دور الأسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة

دور الأسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة
(دراسة ميدانية في مدينة الموصل)

م. سفانة احمد داؤد
قسم التربية الخاصة
كلية التربية الأساسية / جامعة الموصل




ملخص البحث:
يحاول هذا البحث التعرف على دور الأسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة ولا سيما بالوقت الحاضر نتيجة لما يمر به مجتمعنا من ظروف اجتماعية وسياسية متقلبة، وقد تضمن البحث خمسة مباحث تناول المبحث الأول، منهجية البحث في حين تناول المبحث الثاني الأسرة وجرائم تقنية المعلومات وجاء المبحث الثالث مركزا على دور الأسرة في التبصير بالجرائم التقنية الحديثة في الوقت الحالي، كما تضمن المبحث الرابع الاطار المنهجي والذي تضمن تحديد عينة البحث (100) مبحوث من أرباب الاسرة الموصلية اختيرت عرضيا موزعين على مناطق مدينة الموصل مع مراعاة إمكانية تحقيق التوازن بين الجنسين، باعتماد الباحث على اداة البحث (الاستبيان) بعد اجراء الصدق والثبات بغية اعداده وجعله صالحا للتطبيق فقد بلغت عدد فقرات الاستبيان (23) فقرة فيما بلغ الثبات (0,87) بعد تطبيقه على عينة مماثلة للبحث، وبهذه الإجراءات اصبح الاستبيان جاهزا للتطبيق، اذ تم استخدام الوسائل الإحصائية لتفريغ البيانات منها اختيار(T.) والوزن المئوي واهم النتائج التي توصل اليها البحث هي فاعلية دور الاسرة الموصلية في عملية الحد من مخاطر التقنية الحديثة على الابناء وبأوزان مئوية مرتفعة تبين الدور الايجابي للأسرة في هذا المجال وقد خرجت في ضوء نتائج البحث بمجموعة من التوصيات والمقترحات.اما المبحث الخامس فكان خلاصة لاهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة الميدانية، فضلا الى جملة من التوصيات والمقترحات من اجل تفعيل دور الأسرة في مجتمعنا الموصلي في تبصير الأبناء حول مخاطر التقنية الحديثة.





The Pole of Mosuli Family in Reducing Modern Technology Crimes
(A Field Study in Mosul City)

Lect. Safana Ahmad Dawood
Department of Special Education
College of Basic Education / Mosul University

Abstract:
The aim of the current research is to know the effect of Mosuli Family in reducing the crimes of modern technology specially now a days due to the changing of the social and political circumstances that our society witness. The research includes five sections ,the first deals with the method of research. The second deals with the family and crimes of information technology. The third is about the theoretical framework of the research. The fourth section is about the theoretical frame work which includes defining the sample of the research which is( ) family masters chosen occasionally throughout the regions of Mosul city with the possibility of achieving balance between both genders. The researcher used the tool (survey) after achieving reliability and stability and qualify it for application. The items were( ). The stability reached ( ) after applying it on a sample. Thus, the survey is ready for application. The following statistical means were used to collect data: (T. test. Percentage weight). One the most important results reached was the efficiency of Mosuli Family role in reducing the dangers of modern technology on a sums with high percentage weight. Which proves the positive role of the family in this field. Given these information, the researcher came up with a number of recommendations and suggestions. The fifth part of the research includes the most important conclusions, suggestions, and recommendations in order to activate the role of family in fortune - telling our children about modern technology.

المقدمة:
يشهد المجتمع البشري اليوم تحولات وتغيرات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتقنية سريعة وهائلة لم يألفها من قبل. وذلك يفعل التقدم السريع الحاصل في ميادين تضم المعلوماتية، التي تمثل طموح الإنسان العصري في الوصول اليها والتعرف على ما تحمله من معلومات ونظم وافكار التي تمثل في منظاره معلم من معالم الحياة العصرية الحديثة المتمثلة بالرفاهية والاستقرار النفسي وال اجتماعي الذي يصب الوصول اليه في مجتمع مثل مجتمعنا الذي مرت عليه ظروف اجتماعية وسياسية قاسية، أثرت عليه في فهم واستيعابه وطريقة إشباعه في الوصول الى تحقيق رغباته بطرق غير مشروعة وخفية حتى وان كان بإساءة الاستخدام والإضرار بحياة الآخرين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فكان لابد من تحصين المجتمع من تلك المخاطر والسلبيات والتنبيه اليها والبدء بأصغر مؤسسات المجتمع وتفعيل دورها في تنبيه الأبناء الى المخاطر والجرائم لتي تلحق بتكنولوجيا المعلومات وأثارها النفسية والاجتماعية على الفرد والمجتمع وتبصيرهم بالسلبيات والايجابيات لهذه التكنولوجيا وكيفية التعامل معها ضمن نطاق وحدود معينة.

المبحث الأول
الإطار المنهجي للبحث
1-1 تحديد مشكلة البحث
لقد أدت التكنولوجيا المتعددة والحديثة في المعلومات وفي الاتصالات الى طفرة كبيرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع وبالأخص مجتمعنا الذي ادت به الثورة والنقلة السريعة في المعلومات وفي الاتصالات مع عدم تهيئة المجتمع واستعداده للتعامل مع هذه المتغيرات السريعة والمتتالية وخصوصا بعد فترة الاحتلال الأمريكي للبلاد، الذي فتح الباب لحدوث مشكلات اجتماعية وانحرافات أخلاقية جديدة وخطيرة في مجال تقنية المعلومات وصفت بالجرائم وذلك بسبب أضرارها الكبيرة على الفرد والمجتمع ، ونتيجة لما تمارسه من دور كبير في التأثير على اتجاهات الناس وقيمهم وأخلاقهم وسلوكياتهم ومختلف انماط عيشهم، لغرض تغييرها او محوها من حياتنا الاجتماعية واستبدالها بنموذج القيم والسلوكيات الغربية وتدجينها بمفاهيم وقيم الثقافة الغربية، استدعى منا هذا الامر مواجهة جادة في البحث والدراسة للحفاظ على تراثنا الحضاري من الضياع في الجيل الجديد من أبنائنا، وارتباط هذا الجيل بالقيم والأخلاقيات الغربية التي بدأت تفصلهم عن مجتمعهم وتربطهم بالعالم الخارجي مما يقلل من درجة انتمائهم لمجتمعهم، وما الى ذلك من تهديدات اخرى لكيان المجتمع بحيث أصبحت تمثل موتاً اجتماعياً لأفرادها في ظل الحياة داخل الأسرة وذلك نتيجة عدم قدرة بعض الأسر على التعامل مع هذه المتغيرات وضبطها بالشكل الصحيح.
من هذا المنطلق يجدر بنا التركيز على اهمية دور الأسرة في بناء المجتمع وإدامة تنظيمه واستقراره باعتبارها النواة الأساسية في بناء المجتمع من خلال تأثيرها في تربية الأبناء وتوجيههم وتوعيتهم حيث انها مصدر الأخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك والإطار الذي يتلقى فيه الفرد اول دروس الحياة الاجتماعية ولكي يتم ذلك فلابد لها ان تأخذ دورها الايجابي في هذه المواجهة الجادة وذلك من خلال تركيز كل الجهود على تفعيل دور الأسرة في توعية وتوجيه أبنائها وتذكيرهم بالمخاطر السلبية للتكنولوجيا الحديثة وتبصيرهم بالخطوط الحمراء التي يجب عدم التعرض لها او المساس بها ومنها مسائل الشرف والعرض فيجب التحذير من المساس بها وتنبيه الأبناء عليها وبالأخص بعد دخول شبكة الانترنيت الى اغلب البيوت وإيصالها بنظام الهاتف المحمول الذي وصل الى جميع الفئات من ابناء المجتمع الكبار والمراهقين والصغار، فضلا عن وجود مقاهي خاصة في جميع الأحياء السكنية مرتبطة بشبكة الانترنيت فنرى فيها من الشباب والمراهقين والأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت فيما يعرف بالدردشة وفتح المواقع الاباحية الجنسية، والتعرف على ابرز الفضائح لبعض الشخصيات الاجتماعية والثقافية وغيرها ، وإرسالها وتناقلها بين الأطفال والشباب عبر ما يسمى بنظام البلوتوث في الهاتف المحمول، كل هذه السلوكيات بدأت تصنف تحت مسميات جرائم التقنية الحديثة والتي يستوجب الامر دراستها ومعالجتها اجتماعيا وكوننا مختصين في علم الاجتماع ومن خلال رصدنا لأبرز المشكلات التي بدأت تظهر في مجتمع تبنى التكنولوجيا المتطورة وهو في حالة من الصراع النفسي والاجتماعي والثقافي والسياسي ولّده المحتل، كان يجدر بنا ان نقوم بالدراسة والمعالجة من اصغر واهم وحدة اجتماعية في المجتمع وهي الأسرة ومن خلال دورها وتأثيرها الكبير على منظومة التفاعل والعلاقات الاجتماعية عن طريق ما تقوم به من ادوار ووظائف مهمة يمكن عدّهاا الكوابح الأساسية لضبط سلوك الفرد ومنعه من الخروج عن ما هو مألوف في المجتمع من قيم وعادات وتقاليد اجتماعية أساسية تحصن الفرد وتضبطه وتذكره دائما بأهمية الالتزام بها وعدم الخروج عنها وذلك من خلال ممارستها لدورها الأساس في التوعية والتنبيه للأبناء حول المخاطر التي تتحقق بتقنية المعلومات الحديثة وكيفية الابتعاد عنها. ومن هنا اخترنا الاسرة الموصلية أنموذجا للدراسة لموضوع بحثنا هذا في تبصير الابناء بمخاطر تقنية المعلومات وكيفية الحد منها باخذ المفيد وترك المضر، وهو مجال الدراسة التي يسعى البحث الى معالجتها في الإجابة على التساؤلات الاتية:

1- ما هي أنماط جرائم التقنية الحديثة؟
2- ما هو دور الأسرة في الحد منها وكيفية ضبطها؟
3- ما هي الآثار التي تحدثها على الفرد والأسرة؟

1-2 أهمية البحث :
يستمد موضوع البحث أهميته في كونه يعالج موضوعاً مهما وحيويا وهو تقنية المعلومات الحديثة التي دخلت في جميع جوانب ومجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والعلمية وغيرها، ومنذ وصول الإنسان اليها فلم تتوقف طموحاته بل سعى الى المزيد من التطوير والمزيد من التكنولوجيا التي أصبحت توفر كل وسائل الرفاهية والرعاية والخدمات للإنسان فحصل ما يسمى بثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات التي سخرها لخدمته في البيئات كافة وتسهيل حصوله على الموارد والخدمات واختصار للوقت والمسافات حتى اصبح العالم اليوم مثل قرية صغيرة يستطيع ان يتواصل مع كل أفراده بحيث يستطيع ان يشتري ويبيع ويحصل على المعلومات والبيانات كافة في جزء من الثانية ( )، الا انه ظهر نتيجة هذه التكنولوجيا السريعة بعض الأفراد في كافة المجتمعات والذين يحاولون تطوير هذه التكنولوجيا لأغراضهم السيئة في تحقيق أهداف رخيصة تعمل على ابتزاز مالي وأخلاقي في المجتمع وتضر بكيان المجتمع واستقراره من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فكان لابد من تكثيف الجهود لسد المسالك امام هذه الانحرافات والسلوكيات الخاطئة من خلال التحصين للمجتمع والبدء بأصغر وحداته الاجتماعية وهي الأسرة وتفعيل دورها في هذا الجانب من خلال ابراز دورها وأهميتها في هذا الجانب من خلال التوعية والتبصير للأبناء بجرائم تقنية المعلومات ومحاولة الحد منها في التأثير على الفرد والمجتمع ، كما يستمد البحث أهميته التطبيقية من كونه يعني المختصين في علم الاجتماع من خلال الاستفادة من النتائج التي سيسفر عنها البحث باعتبارها صورة واقعية لما تم تطبيقه على عينة من المجتمع المدروس وهي الاسرة الموصلية ومعرفة دورها وقدرتها على التوعية والتنبيه في هذا المجال، فضلا عن ذلك قلة الدراسات والبحوث التي تتناول المواضيع التقنية الحديثة ومخاطرها من الناحية الاجتماعية وكيفية الوقاية والعلاج من الوقوع فيها.

1-3 أهداف البحث : وتتحدد فيما يأتي :
1- التعرف على أنواع جرائم تقنية المعلومات الحديثة، فيما تتمثل.
2- معرفة اهم الأضرار النفسية والاجتماعية التي تحدثها التقنية الحديثة.
3- معرفة كيف تقوم الأسرة (أولياء الأمور) بدورهم في التبصير والحد من جرائم تقنية المعلومات الحديثة.
4- وضع مقترحات وتوصيات في الحد من تلك الانحرافات في ضوء نتائج البحث.
5- معرفة آراء الأسر ووجهات النظر لأولياء الأمور حول التقنية الحديثة ومخاطرها على الابناء.





1-4 تحديد المفاهيم والمصطلحات
الأسرة (Family)
وتعرف على انها جماعة إنسانية اجتماعية بيولوجية نظامية تتكون من رجل وامراة تقوم بينهما رابطة زواجية مقررة ومن اهم الوظائف التي تقوم بها هذه الجماعة، إشباع الحاجات العاطفية وممارسة العلاقات الجنسية، وتهيئة المناخ الاجتماعي الثقافي الملائم لرعاية وتنشئة وتوجيه الأبناء ومحاولة ضبطهم( ). والأسرة كذلك هي جماعة اجتماعية يشترك أعضاؤها بالعيش والسكن معا ويتلقى داخل التنشئة الاجتماعية( ).
والأسرة الموصلية مجال بحثنا هذا هي الأسرة التي تنطبق عليها التعريفات السابقة فضلا عن كونها مقيمة في مدينة الموصل لأجيال متعددة سابقة.
جرائم تقنية المعلومات الحديثة:
عمل غير قانوني منظم لنسخ او تغيير او حذف او الوصول إلى المعلومات المخزونة داخل الكمبيوتر او التي تحول عن طريقه، وهي جريمة من أنماط الجرائم المعروف في قانون العقوبات والتي ينال القائم بها عقوبة تتناسب مع مستوى الفعل الإجرامي الغير مشروع( ) .
وتعريفها في قانون العقوبات: بانها سلوك منحرف وغير قانوني او غير مسموح به فيما يتعلق بالمعالجة الآلية للبيانات او نقل هذه البيانات بدون سابق علم ويلحق الضرر بالأفراد والمؤسسات والمجتمع. ويعرفها الأستاذ خير ديفيد انها نشاط غير رسمي وغير أصولي هدفه تأخير عجلة تقدم المجتمع من خلال الإضرار بكيانته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ( ).
ويعرفها الأستاذ ناديمان : كل أشكال السلوك غير المشروع او غير الأخلاقي الضار بالمجتمع والذي يتم باستخدام الحاسب الآلي( ).
ويعرف إجراؤنا: بأنه كل فعل إجرامي يضر بالفرد او المجتمع على حد سواء ، هدفه ايقاع الضرر بهم من الناحية الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.

المبحث الثاني
الأسرة وجرائم تقنية المعلومات
الأسرة مؤسسة رقابية :
الأسرة مؤسسة مهمة يرتكز عليها بناء المجتمع السليم المتكامل وهي الركيزة الأولى وحجر الزاوية في كل المجتمعات وعن طريق الزواج تتحول الى أهم مؤسسة في التنشئة الاجتماعية وتربية الأبناء، اذ نظرنا الى الأسرة ودورها في عملية التنشئة الاجتماعية والثقافية فيجب علينا ان نميز بين نوعين من الأسرة ، أسرة تقليدية محافظة على القديم تنقله الى أبنائنا كما هو أسرة متجددة غير تقليدية تتقبل التغيير ليكون تغيرا بناءاً هادفا وهذا يتم عن طريق التنمية الثقافية للأبناء( ). من خلال المتابعة والتوجيه والمراقبة لتصحيح السلوكيات الخاطئة وتعزيز السلوكيات الايجابية، ان وسيلة الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية هي نقل الثقافة الاجتماعية بحذافيرها او نقلها بصورها الجديدة المتغيرة وهذا ما يعرف بالتربية او التنشئة الثقافية او الأسرية وهي مصطلحات تستخدم للغرض نفسه وان تعددت المسميات فالأسرة التقليدية تلقن الطفل آداب السلوك( ) والعادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع وهكذا تنتقل الثقافة التقليدية من الآباء الى الأبناء، فالأسرة هي حلقة الوصل بين الفرد والمجتمع فمن خلالها وبواسطة عملية التنشئة يتم نقل كامل التراث الثقافي للأفراد وبشكل استندماجي يجعل قيم ومعايير وعادات وطرائق تفكير المجتمع جزءا من ذهنية الفرد( ). الا ان العصر الذي تعيشه مليء بالتحديات التي تواجه الإنسان كل يوم اذ تظهر على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج الى خبرات وأفكار جديدة ومهارات وآليات جديدة أي انها تحتاج الى إنسان قادر على التكيف مع البيئة الاجتماعية( ). وفق القيم والأهداف المرغوبة وتغيرها بالشكل الذي يتلاءم مع طبيعة مجتمعه وعاداته وتقاليده وطريقة تفكيره وهذا مما يتطلب وظيفة اخرى الى جانب وظيفة التنشئة الاجتماعية في الاسرة وهي وظيفة نقل التراث الثقافي والاجتماعي بعد صقل وتعديل لمخلفات الماضي والحاضر بشكل يتفق وطبيعة الحياة الراهنة ومن خلال المتابعة والمراقبة لافراد الأسرة عن كيفية تطبيقها في الحياة اليومية تكون الأسرة قد حققت التنمية والتقدم والاستقرار( ) خصوصا ان الأسرة في العصر الحديث تميل الى استخدام ثمار الثورة التقنية والمعلوماتية الهائلة من وسائل اتصال ومعلومات مثل برامج الحاسبات وشبكات الانترنيت الدولية وغير ذلك من تقنيات سمعية وبصرية ومن المتوقع ان تشغل هذه المستجدات حيزا كبيرا من اهتمامات أفراد الأسرة، فضلا عن التغيرات في بناء الأسرة لتصبح نووية صغيرة الحجم فكلما زادت مشاركة الابناء في الحيز الاجتماعي داخل الأسرة اثر ذلك ايجابيا على اكتساب القيم والمعتقدات والعادات والاتجاهات ومن خلال التفاعل داخل الأسرة تحدث كثير من العمليات التي تؤدي الى قبول الكثير من القيم والاتجاهات والسلوك( ). بعد تعديلها وتوجيهها الوجهة الصحيحة من قبل الوالدين ومتابعة تنفيذها لهم بالشكل المقبول به اجتماعيا وقد نلجأ أحيانا الأسرة الى رفض بعضها لعدم تناسبها مع واقع المجتمع وطبيعة نظامه الاجتماعي فيظهر هنا دور الأسرة في التأثير على الأبناء من خلال التوجيه والإرشاد والتذكير بقيم المجتمع والالتزام بمعاييره الأساسية في طريقة التفكير والسلوك والعمل التي تمثل انعكاس لمستوى الاسرة الاجتماعي في المجتمع في طريقة تربيتها وتنشئتها لابنائها من حيث الالتزام والطاعة واحترام القوانين الاجتماعية والدينية التي ينص عليها مجتمع ما( ).
نماذج من جرائم التقنية الحديثة للمعلومات :
جرائم تقنية المعلومات هي جرائم تقنية تنشأ في الخفاء يقوم بها مجرمون أذكياء يمتلكون ادوات المعرفة التقنية، التي توجه للنيل من الحق في المعلومات وتطال اعتداءاتها معطيات الكمبيوتر المخزونة والمعلومات المنقولة وفي مقدمتها الانترنيت( ). وهذا يظهر لنا مدى خطورة هذه الجرائم فهي تطال المجتمع وتمس الحياة الخاصة والأسرية للأفراد وتهدد الأمن والاستقرار وتشيع الرعب والفوضى في المجتمع ومن هذه الجرائم ما يأتي( ):
أولا- الاختراقات: وهي النفاذ الى مواقع وعقول الحاسبات الآلية المحصنة امنيا والممنوعة تقنياً.
ثانيا- صناعة ونشر الفيروسات: يقصد الاضرار بأشخاص ومؤسسات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية.
ثالثا- انتحال الشخصية : وتعد من جرائم العصر الحديث والمتقنة في استخدام هوية شخصية اخرى بطريقة غير قانونية وغير رسمية.
رابعا- المضايقة والملاحقة: وتتمثل في الابتزاز والتهديد والوعيد عبر مسجات تستهدف إثارة الرعب النفسي والاجتماعي بالضحية( ).
خامسا- الإغراء والاستدراج : وتتم من خلال استدراج الضحية بإقامة علاقات مصلحية مضمونها سحب الضحية الى تحقيق أغراض شخصية باستخدام وسائل التقنية في تنفيذها والوصول اليها بطريقة غير مكشوفة وغامضة.
سادسا- التشهير وتشويه السمعة: يقوم المجرم بنشر معلومات قد تكون سرية او مظللة او مغلوطة عن ضحيته ، والذي قد يكون فردا او جماعة او مجتمعاً او ديناً او مؤسسة تجارية او سياسية.
سابعا- صناعة ونشر الإباحية الجنسية : تعد سهولة الوصول الى مواقع الإباحية والجنسية من أسهل المواقع في الوصول اليها والتعرف على ما تعرضه من صور وأفلام مغرية وبجميع الأوقات وبتقنيات متعددة عبر البلوتوث والانترنيت وغيرها مما سهل وصولها الى جميع افراد المجتمع العربي المحافظة.
ثامنا- النصب والاحتيال: يعد الانترنيت من اهم المواقع في عرض الخدمات التجارية والصناعية والاقتصادية وبسهولة بدون الخضوع للرقابة والجودة النوعية في عملية العرض والدعاية مما يشجع على النصب والاحتيال للافراد والمؤسسات والمجتمعات ( )

المبحث الثالث
دور الأسرة في التبصير والحد من الجرائم التقنية الحديثة
2-3 الأضرار الاجتماعية لجرائم التقنية الحديثة
ان من ابرز الاضرار الاجتماعية للبرامج الالكترونية والمعلوماتية للتقنية الحديثة هو تقليص للعلاقات الاجتماعية والتي أشارت اليها اغلب الدراسات الحديثة علم الاجتماع في المؤتمر المنعقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وعدم التكيف مع الآخرين وعدم فتح مجالات للحوار والتفاعل مع المجتمع والأسرة ، كما ان الوسائل التكنولوجية الحديثة بالرغم من أهميتها في التقريب بين الشعوب والحضارات الا انها ساهمت ايضا في إقصاء أفراد الأسرة عن عادات طيبة كانت سائدة في ايام خلت( ). وكانت هذه العادات هي الضامن لبقاء السلوك الأسري داخل الإطار الذي يجب ان يكون عليه بلا مغالاة او تعقيدات او تجاوزات لتلك القيم والأحوال( ).
لقد مر على مجتمعنا العديد من المشاكل السلوكية والإجرامية المختلفة التي لم تكن موجودة سابقا من اغتصاب وقتل ونصب واحتيال وغيرها من السلوكيات الشاذة والمنحرفة التي أصبح لها تأثيرا واضحاً على الأبناء من خلال التقاعس عن قيام الفرد بواجباته الأسرية والتزاماته الاجتماعية تجاه من يعيش معهم وجها لوجه يوميا ولساعات طويلة، فاستخدام الانترنيت اصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الصحيح مع الرفاق والأقارب القائم على أساس المواجهة واللقاء المعبر بإيماءات الوجه الانفعالية والوجدانية التي تعني الكثير وتمثل ملامح أساسية في ضبط سلوك الفرد من خلال المواجهة والتي تحمل معها الكثير من الإشارات المتفاعلة والتي تعتبر بمثابة لغة في مجتمعنا العربية والتي توصل أفكارا كثيرة منها ما يسمى بلغة العيون وقراءة الأفكار من خلال النظر في وجه الشخص المقابل وفهم تعابيره الاجتماعية من فرح وحزن واستهزاء وضبط للسلوك وغيرها من الأضرار( ) التي تعمل على إفساد الإحساس الاجتماعي لدى الأفراد،ومن اخطر الأمور على الأسرة هو بإدمان احد الزوجين للانترنيت، وافتنانه بمواقع الرذيلة، الذي يعمل على إنهاء الثقة بين الزوجين مما يعمل على تغير طبيعة الفكر والإحساس والتفاعل فيما بينهم ، فالرجل المفتون بالمواقع الإباحية يزهد في زوجته، وتصبح الرغبة عنده مشفرة تمثلها العزلة الاجتماعية وقد أوجدت هذه الحالة لقب (أرامل الانترنيت)( ) .
ان اغلب الأسر التي تستخدم خطوط الانترنيت داخل المنزل هم من يعانون من أضراره الكبيرة الأبناء من حيث المستوى الدراسي والقدرة على التركيز والانتباه ويعانون من الانطواء والعزلة وأصبحوا يفتقدون للمهارات الاجتماعية في إقامة الصداقات والتعامل مع الآخرين ويصبح الشاب لا يجيد الكلام والتعبير عن نفسه وتقل ثقته بنفسه( ). وهذا بالإضافة الى اكبر المخاطر الاجتماعية وأكثرها ضرراً على الفرد بأكمله هو تبني السلوكيات والأخلاق المنحرفة والصداقة التي تتعارض مع قيمنا الدينية وتقاليدنا الاجتماعية( )، التي اصبحت عاملاً مساعدا في تقوية الفجوة بين الاجيال فيما يتعلق بثقافة الاتصال مع العالم الخارجي في القيم والأفكار، بل أصبح الكثير من الأبناء يتهمون أبائهم بالتخلف والغباء مما ساعد على تطوير نموذج من الصراع الاجتماعي والثقافي بين الأجيال او شرائح المجتمع او بين الصغار والكبار( ). مما ساهم في ارتباط هذا الجيل بالقيم والأخلاقيات الغربية التي تفصلهم عن مجتمعهم وارتباطهم بالعالم الخارجي مما يقلل من درجة انتمائهم الوطني والاجتماعي، كل هذه السلبيات ساعدت على انتشار المزيد من التفكك الأسري وارتفاع نسبة الطلاق ومعدلات الانحرافات الاخلاقية والأضرار النفسية وغيرها لذلك يجب ان نعي كل اسرة بالمجتمع ككل خطورة استخدام التقنية الحديثة وآثارها السلبية على المجتمع والفرد( ). في النهاية يمكن القول ان التقنية الحديثة في المعلومات وفي الاتصالات قد أدت الى طفرة كبيرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية مع عدم تهيئة واستعداد المجتمع للتعامل معها مما أدى الى حدوث مشكلات اجتماعية وسلوكية وأخلاقية ادت الى تهديد كيان المجتمع( ). وأصبحت تمثل موت اجتماعي لإفراده في ظل الحياة داخل الأسرة وذلك نتيجة عدم قدرة الأسرة على التعامل مع هذه المتغيرات ومن الممكن تشخيص بعض الانحرافات الاخلاقية والاجتماعية والتي من الممكن وصفها بالجرائم الاجتماعية على النحو الاتي:
1- قيام بعض الأشخاص بسرقة المعلومات من ذاكرة الهاتف المحمول بحجة الصيانة والقيام بنشرها. والتي قد تضم في داخلها ملفات لصور وحفلات ومناسبات عائلية خاصة ولأسر محافظة( ) وتناقلها بأسلوب فاضح وبدون معرفة لهم، مما يشكل تهديداً لهم في نظر المجتمع خصوصا وانهم عوائل تتسم بالمحافظة والالتزام الاخلاقي في المجتمع.
2- القيام بعملية المونتاج لبعض الصور واللقطات للفتيات وبتقنية متطورة وغير مكشوفة بتركيب بعض الأشكال والصور والأفلام التي يصعب على الأفراد العاديين اكتشافها ، ويعد فاعلها في حكم المجرم.
3- القيام بالتحريض ونشر الشائعات حول بعض القضايا والمشكلات الخاصة بالأفراد والأسر وذلك لتحقيق أهداف غير قانونية.
4- واخيرا يمكننا القول ان جميع هذه السلوكيات يمكن وصفها بالجرائم الاجتماعية وذلك لخطورتها وضررها الكبير على الفرد والمجتمع وخصوصا واننا مجتمعات عربية إسلامية تعتز بقيمها وعاداتها وتقاليدها التي تحكمها وتضبط سلوكياتها بدرجة كبيرة تفوق قوة القوانين في الضبط وذلك لان حكم المجتمع هو حكم نهائي وقطعي ويستمر بوصم الفرد طوال الزمن على العكس من القانون الذي ينتهي حكمه بانتهاء مدة المحكومية على المذنب( ).
1-2 مسؤولية الأسرة في التوجيه والحماية من جرائم تقنية المعلومات
تعد الأسرة من المؤسسات الاجتماعية غير الرسمية التي لها تأثيرها الواضح في حياة الأبناء وهي نظام إنساني قديم قدم المجتمعات البشرية فالطفل يحتاج الى ما لا يقل عن خمسة عشر عاماً لكي يحقق نضجاً عقلياً وبدنياً يمكنه من الاعتماد على نفسه وتسير حياته بالاعتماد على معلوماته ومعارفه الحياتية التي اكتسبها من خبراته في ظل الحياة داخل الأسرة وتربية أبناءه بنفس الطريقة التي تربى ونشأ عليها من أساليب معاملة الوالدين وطريقة تفكيرهم واهم القيم والعادات والتقاليد التي أكد الآباء عليها في تنشئتهم لأبنائهم( ). وبذلك تعتبر الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى في المجتمع المسؤولة عن غرس القيم والأفكار في عقول الأبناء كما انها تمتلك القدر الأكبر من التأثير في أفكارهم واتجاهاتهم، بالشكل الذي يتناسب مع ثقافة المجتمع وتقدمه وتطوره من خلال التوضيح والنصح للأبناء والتصحيح لبعض الأفكار السلبية وتحويلها الى خبرات ايجابية ونافعة للفرد( ). فعلى سبيل المثال تمثل العلاقة الناجحة ما بين الآباء والأبناء مؤثرا ايجابياً في سلوكهم وتطوير قدراتهم المعرفية والعقلية في القدرة على الاتصال بالمعرفة والعالم الخارجي والقدرة على التعاون والمشاركة والتفاعل مع الاخرين وتقبل وفهم مسؤولية ابنائهم في الحماية والمتابعة والمراقبة تجاههم من اجل تحقيق تقبلهم في المجتمع الاكبر من خلال الالتزام بقيم الضبط الاجتماعي( ).
ويمكن تحديد مسؤولية الأسرة في التعامل مع جرائم تقنية المعلومات من خلال الآتي:
1- مسؤولية الأسرة في إكساب المعارف العلمية في نفوس الأبناء عن التكنولوجيا ودورها الايجابي في تقدم الفرد والمجتمع وبيان ابرز واهم الآثار السلبية التي يمكن ان يقع تحت تأثيرها الفرد والمجتمع ويمكن ان يكون ذلك عن طريق الحوارات والمناقشات الأسرية التي تتم بين الأبناء والآباء داخل الأسرة وفي حوار هادئ ومتزن والإجابة في هذا الحوار على تساؤلات الأبناء واستفساراتهم وما يدور في أذهانهم من أفكار ومعلومات ومعارف سليمة او غير سليمة( ). للأسرة دور مهم في تعليم الأبناء الإدراك الصحيح وفلسفة وجود التقنية في الحياة ودورها في المجتمعات ومدى تأثيرها وما هي الطرائق الأساسية التي يجب ان تتبع لترشيد استخدام التكنولوجيا ويتم ذلك داخل الأسرة من خلال إعطاء الأمثلة الحية التي توضح الأخطار الاجتماعية والنفسية والمجتمعية الناتجة عن سوء استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، فدور الأسرة لا يقتصر على الجانب المعرفي والإدراكي ولكن دورها يتعدى ذلك الى متابعة سلوك الأبناء في استخدامهم للتكنولوجيا وتعديل سلوكهم في الاستخدام وعدم الإسراف، والإساءة في استخدامها حتى لا تعود هذه الإساءة الى الفرد والأسرة والمجتمع ككل( ).
2- غرس القيم والسلوكيات الدينية والأخلاقية داخل الفرد اذ تقوم الأسرة منذ نعومة أظافر الأبناء بتعليمهم القيم الدينية والاجتماعية مثل احترام ممتلكات الغير وعدم الإساءة اليها من خلال قدوتنا وهو الرسول الأكرم محمد () في حسن معاملة الآخرين وكذلك غرس القدوة والمثل في السلوك والعمل وعدم الإضرار بالآخرين وكذلك غرس قيم الإخلاص في العمل ومراقبة الله في السر والعلانية والمحافظة على الصلاة وحب مساعدة الآخرين والعطف عليهم من منطلق ديني واجتماعي كما أوصى النبي محمد() ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
3- تعلم الأبناء الثواب والعقاب من الله لمن يسيئ ويؤذي الآخرين .
4- تعويد الأبناء على الانضباط وحسن التصرف والقدرة على تفهم الظروف المحيطة والتعامل المتزن في إطارها( ).
وان حال الأسرة الموصلية كحال الأسرة في اي مكان كانت تغيرت وأصبحت اكثر انفتاحا على العالم مع مرور الزمن نتيجة التغيرات التي مرت بها وهذا اثر في بناء الأسرة وأدائها لوظائفها وخاصة وظيفتها في تربية أبنائها لتكون اكثر ملاءمة لحاجات العصر الجديد ، فالأسرة الموصلية كانت وما زالت الوحدة الأساسية في ضبط سلوك الأبناء وتدعيم المعايير الاجتماعية والدينية في المجتمع وقد حافظت العائلة الموصلية على كيانها الاجتماعي والتنظيمي لفترة طويلة من الزمن من خلال مجموعة العادات والتقاليد التي ضمنت التضامن والضبط في أبنائها عن طريق متابعتهم ومحاسبتهم على كل سلوك يقوم به أبناؤها ومعاقبتهم عليه في حالة إساءة التصرف وهذا خير دليل على دورها في التوجيه والضبط، كما ان بقية الأسرة الموصلية تمارس دورها الرئيس في عملية نقل التراث الثقافي بعد القيام بعملية صقل وتعديله بشكل يتفق وطبيعة هذا المجتمع وبهذا تكون قد حققت التنمية الثقافية والاجتماعية السليمة لأفرادها خصوصا ان الأسرة في العصر الحديث تميل الى استخدام ثمار الثورة التقنية والمعلوماتية الهائلة من برامج الحاسبات وشبكات الانترنيت وغيرها التي أصبحت تشغل حيزا كبيرا من اهتمامات أفراد الأسرة وبعبارة أكثر دقة ، فان عمليات التبصير والتوجيه والإرشاد التي تقوم بها الأسرة الموصلية هي عملية تعلم وتعليم وتربية وتحصين تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف الى إكساب الفرد طفلٍ ومراهقٍ وراشدٍ وشيخٍ سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لادوار اجتماعية معينة يمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج الصحيح في الحياة الاجتماعية الراهنة.







المبحث الرابع
الإطار المنهجي
الإجراءات المنهجية للبحث
1- نوع البحث ومنهجيته :
يعد هذا البحث من البحوث الوصفية التحليلية التي تعتمد على مجموعة من الخطوات والتي تضمنت جمع البيانات وتحليلها ومن ثم تفسيرها بغية التوصل الى النتائج العلمية( ).
اما منهج البحث فان تحديد طبيعة المنهج المستخدم يعتمد على طبيعة الموضوع والظروف المحيطة به، وانسجاما مع نوع بحثنا وطبيعته، تطلب الأمر إتباع منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة للحصول على المعلومات عن وحدات البحث الخاصة ببحثنا( ). وذلك من خلال المراحل الآتية:
أ‌- تحديد عينة البحث : يقصد بعينة البحث هي الأنموذج الذي يجري الباحث مجمل عمله عليه( ) وقد شمل هذا البحث عينة عشوائية تحدد حجمها بـ( 100) مبحوث من أرباب الأسرة الموصلية اختيرت عرضيا موزعين على مناطق مدينة الموصل مع مراعاتنا لإمكانية تحقيق التوازن بين الجنسين من حيث التمثيل.وبواقع (85) ذكراً و(15) أنثى وبمراحل عمرية تتراوح بين سنة (40- 45) سنة.
ب‌- مجالات البحث :
أولا : المجال المكاني: انحصر المجال المكاني في مدينة الموصل.
ثانيا: المجال البشري: أرباب وربات الأسرة الموصلية وعددهم (100) مبحوث.
ثالثا: المجال الزماني: امتد المجال الزمني للبحث من 25/9/ 2011 ولغاية 20/3/ 2012 بما فيه تحليل البيانات واستخلاص النتائج.
ت‌- تصميم الاستمارة الاستبيانية:
كانت الاستمارة هي أداة البحث التي تجمع الباحث بالعينة وتكون المقابلة حولها، اي انها تحتوي على أسئلة علمية تتعلق بموضوع البحث ولأجل إعداد الاستبيان وصياغة أسئلته تمت مراجعة المصادر والأدبيات التي تخص موضوع بحثنا بغية الحصول على معلومات خاصة بالموضوع وإعداد فقرات الاستبيان وقد قامت الباحثة بإجراء دراسة استطلاعية حول الموضوع اذ لجأت الى سؤال استطلاعي عن دور الأسرة الموصلية في التبصير والحد من جرائم التقنية الحديثة وبالتالي تمكنت الباحثة من تحديد فقرات الاستبيان الأولية .
صدق الاستبيان: تم الاعتماد على الصدق الظاهري للتأكد من صدق الاستبيان والصدق الظاهري يعني ان يبدو الاختيار صالحا في ظاهره من خلال النظر الى عنوانه والدور الذي يقيسه اي ان يقيس فعلا ما وضع لاجل قياسه( ). اذ تم عرض الاستبيان على مجموعة من المحكمين من اختصاص علم الاجتماع وعلم النفس في جامعة الموصل لتحديد مدى صلاحية الاختيار في الكشف عن دور الأسرة الموصلية في التبصر والحد من جرائم التقنية الحديثة وبعد إجراء التغيرات الطفيفة واعتمادا على آرائهم احتسب المعدل العام لنسب موافقة الخبراء على الفقرات ، وتبين ان معدل هذه النسب بلغ (88%) وهذا يدل على صدق الاستبيان.
ثبات المقياس: تم استخراج ثبات المقياس باستخدام إعادة الاختبار اذ تم تطبيق اختبار المقياس في (2/1/ 2012) ومن ثم أعيد تطبيقه في (16/ 1/ 2012) وكان عدد عينة الثبات (50) مبحوثاً (رب اسرة) وكان معامل الثبات (0,87) وتعد درجة جيدة لبيان ثبات الاستبيان.
المقابلات الميدانية : المقابلة هي حوار يدور بين الباحث والمستجيب ، يبدأ هذا الحوار بخلق علاقة وئام بينهما ليضمن الباحث الحد الأدنى من تعاون المستجيب ثم يشرح الباحث الغرض من المقابلة( ).
تبويب البيانات الميدانية: ينطوي تبويب البيانات الميدانية على مراحل عدة منها: التأكد من صحة الإجابات وتدقيقها واستخراج الدرجات الكلية لإجابات البحثية، ومن ثم بيان وزن كل فقرة على حدة، وجمع أوزان كل الفقرات للوصول الى الوزن النهائي، وهو الوزن الرياضي، الأمر الذي تطلب إعادة تترتب فقرات الاستبيان بعد إجابة المبحوثين عليها وتسلسلها حسب وزنها المئوي.

الوسائل الاحصائية :
تتجلى هذه العملية بتفسير الأرقام والإحصاءات في الجداول تفسيرا يقضي الى نتائج يمكن تفسيرها علميا، واستخدمت في هذا البحث وسائل إحصائية عدة في تحليل البيانات للوقوف على أهداف البحث ونتائجه ومن هذه الوسائل:
1- معامل ارتباط بيرسون: لاستخراج معامل الثبات.

2- الوزن المئوي= ور

3- اختيار (T. test).

المبحث الرابع
نتائج البحث
تعد البيانات الأساسية من المتغيرات المهمة التي تفسر لنا الإطار لمجمل الخواص الديمغرافية لوحدات الدراسة بوصفها الصفة الموضحة لشخصية المبحوث ومدى تكيفه مع أفراد المجتمع من ناحية والوقوف على بعض المظاهر السلوكية لديهم من ناحية أخرى. وهذا الأمر بحد ذاته يفسر الى حد ما بعض استجابات وحدات الدراسة ويعرفنا بدور بعض الفروق في استجاباتهم على بعض المتغيرات التي يتم البحث عنها.
أولا – البيانات العامة :
جدول (1) يبين الجنس لوحدات الدراسة
العدد %
ذكر 85 85%
انثى 15 15%
المجموع 100 100%

يعد الجنس من المتغيرات المهمة في توضيح بعض الاستجابات نحو الأمور المختلفة في الحياة، خاصة في مجتمع ما زالت تحكمه الى حد ما العادات والتقاليد المتوازنة تاريخيا ولها تأثير في استجابات الأفراد نحو قضايا التحديث او مواكبة التقدم. والجدول (1) يوضح جنس وحدات الدراسةاذ يشير الى ان (85%) من تلك الوحدات هم من الذكور و (15%) منهم من الإناث وذلك لطبيعة مجتمعنا الذي يعطي دور قيادة الأسرة في اغلب الأحيان للرجل.
1- التحصيل الدراسي




جدول (2)
التحصيل الدراسي أمي يقرأ ويكتب ابتدائي ثانوي جامعي فأكثر المجموع
الأب
% 4 3 14 20 59 100
4% 3% 14% 20% 50% 100
الأم
% صفر 2 صفر 3 10 100
صفر 2% صفر 3% 10% 100
من ملاحظتنا لجدول رقم (2) تبين لنا ان اعلى نسبة للتحصيل الدراسي لأفراد العينة كانت لخريجي الجامعة للأب والأم على السواء مما يعكس ارتفاع المستوى التعليمي لعينة البحث والتي قد تؤثر فعلا في نوعية الثقافة التي يحملها الآباء وفي كيفية تلقينها للأبناء بعد تعديلها وتصحيحها غير ان هناك ايضا نسبة من أمي ويقرأ ويكتب والابتدائية والثانوية .

2- مستوى دخل الأسرة

الجدول(3) يبين مستوى دخل الأسرة الشهري لوحدات الدراسة
العدد %
251,000- 750,000 35 35%
751,000- 1000,000 65 65%
المجموع 100 100%
من الجدول أعلاه يتبين ان من المؤشرات الاقتصادية المهمة والدالة ايضا على الفروق الفردية بين وحدات الدراسة هو مستوى الدخل اذ يعد مؤشرا مهما في التعرف على المستوى الاقتصادي للأسرة وعلاقته بمستوى المصاريف اليومية التي تنفقها على الأبناء وطريقة الأبناء في إنفاقها، اذ انّ (35%) من وحدات الدراسة يتراوح مقدار دخلهم الشهري من (251- 750) الف دينار عراقي بالشهر وان (65%) منهم مقدار دخلهم الشهري هو من (750- 1000,000) الف دينار عراقي ، وقد بلغ الوسط الحسابي لدخل وحدات الدراسة (565.3) ألف دينار عراقي ، بانحراف معياري قدره (194) ألف دينار عراقي.
3- المنطقة السكنية


جدول(4) يبين المنطقة السكنية
العدد %
شعبية 10 10%
غير شعبية 90 90%
المجموع 100 100%
يتبين من الجدول رقم (4) ان اغلب السكان في المناطق غير الشعبية أكثر من المناطق الشعبية وهذا يعكس التمثل الجيد لمجتمع البحث إذ ان المناطق السكنية غير الشعبية في الموصل أكثر من الشعبية.

ثانيا- مقارنة بعض متغيرات البحث
تشير بيانات الجدول( 5) الى بعض الفروق المعنوية بين بعض المتغيرات العامة للبحث إذ تم تصنيف درجات متغيرات الدراسة واحتساب الوسط الحسابي والانحراف المعياري لكل متغير وكما يلي:

الجدول (5 ) يوضح نتائج فئات المقارنة حسب متغيرات الدراسة
فئات مقارنة حجم العينة الوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة اختبار
T.test مستوى الدالة وطبيعة الفرق
0,05%
الجنس ذكر
أنثى 44 90 14 0,7 ليس للفرق دلالة إحصائية
المنطقة السكنية شعبية
غير شعبية 22
78 84
91 12
13 2,3 يوجد فرق ذو دلالة إحصائية
الدخل الشهري 251- 750
751- 1000,000 69
31 87
93 11
15 2 يوجد فرق ذو دلالة إحصائية
علما ان القيمة الجدولية = 1,96 عند مستوى دلالة 0,05 بعد إجراء المقارنة بين المتغيرات باستخدام(T.test) نجد ان متغير الجنس يشير الى انه ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية اذ ان قيمة (T.test) المحسوبة (0,7) هي اقل من القيمة الجدولية (1,96) عند مستوى دلالة (0,05) وهذا يدل على ان هناك تماثلا في دور الذكور والإناث فيما يخص دور الأسرة في الحد من جرائم التقنية الحديثة في حين يوجد فرق معنوي بين متغير المنطقة السكنية (الشعبية وغير الشعبية) اذ كانت قيمة (T.test) المحسوبة (2,3) وهي اكبر من القيمة الجدولية(1,96) وايضا يوجد فرق معنوي بين متغير الدخل الشهري (251- 750، 751- 1000,000) إذ كانت قيمة(T.test) المحسوبة (2) وهي اكبر من القيمة الجدولية (1,96) . وهذا يعني ان المتغيرات اعلاه تؤثر في دور الأسرة في عملية الحد والضبط للأبناء من آثار التقنية الحديثة.

المبحث الخامس
أهم نتائج البحث
لأجل التعرف على دور الأسرة في عملية ضبط سلوك الأبناء إزاء تطورات التقنية الحديثة تم استخراج الوزن الرياضي لكل فقرة من فقرات الاستبيان والبالغ عددها(23) فقرة تضمنت أسئلة متنوعة عن دور الأسرة في الحد من مخاطر التقنية الحديثة للمعلومات ومن الجدول (9) يمكننا ان نستخلص اهم النتائج الآتية :
الجدول(6) يوضح ترتيب فقرات الاستبيان حسب وزنها الرياضي
ت الفقرات الوزن المئوي
1 أقوم بإلغاء المواقع التي تظهر فيها الصور والأفلام الإباحية المنشورة على الانترنيت. 81
2 التقنية الحديثة لها أضرار على الأبناء من الناحية الأخلاقية. 79.8
3 امنع أبنائي في مرحلة المراهقة من الذهاب الى صالات ومقاهي الانترنيت. 78.5
4 أشجع السلطات المسؤولة في وضع نظام للرقابة في حالات الانترنيت التي تفتح للشباب لما دون (18) سنة. 77.5
5 توعز احد واهم الأسباب الرئيسة في تغير سلوك هذا الجيل من الأبناء الى التقنية الحديثة. 77.3
6 تنبيه الأبناء الى عدم استلام رسائل البريد الالكتروني التي لم يطلبها. 77
7 تنصح أبناءك بعدم تصديق كل ما موجود على الانترنيت من معلومات 76
8 تذّكر أبناءك ان هناك من يقوم بانتحال الشخصية في استخدام هوية شخصية بطريقة غير شرعية. 75
9 تنبه أبناءك عن جرائم الاحتيال والنصب الموجودة في الانترنيت. 74.7
10 اتفق مع الرأي الذي يوجب متابعة الأبناء في كل وقت. 72.7
11 تبين لأبنائك المخاطر الاجتماعية الناجمة عن نشر بعض الحفلات الخاصة في الموبايلات. 71.7
12 عند جلوس أبنائك لمدة طويلة على خطوط الانترنيت هل تسألهم عن سبب جلوسهم مدة طويلة. 70.5
13 تحاول معرفة المواقع التي دخل اليها أبناؤك إثناء استخدامه للانترنيت 70.3
14 تناقش أبناءك عن الآثار النفسية والاجتماعية للانترنيت على الفرد والمجتمع. 68.10
15 يثير اهتمام أبناءك الحديث الذي يدور عن سلبيات التقنية الحديثة. 67.6
16 تحاول ان تضبط سلوك أبناءك من خلال استخدام القوة اذا لزم الأمر. 67.5
17 توضح للأبناء طبيعة عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية وأهمية الالتزام بها. 67.2
18 اعلم أبنائي ان أول شيء يقوم به عند استخدامه الانترنيت لأول مرة هو فتح موقع نصائح السلامة في كيفية التعامل مع التكنولوجيا المتطورة. 66.7
19 تقوم بالإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الأبناء عليك حول الانترنيت والموبايل 66.2
20 تشعر بأنك تؤثر ايجابيا في سلوك الأبناء من خلال الحديث معهم . 65
21 تمنع أبناءك من القيام بالدردشة مع مجموعات لا يعرفها. 64.7
23 تعرف من هم أصدقاء أبنائك على Chat (غرفة الدردشة). 64

من الجدول(6) يتضح لنا وحسب ترتيب فقرات المقياس حسب وزنها الرياضي فقد احتلت فقرة المواقع التي فيها الصور والأفلام الإباحية المنشورة على الانترنيت المرتبة الأولى وبأعلى وزن رياضي وقدره (81) درجة ، على مستوى جميع فقرات المقياس، وما يخص إصرار التقنية الحديثة على الأبناء من الناحية الأخلاقية فقد حصلت على المرتبة الثانية وبوزن رياضي قدره (79.8) ، اما فيما يتعلق بمنع الأبناء في مرحلة المراهقة من الذهاب الى صالات ومقاهي الانترنيت فقد حصلت على وزن قدره (78.5) وهذا دليل مهم على دور الأسرة في محاولتها في الحد من تأثير التقنية الحديثة على الأبناء في مرحلة المراهقة التي تعد مرحلة مهمة يجب السيطرة فيها على سلوك الأبناء وتفكيرهم بشكل يمنع من انحرافهم وخروجهم عن المألوف في المجتمع من قيم وعادات وتقاليد اجتماعية أصيلة. اما فيما يتعلق بفقرة تشجيع اغلب أرباب الأسر السلطات المسؤولة في وضع نظام للرقابة في صالات الانترنيت التي تفتح للشباب لما دون سن الـ(18) سنة فقد حصلت على وزن رياضي قدره (77.5) اما فيما يتعلق بالفقرة التي توعز احد واهم الأسباب الرئيسة في تغير سلوك هذا الجيل من الأبناء الى التقنية الحديثة فقد كان وزنها الرياضي هو (77.3) . اما فيما يتعلق بالفقرة التي ينبه الآباء أبناءهم فيها الى عدم استلام رسائل البريد الالكتروني التي لم يطلبها فقد حصلت على وزن رياضي قدره (77) ، كما تبين لنا من نتائج بيانات الدراسة ان اغلب الأسر تقوم بدورها في عملية التوجيه والتنبيه للأبناء والرقابة على سلوكياتهم وتنبيههم بعدم تصديق كل ما موجود على الانترنيت من معلومات وقد جاءت الفقرة المعبرة عن هذه الفكرة بواقع وزن رياض قدره (76) وكذلك تذكير الأبناء ان هناك من يقوم بانتحال الشخصية في استخدام هوية شخصية بطريقة غير مشروعة بوزن رياضي قدره (75) وتنبيه الأبناء عن جرائم الاحتيال والنصب الموجودة في الانترنيت بوزن رياضي قدره (74.7).
اما فيما يتعلق بالفقرة التي ينبه فيها الآباء الأبناء من المخاطر الاجتماعية الناجمة عن نشر بعض الحفلات الخاصة في الموبايل فقد حصلت على وزن رياضي قدره (71.7) وعند جلوس أبناءك لمدة طويلة على خطوط الانترنيت فهل تسألهم عن سبب جلوسهم فترة طويلة فقد حصلت على وزن رياضي قدره (70.5). وفيما اذا حاولت معرفة المواقع التي يدخل اليها أبناءك أثناء استخدامه للانترنيت فقد حصلت على الوزن الرياضي وقدره (70.3) . اما فيما يتعلق بالفقرة التي يناقش فيها الآباء أبنائهم عن الآثار النفسية والاجتماعية للانترنيت على الفرد والمجتمع فقد حصلت على وزن رياضي قدره (68.7)، وبخصوص الفقرة التي يثير فيها اهتمام أبناءك الحديث الذي يدور عن سلبيات التقنية الحديثة فقد حصلت على وزن رياضي قدره (67.6) فيما حصلت الفقرة التي تحاول ضبط سلوك أبناءك من خلال استخدام القوة اذا لزم الأمر فقد حصلت على وزن رياضي قدره (67.5) ، وهل توضح للأبناء طبيعة عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية وأهمية الالتزام بها فقد حصلت على وزن قدره (67.2) ، فيما حصلت الفقرة التي اعلم أبنائي ان اول شيء يقوم به عند استخدامه الانترنيت لأول مرة هو فتح موقع نصائح السلامة في كيفية التعامل مع التكنولوجيا المتطورة اعلى وزن رياضي قدره(66.7)، تقوم بالإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الأبناء عليك حول الانترنيت والموبايل حصلت على وزن رياضي وقدره (66.2) ، وحصلت الفقرة التي تشعر بأنك تؤثر ايجابيا في سلوك الأبناء من خلال الحديث معهم على وزن رياضي قدره (65)، تمنع ابناءك من القيام بالدردشة مع مجموعة لا يعرفها حصلت على وزن رياضي وقدره (64.7) ، وتعرف من هم أصدقاء أبناءك على Chat حصلت على وزن قدره (64).
بعد تحليل إجابات المبحوثين نكون قد وقفنا أمام فكرة مهمة وهي ان التقنية الحديثة للمعلومات أثرت بدورها على الأسرة والمجتمع بشكل كبير وملحوظ الا ان دو

بعد تحليل إجابات المبحوثين نكون قد وقفنا أمام فكرة مهمة وهي ان التقنية الحديثة للمعلومات أثرت بدورها على الأسرة والمجتمع بشكل كبير وملحوظ الا ان دور الأسرة بقي مهما ورئيساً في الحد من انتشار مظاهر الانحراف والإجرام، وذلك من خلال محاربتها ومحاولة الحد من مخاطرها على الفرد والأسرة من خلال المتابعة والتوجيه والإرشاد للأبناء ومحاولة ضبط سلوكهم وممارسة الأسرة لدورها في التنشئة الأسرية السليمة للأبناء بإتباع أشكال تربوية متعددة في عملية التنشئة منها التوجيه والتنبيه والعقوبة والإرشاد والمتابعة والنقاش والحوار والتعليم وغيرها من أساليب التنشئة الأسرية التي تعلم الأبناء معاني الضبط والالتزام الديني والاجتماعي والأخلاقي في ظل التنمية الثقافية الموجهة للأبناء ضمن الإطار الاجتماعي لمجتمع محافظ يوعز بأهمية المحافظة على القيم والعادات والتقاليد من خلال تحصين الفرد وزيادة وعيه بأهمية التسلح ومحاربة كل ما من شانه الأضرار بالفرد والأسرة والمجتمع .
التوصيات :
لابد من القول ان الأسرة تبقى المؤسسة الأولى والحيوية في تأثيرها بالفرد من خلال ممارسة أدوارها الرئيسة والمهمة في التنشئة الاجتماعية والمراقبة والمتابعة والضبط والسيطرة على سلوك الأبناء. لذا وبناءا على نتائج البحث ، لزاما علينا ان نوصي ونعزز بدور الأسرة الايجابي في مجال الحد من مخاطر التقنية الحديثة من خلال الأخذ ببعض التوصيات كالآتي:
1- ينبغي ان تكون سلطة الأسرة في التعامل مع الأبناء فيما يخص استخدام تقنية المعلومات الحديثة ، قائمة على الحوار والمناقشة والتبصير بالمخاطر والسلبيات والايجابيات.
2- يجب ان يلعب الوعظ الديني دورا مؤثرا في تبصير المجتمع لمضار تقنيات الاتصالات.
3- قفل او حذف المواقع الإباحية الموجودة على خطوط الانترنيت داخل المنازل.
4- اوصي الجهات المسؤولة بوضع أجهزة وأنظمة رقابية على بعض المواقع الموجودة على الانترنيت.
5- متابعة الأبناء باستمرار ومحاولة التقليل من استخدامه للانترنيت الا في حالة الإفادة العلمية.
المقترحات :
1- إجراء دراسة عن تاثير التقنية الحديثة على السلوك الاجتماعي وعلاقته الاجتماعية .
2- إجراء المزيد من البحوث التي تتعلق بدور الأسرة وأهميتها في تبصير الآباء للأبناء عن مخاطر التقنية الحديثة وأضرارها الاجتماعية والأخلاقية والدينية.
3- إجراء دراسات عن دور وسائل الإعلام في الحد من سلبيات التقنية الحديثة.
المصادر
1- إحسان محمد الحسن، موسوعة علم الاجتماع، الدار العربية للموسوعات ، بيروت، 1999.
2- احمد سليمان عودة، فتحي حسن ملكاوي، أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم الإنسانية، مكتبة المنار، جامعة اليرموك، الأردن، 1987.
3- إيمان علي حنون، وسائل الضبط الاجتماعي للحد من جرائم النفسية الحديثة، مركز البحوث والدراسات الرياض، 2006.
4- جمعة جاسم خلف ، خالد محمود حمي، تقنيات الاتصال وأثرها في السلوك الاجتماعي ،جامعة الموصل، مجلة دراسات موصلية، العدد 32 ،السنة، 10، 2011م.
5- خليل محمد حسين ألخالدي، البث الفضائي وتأثيراته الاجتماعية، مجلة متابعات إقليمية ، مركز الدراسات الإقليمية ، جامعة الموصل، العدد3، تشرين الثاني ، 2009.
6- سمارة ، 1989، ص115 ؛ ملحم ، 2001.
7- عاطف وصفي ، العائلة العربية ، دراسات في المجتمع في المجتمع العربي، الإمارات العربية المتحدة، 1983.
8- عبد الباسط محمد حسن ، أصول البحث الاجتماعي، مكتبة وهبة، القاهرة ، 1985.
9- عبد العزيز عبد الله السنبل، محو الأمية والثقافة العامة، مجلة تعليم الجماهير ، الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، عدد42، تونس، أيلوم .
10- عبد الله أبو هيف، التنمية الثقافية للطفل العربي، طباعة وتنضيد المكتبة المركزية لجامعة الموصل، 2006.
11- عبد الله زهي، الرشدان، التربية والتنشئة الاجتماعية، ط، دار الأوائل للنشر والتوزيع، عمان ، 2005.
12- عزة كريم ، المجتمع وشبكة الانترنيت، الفوائد والمخاطر.
13- علاء الدين يوسف العمري، المجتمع وشبكة الانترنيت الفوائد والمخاطر ، مجلة التربية، ع69 بعد المائة، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، 2004.
14- علي محمد ، المراهق وشبكة الانترنيت.
15- علي محمد علي، المراهق وشبكة الانترنيت، المؤتمر التاسع عشر المنعقد في الفترة 29- 30 أيلول ، كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة حلوان.
16- مازن بشير محمد ، مبادئ علم الإجرام، دار الكتب والوثائق، بغداد ، 2009.
17- محمد حسن الشناوي، التنشئة الاجتماعية للطفل ، ط1، دار الصفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2001.
18- محمد رشدي محمد، الآثار الاجتماعية والنفسية للانترنيت، المؤتمر العلمي السابع عشر، كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان، المنعقد في الفترة من 24- 25 مارس 2005.
19- محمد رشدي محمد، تقويم فاعلية المؤسسات الاجتماعية في مواجهة مشكلات شبكة الانترنيت،الحلقة السادسة للدراسات الاجتماعية للدول العربية، طرابلس، منشورات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، القاهرة، 2003.
20- محمد صديق محمد حسن، الانترنيت في خدمة العملية التربوية ، لنشا المزايا والسلبيات ، مجلة التربية ، ع59 ، اللجنة الوطنية القطرية، 2004.
21- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية الإسكندرية، مصر، 1989.
22- محمد عبد المحسن التويجري، الأسرة والتنشئة الاجتماعية، ط1، مكتبة العبيكان، الرياض، 2001.
23- محمود سليمان، الطفل العراقي بين إشكالية التنشئة الاجتماعية والتعبير الاجتماعي، بحث مقدم ضمن محاضرات الموسم الثقافي الأول لمركز أبحاث الطفولة والأمومة، مطبعة العين، بغداد، 2006.
24- مرح مؤيد حسن ، دور الأسرة الموصلية في التنمية الثقافية لأبنائها، مجلة دراسات موصلية، مركز دراسات الموصل، ع22، 2008.
25- معن خليل عمر، معجم علم الاجتماع المعاصر، ط1، دار الشروق للنشر والتوزيع ، رام الله المنارة، 2006.
26- منير الجنبي، جرائم. الانترنيت والحاسب الآلي وطرق مكافحتها، ط1، دار الفكر الجامعي ، 2003.
27- موفق ويسي محمود ومحمد حربي حسن، الحياة الاجتماعية في الموصل، موسوعة الموصل الحضارية، ج5 ، جامعة الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، 1992.
28- هدى قشقوشي، جرائم الحاسب الالكتروني في التشريع المقارن، ط ، دار النهضة العربية، القاهرة ، 1992.
29- هناء جاسم السبعاوي، الآثار الاجتماعية للهاتف النقال، مجلة دراسات موصلية، جامعة الموصل مركز دراسات الموصل، العدد 14، السنة الخامسة، 2006.
30- وجيه محجوب، طرق البحث العلمي ومناهجه، ط2، جامعة بغداد، 1988.
Tom Forester, Essential problems to High- Tech society first MI Tpressedition, Cambridge, Mustache use its, .