المعارف يلتزم التلاميذ إتقان مهارات عملية ترتبط بتربية المواطنة, ومن ذلك ممارسة النشاط الوطني, التعاون الإيجابي في المجتمع, العمل التطوعي, النقد الهادف.... ونحو ذلك.

وينتظم مع عقد المعارف والمهارات مجموعة من القيم الوطنية التي تضفي على تربية المواطنة روحها الوثابة ووقودها المستمر. هذه القيم تتمثل في الولاء للوطن، والالتزام بالشورى, والتعايش مع الآخرين, والالتزام بالواجبات الوطنية, وتحقيق العدالة الاجتماعية... إلخ.
وعن طريق المناهج غير الرسمية يتعلم الطلاب دروسا تفاعلية بالانضمام للجمعيات المدرسية وممارسة العمليات الانتخابية والمشاركة في اتخاذ القرار والعمل التطوعي ونحو ذلك. أما المناهج الخفية فهي مرتبطة بالقيم والاتجاهات التي يكتسبها الطلاب بتفاعلهم مع معلميهم ومع أسرهم ومع مؤسسات مجتمعهم المدني. ولاشك ان تلك القيم والاتجاهات لها من التأثيرات القوية ما قد يفوق ما يتعلمه الطلاب في المدرسة من مناهج رسمية.

اشتملت مناهج التعليم العام في المملكة العربية السعودية على قيم واتجاهات ومفاهيم تعزز تربية المواطنة في نفوس التلاميذ وتمثل ذلك في مناهج التربية الإسلامية والعلوم الاجتماعية واللغة العربية وغيرها . وفي عام 1417هـ أقرت اللجنة العليا لسياسة التعليم تدريس مادة التربية الوطنية بدءاً من الصف الرابع الابتدائي حتى الصف الثالث ثانوي بواقع حصة واحدة أسبوعيا . وقد أدركت وزارة التربية والتعليم أهمية إقرار هذه المادة لأسباب كثيرة منها :
1. أن تدريسها أصبح ضرورة وطنية بحكم أن المملكة تحتوي على أقدس بقاع الأرض (الحرمين الشريفين).
2. أنها أصبحت مستهدفة من الحاقدين والطامعين من أعداء العرب والمسلمين.
3. أنها ضرورة اجتماعية نظراً للتقدم الكبير في كافة المجالات، وما شهدته المملكة من نمو اقتصادي وحضاري خلال العقدين الأخيرين.
وقد قامت وزارة التربية والتعليم بصياغة أهداف المادة وتأليف كتب دراسية لها وعقد ورش تدريبية للمعلمين. كما شكلت لجنة عليا للتربية الوطنية للإشراف على ذلك. وقد جاءت أهداف هذه المادة متوافقة مع وثيقة سياسة التعليم في المملكة . وكان من بين تلك الأهداف ما يلي :
1. تمكين العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب، وجعلها ضابطة لسلوكهم وتصرفاتهم.
2. التأكيد على وجوب طاعة ولاة الأمر وفق الشريعة الإسلامية.
3. تعزيز الانتماء للوطن والحرص على أمنه واستقراره والدفاع عنه.
4. تعريف الطلاب بما لهم وما عليهم من الحقوق والواجبات باعتبارهم مواطنين.
5. تدريب الطلاب على مهارات الحوار وإبداء الرأي والمشاركة في النقاش.
6. تنمية الاعتزاز بالانتماء للأمة الإسلامية والعربية، وتبصيرهم بأهمية التواصل بالعالم الخارجي.
7. تكوين الوعي الإيجابي بالتحديات والتيارات التي تواجه المملكة والأمة العربية والإسلامية.
8. تعريف الطلاب بمؤسسات وطنهم ونظمه الحضارية.
9. تعويد الطلاب على حب النظام واحترام الأنظمة والتقيد بها.
10. تعويد الطلاب على الالتزام بقواعد الأمن والسلامة العامة والحماية المدنية.
11. تعويد الطلاب على العادات الصحية السليمة ونشر الوعي الصحي.

وتحظى المادة منذ إقرارها باهتمام الوزارة بالرغم من وجود كثير من المعوقات والتحديات . وقد قامت الوزارة بإجراء دراسات تقويمية للمادة ولمدى اشتمال مناهج التعليم العام على المفاهيم الوطنية.

المسؤولية المشتركة في تربية المواطنة:
إن تحقيق الشراكة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع الأخرى تنطلق من أساس مهم وهو أن التربية والتعليم مسؤولية مجتمعية مشتركة، تضطلع بالقيام بها، بشكل رئيس، مؤسسات التعليم. لكن مشاركة المؤسسات المجتمعية سواء كانت مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة، والمسجد، والإعلام، أو مؤسسات الإنتاج والأعمال، باتت حتمية إستراتيجية لكلا الطرفين (قطاع التعليم ومؤسسات المجتمع)، فضلاً على أنها أحد المسارات الأساسية لتطوير العملية التعليمية. إن من شأن هذه الشراكة المتبادلة بين القطاعين أن تؤدي، على وجه التحديد، إلى تفعيل مؤسسات التنشئة الاجتماعية نحو تحقيق المواطنة وبناء المجتمع المتعلم.

ويتجلى مما سبق أن مسؤولية تربية المواطنة ليست مهمة جهة محددة وحدها فلا هي مسؤولية الأسرة فحسب، ولا المدرسة أو المسجد أو وسائل الإعلام وحدها، وإنما المسؤولية تقع على كل مؤسسة من المؤسسات السابقة بحسب تفاعلها مع الفرد في مرحلة أو أكثر من مراحل عمره. فالأسرة على سبيل المثال يقع على عاتقها المسؤولية الأولى في تهيئة الفرد لأسس المواطنة وتكوين الاستعدادات لديه لتشرب تلك المفاهيم والقيم عبر عملية التنشئة الاجتماعية التي سبق الحديث عنها وقد أوضحنا بالتفصيل الأدوار والمهام التي يمكن للأسرة أن تفعلها لتعزيز تربية المواطنة بالشكل الصحيح في نفوس الناشئة. كما أوضحنا كيف تقوم المدرسة بمسؤولية تختلف قليلاً عما تقوم به الأسرة، إذا إن المدرسة مؤسسة رسمية تمتاز بأنها تخطط بمنهجية واضحة لتعليم المعارف والقيم والاتجاهات بشكل منظم ومتدرج. ففي إطار تربية المواطنة يقوم المعلم والمنهج والنشاط بأدوار مهمة في هذا الجانب وقد سبق الحديث عن ذلك بالتفصيل . أما المسجد فهو يتكامل مع بقية المؤسسات في التأكيد على مفاهيم المواطنة وتعزيز الجوانب الدينية فيها وتصحيح المفاهيم المغلوطة في المجتمع والتركيز على أسس التكاتف والتعاون في المجتمع والدفاع عن قيمه وثقافته وأخلاقه وتفنيد الادعاءات التي تثار حوله والرد على أعدائه الذين يريدون النيل من وحدته وكيانه. وكذا الأمر بالنسبة لوسائل الإعلام فعليها دور التثقيف والتوعية بمكتسبات الوطن وتحقيق التلاحم بين أجزاءه مهما تنوعت فئاته وأجناسه، إذ إن الوطن هو المحضن الذي يحتضن هذا التنوع الاجتماعي ليصيغه في قالب متماسك يصمد أمام التحديات والأعاصير .

التصور الأمثل للشراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي في تربية المواطنة:
يتضح من مراجعة الأدبيات التي درست هذا الموضوع أن النموذج الأمثل للشراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي لابد أن ينطلق من الأسس التالية :
1. أن تتم المشاركات التطوعية في خدمة المجتمع والتطبيقات العملية للمواطنة الصالحة بشكل منظم وتحت إشراف هيئات أو مؤسسات رسمية .
2. أن لا يترتب على تلك الشراكة تأثير سلبي على سير الطالب الدراسي بمعني أن لا تكون الأعمال والمشاركات التطوعية التي يقوم بها الطالب على حساب تحصيله العلمي في المدرسة.
3. أن تكون طبيعة المشاركات التي يقوم بها الطالب مشاركات ذات معنى تسهم في رفع خبراته واتجاهاته ومهاراته وتحببه في العمل الوطني وتقربه من خدمة الآخرين .
4. أن تنسجم المشاركات مع مضامين المناهج الدراسية بحيث يبرز أثر تلك المشاركات في إثراء خبرة المشاركين فيها وتقدمهم على أقرانهم غير المشاركين.
5. أن تقوم شراكة المدرسة مع المجتمع على أساس التعلم من مؤسسات المجتمع فيما ينسجم مع أهداف المدرسة .
6. أن يكتسب التلاميذ من المشاركة مهارات إضافية وخبرات وطنية تثري حصيلتهم، وعلى كل من المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي تحديد تلك المهارات وكيفية تنميتها لدى التلاميذ .
7. ينبغي أن تكون مجالات المشاركة بين المدرسة والمجتمع المحلي في تربية المواطنة ملبية لرغبات التلاميذ وميولهم متضمنة ما يثري تفاعلهم مع الآخرين مع تحقيق الأعتراف الايجابي بأعمالهم وبأنشطتهم الوطنية .
8. أن تسعى الشراكة لإدماج أولياء الأمور في النشاطات الوطنية التي تقيمها المدرسة.

أساليب تعزيز تربية المواطنة عبر التنسيق والشراكة:
• غرس قيم الانتماء والمشاركة والمواطنة والعمل والإنتاج والإنجاز.
• تجذير الانتماء والولاء للوطن وخدمته، والإسهام في تحقيق التنمية الاجتماعية.
• تفعيل الاهتمام بتربية المواطنة بدءاً من مرحلتي الطفولة والشباب في جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
• تشجيع الحوار الأسري وتواصل الأجيال.
• تمكين الطلبة والشباب من إدراك أدوارهم كمواطنين يتمتعون بحقوق وطاقات متميزة للتأثير الفاعل على مسار حياتهم ومستقبل مجتمعهم.
• فتح حوار معمق مع الشباب وبين الشباب أنفسهم، وتمكينهم للتعبيرعن رؤيتهم كشركاء.
• تعزيز ثقافة المشاركة والحوار والتسامح والتعايش مع الاختلاف.
• تقبل الشباب والإنصات الفاعل إليهم، والعمل معهم بإيجابية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
• صقل مهارات الشباب في الاتجاه الذي يلبي متطلبات المواطنة والانفتاح على المستقبل.
• تمكين اليافعين من التعبير عن آرائهم وفقاً لقدراتهم ودرجة نضجهم.
• تمكين الطلاب من اختيار ممثليهم في مؤسسات المجتمع المدني بحرية.
• تشجيع تأسيس الجمعيات الشبابية، وتجذير المواطنة داخلها.
• تعزيز المبادرات الطلابية والشبابية الإبداعية التي تقوي الإحساس بالانتماء والتضامن والمسؤولية والقيادة لديهم.
• تفعيل المجالس المدرسية والجامعية التي يشترك فيها الطلاب.
• تطوير مناهج التربية الوطنية لترفع ثقافة النشء الجديد حول الوطن: تاريخه، جغرافيته، مؤسساته، مبادئه الوطنية، أنظمته،....الخ
• إكساب المتعلم الكفايات الأساسية التالية التي تمكنه من أن :
- يمارس النقد الذاتي، ويشارك في اتخاذ القرار
- يتحلى بالخلق الرفيع ويستعمل العقل في الحوار ويحترم آراء الآخرين
- يتمثل القيم العلمية مثل: الأمانة، الموضوعية، وحب الاكتشاف والمثابرة
- يؤدي واجباته، ويتمسك بحقوقه، ويؤمن بمباديء العدالة الاجتماعية.
- يتحمل المسؤولية ويمارس الأساليب العقلانية في الحوار.
- يعمل بروح الفريق، ويمارس العمل الجماعي والتطوعي في حياته.
- يؤمن بالوحدة الوطنية باعتبارها ضرورة حتمية للتقدم.
- ينتمي لوطنه المملكة العربية السعودية، وأمته العربية والإسلامية.
- يهتم بمشكلات وطنه، ويحمي انجازاته، ويحافظ على استقراره.
- يقدر المصلحة العامة، ويقدمها على مصلحته الخاصة، ويضحي من أجل الصالح العام.
- يؤمن بالتعددية في إطار الوحدة الوطنية، ويستثمرها في مصلحة الوطن.
• تنويع أساليب تعليم التربية الوطنية لتشمل: برامج تدريبية، وورش للعصف الذهني والتوعية، وزيارات ميدانية....
• تنويع برامج النشاط الطلابي لتشمل برامج تربوية واجتماعية وثقافية وبيئية وإرشادية وكشفية وسياحية....
• بناء شبكة شراكات فاعلة بين مختلف المؤسسات الوطنية المعنية.
• تعريف الطلبة والشباب بأحدث المستجدات في وطنهم وتعزيز ثقافتهم بها.
• تمكين الطلبة من مهارات الحياة المعاصرة كالاتصال والتفاوض والحوار وحل المشكلات....
• استثمار المنابر التربوية والإعلامية والدينية في تعزيز قيم المواطنة الصالحة وممارساتها.
• تأهيل المعلمين باتجاه تربية المواطنة والعمل على تطوير قدراتهم في ذلك عن طريق الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة.
• إعداد برامج مدرسية وجامعية مرافقة للمنهج، من أجل تعميق المفاهيم المرتبطة بتربية المواطنة ونشرها.
• توجيه نشاطات الأندية الرياضية والثقافية لخدمة مفاهيم المشاركة والاندماج والوحدة الوطنية والتنمية.


المراجع العربية:

ابن الشيخ، محمد بن خلف. المواطنة الصالحة. الرياض، 1421هـ.

بيستك، ليز. " المواطن الصالح،" في مجلة الجزيرة الثلاثاء 23 شعبان 14231، عدد 7.
الحامد، محمد بن معجب. دور المؤسسات التربوية غير الرسمية في عملية الضبط الاجتماعي، مركز أبحاث مكافحة الجريمة، الرياض، 1415هـ.
الحامد، محمد، والرومي، نايف. الأسرة والضبط الاجتماعي، الرياض، 1422هـ.
الرشيد، محمد بن أحمد. رؤية مستقبلية للتربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، 1421هـ، ص 141.

الزيد، زيد عبدالكريم. حب الوطن من منظور شرعي. مطبعة السفير، 1417هـ.
سالم، نادية. التنشئة السياسية للطفل العربي : دراسة لتحليل مضمون الكتب المدرسية ، المستقبل العربي ،عدد51 مايو 1983 ص. 54-66.
شكيب، شعلة . "دور الأسرة في تربية المواطنة،" ورقة مقدمة لمؤتمر التربية للمواطنة، أبريل، 2002م.
الصائغ، محمد بن حسن. "دراسة تحليلية لكتاب التربية الوطنية المقرر على طلاب الصف الثالث الثانوي بالمملكة العربية السعودية،" ورقة مقدمة لندوة بناء المناهج الأسس والمنطلقات، كلية التربية: جامعة الملك سعود، الرياض، 19-20/3/1424هـ.
العرادي، سالم. "المؤسسة التعليمية مسؤولة عن تعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب،" في جريدة الوطن الخميس 24 رجب 1425هـ الموافق 9 سبتمبر 2004م العدد (1441) السنة الرابعة.
غيث، محمد. قاموس علم الاجتماع، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية ، 1990، صـ450.

فرح، محمد . البناء الاجتماعي والشخصية. الإسكندرية: دار المعرفة ، 1989، صـ242.

الكندري، أحمد. علم النفس الاجتماعي. الكويت: مكتبة الفلاح، 1412، صـ379.

متولي، مصطفى محمد. تقويم التجارب المستحدثة في تنويع التعليم الثانوي في ضوء أهدافها، الرياض، مكتب التربية العربي لدول الخليج، 1416هـ،ص 17.

المنوفي، كمال ، التنشئة السياسية للطفل في مصر والكويت : تحليل المقررات الدراسية السنة الرابعة والعشرين عام 1991 .ص38-65 )
وزارة المعارف، وثيقة سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، الرياض،1390هـ.
وزارة المعارف، وثيقة منهج التربية الوطنية، وثيقة غير منشورة.

المراجع الإنجليزية:

Blain Mercer and Edwin Carr. Education and the Social Order. New York, Rinehart and company, Inc. 1957, p30.

Campaign for the civic Mission of Schools. “From Classroom to Citizen: American Attitudes on Civic Education,” December, 2004. www.civicmissiontschools.org.

David Jary and Julia Jary. Dictionary of Sociology. Harper Collins Publishers. p585 .

Finkel, S. “Can Tolerance be taught? Adult civic Education and the development of Democratic values.” A paper presented for the conference, “Rethinking Democracy in the new Millennium" university of Houston, Feb. 16-19.2000.

Galston, William. “Political Knowledge, political Engagement, and Civic Education," in Annual Review of Political Science; Vol.4: 217-234 (June, 2001).

Hess and J.Tourneg, "The Family and School as agents of socialization in: Adler and Harrington, pp. 37-48, Robert Sigel, ed, A reader in political socialization, (New York, Random House, 1970).

Judith Torney-Purta. “The School's Role in Developing Civic Engagement: A Study of Adolescents in Twenty-Eight Countries” Abstract Applied Developmental Science. 2002, Vol. 6, No. 4, pp. 203-212.

Losito, Bruno. “Civic Education in Italy Intended Curriculum and Students’ opportunity to Learn,”
www.sowi-onlinejournal.DE/2003-21.index.html.

Naval, C. et.al "Civic Education in Spain: A critical Review of policy," in www.sowi-onlinejournal.de/2003-2/index.html.

Niemi and others. Civic Education: What makes Students learn. 1998.

Starkey, Hugh. “Citizenship education in France and Britain: evolving theories and practice", in curriculum journal: Vol. 11, No.1, March, 2000, pp. 39-54.

Stein, B. and Hess, E. Sociology, (3rd edition), Markson and Macmillan Publishing co. 1989, P. 113.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أ. د. محمد بن معجب الحامد: الشراكة والتنسيق في تربية المواطنة
» فهد إبراهيم الحبيب:تربية المواطنة - الاتجاهات المعاصرة في تربية المواطنة
» تربية المواطنة : الاتجاهات المعاصرة في تربية المواطنة
» الاتجاهات المعاصرة في تربية المواطنة: طريق المدرسة نحو إعداد مواطنين لا رعايا
» المواطنة والعولمة : ثنائيـــة أم أحاديــــة .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: