الغزو الثقافي في المجتمع المصري وتأثيره على قيم الشباب :
سمـر رجب أحمـد
المستخلص
تعد الدراسة الراهنة محاولة لرصد واستكشاف تأثير الغزو الثقافي على أعمق مكونات الثقافة وهو نظام القيم لدى أكثر الفئات الاجتماعية تعرضاً للتأثيرات الثقافية وأقدرها على التفاعل معها وهم الشباب الجامعي والوقوف على مدى تأثير وسائل الاتصال الحديثة على الشباب كأداة من أدوات الغزو الثقافي.
كما حاولت الدراسة الكشف عن التغير في بعض أنساق القيم الاجتماعية لدى الشباب نتيجة للتأثر بالمضامين التي تبثها القنوات الفضائية والإنترنت، وهذه القيم على وجه التحديد هي: قيم العمل والإنتاج، قيم التعليم والثقافة، قيم المشاركة والإيجابية، قيم الولاء والانتماء، قيم الترابط الأسري.
أما عن المنهجية الاستراتيجية لهذه الدراسة فقد اعتمدت الدراسة على الأسلوب الوصفي باعتباره يسمح بالتوصل إلى معرفة دقيقة وتفصيلية عن الجوانب المختلفة لظاهرة الغزو الثقافي في المجتمع المصري، كما أن هذا المنهج يحقق فهماً أفضل لهذه الظاهرة اعتماداً من التحولات الكيفية التي تسعى الدراسة إلى تقييمها، بالإضافة إلى المنهج المقارن، أما عن أداة جمع البيانات فقد كانت الاستبيان.
أما عن مستوى النتائج فقد كشفت الدراسة الميدانية عن العديد من النتائج بما يمكن الدراسة من الإجابة على تساؤلاتها الأساسية على النحو التالي:
- أوضحت الدراسة أن الغزو الثقافي الذي يتم عن طريق القنوات الفضائية والإنترنت له تأثير كبير على قيم الشباب الجامعي، كما أن مظاهر الغزو الثقافي تبدو واضحة وجلية بين الشباب الجامعي في العديد من المجالات منها الأفكار، اللغة، طريقة ارتداء الملابس، نظرة الشباب الجامعي لعلاقة الشاب بالفتاة، التعليم، الاختيار المهني.
- كما كشفت نتائج الدراسة الميدانية سيادة قيم الاستهلاك على حساب قيم الإنتاج، وانتشار قيم اللامبالاة على حساب قيم المشاركة والايجابية، وسيادة قيم التواكل على حساب قيم التعليم والثقافة، بالاضافة الى انتشار قيم الاغتراب على حساب قيم الولاء والانتماء، واخيرا كشفت الدراسة عن أنواع من التأثيرات تتركها القنوات الفضائية والإنترنت على الحياة الأسرية وقيم الأسرة، وهذه التأثيرات سلبية في معظمها وقد تمثلت في قلة الحوار الأسري، انشغال أفراد الأسرة عن بعضهم البعض، فقدان التوازن الأسري، هذا إلى جانب حدوث مشاكل أسرية بسبب متابعة القنوات الفضائية والإنترنت.