دور الجمعيات الأهلية في مواجهةالمشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة :
معوض محمود معوض.
المستخلص
تعيش المرأة المصرية عصرًا يتيح لها المزيد من الانطلاق في خدمة مجتمعها ويكفل لها حقوق التعلم والعمل والمشاركة، ويحث على تواجدها الإيجابي في مختلف ساحات العمل السياسي، والاقتصادي والاجتماعي، وقد صدقت مصر على المعاهدات والاتفاقيات الدولية الهادفة لتعزيز مساهمة المرأة في الحياة العامة والسياسية. وعلى الرغم من ذلك تواجه المرأة المصرية بشكل عام والمعيلة بشكل خاص العديد من الأوضاع المجتمعية السيئة، التي تنعكس عليها وتجعلها تتولى مسئولية الإنفاق على نفسها وإعالة أسرتها، هذا بالإضافة إلى وجود العديد من الضغوط الاجتماعية الأخرى المرتبطة بالعادات، والتقاليد، والأعراف، والقيم، وثقافة المجتمع والتي تحد من حرية المرأة المعيلة التي تعيش بدون رجل؛ حيث يتم فرض رقابة قوية عليها من قبل المجتمع التي تعيش فيه، سواء في مجال العمل أو المسكن.... الخ.
والنساء المعيلات لأسر في ازدياد مستمر؛ حيث تصل نسبة هؤلاء النساء في أوربا وأمريكا من (15- 20٪)، وفي جنوب آسيا والدول الأفريقية (30٪)، وفي لبنان (12٪)، وفي اليمن والسودان (6.22٪)، وحسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن نسبة هؤلاء النساء في العالم كله (9.42٪) من أسر العالم، ووصلت نسبة المرأة المعيلة في مصر (35٪) معظمهن يعملن في قطاع غير رسمي علاوة على أنهن تفتقدن التأمينات والتعويضات والرعاية الصحية، ومن الملحوظ تدني نسب تمثيل المرأة في مواقع القيادة وصنع القرار مما يجد من إشراكها في رسم مستقبل هذا الوطن.
ومن هنا تظهر أهمية دور المؤسسات الأهلية في تقديم المساعدة هؤلاء النساء؛ حيث اعتمدت هذه المؤسسات في نشأتها الأولى على التساند والتكامل في أداء الدور المجتمعي مع الجهات الحكومية، وقد نما وتطور دور هذه المنظمات وأصبح يشكل حقيقة واقعية في كل المجتمعات، حيث لا يوجد مجتمع بلا منظمات أهلية. وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد ملحوظ في عدد الجمعيات الأهلية غير الربحية التي اهتمت بالمرأة المعيلة؛ وذلك من أجل النهوض بها سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الصحي أو النفسي وغير ذلك.
ومن هنا تهتم الدراسة الحالية بدراسة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تتعرض لها المرأة المعيلة، والتي لم تلقى الاهتمام الكافي من قِبَلْ المنظمات الحكومية بشكل عام، وغير الحكومية (الجمعيات الأهلية) بشكل خاص، أو التركيز عليها مثل الاهتمام والتركيز على البعد الاقتصادي الذي يلقى الاهتمام الأكبر، ووضع سياسة اجتماعية رشيدة للحد من المشكلات التي تعوق دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر.
أهمية الدراسة:
تنقسم أهمية الدراسة إلى أهميتين أساسيتين:
1-الأهمية العلمية: دراسة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة، والتعرف على دور الجمعيات الأهلية في مواجهة تلك المشكلات.
2-الأهمية التطبيقية: في ضوء ما يتوصل إليه الباحث من نتائج يمكن وضع سياسة اجتماعية رشيدة للحد من المعوقات التي تحد من دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر.
أهداف الدراسة:
تعتمد الدارسة الحالية على هدف رئيسي يتمثل في: ” تحديد دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة ”. ويتفرع منه عدة أهداف فرعية، هي:
1-تحديد المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة، في الريف والحضر.
2-تحديد الأنشطة التي تمارسها الجمعيات الأهلية في الحد من المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة، في الريف والحضر.
3-تحديد الوسائل التي تستخدمها الجمعيات الأهلية للحد من المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة، في الريف والحضر.
4-تحديد المعوقات التي تحد من دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة، في كل من الريف والحضر.
5-وضع سياسة اجتماعية رشيدة للحد من المعوقات التي تحد من دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة، في الريف والحضر.
تساؤلات الدراسة:
تحاول الدراسة في إطار تحقيق أهدافها الإجابة على عدة تساؤلات، وهى:
1-ما المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة في الريف والحضر؟
2-ما الأنشطة التي تمارسها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر؟
3-ما الوسائل التي تستخدمها الجمعيات الأهلية للحد من المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر؟
4-ما المعوقات التي تحد من دور الجمعيات الأهلية في الحد من المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر؟
5-ما المقترحات للحد من المعوقات التي تحد من دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر؟
مفاهيم الدراسة:
تشتمل الدراسة على جملة مفاهيم هي:
1.مفهوم دور الجمعيات الأهلية.
2.مفهوم المرأة المعيلة.
3.مفهوم المشكلات الاجتماعية والبيئية.
الإجراءات المنهجية للدراسة:
نوع الدراسة: تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية المقارنة؛ حيث تستهدف ” تحديد دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر”.
المنهج المستخدم: تعتمد الدراسة على منهج دراسة الحالة، ومنهج المسح الاجتماعي بنوعيه (الشامل-العينة).
مجالات الدراسة:
1-المجال المكاني: طبقت الدراسة على (8) جمعيات أهلية دراسة حالة تستهدف المرأة المعيلة، (4) جمعيات في الريف،(4) في الحضر بمحافظة القليوبية لتمثيل القطاعين.
2-المجال البشري:
1.عينة الدراسة من المرأة المعيلة: المستفيدة من الجمعيات؛ حيث يتوافر إطار محدد لسحب العينة بطريقة عشوائية منتظمة وتم اختيارهم من كشوف المستفيدات من الجمعيات، وتم اختيار (200) مفردة من كشوف المترددات على الجمعيات وكانت تمثل10% من المترددات.
2.حصر شامل لرؤساء مجالس إدارات الجمعيات الأهلية، وللإخصائيين الاجتماعيين العاملين بالجمعيات الأهلية، ومديري إدارة التضامن الاجتماعي بمحافظة القليوبية، وقد بلغ عددهم (20).
3-المجال الزمني: فترة إجراء الدراسة النظرية والميدانية، وذلك من عام 2012م وحتى عام 2014م.
أدوات الدراسة:
اعتمد الباحث في هذه الدراسة على أداتين هما:
1-استمارة إستبار: للمستفيدات من الجمعيات (المرأة المعيلة) من إعداد الباحث.
2-دليل مقابلة الخبراء: من رؤساء مجالس إدارات الجمعيات الأهلية، والإخصائيين الاجتماعيين المعينين بالجمعيات الأهلية والذين مر على عملهم خمس سنوات بتلك الجمعيات، ومديري إدارة التضامن الاجتماعي بمحافظة القليوبية من إعداد الباحث.
النتائج العامة للدارسة:
في ضوء الإجابة عن تساؤلات الدراسة، أظهرت النتائج الآتية:
فيما يتعلق بالإجابة عن التساؤل الأول للدراسة: ما المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة، في الريف والحضر؟
قد أظهرت نتائج الدراسة الآتي:
( 1 ) فيما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية التي تواجه المرأة المعيلة:
أظهرت نتائج الدراسة أن المرأة المعيلة تعاني مشكلات اجتماعية متنوعة ما بين مشكلة في العلاقات الاجتماعية على مستوى الأسرة سواء بينها وبين أبنائها أو بينها وبين أهلها أو أهل زوجها، ومشكلات تتعلق بالتنشئة الاجتماعية للأبناء سواء الذكور أو الإناث، بالإضافة إلى مشكلات مرتبطة بالعملية التعليمية لأبنائها سواء في الريف أو في الحضر؛ وذلك على النحو التالي:
أ- مشكلات تتعلق بالعلاقات الاجتماعية داخل الأسرة:
1.كشفت البيانات الميدانية أن مشكلات العلاقات الاجتماعية التي تواجه المرأة المعيلة داخل نطاق الأسرة، على النحو التالي: تساوت في الترتيب الأول بنسبة (96.3%) العبارتين اللاتي تشير إلى فرض الرقابة على تصرفاتي الشخصية، الإلحاح بالزواج مرة أخري، جاءت في الترتيب الثاني بنسبة (95.7%) العبارة التي تشير إلى أنها لا أقوم بالمجاملات الأسرية نظرًا للحالة الاقتصادية، وتساوت في الترتيب الثالث بنسبة (95.2%) العبارتان اللتان تشيران إلى استقواء أهل زوجي علي، انقطاع زيارات أهل زوجي لي. كما كشفت التحليلات الإحصائية عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو مشكلة العلاقات الاجتماعية التي تواجه المرأة المعيلة داخل نطاق الأسرة، وهذا يعني أن المرأة المعيلة تواجه مشكلة في العلاقات الاجتماعية داخل نطاق الأسرة سواء في الريف أو الحضر.
ب- مشكلات تتعلق بالتنشئة الاجتماعية للأبناء:
2.أوضحت البيانات الميدانية المرتبطة بنوعية مشكلات التنشئة الاجتماعية للأبناء التي تواجه المرأة المعيلة داخل نطاق الأسرة، جاءت على النحو التالي: في الترتيب الأول بنسبة (94.4%) العبارة التي تشير إلى كثرة المشاجرات والخلافات بين الأبناء، وجاءت في الترتيب الثاني بنسبة (92.6%) العبارة التي تشير إلى قيامهم بالتدخين وشرب الشيشة، وفي الترتيب الثالث بنسبة (91.4%) العبارة التي تشير إلى اصطحابهم لأصدقاء السوء. كما أوضحت التحليلات الإحصائية وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو مشكلة التنشئة الاجتماعية للأبناء والتي تواجه المرأة المعيلة لصالح الحضر وذلك عند مستوى 0.01 فيما يتعلق بالعبارات اللاتي تشير إلى هروب الأبناء من المنزل، وجلوسهم على المقاهي المشبوهة، وقيامهم بالتدخين وشرب الشيشة، في حين لا توجد فروق ذات دلال إحصائية فيما يتعلق بباقي العبارات التي تشير إلى عدم القدرة على القيام بدور الأم والأب معًا.
جـ- مشكلات تتعلق بالتعليم:
3.أشارت البيانات الميدانية إلى أن العقبات التي تواجه المرأة المعيلة عند إلحاق أبنائها بالمراحل التعليمية المختلفة، جاءت على النحو التالي: في الترتيب الأول بنسبة (93.1%) العبارة التي تشير إلى صعوبة توفير الزى المدرسي، وجاءت في الترتيب الثاني بنسبة (88.9%) العبارة التي تشير إلى عدم القدرة على توفير مصاريف الدروس الخصوصية، وفي الترتيب الثالث بنسبة (83.3%) العبارة التي تشير إلى صعوبة توفير المستلزمات الدراسية. كما أشارت التحليلات الإحصائية عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو العقبات التي تواجه المرأة المعيلة عند إلحاق أبنائها في المراحل التعليمية المختلفة.
( 2 ) فيما يتعلق بالمشكلات البيئية التي تواجه المرأة المعيلة:
كشفت نتائج الدراسة أن المرأة المعيلة سواء في الريف أو في الحضر تعاني من مشكلات متنوعة على مستوي البيئة التي تعيش فيها سواء كانت بيئة المسكن، أو بيئة العمل، أو المجتمع المحيط؛ وذلك على النحو التالي:
أ- مشكلات تتعلق ببيئة المسكن:
4.كشف النتائج أن المرأة المعيلة تواجه مشكلات تتعلق ببيئة السكن، على النحو التالي: تساوت في الترتيب الأول بنسبة (96.9%) العبارتين اللاتي تشير إلى وقوع المسكن بجوار أهلي، ووقوع المسكن بجوار أهل زوجي، كما تساوت في الترتيب الثاني بنسبة (95.4%) العبارتان اللتان تشيران إلى ضيق المسكن، عدم وجود صرف صحي بالمسكن، وفي الترتيب الثالث بنسبة (93.3%) العبارة التي تشير إلى لا أستطيع أن أعيش على حريتي بالمسكن. كما كشفت التحليلات الإحصائية وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو المشكلات التي تواجه المرأة المعيلة في بيئة السكن لصالح الريف بمستوى معنوية 0.01، فيما يتعلق بأن المياه غير صالحة للشرب، كما كشفت التحليلات الإحصائية أيضًا عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر فيما يتعلق بباقي المشكلات والتي تشير إلى (وقوع المسكن بجوار أهلي، ووقوع المسكن بجوار أهل زوجي، ولا أستطيع أن أعيش على حريتي بالمسكن، ضيق المسكن، وعدم وجود صرف صحي بالمسكن، ومنطقة السكن غير آمنه، وعدم وجود تهوية مناسبة، وارتفاع الإيجار الشهري للسكن، ووقوع المسكن في منطقة شعبية، وانتشار مقالب القمامة والمخلفات في محيط المسكن، ولا يوجد كهرباء بالمسكن).
ب- مشكلات تتعلق ببيئة العمل:
5.أوضحت البيانات الميدانية أن المرأة المعيلة تتعرض لمشكلات مرتبطة ببيئة العمل، على النحو التالي: جاءت في الترتيب الأول بنسبة (97.3%) العبارة التي تشير إلى ضعف الدخل الشهري، وتساوت في الترتيب الثاني بنسبة (93.8%) العبارتين اللاتي تشير إلى طمع أصحاب العمل والزملاء، والتعامل السيئ من الزملاء وأصحاب العمل، وفي الترتيب الثالث بنسبة (92.9%) العبارة التي تشير إلى عدم وجود عمل ثابت. كما أوضحت التحليلات الإحصائية وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو المشكلات التي تواجه المرأة المعيلة في بيئة العمل لصالح الحضر بمستوى معنوية 0.01، فيما يتعلق (بطول ساعات العمل، ومواعيد العمل تدعني خارج المنزل لساعات طويلة، وطول ساعات العمل يمنعني من الجلوس مع أبنائي وقت كافي)، وأوضحت أيضًا عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر، وذلك فيما يتعلق بباقي المشكلات والتي تشير إلى (طمع أصحاب العمل والزملاء، والتعامل السيئ من الزملاء وأصحاب العمل، وعدم وجود عمل ثابت، وضعف الدخل الشهري، وبُعد مكان العمل، وصعوبة المواصلات، وعناء العمل يجعلني أكثر عصبية مع أولادي).
جـ- مشكلة تتعلق بالعلاقات الاجتماعية بالبيئة المحيطة:
6.كشفت البيانات الميدانية المتعلقة بمشكلات التعامل مع الآخرين بالمجتمع المحيط التي تواجه المرأة المعيلة، على النحو التالي: جاءت في الترتيب الأول بنسبة (98.4%) العبارة التي تشير إلى نظرات دونية وطمع في، وفي الترتيب الثاني بنسبة (96.9%) العبارة التي تشير إلى التدخل في تربية أبنائي، وفي الترتيب الثالث بنسبة (96.3%) العبارة التي تشير إلى خوف النساء على أزواجهم مني. كما كشفت التحليلات الإحصائية وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو المشكلات التي تواجه المرأة المعيلة في التعامل مع الآخرين في المجتمع المحيط لصالح الريف بمستوى معنوية 0.01، فيما يتعلق (بالتدخل في تربية أبنائي، وتجنب بعض جيراني التعامل معي)، وعند مستوى معنوية 0.05 فيما يتعلق (بالتدخل في شئوني المالية، كما كشفت التحليلات الإحصائية أيضًا عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر، وذلك فيما يتعلق بباقي المشكلات والتي تشير إلى (نظرات دونية وطمع في، وخوف النساء على أزواجهم مني، وعدم تقديم أي نوع من المساعدة، وقلة اختلاطي بجيراني).
7.تبين من البيانات الميدانية أن أسباب المشكلات التي تواجه المرأة المعيلة، تتمثل في الأتي: ففي الترتيب الأول بنسبة (96.5%) العبارة التي تشير إلى العادات والتقاليد السائدة، وفي الترتيب الثاني بنسبة (92.5%) العبارة التي تشير إلى تطفل الآخرين، وفي الترتيب الثالث بنسبة (85.5%) العبارة التي تشير إلى وضع المرأة المعيلة. كما تبين من التحليلات الإحصائية وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو أسباب المشكلات التي تواجه المرأة المعيلة لصالح الريف بمستوى معنوية 0.01، فيما يتعلق (بالعادات والتقاليد السائدة)، وتبين من التحليلات الإحصائية أيضًا عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر، وذلك فيما يتعلق بباقي الأسباب والتي تشير إلى (تطفل الآخرين، ووضع المرأة المعيلة).
فيما يتعلق بالإجابة عن التساؤل الثاني للدراسة: ما الأنشطة، التي تمارسها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة؟
قد أظهرت نتائج الدراسة أن تلك الأنشطة والخدمات التي تقدمها الجمعيات الأهلية ضعيفة بشكل ملحوظ سواء في الريف أو في الحضر، وذلك على النحو الآتي:
8.أوضحت نتائج الدراسة الأنشطة التي تمارسها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة، على النحو التالي: تساوت في الترتيب الأول بنسبة (82.5%) العبارتين اللاتي تشير إلى توفير قروض لإقامة مشروعات صغيرة، وتوفير فرص عمل مناسبة لطبيعة المرأة المعيلة، كما تساوت في الترتيب الثاني بنسبة (71%) العبارتان اللتان تشيران إلى توفير الزى المدرسي للأبناء، توفير الكتب الخارجية للأبناء، وفي الترتيب الثالث بنسبة (69.5 %) العبارة التي تشير إلى المساهمة في المصروفات الدراسية.
9.وأوضحت التحليلات الإحصائية وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر نحو الأنشطة التي بالأنشطة التي تمارسها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة لصالح الريف بمستوى معنوية 0.01، فيما يتعلق (بالمساهمة في توصيل مياه شرب للمسكن، والمساهمة في توصيل الكهرباء للمسكن، والمساهمة في توصيل صرف صحي للمسكن)، في حين وجود فروق لصالح الحضر بمستوى معنوية 0.01، فيما يتعلق (بإقامة نادي نسائي، وتوفير الزى المدرسي للأبناء، وعمل محطة تحليه للمياه بالقرب من المسكن، وتسديد فواتير المياه والكهرباء، ودفع الإيجار الشهري، وتوفير فرص عمل مناسبة لطبيعة المرأة المعيلة، وتوفير قروض لإقامة مشروعات صغيرة). كما أوضحت التحليلات الإحصائية عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر، فيما يتعلق (حث أهل المرأة المعيلة على أهمية تبادل الزيارات، وتوعية أسرة المرأة المعيلة بظروفها الخاصة، وإقامة مشروع للحضانة، وإعطاء دروس مجانية للأبناء، وتوفير الكتب الخارجية للأبناء، والمساهمة في المصروفات الدراسية، وفتح فصول محول أمية، وجمع القمامة والمخلفات في مقالب بعيدة السكن).
فيما يتعلق بالإجابة عن التساؤل الثالث للدراسة: ما الوسائل، التي تستخدمها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة ؟
قد أظهرت نتائج الدراسة قلة الوسائل، التي تستخدمها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة، وضعف تنوعها بما يتواكب مع الدور المتوقع من تلك الجمعيات الأهلية لمواجهة مشكلات المرأة المعيلة سواء الاجتماعية أو البيئية في الريف أو في الحضر، وذلك على النحو الأتي:
10.أظهرت النتائج الوسائل التي تستخدمها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة، على النحو التالي: جاءت في الترتيب الأول بنسبة (71.5%) العبارة التي تشير إلى عمل دورات تأهيلية وتدريبية لتنمية مهارات العمل، وفي الترتيب الثاني بنسبة (68.5%) العبارة التي تشير إلى عمل دورات تدريبية على احتياجات سوق العمل، ثم في الترتيب الثالث بنسبة (63.5%) العبارة التي تشير إلى عمل مؤتمرات عن ثقافة العمل الحر. وأوضحت التحليلات الإحصائية عدم وجود فروق ذات دلال إحصائية بين الريف والحضر، فيما يتعلق بالوسائل التي تستخدمها الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة.
فيما يتعلق بالإجابة عن التساؤل الرابع للدراسة: ما معوقات دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة؟
11.قد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك تنوع كبير في المعوقات التي تواجه الجمعيات الأهلية في ممارسة دورها في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة؛ حيث تتنوع تلك المعوقات ما بين معوقات تمويلية، وإدارية، واجتماعية، وبيئية، وتعليمية، ومعوقات قد ترجع للجمعيات وللعاملين بها، ومعوقات قد ترجع للمرأة المعيلة نفسها.....الخ.
فيما يتعلق بالإجابة عن التساؤل الخامس للدراسة: ما مقترحات الحد من المعوقات التي تحد من دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة في الريف والحضر؟
قد أظهرت نتائج الدراسة الأتي:
12.تبين من البيانات الميدانية أن أهم المقترحات للتغلب على معوقات دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة، جاءت على النحو التالي: تساوت في الترتيب الأول بنسبة (100%) العبارات التي تشير إلى زيادة ميزانية الجمعية، وتوفير الخدمات التي تتناسب مع احتياجات المرأة المعيلة، وتوعية العاملين بفن التعامل مع المرأة المعيلة، وتنفيذ أنشطة ترفيهية للمرأة المعيلة وأسرتها، والاهتمام بتدريب المرأة المعيلة على أساليب التنشئة الاجتماعية الحديثة، وإشراك أبناء المرأة المعيلة في مشرعات الجمعية، وتنفيذ أنشطة رياضية وترفيهية لأبناء المرأة المعيلة، وتوفير قاعة للتليفزيون والفيديو بالجمعية لشغل أوقات الفراغ، وتوفير معمل حاسب آلي بالجمعية لتدريب المرأة المعيلة وأبنائها، ومتابعة أبنائي في المراحل التعليمية المختلفة، وتوفير فرص عمل مناسبة لطبيعة المرأة المعيلة، وتوعية أفراد المجتمع المحلي بطبيعة عمل المرأة المعيلة، وإشراك المرأة المعيلة في مشروعات تنمية المجتمع المحلي، وتوفير فرصة عمل للحصول على وظيفة بدخل ثابت، ومساهمة الجمعية في سداد فواتير الكهرباء والمياه.
نحو سياسة اجتماعية رشيدة للتغلب على المعوقات التي تحد من دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية لدى المرأة المعيلة، في الريف والحضر
هناك مجموعة من المسلمات التي تعتمد عليها السياسة الاجتماعية بشكل أساسي والتي يتبناها المجتمع في ظل ما اعتراه من تغير بفعل الثورات المتلاحقة، وبفعل التغيير الذي لحق بالمرأة المعيلة، ويتحدد ذلك في أن الجمعيات الأهلية تُعد ركيزة أساسية من ركائز المجتمع في بناء رأس المال البشرى وتنميته، تعتمد الجمعيات الأهلية على برامج، وأنشطة مهنية؛ تُمكن المرأة المعيلة من تحقيق أقصى استفادة اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وبيئية، وثقافية، وصحية، ونفسية، أهمية تنمية المرأة المعيلة، من أجل تحقيق التوازن المجتمعي بشكل عام في المستقبل.
وفي ضوء المسلمات التي تعتمد عليها السياسة الاجتماعية يوجد عدد من المتطلبات اللازمة بشكل أساسي لتطبيق تلك السياسة على أرض الواقع، ويتحدد ذلك علي النحو التالي: متطلبات خاصة بالإخصائيين الاجتماعيين بالجمعيات وتتمثل في (متطلبات معرفية، مهارية، قيمية)، متطلبات مجتمعية وتتمثل في (متطلبات خاصة بالمجتمع ككل، متطلبات خاصة بالمجتمع المحلي). كما تعتمد السياسة الاجتماعية على مجموعة استراتيجيات وتكتيكات، هي إستراتيجية الإقناع، إستراتيجية تيسير العلاقات، إستراتيجية المطالبة، إستراتيجية التمكين.
وانطلاقًا من مسلمات السياسة الاجتماعية، ومتطلباتها، واستراتيجياتها وتكتيكاتها، يمكن وضع محتوى لتلك السياسة؛ لتفعيل دور الجمعيات الأهلية في المشكلات الاجتماعية التي تواجه المرأة المعيلة سواء في الريف أو في الحضر من خلال:( تفعيل دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية التي تواجه المرأة المعيلة، تفعيل دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات البيئة التي تواجه المرأة المعيلة).
ويوجد العديد من العوامل التي تساعد على نجاح السياسة الاجتماعية، وتزيد من فاعلية دور الجمعيات الأهلية في مواجهة المشكلات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المرأة المعيلة، ومنها: حصر دوري لاحتياجات المرأة المعيلة بما يتواكب مع المتغيرات المجتمعية، تحديد الأدوات المناسبة؛ لقياس الوضع الاجتماعي والبيئي الحالي، وتقويمه، إعادة النظر في اختيار الإخصائيين الاجتماعيين بالجمعيات الأهلية، التي تقوم بالإشراف على تنفيذ الأنشطة والمشروعات والبرامج الخدمية، ويشترط الحصول على دورات في مجال العمل الأهلي، توفير النشرات، والكتيبات، والكتب، التي تدعم ثقافة العمل الأهلي وأهميته لدى أفراد المجتمع.