الفيسبوك في الحياة الاجتماعية العربية "الشباب نموذجا"
يعدُ الفيسبوك إحدى وسائل التواصل الاجتماعي الإكثر شهرة وارتياداً في العالم كله، بل الأكثر استعمالاً في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، فلم يعد مقتصراً على فئةٍ أو شريحةٍ اجتماعيةٍ دون غيرها، بل أصبح متاحاً للجميع بغض النظر عن المرحلة العُمرية، أو المهنية أو الدارسية.
بما أن الفيسبوك متاحا للجميع، إلا أن ارتياده والتعامل معه سيرتكز بالدرجة الأولى لفئة الشباب على إعتبار أنها المنصة الأولى للتعبير عن إبداعاتهم، وطاقاتهم، وحياتهم المهنية والدارسية، وتبادل المعارف والعلوم بشتى أنواعها، فهم من خلاله يحاولون عرض كل ما بوسعهم من خبرات مهنية وإكاديمية في هذا الحقل الإلكتروني للتعلم والمناقشة، وتبادل وجهات النظر عبر إتاحة مساحة كافية للنقاش الهادف والمبني على طرح الخبرات العلمية والإستفادة منها.
وعلى الرغم ممّا يقدمه الفيسبوك للشاب العربي من فرص للتألق والإبداع العلمي والمهني إلا أنه في غالبية الإحيان يُخطئ الشاب العربيّ في حُسن إستعماله لموقعه الاجتماعي، عبر الدردشة الإلكترونية في المحاكاة والتكلم مع أصدقائه، وزملائه في مواضيعٍ غير مجديةٍ، لا طائل من ورائها سوى تبديدالأوقات، إضافةٍ لإبتزاز الفتيات في سبيل إقامة علاقاتٍ غير شرعيةٍ أو غراميةٍ معهم، مما يؤدي إلى مشكلاتٍ اجتماعيةٍ مضرةٍ سواء بالسجن،أو تعرضهم لإذى من قبل أسر الفتيات، وقد يضطروا أحيانا أن يكونوا فريسة ً من قبل هؤلاء الفتيات من أجل الإيقاع بهم وتشويه سمعتهم والإضرار بهم شخصيا ومعنوياً.
علاوة عن السلبيات المتوخاة من الإدمان المفرط من قبل الشباب العربي في الجلوس المتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، إلا أنه في غالبية الإحيان يسبب لهم الشعور بالإغتراب الاجتماعي ليس فقط على مستوى الإسرة فحسب، وإنما على مستوى المجتمع بأكمله، فقضائهم أوقاتا طويلةٍ يفقدهم التواصل مع الإهل والإقارب والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، بل قد يتعدى ذلك التأثير السلبي على نفسياتهم من خلال منشوراتهم المعروضة والتي لا تحاكي إلا واقعهم السلبي نتيجة الإدمان والبعد عن الإسرة في اللجؤء إليها في حل مشاكلهم الاجتماعية.
يمكننا القول أنه لا بد من فرض حملات التوعية والرقابة من قبل الإسرة والمدرسة ووصولاً للجامعة، ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والباحثين في المؤسسات الاجتماعية في عرض منشوراتٍ توعويةٍ تحاول بيان الإيجابيات والسلبيات الناتجة عنه، إذا ما نظرنا للنسبة المئوية لحجم الارتياد اليومي للفيسبوك والأضرار الناتجه عنه بفعل غياب الإرشادات والرقابة المجتمعية.