المواضيع الأخيرة | » أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسيةالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر » قارة آمال - الجريمة المعلوماتيةالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg » معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982 الخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh » سيكلوجية_المسنينالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan » ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصرالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan » جرائم نظم المعلوماتالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh » دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية" السبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh » أصــــــــــــــــــــــــول التربيةالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh » نحو علم اجتماع نقديالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري » د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعوديالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed |
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية | الجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro |
أثنوغرافيا …
| تعاليق: 93 |
جرائم نظم المعلومات | الإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة |
ضع ردا …
| تعاليق: 5 |
أصــــــــــــــــــــــــول التربية | الأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة |
تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …
| تعاليق: 146 |
نحو علم اجتماع نقدي | السبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة |
العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي
| تعاليق: 13 |
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة | السبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي | مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …
| تعاليق: 283 |
أصل الدين - فيورباخ | الإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة |
أصل الدين - فيورباخ
| تعاليق: 223 |
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد | الخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة |
[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…
| تعاليق: 43 |
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي | الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة |
مبادئ علم الاجتماع
إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …
| تعاليق: 264 |
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب | السبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة | نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب
رابط التحميل …
| تعاليق: 39 |
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر | الأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة |
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
[img]…
| تعاليق: 22 |
تدفق ال | |
|
| دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ، رؤية اجتماعية تحليلية | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ، رؤية اجتماعية تحليلية الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 4:46 am | |
| دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة رؤية اجتماعية تحليلية
إعداد: د. سعيد بن سعيد ناصر حمدان مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية جامعة الملك خالد
أهمية الدراسة: لا شك أن أي دراسة اجتماعية إنما تنبع أهميتها من تلك القضايا التي تتناولها والإسهامات التي يمكن أن تقدمها في حل قضايا ومشكلات المجتمع، ولا شك أن موضوع المواطنة من القضايا ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية والأمنية التي تعبر عن معايير الانتماء ومستوى المشاركة من قبل الأفراد في الحماية والذود عن الوطن، كما تعبر عن وعي الفرد بالحقوق والواجبات والنظر إلى الآخر، وصيانة المرافق العامة, والحرص على المصلحة الوطنية، كما تعكس مدى إدراك المواطن لدوره في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع والدولة في آنٍ واحد ولا سيما تحديات العولمة التي أدت إلى تراجع الخصوصية لحساب العالمية، والتي تواجه فيها المجتمعات البشرية إرهاصات واضحة نحو الذوبان الثقافي والسياسي والمعرفي, والانطلاق نحو القرية الكونية الموعودة التي تمثل وحدة العالم المعلوماتي الخاضع لوسائل الاتصال والمواصلات التي تشهد هي الأخرى تحولاً جذرياً في أساسياتها فضلاً عن تشكيلاتها، وهذا يعني أن قيم المواطنة تشهد تحدياً يعصف بالمعايير وقواعد السلوك والضبط الاجتماعي التي هي جزء لا يتجزأ من وظائف المؤسسات الاجتماعية كالأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والمسجد، والتي تمثل أهم المؤسسات الاجتماعية المنوط بها مسألة تدعيم قيم المواطنة، حتى يصبح المجتمع وكأنه جزء من حياتنا نحيا به ويحيا بنا كأنه الهواء نتنفسه ونحن لا نراه. كما تسعى الدراسة إلى توضيح كيفية تفعيل وتدعيم قيم المواطنة على المستوى المجتمعي 0 أهداف الدراسة: لكل دراسة هدف أو غرض يفهم منه عادة لماذا يقوم الباحث بهذه الدراسة وما الذي ينبغي الوصول إليه، وتسعى الدراسة الراهنة لتحقيق الأهداف التالية: 1-التأصيل النظري لمفهوم المواطنة والانتماء 0 2-تحديد تحديات العولمة ومدى انعكاسها على قيم المواطنة. 3-تحديد دور الأسرة في تدعيم قيم المواطنة 0 4-التعرف على الدور الذي يمكن أن تقوم به المدرسة في تدعيم قيم المواطنة 0 5-الكيفية التي يمكن من خلالها تفعيل قيم المواطنة لدى الشباب لمواجهة تحديات العولمة 0 ويمكن صياغة هذه الأهداف في التساؤلات التالية: 1-ما مفهوم قيم المواطنة وما أهم المتغيرات العالمية المؤثرة على أبعاد تلك القيم ؟ 2-إلى أي مدى أثرت العولمة وتحدياتها الثقافية على مفهوم وأبعاد المواطنة لدى الشباب ؟ 3-ما الدور الذي يمكن أن تقوم به الأسرة في تدعيم قيم المواطنة لدى الشباب ؟ 4-ما الدور الذي يمكن أن تقوم به المؤسسات التعليمية في تدعيم قيم المواطنة لدى الشباب ؟ 5-كيف يمكن تفعيل قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ؟ مفاهيم الدراسة: يعتبر تحديد المفاهيم أمر لا غنى عنه في أي بحث علمي، أو أية دراسـة علمـيـة, والمفاهيم التي نود التوقف أمامها باختصار لا تعدو أن تكون سوى جملة المفاهيم المكونة لعنوان هذا البحث 0 والحديث عن ضبط المفاهيم لم يعد ترفاً فكرياً بقدر ما صار يعبر عن ضرورة منهجية ملحة 0 وانطلاقاً من ذلك فسوف نعرض للمفاهيم الأساسية للدراسة والمتمثلة فيما يلي: 1- مفهوم الأسرة: يشير المعنى الواسع للأسرة إلى مجموعة من الأفراد الذين يعتقدون فيما بينهم أنهم ينتمون إلى جماعة مستقلة داخل المجتمع، ويرتبط بعضهم ببعض عن طريق روابط الدم أو الزواج، ويدركها بقية أفراد المجتمع. ويرون أن هؤلاء يرتبط بعضهم ببعض عن طريق علاقات خاصة تجمعهم. وطبقاً لبروم (Broom L.) وسيلزنيك (Selznicck) فإن الأسرة (Family) تتوسط بين الفرد والمجتمع، وتساعد الفرد على أخذ مكانته في العالم الواسع (1). وتتكون الأسرة ـ من الناحية النموذجية ـ من الآباء والأبناء الذين يشتركون في الإقامة، ويشكلون نسقاً اجتماعياً له معايير وأدوار تختلف من ثقافة إلى أخرى، وتؤدي الأسرة عدة وظائف من أهمها تنظيم السلوك الجنسي وعملية الإنجاب، وإشباع الحاجات البيولوجية لأعضاء المجتمع، مثل الحاجات العاطفية، والقيام بعملية التنشئة الاجتماعية للأبناء، بالإضافة إلى تشجيع الأبناء على القيام ببعض أنماط السلوك الاجتماعي، كما أنها تعمل على تقييد بعض أنماط السلوك الأخرى. ونجد أن هناك عدة أشكال للأسرة، منها الأسرة النووية (Nuclear Family) وتتكون الأسرة النووية من الزوج والزوجة وأبنائهما غير المتزوجين، والأسرة الممتدة (Extended Family) التي تتكون من الأسرة النووية بالإضافة إلى المتزوجين من الأبناء مع أبنائهم، وغيرهم من الأقارب، وبذلك تتكون الأسرة الممتدة من بعض الأقارب ـ من أجيال مختلفة ـ يعيشون معاً (2).وهناك من يعرف الأسرة بأنها تجمع اجتماعي شرعي وقانوني لأفراد تربطهم روابط الزواج والقرابة، وهم في الغالب يتشاركون في منزل واحد، ويتفاعلون تفاعلاً متبادلاً طبقاً لأدوار اجتماعية محددة تحديداً دقيقاً وتدعمها ثقافة عامة (3). وقد تم تعريف الأسرة في هذه الدراسة على أنها " الوحدة الاجتماعية التي يقيم معها الفرد، سواءً كانت أسرة نووية تتكون من الزوج والزوجة والأبناء غير المتزوجين، أم أسرة ممتدة تتكون من بعض الأقارب ـ من أجيال مختلفةـ يعيشون معاً، وتتكون عادة من أعضاء الأسرة النووية، بالإضافة إلى المتزوجين من الأبناء مع أبنائهم، وغيرهم من الأقارب الذين يعيشون معاً معيشة واحدة مستقلة ". 2- مفهوم القيم: يرى علماء الاجتماع أن القيم هي حقائق تعبر عن الأشياء في البناء الاجتماعي، وتحدد الاتجاهات الأخلاقية والجمالية أو حتى المعرفية، ويُعرِّف " س ـ كلاكهون " القيمة بأنها تصور واضح أو مضمر، يميز الفرد أو الجماعة، ويحدد ما هو مرغوب فيه، بحيث يسمح لنا بالاختيار من بين الأساليب المتغيرة للسلوك والوسائل والأهداف الخاصة بالفعل (4). وتُعرَّف ـ القيم من وجهة نظر بارسونز ـ بأنها مرجعية اجتماعية Social Reference مشتركة، محددة اجتماعياً وثقافياً، وأنها تتضمن مقارنة بين البدائل المتاحة أمام الفاعل في المواقف الاجتماعية، ومع أن أبعاد توجهات الفعل تشتمل على توجهات دافعية، وأخرى قيمية فقد أكد بارسونز على أهمية الجانب الثقافي في التوجهات القيمية، ورغم وجود إطار عام مشترك للقيم، فهي تتباين حسب وظائفها في النسق الاجتماعي، حسب أدوارها في تحقيق تكامل شخصية الفرد (5). والمتأمل في هذه التعريفات يجد أنها قد أوضحت أن القيم ترتبط ارتباطا عضوياً بالسلوك، كما تعتبر محدداً هاماً من محددات السلوك الإنساني، وأن السلوك يمثل مؤشراً للقيم 0 3- مفهوم الشباب: بذلت محاولات متعددة لتحديد مفهوم واضح ومحدد لمعنى الشباب، وقد قام المشتغلون برعاية الشباب بتحديد ثلاثة مداخل في هذا المجال: المدخل الأول: يرى أن الشباب مرحلة عمرية محددة من مراحل العمر، حيث نجد من يؤكد أن الشباب من هم دون سن العشرين، أو من يحدد هذه الشريحة بصورة أكثر دقة فيذهب إلى أنهم من يقعون بين الخامسة عشر والخامسة والعشرين، وأحياناً يمتد الحد الأخير حتى الثلاثين (6). المدخل الثاني: يرى أن الشباب حالة نفسية مصاحبة تمر بالإنسان وتتميز بالحيوية والنشاط وترتبط بالقدرة على التعلم ومرونة العلاقات الإنسانية، وتحمل المسئولية (7). المدخل الثالث: يركز أصحاب هذا المدخل في تحديدهم لمرحلة الشباب على اكتمال نمو البناء العضوي والوظيفي للمكونات الأساسية لجسم الإنسان سواء كانت عضوية داخلية أم خارجية ولا شك أن البحث عن مفهوم للشباب من خلال مقاييس سكانية محددة بفترات عمرية، أو مقاييس بيولوجية، تجعل من الشباب فترة توجد بين البلوغ ونهاية النمو، أو مقاييس تركز فقط على الخصائص النفسية التي يفرزها ما يدرج على تسميته بأزمة المراهقة، أمرٌ يتصف بالارتجالية وعدم الموضوعية، فهذه المداخل الضيقة تنزع عن الشباب أبعاده الاجتماعية وتغفل الفروق في الأصول الاجتماعية 0 وفي هذه الدراسة الراهنة هناك اتفاق مع أنصار المدخل الاجتماعي في تحديدهم لمفهوم الشباب، حيث يحدد أنصار هذا المدخل شريحة الشباب استناداً إلى المجتمع كإطار مرجعي (8)، ويؤكدون أن فترة الشباب تبدأ حينما يحاول بناء المجتمع تأهيل الشخص لكي يشغل مكانةً اجتماعية ويؤدي دوراً أو أدواراً اجتماعية، وتنتهي هذه المرحلة حينما يستقر الشخص في شغل مكانته ويؤدي الأدوار التي أهل لها، وهو ما يعنى أنه أصبح جزء من النظام المستقر والثابت في المجتمع، ومن ثم فهم يذهبون إلى أن هذه الشخصية تظل شابة طالما أن صياغتها النظامية لم تكتمل بعد 0 4- مفهوم العولمة: يعد مفهوم العولمة مفهوما جديداً نسبياً على الساحة الفكرية، وما زال يكتنفه بعض الغموض, ولم يتبلور بعد كمفهوم واقعي، وقد يكون ذلك راجعاً إلى الزوايا المتعددة التي ينظر بها الباحثون والكتاب إلى العولمة 0 فالبعض ينظر إلى العولمة من زاوية ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات، والبعض الآخر يعرفها منطلقاً من التحولات الاقتصادية وحركة رؤوس المال والمنتجات 0وآخرون يتحدثون عن العولمة من خلال الجوانب السياسية والثقافية وتأثيرها على المجتمع وإطاره الثقافي 0 وسوف نقدم هنا جملة من التعريفات التي تعرضت لمفهوم العولمة، ونستعرض ظواهرها من خلال وصف بعض سماتها وخصائصها 0فيعّرف " الجابري " العولمة على أنها نظام أو نسق ذو أبعاد تتجاوز دائرة الاقتصاد 0 العولمة الآن نظام عالمي ـ أو يراد لها أن تكون كذلك ـ يشمل مجال المال والتسويق والمبادلات والاتصال.... الخ، كما يشمل أيضاً مجال السياسة والفكر (9) 0 وهذا تعريف يوضح أن العولمة لا يمكن النظر إليها على أنها نظام اقتصادي فحسب ولكنها تمثل نموذجاً حضارياً، ويؤكد " الجابري " أن العولمة دعوة لتبني هذا النموذج أكثر منه تطوراً تلقائياً للنظام الرأسمالي، تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى الهيمنة على العالم وأمركته 0 ويتحدث " كوميليان " موضحاً المقصود بالعولمة بقوله " إن هذا النظام كشبكة للتبادل والقوة يشجع نشر ما قد نسميه ـ نموذجاً تنموياً ـ حيث يتكون هذا النموذج من عادات استهلاكية وأشكال أو صور الإنتاج، وطرائق الحياة، ومؤسسات ومعايير النجاح الاجتماعي، كما يتكون أيضاً من أيديولوجيات، ومراجع ثقافية، بل وأشكال التنظيمات السياسية " (10). ومن هذه التعريفات يمكن أن نستخلص أن العولمة تعني سيادة النموذج الحضاري الغربي، والمتمثل في هيمنة الرأسمالية على الاقتصاد العالمي وسيطرة مؤسساتها الدولية، وسيادة الثقافة الليبرالية، والعولمة تكتسب بشكل أكبر الطابع الثقافي الأمريكي، مما يجعل الثقافات الغربية الأخرى في موقع التابع كذلك 0 ومن أجل فهم أكثر لمفهوم العولمة نعرض لأهم سمات وخصائص العولمة على النحو التالي: 1ـ بروز نظام دولي جديد يقوم على القطب الواحد، والهيمنة الاقتصادية والعسكرية، على أنقاض النظام القديم الذي يعتمد على التوازن العسكري وعلى العلاقات الدولية التي يحكمها قطبان ومذهبان اقتصاديان 0 2ـ تسارع حركة التجارة وانتقال البضائع ورؤوس الأموال، وتدفق المعلومات بين الدول نتيجة التقدم التقني والمعلوماتي المذهل، وبروز تبادل المعلومات والأفكار كعنصر مسيطر في العلاقات بين الدول 0 3ـ الاختراق الثقافي الذي نتج عن تطور صناعة المعلومات والاتصالات، وبناء شبكات الاتصالات الفضائية التي تعمل على التحكم في المعلومات والأخبار، وتبث الصور والأفلام 0 4ـ سيادة ثقافة الصورة، وإضعاف الثقافة المكتوبة، وتسطيح الوعي، وتعزيز القيم الليبرالية، وانتشار القيم الغربية في الفنون والبرامج الترفيهية وفي الزي والمأكل والمشرب، واتساع السلوك الاستهلاكي 0 5- مفهوم المواطنة: لقد أجمع الكثير ممن تناولوا تعريف المواطنة على الربط بينها كمفهوم والحقوق والواجبات أو المسئوليات والالتزامات 0 فالمواطنة شعور وجداني بالارتباط بالأرض وأفراد المجتمع الآخرين الساكنين على تلك الأرض، وهذا الارتباط تترجمه مجموعة من القيم الاجتماعية والتراث التاريخي المشترك، ومن ثم فإن المواطنة هي جذر الهوية الاجتماعية وعصب الكينونة الاجتماعية 0 وهناك من عرفها على أنها صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتمائه إلى وطنه (11) 0 وتتجاوز المواطنة بالنسبة للمواطن حدود الوطن، فهي تعني الانتماء والهوية الرسمية للفرد خارج مجتمعه، عندما يلتزم بالحقوق والواجبات، فهي إذن علاقة بين فرد ودولة كما يحدده قانون تلك الدولة (12). ويتفق مع هذه الرؤية ما تشير إليه دائرة المعارف البريطانية في أن المواطنة " علاقة بين فردٍ ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة متضمنةً مرتبةً من الحرية وما يصاحبها من مسؤوليات وتسبغ عليه حقوقاً سياسية مثل حقوق الانتخابات وتولي المناصب العامة 0 وميّزَت الدائرة بين المواطنة والجنسية التي غالباً ما تستخدم في إطار الترادف إذ أن الجنسية تضمن بالإضافة إلى المواطنة حقوقاً أخرى مثل الحماية في الخارج (13), في حين لم تميز الموسوعة الدولية وموسوعة كولير الأمريكية بين الجنسية والمواطنة، فالمواطنة في (الموسوعة الدولية) هي عضوية كاملة في دولة أو بعض وحدات الحكم، وتؤكد الموسوعة أن المواطنين لديهم بعض الحقوق مثل حق التصويت وحق تولي المناصب العامة، وكذلك عليهم بعض الواجبات مثل واجب دفع الضرائب والدفاع عن بلدهم (14) 0 وفي موسوعة" كولير " الأمريكية تعرّف المواطنة بأنها " أكثر أشكال العضوية اكتمالاً في جماعة سياسية ما " (15).وفي هذا المجال أمامنا تجربة رائدة هي تجربة المملكة العربية السعودية التي تتمتع بهوية جمعية واحدة ومواطنة قوية لجميع مواطنيها في الشرق والغرب والشمال والجنوب، فالدولة السعودية منذ عهد الملك الراحل المؤسس عبد العزيز، استطاعت بالثقافة العربية الإسلامية القوية الواحدة وبتأكيد عوامل الولاء والانتماء للدين الإسلامي وللأرض وللتراث وللثقافة العربية الإسلامية، أن تصهر جميع المواطنين في بوتقة " المواطنة ", وبرزت هذه المواطنة والهوية القوية في جميع الأزمات التي واجهتها المملكة وبرزت أكثر إبان أزمة الخليج.... وهذا ما يعطي القدوة والمثل الأعلى للدول الأخرى لتحقيق المواطنة الصالحة والهوية الواحدة بعيداً عن الصراعات الطائفية والفئوية وتعدد المصالح (16) 0 الدراسات السابقة: تعد الدراسات السابقة من أهم المرجعيات التي يرجع إليها الباحث في تحديد ما تتميز به دراسته عن غيرها من الدراسات السابقة، وفي هذا السياق سيتم عرض بعض الدراسات ذات العلاقة بموضوع الدراسة الحالية 0 وعلى الرغم من أن موضوع المؤسسات الاجتماعية ودورها في تنمية قيم المواطنة في ظل تحديات العولمة من الموضوعات الحديثة في مجال العلوم الاجتماعية التي تفرض نفسها في الفترة الراهنة على بساط البحث الاجتماعي والثقافي إلا أننا نجد بعض الدراسات التي تناولت هذه الظاهرة ومنها على سبيل المثال: أولا: دراسة عثمان بن صالح العامر: " المواطنة في الفكر الغربي المعاصر دراسة نقدية من منظور إسلامي "0 هدفت هذه الدراسة إلى تحليل مفهوم المواطنة بمضامينه وأبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية من خلال دراسة الرؤية الغربية واتساقها المنطقي ومدى استقامتها مع طبيعة المجتمعات البشرية ومعطياتها 0 والوقوف على أبرز حقوق المواطنة التي أفرزها الفكر الغربي في إطار نظريات التنمية السياسية التي تمثل خلفية المفهوم، ونقد ذلك في ضوء ما يقدمه الإسلام باعتباره دين للإنسانية جمعاء ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء 0 وبحثت الدراسة تطور المواطنة في الفكر الغربي المعاصر وركائزه الثقافية باستخدام منهجية التحليل، واعتمدت المنظور الإسلامي ومبادئه كاقتراب منهجي في نقد قضيتي المساواة والحرية كركيزتين رئيسيتين لمفهوم المواطنة، وخلصت الدراسة إلى الأتي: 1-أن هناك العديد من الملابسات التي تحيط بمفهوم المواطنة في الفكر الغربي المعاصر مما يجعل المفهوم في حاجة إلى مراجعة مدى صلاحيته للدول العربية 0 2-أن العمومية والعالمية التي يصبغ بها المفهوم الغربي للمواطنة يخرج به عن سياقه التاريخي والاجتماعي وإطاره الزمني والمكاني 0 3-أن التناول الغربي للمواطنة اعتمد على مفهوم الإلزام في تحقيق المساواة والديمقراطية 0 وأعتبر نموذجاً يجب إتباعه من قبل كل الدول، مما يشير إلى تجاهل الطبائع المختلفة للمجتمعات وأُطُرها الفكرية ومنطلقاتها الدينية (17) 0
| |
| | | باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ، رؤية اجتماعية تحليلية الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 4:46 am | |
| ثانيا: دراسة عمر بن حسن الصائغ: " دراسة تحليلية لكتاب التربية الوطنية المقرر على طلاب الصف الثاني الثانوي". قام معد هذه الدراسة بإجراء دراسة تحليلية لكتاب التربية الوطنية في المملكة العربية السعودية، وذلك للكشف عن مدى اتساق المقرر مع الأهداف العامة للتعليم في المملكة وأهداف التعليم بالمرحلة الثانوية خاصة ومدى ملاءمته للأسس التي بنيت عليها المناهج وما يجسده المحتوى من قيم المواطنة للمجتمع السعودي باعتبار أن المرحلة الثانوية يتم خلالها اكتمال إعداد الطالب للمواطنة حيث تتكون معظم اتجاهاته وقيمه ومواقفه تجاه العالم المحيط به، وقد خلص من تحليل المحتوى إلى أنه يتضمن التأكيد على حب الفرد لوطنه واعتزازه بالانتماء إليه، وأن محبة الإنسان لوطنه أمرٌ فطري وشعورٌ أصيل، كما أبرز المحتوى أن حب الوطن لا يكون بالقول دون العمل بل هو عاطفة جياشة تتحول في المواطن الصالح إلى سلوك تظهر آثاره في الدفاع عن الوطن والطاعة لولاة الأمر، فيما يفيد الوطن ويسهم في رقيه (18) 0 ثالثا: دراسة عروس الزبير: " مفهوم المواطنة بين المحلية وعالمية الدين في خطاب الحركة الإسلامية بالجزائر " 0 سعت هذه الدراسة إلى وصف حالة التمزق وضعف الهوية وغياب التأصيل الواضح لمفهوم المواطنة والصراع الفكري بين الأطروحات المتناقضة على الساحة الجزائرية والخلفيات والمنطلقات التي تغذي هذا الصراع وتؤججه وانعكاسات ذلك على المجتمع بصفة عامة، وبحثت الدراسة بعض المقولات الرئيسة في صياغة مفهوم المواطنة كمفهوم الأمة الجزائرية والأمة العربية ثم مفهوم الأمة الإسلامية 0 وعرضت الدراسة العديد من النماذج التي تشير إلى عدم وضوح مفهوم المواطنة بين العموم والخصوص وحقوق المواطن وحرية التنظيم ورؤية بعض التنظيمات الإسلامية بالجزائر لحقوق المواطنة، وخلصت الدراسة إلى أن الاستعمار والهيمنة الغربية والتدخل الأجنبي وتطرف بعض الجماعات الدينية أوجدت مناخاً في الفكر والممارسة يؤكد على عدم استقرار مفاهيم الدولة والأمة والمواطنة في الذهنية السياسية (19) الإطار النظري للدراسة: يتناول هذا الإطار عدداً من القضايا النظرية الهامة والمتصلة بموضوع البحث، حيث يتم في عرض موجز التأصيل لمشكلة البحث بما يحقق إثراءً وتوضيحاً لفهم تلك المشكلة من الناحيتين النظرية والتطبيقية 0 وتتركز هذه القضايا حول موضوع الشباب وثقافة العولمة من حيث موقف الشباب من الهوية الوطنية في ظل تحديات العولمة، ثم قضية المواطنة كرؤية اجتماعية تاريخية، ثم تحليل لأهم دعائم ومرتكزات قيم المواطنة في المجتمع، وذلك انطلاقاً من معرفة الدور الذي يمكن أن تلعبه الأسرة ومؤسسات المجتمع المختلفة في تدعيم قيم المواطنة لدى الشباب في مجتمعنا الشباب وثقافة العولمة: يتحدث علماء الاجتماع المعنيين بدراسة الشباب عن مفهومٍ جديد هو ثقافة الشباب، وهم يقصدون بذلك أن الشباب يمثل مرحلة من مراحل النمو الإنساني لها ثقافتها الخاصة التي تعبر عن مجموعة القيم والاتجاهات والآراء وأنماط السلوك التي تحظى بالموافقة والقبول من تلك الفئة العمرية والاجتماعية التي اصطلحنا على تسميتها باسم الشباب، وثقافة الشباب من هذا المنظور تمثل إحدى الثقافات الفرعية في المجتمع، ولنا أن نتوقع أن تشترك مع التيار الثقافي العام في بعض السمات أو تختلف عنه، شأنها في ذلك شأن أي ثقافة فرعية أخرى(20) 0 والواقع أن ثقافة الشباب التي أصبحت تمثل في وقتنا الحاضر مفهوماً رئيساً عند أي مناقشة لقضايا الشباب أو اتجاهاتهم أو مشكلاتهم، تمثل أيضاً استجابة للتغيرات البنائية الكبرى التي يشهدها المجتمع المعاصر، والتي أدت إلى ظهور أزمات اجتماعية ثقافية كبرى، وشجع على ذلك ما أحدثته التكنولوجيا المعاصرة من تفكك في النظم التقليدية التي بدت غير ملائمة للتوقعات والآمال والمطالب الجديدة، ومن ثم شكل ذلك كله تهديداً سافراً لاستقرار الإطار الثقافي الذي كان يمنح الشباب إحساساً بالهدف وتمثلاً للمعنى وثقة بالمستقبل 0 والواقع أن الاختراق الثقافي أصبح يمثل أحدث آليات الهيمنة العالمية المعاصرة، فالاختراق الثقافي كآلية متطورة تسعى إلى تكريس منظومة معينة من القيم الوافدة تتفاعل داخل المجتمعات العربية وتسري ببطء ولكن بثبات داخل منظومة القيم العربية والإسلامية فتعمل على تفتيتها وتمزيقها من الداخل وإحلال القيم الأجنبية ذات الطابع الاستهلاكي محلها (21). ولا يخفى علينا الدور الذي يقوم به الاختراق الثقافي في إعاقة النمو المستقل للمجتمعات العربية سواءً اقتصادياً أو ثقافياً 0ومن آليات الثقافة العولمية وتهميش الثقافة الوطنية، تلك المواقع الجديدة التي تحتلها اللغات والقيم الأجنبية لدى النخب الاجتماعية، و كذلك انتشار القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العربية التي تبث من الخارج وتعكس مناخات العواصم الغربية التي تبث منها، ومنها التراجع المستمر في قيمة الإبداعات الداخلية لصالح مساهمات العرب المقيمين بالخارج، وبخس الإنتاج المحلي والوطني قيمته، والمبالغة في كل ما يقوم بإنتاجه المثقفون الأجانب، ونتيجة كل هذا نمو شعور متفاقم بالدونية تجاه الخارج، ومن ثم نشوء ميل عميق للتبني التلقائي لكل ما يصدر عن الثقافات العالمية بوصفه قيمة إيجابية (22) 0 لقد بدأ الإعلام في عصر العولمة يلعب دوراً مفككاً للثقافة القومية المحلية لصالح الثقافة الأجنبية التي هي الثقافة المراد عولمتها، في هذا الإطار فإن القول بالقرية الكونية يحتوي على مضامين خفية، منها ما يؤكد على أن كل شيء في العالم بات مفتوحاً على الأثير اللآمتناهي، والهيمنة الفعلية لمن يمتلك وسائل الإعلام الأكثر قوة والأكثر فاعلية 0يضاف إلى كل ذلك شبكة الانترنت واستخدام الشباب لها، فقد تستخدم في جوانب نافعة، غير أن لها جوانب واستخدامات منحرفة كذلك 0 حيث تؤكد شهادات شجاعة لبعض الشباب أنهم يتبادلون مع الأصدقاء مشاعر الحب ومواعيد اللقاء على شبكة الانترنت في حضور الآباء الذين لا يعرفون شيئاً عن هذه التكنولوجيا (23) 0 كما أن الانغماس في عمليات الاتصال من خلال شبكة الانترنت، وتراجع اتصال الوجه للوجه ستكون له آثاره السلبية المحتملة في تحويل الإنسان إلى شخصية إنسحابية تميل إلى العزلة، وتفتقد القدرة على المواجهة، والانتماء الاجتماعي (24) 0 ويصف خلدون النقيب هذه التحولات ويفسر مضامينها الاجتماعية، في دراسة له حول الثورة الصامتة، حيث يقول أن الجيل الذي يعيش في ظل هذه الثورة الصامتة (التغيرات القيمية في المجتمع) يخضع إلى تأثيرات متناقضة، فهذا الجيل يملك مهارات أفضل للتعامل مع السياسة والقضايا العامة، ولكنه جيل تشكل وعيه وتكونه وسائل الإعلام (25), ومناخ الواقع الاجتماعي الذي يسوده التناقض الثقافي ومظاهر الانحراف بكل صوره وأشكاله وأنواعه، مما يجعلهم يستمدون من هذا المناخ وسلوكه نمط تفكيرهم وأسلوب حياتهم، بحيث يصبح التقليد والمحاكاة لمظاهر الحياة الغربية نمطاً اجتماعياً سائداً في حياتهم اليومية وسلوكاً متحضراً في عملية التثقيف 0 ولاشك أن الكونية في مرحلتها الأخيرة تميل إلى خلق أطر تفكيكية بحيث يعرف الفرد نفسه من خلال انتمائه العرقي أو النوعي أو الأثني، فكلما مال العالم في ثقافته ونظمه نحو الكونية، كلما تحوصل الأفراد والجماعات في أطر ثقافية وعرقية، وكلما ازدادت بالتالي صور الصراع والمقاومة (26), يؤكد ذلك الباحث العربي " نزار إبراهيم " في بحثه الموسوم " البنى الاعتقادية في الذهنية الشبابية العربية المثقفة " حيث تناول الباحث عينة واسعة من الشباب العربي بهدف تقصي مضامين واتجاهات العقلية السائدة عند الشباب، وقد بينت الدراسة أولوية الانتماء الضيق عند الشباب العربي، حيث أخذت الانتماءات إلى العائلة والقبيلة أهمية أولوية على الانتماء الوطني أو القومي (27) 0 وفي الوقت الذي نجد فيه رأسماليو العالم يتحدون، تعاني المجتمعات المحلية من التفكك المستمر في الولاءات والانتماءات، ولعل أخطر مصاحبات هذا اجتماعيا ونفسيا، بروز أنماط من الاغتراب المكثف الذي يساهم في صنعه الإعلام الكوني، في مقابل انحسار فرص تحقيق الذات الإنسانية على مستوى الواقع المحلي الملموس (28). ومع ذلك فإذا كان هناك من يرى أن العولمة لابد أن تنجح في خلق حد أدنى من القواسم المشتركة في المجال الثقافي يتجاوز معه الخصوصيات الثقافية (29)، فهناك من يرى أن ثقافة العولمة ثقافة منفصلة وواردة من الخارج ومفروضة على المجتمع، وإذا كانت الحالة الطبيعية لأي مجتمع أن تكون ثقافته مرتبطة ببنائه ارتباطاً عضوياً، لكون هذه الثقافة إما منحدرة من التراث والتراكم التاريخي، أو نتاجاً للتفاعل الاجتماعي الحادث في المجتمع, فإن ثقافة العولمة لا تكون في العادة مرتبطة ارتباطاً عضوياً ببناء المجتمع القومي، وذلك لكونها ليست تعبيراً عن سياق البشر ونظامهم الاجتماعي 0 وعلى هذا النحو يتشكل وعي البشر وفق ثقافة وقيم لا صلة بينها وبين النظام الاجتماعي الذي ينتمون إليه 0 وحين يتفاعل البشر وفق منظومات من الأفكار والقيم لم تخرج من رحم التطور الاجتماعي الطبيعي، لا يبقى ثمة من يدعوا إلى استصغار الأمر، ومن رحم هذا الانفكاك والتجافي بين الثقافي والاجتماعي ستتناسل أنواع أخرى من التجافي والخلل في البنى الاجتماعية (30). ولذلك نجد أن هناك من يؤكد على أن محاولة إيجاد ثقافة عالمية أو عولمة الثقافة أو عن ثقافة موحدة هو ضرب من المستحيل وذلك للأسباب التالية (31): 1-أن احتمالات نشأة ثقافة عالمية موحدة تعد ضعيفة، فرغم كثرة التوقعات الثقافية العالمية وسرعتها في عصرنا مما يدعم الشعور بأن العالم كيان واحد، ويساهم في انتشار أنماط ثقافية جديدة، إلا أن هذه الأنماط قد تتصادم فيما بينها، وقد تؤدي هذه الشبكة المعقدة من صور الصدام والاعتماد المتبادل بين العالمي والمحلي إلى نشأة ثقافة ثالثة وإلى مزيد من التسامح، لكنها في الوقت ذاته قد تؤدي إلى ردود فعل سلبية 0 2-أن النمط الثقافي المراد له السيادة خلال هذه الشبكة المعقدة من التلاقي الثقافي عبر الآليات التكنولوجية المعاصرة للانتشار الثقافي, هو النمط الثقافي الغربي، وهذا النمط الثقافي معروف بأنه النمط ذو البعد الواحد، حيث يركز على الإشباع الجسدي بكل الوسائل ويهمل مطالب الروح والوجدان إهمالاً يكون تاماً، وبالطبع فإن ثقافة هذه سمتها الأساسية وهذه غاياتها لا يمكن أن يكتب لها النجاح والاستمرار، وإن نجحت بصورة جزئية وسريعة في الانتشار لدرجة أن تتشكل شعوب العالم المختلفة بها، فهذا التشكل في حقيقته تشكل ظاهري، فإن تأثرت الشعوب المختلفة بنمط الحياة الغربية في المأكل والملبس وبعض العادات، فإنها لا يمكن في الجوهر أن تضحي بعناصر ثقافتها الجوهرية لصالح الثقافة الغربية وسرعان ما تنفض عنها غبار التبعية الثقافية الظاهرية للثقافة الغربية في أي لحظة من لحظات التحدي الثقافي 0 3-إن ثقافة أي شعب تمثل عنصر قوته الرئيسة، وقوة أي شعب من قوة ثقافته ومن قدرتها على التعبير عن نفسها بشكل إيجابي فعال، وبالنسبة للثقافة بالذات فلا يمتلك أي أحد مهما كانت قوته الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية فتاكة ومهيمنة أن يفرض ثقافته الخاصة على شعب يمتلك مثل هذه الثقافة القوية الفاعلة، وخاصة إذا كانت ذات عمق تاريخي وقادرة على التجدد والتطور المستمر، فالثقافة العربية الإسلامية مثلاً لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تذوب أو تنقرض أمام أي ثقافة أخرى ذلك لأنها ذات بعد ديني وعمق تاريخي عريق قابل للتجدد والتطور المستمر بفعل قدرة أصحابها على الاجتهاد وامتلاك الأدوات المعرفية لأي عصرٍ يعيشونه 0 المواطنة رؤية اجتماعية تاريخية: يعود مفهوم المواطنة تاريخياً، وكما يرى الكثير من المهتمين إلى أيام المجتمع الإغريقي وما نشأ من أنظمة وقوانين كانت طابع المدن اليونانية في ذلك الوقت، حيث كانت الأنظمة والقوانين تؤكد على تحقيق العدل والمساواة لأفراد المجتمع بعد الذي كانوا يعانونه من جورٍ وظلم 0 وعلى نفس المنهج الفكري كانت محاولات المجتمع الروماني في وضع التصورات الأولية لهذا المفهوم في العصر القديم، من خلال التركيز على أن تكون العلاقات الاجتماعية التي تسود بين أفراد المجتمع محكومة بقوانين العدل والمساواة 0 وقد تركت بعض المجتمعات والتي كانت جزءاً من الحضارات التي سادت قديماً آثاراً تنبئ عن شيءٍ من التنظيم لحياة الناس وعلاقاتهم فيما بينهم، محكومين وحكام، من منظور الحقوق الواجبات 0 وقد لوحظت مثل هذه الأنظمة والقوانين في تشريعات حمورابي (32) 0 ويمكن ملاحظة جانباً من تحديد أبعاد مفهوم المواطنة قديماً من خلال التنظيمات التي سادت بين القبائل العربية في جزيرة العرب قبل الإسلام، حيث كانت في تعاملها وعلاقاتها سواءً الداخلية أو الخارجية تعود إلى بعض القوانين والتشريعات فيما يتعلق بالسلطة واتخاذ القرارات التي تهم هذه القبائل كأفراد أو كتنظيمات 0 وقد أشار الكواري إلى أن تلك التنظيمات كانت بمثابة ما يشبه المجالس التي يجتمع فيها أبناء القبائل لتبادل الرأي والمشورة وتحديد أبعاد العلاقة فيما بينهم مثل دار الندوة وحلف الفضول (33) 0 وفي التاريخ الإسلامي ما يشير إلى مفهوم الموطنة من خلال مجتمع المدينة والذي يسير وفقاً لتشريعات الدين الإسلامي التي تكفل للمواطن حقوقه جميعها 0 ولعل سيطرة مثل هذه المبادئ التنظيمية هو ما جعل المجتمع الإسلامي يصل إلى مشارق الأرض ومغاربها في فترةٍ زمنية قصيرة بحسب وسائل المواصلات في ذلك الوقت 0 كما أدى ذلك إلى اعتناق الكثير من الناس في تلك المجتمعات الإسلام طواعيةً واختياراً لما وجدوه في تعاليمه وتشريعاته، والتي كانت لحياتهم وعلاقاتهم خير منظم بعد معاناة من الظلم والقهر والعدوان في مجتمعاتهم قبل مجيء الإسلام 0 ولقد كان لتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة أثراً واضحاً في تحديد أبعاد مفهوم المواطنة ورسم العلاقات الاجتماعية على منهج المساواة والعدل لجميع أفراد المجتمع (34) 0 وقد اتضحت العديد من ركائز المواطنة كالمساواة والعدل برؤية إسلامية وفق ما اشتملت عليه مصادر التشريع الإسلامي، القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومن الآيات الكريمة التي يزخر بها القرآن الكريم ولها دلالاتها لتأكيد تفعيل مفهوم المواطنة 0 قوله سبحانه وتعالى {{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي }} (35) 0 وفي الحديث الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكداً على المسئولية والالتزام بأداء الواجبات كقوله{كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته.. الحديث } 0 كم يتضح تأصيل مفهوم المواطنة في الفكر الإسلامي من خلال تأصيل الشورى كنظام يحكم العلاقات الاجتماعية وأساليب اتخاذ القرارات في المجتمع الإسلامي والذي يدل على أهمية التداول والمشاركة وتبادل الآراء والأخذ برأي الأغلبية، وهي مرتكزات أساسية لمفهوم المواطنة 0 يقول الله سبحانه وتعالى {{ وأمرهم شورى بينهم }} (36)، وفي آيةٍ أخرى موجهةٍ للرسول عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل {{ وشاورهم في الأمر }} (37)، ومما يدعم هذا الاهتمام بالمواطنة في الإسلام أنها كانت تطبق على المسلم وغير المسلم ممن يعيش في المجتمع الإسلامي، فالناس سواسية تحت النظام الإسلامي فيما يتعلق بالمعاملات والعلاقات ولا فرق بينهم 0 وينظر الإسلام إلى المواطن على أنه الإنسان الذي يجب أن يتمتع بحقوقه ومكاسبه في مقابل ما يمليه عليه الدور أو الأدوار التي يؤديها من التزامات ومسئوليات، وعلى الدولة أن تحمي هذه الحقوق وترعاها وتذود عنها، وتؤكد على أن تكون العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ومؤسساته محكومة وفقاً للتشريعات الإسلامية 0 وإننا نجد أن هذه الحقوق التي يتمتع بها المواطن المسلم وكما جاءت في التشريع الإسلامي لا تختلف كثيراً عن تلك التي يرعاها ويدعمها مفهوم المواطنة في الوقت الحاضر بل قد تكون في وضعٍ أميز وأجل (38) 0 وهناك من يرى أن مفهوم المواطنة بلغ مكانة متميزة كنتاج لعصر النهضة والتنوير الذين سادا أوربا في القرن السابع عشر حيث برز مفهوم التسامح ليحكم العلاقات بين أفراد المجتمع، وكان لآراء الفلاسفة، أمثال هوبز ولوك وروسو ومونتسكيو، أثراً واضحاً في شيوع هذا المفهوم المعتمد على الحقوق والواجبات من خلال تركيزهم على مفهوم العقد الاجتماعي 0 ولعل الإنتاج الفكري لهؤلاء الفلاسفة وغيرهم يمثل البداية لظهور مفهوم المجتمع المدني للعيان، فقد عرّف " الشاذلي " المجتمع المدني على أنه " مجموعة من التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة لتحقيق مصالح أفرادها ملتزمة في ذلك بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح والإدارة السليمة للتنوع والخلاف ", | |
| | | باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ، رؤية اجتماعية تحليلية الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 4:47 am | |
| وحول عناصر المجتمع المدني ذكر الشاذلي أربع عناصر أو مرتكزات أساسية يقوم عليها المجتمع المدني وهي: 1-مشاركة أفراد المجتمع بشكلٍ طوعيٍ اختياري 0 2-التنظيم، فالمجتمع المدني يقوم على أسس من التنظيم للعلاقات والمؤسسات 0 3-أن المجتمع المدني مجتمع يعطي أهمية للتنوع ويؤكد على قبول الرأي الآخر وشيوع قيم التسامح والتعاون والتنافس السلمي 0 4-يركز المجتمع المدني على بعض المفاهيم مثل الفردية والمواطنة وحقوق الإنسان (39). وهنا نجد أن المجتمع المدني قد ارتبط بمفهوم المواطن والمواطنة، وركز على المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين 0 وهو في نفس الوقت مجتمع متوسط بين الفرد والدولة تحكمه قوانين تضعها الدولة وعلى الجميع أفراداً وجماعات ومؤسسات الالتزام بها وعدم مخالفتها 0 وقد ارتبط مفهوم المواطنة بمفهوم الحرية مع بزوغ نجم الثورتين الفرنسية والأمريكية حيث كان يتضمن شيئاً من المسئولية في إطار تلك الحرية، وكانت هذه المسئوليات موجهة لخدمة المجتمع والمشاركة في نشاطاته والمساهمة في رقيه وتطوره 0 وفي الوقت الذي بدأت كثير من الدول في الوقت الحاضر تأخذ بمبدأ الديمقراطية لتنظيم الحياة فيها إلا أنه يلاحظ التباين في مدى تطبيقها لمفهوم المواطنة، فبرغم أن هذه الدول وضعت القواعد والأنظمة التي تصون حق المواطنة لأفرادها إلا أن الالتزام غير موجود لدى البعض، ففي الدول المتقدمة يشعر الفرد بوضعه كمواطنٍ يتمتع بحقوقه ويلتزم بواجباته بينما لا يلاحظ مثل هذا التطور في الدول المتخلفة 0 كما ينظر إلى المواطنة كمفهوم على أنها وجدت مع الفكر الليبرالي في القرن السابع عشر بما تضمنته من أفكار وقيمٍ تم الأخذ بها وتطبيقها في المجتمعات الغربية في القرنين التاليين، وكان تطور هذا المفهوم من خلال التركيز على تهيئة مجال الخيارات للفرد المواطن بما يعبر عن مساره الحياتي من خلال مؤسسات العمل في المجتمع المدني على أساس تنظيم علاقات الفرد بغيره من الأفراد وكذلك المؤسسات الاجتماعية المختلفة (40) 0 ومن التطورات التي لحقت بمفهوم المواطنة في الوقت الحاضر وفي زمن العولمة ما يعرف بالمواطنة العالمية أو مواطنة الثقافات المتعددة، حيث يصبح الشخص مواطن لأكثر من مجتمع ويحمل هوية عالمية 0 فكما هو معروف أن العولمة تعني التدفق المتزايد لرأس المال والناس والمعلومات عبر الحدود بين الدول، مما جعل المعنى الذي يمثله مفهوم المواطنة يصبح أكثر عمقاً واتساعاً من السابق، وقد جعلت العولمة مفهوم المواطنة أكثر فاعلية وتحول الوضع من المواطنة التي يمكن الحصول عليها بالميلاد أو تمنح للفرد إلى نوع من المواطنة يمكن الحصول عليها بالجهود والعطاء من قبل الأفراد، أي أنها أصبحت هوية مختارةً أكثر منها هوية بالميلاد (41) 0دعائم أو ركائز المواطنة: هناك مجموعة من الدعائم أو المرتكزات الأساسية لمفهوم المواطنة والتي تمثل البنية التحتية لهذا المفهوم في أي مجتمع، ومنها يستمد قوته وحيويته 0 وتحرص المجتمعات التي تنشد المواطنة الحقيقية لأفرادها على تأسيس هذه الدعائم والمحافظة عليها ومتابعتها دائماً 0 ومن هذه الدعائم: أولاً: المساواة: وهي دعامة أساسية لتفعيل المواطنة ضمنتها الأديان وغيرها من الشرائع، ومنها المساواة ضد التمييز، فلا يجب التمييز بين أفراد المجتمع في المعاملة وفقاً لخصائص الأفراد أو طوائفهم أو طبقاتهم, فلابد أن يكونوا سواسية تحت ظل القانون، وعلى الأفراد أيضاً أن يتجاوزا وهم يتعاملون مع بعضهم البعض كمواطنين حدود الانتماءات الضيقة الخاصة، الأسرية أو القبلية أو المهنية أو العرقية أو غيرها، وأن يكون رابط التعامل بينهم مساواتهم كمواطنين لذلك المجتمع، والمساواة في ارتباطها بمفهوم المواطنة تعني المساواة في الحقوق والواجبات بين كافة المواطنين، وبهذا المعنى فإن المواطنة المتساوية هي المحدد الوحيد للعلاقات الاجتماعية بين الأفراد مع بعضهم البعض أو بينهم وبين الدولة، وبهذا تحيد الانتماءات الأخرى (42). والمجتمع الذي يطبق قاعدة المساواة بين مواطنيه يضمن فعالية المشاركة والاستقرار الاجتماعي 0 ثانياً: العدل: وهو مطلب ضروري ينشده كل أفراد المجتمع، والالتزام به من قبل المجتمع ومؤسساته تجاه الأفراد يؤدي إلى الإيجابية في الأداء والمشاركة الفاعلة، وإلى الترابط الاجتماعي القوي بين جزئيات المجتمع، والعدالة المدعومة بسلطة القانون تهيئ الفرص للتواصل الجيد بين أفراد المجتمع وتجعل المجتمع يعمل ككيان واحد قوي متماسك 0 فمن الأهمية أن يحرص المجتمع على توفير العدالة لكل أبنائه حتى يكونوا أكثر اطمئناناً على حقوقهم وممتلكاتهم وأنفسهم، وتدفع بهم إلى احترام حقوق المواطنة في علاقاتهم مع بعضهم البعض أو مع مؤسسات المجتمع، وتعمق لديهم الشعور بالانتماء الوطني, والعدالة الناجزة لأفراد المجتمع هي تلك العدالة المستندة إلى أنظمة وقوانين تتناسب مع مقتضى العصر ولا تكلف الفرد مادياً كثيراً 0 ثالثاً: الحرية: لا تقل الحرية في أهميتها ودورها لتفعيل المواطنة عن المساواة والعدل، فجميعهم ركائز أساسية لا تقوم المواطنة بدونهم 0 فالحرية تبرز خصائص الشخصية وتعزز الثقة لدى المواطن وتوسع آفاق المشاركة الاجتماعية إن المواطنة في المجتمعات المتقدمة تتضح من خلال الجماعات التي تستند أعمالها وعلاقاتها على الحرية والتوافق والرضا والتعامل فيما بين أفرادها على أساس من المشاركة الفاعلة (43) 0 وتحرص المجتمعات المتقدمة على توفير قدر من الحرية لأفرادها بما يسمح لإشباع الحقوق والوفاء بالالتزامات المجتمعية التي تتطلبها أدوار المواطنين 0 رابعاً: تكافؤ الفرص: إن تهيئة الفرص المتساوية أمام المواطنين في المجالات المتعددة التعليمية والعملية والترفيهية والخدمية وغيرها يزيد من إمكانيات العطاء والمشاركة بكل إخلاص من قبل المواطنين، ويدفع ذلك إلى بذل الجهود لدفع حركة التقدم والتطور في المجتمع، والتأكيد على تهيئة الفرص لا يتوقف عند ما يخص الذكور فقط، بل يجب أن يشمل النساء وكل فئات المجتمع المختلفة، فالمرأة تمثل نصف المجتمع وإعطائها الفرص يمكنها من الإسهام في الحياة العامة وأداء دورها الذي ينتظره المجتمع منها بفعالية وإخلاص 0 ولتفعيل المواطنة الحقيقية لابد من توفر كل الإمكانيات والقدرات لدى أفراد المجتمع لتمكينهم من الوفاء بما تتطلبه الفرص التي يهيئها المجتمع لهم، كالمؤسسات التعليمية ومؤسسات الخدمات وعناصرها المختلفة، كما قد يتطلب الأمر تطوير مختلف قطاعات الإنتاج لتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين 0 إن تكافؤ الفرص في التعليم أو العمل أو الخدمات يجب أن يشمل كل قطاعات المجتمع وفئاته المختلفة خامساً: التعدد والتنوع: يتسع مفهوم المواطنة لكل فئات المجتمع وطبقاته ولأفراده بكل انتماءاتهم الفرعية، فهو من السعة بحيث يستوعب المجتمع، ولا يقتصر على فئة دون الأخرى أو جماعة واحدة وإهمال الجماعات الأخرى، ويحترم خصائص كل فئة وما تتميز به 0 إذن فالمواطنة مفهوم يتضمن الصغار والكبار، الذكور والإناث، الأسوياء وغير الأسوياء، المتعلمين وغير المتعلمين، الصناعيين والزراعيين وكل أرباب المهن، وكل أفراد المجتمع مهما تنوعت أو تعددت فئاتهم 0 وهذا الأمر يتطلب لفت الانتباه إلى خصائص ومميزات كل جماعة والحذر من وقوع التصادم، والسعي لإيجاد التوازن الذي يجعل الجماعات المتعددة تجمعهم الهوية الاجتماعية الكبرى، فالخصائص المختلفة والاختلافات الجزئية يجب أن تكون جزئيات يجمعها أفق المواطنة الكبير الذي يتسع للجميع 0 دور الأسرة في تدعيم قيم المواطنة: تعتبر الأسرة اللبنة الأولى في كيان المجتمع، وهي الأساس المتين الذي يقوم عليه هذا الكيان 0 وبصلاح الأساس يصلح البناء، وكلما كان الكيان الأسري سليماً ومتماسكاً كان لذلك انعكاساته الإيجابية على المجتمع 0 إن الأسرة التي تقوم على أسس من الفضيلة والأخلاق والتعاون، تعتبر ركيزة من ركائز ذلك المجتمع الذي سيكون مجتمعاً قوياً متماسكاً متعاوناً يسير في ركب الرقي والتطور وتمثل الأسرة ذلك النظام الاجتماعي الأساس والمهم، فهي قادرة على أن تلعب دوراً هاماً وأساسياً في تحقيق الانتماء الوطني وتفعيل مفهوم المواطنة لدى أفرادها جميعهم، وهي تستطيع ذلك من خلال العديد من الوظائف التي تؤديها في المجتمع0 وتكتسب الأسرة أهميتها لأنها أحد الأنظمة الاجتماعية المهمة التي يعتمد عليها المجتمع كثيراً في رعاية أفراده منذ قدومهم إلى هذا الوجود وتربيتهم وتلقينهم ثقافة المجتمع وتهيئتهم لتحمل مسئولياتهم الاجتماعية على أكمل وجه. والعلاقة بين الفرد والأسرة والمجتمع علاقة فيها الكثير من الاعتماد المتبادل ولا يمكن أن يستغني أحدهم عن الآخر. كما تعتبر الأسرة النظام الاجتماعي الوحيد الذي يرتبط بكل أنظمة المجتمع حيث أن الأفراد الذين يمثلون هذه الأنظمة المختلفة ينتمون إلى أسر كان لها الأثر في تهيئتهم ووصولهم إلى ما وصلوا إليه. وهي في نفس الوقت المصدر لإشباع كثير من الاحتياجات لأفرادها كالحاجات النفسية والفسيولوجية والاجتماعية وهنا أيضاً تبرز العلاقة واضحة بين الأسرة ومؤسسات المجتمع الأخرى لتحقيق مثل هذا الإشباع الذي يمثل جانباً من جوانب الحقوق الذي تدعمه المواطنة. وظائف الأسرة: لأن الأسرة تمثل ذلك النظام الاجتماعي الأساسي والمهم فهي قادرة على أن تلعب دوراً مهماً في تحقيق الانتماء الوطني وتفعيل مفهوم المواطنة لدى أفرادها جميعهم، وهي تستطيع ذلك من خلال العديد من الوظائف التي تؤديها في المجتمع. هذه الوظائف والتي متى ما أديت بشكل صحيح من قبل أفرادها جمعيهم نستطيع القول أنها أدت رسالتها على الوجه المطلوب تجاه تعزيز المواطنة وتحقيق الانتماء الوطني المنشود. وتتمثل أهم وظائف الأسرة فيما يلي: | |
| | | باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ، رؤية اجتماعية تحليلية الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 4:48 am | |
| أولاً: وظيفة التنشئة الاجتماعية: تمثل التنشئة الاجتماعية المبكرة للطفل وظيفة أساسية للأسرة، فمن خلال الأسرة يكتسب الطفل اللغة والعادات والاتجاهات والتوقعات وطريقة الحكم على الصحيح والخاطئ وتنسيق الحركات وأساليب إشباع الحاجات الأساسية 0 كذلك تتشكل لديه أنماط السلوك وتتطور شخصيته المتمركزة حول ذاته إلى شخصية اجتماعية (44) 0 وتتأثر عملية التنشئة الاجتماعية بالنظام الثقافي الشامل للأسرة، فالوضع الاقتصادي للأسرة يؤثر في تنشئة الأطفال وتربيتهم، فالحياة السوية تفي بالحاجات اللازمة لأفراد الأسرة من مأكل وملبس ومسكن واستمتاع بمتع الحياة المختلفة، بينما تتسبب الحياة القاسية الناتجة عن الفقر وشظف العيش في وجود الإحساس بالحرمان وما يترتب عليه من أنواع الحقد الاجتماعي والكراهية والعزلة الاجتماعية 0 ويمكن أن يكون الفرد المحروم وقوداً لأعمال التطرف والعنف 0 وقد يؤدي الإحساس بالحرمان إلى ضعف الانتماء (45) 0 كذلك يؤثر الوضع الثقافي والتعليمي للأسرة في تنشئة الأطفال وتربيتهم. فمستوى التفكير وطرقه الشائعة داخل الأسرة والميل إلى القراءة والإطلاع سواءً في الصحف أو الكتب أو الاستماع إلى الإذاعة والتلفزيون أو الاشتراك في المحاضرات والندوات، والتعرف على التغير والتطور الاجتماعي المحلي والعالمي وآثاره ونتائجه، كل ذلك يؤثر في تنمية الوعي الثقافي لدى الأفراد ويعمل على نموهم نمواً هادفاً يعينهم على سرعة التكيف مع الحياة ومعرفتهم لحقوقهم وواجباتهم 0كما يعتبر الوضع الاجتماعي للأسرة مؤثر قوي في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته، إن التركيب الاجتماعي للأسرة تبعاً لأعمار الأفراد ومراكزهم وأدوارهم يحدد بالتالي وضع الطفل ودوره في هذا التركيب، فهناك الطفل " البكري " الأول والطفل الأخير، والطفل الوحيد والطفل غير الوحيد، والطفل الذكر والطفلة الأنثى 0 والطفل كواحد من هؤلاء يحدد علاقته مع أفراد جماعته في ضوء نظرتهم إليه، واتجاهاتهم نحوه، وتوقعاتهم منه, وقد تكون جميعها من منطلق الرضا والابتهاج به أو من منطلق السخط عليه والتبرم من وجوده، ويؤثر ذلك كله في نوع العلاقة بينه وبين جماعته مما يؤثر بدوره في إحساسه بقوة عضويته، وفي شعوره بروح الجماعة وإحساسه بالانتماء 0 كما أن الوضع الديني للأسرة له أثر عميق في تنشئة الأبناء وتربيتهم، فالعلاقة بين أفراد الأسرة والبعد الديني تنعكس على درجة الإيمان والقيام بالعبادات والتمسك بالشعائر والتحلي بالخلق الحسن في القول والعمل 0 والأخذ بالقيم الإنسانية الفاضلة التي تدعو لحب الخير وكره الشر، وغرس الاتجاه التعاوني بين الناس والحرص على مصالحهم والكف عن إيذائهم 0 إن ذلك كله يدركه الطفل من خلال تفاعله مع جماعته المتدينة فينمو على نحو يمارس فيه العمل المنتج، ويحكم ضميره الذي نما في إطار ديني وخلقي سليم، في جميع مواقف الحياة في المجتمع، بينما ينمو الطفل في اتجاه مخالف إذا نشأ في جماعة تهتز فيها القيم الدينية والمعايير الأخلاقية السليمة، وتنمو معه بذور الشر و الانحراف الأخلاقي الذي تنعكس آثاره في مواقف الحياة في المجتمع (46) 0 إن هذه الأوضاع أو الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية وغيرها، التي يعكسها الإطار العام للعلاقات الأسرية، تلقي بضلالها على الحياة الأسرية، فتخلق جواً اجتماعيا ونفسياً يؤثر بشدة في تربية الطفل وتكوين ملامح شخصيته، فالأسرة قادرة على إمداد المجتمع بالمواطن الصالح الذي يتوفر لديه الشعور بالانتماء والذي يعي تماماً حقوقه وواجباته في المجتمع الذي ينتمي إليه بالعضوية 0 وتعتبر وظيفة التنشئة الاجتماعية من أهم وظائف الأسرة في الماضي والحاضر ولدى كل المجتمعات بمختلف أشكالها، وهي تعنى بنقل الموروث الثقافي للمجتمع عبر الأجيال وهي المعلم الأول الذي يتحمل العبء الأكبر في تربية الأفراد وتهيئتهم اجتماعيا ليكونوا أعضاءً صالحين في مجتمعهم 0 ولعل الأسرة ومن خلال علاقتها بالمجتمع ومن خلال هذه الوظيفة وأثرها في تدعيم الوعي الوطني والانتماء المجتمعي تستطيع أن تفعّل الجوانب التالية بين أفرادها: أ-تنشئة الأبناء على الفضائل والقيم الأخلاقية التي تجعل الفرد عضواً صالحاً في المجتمع مثل الصدق والمحبة والتعاون والإخلاص وإتقان العمل وغيرها، وتنمي فيهم أهمية المشاركة وخدمة المجتمع لأنه الذي هيأ لهم كل ما يحتاجون إليه 0 وهكذا تستطيع الأسرة أن تغرس في أبنائها مثل هذه الأخلاقيات والفضائل والعادات والقيم الاجتماعية التي تدعم حياة الفرد وهو يأخذ دوره في المجتمع ويدرك مسئوليته والتزاماته تجاه مجتمعة وأمته 0 ب-التفاعل الاجتماعي, حيث يتعلم الأبناء في محيط الأسرة الكثير من أشكال التفاعل الاجتماعي والذي تكون بداياته مع أفراد الأسرة، وهنا يبرز دور الأسرة في تكييف هذا التفاعل على النحو الذي يتوافق مع قيم المجتمع ومثله ومعاييره ويؤصل فيهم أبعاد المواطنة الحقيقية 0 ومن الأسرة تكون انطلاقة الأبناء في تفاعلاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين في المحيط الأكبر (المجتمع) فعلى قدر ما يكون التفاعل منضبطاً ومتوائماً مع ما يرتضيه المجتمع داخل الأسرة، على قدر ما يكون ذلك هو الهادي لسلوكهم وعلاقاتهم مع الآخرين في المجتمع الكبير 0 ج- غرس مفاهيم حب الوطن والانتماء, فالوطن هو تلك البقعة من الأرض التي ولدنا عليها ونموت فيها ونستمتع بخيراتها ونعيش في دفء أمنها ورعايتها، إنه ذلك الكيان الذي يلفنا تحت جناحيه ويمدنا بكل ما نريد، يرعانا منذ الصغر حتى نغادر هذه الحياة 0 ولأن الأسرة هي حضن الرعاية والاهتمام الأول والمعلم والمربي الأول والمصدر لكثير من جوانب التربية والمعلومات الجيدة التي تسهل على الفرد كيفية التعايش مع غيره في مجتمعه وبناء ذاته الخاصة به، فإنها قادرة على أن تغرس فيه معاني الوطنية وتحقيق الهوية الاجتماعية وحب الوطن 0 ويمكن للأسرة أن تشبع في أبنائها هذا الهدف بأساليب متعددة، فيعيش الأبناء في مجتمعهم مدركين لما يعنيه الوطن ولديهم الانتماء الحقيقي لهذا الكيان 0 وحتى ترسّخ الأسرة معاني الوطنية والانتماء لدى أبناءها بالشكل الصحيح يجب أن تكون هي نفسها، ومن خلال الأب والأم أكثر إدراكاً ووعياً لها قبل أن تنقلها إلى الأبناء 0 ومن الملاحظ أن مثل هذه المهمة تكون أكثر سهولة ويسراً عندما تكون المستويات التعليمية لأفراد الأسرة راقية ومتميزة، حيث تتمكن الأسرة من إيصال هذه المفاهيم إلى الأبناء بشكل صحيح 0 وتستطيع الأسرة أن تفعل هذا الدور بالأساليب التالية: 1) الشرح والتوضيح للأبناء في مراحل تعليمهم الأولى عما يتعلمونه من المواضيع ذات الصلة بالوطن من خلال مقرراتهم الدراسية، مثل الفوائد والحقوق التي يجنيها أفراد المجتمع عندما ينتمون إلى مجتمع واحد متماسك، ماذا يعني الانتماء الوطني للوطن، الخصائص والمزايا التي يتميز بها المجتمع عن غيره من المجتمعات، خصائص المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية وأثرها وانعكاساتها على المواطنين. 2) التذكير بالخدمات والمنجزات التي يقدمها المجتمع وأهمية المحافظة عليها, فهناك الكثير من الخدمات والحقوق التي يضمنها ويوفرها المجتمع لأفراده من أجل راحتهم وسعادتهم وإشباع حاجاتهم المتعددة مثل الطرق والمطارات والمنتزهات والحدائق والمدارس والجامعات والمستشفيات وغيرها. 3) التشجيع والدعم للأعمال المرتبطة بالوطن ومنجزاته, إن على الأسرة ومن خلال واجبات الأبناء وما يكلفون به من أعمال أن تحثهم على الحديث عن الوطن ومنجزاته من خلال مواضيع التعبير أو البحوث أو الإذاعة المدرسية أو الأعمال الدراسية الأخرى، ويتمثل دورها في مساعدتهم في اختيار هذه المواضيع وتوفير ما يحتاجونه لإنجازها والقيام بها، وهذا يربط الأبناء بالوطن أكثر ويعمق معرفتهم به. 4) الحث على الاستخدام الأمثل والتعامل الحسن لمنجزات المجتمع, فالوطن يقدم الكثير من المنجزات ويهيئ الكثير من الخدمات ومن الواجب المحافظة عليها وعدم العبث بها. إن بإمكان الأسرة أن تغرس في نفوس الأبناء أن المحافظة على المرافق والاستفادة منها كما ينبغي يعتبر من حب الوطن والولاء له، وأن تدميرها والعبث بها تجاهلاً لما تعنيه المواطنة الحقة من أهمية الوفاء بالمسئوليات الاجتماعية. 5) احتواء المنزل على أشياء تمثل الوطن, فهناك الكثير من الأشياء والرموز التي تذكر بالوطن ومنجزاته وتغرس في الأبناء حبه والولاء له. إن وجود مثل هذه الرموز التي تمثل الوطن في المنزل تشد الأبناء أكثر إلى مجتمعهم وتجعله منهم في القلوب مثل علم الوطن أو شعاره أو الخريطة التي تبين موقعه من العالم وحدوده ومناطقه ومدنه وقراه حيث تكون هذه الرموز بمثابة الكتاب المفتوح الذي يطلعون عليه في دخولهم وخروجهم كما يمكن أن يحتوي المنزل على بعض الصور التي تمثل أجزاء الوطن ومنجزاته وما يتميز به من خصائص طبيعية واجتماعية وثقافية.
| |
| | | باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ، رؤية اجتماعية تحليلية الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 4:48 am | |
| ثانياً: وظيفة المراقبة: تعتبر هذه الوظيفة امتداداً لوظيفة التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة والتي لا تتوقف ولا تتقيد بمرحلة عمرية معينة. فالأبناء حتى وإن كبروا فلا يزالون بحاجة إلى توجيه وتوعية من قبل الأسرة والتي لا يتوقف دورها في التنشئة الاجتماعية حتى وإن تزوج الأبناء واستقلوا عنها، فهم لا يزالون ينشدون العون والتوجيه في كثير من المواقف. إن دور المراقبة الأسري دور مهم في التنشئة الاجتماعية لضمان الانضباط والالتزام والتقليل من التجاوزات قدر الإمكان، والمراقبة هنا تعني ملاحظة سلوكيات الأبناء وتصرفاتهم من خلال العديد من المواقف التي يعايشونها لتكون وفقاً لأنظمة المجتمع وقوانينه وتشريعاته. ويمكن للمراقبة الأسرية أن تتم من خلال اتجاهين: الإتجاه الأول: ويركز على المراقبة الداخلية في المنزل، حيث تتابع الأسرة أبناءها داخلياً من خلال ملاحظة علاقاتهم ببعضهم البعض داخل المنزل ومدى التزامهم بالآداب والأخلاقيات والفضائل التي تربوا عليها. وعلى قدر ما يكون الالتزام في المنزل على قدر ما يكون التوقع بتمثل هذه الصفات والتي تمثل جانباً مهماً من جوانب المواطنة خلال الحياة العملية والمشاركة الاجتماعية. إن على الأسرة أن تشارك الأبناء الحديث والنقاش من خلال المواضيع الجيدة، فتستمع إليهم وتبدي رأيها بصراحة ووضوح حول ما يمكن أن يكون مجالاً للنقاش والحوار،. إن مثل هذا الحوار العائلي ودائرة النقاش الأسرية والتي تمثل حقاً من الحقوق التي تكفلها المواطنة لهم، توطد العلاقة بين الآباء والأبناء، وتجعل الأسرة هي المرجع الأول والأخير للأبناء والمصدر المهم للمعلومات حول القضايا التي تهمهم بما فيها قضايا الوطن. الاتجاه الثاني: ويرتبط بالمراقبة الخارجية والتي تعتبر من المهمات الشاقة في زمن تيسرت فيه سبل التواصل والاتصال لكنه قد يسهل في الأسر التي تقوم علاقاتها على الحب والصدق والتعاون. إن أول مهمات الملاحظة الأسرية هنا تتضح من خلال معرفة الأصدقاء من هم أصدقاء الأبناء ومع من يجتمعون خارج المنزل, ومعرفة الأماكن التي يرتادها الأبناء مع أصدقائهم سواءً للنزهة أو الاجتماع أو المذاكرة وملاحظة الزمن الذي يقضيه الأبناء خارج البيت في هذه الأماكن وكذلك النشاطات التي يمارسونها ومحاسبتهم عند ملاحظة التقصير أو الانحراف, وسؤالهم عن الفائدة التي تعود عليهم وعلى مجتمعهم من خلال هذه النشاطات ثالثاً: وظيفة الضبط الاجتماعي: إن الأسرة خير من يعلم الأبناء مراعاة معايير المجتمع وأنظمته وقوانينه والالتزام بها وعدم مخالفتها، وتبين لهم ما هو الصح وما هو الخطأ، ما هو الجائز وغير الجائز، ما هي الأفعال التي يكافأون عليها وتلك التي يعاقبون عليها، ما الذي يرتضيه المجتمع وذلك الذي لا يرتضيه، ما هي السلوكيات المرغوبة والمقبولة اجتماعياً وتلك التي لا يقبلها المجتمع. وقبل الخروج إلى المجتمع الكبير يتم ضبط السلوكيات داخل المنزل أولاً من خلال تعليم الأبناء قواعد السلوك الاجتماعي الذي يرتضيه المجتمع والذي يعني الالتزام بما يتضمنه مفهوم المواطنة، والذي يؤكد على أهمية معرفة القوانين والأنظمة والالتزام بها وعدم مخالفتها. رابعاً: العلاقة مع مؤسسات المجتمع: يتضح تعاون الأسرة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى من خلال تهيئة جميع أفراد الأسرة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وتجنيد كل الطاقات والإمكانيات واستثمار كل القدرات من أجل صالح المجتمع. إن قياس علاقة الأسرة بغيرها من مؤسسات المجتمع ومكانتها الاجتماعية يظهر جلياً بالقدر الذي تسهم به من خلال أفرادها في خدمة المجتمع حسب تخصصات الأفراد ومدى فعاليتهم في تحقيق الأهداف الاجتماعية المنشودة لهذه المؤسسات. ولأن الأسرة هي الوحدة الاجتماعية التي ترتبط بكل مؤسسات وهيئات المجتمع كون أفرادها يعملون في هذه المؤسسات كان لزاماً عليها أن تقوم بهذا الدور كما يجب. فالأسرة ومن خلال التنشئة الاجتماعية السليمة تمد المجتمع بالأفراد العاملين والذين يؤدون أعمالهم واضعين نصب أعينهم إرثاً ثقافياً ومنهجاً تربوياً تعلموه من أسرهم. وتستطيع المؤسسات التعليمية بتعاونها مع الأسرة تعزيز مبادئ الانتماء الوطني وتفعيل معنى المواطنة الصحيحة من خلال النشاطات والمشاركات الاجتماعية على مستوى البيت أو المدرسة أو المجتمع. ويركز تعليم المواطنة من خلال البيت والمدرسة على تنمية الإحساس بالواجبات الاجتماعية والمدنية وتشرب الفخر والاعتزاز بالوطن. كما أن للأسرة دور مهم ومميز في تهيئة الأبناء للمشاركة في كثير من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وتمثيل المجتمع على المستويات الداخلية والخارجية. وهنا يبرز دور الأسرة في تهيئة الأفراد لرفع اسم الوطن عالياً في المحافل الداخلية والخارجية عن طريق التشجيع وتوفير كل ما يحتاجه الأبناء ليسهموا في تمثيل وطنهم أصدق تمثيل من خلال مشاركتهم في الأنشطة المختلفة. وعاشت الأسرة التي تغرس في أبناءها تلك المسئولية الاجتماعية تجاه الوطن وتؤكد أن هذا واجباً وطنياً يجب أن يقوم به الأبناء خير قيام ليردوا لمجتمعهم جزء يسير مما يقدمه أو يوفره لهم. وعندما يعمل الأبناء بتفان وفاعلية في الأنشطة التي ترفع اسم الوطن عالياً فهذا دليل واضح على استشعارهم بأهمية المجتمع ومسئوليتهم تجاهه ولعل ذلك ما كان يتم إلا بتشجيع الأسرة وحثها الدائم للأبناء للمشاركة. فعندما تكون هذه الروح هي المسيطرة على الأبناء وعندما تكون الأسرة هي الداعم والموجه فإن المجتمع بخير. وتتضح هذه العلاقة أيضاً من خلال تفاعل الأسرة مع الأنشطة التطوعية التي تتم في المجتمع سواءً كانت خلال أيام معينة أو أسابيع والتي تنظمها بعض مؤسسات المجتمع. إن الهدف من الأنشطة التطوعية توعية أفراد المجتمع بأهمية مثل هذه الممارسات والمشاركات الاجتماعية التي يجب أن تكون جزءاً من حياة الناس في المجتمع لما تتضمنه من فوائد تعود على الفرد والأسرة والمجتمع ويعتادوا عليها بعد انقضاء الفترات المحددة، ويتضح دور الأسرة هنا من خلال الاستجابة والتفاعل مع الأنشطة وتوجيه الأبناء وحثهم على مشاركة المجتمع والاستجابة لنداءه.ومن هنا يبرز دور الأسرة في ربط الأبناء بالمجتمع، فالمشاركة بفاعلية في هذه الأنشطة دليل على الاهتمام بالوطن وما يحتويه والإحساس بأن ما هيء في هذا الوطن هو للمواطن وعلى المواطن أن يراعي مسئوليته تجاه وطنه. وتعتبر الأسرة والمدرسة من المؤسسات التي تستطيع تحويل العمل التطوعي إلى سلوك اعتيادي لدى أفراد المجتمع من خلال تأكيد وتأصيل مفاهيم العمل الإنساني والذي يعود بالفائدة على المجتمع. خامساً الوظيفة الأمنية: تعتبر الأسرة جزء من مؤسسات المجتمع التي لا يمكن أن يتم الأمن أو يستتب في المجتمع دون تعاونها مع جهات الاختصاص الأمني، فهي صمام الامن والامان في المجتمع. فالتعاون مع المؤسسات الأمنية يمثل الدعم القوي لكبح الجريمة والتقليل من العدوان في المجتمع وتستطيع الأسرة أن تقوم بدور شرطي المجتمع الأول، فتحافظ على أمن المجتمع بتعاونها مع الجهات الأمنية ومتابعتها لمدى التزام أبناءها وتطبيقهم للوائح والأنظمة في المجتمع. ويبرز الدور الأمين للمواطن باعتباره رب الأسرة والجار وقائد المركبة والمسئول، فهو رجل الأمن الأول الذي يحافظ على أمنه وأمن مجتمعه في ظل التغيرات المتسارعة التي يعيشها المجتمع. ويتعزز هذا الدور بتكثيف الجانب التوعوي واللقاءات المنظمة بين الأسر وأفرادها ومسئولي الأجهزة الأمنية في المجتمع بين فترة وأخرى، إلى جانب ما يتم عبر مؤسسات التعليم المختلفة والزيارات المتبادلة مع القطاعات الأمنية المختلفة. هذه اللقاءات التي تعرف الأبناء باللوائح والأنظمة والجوانب الأمنية المختلفة فينشأ الأبناء وهم على دراية وعلم بما يضبط السلوك والأفعال في المجتمع وما هو الصح والخطأ من التصرفات وكيف يمكن لأبناء المجتمع على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم المساهمة في أمن المجتمع ورعايته. ومن المعروف أن أجهزة الأمن بمفردها غير قادرة على مكافحة الجريمة ولابد من تعاون ومؤازرة مؤسسات المجتمع الأخرى بما فيها الأسرة. ويتضح دور الأسرة في تفعيل مساهمة أفرادها في أمن المجتمع والمحافظة عليه من خلال تعاونها مع المؤسسات الأمنية في الجوانب التالية: 1- تعويد الأبناء على طاعة القوانين والأنظمة واحترامها والامتثال لأوامرها. 2- التبليغ عن الحوادث والجرائم والمخالفات. والأسرة تستطيع أن تؤكد على أبناءها في مثل هذا الموقف أن هذا واجباً وطنياً على كل فرد من أفراد المجتمع. 3- الاستعداد لتقديم العون والمساعدة للجهات الأمنية عندما تطلبها والحرص على تقديم المعلومات المفيدة لرجال الأمن. 4- عدم التستر على المجرمين وكشف هويتهم وأماكنهم والإدلاء بما يمكّن رجال الأمن من ملاحقتهم والقبض عليهم حتى لو كانوا من الأقارب أو الأصدقاء. 5- تنبيه الأبناء إلى أخطار الجرائم والسلوكيات المنحرفة على الفرد والأسرة والمجتمع وضرورة إشعار الأسرة بكل صغيرة وكبيرة يمكن أن تؤدي بهم إلى الانحراف أو اقتراف الجرائم. 6- المتابعة لما يقدم في وسائل الإعلام حول أمن المجتمع والجرائم وكيفية الوقاية منها والتصدي لها. 7- اتخاذ الإجراءات الوقائية الأمنية قدر الإمكان في البيت والسيارة والشارع ومكان العمل والمدرسة وغيرها. 8- التفاعل مع الأنشطة التوعوية التي تقدمها المؤسسات الأمنية سواءً من خلال الأسابيع الأمنية أو التوعية المباشرة من خلال المؤسسات الاجتماعية كالمدرسة أو النادي أو الجمعيات الخيرية أو برامج التوعية التي تبث من خلال وسائل الإعلام المختلفة. ولا تقتصر عمليات غرس قيم الانتماء والمواطنة على الأسرة فحسب, بل إن النظام التعليمي يلعب دوراً محورياً في تدعيم المواطنة لدى الشباب من خلال المؤسسات التعليمية المختلفة, وهنا كان ولا بد من الإشارة إلى هذه المؤسسات للعلاقة القوية بينها وبين الأسرة في تعزيز قيم المواطنة بين أفراد المجتمع. فالمدرسة تلعب دوراً حيوياً في تدعيم قيم المواطنة، ولقد أدرك الباحثون مدى أهمية المدرسة في القيام بهذا الدور، ذلك الدور الذي يؤدى من خلال المناخ العام للمدرسة، إلى جانب الدور الهام الذي تلعبه المقررات الدراسية عن طريق محتواها يمكن إيصال وتغيير عدد من المفاهيم والقيم الأساسية في المجتمع (47) 0 والمدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع عن قصد ووظيفتها الأساسية تنشئة الأجيال الجديدة مما يجعلهم أعضاءً صالحين في المجتمع الذي تعدهم له وتعنى المؤسسة الاجتماعية تنظيماً اجتماعياً وشكلياً، بمعنى أن له أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، وهذا التنظيم يحدد العلاقات القائمة بين الأفراد المنتمين إليه لتحقيق أهدافه، فالمدرسة على هذا الاعتبار لها كيانها الاجتماعي المقصود، والمدرسة كمؤسسة اجتماعية تتضمن حقوقاً وواجبات داخل الإطار الاجتماعي العام تحددها علاقاتها بغيرها من المؤسسات الاجتماعية (48) 0 لهذا تعد المدرسة ضرورة اجتماعية، لجأت إليها المجتمعات لإشباع حاجات نفسية وتربوية، عجزت عن أن تؤديها بيئة الأسرة، بعد تعقد الحياة, فأصبحت المدرسة مؤسسة تربوية يتلقى فيها التلاميذ العلم والمعرفة ويتعودوا فيها الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية والتفاني واحترام القانون، والتمسك بالحقوق وأداء الواجبات والعمل بروح التعاون والتخلي عن الأنانية، وضبط الانفعالات, والولاء للمجتمع الذي يعيشون فيه (49) 0 وإحقاقا للحق يمكن القول أن النظام التعليمي الذي نستطيع أن نحافظ به على هويتنا، هو التعليم الذي يعمق الهوية ويغرس الانتماء والولاء للوطن ثم للأمة الإسلامية، وفي الوقت نفسه المحافظة على أمن المجتمع من أخطار العولمة، وهذا التعليم الذي ننشده لابد أن يقوم على الركائز التالية في المستقبل المتطور: 1ـ تدعيم الهوية وتعميق الانتماء: إن الاختراق الثقافي، يتطلب من النظام التربوي أن يؤدي دوراً أكثر فاعلية في تعزيز الهوية وتعميق الانتماء والاعتداد بثقافة الأمة كما يلزم ترسيخ عقيدة الإيمان بالله وترسيخ أن الإسلام منهج شامل للحياة في جميع جوانبها 0 2ـ تربية المسئولية الاجتماعية: من خلال تعزيز وتنمية شعور الناشئة بالمسئولية الاجتماعية وذلك من خلال حس الفرد، وشعوره, وتأكيد دوره ومسئوليته تجاه المجتمع 0 والمسئولية الاجتماعية تنمو عند الفرد من خلال إدراكه لعقيدة الأمة وتاريخها وتشرب ثقافتها وقيمها وبذلك يكون التأكيد على تكثيف التربية الإسلامية والمعارف التاريخية والجغرافية من أولويات النظام التربوي لتعزيز ارتباط الفرد بالمجتمع 0 3ـالتربية الشورية: إن التربية الشورية خيار لا مناص منه في عصر العولمة وتدفق المعلومات واتساع شبكة الاتصال، ومن ثم لابد أن تتلاشى كل مظاهر التربية التسلطية، وأن تصبح العلاقة داخل المؤسسات التعليمية قائمة على التقدير والاحترام والحوار 0 والتربية الشورية مطلب شرعي وحق فطري وهو شرط أساس لرعاية الإبداع والتشجيع عليه، كما أنها مطلب أمني من أجل مشاركة الجميع في حفظ الأمن والنظام داخل الدولة 0 4-تربية الإعداد للحياة: من سمات النظام التربوي الناجح أن يعُد الفرد للتأقلم والتكيف مع المتغيرات الثقافية والاجتماعية، والذي يزود أفراده بمهارات التفكير المنظم، وأساليب فهم المشكلات وعلاجها 0 ويُعد تحسين مخرجات التعليم جزءاً وقائياً يوفر على المؤسسات الأمنية كثيراً من طاقاتها ونفقاتها 0 5- تربية الإبداع: فالثورة المعاصرة هي ثورة المعلومات وتعتمد على العقول البشرية المتفوقة التي تستطيع أن تولد المعلومات حول شؤون الحياة، ودون رعاية هذه العقول وتحسينها لا تستطيع الصمود في عصر العولمة 0 6-تربية الترابط والتكامل: من المهم أن تسعى التربية الناجحة إلى تنمية وتعزيز العلاقات والمشاعر، و تعزيز علاقات التكامل والتساند والتآزر بين أبناء الأمة، ومثل هذا الاتجاه يعمل على تعزيز الهوية والاعتداد بها ويحُد من آثار العولمة الاقتصادية والثقافية والأمنية 0 7-وحدة المناهج: إن توحد المناهج التعليمية، يسهم في تخريج أجيال أقوياء تنتمي إلى الأمة، وتعطي ولاءها الكامل لها 0 وقد أثبتت الأحداث التاريخية، أن بعض خريجي المدارس الأجنبية والمناهج الوافدة هم قادة حركات التمرد، وهم الذين يشنون الحملات على الثقافة الوطنية (50) 0 وعلى الرغم من أهمية دور الأسرة والمدرسة في تدعيم قيم المواطنة في ظل تحولات العولمة, فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر دور الإعلام في تعزيز قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحولات العولمة وثورة الاتصالات. فلقد أصبح الإعلام يلعب دوراً فعالاً ومؤثراً في تشكيل حياة الإنسان وكيانه والبيئة التي يعيش فيها، وإذا كانت هذه الوسائل تعتبر عنصراً حاسماً ومهماً للدولة الحديثة، فهي كذلك آلية أو وسيلة مهمة تنتقل من خلالها المجتمعات التقليدية نحو التقدم والرقي (51) 0 ولقد أدى النمو والتطور الهائلان في علوم الاتصال في السنوات الأخيرة إلى مضاعفة تأثير وسائل الإعلام في صياغة ثقافة أي شعب من الشعوب بصفة عامة والثقافة السياسية بصفة خاصة 0 فقد أفضى التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال إلى إحداث تغيرات عميقة في عملية التنشئة الاجتماعية بحيث أضعف هذا التطور من تأثير عمليات الاتصال الشخصي، في الوقت الذي تضاعفت فيه قدرة وسائل الإعلام في تشكيل القيم والاتجاهات الخاصة على المدى البعيد (52) 0 وتساعد وسائل الإعلام على نشر الثقافة الوطنية وتعميق تصور أفراد المجتمع لدورهم في المجتمع، والقيام بدور واقعي في صنع القرارات ودعم فكرة المواطنة المسئولة، فلقد أوضحت الدراسات أن تعرض الأطفال لوسائل الإعلام – وبخاصة التلفزيون – يؤثر على تنشئتهم، فاليوم ينمو الأطفال في عالم حولته ونقلته وسائل الإعلام إليهم، حتى أصبح التلفزيون اليوم وغيره من وسائل الإعلام مسئولاً عن تعليم المواطنة للطفل، فهذه الوسائل هي المصدر الرئيس للمعلومات السياسية لصغار السن، وهي الأدوات التي تشكل الآراء والاتجاهات الجديدة للشباب (53). توصيات الدراسة: 1- تشكل الأسرة مع بقية المؤسسات المتعددة من المدرسة ووسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات الدينية نمط حياة أفراد المجتمع، ومنهم الشباب، ومن ثم فإن دور الأسرة مع أهميته لا يكون فاعلاً إلا بتكاتف الجهود مع جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الحياة الاجتماعية 0 2- تفعيل الجهود في كافة المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية لترسيخ قيم الانتماء للوطن والمواطنة والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في المجتمع 0 3-ضرورة إشباع الحاجات الأساسية للأفراد وكل الطبقات، وتقليل حدة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بينهم 0 فلا شك أن شعور الأفراد بالعدل الاجتماعي وتكافؤ الفرص الاجتماعية يؤدي إلى تدعيم قيم الانتماء والمواطنة لديهم 0 4-وجوب اهتمام الأسرة بأبنائها ورعايتهم من جميع النواحي وعلى الوالدين الاهتمام بأبنائهم ومتابعتهم، ومناقشتهم لمعرفة ما يدور في أذهانهم، وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة التي تغرس في نفوسهم حب الوطن والانتماء له واحترام النظام الاجتماعي 0 5-قيام المؤسسات التعليمية بإعداد الطلاب بتسليحهم بالعقيدة الصحيحة، وتحصينهم من المؤثرات الفكرية الضالة التي تعمل على هدم مجتمعهم وتبصيرهم بالمخاطر المتوقعة في ظل تحديات العولمة 0 6-التكثيف من البرامج الإعلامية التي تحث على القيم الفاضلة ولا سيما قيم الانتماء والمواطنة 0 7-بناء إستراتيجية إعلامية تعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان، باعتبار أن احترام حقوق الإنسان هي من أهم الآليات لتدعيم قيم المواطنة لدى الشباب
| |
| | | | دور الأسرة في تنمية قيم المواطنة لدى الشباب في ظل تحديات العولمة ، رؤية اجتماعية تحليلية | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |