المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
العنف البحث التنمية الجوهري محمد التلاميذ اساسيات الاجتماعية المرحله الجريمة المجتمع الجماعات كتاب التغير تنمية الاجتماعي الاجتماع التخلف الخدمة المجتمعات الشباب والاجتماعية العمل في الالكترونية موريس
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

  "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:13 pm


"تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .

أ. رانيا نوار.

برز شعار أو مصطلح "تمكين المرأة" في المحافل النسائية على مستوى عالمنا العربي والإسلامي كنتيجة طبيعية للسجال الذي دار ويدور مع كل مؤتمر أو منتدى يتناول قضايا المرأة في عالمنا العربي والإسلامي، أو حتى على المستوى العالمي، والذي اتضح جليًّا في مؤتمر بكين +5 ومؤتمر بكين + 10، و قد تأصَّل هذا المصطلح عمليًّا عام 1985م من خلال لقاء مجموعة DAWN وهى الاسم المختصر لـ (التنمية البديلة بمشاركة المرأة من أجل عهد جديد.
وحددوا لهم أربعة أهداف رئيسية هي:


تحليل تبعية النساء، ومحو جميع الأشكال البنائية للتمييز على المرأة، وتحقيق المساواة السياسية، وحرية الاختيار،واتخاذ التدابير والإجراءات؛ لمنع عنف الرجال على النساء، ليس هذا فحسب، بل اتخذت مجموعة من الإجراءات القانونية الدولية للضغط على الدول التي يرون فيها زيادة سيطرة الرجال على النساء، ومن بينها بلا شك دول العالم الإسلامي، وذلك لسوء فهمهم لعلاقة الرجل بالمرأة في الإسلام.
و أصبح مفهوم تمكين المرأة من المفاهيم الشائعة، وخاصَّة في مجال التنمية، وفي كتابات المرأة؛ حيث حلَّ مفهوم التمكين جوهريًّا - سواء في مناقشة السياسات أو البرامج - محلَّ مفهوم النهوض والرفاهية ومكافحة الفقر والمشاركة المجتمعية، و من ثم تناولت كل المؤتمرات التي انعقدت منذ ذلك الحين.
و تحدثت عن التمكين ثلاثة جوانب أساسية هي: التمكين الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، واعتبرت هذه الأنواع من التمكين ركائز أساسية يجب تعميمها على جميع دول العالم. وفيما يلي نعرض لكل نوع والحجج التي تم الاعتماد عليها لتطبيق آلياته.

التمكين الاقتصادي .


وذلك من خلال النصيب النسبي لكل من الرجل والمرأة في الوظائف الإدارية والتنظيمية والمهنية، والتوزيع النسبي للدخل المكتسب بواسطة السكان النشيطين اقتصاديًّا من الجنسيين، والأجور النسبية للإناث مقارنة بالذكور. والداعون لهذا النوع من التمكين للمرأة يؤكدون أن هذا لا يتحقق إلا إذا كان للمرأة دخل خاص منتظم، واستخدموا في ذلك كافة وسائل الضغط المعنوي من صحافة وإعلام، وأعمال درامية ومناهج دراسية، ففي منهج الصف الأول الابتدائي في إحدى الدول العربية درس بعنوان:"أسرتي"، وهو الدرس الأول الذي يتلقاه الطفل الصغير، وفيه يقوم طفل بالتعريف بأسرته، ويقول: أبي معلم، وأمي طبيبة، ويبحث كل طفل ماذا يقول عن أمه، وإلا فإنه يشعر أن أمه أقل من باقي الأمهات، وهو ما تشعر به الأم المتفرغة لشؤون بيتها، فهي مجرد ربة بيت أي بلا عمل، وهو ما يمثل ضغطًا نفسيًّا رهيبًا عليها، وإن كان بشكل غير مباشر، وكأن كل الجهود الضخمة التي تحملها على عاتقها لا تعني شيئًا، واستخدام المناهج التعليمية لخدمة القضايا النسوية أمر مقرر في جميع الاتفاقيات الدولية، ومنصوص عليه في وثيقة إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.

التمكين الاجتماعي .


ويرى أصحاب دعوات تمكين المرأة اجتماعيا أن تمارس كل صلاحياتها وقدراتها؛ في سبيل بناء ثقافة اجتماعية تحد مما يطلقون عليه السيطرة الذكورية! وفي هذا الإطار يطالبون المجتمعات الإسلامية بتغيير قوانين الأحوال الشخصية، وإلغاء قوامة الرجل على المرأة وعدم النظر لدور المرأة في المجتمع على أنه لتربية الأولاد؛ بل لابد أن تتواجد من وجهة نظرهم الى جانب الرجل في المنتديات والعمل الفني والعمل التطوعي، وفي المأتم وفي الجامع، وداخل شوارع وحواري القرى، وخوض معترك البناء الاجتماعي.
ولنشر هذه الثقافة داخل المجتمع: عملت الحركات النسوية على بناء مؤسسات وأندية ومراكز وتجمعات خاصة بها، وفي ثنايا تلك الأندية تقام فعاليات ومحاضرات وندوات ومباحثات تروج لمفهوم التمكين.


التمكين السياسي .


ويقاس التمكين السياسي بحسب رأي الداعين إليه؛ بعدد المقاعد البرلمانية المتاحة للرجال مقارنة بالنساء، وأيضا مشاركة النساء في منظمات المجتمع المدني، كالأحزاب والنقابات والمنظمات الأهلية وغيرها.
وفي إطار التمكين السياسي للمرأة، طالب مؤتمر بكين 1995 بتخصيص مقاعد برلمانية للمرأة في البرلمانات (وهو ما يطلق عليه مشروع الكوتا) ودعا هذا المشروع إلى ضرورة رفع التمثيل النسائي إلى نسبة لا تقل عن 30 في المئة ببلوغ العام 2005، واتخذت عدد من الدول العربية قرارات متقدمة في هذا الصدد.

الإسلام وحقوق المرأة:


غني عن البيان أن بعض الممارسات الخاطئة وتضييع حقوق المرأة؛ نتيجة لتسلط بعض العادات الجاهلية أعطى لدعاة التمكين فرصة كبيرة للتسويق لأفكارهم (لأجنداتهم)، لذلك نجدهم حريصين على الربط بعض الأوضاع المجحفة للمرأة والتي يأباها الإسلام في الأساس بما يطرحونه من أفكار شاذة، ويعملون للربط بين هذه الأوضاع والإسلام في محاولة لاقتلاع المرأة من جذورها الدينية، ومن عضويتها الفعالة في الأسرة والمجتمع، عن طريق مطالبتها برفض أي سلطة للرجال عليها، أو حتى أي تعامل بناء معه، وهو ما يطلقون عليه في الغرب: تحدي الأيديولوجية الذكورية في كل مراحلها، والمطالبة بالمساواة التامَّة في كل شيء، حتى وإن تعارض ذلك مع التشريعات الدينية.

إن الإسلام كرم المرأة وأعلى من دورها داخل المجتمع، والمطالبة بتصحيح بعض الأوضاع الخاطئة والتي تتنافى مع الدين لا يعني أنه يجب علينا اتباع النموذج الغربي، فنحن مسلمون قبل أي شيء، ولا يمكننا التخلي عن هويتنا، و نحن في سعينا للحصول على حقوق المرأة يجب ألا نتحدى ثقافتنا، بل الأحرى أن ننشئ مسارًا لنا يتفق مع ثقافاتنا الأصلية، وإلا فإن الناس لن يتقبلوا أي تغيير مهما كان إيجابيًّا.

الإسلام أعطى المرأة حقوقها ورفع مكانتها، ومقارنة بسيطة لأوضاع المرأة قبل الإسلام وبعد الإسلام ندرك هذا الأمر.

إن الأوضاع التي تعيشها المرأة المسلمة بين التقاليد الراكدة والأفكار الوافدة، تفرض على مفكري الأمة وعلمائها في مختلف التخصصات أن يضعوا برنامجا نابعاً من ثقافتنا وشريعتنا الإسلاميّة حول قضايا المرأة، ويكون هذا البرنامج مرجعية يتم التحدث بها مع أصحاب الدعوات الأخرى الرامية إلى تعميم ثقافتها وأفكارها.

وإذا كانت هناك جوانب إيجابية في بعض برامج الرعايا الاجتماعية والاقتصادية التي تدعو لها الأمم المتحدة؛ فيجب أن يشمل الجنسين، دون أدنى تمييز؛ لأن مشكلات الرجل الفقير هي نفس مشكلات المرأة الفقيرة.

وقد طالب بعض مفكري الغرب بالعقلانية في الدعوة لتمكين المرأة حتى لا تتحول القضية إلى صراع ورغبة في إذلال الرجل وإزاحته لصالح المرأة، وهو الأمر الذي يدفعه إلى الانتقام منها بكل الوسائل، ولهذا فإن نشر التعليم والوعي بكل صوره هو الصورة المثالية الأفضل.

إن المودة والرحمة هي الصورة المقابلة للصراع على السلطة الذي تدشنه نظرية التمكين.
فإن مكانة المرأة داخل الأسرة في النظرية الإسلامية ليست مقابل ما تنفقه من مال في نفقات الأسرة، وإنما مقابل ما تمنحه من دفء وحب وما تتحمله من مسؤولية لا رقيب عليها إلا الله،"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، فهي راعية ومسؤولة تمامًا كما الرجل، مع اختلاف في تفاصيل المسؤوليات.

بينما مفهوم التمكين يقوم على نزعة فردية أنانية، تسودها روح الفكر الغربي كله بمدارسه وفلسفاته المادية المتنوعة، وهي فلسفات تتصادم مع مفاهيم التسامح والإيثار والتضحية، وتقوم بتسطيح هذه المفاهيم والحط منها؛ باعتبارها مفاهيم ساذجة وغير واقعية، وتنُمّ عن ضعف وقلة حيلة.
لذلك فالمطلوب من المرأة وفق هذه الفلسفات أن تمكن لنفسها حتى ولو كان على حساب زوجها وأسرتها وأطفالها وبيتها، أو يقال عنها إنها مخلوق ضعيف، بغض النظر عن أي اعتبارات أو أي ملابسات أسرية أو مجتمعية أو ثقافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:20 pm

أرضيات الحماية الإجتماعية ضمن أهداف التنمية المستدامة لما بعد 2015
الكاتب: هيئة التحريرنشر فى: فعاليات
بيان لجنة الأمم المتحدة للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية
الخلفية:

لقد تزايدت ضرورة الإستحواذ على الحق في الحماية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية على المستويين الوطني والدولي، وذلك جزئيا إستجابة للتغيرات الإجتماعية القائمة في مختلف أقاليم العالم. ففي الكثير من الدول المتطورة أتى الإهتمام بذلك نتيجة الأزمات الإقتصادية وفترات الكساد الاقتصادي في السنوات الأخيرة. أما في الدول النامية بالمقابل، فالكثير منها، نسبيا، خبرت نموا وإزدهارا إقتصاديا مما أتاح لهم فرص الحصول على الموارد الضرورية للبدء التدريجي بتطبيق برامج الحماية الإجتماعية. ووجب إعتبار إستحداث أرضيات إجتماعي كحزمة تأمينات إجتماعية نقدا أو خدماتيا (كممهد من أجل النهوض لضمان الحد الأدنى الأساسي للدخل والحصول على الرعاية الصحية ولإتاحة المجال لتمتع الشرائح الإجتماعية المهمشة بالكثير من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية).

أوصت لجنة الإمم المتحدة للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية الدول الأعضاء في سياق (مراقبتها الختامية) بالتطبيق الملموس للحق بالضمان الإجتماعي مكرسة الإستحواذ القانوني للأفراد بأرضيات الحماية الإجتماعية حيث تتطور وصولا إلى التغطية الشاملة في نظام ضمان إجتماعي متكامل بالتوافق مع البند التاسع من الإتفاقية الدولية حول الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية. ووفق الرسالة التي توجه بها رئيس اللجنة إلى الدول الأعضاء في مايو 2012 ملفتا نظرهم إلى ضرورة الإلتزام بأرضيات الحماية الإجتماعية في أي محاولة لمواجهة الصعوبات والإلتزام ببنود المعاهدة الدولية ليتيح لمواطنيها التمتع بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وعليها إذ ذاك (الإعتراف بالحد الأدنى بالحق في أرضيات الحماية الإجتماعية التي كانت قد طرحتها منظمة العمل الدولية وتأمين الإلتزام التام بشكل دائم بمندرجات وبنود أرضيات الحماية الإجتماعية).

وبالتالي فمن بين الغايات المطروحة للتطبيق للهدف الأول من الأهداف المطروحة ضمن أهداف التنمية المستدامة لما بعد 2015 هو تحقيق تطبيق منظومة حماية إجتماعية مناسبة بما فيها إجراءات عديدة بما فيها الأرضيات.
الغايات:

ومن خلال بيان اللجنة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية للأمم المتحدة هذا ومتابعة للنداء الموجه للدول الأعضاء لتكريس الأهداف الأممية للتنمية المستدامة لما بعد 2015 ولتحديد المعايير والمواصفات المتعلقة بها وبحقوق الإنسان بما في ذلك حريات عدم التمييز والمساواة بين المرأة والرجل والمشاركة والإندماج والشفافية والمحاسبة، تؤكد على متانة الترابط ما بين توصيتها العامة التاسعة عشرة وتوصية منظمة العمل الدولية ذات الرقم 202 حول أرضيات الحماية الإجتماعية.

إن مفعول التوصية العامة للجنة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية 19 بالحق بالضمان الإجتماعي يترجم بالمكونات الأساسية عبر:

أ
مفهوم الضمان الإجتماعي كحق إنساني وكضرورة إقتصادية وإجتماعية للنمو والتطور
ب
إعادة تأكيد منحى إعادة التوزيع للضمان الإجتماعي ودوره في إستنهاض الإندماج الإجتماعي
ج
إعادة تأكيد الدور الرئيسي للدولة لتكريس الحق بالضمان الإجتماعي

على الصعيد الوطني تعتبر هذه الأمور وترابطها ضمانات أرضيات الحماية الإجتماعية بهدف تأمين الكرامة الإنسانية لتجنب أو مكافحة الفقر والحد من العوامل المهددة والتهميش الإجتماعي بالإضافة إلى ذلك توفر أرضيات الحماية الإجتماعية فرص ديمومة الحصول على الخدمات العمومية مثل الماء والصرف الصحي والصحة والتربية والتعليم والخدمات الإجتماعية التي محورها الأسرة والمرتكزة على البنود الواردة في سياق المعاهدة الدولية (حول الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية).
الإلتزامات المنتظرة من القيادات

أرضيات الحماية الإجتماعية تنادي بتكريس منظومات تأمينية للضمان الإجتماعي والتي تؤكد الحصول بشكل شامل على الخدمات الصحية الأساسية والحد الأدني من الدخل الأساسي. ويمكن تأمين ذلك عن طريق التحويلات بصورة نقدية مباشرة أو بصورة خدمات ومنافع داعمة للدخل مترافقة مع ضمانات للتوظيف والعمالة في سن الإنتاج ومنح مالية شاملة لكبار السن ومنافع للأشخاص ذوي الإعاقة وللأشخاص فاقدي المعيل والممول الرئيسي.

كما أن تلك الأمور مدرجة في البند التاسع للتوصية الأساسية من اللجنة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والموجهة إلى القيادات في الدول الأعضاء لتؤمن الحصول على الضمان الإجتماعي وذلك يضمن تقديم الخدمات الأساسية والحد الأدني من المنافع لكافة الأفراد والأسر لتمكينهم من الحصول على الخدمات الطبية الأساسية على الأقل وفرص السكن والإيواء والماء والصرف الصحي والتغذية والتعليم الأساسي. والشمولية (تعني الكل) مكرسة الحقوق الإنسانية الأساسية تطال كل الأمور التي تعني كل الأفراد. وعبر نفس المسار تهدف أرضيات الحماية الإجتماعية تهدف إلى ضمان الدخل والحصول على المنافع والخدمات الأساسية على مدار العمر مع إنتباه وعناية خاصة للشرائح المهددة والمحرومة بما في ذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين الغير منتظمين والإقليات العرقية وسكان البلاد الأصليين والمهاجرين واللاجئين والمهجرين.
النساء

عادة ما لم تُشمل النساء بالضمان الإجتماعي ولا يستفدن من منح مالية ومرد ذلك يمكن أن يعود إلى تواجدهن في ظروف غير منتظمة إقتصاديا، أو يعانين من عوامل تحول دون إستفادتهن من المنافع أو بكل بساطة لإرتباطهن بعمل غير مدفوع الأجر والذي لا يعتبر مساهمة في الدورة الإقتصادية القائمة في مجتمعاتهن أو بيئتهن السكانية. كما أن هناك إعتبارات تقليدية بكونها مشمولة بإعتمادها على الشريك ـ الرجل وليس كونها مستحوذة على الحقوق كفرد. تؤكد اللجنة الاقتصادية والإجتماعية والثقافية في سياق إتفاقيتها توفير عدة ضمانات أساسية تضمن أرضيات الحماية الإجتماعية مثل الصحة الإنجابية والعناية بالطفل ومنافع مرحلة الأمومة والمنح المالية والتي تساهم في منافع شاملة. وتلك المنافع تحد من الفروقات الجندرية وتخفف من الأعباء الملقاة على كاهلهن والتي كن يرزحن تحتها في مجال المسؤوليات المنزلية الغير متوازنة.
التطبيق التدريجي

بينما يجري التركيز على المفهوم المحوري لأرضيات الحماية الإجتماعية والذي يكرس الحقوق الإقتصادية والإجتماعية بما فيها الضمان الإجتماعي كمضمون جوهري تذكر لجنة الأمم المتحدة للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية الدول الأطراف في إتفاقيتها الدولية على مندرجات المادة 19 من تقريرها حول إلتزامها التجسيد التدريجي في تكريس الحق في الضمان الإجتماعي. وذلك يشكل بالتالي ترجمة ملموسة لما ورد في توصية منظمة العمل الدولية رقم 202 حول أبعاد الضمان الإجتماعي والذي من المحتم أن يشمل التدرج في مستويات أعلى من توفير الحماية الإجتماعية لأكبر عدد ممكن من الأفراد. وعندما يجري الحديث من أرضيات وليس عن سقوف نعني أنها إستحداث كما جرى تجسيدها بالإرتكاز على منظومة حقوق الإنسان ومبادءها ومعاييرها. و تكمن في أرضيات الحماية الإجتماعية المفاعيل التي توفر عوامل التمتع بالكثير من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية

كما ترحب لجنة الأمم المتحدة للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية بشواهد متعددة حول كيفية تطبيق أرضيات الحماية الإجتماعية التدريجي في الدول ذات المستويات النمائية المختلفة في المجالات اٌلإقتصادية والإجتماعية عبر مروحة واسعة من البرامج والإجراءات كما ورد في تقرير منظمة العمل الدولية حول الحماية الإجتماعية 2014-2015.

وفي الدول المنخضة الدخل والتي لاتزال في مرحلة محدودية أثر الشبكات الحماية والتي توفر مستويات متدنية من المنافع، تجري محاولات حثيثة وحوارات حول توسيع التحولات في الحماية الإجتماعية والتأسيس على إنشاء سياسة أرضيات حماية إجتماعية وطنية كجزء من منظومة حماية إجتماعية شاملة. يجري حاليا إنجاز نظام تغطية منح ومنافع تعويضية شامل في 20 دولة نامية وفي دول نامية أخرى تجري حاليا تطبيق نظام تجريبي في منح مساعدات لكبار السن. وفي العديد من الدول متوسطة الدخل يجري التوسع التدريجي في أنظمة الحماية الإجتماعية وذلك وفقا لإستراتيجيات حاجات النموالمحلية والتي بدورها تحفز النمو.

ومن المهم أن تكون للدولة خيارات متاحة لحكوماتها لتوسع إطار الحماية الإجتماعية حتى في الدول الأفقر، كإعادة توزيع الثروة العامة بحيث يتم إستهداف البذل في المجال الإجتماعي والإزدياد في الريع الضريبي والحد من الهدر في مجال الخدمات ومكافحة الفساد والمزيد من برامج الضمان الإجتماعي. وبشكل مواز من المهم أن تظهر تلك الدول إلتزامها بمندرجات الإتفاقية الدولي حول الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وذلك بتوفيرها موارد كافية من أجل الحماية الإجتماعية في سبيل تجسيد الحقوق الإنسانية والتنمية الإقتصادية والإجتماعية.

وتعترف اللجنة (لجنة الأمم المتحدة للحقوق الإجتماعية والإقتصادية والثقافية) بضرورة المباديء التوجيهية المقترحة في التوصية 202 لمنظمة العمل الدولية وتبرز بوجوب إستحواذ تطوير أرضيات الحماية الإجتماعية على توافق وطني مما يوجب تشارك كامل من كافة الأطراف ذات الصلة في تصميم وتطبيق ومتابعة ورصد وتقويم محتويات أرضيات الحماية الإجتماعية. وعلى المنظمات الإقليمية والدولية بما في ذلك المؤسسات المالية الدولية دورا مهما لتلعبه في إستنهاض العوامل الضرورية من أجل التطبيق الحقيقي لأرضيات الحماية الإجتماعية.

وتوكد اللجنة ضرورة توفير الموارد المناسبة على المستوى الوطني من خلال المساعدة والتعاون الدوليين – والتي يجب تقديمها- وذلك لتمكين الدول من من التجسيد التدريجي للحقوق المدرجة في الإتفاقية. فمشروع إستحداث (صندوق دولي للحماية الإجتماعية) المدرج في التوصيات الأساسية (للهيئة العالية المستوى للأشخاص المرموقين) حول الأجندة النمائية لما بعد 2015 والتي تعتبر خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح والتي من شأنها دعم الإستثمار الأولي في أنظمة حماية إجتماعية عامة ومستدامة.

وتؤكد اللجنة على ما ورد في تصريح المقرر الخاص للأمم المتحدة حول الفقر المدقع وحقوق الإنسان (يجب أن يصبح تبني أرضيات الحماية الإجتماعية والمبادرات ذات الصلة المتخذة في إطار الحقوق الإنسانية ككل، هدفا مركزيا لكافة العاملين في مجال حقوق الإنسان والتنمية).

وتشجع اللجنة أخيرا كافة الدول الأعضاء على تعزيز مباديء ومعايير حقوق الإنسان لإقامة أرضيات الحماية الإجتماية وخاصة لناحية عدم التمييز والمشاركة والشفافية والمصداقية والإعتراف بالحق بالضمان الإجتماعي عن طريق الضوابط القانونية الضامنة للإستحواذ للمستفيدين وبالتحديد لأصحاب الحقوق. كما تشجع اللجنة الدول الأطراف على تضمين أرضيات الحماية الإجتماعية في أهداف التنمية المستدامة كوسيلة لمكافحة الفقر والتمييز وتضمن تنمية مستدامة لما بعد 2015 مع مراعاة إنجاز وتطبيق كافة الحقوق التي وردت في المعاهدة الدولية حول الحقوق اٌلإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:27 pm

يعرف الضمان الاجتماعي "بالحماية التي يوفرها المجتمع لأعضائه،عبر سلسلة من التدابير العامة ضد البلاء الاقتصادي والاجتماعي الذي قد يتسبب بشكل آخر من جراء إيقاف المكاسب أو تخفيض كبير لها، نتيجة المرض، والامومة، والاصابة في العمل، والبطالة، والعجز، تقدم السن، والوفاة، وتوفير العناية الطبية، وتوفير الدعم للأسر من الاطفال".
وتحدد أتفاقية منظمة العمل الدولية حول الضمان الاجتماعي (المعايير الدنيا) رقم 102 لسنة 1952 تسعة فروع أساسية للضمان الاجتماعي : العناية الطبية، والفوائد للمرض، والبطالة، والسن المتقدمة، والاصابات في العمل، والامومة، والعجز، والاسرة، والباقون على قيد الحياة،. وعبر العقود الثلاثة الماضية تم توسيع مفهوم الضمان الاجتماعي ليضم إطار عمل الحماية الاجتماعية، ويوفر دعما أجتماعيا أساسيا معمما لجميع المواطنين بغض النظر عن تاريخ الاستخدام أو المساهمة.
في معظم دول العالم ومنها العراق لايبدو أن قوانين الضمان الاجتماعي قد تكيفت مع التغيرات في بنية سوق العمل وسيره. لقد حصل ازدياد كبير في عدد النساء العاملات في الاستخدام بأجر، سواء بدوام كلي أو جزئي وأكتسبن حقوقا مستقلة في تغطية الضمان الاجتماعي،ولكن لازال حقهن في الضمان الاجتماعي غير متساوي مع حق الرجل.ويعود ذلك الى موقع المرأة غير المتساوي نسبة للرجل في سوق العمل، ولأن المرأة لاتزال تضطلع بمسؤوليات عائلية بدرجة أكبر بكثير من الرجل، ولازالت كثير من النساء تخوض أعمالا غير نظامية غير مغطاة بأنطمة الضمان الاجتماعي أو مغطاة بطريقة غير ملائمة،ولازالت كثير من الانشطة الزراعية غير مشمولة بالضمان الاجتماعي. أن التغييرات المتسارعة في البنى الاسرية، وبنى سوق العمل جعل قوانين الضمان الاجتماعي بحاجة الى تغييرات كبيرة خصوصا وان القانون العراقي مضى على أصداره عشرين عاما، وغياب وقصور انظمة الضمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية وعدم ملائمتها، الى جانب التمييز في سوق العمل، تجعل المرأة معرضة بشكل كبير للفقر والحرمان الاقتصادي، وخصوصا وأن البلد يمر بمرحلة تغيير أقتصادي شامل،وانتقال من أقتصاد بتخطيط مركزي الى اقتصاد السوق. أن مبدأ مساوة الرجل بالمرأة يتطلب تغيرات قانونية في أنظمة الضمان الاجتماعي لتطهير هذه الانظمة من كل ما يشكل تمييزا مباشرا واقع بين الرجل والمرأة.
يجب أن تعطي قوانين الضمان الاجتماعي الاولوية للحماية الاجتماعية الى جميع قطاعات العمل وأنواعه الخاصة بالمرأة.غير أنه في كثير من الاحيان تكون ميزانية برامج الحماية الاجتماعية محدودة لذا بات من الضروري اقتراح أولويات :-
• يجب أن تحفظ حقوق النساء العاملات في مجال الصحة والتمريض، وحيث كثير منهن لايتمتعن بدخل كاف يسد حاجاتهن وأسرهن.
• ويأتي بعدهن من كانت لهن وظيفة بدخل نقدي هام وانقطعن عن العمل.
• النساء العاملات في المنشآت الصغيرة حيث تميل النساء الى التركز فيها
• أيلاء ألاهتمام الى وصول الضمان الى المرأة العاملة في منشأتها الخاصة أو ضمن الاسرة
• العاملات بأجر مضمون جزئيا بترتيبات الحماية الاجتماعية في حال المرض،أو البطالة، أو التقاعد.
• أن يغطي الضمان الاجتماعي العاملات بدوام جزئي أو بعقود وقتية وأن تكون مماثلة قدر الامكان لشروط العمال بدوام كامل ويمكن أن تحتسب استحقاقاتهن على أساس حصص نسبية.
• تغيير طريقة أحتساب الفوائد،بتخفيض أو إلغاء أدنى فترات الاستخدام أو أدنى مستويات الاجور.
أن الواقع الاجتماعي اليوم يشير الى أن الكثير من النساء يوفرهن عبر عملهن المعيشة لاسرهن، وخاصة الاطفال،والواقع الاقتصادي يشير أنه حتى في حالة تأدية المرأة وظيفة قابلة للمقارنة، لازالت تتقاضى أجرا أقل من الرجل، وتمتع بمهنة دون الوسط،لذا يجب أن يلغى التمييز من الضمان الاجتماعي،لكن دون تغريم المرأة نظرا لوضعها الاجتماعي وفي الاستخدام الحقيقي. والتمييز أما يظهر بشكل مباشر او غير مباشر،والتمييز المباشر ينتج من التشريع الوطني لذا يتطلب أجراء تغييرات فيه على أساس:-
• الفوارق في معدلات المساهمات أو الفوائد المحددة على أساس الاحتسابات التأمينية للرجل والمرأة كل على حدة.
• معاملة ضمان أجتماعي منفصلة للرجل والمرأة المتزوجين في العمالة، كثيرا ما تنكر حقوق المرأة العاملة المتزوجة عبر استخدامها الخاص، أو تعطى مستوى أدنى من الفوائد، بسبب الحماية التي تتلقاها كمعالة من الزوج.
• الاعتراف بالمرأة كعاملة مع مسؤوليات عائلية بحيث تستطيع المرأة من أكتساب ذات الحقوق مثل الرجل لأعضاء اسرتها.
أما التمييز غير المباشر فينتج بشكل مختلف بسبب طبيعة نشاطهما المختلف، وأحوالهما الشخصية أو وضعهما العائلي مثلا فوائد التقاعد تتطلب دفع مساهمات طوال سنوات عديدة أو طوال مدة العمل بكاملها، وهنا تعاقب المرأة بسبب مشاركتها المتقطعة في القوة العاملة في الفترات التي تقضيها في تربية الاطفال أو العناية بالاشخاص المعالين،ويمكن هنا اقتراح أزالة هذه الاثار بائتمان عن الوقت الذي يقضى في تربية الاولاد ورعاية الاشخاص المعالين واعتبارها من معايير الحصول على الفوائد.
أن أنظمة الضمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية لاتعالج كل الاثار الاقتصادية والاجتماعية لسوق العمل والتفاوتات التي يحدثها، بل تلطف هذه الاثار وتعالج بعض آثارها لذا يجب أن يقلل التشريع من هذه الاثار والتفاوتات بالاخص للمرأة العاملة وتوفير تدابير أضافية لتعويض المرأة عن تدني أجرها، وطبيعة مهنتها، وطبيعتها البيلوجية،وتكييف الحقوق المتأتية مع البنى العائلية المتغيرة كالطلاق والزواج والانفصال،وضمان التكافؤ بين الارامل الاناث والذكور، وأمداد فوائد الاشخاص الباقين على قيد الحياة خاصة العازبين ووضع تدابير لصالحهم.
سحر مهدي الياسري، (الضمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية للمرأة العاملة)،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:27 pm

وزير الشؤون الإجتماعية والأمم المتحدة افتتحا ورشة عمل حول "الحماية الاجتماعية والتنمية الدفع: علينا اعادة النظر في برامج الحماية والمساعدة الإجتماعية.
فرح: الحماية الاجتماعية هي حق وليس خدمة ولا منّه احد.
الصايغ: هدفنا توفير الحماية للمجموعات الأكثر تهميشا" وفقرا".

إفتتح كل من وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للإسكوا بدر عمر الدفع ورئيس مؤسسة فريديرش ايبرت سمير فرح ورشة عمل تحت عنوان "الحماية الاجتماعية والتنمية". بدأ حفل الافتتاح الساعة التاسعة والنصف من قبل ظهر اليوم في فندق البريستول في بيروت. بحضور النائب بهية الحريري، وممثلين عن رئاسة الحكومة، الصندوق الوطني الضمان الإجتماعي في لبنان، والمستشارة الإقليمية للسياسة الإجتماعية في الإسكوا مهى يحيى، وفد من وزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عمان ضم المدير العام للوزارة محمد الخصاونة والسيدة نعيمة بنت حميد البلوشي وعدد من كبار المسؤولين والخبراء، لينا أبو خاطر من منظمة CRI – لبنان. مستشارة وزير الشؤون الإجتماعية في مصر السيدة هانية شولكامي، محمود الكفاوين مدير عام صندوق المعونة الوطنية في الأردن. من المركز الدولي للفقر في البرازيل فابيو فراس، ومن اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لآسيا والمحيط الهادىء خورخي كاريللو، المدير العام للصندوق الوطني التونسي للعناية والتقاعد سيد بلال. وممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية المهتمة بالتنمية الإجتماعية وكبار موظفي وزارة الشؤون والمكتب الإقليمي للإسكوا في لبنان ومكتب مؤسسة فريديريتش ايبرت في لبنان. وممثلي البعثات العربية المشاركة في المؤتمر الذي سيستمر لثلاثة ايام متتالية.

كلمة الدفع
بداية تحدث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للإسكوا بدر عمر الدفع الذي شكر الوزير الصايغ على حضوره ومؤسسة فريديريتش ايبرت على هذا التعاون الذي لا بد وأن يساهم في تحقيق التنمية الإجتماعية على صعيد المنطقة رغم التحديات التي نواجهها في هذا المجال. ولا شك ان الأزمات المتعاقبة التي يشهدها العالم لا سيما ازمة الأمن الغذائي وازمة الوقود والأزمة المالية والإقتصادية مما يؤدي الى تزايد عدد الفقراء والعاطلين عن العمل في مختلف بلدان العالم ومنها بلدان الإسكوا خصوصا في اقل البلدان نموا.

وقال: لقد كانت هذه المواضيع محط اهتمام القمة التي عقدت الأسبوع الماضي في نيويورك وركزت على اهمية توفير فرص العمل اللائق لجميع الفئات ومنهم النساء والشباب. وتمحورت المناقشات في هذا الحدث حول عنصرين مترابطين: الاول توفير العمل اللائق الذي هو الآلية الأكثر فعالية لتمكين الفقراء للخروج من الفقر. والثاني توفير الحد الأدنى من الحماية الإجتماعية للجميع بدلا من الإكتفاء بالسياسات التي تتوجه للفقراء بمعزل عن سائر فئات المجتمع.لان هذه التطورات تتطلب منا اعادة النظر في برامج الحماية والمساعدة الإجتماعية بهدف التوصل الى سياسة متكاملة تشمل جميع الفئات. فالمطلوب اعتماد نهج جديد يقوم على التوازن في التنمية الإقتصادية والإجتماعية بحيث لا يكون العنصر الإجتماعي جزءا ملحقا بسياسات التنمية الإقتصادية والخطط السياسية والثقافية. وهذا يتطلب اعتماد مبادرات تهدف الى توسيع الفرص الإقتصادية وتحقيق الرفاه الإقتصادي والإجتماعي بزيادة الدخل.

وقال: كما في بلدان أخرى من العالم تحتل هذه المسائل مكانة هامة في مختلف بلدان منطقة الإسكوا حيث تندرج غالبية برامج الحماية الإجتماعية في ظل التكافل والتعاضد. وفي اعقاب الأزمة المالية والإقتصادية والإجتماعية وتضاؤل الموارد يتطلع صانعو السياسات في مختلف بلدان الإسكوا الى اعتماد نموذج جديد للنمو الإجتماعي والإقتصادي ياتي بنتائج مستدامة على صعيد التنمية.
وختم بالقول: في اطار هذا النهج يعتبر الإستثمار في الإنسان اساسا في اي خطة او مبادرة وذلك من خلال تعميم التعليم وتحسين نوعيته، وتوفير نظم الرعاية الصحية والحماية الإجتماعية، إصلاح برامج الضمان الإجتماعي وبرامج التقاعد. ويحتاج تطبيق خطط الإستثمار في الإنسان الى مصادر وادوات للتمويل محلية ودولية وبناء شراكات فاعلة بين الدولة والأفراد وشركات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني. واني على ثقة في ان هذا الإجتماع سيكون فرصة جديدة لتكثيف الجهود من اجل تطوير السياسات الوطنية التي تلبي تطلعات الأفراد والمجتمعات في المنطقة في ظل ما يشهده العالم من تطورات حاسمة.

كلمة فرح
والقى ممثل مؤسسة فريدريش ايبرت ـ لبنان سمير فرح كلمة قال فيها: أتوجه بالشكر لشركائنا في تنظيم هذه الفعالية الهامة للبحث في قضية فائقة الأهمية تطال وبشكل مباشر حياة شريحة كبيرة من فئات المجتمع محلياً، إقليميا ودولياً. إن نظام الحماية الإجتماعية كان قد بدأ منذ عهد طويل وتحول الى نظام قانوني تزامناً مع الثورة الصناعية التي أحدثت إنعكاسات إقتصادية وإجتماعية وقانونية وسياسية في المجتمعات كافةً.

فلكل شخص، بوصفه عضواً في المجتمع حق في الحماية الاجتماعية ...." لكل فرد الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجةً لظروف خارجة عن إرادته".

هذا بعض مما نصت عليه المادتين 22 و25 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان. ممالا شك فيه ان الاعتراف بكرامة الإنسان وبالحقوق المتساوية والعادلة لكافة أفراد المجتمع هو الباب الأوسع والأضمن والمؤكد نحو إرساء قواعد الحرية والعدالة والسلام في الأوطان كل على حده وفي العالم الأوسع والأشمل.
ان انتهاك حقوق الأفراد والمجتمعات والشعوب هو دفع نحو الإنحراف والتفكك من روابط القيم والمبادئ والأخلاقيات، ومحرض أساسي على العنف والأعمال اللإنسانية بين البشر وضد بعضهم بعض.
إن نظام الحماية الاجتماعية او الأمن الإجتماعي يجب ان يبني، ويقوم على سياسات هادفة متطورة ومستدامة وأن يتضمن برامج للحد من الفقر والبطالة والمخاطر المرتبطة بهذين العاملين الهامين.
أولا يجب الخروج من مفهوم الحماية الاجتماعية والأمن الاجتماعي على أساس انه خدمة يحصل عليها المواطن من الدول او من أرباب العمل. الحماية الاجتماعية هي حق وليس خدمة ولا منّه احد. نحن في مؤسسة فريدريش ايبرت نعمل عن قرب وعن كثب مع كافة المؤسسات الحكومية والأهلية والمنظمات المدنية الفاعلة بهدف ترسيخ وتطبيق أسس ومبادئ الديمقراطية وبهدف الوصول الى المسافة الأقرب إنسانياً في تحقيق قيم ومفاهيم العدالة الاجتماعية. مما لا شك فيه من ان لبنان والعديد من دول المنطقة والعالم ما زال يعاني من تقصير مخجل في وضع سياسات وبرامج تؤمن الحماية الاجتماعية للمواطنين تحفظ حقوقهم وتصون كراماتهم.
آمالنا كبيرة في ان تصل هذه البلدان الى وضع نظام حماية اجتماعية متكامل وبناء شبكات آمان تؤمن للفرد حقوقه وتؤهله للالتزام بمسؤولياته وواجباته وفقاً لما تراه وتنص عليه القوانين.
وختم فرح بالقول: الشكر مجدداً لكافة المشاركين والمشاركات، شكر خاص لمنظمة الاسكوا وللصديقة مهى يحيا والفريق العامل معها على كل الجهد المبذول من اجل إقامة وإنجاح هذا النشاط الهام مع تمنياتي للجميع بالنجاح ودوام التوفيق .

كلمة الصايغ
والقى الوزير الصايغ كلمة قال فيها: في البدء أود أن أشكر منظمة الاسكوا لتنظيمها ورعايتها ورشة العمل حول "الحماية الاجتماعية بصفتها عنصر التنمية"، والتي تأتي في فترة زمنية هامة بالنسبة للحكومة اللبنانية بشكل عام ولوزارة الشؤون الاجتماعية بشكل خاص، حيث تنصب الجهود حثيثة" من أجل وضع الأطر الصحيحة والمناسبة لوضع شبكة أمان اجتماعية تحمي حقوق المواطن اللبناني المختلفة.

لقد شدّد البيان الوزاري للحكومة الحالية على أهمية العمل على رسم سياسة اجتماعية تسهم في تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتحسين فاعلية وجودة الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة لكي تطال، على نحو أفضل، العدد الأكبر من الفئات الاجتماعية الأكثر عوزاً. كما أكد على تحفيز نمو مستدام يسهم في مكافحة البطالة الحقيقية والمقنعة، خصوصاً لدى الشباب، ووقف هجرة الأدمغة التي تستنزف الموارد البشرية في لبنان.

في هذا الإطار، تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية على المستويين السياسي والتنفيذي، وبالشراكة مع عدد من الوزارات المعنية، من أجل التوصل إلى سلة من إجراءات وبرامج وأدوات الحماية الاجتماعية التي تترجم مضمون هذا البيان. ونؤمن بأن تحقيق مثل هذا الأمر يعتمد على قدرة جميع الأطراف اللبنانية المعنية بالشؤون الاجتماعية على إدراك والتعامل مع الأسباب الجذرية الكامنة وراء التحديات الاجتماعية، بحيث يكون هذا الفهم متجانسا" بين الجميع مما يوحّد وجهات النظر حول سبل الوقاية والحماية المستدامتين.

انطلاقا" من هذا الواقع، لعبت وزارة الشؤون الاجتماعية الدور الميسّر في بلورة ميثاق اجتماعي يصبو إلى تأمين حقوق المواطنين اللبنانيين التزاما" بمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، وتحسين الوضع الاقتصادي-الاجتماعي، مما يكرّس الأمان الاجتماعي على أسس العدالة وتكافؤ الفرص. وقد توصّل مختلف ممثلي الإدارات العامة، والبلديات، والمجتمع المدني والأهلي، والأحزاب السياسية، والقطاع الخاص، والخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين إلى سلة من العناوين الاجتماعية الاقتصادية تضمنها الميثاق في مسودته النهائية من شأنها أن تكرّس شبكة أمان اجتماعية تطال جميع شرائح المجتمع اللبناني. وهذه العناوين هي:
1. تعزيز التنمية الاجتماعية وتحسين الظروف الاجتماعية كمبدأ أساسي في صياغة السياسات الاجتماعية والاقتصادية والمالية وتطبيقها في شتى القطاعات التي تمس بحياة المواطنين في نوعية الخدمة وفعاليتها ومردودها.
2. التأكيد على الحق بالرعاية الصحية النوعية لجميع الأفراد والأسر من خلال العمل الحثيث على التخطيط للخدمات الصحية وتحقيق العدالة في الحصول عليها وتفعيل جودة المؤسسات الرسمية الصحية وتحسين المؤشرات الصحية وتخفيض الفوارق بين المناطق.
3. بناء وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي لحماية الفئات الأكثر تهميشا عبر اعتماد مبدأ الإنماء ليس فقط بين المناطق اللبنانية المختلفة، بل وتوسيعه ليكون إنماء لكل إنسان، بما في ذلك دعم حق الأشخاص المعوّقين بالاستفادة من شبكات الحماية الاجتماعية على اختلافها.
4. اعتماد سياسة وطنية تربوية ترتكز على مبادئ إزالة عوائق التمييز وحق التعلم والزاميته للجميع، وتحسين جودة التعليم الرسمي، وتوفير فرص الدمج، وتعزيز المواطنة والديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان.
5. توفير فرص العمل الكريم والمنتج والآمن بما يتماشى مع المؤهلات والمهارات الفردية والمجتمعية، التقنية والتعليمية، وذلك بعيدا عن أي تمييز على أساس المذهب الطائفي أو الإعاقة الجسدية، على أن تستهدف فرص العمل الفئات الأكثر تهميشا" وفقرا" بما فيها النساء والشباب واليد العاملة ذات المهارات المحدودة.
6. اعتماد سياسات التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تتناسب مع مبدأ التنمية المستدامة والإدارة الصحيحة للموارد الطبيعية وفرض قوانين لحماية البيئة تستند إلى تلازم في السياسات الاقتصادية والبيئية وتدرس الأسباب الكامنة وراء تدهور الموارد البيئية، لا سيّما الأسباب الاجتماعية-الاقتصادية منها، والعمل على اقتراح الحلول والإجراءات والآليات التطبيقية التي تسمح بالحفاظ على هذه الموارد واستخدامها الرشيد في تحسين مستوى المعيشة، خصوصا" للمجتمعات الأكثر فقرا" والأفراد ذوي الدخل المحدود.
7. تطبيق المخططات التوجيهية المتكاملة لاستخدام الأراضي بالتنسيق والتعاون بين الإدارات المختلفة، واعتماد الخطط التنموية على مستوى الأقضية والاتحادات والبلديات بحيث يصار إلى الاستفادة من القيمة المضافة التي تمتاز بها المناطق اللبنانية المختلفة.

أما الخطوة الثانية التي تلازمت مع الميثاق الاجتماعي، فكانت صياغة الإستراتيجية الوطنية الخمسية للتنمية الاجتماعية والتي قمنا بمناقشة مسودتها الأولى الأسبوع الماضي مع عدد كبير من المشاركين المحليين والدوليين. وقد ترجمت الإستراتيجية مضمون الميثاق بحث دعت على سبيل المثال لا الحصر إلى تطوير نظام التقاعد، وإنشاء صندوق البطالة، وإنشاء صندوق للتأمين ضد الإعاقة والعجز، والقضاء على التمييز ضمن نظم الحماية.

لن أتطرق إلى الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية في كلمتي، كون ورشة العمل هذه تتضمن في يومها الأخير جلسة خاصة حول الحماية الاجتماعية والتنمية في لبنان. ولكن أود التشديد على أن وزارة الشؤون الاجتماعية وضعت نصب أعينها، وضمن المهام المنوطة بها، توفير الحماية للمجموعات الأكثر تهميشا" وفقرا"، من خلال برامج تستهدف الفقراء (مساعدات مالية وتحفيزات)، والمعوّقين والأطفال وكبار السن والمرأة والمسجونين. وبما أن الحماية الاجتماعية لا يمكن فصلها عن التنمية المحلية، سوف تعزز الوزارة من دور ومهام مراكز الخدمات الإنمائية التي يزيد عددها عن 180 مركز موزعين على كافة الأراضي اللبنانية من خلال عدد من البرامج الوطنية والدولية بحيث تصبح فعليا" الذراع اللامركزي الأساس للحكومة المركزية وللبلديات في عملها التنموي والاجتماعي والاقتصادي.

أعود وأكرر ما قلته في مناسبات سابقة، على أنه لا يمكن التكلم عن إصلاحات اقتصادية من دون ضبط الإنفاق لمعالجة قضية الدين من جهة، ومن دون زيادة الواردات الاجتماعية من جهة أخرى من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية. كذلك لا تنمية اقتصادية من دون مقومات اقتصادية-اجتماعية متكاملة. ولا يمكن لوزارة أن تعمل وحيدة على مواجهة التحديات الاجتماعية التي نراها تستفحل خصوصا" في ضواحي المدن وفي القرى والأرياف. ولا يمكن التغاضي عن هموم الناس وأولوياتهم والتلهّي بالسياسة التي تعب الشعب اللبناني منها وأصبح توّاقا" إلى لسان يتكلم لغته وأذن تستمع لشكواه وعين ترى مأساته.

أيها الحضور،
تشدد وزارة الشؤون الاجتماعية على أهمية التعاون والتشبيك مع المجتمع الدولي من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والمعيشية في لبنان. وقد بادرت مع عدد من الدول للاستفادة من خبراتها. فعلى سبيل المثال، أبرمت وزارة الشؤون الاجتماعية مع نظيرتها في البرازيل مذكرة تفاهم للاستفادة من الخبرات البرازيلية في مكافحة الفقر وحماية الأطفال وغيرها من القضايا المشتركة بين البلدين. وأنا أدعو من خلال هذه الورشة الدول العربية عبر ممثليها إلى العمل سوية من اجل التبادل الخبراتي والتقني وبلورة برامج ومشاريع مشتركة تهدف إلى تحسين ظروف المواطن العربي أينما كان.

كذلك أتوجه إلى المنظمات الدولية داعيا" إياها إلى مزيد من التنسيق مع المؤسسات الرسمية، ولا سيّما وزارة الشؤون الاجتماعية، من أجل الحد من الهدر في الموارد المالية والبشرية والتقنية المتاحة. إذ تشير المعاينات الميدانية واللقاءات مع مختلف المجموعات المستهدفة في مجال التنمية الاجتماعية أن البرامج الدولية التي تم تنفيذها خلال فترة العقد الحالي لا تتساوى في الجهود التي بذلت مع النتائج المرجوة، نظرا" لتعددية المراجع التي تم الاتصال بها وتفاوت الأولويات التي اعتمدت مع الأولويات الاجتماعية الوطنية التي وضعت.

أيها السيدات والسادة،
إن لقاءات بأهمية ورشة العمل هذه التي تنظمها الأسكوا لهي على درجة عالية من الأهمية كون لبنان، كغيره من الدول العربية، ما يزال يعمل جاهدا" على توفير المناخ والإطار السياسيين والتنفيذيين لاعتماد آليات للحماية الاجتماعية تتناسب والواقع الاجتماعي والاقتصادي والمالي في لبنان. وبالتالي، فإن فسح المجال أمام التعلّم من التجارب العربية من شأنها تفادي، حيث أمكن، العوائق المرتبطة باختيار هذه الآليات.

إن مفهوم التنمية المستدامة مدخله التنمية الاجتماعية المستدامة المرتكزة على الإنسان وحمايته. لذلك، أتمنى للحضور الكريم النجاح في هذه الورشة والتوصل إلى مقررات يمكن البناء عليها لحماية الإنسان. كما أدعو منظمة الاسكوا إلى تنظيم سلسلة من ورش العمل المتخصصة في كل من الآليات التي سوف تذكر في الورشة مما يسمح للدول العربية المشاركة من استخدام التوصيات والمقررات في سياساتها الوطنية.

جلسات عمل ولجان
وبعد ذلك انتقل المؤتمرون ليتوزعوا على شكل لجان وجلسات عمل تستمر ثلاثة أيام يناقش خلالها الخبراء والمشاركون التحديات والنجاحات والإخفاقات في الحماية الاجتماعية وذلك عبر نماذج مختلفة مطبّقة في مناطق الإسكوا وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ. وتهدف الورشة بشكل أساسي إلى التعرف على مناهج ابتكارية يمكن أن تزيد من تأثير برامج ومشاريع الحماية الاجتماعية والنظر في طرق مختلفة للجمع بين المساعدة والتأمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:28 pm

أكدت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات، أن مفهوم الحماية الاجتماعية في مجال الإسكان والاقتصاد غير الرسمي، لا يزال منحصرًا في مصر في حصول المواطن على المعاشات ومساعدة المرأة المُعيلة، ومحو الأمية في المجتمع.

ودعت إسكندر، خلال كلمتها بالمؤتمر الذي ينظمه "الراصد العربي" تحت عنوان "الحماية الاجتماعية.. الوجه الآخر للأزمة"، اليوم السبت، إلى تغيير مفهوم الحماية الاجتماعية في مصر كون هذه الأنشطة ليست حلًا لحماية المواطن المصري اجتماعيًا.
وأضافت إسكندر أنها افتتحت مشروع "معًا لتطوير العشوائيات" بمدينة السلام، موضحة أنه تم اليوم توقيع بروتوكول بين وزارة الدولة للتطوير الحضاري والعشوائيات ومحافظة الجيزة من أجل تطوير سوق "الكُنيسة".
شارك في افتتاح المؤتمر السيد ياسين، أستاذ علم الاجتماع السياسي ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور مجدي عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، وزياد عبد الصمد، رئيس شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:31 pm

الحماية الاجتماعية: خدمة أم حق؟
نشر في‫:‬الاربعاء, ايار 13, 2009 - 22:09
الكاتب/ة: مريم غريب.

هل يُنظر إلى الحماية الاجتماعية على أنها مجموعة من آليات المواجهة، سواء أكانت مطبَّقة على أنّها حقوق مكتسَبة أو استحقاقات تمنحها الدولة؟ أم يُنظر إليها كمجموعة من السياسات التي من شأنها توفير حماية للجميع ودمج المجموعات الضعيفة؟ وفي ضوء الأزمات الاقتصادية والسياسية المستمرة، نسأل أنفسنا: هل يُفترض بنا النظر إلى الحماية الاجتماعية الواسعة النطاق على أنّها حق أو خدمة؟

احد المفاهيم الأكثر تداولاً حول الحماية الاجتماعية هو بوصفها إطاراً يشمل مجموعة أوسع من البرامج والأطراف المعنيين والأدوات المرتبطة بخيارات أخرى كـ"السياسات الاجتماعية" أو "الضمان الاجتماعي" أو "التأمين الاجتماعي" أو "شبكات الأمان". وفي هذه المقالة، يُستخدم مصطلح "الحماية الاجتماعية" للدلالة على أيّ مبادرة يطلقها القطاع العام والخاص، يكون من شأنها توفير تحويلات الاستهلاك ومصادر الدخل للفقراء وحماية الفئات الضعيفة من مخاطر البطالة فضلاً عن تحسين وضع الفئات المهمشة اجتماعياً، وذلك بغية تحقيق الهدف العام المتمثل بتقليص حدة ضعف الفقراء وسواهم من الفئات المهمّشة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي(1).

ولكن، لا بدّ من الإشارة إلى وجود تفسيرات كثيرة ومتنوّعة لتوضيح المكوّنات المحدّدة للحماية الاجتماعية. وحتى لو كنّا نواجه خطر الوقوع في فخ التبسيط، بوسعنا تحديد رؤيتين مختلفتين تتمثلان بما يلي:

- رؤية محدودة تعتبر الحماية الاجتماعية أداة لتوفير الإعانة القصيرة الأمد لمساعدة الأفراد والأسر على مواجهة الصدمات فيما تسمح لهم في الوقت عينه بالبحث عن فرص اقتصادية جديدة تتيح لهم فوراً إمكانية تحسين أوضاعهم.

- رؤية موسّعة تعتبر أن الحماية الاجتماعية تضطلع بوظيفتين في سبيل تقليص الفقر، إحداهما قصيرة الأمد والأخرى طويلة الأمد: مساعدة الأفراد على المحافظة على أصولهم وتجميعها، وتحويل علاقاتهم الاجتماعية الاقتصادية بما لا يجبرهم على اقتناص الفرص عبر الزبائنية.

ارتبطت الحماية الاجتماعية تقليدياً بمجموعة من السياسات العامة التي وضعتها البلدان الصناعية "الثرية" من أجل حماية الأفراد من الفقر والحرمان. وتشتمل هذه البرامج عادة على معايير العمل، وحماية العمالة، والأنظمة الأخرى الخاصة بالحالات الطارئة المرتبطة بدورة الحياة (أي الأمومة والإعانات الأسرية والمعاشات التقاعدية)، والتعويضات عن حالات الطوارئ ذات الصلة بالعمل (أي البطالة والإصابات الناجمة عن حوادث العمل).

في التسعينات، شهد مفهوم الحماية الاجتماعية تحوّلاً في سياق الأزمات الاقتصادية والتكييفات الهيكلية، ما أدى إلى تحديد جدول عمل للسياسة الاجتماعية في البلدان النامية. وفي هذا الإطار، غدت الحماية الاجتماعية أوسع نطاقاً من الضمان الاجتماعي أو المساعدة الاجتماعية أو شبكات الأمان الاجتماعي.

تعميم الضمان الاجتماعي وتوسيع نطاقه: ضرورة عالمية

ضئيلة هي نسبة سكان العالم، لا سيما سكان البلدان النامية، الذين يستفيدون من الضمان الاجتماعي المنظّم في إطار مؤسّسات. وبالتالي، يُضطرّون في غالبيتهم إلى الاعتماد حصراً على المجتمع المحلي والتضامن الأسري فضلاً عن أشكال أخرى من المساعدة المتخصّصة والأعمال الخيرية.

وقد تمّت بلورة توجّهات كثيرة لتوسيع نطاق آليات الحماية لتغطّي المجموعات الضعيفة. وفي الواقع، ترتبط النقاشات الدائرة حول الضمان الاجتماعي بالتحوّل في الإيديولوجيات بشأن الأدوار والمسؤوليات التي ينبغي أن تناط بالأفراد والعائلة والمجتمع والسوق والدولة. من جهة أخرى، يرتبط تآكل مفهوم الدولة-الأمة وبروز اعتبارات جديدة بشأن المواطنة ارتباطاً جزئياً بهجرة الأفراد عبر الحدود بحثاً عن فرص تساعدهم على مواجهة أوضاعهم الاقتصادية. وتعكس وجهات النظر هذه رؤيات مختلفة بشأن الجهات التي ينبغي أن تتشارك مسؤولية تحسين الحماية الاجتماعية: فهل ينبغي أن تتمثل هذه الجهات بالدولة أو أرباب العمل، و/أو المجموعات القوية الناشطة ضمن مجتمع ما أو الأفراد؟

هل الحماية الاجتماعية حقّ من حقوق الإنسان

إن وضع الحقوق العام في الدول العربية يطرح إشكالية كبيرة. فالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والمدنية تبقى خاضعة لقيود في غالبية الدول. وعلى الرغم من أنّ المسيرات الوطنية تختلف من دولة إلى أخرى (إن بسبب تأثير الاستعمار أو الموارد أو سواها)، كثيراً ما يُنظر إلى الحقوق الاجتماعية على أنّها حظوة يُغدق بها الحاكم على الأفراد بغالب الأحيان على أساس تمييزي (أي على أساس الجنسية، وضع العمل، الجندر...الخ) بدلاً من اعتبارها انتصاراً سياسياً جاء تكليلاً لنضالات الحركات الاجتماعية.

أضف إلى ذلك أنّ الضمان يدخل في عداد القضايا المثارة في الدول العربية. والحقيقة أنّ الضمان الاجتماعي لا يشكّل إلا بعداً واحداً من أبعاد كثيرة لضمانٍ لا يُمنح بشكل منتظم للمواطنين والمقيمين والعمال. فضمان شخص أو عائلة رهن إلى حدّ بعيد بأصوله الاقتصادية ووضعه الاقتصادي ورأسماله السياسي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من الدول العربية تسعى حالياً إلى توسيع نطاق الضمان الاجتماعي ليشمل بتغطيته العمال غير المحميين، إلا أنّ الإرادة السياسية و/أو الموارد الاقتصادية غالباً ما تفتقر إلى إصلاحات مهمة. فلا يسع السوق وحده دمج أكثر فئات اليد العاملة ضعفاً، لا سيما حيث تشهد الاستثمارات الاقتصادية المنتِجة تباطؤاً لأنّها تبقى حكراً على الأفراد النافذين والعائلات القوية بدون أن تأتي بهدف توفير الرفاه لأكبر عدد ممكن من الفئات السكانية.

والحقيقة أنّ المكانة التي تحتلّها دول عربية كثيرة في الاقتصاد المعولم، فضلاً عن ظروف اللاأمان العامة التي تسود فيها، تشكّل جميعها عوامل تساهم في تهميشها وتهميش أعداد كبيرة من الفئات السكانية الناشطة فيها.

إنّ هذا الوضع بالتحديد يحتّم علينا إيلاء اهتمام للحماية الاجتماعية وبنوع خاص "للشق الإجرائي" منها، باعتبار الضمان الاجتماعي حقاً من حقوق الإنسان بما أنّ مفهوم الحماية الاجتماعية أصبح عملة رائجة في الأوساط السياسية، وهذا ما يزيد من خطورة وضع أكثر الفئات والمجموعات ضعفاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:36 pm

يعود مفهوم تمكين المرأة (Empowerment of Women ) إلى ستينيات القرن الماضي، حيث ارتبط ظهوره ببروز الحركات الاجتماعية المنادية بالحقوق المدنية والاجتماعية للمواطنين، وتم استخدامه منذ ذلك الوقت بمعانٍ متعددة في مجالات الاقتصاد والعمل السياسي والاجتماعي وبرامج التنمية المستدامة وغيرها، ما جعله يشكل محوراً أساسياً في حقوق المرأة التي تضمنتها منظومة الالتزامات الدولية سواءً في الإعلانات أو المؤتمرات أو الاتفاقيات الدولية.
وتبلور مصطلح «تمكين المرأة» من خلال مواثيق منظمة الأمم المتحدة واتفاقياتها ذات الاهتمام بحقوق الإنسان عموماً والمرأة خصوصاً، وذلك منذ تأسيس ميثاق الأمم المتحدة العام 1945 الذي أكد على عدم التفريق بين الناس بسبب الجنس، وأن للرجال والنساء حقوقاً متساوية؛ فضلاً عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان العام 1948 الذي تناول الحقوق المتساوية للإنسان بغض النظر عن جنسه؛ وكذلك العهدين الدوليين لحقوق الإنسان، الخاص بالحقوق المدنية والسياسية العام 1966، والثاني الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية العام 1966، والذي أبرز المساواة بين الجنسين في كافة الحقوق، إضافةً إلى اتفاقية حقوق المرأة السياسية العام 1953 التي اعتمدت مبدأ المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ثم اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة العام 1979، وبما تضمنته بنودها من عدم التمييز في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من الاتفاقيات والإعلانات التي لها صدى في أوضاع المرأة وتمكينها.
التمكين نتاج المؤتمرات
تشير دراسة «تمكين المرأة وسبل تدعيم مشاركتها في التنمية بدول مجلس التعاون» لنورية علي حُمّد، (المكتب التنفيذي، المنامة، 2008)، إلى أن أهم المؤتمرات التي تطرقت إلى قضية «تمكين المرأة» وتحقيق المساواة والمشاركة في التنمية تمثلت بـ «المؤتمر الدولي للسكان والتنمية» بالقاهرة العام 1994، إذ نصت مبادئه على تعزيز المساواة والإنصاف بين الجنسين وتمكين المرأة والقضاء على العنف الموجه ضدها بجميع أشكاله، وإن كفالة قدرة المرأة بالسيطرة على حقوقها، يمثل حجر الزاوية في برامج السكان والتنمية». وكذلك مؤتمر «القمة العالمي للتنمية الاجتماعية في كوبنهاجن» العام 1995، والإعلان في برنامجه عن تحقيق المساواة في فرص التعليم والعمل، إضافةً إلى «المؤتمر العالمي الأول للمرأة في المكسيك» العام 1975، و»المؤتمر العالمي الثاني للمرأة في كوبنهاجن» العام 1980، و»المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في نيروبي بكينيا» العام 1985.
أضف لما سبق «المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بيجين» العام 1995، الذي شكل فيه شعار تمكين المرأة هدفاً أساسياً، لاسيما وقد حددت في سياقه عناصر التمكين المتمثلة، بتوفير إمكانية الوصول الشاملة إلى الخدمات الصحية، ومنح المرأة إمكانية وصول متساوية إلى الأرض والائتمان والعمل وإتاحة حقوق شخصية وسياسية فعالة وتعليم الفتيات والشابات، باعتبار أن التعليم يشكل المدخل الحيوي لتمكين المرأة.
كما تضمن مؤتمر بيجين جدولاً بالإجراءات والتدابير اللازمة والمساعدة من الحكومات للتغلب على مختلف العقبات التي تعيق تحقيق المساواة بين الجنسين، إلى جانب متابعة الاهتمام بقضية التمكين في «مؤتمر «بيجن+5» العام 2000، و»مؤتمر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) ببيروت» لمتابعة قرارات بيجين.
هنا تجدر الإشارة إلى أن جميع دول مجلس التعاون وبما فيها اليمن، قد تقدمت بتقاريرها الوطنية لهذا المؤتمر الذي عقد بتسمية «بيجين+10» العام 2004، إضافةً إلى ذلك جاءت الأهداف التنموية للألفية التي شكل ولا يزال «تمكين المرأة» فيها هدفاً ومحوراً مهماً، وتحقيق المساواة في النوع الاجتماعي أمر جوهري في التخفيف من الفقر.
التمكين بصفته هاجساً
ومنه غدا «تمكين المرأة» اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً هاجساً قوياً في أغلب المجتمعات المحلية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وحتى الوقت الحالي، وهدفاً مهماً وأساسياً في برامج المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية والعربية والمحلية المتعددة. فبرز اهتمام جامعة الدول العربية وتفاعلها مع قضايا المرأة وتمكينها، وذلك التزاماً منها بتنفيذ الاتفاقيات والمواثيق الدولية، فأنشأت لجنة استشارية للمرأة، واستحدثت إدارات ووحدات مستقلة تعنى بشئون المرأة والأسرة بالأمانة العامة للجامعة، ثم تشكّلت «منظمة المرأة العربية» منذ العام 2003، والتي عنت بالنهوض بأوضاع المرأة العربية، وأعدت التقارير والدراسات عبر المتابعة والتقويم بهدف تمكين المرأة العربية وتعزيز قدراتها في كافة الميادين، والتوعية بأن تكون شريكاً على قدم المساواة في عملية التنمية، وتركيز جهود التنسيق والتعاون بين الدول العربية من أجل إنجاز غايات التمكين.
في هذا الصدد تشير دراسة نورية حُمّد إلى ما شهدته قضايا المرأة العربية وحقوقها من تطور برز في بناء الهياكل الوطنية والآليات المعنية بتقدمها وتمكينها كالمجالس العليا لشئون المرأة والأسرة، واللجان الوطنية للمرأة. كما اتجهت بعض الدول نحو تطوير إدارات المرأة وقطاعاتها بوزارات الشئون والتنمية الاجتماعية، وتشجيع المنظمات الأهلية النسائية واتحاداتها للاهتمام بمسألة التمكين. إلى جانب التطور التشريعي الخاص بمشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية من خلال تعديل التشريعات والقوانين أو استحداثها ووضع الخطط الإنمائية والاستراتيجيات الوطنية المتنوعة.
والتمكين في هذه الحالة يأخذ أبعاداً اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، وله مقاييس تنطوي على مشاركات واسعة للمرأة في المجتمعات عموماً، وبالطبع فإن هذه الأبعاد غير متكافئة في مجتمعاتنا بسبب ما تواجهه من تحديات ومعوقات لها علاقة بالمحددات الاجتماعية والثقافية والموروثات، ما يعني الحاجة إلى أهمية بذل جهود مضاعفة وتطوير مستمر في مبادرات التنمية بكل أنماطها التي تشكّل عملية تمكين المرأة، وذلك على الرغم مما تحقق من جهود في مجال دعم وتعزيز أوضاع المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، ما جعلها –أي المرأة- موضوعاً مهماً وحاضراً في السياسات والاستراتيجيات الوطنية.
مفهوم التمكين EMPOWERMENT
ثمة تعريفات يمكن استخلاصها من الأدبيات التي تناولت «التمكين»، فحسب البنك الدولي هو «توسيع قدرات الأفراد وإمكاناتهم في المشاركة والتأثير والتحكم والتعامل مع المؤسسات التي تتحكم في حياتهم، إضافةً إلى امتلاك إمكانية محاسبة هذه المؤسسات»، كما إنه «عملية تتضمن توفير الوسائل الثقافية والتعليمية الهادفة كي يتمكن الأفراد من المشاركة في اتخاذ القرارات والتحكم في الموارد التي تحت أيديهم، وهو عملية محورية مهمة في أبعاد النوع الاجتماعي». (انظر «الدليل التدريبي لقضايا النوع الاجتماعي»، إصدار اتحاد نساء اليمن، 2005».
أما من جانبها، فقد عرفته «الأسكوا» بـ «العملية التي تصبح المرأة من خلالها فردياً وجماعياً، واعيةً بالطريقة التي تؤثر فيها علاقات القوة في حياتها، فتكتسب الثقة بالنفس وقوة التصدي للتمييز وعدم المساواة بينها وبين الرجل». وبالتالي فإن مقاربة مفهوم التمكين من الناحية العملية، تعنى ما تعنيه من مشاركة الرجال والنساء في عملية التنمية المستدامة، لاسيما وإن مفهوم التنمية لا ينحصر في الرعاية الاجتماعية للنساء فقط، وإنما تستهدف التنمية الاجتماعية تأهيل النساء لامتلاك عناصر القوة الاقتصادية التي تؤهلهن للاعتماد على الذات في تحسين أوضاعهن المعيشية والمادية، ومشاركتهن في اتخاذ القرارات التي تمس جميع جوانب حياﺗهن.
ماذا يعني ذلك؟
يعني بالمختصر المفيد، أن التمكين يعد مدخلاً مهماً يثبت أن المرأة عضو فاعل في المجتمع، وشريك للرجل في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وهذا حتماً يستوجب توافر القدرات والمهارات الدافعة لعملية التغيير في بنية المجتمع. والأهم من هذا وذاك تتطلب وعياً نوعياً للمرأة ومشاركتها في أنشطة المجتمع بهدف تضييق الفجوة النوعية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:38 pm

تمهيد :
يتضمن نظام التأمين الصحي عددا من المقومات التي يمكن أن نحصرها فيما يلي: -
(أ‌) المقوم الأول وهو المؤمن عليهم وهم أؤلئك الذين لولا وجودهم وامكانية تعرضهم لعارض المرض لما كان هناك ما يعرف الآن بنظام التأمين الصحي،
(ب‌) والمقوم الثاني وهو توفير الخدمة الطبية والتي تشمل كل ما له علاقة بالخدمة الطبية من كوادر مهنية طبية وأجهزة ومعدات وبنية تحتية والتي لولا توفرها لما استطاع النظام أن يكتسب تلك الكينونة التي اعترف بها العالم اليوم،
(ت‌) والمقوم الثالث وهوالمال الذي يتم تحصيله عن طريق ما يعرف الآن بمبدأ المشاركة في التكلفة، والذي يعتببر من حيث اسلوب تحصيله وربط معدلاته وتوازنه الاكتواري المقوم الرئيسي الذي شكل ما يعرف الآن بنظام التأمين الصحي،
(ث‌) والمقوم الرابع والذي يهمنا في هذه الدراسة ألا وهو المحور الاجتماعي .
وسوف نحاول في هذه الدراسة أن نتلمس طبيعة هذا المقوم ودوره في تشكيل نظام التأمين الصحي ؛لأن المقومات الثلاث الأولي قد تم تناولها من قبل كثير من الكتاب والباحثين وتم تدريسها في عدد من من الجامعات ومراكز التدريب الدولية والمحلية .تحت مسميات متعددة مثل \"إقتصاديات الصحة\" ...إلخ
(1) التعريف اللغوي لاصطلاح النظام الاجتماعي:
النظم من النظم : وهو التأليف ، ونظمه ينظمه نظاماً ،ونظمه فانتظم وتنظم . ونظمت اللؤلؤ: أي جمعته في السلك ، والتنظيم : مثله ، وكل شئ قرنته بآخرأو ضممت بعضه إلي بعض ؛ فقد نظمته والنظام ما نظمت في الشئ ... وكل شعبة منه ، وأصل نظام كل أمر: ملاكه والجمع أنظمة وأناظيم ونظم ..... ويقال : ليس لأمره نظام أي لا تستقيم طريقته. وفعلك النظم والتنظيم والانتظام : الاتساق والنظام والهدية والسيرة ، وتناظمت الصخور : أي تلاصقت. والنظام والتنظيم :الكثير النظم. ... والنظام هو الطريقة والعادة .ويقال : نظام الأمر : قوامه وعماده.
ومن هذا نري أن النظام يتضمن الجمع والترتيب والاقتران والضم والاتساق واستقامة الطريقة أو النهج والعادة.
وخلاصة القول من كل ذلك أن النظام هو الطريق المستقيم والمؤلف بصورة تتبع لتصبح تتناسق أجزاؤها وتسير علي نمط واحد.
والمقابل الانجليزي لمصطلح النظام هو(system) الذي يرجع في أصله إلي كلمة (systema) ذات الأصل الاغريقي. والذي يعني تجميع او ترابط للاشياء او الاجزاء المكونة لمركب أو كلي موحد. أو هو مجال من مجالات المعرفة أو التفكير كالنظام الفلسفي، أو هو جسم تنسيقي للأساليب أو هو أي مشروع مركب أو خطة إجراء أو هو أي طريقة أو خطة خاصة للإجراءات المشكلةاو المنتظمة,أو هو أي حقائق مجمعة بصورة مرتبة وشاملة. وهناك من يري أن مصطلح system هو أي مجموعة مؤتلفة ومرتبة أو هو ترتيبات.من الأجزاء أو العناصر في شكل كلي. وذلك وفقا لمبدأ عقلاني.أو لحقائق أو لموضوعات. أو هو أي مجموعة من الحقائق او الظواهر التي ينظر إليها علي أنها مكونة لكل طبيعي .
(2) التعريف العلمي بالنظم الاجتماعية:
• اهتم علماء الاجتماع اهتماما كبيرا بمصطلح (النظم) وخصوصا عند ربطه بمصطلح (الاجتماعي) فهو في نظرهم يمثل حجر الزاوية في كثير من الدراسات السوشيولوجية ، وذلك من منطلق أن جميع أنماط السلوك والاتجاهات الاجتماعية إنما تصدر أو تنطلق من نظم اجتماعية متوارثة جيلا بعد جيل.
• ولو فحصنا هذه النظم لوجدنا أنها متداخلة تداخلا شديدا، ويؤثر أحدها في الآخر تأثيرات متعددة ولذلك كان علي دارس النظم الاجتماعية كنظام التأمين الصحي أن يبرز علي وجه الخصوص علاقاتها المتبادلة وخصائصها العامة . فالأسرة مثلا كنظام اجتماعي لا يمكن أن تدرس بمعزل عن النظم الاجتماعية الأخري التي تؤثر فيها .فالنظام الاقتصادي مثلا يؤثر في النظام العائلي لأن قوة كسب رب العائلة والتي يحددها النظام الاقتصادي علي أساس معدل الأجور المقرر هي التي تحدد الكيفية التي يتعين علي رب الأسرة أن يكيف حياته الأسرية علي أساسه، وهكذا بالنسبة للنظم الاجتماعية الأخري .كما أنه من المعلوم لدي علماء الاجتماع أن هناك تناسقاً تاماً بين هذه النظم الاجتماعية بحيت أن أي تغير أو تطور في أحدها لابد وأن يؤدي إلي تغير أو تطور في النظام الآخر .
• ومن الأمور التي أتفق عليها علماء الاجتماع أن النظم الاجتماعية هي بمثابة الجسم الحي لا بد وأن تتكامل أجزاؤه فيما بينها وما النظم الاجتماعية إلا هذه الأحزاء التي تكون المجتمع. فالجسم مكون من حيث \"البناء\" من \"أجزاء\" كل جزء يؤدي \"وظيفة\" لا يمكن فهمها إلا إذاأدركنا وظيفة الكل. وبالمثل يكون \"النظام الاجتماعي\" \"كلاً\" مكونا من \"أجزاء\" كل جزء يؤدي وظيفة معينة يسهم بها في الوظيفة الكلية للنظام .
• ولهذا نجد أن تعريفات النظم الاجتماعية قد تعددت بدرجة كبيرة . وفي وسعنا أن نعرض لعدد منها في محاولة للوصول إلي تعريف علمي للنظم الاجتماعية حتي يتيسر لنا أن نحدد تعريفنا الإجرائي الذي سوف نتعامل معه في هذا البحث.
• ونورد هنا تعريف قاموس فيرتشايلد الذي يعرف النظم الاجتماعية بقوله : \"النظم الاجتماعية هي مجمل الانماط والعلاقات والعمليات والآليات\" المادية المقامة حول أي مصلحة اجتماعية عليا. وأي نظام قد يشمل التقاليد والأعراف والقوانين والموظفين وقواعد السلوك المرعية (CONVENTIONS) بالاضافة إلي الآليات المادية كالمباني والأجهزة ووسائل الاتصال... إلخ.
• وثمة تعريف آخر للنظم الاجتماعية أورده الكتور مصطفي الخشاب أكد فيه أن ما نسميه بالنظم الاجتماعية إنما هي تلك القواعد والأوضاع والقوالب العامة التي تنفعل بها مشاعر الأفراد والتي تنشأ من اجتماعيتهم وتبادل أفكارهم واتحاد مصالحهم بصفة تلقائية في صورة قواعد خاصة لتحقيق دوافعهم الاجتماعية وأهدافهم المشتركة ، والتي سرعان ما ترسخ في في بنية المجتمع وتركيبه ويكتب لها الاستقرار والثبات النسبي. وتعتبر النظم الاجتماعية في رأيه في ضوء تلك الاعتبارات دستور المجتمع الذي ينتظم مجموعة القيم والأفكار التي ارتضاها عقل الجماعة ،والتي تنظم حياة الأفراد وتحقق الأغراض المنفذة في الحياة الاجتماعية.
• أما لويس شنايدر(Louis Schneider) فيستعمل مصطلح (institution) ويركز في التعريف علي سمة الحياة الاجتماعية التي توجه فيها القيم والمصالح نحو الهموم الاجتماعية الكبري والأكثر أهمية ؛ كالتعليم والزواج والملكية المصحوبة بقوالب محددة من التفاعل الاجتماعي.
• ومن التعريفات أيضا ما أورده كلا من رويتر(E. B. Reuter) وهارت (C. U. Hart) بقولهما: \"أن النظم نفسها تمثل تنظيما وتموضعا ً(objectification)\" للأنشطة البشرية المتعددة وموجهة لإشباع الحاجات البشرية الرئيسية الشاملة والقواعد الاجتماعية التي تكون قد تمت عند الممارسة ، وذلك في سبيل تنظيم وتقنين تلك الأنشطة .
• وهناك من يعرف النظم بأنها عبارة عن مجموعة قياسية (ذات مواصفات محددة) من القواعد والميكانزمات والسلطة التي تعمل علي تنفيذ تلك القواعد وتضعها موضع التنفيذ . وثمة تعريف آخر للنظام الاجتماعي هو : النظم الاجتماعية هي النمازج المنظمة للعلاقات الانسانية المنظمة . وهي من فعل الإرادة الجمعية ، وتستمر بفعل هذه الإرادة نفسها. . ومن التعريفات الأخري :\"النظم الاجتماعية نمازج من السلوك تتميز بالثيات والاستقرار النسبي، وبالتنظيم الدقيق ، وهي تفرض بقوة الإلزام الرسمي في المجتمع وهي تعمل لخدمة وظائف اجتماعية محددة يعدها ذلك المجتمع حيوية لبقاء الجماعة واستمرارها\". وفي تصديه للنظم الاجتماعية يقول د. محمد عاطف غيث أننا نصطلح علي تسمية أنواع التفاعل الموجهة لغرض من الأغراض التي تواجه حاجات الانسان الأساسية وما يتفرع منها بأسماء محددة تكشف عن طبيعة النشاط الاجتماعي وحدوده . ولهذا فهو يري أن النظم الاجتماعية ليست إلا أنماط من التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية.
• ومن كل ما سبق عرضه من تعريفات نستطيع أن نصل إلي تعريف علمي موحد مستخلص من تلك القواعد التي يرتضيها المجتمع لتحقيق دوافع أفراده، وإشباع حاجاتهم الضرورية وأهدافهم المشتركة ، والتي تشكل تفكير وسلوك ومواقف الافراد وعلاقاتهم الاجتماعية.
• ولما كانت دوافع وحاجات الأفراد في المجتمع متعددة ؛ فإن النظم الاجتماعية تبعا لذلك تتعدد لتهيئ لكل نمط من أنماط تلك الحاجات والدوافع المشار إليها الشكل الذي تتخذه عمليات الاشباع والتحقق.
• فالحاجة إلي إنجاب الأطفال وتربيتهم مثلاً يشبعه النظام الأسري أو العائلي. وتوفير الغذاء والمسكن والملبس يهيئه النظام الاقتصادي ، وتنمية الاتجاهات والدوافع الدينية يحققه النظام الديني ... وهكذا.
• والنظم الاجتماعية متداخلة ومترابطة فيما بينها للدرجة التي تمكن من القول بأن ثمة تأثير متبادل فيما بينها من حيث التركيب أو البنية ، ومن حيث الوظيفة أو الدور الذي يقوم به كل نظام اجتماعي.
• (3) الجانب الوظيفي للنظم:
• يؤكد الباحث السوشيولوجي د.عاطف غيث \"بأن للنظم الاجتماعية وجوه متعددة وهي لذلك يمكن أن تناقش من وجهات نظر متعددة. فبعض هذه النظم أصبح موضوع دراسة واسعة ومركزة ، الأمر الذي تبدو معه علي أنها علوم منفصلة . ومثل ذلك أن النظم الاقتصادية أصبحت اليوم موضوع علم الاقتصاد، والنظم السياسية موضوع علم السياسة\"، وتفرعت عن النظام الصحي والتداوي علوم كثيرة منها ما هو طبي خالص مثل الباثولوجيا (علم الأمراض)والاتيولوجيا (أسبابها) ...إلخ.
• (4) خصائص النظم الاجتماعية:
من أهم الخصائص التي تتميز بها النظم الاجتماعية خاصية التغيروالتطور لتتواكب مع الظروف المتجددة. ذلك أن المجتمع الانساني بطبيعته مجتمع متغير . لا يجمد علي حالة واحدة أو وضع ثابت، فالتغير الاجتماعي يعد من الحقائق المتأصلة في طبيعة المجتمع الانساني. هكذا تتوالي الأجيال علي المجتمع بعضها في أعقاب بعض ، يتناول الجيل اللاحق التراث الاجتماعي من الجيل السابق ، يتناوله بالتعديل تارة وبالاضافة تارة أخري بحيث ينتهي تعاقب الأجيال إلي تغيير المجتمع الانساني في الكثير أو القليل من خصائصه، وفي مدي قصير أو طويل. ولا تقتصر عملية التغيير علي المجتمع الانساني في جملته ، بل إن الظواهر الاجتماعية في تغير دائم لا يتوقف فالظواهر الاجتماعية لا تجمد علي حالة واحدة ، والنظم الاجتماعية عرضة للتغيير والتحول باستمرار نسبة لطبيعتها المتغيرة ، وانعكاسا لصفة التغير في المجتمع الانساني . مثل النظام العائلي الذي كان يقوم بوظائف متعددة بدأ يفقد بعضها تدريجيا نتيجة للتطور ليقوم بها نظام اجتماعي منبثق عنه؛ فالنظام الاقتصادي تولي نيابة عن النظام العائلي وظيفته الاقتتصادية في توفير الدخل الدوري نتيجة للتطور في الصناعات التحوبلية التي تتم في المصانع وليس في المنازل. ونظام التأمين الصحي تولي عن النظام الصحي توفير الخدمة الطبية ...إلخ. فكل نظام اجتماعي له وظيفة محددة ولكن التطور يعمل علي ايلولة بعض الوظائف التي كان يقوم بها نظام اجتماعي معين ليقوم بها نظام اجتماعي جديد وهذا ما حدث بالنسبة للنظام الصحي حيث كانت العائلة البدائية تقوم بتوفير الخدمة الطبية لأفراد العشيرة دون أن يكون هناك نظاما صحيا مستقلا ونتيجة للتطور في مجال العلاج لم يعد في استطاعة العائلة القيام بالتطبيب الذي كان في حاجة للتخصص فظهر النظام الصحي ليقوم بتوفير الخدمة الطبية المجانية لجميع أفراد الأمة وبمستويات عالية من الدقة العلمية والتعقيد الذي يستوجب التخصص طويل المدي لاتستطيع الأسرة احتواؤه او استيعابه.
• (5) المكونات الأساسية للنظم الاجتماعية:
وللنظام الاجتماعي من الناحية البنائية مكونات أساسية يمكن إيرادها فيما يلي:-
(أ‌) الجماعة: وهي الجماعة التي تشبع حاجاتها عن طريق النظام الاجتماعي الذي أقرته تلك الجماعة،
(ب‌) القيم الاجتماعية: وتتمثل في ضرورة مقابلة الحاجة الأساسية التي يقوم بها النظام والتي يجمع عليها المجتمع بوصفها اتجاهات متفق عليها من أفراد المجتمع،
(ت‌) المركز: ويتمثل في الوضع الاجتماعي لأفراد الجماعة التي تنتفع بالنظام الاجتماعي،
(ث‌) الدور: ويتمثل في الوظيفة والمسلك الذي يقوم به كل من العاملين المنفذين للنظام الاجتماعي المستفيدين منه،
(ج‌) السلطة: وتتمثل في السلطة الشرعية لإصدار القرارات والقوانين والأعراف بوصفها القواعد المحددة للسلوك الاجتماعي الذي علي الجماعة أن تسلكه،
(ح‌) الأيديولوجية: وتتمثل في المعتقدات والاقتناع الذهني القائل بأن إشباع الحاجة لدي أفراد الجماعة من واجب المجتمع ، وأن ثمة كيفية محددة هي التي يتعين أن تتبع في تحقيق تلك الغاية،
(خ‌) الرمزيات: وتتمثل رمزيات النظم الاجتماعية في السمات التي تقبلها الجماعة كرمز للنظام المعني ؛ كخاتم الزواج في النظام العائلي مثلاً. والعلامة التجارية في النظام الاقتصادي.... إلخ.
الأجهزة والمعدات: وتتمثل في المباني والأدوات التي تستخدم كوسائل لتحقيق غايات النظام الاجتماعي كالمسجد أو الكنيسة في النظام الديني ، والكتاب في النظام التربوي....إلخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:39 pm

• (6) التعريف بالحماية الاجتماعية
• عند التعرص لنظم الحماية الاجتماعية التى تضعها الدول لحماية أفرادها من الأخطار اجتماعيا نجد أن هناك مصطلحات عديدة مختلفة ومتمايزة قيما بينها رغم توحد معانيها وفي هذا الصدد حاولت بعض الدول العربية أن توحد بين هذه المصطلحات إلا أن نتائج تلك الجهود لم تتبلور بعد قي صورة مصطلحات متفق عليها في القوانين العربية .
• وتتميز المصطلحات المتعلقة بنظم التقاعد بأنها متداخلة في معانيها ولكنها غير متطابقة إطلاقاً. وتختلف الدول في اختيار مصطلحات الحماية الاجتماعية، حيث تستعمل بعض الدول مصطلح التقاعد والبعض الآخر يستعل مصطلح التأمين الاجتماعي والبعض الثالث يستعمل الضمان الاجتماعي رغم وحدة المضمون، كل المصطلحات تشير إلي نظام لحماية أفراد المجتمع من الآثار السالبة للعوارض الاجتماعية الاجتماعية اللاإرادية. ويستعمل مصطلح الحماية الاجتماعيةsocial protection من قبل خبراء منظمة العمل الدولية للدلالة علي أي نظام يهتم بحماية أفراد المجتمع في دولة بعينعا بغض النظر عن نوعه عند قيامهم بتقديم المساعدات الفنية لتلك الدولة
• ويستعمل لفظ التكافل ليشمل جميع أنواع الحماية الاجتماعية بمعناها السابق الإشارة اليه.
• ويعرف التكافل بأنه ذلك النظام الذي تكفل فيه الجماعة آحادها(الشيخ أبو زهرة ، التكافل الاجتماعي). وهنا ينبغي أن نعلم بأن التكافل ينقسم إلي فرعين أساسيين:
1) الأمـــن،
2) الرعاية الاجتماعية،
وينقسم الأمن إلي عدة أقسام:
3) الأمن من الغزو الخارجي (بالقوات المسلحة)
4) الأمن من الغزو الداخلي(الشرطة أو العسس)
5) الأمن السياسي ضد التجسس .
أما الرعاية الاجتماعية فتنقسم إلي قسمين هما:
1) الضمان الاجتماعي،
2) الخدمات الاجتماعية.
والضمان الاجتماعي بدوره ينقسم إلي قسمين هما:-
1) التأمين الاجتماعي،
2) المساعدات الاجتماعية / الزكاة
ومن هذا يتبين أن مصطلح الحماية الاجتماعية يمكن أن يطلق علي أي نمط من الأنماط المكونة لنظام التكافل الذي أشرنا إليه.


ويوضح الشكل المرفق موقع كل مفهوم بين مفاهيم الحماية الاجتاعية أو مفاهيم التكافل وإذا عن لنا أن نعرف التكافل ففي وسعنا ان نقول بأنه هو ذلك النظام الي تكقل فيه الجماعة آحادها أما الكيفية التي تكفل بها الجماعة آحادها فهي
1. تدابير الأمن
2. تدابير الرعاية الاجتماعية
3. تدابير الخدمات الاجتماعية
4. تدابير الضمان الاجتماعي
5. تدابير التأمين الاجتماعي
6. تدابير المساعدات الاجتماعية / الزكاة


والسمة الرئيسية للتكافل تتمثل في صفة القومية إذ أن قومية نظام التكافل أمر حتمي لأن الأمن لابد وأن يكون أمرا قوميا بما فيه القوات المسلحة (للأمن من الغزو الخارجي)،والشرطة (للأمن من التعدي التعدي الداخلي)، والأمن السياسي (للأمن من التجسس)، فإذا كان الأمن أحد فروع التكافل فحينئذ لابد وأن يكون قوميا، والرعاية الاجتماعية أيضا لابد وأن تكون قومية سعيا لوحدة المفاهيم ومستويات الرعاية، وجميع روافد التكافل الأخري لابد وأن تكون قومية.

وتعرف الرعاية الاجتماعية بأنها: تلك التدابير أو النظم الاجتماعية التي ترمي إلي حماية أفراد المجتمع من الآثار السلبية لتعرضهم للعوارض الاجتماعية اللاإرادية، وتتخذ إما وسيلة الضمان الاجتماعي أو وسيلة الخدمات الاجتماعية .سبيلا لتحقيق تلك الحماية تتمثل العوارض االاجتماعية في الأخطار طويلة المدي وقصيرة المدي وفي الحرمان من الخدمات الاجتماعية .

أما الخدمات الاجتماعية فتعرف بأنها تلك التدابيرأو النظم لتوفير الرعاية الطبية، والتربية والتعليم والإسكان ورعاية المسنين وذوي الحاجات الخاصة 000إلخ ..وتمول إما من الخزينة العامة أو عن طريق المشاركة في التكلفة.

ويعرف الضمان الاجتماعي بأنه تعريب لكلمتي social security حيث أن كلمة security الحماية أو التحرر من الخوف ومعانيها الأخري هي الأمن والسلام والطمأنينة والكفالة وضمان السندات المالية
التدابير ضد التجسس والتخريب. وكلمة الضمان يعرفها قاموس المنجد بأنها التزام رد مثل الهالك إن كان مثلياً أو قيمته إن كان قيمياً، ويتميز المصطلح الانجليزي باتساع المعني للدرجة التي تدعو للخلط، حيث
أدي هذا الخلط إلي تشتيت جهود الباحثين ووضعهم لتعاريف متضاربة لهذا النظام الستحدث.. والمصطلح العربي يقترب كثيراً من المعني المتفق عليه عمومأ .ويتمثل نوع الهالك اللازم رده في الآثار المترتبة علي العوارض الاجتماعية (المشار إليها).
وينقسم الضمان الاجتماعي بدوره إلي قسمين هما التأمينات الاجتماعية والمساعدات الاجتماعية التي هي الزكاة بعينها بعد أن استبدل الغرب اسمها تهربا من الاعتراف بفضل الإسلام في توفير الرعاية الاجتماعية للفقراء والمساكين
والشكل المرفق يبين موقع التأمين الصحي بين صور الحماية الاجتماعية (أنظر الملحق رقم (2)

• (7) نشأة وتطور نظام الحماية الاجتماعية
أولا: اختلاف الباحثين حول النشأة
اختلف الباحثون في تحديد الجذور التاريخية للحماية الاجتماعية ، فمن قائل بأن الشعور بالانتماء والاستعداد لتقديم الحماية المتبادلة كان لها نtس الأثر والنفوذ الذي أحدثته الرغبة الأنانية لاستعباد الكائنات البشرية الضعيفة منذ المرحلة المبكرة للتطور البشري ، نجد آخرون يؤكدون بأن الإحسان لم يكن من الفضائل المعروفة في الأزمنة القديمة ،، ويري غيرهم أن أقدم تلك الصور من الضمان الاجتماعي \"والتي يمكن أن توصف بأنها نوع من أنواع الضمان الاجتماعي أو (المنافع الاجتماعية) social benefits\" ، وبما يعرف بمكافآت الخدمة rewards for service التي يمنحها المجتمع ممثلا للمتربعين علي عرش السلطة السياسية والتي قد تشمل توزيع الغنائم للجنود ، ومنح الأراضي ، المعشات للمحاربين القدماء ، ورجال السياسة المحنكين، وأرامل وأيتام الجنود الذين قتلوا في الحرب، وكذا لرجال البلاط الملكي وعائلاتهم.
وتري فئة رابعة بأن الانسان الأول منذ عرف الحياة ، عرف الحاجة والبؤس ، والفقر، فأخذ يسعي للتخلص منها عن طريق بذل الجهود الفردية أولا ثم المحاولات الجماعية التعاونية، وأخيرا عن طريق التدابير الحكومية، التي تبلورت في النهاية في مفهوم الضمان الاجتماعي بصورته الحديثة . وفي رأي هؤلاء العلماء أن الاحسان كان أول وسيلة اتخذها الانسان لتخفيف حاجة الفقراء ولتفريج كرب المرضي، والبؤساء .
هناك من يري \"أن رعاية الجماعة لآعضائها ، وعلي الأخص المحتاجين منهم ، هذه الرعاية تعتبر قديمة قدم الانسانية غير أن مفهوم الرعاية الاجتماعية وأغراضها ومناهجها وفلسفتها ،ومدي فعالية منهجها في تحقيق أغراضها ، كل ذلك قد اختلف باختلاف المجتمعات الانسانية.
وثمة من يربط نشأة التأمين بظهور فكرة التعاون ، فيري أنه تطور بتطور حياة الانسان إلي أن وصل إلي الصورة التي يظهر عليها في العصر الحديث ، ويؤكد علي أن التاريخ المسطور علي جدران معبد الأقصر بالوجه القبلي بمصر تذكر أن قدماء المصريين كونا جمعبات لدفن الموتي ، منذ آلاف السنين.
وهناك من يرجع جذور الضمان الاجتماعي إلي الأسرة كوحدة اقتصادية حيث كانت تقوم علي أساس
من التعاون المشترك في مجال اشباع حاجاتها ، وعلي أساس من التضامن في مواجهة المخاطر الطبيعية، والاجتماعية ، كالعناية بالضعفاء ، والعجزة من أفرادها. كما كانت تري في رعاية ابنائها مسئوليات تقع علي عاتقها.
إن المتمعن في حياة الشعوب القديمة يري أنها وفقا ل \"ول ديورانت\" ،يري أنها \"إما أن تتخم نفسها دفعة واحدة أو تمسك عن الطعام وإنك لتري أكثر القبائل تخلفا بين الهنود الأمركيين يحكمون علي من يدخر طعاما \"لغده بضعف المراس وانعدام الذوق
تلك هي حياة الأنسان القديم الذي لايري ضرورة للإدخارطالما انه يستطيع إذا جاع أن يلقف المرة من شجرتها أ يصطاد الحيوان الذي سيقتات به ، وطاما كانت الملكية مشاعة أفراد العشيرة أو القبيلة بأكملها . فلو سلمنا بالقول بأن الاحسان كان اول اتخذها الانسان لسد حاجة الفقراء ؛ لأغفلنا عصرا كاملا من عصور البشرية الأولي الا وهو عصر الانسان القديم عصر المشاعية الاولي، والملكية العامة، الذي لم يكن يعرف الملكية الخاصة التي تمثل الأساس الرئيسي لنشوء ظاهرة الاحسان ، ولقلنا أن هذا العصر لم يكن يعرف حالة خاصة من الحالات التي تتطلب حماية اجتماعية. فالاحسان يقوم أساسا علي عدد من القواعد : أهمها أن يكون الاستحاذ عي الخيرات ، والغلة ، والثمار، بينما يكون لآخرون في حاجة ماسة لها ، ولا يستطيعون الوصول إليها ، بقوة اليد ، وثانيها أن تتملك من يستحوذون علي تلك الخيرات دوافع قوية في مد يد العون لأولئك المحرمين.
ولهذا يكون وي وسعنا القول بأن الاحسان لم يظهر إلا بعد ظعهور الملكية الخاصة . إذ لن يكون للاحسان معني في وجود الملكية العامة ومشاعية التملك بين الجميع.
أما القول بأن نظام مكافآت نهاية الخدمة أقدم صورة من صور الحماية الاجتماعية ؛ فقول تنقصه الحنكة ، إذ أنه لا يسود إلا في عصر الملكية الخاصةوعصر الحكم في الدويلات المستقلة ، والذي يعتبر من مراحل التطور المتفدمة في حياة الشعوب ، ولهذا فإننا لا نعول عليه ونعتير مرحلة مكافآت نهاية الخدمة من المراحل المتقدمة في سلم تطور تطور نظام الضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية.
ثانيا:أول صور الحماية الاجتماعية
والبحث في أول صور الحماية الاجتماعية يدفعنا إلي القول بأن ظاهرةة الحماية الاجتماعية قد تزامنت في نشوئها مع ظهور الانسان علي وجه البسيطة . فما دمنا نؤمن بوحدة الخلق والنشاة البشرية فإن أول نشأة لظاهرة الحماية الاجتماعية في رأينا إنما ذلك الشعور بالانتماء الدمي الذي بين آدمم عليه السلام وحواء ومقومات هذا الشعور بالانتماء تكمن في:-
1. أن حواء حلقت من ضلع آدم فقد أثبت التشريح أن الضل الثاني عشر مثل الضلع الأول وأن نالعاشر والحادي عشر له سطح مفصلي واحد كامل برأس وأن ما يتميز به عن بقية الأضلاع هو صغر حجمه وانحرافه زيادة علي أنه لا بوجد بحرفه ميزاب ، وليس به زاوية أمامية ولا زاوية خلفية وطرفه الأمامي حر طليق. الأمر الذي يدعو إلي حقيقة الانتماء الدمي بين البشر
2. وأن الخلايا البشرية تنتمي جميعها إلي أصل واحد وهي الخلية البشرية الأولي التي خلقها الله سبحانه وتعالي. تكون بدن آدمع عليه السلام ، فهي لا تزال تنقسم وتنشطر إلي يومنا هذا . وهذا هو مصداق الله تعالي بوحدة الخلق فالانتماء الدمي بين البشر هو الذي يربط الام بوليدها فترعاه . حتي أن في الوسع القول بأن مصطلح الرعاية الاجتماعية قديكون قد انبثق من هذه الرعاية الأمية..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:39 pm


وهنا نستطيع أن نقول أن مقومات الحماية الاجتماعية هي:-
1. الشعور بالانتماء الدمي أدي إلي حماية اقوي للضعيف،
2. وأن هذه الحماية مع تخزين القوت أدي إلي الادخار العيني ثم النقدي،
3. وأن الادخار النقدي أدي إلي جمعيات الحماية المتبادلة ،
4. وأن جمعيات الحماية مع قانون الأعداد الكبيرة أدي إلي نظم الضمان الاجتماعي القومية
ثالثا: العرب والتأمين والرعاية لصحية
ارتبط العرب بفكرة التأمين وجوهره منذ الجاهلية، فإذا كان عقد التأمين من العقود المستحدثة التي لم تكن في عصور اسلاف العرب الأولين؛ فإن بعض الباحثين نوه عن الصلة بين بعض العقود التي عرفت في صدر الاسلام ، وبين التأمين كفكرة وكنظام معاصر؛ ومن هذه العقود التي يذكرها الباحث عقد المولاة الذي ذكره فقهاء الحنفية الأوائل في مراتب أسباب الميراث ، وجوهر هذا العقد : أن يقول شخص مجهول النسب لآخر :“أنت وليي تعقل عني إذا جنيت وترثني إذا أنا مت“ والعقل هو دفع التعويض المالي جناية الخطأ ، (اي الدية مثلا)،
هذا من جهة ، ومن جهة أخري فإنا نجد تطورا حضاريا في مجال المرافق الصحية في البلاد العربية فقد اتخذ العرب البيمارستانات كدور للعلاج ومكانا لتدريس الطب . وقد أنشأ الوليد بن عبد الملك أول بيمارستان بدمشق (حوالي 707) وأجري الأرزاق للمرضي ،وأمر بحبس المرضي لئلا يخرجوا . وفي صدر الدولة العباسية بني المنصور دورا للعجزة والأيتام وأخري لمعالجة الجنون ، وأنشأ الرشيد بيمارستانين ، وفي نهاية القرن التاسع بني الخليفة المعتضد بيمارستانا ببغداد .وفي سنة 872 بني ابن طولون بيمارستانا بالفسطاط ، وشرط أنه إذا جيئ بالعليل فرش له ، والبس ثيابا ويندي عليه ، ويراح بالادووية والأغذية والأطباء حتي يبرأ. وكانت فيه خزانة كتب تحوي ما يزيد علي مائة ألف مجلد في سائر العلوم . وعمل في مؤخره ما يشبه العيادة الخارجية . وفي سنة 918 أنشئ البيمارستان المقتدري ببغداد ، آخر بإسم والدة المقتدر. ورتب له 24 من أشهر اطباء زمانه. فيهم الجراحون والمجبرون والفاصدون والأطباء الطبيعيون. وفي 949 بني البيمارستان العضدي ، وفي 1181 أنشأ صلاح الدين الأيوبي بيمارستانه الشهير بالقاهرة. وأحسن وصفه الرحالة ابن جبير ، وفي 1284 بني الملك المنصور قلاوون البيمماستان المنصوري.وأخل فيه كل مبتكر ، ووصفه المقريزي وصفا رائعا ، كما وصفه ابن بطوطة ، وقد ظل قائما إلي أيام حملة نابليون علي مصر (1798) ووصفه جومار وصفا مطولا وقد أنشئ أول مستشفي بالأندلس . 1305 بمدينة غناطة ، وفي الشام أنشئت مستشفيات عديدة أخري. منها البيمارستان الكبير النوري. شيده الملك نور الدين زنكي. ومنها البيمارستن النوري بحلب. وكان العرب أول من اخترع المستشفيات المتنقلة منها ماكان يحمله أربعون جملا. ومن هذا نعلم أو يكون في وسعنا أن نقرر أن العرب كان لهم المبادرة في تصميم واختراع وتصميم العديد من مظاهر التطوير في مجال الرعاية الصحية فكتابات الرحالة الأجانب تكون بالقطع قد أوحت للغرب بتطبيق هذه المظاهر في بلادهم.
وبظهور قانون الاعداد الكبيرة ونجاحه في تطبيق مظاهر التأمين التجاري انتقل تطبيقه فيالتأمين الاجتماعي علي يد باسمارك في القرن التاسع عشر في المانيا حيث طبق لأول مرة علي اصابات العمل ثم انتشر بعد ذلك في كل اوربا تحت اسم الضمان الاجتماعي والتأمينات الاجتماعية بتشجيع منظمة الضمان الاجتماعية الدوليةبالدراسات المتعمقة في مجال الحماية الاجتماعية.
دور التطابق بين الجوار والقرابة:
يعتبر التطابق بين الجوار والقرابة الأساس الأول للتكافل وشمولية الحماية الاجتماعية . وهو بهذا الوصف يعتبر الأساس التقليدي لمفهوم التكافل في المجتمعات التقليدية. وهو المعين الأول الذي يساعد علي تطبيق شعائر التكافل التي نادي بها الإسلام.
وأن نظم الحماية الاجتماعية مهما تطورت لا تغير من صور التطابق بين الجوار والقرابة . بل أن الذي يتغير ويتطور هو الأشكال والصور الجديدة لكل من القرابة والجوار.
فالقرابة الدمية التي كانت أساس القبيلة والعشيرة الأولي تتطور إلي القرابة المهنية عندما تطورت القرية إلي المدينة، ثم تطورت إلي القرابة الخيرية عندما تكونت المجتمعات المحلية والأحياء ، ثم إلي القرابة القومية عندما تطورت المجتمعات إلي دول ذات حدود قومية وسياسية.
والجوار العشيري والقبلي تطور إلي الجوار المهني عندما توسعت المصانع والمنشآت ثم إلي جوار الحي في المجتمعات المحلية والأحياء ، ثم إلي الجوار الوطني عندما تكونت الدول .
وهذا التطابق بين الجوار والقرابة بصورها المختلفة يقوم بدوره في تشكيل نظم الحماية الاجتماعية في كل مرحلة من مراحل التطابق مع الأخذ في الاعتبار أن الصور القديمة للتطابق لا تزال تعمل عملها حتى في العصر الحاضر ويتميز هذا التطابق بخواص عديدة يمكن إجمالها فيما يلي:-
‌أ. في الحوش: تتطابق القرابة الدمية مع الجوار القبلي حيث تشمل الحماية الاجتماعية جميع مناحي الحياة ،
‌ب. وفي الجمعيات المهنية : يتوفر الجوار المهني وتتولي العلاقة المهنية القيام بالدور الذي كان تقوم به القرابة الدمية ، فيقتصر مجال الحماية الاجتماعية علي حالة العسر المالي اللاإرادي،
‌ج. وفي الأندية القبلية : تتوفر القرابة الدمية وتتولي الأندية القبلية دورالجوار القبلي ، فيقتصر مجال الحماية الاجتماعية علي مساعدة النازحين والمهاجرين إلي المدن علي الاستقرار في المدينة،
‌د. وفي جمعية الأحياء الخيرية :يتوفر الجوار المكاني وتتولي الجمعية الخيرية القيام بدور االقرابة الدمية فيقتصر مجال الحماية الاجتماعية علي حماية الفرد من آثار العوارض الاجتماعية قصيرة المدى (كإقامة السرادق في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة )،
‌ه. وفي الخلوة : يتوفر الجوار المكاني ويتولي الدين القيام بالدور الذي كانت تقوم به القرابة الدمية بين أهل القرية وابن السبيل ، حيث تتوفر الحماية الاجتماعية في مد يد العون لابن السبيل سواء في صورة إطعامه أو إطعام دابته،
‌و. وفي التأمينات الاجتماعية (بما في ذلك الرعاية الطبية): يتسع نطاق القرابة من كونها دمية إلي كونها قومية ، ونطاق الجوار من جوار القرية إلي جوار الوطن كله فتتولي القرابة القومية مع القرابة الدمية ويتكامل الجوار القومي مع الجوار القبلي. وبهذا تتوفر الحماية الاجتماعية في صورتها المعاصرة من معاشات وتعويضات وخدمة طبية ...الخ. علي أنه م المهم أن نعلم بأن مفاهيم القرابة الدمية ، والجوار العشيري لاتزال تتولي وظائفها التقليدية المتمثلة في التعاطف الوجداني بين اعضاء العشيرة.
والشكل المرفق يبين صور وأشكال الحماية الاجتماعية المختفة

التعريف بنظام التأمين الصحي الاجتماعي،
1. المفاهيم الاجتماعية في التأمين الصحي.
إن طبيعة نظام التأمين الصحي القائمة علي نظرية توزيع خطر المرض تستوجب تطبيقه علي كافة أفراد الأمة في القطر المعني. وهذا من شأنه أن يجعله نظاما أجتماعيا ً بمعني الكلمة ،
(أ‌) وأن الأخذ بنظام المشاركة في التكلفة في توفير الخدمة الطبية لمن هو في حاجة إليها بصورة فورية يعني في حد ذاته التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وهذا يحقق حركة التفاعل الاجتماعي داخل نطاق المجتمع
(ب‌) وأن مشاركة الأصحاء والمرضي بالمساهمة المالية في نظام التأمين الصحي الذي يتحقق فيه مبدأ الأخذ بيد الضعيف بعني مظهرا اجتماعيا لا شك فيه،
(ت‌) وأن مشاركة الأغنياء مع الفقراء في تموبل التأمين الصحي يعني أيضا الأخذ بيد الضعيف، وبالتالي تحقق التفاعل الاجتماعي بين أفراد الأمة،
(ث‌) وأن مشاركة الشباب والمسنين في تمويل نظام التأمين الصحي يمثل التعاطف الوجادني بين أفراد الأمة في المجتمع المعني. وهذا في حد ذاته مظهرا من المظاهر الاجتماعية.
(ج‌) وأن التأمين الصحي يعمل علي لإستقرار الأسرة الممتدة لأنه يؤدي إلي إطمئنان رب الأسرة علي أن جميع أفراد أسرته في أمان من المرض،
(ح‌) وأن التأمين الصحي يعمل علي توزيع الدخول بين أفراد الأمة،
(خ‌) وأنه يؤدي إلي رفعى الكفاية الانتاجية في المجتمع ،
(د‌) وأنه يحقق العدالة والمساواة بين أفراد الأمة ،
(ذ‌) وأنه يعم حركة التواصل بين أفراد الأسرة الممتدة بتوفير الخدمة الطبية في أي موقع مهما كان داخل المجتمع.
2. التأمين الصحي نظام اجتماعي:
وبعد أن توصلنا إلي التعريف العلمي للنظم الاجتماعية أصبح في وسعنا أن نتعرض لما إذا كان التأمين الصحي نظاماً احتماعياً أم لا. وفي هذا نقول أن نظام التأمين الصحي من واقع التعريفات التي سقناها ومن حيث الدور الذي يقوم به ، ومن الناحية البنائية أن له مكونات أساسية نظيرة لما سقناه آنفاً للنظم الاجتماعية . وسوف نفصل ذلك فيما يلي:-
أن نظام التأمين الصحي هو تلك القواعد التي ارتضاها المجتمع لتحقيق دوافع أفراده المتمثله في إشباع حاجتهم الضرورية المتمثلة في توفير الخدمة الطبية للمؤمن عليهم من أفراد المجتمع.
وأنه كنظام اجتماعي إرتضاه المجتمع لإشباع الحاجة الاجتماعية المتمثلة في توفير العلاج لكافة أفراد المحتمع يتداخل مع العديد من النظم الاجتماعية الأخري فهو:-
‌أ. يتداخل مع النظام العائلي لأنه يعتمد علي قواعد القرابة التي هي من أهم عناصر النظام العائلي، في توفير الخدمة الطبية للمعالين، وفقا لقواعد معينة،
‌ب. ويتداخل مع النظام الاقتصادي لأنه يعتمد في ربط الإشتراكات الممولة للنظام علي الأجور التي هي في الأصل عنص من عناصر النظام الاقتصادي ولأنه يفعِل إعادة توزيع الدخول بين أفراد المجتمع والمعروف أن إعادة توزيع الدخول من أهم الاجراءات الاقتصادية،
‌ج. ويتداخل مع النظام القضائي لأنه يعتمد علي التشريع الذي يتم اصداره من قبل السلطات القضائية والعدلية إذ لن يتم تفعيل نظام التأمين الصحي دون أن يكون ثمة قانون لاتباعه من قبل المنتفعين بالنظام والمسئولين عن تنفيذه. كما أن هناك ضرورة لفرض تنفيذه عن طريق فرض العقوبات اللازمة عند مخالفة أحكام هذا القانون, وخير مثال للتدليل علي صحة هذا الامر نظام الضمان الاجتماعي بفروعه العديدة من التأمين الصحي والتأمين الاجتماعي والمعاشات فقد تعددت تشريعات التأمين الصحي خلال عشرة سنوات من صدور أول تشريع له في السودان بسبب تضارب وجهات النظر بين القائمين علي أمر الرعاية الصحية ؛ فالقائمين علي أمر الصحة يرون أن نظام التأمين الصحي حزء لا يتجزأ من الرعاية الصحية ويستندون في ذلك علي وحدة الهدف ، بينما يري القائمن علي التأمين الصحي يرون أن الرعاية الصحية شيئ والتأمين الصحي شيئ آخر مثله في ذلك مثل التأمين علي وسائل المواصلات فهل نقول أن الأخير جزء لا يتجزأ من النقل! وأدي هذا الخلاف إلي تنقل نظام التأمين الصحي بين سلطتين اشرافيتين من السلطات السياسية فمرة وضع تحت الاشراف السياسي لوزير الصحة الاتحادية، ومرة تم تحويله ليقع تحت اشراف السلطة السياسية للرعاية الاجتماعية يحدث هذا الاضطراب رغم أن الكل يعلم أن الأدلة العلمية جميعها تصب قي اتجاه واحد هو اصدار تشريع قومي يتضمن المبادئ الأساسية التي تخدم مصلحة أفراد الأمة وهي العدالة والمساواة والتكافل بين الأجيال وبين الولايات وبين أفراد الولاية الواحدة،ويسهم في تحقيق هذه الغاية تطبيق قانون الأعداد الكبيرة.
‌د. ويتداخل مع النظام الديني القائم لأنه بالضرورة يقوم علي مبدأ أصيل من المبادي الدينية وهو مبدأ التكافل بين أفراد الأمة وحتي بين الأجيال كما أنه يعتمد في توفير تكلفة الرعاية الصحية للأسر الفقيرة علي شعيرة الزكاة التي هي من أركان الأسلام الخمسة. إذ لولا هذه الشعيرة لما استطاع نظام التأمين الصحي الاجتماعي توسيع دائرة مظلته لتحتوي في داخلها هذه الأسر الفقيرة.
3. مكونات النظام الصحي عبر مراحل تطوره:
وسنحاول هنا التعرض للمكونات البنيوية لكل مرحلة من مراحل تطور هذا النظام الاجتماعي:
أولاً: تزامن ظاهرة الحماية الاجتماعية مع ظهور الانسان
وهنا لابد من القول بأن ظاهرة الحماية الاجتماعية قد تزامنت في نشوئها مع ظهور الإنسان علي وجه البسيطة وما دمنا نؤمن بوحدة النشأة البشرية ، فإن منشأ ظاهرة الحماية في رأينا هو ذلك الشعور بالانتماء الدمي بين آدم عليه السلام وحواء وكذلك بين حواء وأطفالها، فإذا حاولنا أن نحلل تلك العلاقة الدمية لوجدنا أنها علاقة تربط بين قوي في استطاعته أن يمد يد العون والرعاية سواء كانت في المرحلة الجنينية أو كانت في المرحلة الولادية وبين طرف ضعيف لا حول له ولا قوة وظلت هذه العلاقة مستديمة إلي يومنا هذا. ولو عن لنا أن نتساءل عن العوارض الاجتماعية التي كان يتعرض لها الانسان الأول لتبين لنا باستقراء بسيط أنها كانت إصابات العمل ؛ فالعمل في تلك الأزمنة السحيقة لم يكن غير القنص بحثا عن فريسة يقتات بها، وتسلق الأشجار بحثا عن الثمار يأكلها وكان كل ذلك يتطلب جهدا بدنيا كما أنه كان يعرض الانسان للإصابة التي قد تكون مجرد سقوط من شجرة عالية،أوعضة من حيوان مفترس وفي كلتا الحالتين يصبح االانسان معاقاً الأمر الذي يجعلنا نتصور أن أمر إعاشته خلال فترة الإصابة تلك يتكفل بها أقرانه من أفراد عشيرته الأصحاء مدفوعين بدافع الشعور بالانتماء الدمي القوي لبعضهم البعض ومن بين مظاهر الحماية اسعافه من قبلهم . وبعد اكتشاف الزراعة واستغلال الالات الزراعية البدائية اختفي المجهود الجماعي للعمل الواحد في الآن الواحد مما أضعف من قوة الحماية الاجتماعية القائمة علي المجهود الصرف وظهر الاستقرار النسبي في الأرض المزروعة فتحللت العشيرة إلي الأسرة الأبوية وظهر الفائض في انتاج الغلة ولأول مرة تظهر العوارض الاجتماعية المتمثلة في الفاقة والعجز عن كسب القوت ويتم اكتشاف فكرة تخزين القوت التي استقاها الإنسان من النمل وغيره من دواب الارض الأخري فتم استغلالها في تخزين القوت بصورته المجردة أي في صورة التخزين العيني ، ونتيجة لذلك ظهر الاحسان كرد فعل طبيعي للملكية الخاصة والوزاثة الذين كانا يمثلان نمطا من أنماط الحماية الاجتماعية لمن كان يعولهم من كان قادرا علي الحصول علي ما يفيض من الغلة ،
ثم اتسع نطاق الحماية الاجتماعية ليتبعثر إلي انتماءآت متعددة بتعدد المهن يتخذ مظهر الانتماء المهني وينجح في إنشاء نظم وجمعيات الحماية المتبادلة ين ذوي المهن الواحدة وليس المقام ميسرا لرصد كل أنواع هذه الجمعيان والروابط المهنية عبر التاريخ الطويل للإنسانية وخلال ذلك تطورت ظاهرة التخزين العيني للقوت إلي ظاهرة الادخار النقدي لتقوم بوظيفتها في تحقيق غايات تلك الجمعيات.
وعندما تجمعت الأسر الأبوية وظهرت المدن وتبعتها الدويلات الصغيرة وتبلورت التجمعات القومية نما الشعور بالانتماء القومي ليتكامل مع الشعور بالانتماء الدمي والمهني ليلعبا دوريهما في توفير الحماية علي النطاق القومي فاتخذت ظاهرة الادخار النقدي صورة الاحتياطي الاكتوارى بفضل الدراسات الاكتوارية التي اكتشفها علماء الرياضيات فانتشر الشعور بالانتماء القومي بين الاطراف الثلاثة المنتفعين بنظام الحماية الاجتماعية ؛ وهم العمال وأصحاب العمل والدولة .
ثانيا:مرحلة القبيلة:
وفي مرحلة القبيلة تمثلت الجماعة في أفراد القبيلة الذين يتميزون بأنهم أقرباء قرابة دمية ومتجاورين فيما بينهم الأمر الذي يقوي من مستويات الحماية ، بسبب التطابق بين الجوار والقرابة حيث يتسع نطاق هذه الحماية والتي هي بطبيعتها قائمة علي العرف والتقليد لاعلي التشريع والأوامر المكتوبة أما القيم الاجتماعية التي تتبناها القبيلة فهي ضرورة مقابلة الحاجة الأساسية التي يقوم بها النظام والتي يجمع عليها المجتمع بوصفها اتجاهات متفق عليها من أفراد المجتمع، وهي الحاجة إلي الرعاية الصحية والتي كانت مجرد جهود بسيطة وتقليدية ولأن الإنسان في المجتمعات القديمة كان متمتعا بالحماية الطبيعية التي منحها له الخالق ولم يكن قد أفسدها بعد فمثلا كان يستغل اللعاب في تطهير الجروح التي يتعرض لها ،وفيما يتعلق بالمركز في ذلك النطام البدائي فيتمثل في الوضع الاجتماعي لأفراد القبيلة التي تنتفع بالنظام الصحي الاجتماعي في تلك الصورة التقليدية ، والتي ارتضتها القبيلة، أما فيما يتعلق بالدور في ذلك النظام التقليدي فيتمثل في الوظيفة والمسلك الذي يقوم به كل من أفراد القبيلة المنفذين للنظام العلاجي للمستفيدين منه، والسلطة: تتمثل في للعرف والتقليد الذي تلتزم به القبيلة بوصفها القواعد المحددة للسلوك الاجتماعي الذي علي الجماعة أن تسلكه، وبالنسبة للأيديولوجية: فتتمثلت في المعتقدات والاقتناع الذهني القائل بأن إشباع الحاجة لدي أفراد القبيلة من واجب أفرادها ، وأن ثمة كيفية محددة هي التي يتعين أن تتبع في تحقيق تلك الغاية، تكمن في شعور أفرادها بانتمائهم الدمي لبعضهم البعض أما الرمزيات فتتمثل في العلامة التي يضعها المعالج للإشارة لدوره في علاج المرضي. وإذا دلفنا إلي الأجهزة والمعدات فنجد أنها تتمثل في المعدات التقليدية التي تستخدم كوسائل لتوفير الخدمة الطبية للمرضي كالدواية المملوءة (بالعمار) التي يكتب \"الفقير\" بحبرها البخرة .
ثالثا: نظرة المجتمع للمرض عبر العصور:
عندما عن للباحث السوشيولوجست \"تالكت بارسون\" أن يبحث في الدور (Talcott Parsons, 1951) تبين له أن الدور هو السلوك المتوقع (بما في ذلك الحقوق والالتزامات) للشخص في الموقع المحدد (الوضع) في المجتمع . وبصفة عامة فإن الناس يتبوؤون مواقع أو أوضاعا محددة ليؤدون أدوارا محددة. وفي هذا المساق يستغل بارسون هذا المفهوم ليؤكد أن الانسان المريض له دور محدد يراه المجتمع ويفرضه عليه وهذا الدور يتمثل في نمطين من الحقوق ، ونمطين من الالتزامات: وهي:
الحقوق:
1. يعفي الشخص المريض من القيام بألتزاماته الاجتماعية،
2. الشخص المريض ليس مسئولا عن حالته،
الالتزامات:
1. ينبغي للشخص المريض ان يسرع لاستعادة صحته،
2. علي الشخص المريض أن يبحث عن المساعدة التقنية المناسبة لحالته ، وأن يتعاون مع الطبيب

ومن هنا يكون في وسعنا القول بأن المجتمع المعاصر ينظر إلي المرض علي أنه من المظاهر غير المرغوبة وأن المريض ليس له يد في الوقوع فريسة له (إلا في بعض الحالات التي يقع فيها المريض نتيجة لمخالفته لبعض القواعد الأخلاقية ) الأمر الذي يستوجب أن يهب المجمع لمد يد العون له وهذا ما دعا إلي ابتكار فكرة التأمين الصحي، أما في المجتمعات القديمة ففي اعتقادي أن المجتمع ينظر إلي المريض علي أنه من ضحايا الأرواح الشريرة مما يستوجب الابتعاد عن أو القضاء عيه في سبيل القضاء علي تلك الروح الشريرة. ويحكي لنا التاريخ أن هناك من كان يعتقد بأن هناك فروقا أنثروبولوجية في التعرض للأمراض . فقد ذكر البوفيسير أحمد بيومي في مرعه السابق الاشار اليه أنه عندما ازدادت الوبائيات كثيرا وحصدت الآلاف من الزنوج الذين كان محمد علي يرغب في تجنيدهم في الجيش التركي المصري ، فكر في استخدام طبيب أمريكي متخصص في الأمراض التي تصيب الزنوج! .
وفي هذا نقول أن كل ذلك ليس بجديد فقد قال تعالي في محكم تنزيله :
وفي مرحلة الأسرة الأبوية قام الشعور بالانتماء الدمي بنفس الدور في حماية أفراد الأسرة فكانت المكونات البنيوية لنظام الحماية الاجتماعية ممثلة في أفراد الأسرة الأبوية بصفتها الجماعة وفي ضرورة إشباع الحاجة إلي الرعاية الصحية بصفتها قيمة أساسية للاسرة الأبوية، والتي كانت قد طورت قليلا نتيجة لتراكم الخبرات وفي وفي ظهور الحكماء من كبار السن داخل نطاق الأسرة الأبوية تخصصوا في توفير العلاج لمن يتعرض لأي وعكة، بصفتها تمثل المركز والدور فكنت تري النساء العجائز غزيرات العلم بالأعشاب واللاصوق والرقي السحرية وجامعي حشائش التطبيب يمارسون عملهم في التطبيب ، وفي العرف القائل بضرورة توفير الخدمة الطبية لمن في حاجة إليها بصفتها انعكاس للسلطة والأيديولوجية التي تتبعها الأسرة الأبوية ، وفي المعدات الطبية البدائية التي يستعملها الحكيم لتوفير العلاج.
أما في مرحلة الدويلات القومية فكان رجال الدين يمارسون الطب حتي عام 1639 وكان العلاج يمارس في ملاجئ أديرة الرجال والنساء وكان للرهبان فضل عظيم في حفظ التراث الطبي من الضياع وهم الذين مهدوا السبيل لزراعة النباتات الطبية. وحفل التراث العربي بالكثير من النجازات العلمية في مجال التطبيب الذي اعتمد علي الغرب في تطوير معارفهم الطبية,
ومنذ عصر النهضة بدأت العلوم الطبية وما يرتبط بها من علوم أخري تتطور وتتكشف فيها ألوان العلاج بمافيه العلاج الكيماوي والفيزيقي وتكشفت أسباب الامرض بأنواعه المختلفة سواء كان سببا وراثيا أو بيئيا ..إلخ.وتعددت التخصصات الطبية بسبب عدم قدرة الإنسان علي الإلمام بكل تلك التخصصات الطبية كما في غير ذلك من العلوم الطبية بسبب كثرة وكثافة المعارف الطبية العالية التراكم. .وهنا اتسعت الدويلات الصغيرة لتتكون الدول الكبري وعند ذلك اتسع نطاق الشعور بالانتماء المهني ليتكامل مع الشعور بالانتماء القومي واتسع نطاق الجوار المهني ليتكامل مع الجوار القومي فنشأ نظام الضمان الاجماعي بقسميه المعروفين (التأمين الاجتماعي الساعدات الاجتماعية /الزكاة(.
الشريف عبود الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Empty
مُساهمةموضوع: رد: "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.     "تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية .       أ. رانيا نوار.       Emptyالإثنين يونيو 22, 2015 6:41 pm

الآثار الاجتماعية لإنعدام الأمن الاقتصادي

*د. محمد اسماعيل علي اسماعيل
مقدمة :
يعتبر الأمن والطمأئنينة شيئان اساسيان في الحياة الانسانية ، لا يمكن تصور المجتمع المستقر والمستدام من دونهما ، لان من خلال توفرهما يتمكن الانسان من الحصول على حاجاته الاساسية ، من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وغيرها من الحاجات الكمالية ، التي تزداد وتتنوع بتوفر الأمن والاستقرار في المجتمع . كما اننا اذا نظرنا الى كيفية حصول الانسان على المصادر التي يكون من خلالها الثروة أو الدخل أو استئناس الحيوان او النباتات ، نجد أنها لا تأتي الا بتوفير الأمان والطمائنينة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي . ولذلك فقد من الله تعالى على أهل قريش بقوله : (لإيلافِ قُرَيْشٍ * إيِلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) ( ). فان في ذلك إشارة الى تلازم النشاط الانساني التجاري بالامن والاستقرار والا ترتبت عليه اثاراً نفسية واجتماعية وصحية على الانسان ، مثل الجوع وفقدان الاقوات والهلع والخوف.. الخ.
فالامن الاقتصادي يجلب وفرة الرزق وكثرة الثروات والرفاه الاجتماعي لافراد المجتمع وعدمه يؤدي الى الاضطراب الاجتماعي والحروب والمجاعات والخوف ، قال تعالى : (وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ والْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) ( ).
والمجتمع الحديث اليوم ، يعطي اهتماماً متزايداً لموضوع الامن الاقتصادي ، لكثرة المشكلات والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي تحدث في اماكن متفرقة من العالم ، خاصة تلك الازمات التي تتخطى الحدود الوطنية الى الاقليمية والدولية ، التي تتطلب حلولاً على مستوى الكون . كما توجد هنالك بقاع كثيرة في العالم تعاني من ندرة الموارد والغذاء او انعدامه مما يتطلب ذلك اتخاذ التدابير المناسبة أقتصادياً لتأمين الحاجات الاساسية لحياة البشرية واستقرارهم .
تعريف الأمن :
يعرف الامن ، بانه هو الحالة التي يكون فيها الانسان محمياً ضد خطر يهدده أو احساس يتملك بالتحرر من الخوف ( ). ويعرف الامن ايضاً بانه الاحساس بالطمأئنينة التي يشعر بها الفرد ، سواء بسبب غياب الاخطار التي تهدد وجوده أو نتيجة لامتلاكه الوسائل الكفيلة بمواجهة تلك الاخطار حال ظهورها ( ).
ولذلك فان توفير الصحة والأمن والاستقرار الاسري وامتلاك قوت اليوم وقلة الوفيات وانعدام الخوف وزيادة الاموال والانفس ، تشير الى توفر حالة من الأمان الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن أصبح منكم معافى في جسده ، آمناً في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا)( ).
وهنالك تعريف شامل للأمن بانه هو القدرة التي تتمكن بها الدولة من تأمين انطلاق مصادر قوتها الداخلية والخارجية والاقتصادية والعسكرية ، في شتى المجالات في مواجهة المصادر التي تهددها في الداخل والخارج في السلم والحرب ، مع استمرار الانطلاق المؤمن لتلك القوة في الحاضر والمستقبل تخطيطاً للاهداف المخططة ( ).
تعريف الامن الاقتصادي :
هو عبارة عن التدابير والحماية والضمان التي تؤهل الانسان للحصول على احتياجاته الاساسية من المأكل والمسكن والملبس والعلاج ، خاصة في الظروف التي يواجه فيها كارثة طبيعية أو ضائقة اقتصادية وضمان الحد الادنى لمستوى المعيشة ( ). كما يعرف الأمن الاقتصادي ايضاً بانه هو ان يملك المرء الوسائل المادية التي تمكنه من أن يحيا حياة مستقرة ومشبعة ( ). وبالنسبة للكثيرين يتمثل الامن الاقتصادي ، ببساطة في امتلاك النقود لإشباع حاجاتهم الاساسية وهي : الغذاء والمأوى اللائق والرعاية الصحية الاساسية والتعليم . ويرتبط الامن الاقتصادي بالعمل فأمكانية الحصول على أجر كافي وعمل مستقر يضمن الامن .
الامن الاقتصادي واثره على المستوى الفردي والجماعي:
يتمثل الامن على المستوى الفردي في تحقيق قدر من الطمآنينة والسكينة للفرد ، من خلال توفير وسائل السلامة له من الاخطار التي تهدد حياته او عرضه او شرفه او حريته او ماله ، وبالتالي فان اشباع الحاجات الاساسية على المستوى الفردي يمكن ان تؤدي الى تحقيق الامن الاقتصادي للمجتمع والعكس صحيح في حالة عدم اشباع هذه الحاجات الاساسية فان الافراد يصبحون مهددا اقتصاديا للمجتمع باعتبار ان الانسان هو الذي يقوم بعمليات الانتاج والتوزيع والاشراف عليها وهو المحرك الاساسي للنشاط الاقتصادي.
اما الامن على المستوى الجماعي فيتمثل في تحقيق الحماية لحقوق الجماعات المختلفة في المجتمع ورعاية مصالحها في المجالات المختلفة وتوفير النظم والمؤسسات التي تخدم هذه الجماعات ، فالامن الاقتصادي لا يمكن تحقيقه الا من خلال توفر الامن للافراد والجماعات المكونة للمجتمع.
وهناك عدد من النظريات تحدثت عن علاقة الامن الاقتصادي بالحاجات الاساسية للانسان وهي ما يعرف بنظريات الحاجات الاساسية ، التي تتمثل في نظرية ماسلو ونظرية موري ونظرية هيرزبرج.فقد اشارت نظرية ماسلو الى ان الحاجات الاساسية للانسان تكون في شكل هرم تبدأ من اسفل الى اعلى ، وبالتالي فان الانسان يبدأ في اشباع حاجاته من اسفل الى اعلى الا ان قليل من الناس من يصل الى قمة الهرم.فالانسان في نظر ماسلو يبدأ باشباع الحاجات الطبيعية ثم الحاجات الامنية التي تليها الحاجات الاجتماعية ثم الحاجات النفسية واخيرا تحقيق الذات .وحسب نظرية ماسلو فان اشباع الحاجات الامنية للانسان تاتي في المرتبة الثانية من حيث الاهمية.كما اشارت نظرية موري الى الحاجات الاساسية للانسان من منظور الدوافع الاساسية التي تحرك الانسان وحددتها في عدد من الدوافع هي الجوع ، والجنس وحب الاستطلاع .وبالتالي فان النظرية حاولت الربط بين الاثار المترتبة على انعدام الامن الاقتصادي والاجتماعي واسبابه.
اما نظرية هيرزبرج اشارت الى اهمية الحاجات الاساسية للانسان ، التي تتمثل في الماء والهواء والغذاء ، ويرى هيرزبرج ان هذه الحاجات هي التي تدفع الانسان لاظهار سلوك معين ، ويمكن القول ان انعدام الماء والغذاء والهواء يمكن ان يؤدي الى عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الانساني.
مكونات الأمن الاقتصادي :
يتكون الامن الاقتصادي من عدة عناصر الا اننا نحصرها في الجوانب التالية:
الأمن الغذائي والأمن الصحي والامن التكافلي (التأمين الاجتماعي) والضمان الاجتماعي والمشاريع التنموية ومشاريع مكافحة الفقر والعمل وسياسات التمويل الاصغر والأسر المنتجة وبرامج السياسة الاجتماعية أو الرعاية الاجتماعية .
اولاً : الأمن الغذائي :
يعتبر الأمن الغذائي من أهم عناصر الأمن الاقتصادي ، وقد وردت عدة تعريفات ومفاهيم للأمن الغذائي الا انها تباينت في رؤاها وتعرضت لانتقادات ، لكن يمكن تعريفه بأنه قدرة المجتمع على توفير (المستوى المحتمل) من الغذاء لافراده في حدود دخولهم المتاحة مع ضمان مستوى الكفاف من الغذاء للافراد الذين لا يستطيعون الحصول عليه بدخلهم المتاح ، سواء كان هذا عن طريق الانتاج المحلي أو الاستيراد اعتماداً على الموارد الذاتية ( ).
ولأهمية الغذاء للانسان باعتباره من اهم عناصر المحافظة على الحياة ، ينظر للغذاء بأنه يشكل بعداً اجتماعياً وسياسياً باعتباره أحد حقوق الانسان ، ولذلك يعكس تحقيق الامن الغذائي ، قدرة المجتمع في كفالة حق الغذاء لكل مواطن ، خاصة حد الكفاف من الغذاء لكل فرد من افراد المجتمع لتستمر حياته بصورة صحيحة ونشطة. وان عدم توفر مستوى الكفاف من الغذاء في المجتمع وعدم تحقيق عدالة توزيعه بين افراد المجتمع لابد أن يسهما في عدم تحقيق الاستقرار الاجتماعي داخل الدولة ( ).
ثانياً : الامن الصحي :
ونقصد بالأمن الصحي توفير وسائل الوقاية والمعالجة من الامراض والاوبئة وترتبط الصحة ارتباطاً وثيقاً بتحقيق الأمن الاقتصادي للمجتمع ، فالمجتمع الذي يخلو من الامراض يتمتع شعبه بنشاط وقوة تمكنه من الانتاج والعمل ويحقق معدلات نمو اقتصادي مناسب ، بينما يحدث عسكه تماماً في المجتمع الذي تسيطر عليه الامراض والوبائيات ، ولذلك تحاول الدول مكافحة الامراض الخطرة ، مثل الايدز وانفلونزا الخنازير والطيور وحتى الامراض التي تصيب الحيوان ، حمى الوادي المتصدع وجنون البقر وغيرهما لحماية اقتصادياتها ومواطنيها . كما يرتكز الأمن الصحي بصورة اساسية على توفير برامج الرعاية الصحية الأولية وخدمات التأمين الصحي للمواطنين وتوفير الأدوية المنقذة للحياة وتطوير المؤسسات الصحية وزيادتها كالمستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الارشاد والتثقيف الصحي واعطاء أهمية قصوى لصحة الفئات الضعيفة كالاطفال والمرأة والمعاقين وكبار السن ... الخ . كما تعتمد الدولة المتقدمة على توفير خدمات الضمان الاجتماعي لمواطنيها وقد اقرت الولايات المتحدة الامريكية خطة كبيرة وطموحة لخدمات الضمان الاجتماعي في العام 2009م وستمثل تطوراً جديداً في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية في العالم.


ثالثاً : الامن التكافلي أو التأمين الاجتماعي والصحي:
ونقصد بالأمن التكافلي ، تلك السياسة التي ترمي الى توفير الحماية الاجتماعية للعاملين في مؤسسات الدولة والمجتمع من خلال اتباع نظام استقطاع جزء من مرتبات العاملين وايداعها في صندوق معين وفقاً لقوانين ولوائح معروفة تمنح للعاملين في حالات ترك العمل او الفصل من الخدمة أو استيفاء سن المعاش أو العجز أو المرض أو الوفاة . وهذا النظام يعرف بالتأمين الاجتماعي أو فوائد ما بعد الخدمة والذي يرتكز بصورة اساسية على تسخير عمليات التكافل وسط قطاع العاملين لتوفير الحماية والامن الاجتماعي لهم . أما الأمن التكافلي الصحي هو نظام تكافلي بين المواطنين والدولة حيث يدفع المشترك – حسب دخله – مساهمة شهرية محدودة ليتمتع هو وافراد اسرته بالخدمات الطبية المتكاملة بغض النظر عن حجم الاسرة وحجم الخدمات المطلوبة والتي تشمل الكشف والفحص المجاني ، ثم الدواء بتكلفة رمزية وهو ما يعرف بالتأمين الصحي .
رابعاً : مشاريع مكافحة الفقر :
تمثل مشاريع مكافحة الفقر واحدة من أهم الطرق التي تستخدم لتخفيض معدلات الفقر في المجتمع . ويمثل الفقر الخطر الاكبر للمجتمعات المعاصرة وذلك لان الفقر هو أحد مهددات الامن الاقتصادي ، وبانتشار الفقراء في المجتمع تنتشر الامراض وسوء التغذية وتكثر الجرائم والسرقات كما تكثر حالة عدم الرضا الاجتماعي والسياسي ، كما يتسبب في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المجتمع . ولذلك ينظر لمشاريع مكافحة الفقر وكفاءتها في التدخل ، بانها عامل اساسي في تحقيق الامن الاقتصادي ، بل الأمن الشامل في المجتمع.
خامساً : العمل :
يعتبر العمل مصدراً اساسياً في اشباع الحاجات الاساسية للانسان ويعمل على تحويل الانسان من حالة الفقر والجوع والخوف الى حالة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ، كما أنه هو الوسيلة والمدخل الفاعل في تحقيق القوة الاقتصادية والأمن الاقتصادي ، ولذلك ينظر للمجتمع الذي تسود فيه معدلات مرتفعة من البطالة وغير الناشطين اقتصادياً بأنه مجتمع فقير أو غير منتج أو غير نامي أو متأخر . ولذلك فان ارتفاع معدلات السكان الناشطين اقتصادياً يعكس الوضع الاقتصادي للدولة المعينة ويعكس مدى قدرتها في تحقيق الأمن الاقتصادي .
سادساً : السياسات الاجتماعية :
تمثل سياسات الرعاية الاجتماعية المتعددة ، التي تستهدف التنمية الاجتماعية ورفع مستويات المعيشة للاسر والمجتمعات المحلية وحماية الشرائح الضعيفة ومكافحة الفقر وغيرها ، تمثل بعداً مهماً من أبعاد تحقيق الأمن الاقتصادي ، خاصة تلك البرامج والمشاريع التي تتمثل في التمويل الاصغر وبرامج الاسر المنتجة وتشغيل الخريجين ومشاريع استقرار الشباب ورعاية الطلاب ، ومشاريع تحقيق الامن الاقتصادي للمرأة . ولذلك لابد من توسيع مفهوم الرعاية الاجتماعية ليشمل احتياجات وفئات اخرى في المجتمع وتفعيل برامج التدخل الاجتماعي والاقتصادي الفاعلة التي تحقق عائداً اجتماعياً كبيراً .
سابعاً : استغلال الثروات الموارد الطبيعية :
يؤدي عدم استغلال الثروات والموارد الطبيعية وعدم العدالة في توزيع عائدتها على المجتمع الى اضعاف الوضع الاقتصادي للدولة ، ويشير الى وجود حالة متدنية من القدرة الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية للدولة ولذلك نجد كثير من الدول لم تفكر في استغلال ثرواتها بالرغم من حاجتها الماسة لها كما توجد دول اخرى استغلت بعض ثرواتها ولكنها لم تتمكن من تحقيق العدالة في توزيع العائدات والدخول بصورة مناسبة مما ادى الى ارتفاع معدلات البطالة ومعدلات الفقر وتدني مستويات المعيشة وارتفاع دعاوي التهميش والخروج عن سلطان الدولة . واشار تقرير الامم المتحدة للعام 2009م مثلاً الى ان الثروة النفطية (الخيالية ) لدى البلدان العربية تعطي صورة مضللة عن الاوضاع الاقتصادية لهذه البلدان ، لانها تخفي مواطن الضعف البنيوي في عديد من الاقتصاديات العربية وما ينجم عنها من زعزعة الامن الاقتصادي للدول والمواطنين على حد سواء ( ).
وعموماً يمكن القول ان مكونات الامن الاقتصادي كثيرة لا يمكن حصرها في هذه الورقة لكن ينبغي أن تشمل برامج مكونات الامن الاقتصادي كل مكونات البناء الاجتماعي على مستوى الافراد والجماعات والمجتمعات المحلية والمجتمع بصورة عامة بحيث يتحقق الامن الاجتماعي من خلال عناصر مهمة اهمها :
1. توفير فرص العمل .
2. العدالة في توزيع الدخول .
3. العدالة في توزيع الوظائف .
4. توفير الحماية الاجتماعية للعاملين والمواطنين .
5. توفير قدرات ومهارات افراد المجتمع من خلال التدريب والتأهيل .
6. تحسين وزيادة مستويات المعيشة وتحقيق الرفاهية الاجتماعية .
7. توفير الغذاء والكساء والمسكن والملبس والمياه النقية وغيرها .
ولتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع ، لابد من تضافر جهود الدولة ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع ، من خلال رسم سياسات متكاملة تحقق الاستقرار الاجتماعي المستدام في المجتمع وكذلك التنمية البشرية ، التي تهدف الى زيادة واتاحة الخيارات أمام الناس ليعيشوا حياة طويلة ، خالية من العلل ، حياة يحصل خلالها الانسان على الموارد التي تحقق له مستوى عالياً من العيش ، ومستوى عالياً من المعرفة ، حياة يتمتع فيها بالحرية وبحقوقه كانسان ( ).
أسباب أنعدام الأمن الاقتصادي :
وعند الحديث عن علاقة الامن الاقتصادي بالاستقرار الاجتماعي ، فانه من الضروري تناول العوامل والاسباب والمتغيرات التي تؤدي الى انعدام الامن بصورة عامة والامن الاقتصادي بصورة خاصة وذلك لاثارها المباشرة وغير المباشرة على الاستقرار الاجتماعي ، وذلك يرجع الى أن الاستقرار بمعناه الاقتصادي والامني والسياسي ، من أهم متطلبات البيئة المواتية التي تهيئى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية حقيقية ، بل تعتبر بيئة الاستقرار شرطاً اساسياً لاحداث اي تحول اقتصادي أو اجتماعي ( ).
وتتمثل أهم الاسباب التي تؤدي الى عدم الاستقرار الاقتصادي في الاتي :
1. الحروب والنزاعات .
2. الفقر وانخفاض مستوى المعيشة .
3. عدم التوازن في التوزيع العادل للثروة والسلطة .
4. الكوارث الطبيعية والبيئية .
5. عدم العدالة والتهميش التنموي .
6. الامراض والاوبئة التي تصيب الانسان والحيوان والمحصولات الزراعية .
7. البطالة وانخفاض معدلات الانتاج وازدياد معدلات الاعالة أو التبعية الاقتصادية.
8. انتشار الجوع والخوف وسوء التغذية ونقصان الغذاء .
9. عدم استقلال الثروات المفضي الى التخلف الاقتصادي .
10. عدم مراعاة الجوانب الاجتماعية في الخصخصة وسياسات الهيكلة الاقتصادية.
11. انعدام التنمية الاقتصادية والبشرية وانتشار الفساد الاقتصادي .
12. التبعية الاقتصادية لاقتصاديات دول العالم الأول .
الآثار الاجتماعية للأمن الاقتصادي:
وترتيباً على ما سبق ذكره من الأسباب المؤدية الى فقدان الامن الاقتصادي ، يمكننا رصد أهم الاثار الاجتماعية المترتبة على ذلك من خلال المحاور والنقاط التالية :
اولاً : الفقر :
يعتبر الفقر من الاسباب المركبة التي يترتب عليه اثار اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية على المجتمع ، وذلك لكونه يمثل خطراً على الاخلاق والسلوك والحفاظ على الاسرة وصيانة المجتمع واستقراره وتماسكه . والفقر كما هو معلوم يؤدي الى ايجاد مجتمع يكثر فيه الافراد الجائعين والمشردين والمحرومين من المقومات الاساسية للحياة وبالتالي يمكن القول أن الفقر يمثل أهم المهددات الأمنية للاقتصاد ، من خلال كثرة عدد الجرائم في المجتمع والسلب والنهب والفساد الاقتصادي وارتفاع الاصوات بالمطالبة بالتوازن التنموي ... الخ .
وقد اشار اعلان روما بشأن الامن الغذائي العالمي ان الفقر هو سبب رئيسي لانعدام الامن الغذائي ولذلك فان التقدم بحظي مضطردة نحو استئصال الفقر امر حاسم لتحسين فرص الحصول على الغذاء ( ).
وبالرغم من ان الفقر يعتبر اثرا من اثار انعدام الامن الاقتصادي الا انه يؤدي الى اثار مركبة على الفرد والجماعة والمجتمع وعلى الاسرة.فالفقر له اثار ومخاطر على الاسرة من حيث تكوينها وتماسكها واستمرارها ، حيث نجد ان كثير من الشباب يمنعهم الفقر من الزواج كما يؤثر الفقر على اخلاق افراد الاسرة بل احيانا كثيرة يفرق بين الزوجين ويعكر صفوهما ويؤدي الى قتل الاطفال خاصة الاناث كما كان يحدث في الجاهلية خوفا من الفقر ، قال تعالى (ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزكم واياهم) .كما يؤثر الفقر على امن المجتمعات واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي وذلك من خلال سوء توزيع الثروات وانتشار الظلم وعدم العدالة الاجتماعية مما يؤدي الى الحقد والاضطراب والبغضاء والفتن في المجتمع.ويؤدي الفقر ايضا الى اثار خطيرة على الصحة العامة في المجتمع وسوء التغذية وسوء المسكن وعلى الصحة النفسية لافراد المجتمع وكل هذه الاثار تؤدي الى اضعاف الانتاج والاقتصاد وتدهوره.
ثانياً : الجوع والخوف وسوء التغذية :
يترتب على انعدام الامن الاقتصادي وتدهوره نقص في كميات الغذاء وجودته لافراد المجتمع ، الامر الذي يؤدي الجوع وسوء النقدية والخوف والوفاة ، وخاصة للفئات الضعيفة كالاطفال والنساء والمعاقين وكبار السن . فالمجتمع الذي يسود فيه الجوع والخوف فانه يمكن وصفه بانه مجتمع غير آمن اقتصادياً واجتماعياً ويقل فيه الانتاج وتكثر فيه الأمراض ويتناقص اعداد السكان ويسود فيه الاضطراب الامني والسياسي والاجتماعي فيكون المجتمع معتمداً على الاغاثات والمساعدات الخارجية .
ونجد ان معظم المجتمعات ، تعطي مسألة الامن الغذائي أهمية كبيرة نظراً لاهميته الاستراتيجية في الاستقرار الاجتماعي ، ولذلك ينبغي أن توجه السياسات الى موضوعات هامة مثل دور وقوة الانتاج الزراعي في المجتمع ومدى استغلال المساحات القابلة للزراعة والرعي والاكتفاء الذاتي من الحبوب والغلال . واذا نظرنا الى حالة السودان نجد ان نسبة المساحة المستغلة لا تتجاوز اكثر من 20% من اجمالي المساحة القابلة للزراعة فيه . كما لا يستغل من المساحات الصالحة للرعي فيه والتي تقدر بحوالي 117 هكتار (حوالي 25.6% من المراعي الطبيعية في الوطن العربي) ، الا حوالي 40% في تربية الاغنام والمواشي والماعز والجمال ( ). ولذلك يرى بعض الخبراء الاقتصاديين ان جذور مشكلة الانتاج الزراعي ترجع الى ترتيبها المتدني في اولويات تخصيص الموارد التي تعزي الى عدم إيلاء الزراعة والحياة في الريف بصفة عامة الاهتمام الكافي في السياسات الاقتصادية ( ). كما اشار اعلان روما بشأن الغذائي العالمي في العام 1996م ايضاً الى ان الجوع وانعدام الامن الغذائي مشكلتان لهما ابعاد عالمية وان هنالك حوالي 800 مليون نسمة في جميع انحاء العالم ولاسيما في البلدان النامية لا يحصلون على ما يكفي من غذاء لتلبية احتياجاتهم الغذائية الاساسية ( ).

ثالثاً : البطالة :
ينظر الى العمل باعتباره السلاح الاول في محاربة الفقر وهو السبب الأول في جلب الثروة للانسان ، ولذلك فان التبطل عن العمل يعني انعدام الامن الاقتصادي بازدياد نسبة الافراد العاطلين في المجتمع ، والذي يترتب عليه لجوء العاطلين الى المخدرات بانواعها المختلفة واللجوء الى الاساليب غير القانونية كالسرقات والسلب والنهب والاحتيال للحصول على الاموال لتلبية احتياجاتهم المختلفة . كما ان البطالة تؤدي الى حرمان كثير من الاسر من التمتع بمستويات معيشية مناسبة بسبب ارتفاع معدل التبعية الاقتصادية او الاعالة . وبالتالي فان البطالة هي ببساطة ترك بعض الامكانيات المتاحة للمجتمع دون استغلال ويعتبر ذلك بمثابة اهدار للموارد ( ). كما للعطالة اثار نفسية واجتماعية مثل عدم تقدير الذات والشعور بالفشل والنقص والشعور بالملل والعدوانية والاحباط ... الخ .
رابعاً : الحروب والصراعات :
يؤدي انعدام الامن الاقتصادي وعدم توازنه الى مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية كثيرة ، أهمها الحروب والصراعات وكثيراً من الحروب والصراعات والحركات الاجتماعية قامت بدعاوي التهميش التنموي أو عدم عدالة التوزيع العادل للثروات . ويرى بعض الخبراء ان ثمة درس غني في الفكر الاستراتيجي الحديث والمعاصر مفادة ان جوهر الامن القومي لأي مجتمع ولأي أمة ليس الأمن العسكري وانما الأمن الاقتصادي والغذائي وذلك فان الحروب والصراعات في الغالب تكون نتيجة للتدهور التنموي وما يحدث في دارفور خير مثال لذلك ، حيث أشارت دراسة الى أن غياب مشروعات التنمية وسيادة التخلف وضعف البنية التحتية وانفلات الامن وارتفاع نسبة الفاقد التربوي وتدني الخدمات الصحية والتعليمية أدى الى حركة نزوح واسعة الى الخرطوم والجزيرة وغيره وادى ذلك الى بروز حركات الاحتجاج وسيادة روح الغبن والشعور بالتهميش وافرز ذلك الوضع حركات مسلحة ترفع السلاح في وجه الحكومة المركزية في الخرطوم . كما اشارت الدراسة الى تدهور الاحوال الاقتصادية للمواطنين بسبب الحرب والوجود الاجنبي فقد اكد 84.5% من المبحوثين أن احوالهم الاقتصادية ساءت بعد الحرب كما اشارت الدراسة الى اختفاء روح العمل والمثابرة التي عرف بها مجتمع دافور وسيادة روح السلبية والاتكالية والاعتماد على الاغاثة وسط المواطنين ( ).
وعليه فان الصراعات القبلية في دارفور ليست فقط تمثل تهديداً دائماً للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لمجتمع دارفور ولكن ايضاً تمتد لتؤثر على مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن والوحدة الوطنية في السودان( ).
خامساً : الهجرة والنزوح :
يؤدي عدم الاستقرار الاجتماعي والصراعات والتدهور التنموي الى احداث الهجرات واللجؤ والنزوح في المجتمع وربما ان هذه المتغيرات المذكورة تظهر نتيجة لغياب التوازن التنموي والعدالة في توزيع الثروات والخدمات . ولذلك فان غياب العدل يقتضي غياب الأمن ، فاذا ساد الظلم سادت الفتنة وعمت الاضطرابات وزاد الخوف سواء كان ذلك خوف الافراد من بعضهم البعض او خوف الناس من ولاة الامر ( ). والهجرة والنزوح واللجوء تعتبر آثار واضحة لانعدام الامن الاقتصادي في المجتمع اذا نظرنا للاسباب فمثلاً فمن اسباب النزوح في دارفور الصراعات حول الموارد الطبيعية الحواكير ولاسباب اقتصادية كالجفاف والتصحر والفقر وعدم التوازن التنموي .
ولقد ترتب على الهجرة والنزوح واللجوء أثاراً خطيرة على مجتمع دارفور بصفة خاصة والمجتمع السوداني بصورة عامة ومن أهم هذه الاثار ( ) يمكن حصرها في الأتي:
1. ازدياد حالات سوء التغذية وارتفاع معدلات حالات الوفيات لدى الاطفال والنساء والعجزة .
2. تفشي الجرائم الدخيلة على المجتمع .
3. العمل السلبي للمنظمات الذي يشمل التنصير وتهديد الهوية .
4. تفشي العطالة وسط الشباب والمتعلمين مما دفعهم للانخراط في التمرد وفي أعمال النهب المسلح .
5. أدى الانفراط الامني واختلاله الى زيادة الاسعار وانفراط النسيج الاجتماعي .
وعموماً فان النماء والامن الاقتصادي لا يتمان في غياب السلام فطريق التنمية هو السلام المؤدي الى الأمن التنموي ، والذي يحقق الرفاهية وزيادة الموارد الاقتصادية والتي تكفل بدورها توفير الظروف الملائمة لتوطيد السلام لان الاحتزاب ينشأ في ظل الفقر والفاقة ، فكلما تحسن وضع الدولة كلما ارتفع مستوى معيشة الفرد وكلما تحسنت الاحوال الاجتماعية للناس كلما بعد شبح الحرب ( ).
سادساً : الآثار الاجتماعية على الفئات المستضعفة :
نقصد بالفئات المستضعفة في المجتمع الاطفال والعجزة والمسنين والمعاقين والنساء والارامل والمطلقات والمرضى وغيرهم من الفئات . ويمكن القول أن الآثار المباشرة لانعدام الامن الاقتصادي يقع على هذه الفئات ، فالاطفال مثلاً هم اكثر الفئات تعرضاً لامراض سوء التغذية والتشرد وعدم مواصلة التعليم . فالاخفاق التنموي يؤدي الى زيادة معاناة الارامل والمطلقات والمسنين والمعاقين خاصة في حالة ضعف برامج الرعاية والسياسة الاجتماعية . كما تزداد معاناة هذه الفئات الضعيفة في حالة حدوث الاختلال الامني والصراعات كما حدث في دارفور ، فلذلك لاهمية رعاية الفئات المستضعفة أقر الكونغرس الامريكي خطة أوباما للرعاية الصحية في 2009م ، التي كان الهدف الاساسي منها هو توسيع التأمين الصحي الرسمي للافراد ذوي الدخل المتدني الذين لا يتمتعون بتأمين لتوفير الحماية الاجتماعية لهم . كما أستهدفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه الفئات ببرنامج وأنشطة تحت مسمى انشطة الأمن الاقتصادي ، التي تتمثل في المساعدات المادية من أجل توفير الامن الاقتصادي على المستوى المنزلي لحصول الاسر المعيشية والمجتمعات على الوسائل المطلوبة لتلبية احتياجاتهم الاقتصادية الاساسية ( ).
سابعاً: التفكك الاسري :
ومن الاثار الاجتماعية لانعدام الامن الاقتصادي اختلال السلوك في الاسرة وانهيار الوحدة الاسرية وانحلال بناء الادوار الاجتماعية لافراد الاسرة وهو ما يعرف بمفهوم التقكك الاسري ، الذي يرجع لعدة اسباب أهمها الفقر والبطالة والهجر والطلاق ... الخ . وهذه الاسباب لها علاقة بعدم توفر الامن الاقتصادي والطمأئنينة وإشباع الحاجات الاساسية للانسان . وبالتالي تترتب على التفكك الاسري آثاراً خطيرة على الاسرة والمجتمع باعتبار الاسرة هى اللبنة الاولى للمجتمع وهي مصدر القوى البشرية التي تحرك التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
ثامناً : الامراض والاوبئة :
تسبب الامراض والاوبئة ضعفاً اقتصادياً وغذائياً في كثير من المجتمعات بسبب انتشار حالات الجفاف المتكررة وفشل السياسات الاقتصادية والاضطرابات المدنية ومرض الايدز ، فقد اشارت بعض التقارير الى ان في العام 2001م ، مات قرابة نصف مليون شخص بسبب الايدز في البلدان المصابة به وخلفوا ورائهم 2.5 مليون من الاطفال اليتامى . كما يتسبب الايدز في انعدام الامن الغذائي ويؤدي الى استفحاله بطرق كثيرة ، فمعظم ضحاياه من الشباب وصغار السن ، الذين يصابون بالمرض ثم يموتون وهم في ريعان شبابهم واكثر سنين شبابهم انتاجاً . والمجتمع الذي يبقى بعد ذلك يكون غير متوازن يزيد فيه عدد المسنين او اليتامى في كثير من الحالات وكثيراً ما يكون تاثير هذا الوضع تاثيراً مدمراً على الانتاج والامن الغذائي .
وفي العام 2020م سيكون وباء الايدز قد قضى على خمس اليد العاملة الزراعية أو اكثر من الخمس في معظم بلدان افريقية الجنوبية ( ) . ومما سبق يمكن القول ان الايدز والاوبئة يمكن ان تكون سبباً رئيسياً من اسباب الجوع والعكس صحيح تماماً أيضاً ، فالجوع يعجل بانتشار الفيروس ويفتح الطريق امام المرض .
الخلاصة
1. ان انعدام الامن الاقتصادي له اثار ضارة على الفئات المستهدفة في المجتمع ويساعد على تفكك الاسرة.
2. ان انتشار الامراض والاوبئة مثل الايدز وغيره يؤدي الى انتشار الجوع وانعدام الامن الاقتصادي بسبب موت اعداد كبيرة من الشباب وصغار السن.
3. ان الهجرة والنزوح واللجوء والحروب والصراعات تؤدي الى تدهور الامن الاقتصادي والاجتماعي.
4. انعدام الامن الاقتصادي يفرز الفقر والبطالة الجوع والخوف وسوء التغذية.
5. ضرورة الاهتمام بمكونات الامن الاقتصادي المختلفة التي تمثل في الامن الغذائي ، الامن الصحي ، الامن التكافلي ، مشاريع مكافحة الفقر ، العمل ، السياسات الاجتماعية واستغلال الثروات وغيرها.
6. انعدام الامن الاقتصادي يؤدي الى اثار اجتماعية واقتصادية ونفسية على المستوى الفردي والجماعي وبتوفره يتحقق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
7. ان محاربة الفقر يعتبر المدخل المناسب لمعالجة افرازات انعدام الامن الاقتصادي باعتبار ان الفقر يمكن ان يكون اثرا وسببا في انعدام الامن الاقتصادي.
8. الامن الاقتصادي يجلب وفرة الرزق وكثرة الثروات والرفاة الاجتماعي لافراده ويؤدي الى الاضطراب الاجتماعي والحروب والمجاعات والخوف.
9. الاهتمام بالامن الغذائي باعتباره احدى حقوق الانسان يمثل بعدا اجتماعيا وسياسا وانسانيا.
الخاتمة
وفي الختام يمكن الاشارة الى أن الورقة تلمست اهم الاثار الاجتماعية لانعدام الامن الاقتصادي ، من خلال توضيح أهمية الأمان والطمأئنينة في الحياة الاجتماعية كما عرفت الورقة الأمن والامن الاقتصادي بأنواعه المختلفة ، وحصرت أهم مكوناته ومهددات وعناصر الاستقرار الاجتماعي . واشارت الورقة الى الاسباب التي تؤدي الى انعدام الامن الاقتصادي في المجتمع ومن ثم استعرضت بشيئ من التفصيل أهم الاثار الاجتماعية للأمن الاقتصادي ، والمتمثلة في الفقر والجوع والخوف وسوء التغذية والبطالة والحروب والصراعات والهجرة والنزوح والاثار الاجتماعية على الفئات المستضعفة في المجتمع بالاضافة الى التفكك الاسري والامراض والاوبئة وغيرها من الآثار .

المراجع والمصادر

1. سورة قريش ، الآيات (1 - 4) .
2. سورة النحل ، الاية (112) .
3. . نشأت الهلالي ، الأمن الجماعي والدولي ، القاهرة ، 1985 .
4. عطا محمد زهرة ، في الامن القومي العربي ، منشورات جامعة قاريونس ، بنغازي ، الجماهيرية الليبية ، 1991م .
5. سنن الترمزي وابن حاجة .
6. www.riqayah.net/subject.php
7. خضير كاظم حمود ، السلوك التنظيمي ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2002م ،.
8. علي السلمي ، السلوك الانساني في الادارة ، مكتبة غريب ، القاهرة ، دت.
9. سعودي حسن سالم عز الدين ، الأمن الغذائي العربي وأهمية دور السودان ، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة ، الخرطوم ، 2008م.
10. www.moheet.com/show ـnews.aspx?.
11. سوار الدهب احمد عيسى ، قطاع الخدمات في السودان ودورها في التنمية الشاملة ، مجلة دراسات افريقية ، العدد 36 ، ديسمبر 2006م .
12. عبد الوهاب عثمان شيخ موسى ، أفريقيا وتحديات الألفية الثالثة ، دار مصحف افريقيا ، 2004.
13. .www.fao.org/spfs- hom/ar.
14. سورة الانعام ، الاية151..
15. سعودي حسن سالم ، الامن الغذائي ، مرجع سابق ، ص 117 ، للمزيد راجع السودان الاقتصادي ، عدد (11) ، يوليو 2004م .
16. www.forum.borg8.com.
17. بهاء الدين مكاوي ، دراسة الاثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للوجود الاجنبي بدارفور ، مجلة دراسات مجتمعية ، العدد الثالث ، يونيو 2009م .
18. عبد الصادق اسحق سليمان ، الصراع القبلي والنهب المسلح باقليم دارفور ، الاسباب والحلول ، رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد اسلام المعرفة ، جامعة الجزيرة ، 2008م .
19. محمد أبو العلا عقيدة ، مفهوم الآمن الشامل ووسائل تحقيقه في المجتمع المسلم الحديث ، الثقافة الأمنية ، سلسلة محاضرات الموسم الثقافي الرابع ، المركز العربي للدراسات الامنية والتدريب ، الرياض ، 1993م.
20. انظرالملتقى القومي لاهل السودان لحل مشكلة دارفور ، التقرير الختامي ، الخرطوم ، كنانة ، اكتوبر ، نوفمبر ، 2008م .
21. حبيب أحمد السابر ، التعايش السلمي في السودان ، مرتكزاته ومهدداته ، مركز الرؤية لدراسات الراي العام ، الطبعة الاولي ، 2005م.
22. www.crc.org/web/ARA.
23. www.fao.org/DOCREP/006
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"تمكين المرأة" .. بين التفسيرات الغربية وثقافتنا الإسلامية . أ. رانيا نوار.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  المتغيرات الدولية و الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على تمكين المرأة في سوق العمل
» هموم المرأة ؟تحليل شامل لمشاكل المرأة النفسية
»  دور بعض منظمات المجتمع المدني في تمكين فقراء الريف
» الرؤية الإسلامية لإعلام الطفل
» اوغست كونت وتأسيس الحداثة الغربية: البشرية في مراحلها الثلاث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: