العوامل المؤدية إلى ظاهرة التحرش الجنسي
ودور الخدمة الاجتماعية في التعامل معها
دراسة مطبقة على طالبات الفرقة الرابعة بجامعة الفيوم
إعــداد
الدكتور / محمود فتحي محمد
الأستاذ المساعد بقسم مجالات الخدمة الاجتماعية
كلية الخدمة الاجتماعية – جامعة الفيوم
حظيت قضية التحرش الجنسى في الأونة الأخيرة باهتمام العديد من الأوساط الإعلامية والإكاديمية والمجتمعية وعلى كافة مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتى أصبحت جزء من خطاب الحياة اليومية بين النساء في المجتمع المصرى، فقديما كانت المرأة تخشى أن تتحدث وتصرح بتعرضها لأى شكل من أشكال التحرش فقد كن يعتبرونه في إطار (العيب).
ولكن مع تفاقم المشكلة وزيادتها وتعدد صورها وجدت أن السبيل أمامهن هو التحدث حول هذه المشكلة ومحاولة البحث عن حلول لها إذا أصبحت مشكلة حقيقية تعانى منها النساء في المجتمع المصرى بصفة عامة وبشكل يومى سواء في الأماكن العامة كالأسواق والمواصلات العامة والشوارع أو الأماكن الخاصة مثل المؤسسات التعليمية وأماكن العمل والنوادى الرياضية والجامعات المصرية، والتى تحتاج إلى جهود مهن متعددة وأبحاث مختلفة في المجتمع المصرى لمواجهة هذه الظاهرة ومن بين هذه المهن مهنة الخدمة الاجتماعية والتى تساهم في التدخل العلاجى والوقائي والانمائى مع هذه الظاهرة.
وينظر للتحرش الجنسى على أنه أحد أشكال التمييز بخلاف كونه أحد أخطر المشكلات الاجتماعية الحالية لكلا طرفى عملية التحرش القائم بها والواقعة عليه، وبطبيعة الحال تجد أن النساء هن الغالبية العظمى ممن تقع عليهن التحرش برغم أن الدراسات تشير لوجود فئات أخرى قد يكون ضحيته للتحرش مثل المراهقين والأطفال والأقليات، إلا أن الشائع أن النسوة هن الأكثرية من ضحايا التحرش الجنسي.
ومن ثم فالتحرش الجنسى مسلك أو تصرف مجرم أو محرم قانوناً سواء في أماكن العمل أو المؤسسات التعليمية المختلفة، ومع هذا نجد أن التحرش شائع ويتخذ أشكال مختلفة بعضها قد يكون في صورة تحرشات إلكترونية من خلال التقنيات الحديثة لذا فتركيزنا بهذا البحث ينصب على العوامل المؤدية إلى ظاهرة التحرش الجنسى ودور الخدمة الاجتماعية في التعامل معها.