ثقافة الشباب بين تحديات الانترنت وعجز الدولة
يوسف ورداني
تنطلق الورقة من فرضية أساسية مفادها تعاظم الدور الذي يقوم به الانترنت في مجال تشكيل ثقافة الشباب العربي، وعجز مؤسسات التنشئة التقليدية وأجهزة الدولة المعنية بالشباب عن التعامل مع التحديات التي يفرضها هذا الدور.
ذلك أخذاً في الاعتبار تعدد الوسائل المستخدمة في مجال الفضاء الالكتروني، وتباين نسب استخدام الشباب للانترنت باختلاف متغيرات النوع، والسن، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي، ودرجة التعليم ومعدل إتقان اللغات الأجنبية.
وتحاول الإجابة على الأسئلة التالية: هل يعكس الانترنت ثقافة الشباب التي عجزت أجهزة الدولة الرسمية عن التعامل معها، أم أنه يسهم في تشكيل ثقافة جديدة خاصة بهم؟ هل يعود نشاط الشباب المتزايد على ساحة الفضاء الالكتروني إلي الرغبة في التنفيس عن الكبت الذي عاني منه الشباب نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في بلادنا العربية أم أنه اتجاه نحو تشكيل حركة اجتماعية جديدة يقودها الشباب على الانترنت؟ وأخيراً ما هي الآثار الإيجابية والسلبية لدور الانترنت على ثقافة المجتمع العربي؟
وبناءً على هذا تنقسم الورقة إلي أربعة أجزاء رئيسية يعرض الأول الأسباب المختلفة التي دفعت الشباب إلي استخدام الفضاء الالكتروني والانصراف عن الأشكال التقليدية للمشاركة ، ويناقش الثاني للآثار التبادلية بين الانترنت والثقافة في العالم العربي، ويتناول الثالث أٍسباب فشل العمل العربي المشترك في مجال الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في تشكيل ثقافة الشباب، ويحلل الرابع أٍسلوب عمل الأجهزة الوطنية المعنية بالشباب في الدول العربية، وتلقي الخاتمة الضوء على أبرز السيناريوهات المستقبلية للعمل الشبابي على الانترنت.
أولاً: الفضاء الالكتروني: المجال مفتوح للجميع
يمتاز مجال الفضاء الالكتروني بأنه مجال مفتوح يشارك فيه الجميع بغض النظر عن أية اختلافات بينية قد تنبع من اعتبارات الجنس أو اللغة أو الدين أو العرق، فالأصل هو المساواة في الاستخدام، كل يختار ما يريد في الوقت المناسب وبالطريقة الملائمة. وفي هذا الإطار الأوسع، تعددت الأسباب التي دفعت الشباب إلي الانصراف عن الأشكال التقليدية للمشاركة العامة والنزوع إلي التواجد الافتراضي ، ويمكن هنا التفرقة بين ثلاث مستويات متداخلة من التحليل:
المستوى الأول، والذي تمثل منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين في الرغبة من الاستفادة من المزايا الهائلة التي تطرحها الشبكة العنكوبتية من حيث سهولة الحصول على المعلومة المتوافرة على مواقع البحث الشهيرة، ورخص التكلفة المترتبة على استخدام البريد الالكتروني كوسيلة سريعة لنقل المعلومة من وإلي المتلقي، والإمكانيات الهائلة التي أتاحتها غرف المحادثة للشباب من الجنسين والذين وجدوا فيها منفذاً لاستثمار أوقات فراغهم بعد أن عجزت الدول العربية عن ملئه بأنشطة مفيدة وجاذبة، وأخيراً توجه بعض الشباب لاستخدام معرفة أساسيات البحث على الانترنت كأحد عوامل الترقي والصعود الاجتماعي.
والمستوى الثاني المتعلق بدرجة الحرية غير المسبوقة الموجودة على الانترنت، والتي دفعت الشباب العربي إلي المشاركة الفعالة في مناقشة قضايا الشأن العام والتعبير عن نفسه بكل حرية بمنأى عن قيود البيئة التسلطية التي رسختها معظم النظم الحاكمة. فأتاحت هذه البيئة الجديدة فرص جديدة لم تكن موجودة للشباب المهمش والشباب المنتمي إلي أقليات سياسية وعرقية.
وتمثلت الأدوات المستخدمة في هذه المرحلة في المواقع الالكترونية الشبابية، والمدونات التي عكست مختلف أشكال الطيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي الموجودة، على نحو تحول معه الفضاء الالكتروني إلي مجتمع مصغر يناقش نفس الأزمات والمشاكل لكن بدون تابوهات تقليدية أو قيود إلا ما يستحدثه الشباب أنفسهم من تنظيم لمواقعهم أو مدوناتهم. فاقتحمت هذه الأدوات تابوهات السلطة والدين والجنس على نحو أصبح معه المجتمع "مكشوفاً" ولا يوجد فيه محرمات. وتزامن ذلك بالطبع مع نشاط الفضائيات والصحف الخاصة التي شكلت تحالفاً مع شباب الانترنت لتعرية الدولة وكشف مشاكلها الحقيقة.
والمستوي الثالث الذي شهد زيادة التشبيك الاجتماعي بين المجموعات الشبابية المختلفة، وذلك بفضل الإمكانيات الهائلة التي وفرتها شبكة الفيس بوك، والتي انتقل بفضلها العمل الشبابي إلى آفاق جديدة من التعاون والتكامل المباشر سواء على المستوى الوطني أو الجماعي، حيث ظهرت آلاف المجموعات التي اعتمدت شعار "شارك إذا كنت مهتماً".
هذه المستويات لم توجد في فراغ، وإنما تأثرت بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في الدول العربية، والتي أسهبت كثير من الدراسات في الحديث عن أسبابها وكيفية تأثيرها على الشباب، والتي كان من أهمها فقدان الشباب الثقة في المؤسسات والأجهزة الحكومية، والصراع مع الأجيال الأكبر سناً، والبحث عن هوية جديدة للشباب في عالم يمتاز بالصراع بين الثابت والمتغير، المحلى والعالمي، والتواصل المستمرة مقابل الرغبة في الانكفاء والانعزال.
ثانياً: الانترنت والثقافة في الوطن العربي: من يؤثر على من؟
يعتبر جيل الشباب الحالي الجيل الأول الذي يتعامل مع تحديات عصر ما بعد الحداثة مع كل ما فرضه هذا العصر من تغيرات وتفاعلات انعكست في شتى مجالات الحياة. فقد ظهر هذا العصر مع أزمات اقتصادية حادة في العالم دفعت الشركات إلي تسريح أعداد كبيرة من العمالة لديها، وأزمات متتالية في الهوية والانتماء، وصراع بين القيم الثقافية الحاكمة للعالم، وإفراط شديد في الاعتماد على وسائل الإعلام والتكنولوجيا بالإضافة إلي التعامل مع بيئة مستقبلية غير مجددة المعالم. هذه البيئة فرضت على الشباب أنماط معينة من الحركة والقيم أثرت على سائر المسلمات التقليدية التي نحفظها عن ظهر قلب في مجتمعاتنا العربية.
لقد تعرضت عملية التنشئة الاجتماعية في الفترة الأخيرة إلي مجموعة من التفاعلات المستمرة، والتي نتج عنها تضاؤل الوزن النسبي لبعض مؤسسات التنشئة كالأسرة والمدرسة ووسائل العبادة وجماعات الأقران لحساب مؤسسات أخري استطاعت أن تجدد نفسها، وأن تخاطب قطاعات أوسع من المواطنين بحكم التطور الهائل في وسائل الاتصال الحديثة، ولعل أهمها الفضائيات ومواقع الانترنت التي ازدهرت بدرجة غير مسبوقة لتغطي غالبية الدول العربية.
وفي هذا الإطار، ظهر الانترنت بوصفه أحد أهم أدوات التنشئة الحديثة التي يكتسب من خلالها الفرد مجموعة من القيم الأساسية اللازمة لبناء شخصيته وتحديد اتجاهاته الحياتية. فلم يعد الانترنت فقط مصدر للمعلومات المجردة، بل أضحى ساحة للتفاعلات والتجاذبات بين القيم الموجودة في المجتمع والقيم الجديدة التي ظهرت نتيجة لظهور أشكال ومنافذ جديدة للتواصل بين الشباب على شبكة الانترنت لم تكن متاحة من قبل، ومنها المجموعات الحوارية والمدونات والشبكات الاجتماعية المختلفة كشبكتى الفيس بوك واليوتيوب. وهو الأمر الذي لاحظه شريف عوض في دراسته المنشورة عن "الشباب ومجتمع المعلومات" والتي جاء بها أن عملية الأنماط الرئيسية لعملية تداول المعلومات لا تتم في فراغ، وإنما تعتمد على البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية التي يوجد فيها ناقل المعلومة، والتي تحدد مجالات حركته واختياره لنوعية المتلقي.
وقبل الولوج في تحليل تأثير الانترنت على ثقافة الشباب وردود الفعل المعاكسة، أود أن أتوقف عند أربعة نقاط أساسية أراها جديدة بالملاحظة حتى لا يتم الوصول إلي تعميمات قد يجانبها الصواب:
أول هذه النقاط، أن الانترنت- شأنه كأى وسيلة تكنولوجية- سلاح ذو حدين يمكن تعظيم الاستفادة القصوى منه إذا ما تم استثماره وتوجيه طاقات الشباب عليه إلي أشياء مفيدة. كما يمكن أن يتحول إلي طاقة تدميرية تدمر المجتمع إذا لم يحسن توظيفه والتعامل مع الآثار السلبية الناتجة عنه.
وثانيها، أن الانترنت ليس كيان موحد بل هو مجموعة من الأدوات المختلفة التي يختار الشاب منها ما يناسبه اعتماداً على وضعه في لحظة تاريخية معينة من حيث المستوى التعليمي والاجتماعي للمستخدم ومعدل إتقانه للغات الأجنبية، ومن ثم اختلاف الوزن النسبي لهذه الأدوات باختلاف فئات الشباب المهتم، ومدى تعقد أو سهولة الوسيلة المستخدمة. حيث يلاحظ تزايد نسب اشتراك الشباب في شبكة الفيس بوك في مقابل قلة عدد المدونات على سبيل المثال.
وثالثها، أنه بالرغم من انتشار مقاهي الانترنت وبأٍسعار رخيصة في متناول شباب الوطن العربي، إلا أن هناك قطاعات كبيرة من الشباب ما زالت بمنأى عن استخدام الانترنت إما نتيجة لارتفاع معدلات أمية القراءة والكتابة في بعض أقطار الوطن العربي، أو بسبب وجود معوقات تمنع انتشار الانترنت في جميع المناطق السكنية، هذا فضلاً عن القيود المفروضة على بعض المواقع في بعض الدول الأخرى.
ورابعها، التفاوت الواضح في اهتمامات الشباب المستخدم للانترنت، فبالرغم من تركيز غالبية الشباب على المواقع الترفيهية وغرف المحادثة، إلا أن هناك اهتمامات أخرى لتبادل المعلومات رصدتها الدراسات كالمعلومات الدينية والجنسية والسياسية والإخبارية بصفة عامة. ويعطي هذا مؤشر على انعكاس الثقافات الفرعية للشباب الموجودة في المجتمع على ساحة الانترنت بحيث يصعب القول بوجود ثقافة واحدة جامعة للشباب في هذا المجال. وإذا كان ذلك هو الوضع داخل الدولة الواحدة، فأنه من المسلم به أيضاً عدم وجود ثقافة واحدة للشباب العربي على الانترنت، بالنظر إلي اختلاف الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل كل دولة، وهو ما انعكس ذلك في انضمام غالبية الشباب العربي إلي شبكات وطنية للتعارف (sNetwork) بدلاً من الشبكات المفتوحة التي تتيح انضمام أى جنسية إليها.
بناءً على العرض السابق، يمكن الإشارة إلي مجموعة من التأثيرات المتبادلة بين الانترنت والثقافة في وطننا العربي التي خلقت خليطاً جديداً من الثقافة أُطلق عليه "ثقافة دوت كوم"، أهمها ما يلي:
1. اضمحلال دور مؤسسات التنشئة التقليدية في تشكيل ثقافة الشباب، وذلك بفعل ضياع جزء كبير من أوقات الشباب في تصفح مواقع الانترنت والمشاركة في المجمعات الحوارية ومجموعات الفيس بوك، على نحو أفقد هذه المؤسسات جزءاً كبيراً من قدرتها على الرقابة على الأنماط السلوكية الجديدة الناتجة عن الاحتكاك مع العالم الخارجي، وترك ذلك لآليات التصحيح الذاتي الذي يقوم بها كل شاب على حدة اعتماداً على تجربته الشخصية. وتزامن ذلك مع اتجاه بعض الشباب إلي الانعزال عن مجتمعاتهم، والانكفاء خلف جهاز حاسب آلي يمثل أداة الاتصال الأساسية إن لم تكن الوحيدة مع العالم الخارجي.
2. تراجع استخدام اللغة العربية الفصحى لصالح اللغة العامية، بل والاتجاه نحو استخدام مزيج من الحروف والأرقام الإنجليزية بدل من الحروف العربية خاصة على مواقع المحادثة وشبكات التعارف. وتفاوتت تفسيرات المختصين، ففي حين أرجع د. على صلاح محمود مؤلف دراسة "ثقافة الشباب العربي" ذلك إلي شعور الشباب بالاغتراب والرغبة في التمرد على قيود الآباء، رأى د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن تكرر معدلات ظهور لغات جديدة بين الشباب هو أمر طبيعي يحدث من مدة لآخرى، وأن الانترنت ليس وحده هو المسئول عن تلك الظاهرة، حيث استخدام اللغة الأجنبية كلغة تعامل في بعض أماكن العمل وتردي التعليم واستعمال الدراما لألفاظ شاذة عن اللغة.
والملاحظ أن هذا هذه الإشكالية هي جزء من حوار أوسع بين المختصين والمهتمين، حيث يرى الغالبية أن اللغة الإنجليزية ستظل هى اللغة المهيمنة على تفاعلات المجال الالكتروني خلال العقود القليلة المقبلة، بينما يرى البعض أن الانترنت سيتيح فرصاً أكبر لازدهار اللغات الأخرى بينما سيؤثر على نوعية المحتوى الالكتروني. وعزز من الاتجاه الثاني بدء الاتجاه مؤخراً إلي استخدام رموز غير إنجليزية في عناوين المواقع الالكترونية.
3. تضاؤل دور الكتاب والصحف الورقية كأحد أهم مصادر تشكيل ثقافة الشباب لصالح المواقع الالكترونية والقيم المكتسبة من خلال الانترنت، وهو ما دفع دور النشر والصحف العالمية إلي إصدار طبعات الكترونية لها، وربما بشكل مختلف عن النسخة الورقية، وهو الاتجاه الحالي لمعظم دور النشر والصحافة العربية، وإن كان لم يصل إلي درحة تقديم نسخ مغايرة لما هو منشور ورقياً.
4. تعميق شعور الحيرة ما بين المحلي والعالمي، فنتيجة للانفتاح الهائل على وسائل الاتصال الحديثة والتفاعل مع التكنولوجيا القادمة والتدفق الإعلامي والمعلوماتي ظهرت مجموعات شبابية مناصرة لإدماج القيم الغربية في المجتمعات العربية من أجل الإسراع في خطى التقدم بها، ومجموعات أخرى تطالب بالانعزال عن وسائل التكنولوجيا الحديثة وحماية الهوية العربية من القيم الغربية الدخيلة على المجتمعات العربية . وبين هذين الاتجاهين، ظهر تيار الوسطية الذي يرى أهمية دمج الاتجاهين بما ينعكس في النهاية على عملية التحديث والتقدم في الوطن العربي.
5. سرعة إبراز التناقضات والاختلافات دون التركيز على عناصر الوحدة والتجمع. فقد كشفت أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة أوائل عام 2009 عن تبلور حالة من الاستقطاب الحاد بين دعاة المصلحة الوطنية وأنصار الهوية العربية، وهو ما ينذر مستقبلاً بانغماس الشباب في الصراعات العربية البينية التي وجدت لنفسها عبر الانترنت منفذاً جديداً للانتشار، وإمكانية انتقال ذلك إلي المشاريع والتجمعات الشبابية المشتركة.
وبالإضافة لهذه التأثيرات السلبية للانترنت على ثقافة الشباب العربي، فأن هناك مجموعة من العناصر الإيجابية التي أدت إليها التغيرات المتسارعة في مجال الفضاء الالكتروني، ومن أهمها ما يلي:
1. كسر احتكار مجموعات شبابية معينة للعمل الشبابي في الدول العربية إما نتيجة لصلاتهم مع المسئولين عن الأجهزة الحكومية المعنية بالشباب أو لاعتبارات سياسية أو طائفية منعت دمجهم كمشارك كامل في صنع القرارات الشبابية واتخاذها. وتم ذلك عن طريق إتاحة الانترنت لمنافذ جديدة للتعبير يصعب احتكارها والسيطرة عليها، وبحيث يتم التعبير عن جميع أصوات الشباب في إطار ديمقراطي بناء.
2. تغير النظرة للشباب من متلقي إلي مشارك في صنع القرارات. وبدون التضخيم في نسبة هذا التغير، إلا أنه من الملاحظ حرص غالبية الصحف والمواقع الالكترونية الإخبارية على فتح خاصية التعليق على جميع محتوياتها، وهو ما أتاح الفرصة للشباب -بوصفهم غالبية مستخدمي الإنترنت - للدخول بقوة في هذا المجال والتعبير عن وجهة نظرهم تجاه القضايا المطروحة وطريقة التعامل الحكومي معها، بحيث يتم الاستفادة من هذه المدخلات وإعادة تدويرها لتنعكس فيما تبثه الفضائيات من أخبار وتحليلات فيما بعد.
3. زيادة التشبيك الشبابي العربي من خلال تكوين تجمعات شبابية عابرة للحدود الوطنية. وبالرغم من أنه لا يوجد حصر واضح بأهم هذه المجموعات ونطاقات عملها والمعوقات التي تواجهها، إلا أنه يمكن الحديث عن عدة مجموعات شبابية نشطة في هذا المجال منها مجموعة "شباب بلا حدود"، ومجموعة تواصل للتنمية الشبابية، ومؤسستي نسيج واقتدار للعمل الشبابي.
4. بدء الانفتاح على الشبكات الدولية النشطة في مجال الشباب، وأهمها الشبكة الأورومتوسطية للشباب. وساهم ذلك في توضيح بعض المواقف العربية والأسس الثقافية والاجتماعية المختلفة خلفها. وقاد هذا التحرك النخبة الشبابية العربية التي تتوافر لها مقومات التنافس العالمي من خبرات ميدانية وتعليمية متميزة.
وبالرغم من ديناميكية تأثير الانترنت على ثقافة الشباب والعمل الشبابي المشترك، إلا أن الملاحظ هو محدودية نجاح المؤسسات الرسمية العربية في التعامل مع هذه التحديات، سواء كان ذلك على المستوي الجماعي أو المستوى الوطني.
ثالثاً: إخفاق العمل العربي المشترك
خلت الوثائق الرسمية للعمل الشبابي العربي من أى إشارة إلي دور الانترنت وتكنولوجيا المعلومات في تشكيل ثقافة الشباب. فلم تتضمن الإستراتيجية العربية المعدلة للشباب والرياضة في 2001 أى إشارة إلي هذا المحور، كما لم يشمل مشروع "العقد العربي للشباب" الذي اقترحته سوريا خلال الفترة من 2008-2017 ضمن محاوره الستة المقترحة أى إشارة إلي عنصر تكنولوجيا المعلومات، وهو ما حدا بمصر إلي طلب إضافة محور خاص بهذا الموضوع يركز على ثلاثة عناصر: يشمل الأول إنشاء قواعد بيانات خاصة بالقيادات التنفيذية العاملة فى حقل الشباب، والجمعيات الأهلية الشبابية، والقيادات الطبيعية والمدربين من الشباب فى الدول العربية. ويتعلق الثاني بإتاحة الإطار المؤسسي للتشبيك بين المواقع الالكترونية الشبابية العربية على الشبكة العالمية للمعلومات (الانترنت)، وبحيث يكون هناك عدة مواقع شبابية عربية رئيسية متخصصة فى تقديم الخدمات الشبابية. ويطالب الثالث بضرورة رصد الأنماط الجديدة لاتجاهات الشباب العربي على الانترنت، ودراسة أفضل السبل للتعامل معها.
وتزامن ذلك مع الدعوة إلي إدماج المكون الثقافي ضمن محور الإعلام بما يمكن من إتاحة الموروث الثقافي والحضاري العربي فى الإنتاج والنشاط الثقافي للشباب بشكل يسهم فى تعميق ارتباطه وانتمائه وفهمه لجذور ثقافته وحضارته، وبما يحافظ على هويته ويحفظها من الذوبان فى طوفان الثقافات الوافدة من الخارج عبر أدوات ثورة التكنولوجيا والاتصالات، وكذلك استحداث الوسائل الخاصة بإبراز الأبعاد الثقافية والقيمية للشباب العربي لنظرائه من شباب الدول الأجنبية.
غير أن هذه العقد الشبابي المقترح لم يدخل بعد حيز التنفيذ، كما لم تظهر أية بوادر لمشروع سياسة عربية موحدة للشباب يتم إعداد مسودتها الأولي بواسطة إدارة الشباب والرياضة بجامعة الدول العربية، ويتم النقاش عليها بواسطة شباب الوطن العربي. وكرد فعل على هذا الفشل، لجأ الشباب العربي إلي تكوين تجمعاتهم الموازية مستفيدين من بعض النوافذ المفتوحة والملتقيات التي يتم تنظيمها دورياً في إطار جامعة الدول العربية ومنتدى الإصلاح بمكتبة الإسكندرية وملتقي الفكر العربي الذي يشرف عليه الأمير الحسن، والتقنيات التي وفرها الانترنت والتي جمعت بين أطياف الشباب العربي.
في هذه الملتقيات انقسم الشباب المشارك إلي شباب راغب في المشاركة الفعالة وتقديم النموذج من خلال تحويل الأفكار والمبادرات المطروحة إلي برامج عمل واقعية يتم ترجمتها على أرض الواقع بعد إعادة تدويرها على الانترنت وتلقي ردود الأفعال بشأنها، وشباب سلبي من محتكري أو محترفي المشاركة في هذه التجمعات الذين يشاركون لمجرد لقاء الأصدقاء وإثبات الحضور. وفي إطار التعميم السابق، لاحظ الباحث مجموعة من الملامح غير المرئية التي ميزت ثقافة الشباب العربي المشارك في هذه التظاهرات، وأهمها ما يلي:
1. غياب الثقة المتبادلة وسيطرة الريبة على تعاملات الشباب النشط في منظمات المجتمع المدني مع غيرهم من الشباب المنتمي للأجهزة الحكومية الرسمية. هذه الثقافة إذا لم يتم إيلاء الجهد الكافي لمناقشتها، سيكون لها آثار وخيمة على العمل الشبابي في الدول الوطنية في المستقبل، حيث غياب التنسيق الكافي والعمل في إطار جزر منعزلة بما يعوق عملية التنمية والتقدم اللازمين. وينبغي ملاحظة أن هذه الثقافة هي انعكاس لمشكلة أضخم في مجتمعاتنا العربية حيث غياب الثقة بين جميع الأطراف، والاستقطاب الحاد بين المشاركين في العمل العام إما باتجاه الحكومة والأحزاب الحاكمة أو ناحية المعارضة.
2. الحيرة بين اعتبارات الهوية الوطنية الضيقة وأحلام القومية العربية الفضفاضة، فبعيداً عن الآراء المتوازنة لفئة قلية من الشباب التي ترى إمكانية التوفيق بين اعتبارات السيادة الوطنية والعمل البيني المشترك، ظهر إلي السطح انقسامات حادة بين الشباب العربي باتجاه إحدى النقيضين "إما وإما". وكشفت أزمة غزة الأخيرة بجلاء عن هذه الانقسامات حيث اتهامات التخوين والعمالة هى السائدة. ساعد على هذا التقدم الهائل الحادث في وسائل الاتصالات، والتي أتاحت الفرص لمختلف فئات الشباب لإبداء الرأى والتعليق على الأحداث سواء على صفحات الفيس بوك الخاصة بهم، أو ساحات النقاش في المجموعات المهتمة بذلك، وغيرها من المواقع الإخبارية ومواقع الصحف التي تتيح خاصية التعليق الالكتروني على محتواها. لقد كان الانترنت هو العامل الأهم في ظهور هذه الانقسامات إلي المقدمة للمرة الأولي منذ فترة طويلة اقتصر الحوار فيها وسائل الاتصال التقليدية من صحف ومجلات وبرامج تليفزيونية محلية.
3. التناقض بين الرغبة في ممارسة الحرية الكاملة التي يتيحها المجال الالكتروني، والحرص على عدم خلخلة القيم والثوابت الموجودة في المجتمعات العربية. وقد تمثل ذلك في اتجاه براجماتي عبر عنه بعض الشباب في إطار تخوفات الكبار المستمرة من أن يتحول الشباب إلي عامل هدم لا بناء. وظهر ذلك في البيان الختامي الذي رفعه الشباب العربي المشارك في المنتدى الثالث للشباب العربي الذي نظمته مكتبة الإسكندرية خلال الفترة من 28 فبراير – 1 مارس 2008 إلي مؤتمر الإصلاح العربي الخامس، والذي ورد فيه النص التالي " آن الأوان أن ننظر إلى إعلامنا العربي في إطار التحولات الهائلة التى تشهدها خريطة الإعلام العربي والتطور التكنولوجي المتسارع، وأن نستفيد من التقنيات الحديثة التي تطرحها ثورة الاتصالات، ويعيشها الشباب يومياً من خلال العديد من المواقع الالكترونية والمجموعات الحوارية على شبكة الانترنت والتي لا يوجد لها تنظيم قانوني يجمعها أو يجعل حكوماتنا ومؤسسات مجتمعنا المدني تستفيد منها في إطار منظم يوازن بين اعتبارات الحرية واستقرار المجتمعات".
رابعاً: الدولة على ساحة الانترنت: الهزيمة مازالت مستمرة
اهتمت الأجهزة الحكومية العاملة في مجال الشباب بالدور المتصاعد للانترنت في توجيه ثقافة الشباب مع بداية السنوات الأولي من القرن العشرين، وذلك مع تبلور مجموعة من السياسات الوطنية للشباب التي أدرجت عنصر تكنولوجيا المعلومات ضمن محاور العمل الشبابي المقترحة، وتمثل ذلك تحديداً في الإستراتيجية الوطنية للشباب في البحرين تحت مسمى محور " تكنولوجيا المعلومات والاتصالات"، والإستراتيجية الوطنية للشباب في الأردن تحت عنوان "تكنولوجيا المعلومات والعولمة"، والوثيقة المرجعية للسياسة الوطنية للشباب فى تونس التي وضعته تحت محور" الحداثة الرقمية". ولم تشر مسودة السياسة القومية للشباب في مصر بشكل مباشر إلي دور تكنولوجيا المعلومات، وإن طالبت بأهمية تشجيع إنشاء المواقع الشبابية ضمن البنود الخاصة بمحور الإعلام.
غير أن هذا الاهتمام النظري بدور الانترنت في توجيه قافة الشباب واستحداث أنماط جديدة للعمل الشبابي لم تكن مألوفة من قبل ظل حبيس أوراق السياسات والإستراتيجيات، حيث فشلت الأجهزة المعنية بالشباب في الوطن العربي بما فيها تلك التي لها إستراتيجيات وطنية للشباب في التعاطي مع التغيرات المتسارعة في مجال الفضاء الالكتروني. وارتبط ذلك بمجموعة من الأسباب الهيكلية المتعلقة بأسلوب عمل هذه الأجهزة ذاتها، وأسباب بنيوية خاصة بطبيعة الفضاء الالكتروني ذاته.
وتكمن أسباب فشل الأجهزة الحكومية المعنية بالشباب في تزايد الفجوة بين "التنظير و" الواقع". فهناك أولاً عدم وضوح إستراتيجي في الدور المنشود من أجهزة الدولة في تسيير العمل الشبابي على الانترنت، وهل تكتفي بدور الميسر والموجه أم يكون لها أذرعها الشبابية النشطة على شبكة الانترنت. وهناك، ثانياً، مشكلة ندرة الدراسات العلمية التي تقيس أثر أدوات الانترنت الحديثة على فئات الشباب المختلفة، ونوعية القيم والاتجاهات التي يتم بثها، وكيفية تفاعل الشباب معها. فبدون وجود دراسات جادة ورصينة تقوم بتحليل المحتوي الشبابي على الانترنت، وخاصة على مجموعات الفيس بوك، تصبح أى محاولة من جانب هذه الأجهزة لتنظيم العمل في مجال الفضاء الالكتروني نوعاً من الاجتهاد الشخصي أكثر منه توجه إستراتيجي محدد الأهداف والآليات.
وهناك ثالثاً، مشكلة ندرة الكوادر الشبابية المؤهلة في هذه الأجهزة التي تمتلك مهارات التنافس في سوق مفتوح للأفكار يتغير المعروض فيه كل دقيقة، على نحو أضحت معه المواقع الشبابية الالكترونية الخاصة بالهيئات والأجهزة الحكومية للشباب مجرد نشرات إخبارية رسمية يلجأ إليها الشباب فقط للاستعلام عن الخدمات الحكومية المتاحة وكيفية الحصول عليها، كفرص التشغيل وكيفية الاشتراك في الرحلات والمعسكرات المنظمة. وقد عبر عن ذلك المعني رئيس برلمان شباب الغربية في مصر بقوله ""الدولة لم تقم بجهد كاف.. لقد بدأت في استخدام الانترنت لتسريع وتيرة المعاملات الحكومية مع الجمهور .. وتناست أن الشباب هم الجمهور القادم والمتعامل الرئيسي في عصر تكنولوجيا المعلومات".
وتعود الأسباب الخاصة بطبيعة الفضاء الالكتروني ذاته إلي تعدد أشكال الأدوات المستخدمة فيه بحيث لا تقتصر فقط على المواقع الشبابية بل تمتد لتشمل المدونات والمنتديات الشبابية والمجموعات الحوارية وشبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها من الأشكال المستحدثة التي لا يمكن أن يجاريها أى جهاز حكومي مهما توافر له من إمكانيات، واختلاف اللغة المستخدمة على هذه المواقع بحيث تتراوح من الفصحي إلي العامية في أكثر حالتها تطرفاً، وسرعة انعكاس أزمات المجتمع عليه بحيث أضحى هذه الفضاء بمثابة المرآة العاكسة لما يحدث في المجتمع من تغيرات تظهر آثارها المباشرة في التو واللحظة.
ترتب على فشل أجهزة الشباب في استخدام ساحة الانترنت كمصدر للتفاعل مع قطاعات الشباب أن أصبح هذا المجال حكراً على تيارات سياسية واجتماعية أخرى لديها قدرة أفضل على التواصل الالكتروني، وإيصال مجموعة القيم الخاصة بها في شكل جذاب يناسب عقلية الشباب واتجاهاتهم. وتحول بذلك عبء التمييز بين الأفكار البناءة والهدامة وإرساء حد أدنى من القيم الأساسية المتعارف عليها من أجهزة الدولة إلي الشباب أنفسهم، وكان ذلك مدعاة أكبر للحيرة والانقسام.
وحتى حينما أفاقت أجهزة الدولة على هذه التغيرات، وجدت أن مجال الانترنت لم يصبح فقط مكان للعمل الافتراضي بين مجموعة من الشباب النشط، وإنما ساحة أكبر للدعوة للتحول من مجال التنسيق والتشبيك الالكتروني إلي العمل الميداني في الشارع. وتمثل ذلك في تكون مجموعات شبابية نشطة في المجال السياسي كمجموعة شباب 6 أبريل التي دعت إلي تنظيم إضرابين عامين في مصر يومي 6 أبريل و23 يوليو 2008 ، ومجموعات اقتصادية ركزت على نشر فكر العمل الحر والتوعية بكيفية الاستثمار في البورصة وفرص العمل المتاحة، ومجموعات اجتماعية دعت إلي تغيير بعض المظاهر السلوكية الخاطئة من خلال حملات تنادي باحترام الفتيات وعدم التحرش بهن، وتنظيم المرور، والقيام بحملات لتنظيف الشوارع وجمع القمامة وغيرها من حملات.
ولتنظيم هذه الاتجاهات، لجأت بعض أجهزة الشباب في دولنا العربية سواء كانت أجهزة رسمية أو أحزاب حاكمة |لي حث أعضائها على تشكيل مجموعاتها الشبابية الخاصة بها علي المجال الالكتروني فظهرت مجموعات باسم هذه الأحزاب، ومجموعات تحمل أسماء عامة تنادى غالباً مربوطة بصورة أو بأخرى باسم البلد المعنى.
والحقيقة أن هذا التوجه ليس ضاراً في حد ذاته إذا ما تركت هذه الأجهزة الحرية الكاملة لأعضائها في توضيح وجهة نظرها تجاه القضايا المختلفة بأسلوب موضوعي يعتمد على الحجة والمنطق، وعدم فرض توجه سياسي عليها خاصة في أوقات الأزمات. ولكن ما غاب عن هذه الأجهزة هو بذل الجهد الكافي لتشبيك جهود المجموعات الالكترونية القائمة مع المجالات التي تنشط فيها هذه الأجهزة، بحيث يكون لدينا تعاون حقيقي وبناء يُشرك جميع العناصر الإيجابية فى السياسات الشبابية المنفذة، ويقضي على ازدواجية تقديم الخدمة في بعض الأحيان بما يوفر الموارد المالية والبشرية للتصدي لمشكلات أخرى تواجه مجتمعاتنا ولا توجد لديها الموارد الكافية.
خاتمة:
التنبؤ من أصعب المهارات التي يسعى إلي تحصيلها الباحث العلمي لما يتطلبه ذلك من معرفة دقيقة بخبرات الماضي ومسار الحاضر واستشراف للمستقبل، وتزداد صعوبة هذه المشكلة في مجالي الانترنت وثقافة الشباب الذين يشهدا تغيرات متعاقبة يصعب ملاحقتها، غير أن هناك مجموعة من السيناريوهات التي يرى الباحث أنها ستحدد مسار العمل الشبابي على الانترنت الفترة القادمة.
أول هذه السيناريوهات، سيناريو متشائم يرى أن الحكومات لن تظل صامتة عما يجري على ساحة الانترنت من تفاعلات تتميز بالحرية المفرطة في الطرح والتحليل، وعلى نحو أصبحت معه شرعية النظم العربية ذاتها في خطر حقيقي نتيجة لعجزها عن استيعاب التيارات الشبابية الجديدة التي رفعت سقف توقعات المواطنين ومطالبهم من النظام السياسي، وبروز تيارات معارضة تسعى للاستفادة من هذا الحراك. يعزز هذا السيناريو اتجاه بعض الحكومات العربية مؤخراً إلي فرض مزيد نمن القيود على حرية التعبير على الانترنت وحبس بعض المدونين والنشيطين من شباب الانترنت، والتضييق على تحركات الآخرين بواسطة أجهزة الأمن.
السيناريو الثاني، وهو سيناريو متفائل يراهن على نجاح الحركات الشبابية الجديدة التي يقودها مبدعين اجتماعيين ونشطاء شبابيين على قدر عالي من الثقافة والخبرة الميدانية في تغيير أوضاع المجتمعات العربية من خلال فرض أنماط ثقافية مختلفة وأساليب مبتكرة للحركة. غير أن فرص نجاح هذا السيناريو غير مضمونة إذ تعتمد على مقدار تماسك هذه الحركات من ناحية، والإستراتيجيات التي ستتبعها كل دولة على حدة من ناحية أخرى.
والسيناريو الثالث، والذي أرى أن فرص نجاحه هي الأكبر، ويتعلق بحدوث تغيير نسبي في المجتمعات العربية نتيجة للصراع بين النقيضين السابقين، وعلى نحو ينبأ بتبلور خليط ثالث يجمع بين الدمح الحقيقي للشباب النشط في الهياكل الرسمية، وتبني إستراتيجيات وأساليب أكثر اعتدالاً في التعامل مع الثقافة الجديدة للشباب التي بلورها الانترنت.
وتحدد هذه السيناريوهات الإطار الأوسع لحركة الشباب في المجتمعات العربية، ودورهم في إحداث التقدم المنشود به، وإلي أين يتجه الوطن العربي السنوات القادمة الذي سيصعد خلالها الشباب إلي مختلف مواقع صنع القرار فيه.
مراجع الورقة
أولاً: الوثائق
1. الإستراتيجية الوطنية للشباب في المملكة الأردنية الهاشمية 2005 – 2009 ( المجلس الأعلى للشباب، سلسلة إصدارات الإستراتيجية الوطنية للشباب، د.ت)
2. وثيقة الإستراتيجية الوطنية للشباب. مملكة البحرين 2005-2009 ( المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ط2، مايو 2005)
3. وثيقة السياسة الوطنية للشباب في الجمهورية التونسية ( وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية، ط2، أكتوبر 2006).
4. نص البيان الختامي لمنتدى الشباب العربي الثالث المرفوع إلي مؤتمر الإصلاح العربي الخامس ( مصر: مكتبة الإسكندرية، 1 مارس 2008)
ثانيا: الكتب والدوريات
1. شريف محمد عوض، "الشباب ومجتمع المعلومات: دراسة في عملية تداول المعلومات بين الشباب"، في مجلة أحوال مصرية ( القاهرة: مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، خريف 2008).
2. علا الخواجة. تأثير الانترنت على الشباب في مصر والعالم العربي. دراسة نقدية (القاهرة: مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء، نوفمبر 2005)
3. ماجد عبد العزيز الخواجة. الآثار الاجتماعية لانتشار الانترنت على الشباب ( جدة: جامعة الملك عبد العزيز، كلية المعلمين، فبراير 2008)
4. Steven Best and Douglas Kellner. Contemporary Youth and the Postmodern Adventure.