الألفاظ الشبابية المستحدثة، مضامينها،حجم تداولها،وتأثيرها على التواصل الإجتماعي

[
1- مقدمة البحث:
1.1- مدخل عام:
يعد تطور مصطلحات اللغات العامية أو اللغات المستحدثة مربكا للغات الرسمية المكتوبة، ويتمثل هذا الإرباك في خضوع هذه المصطلحات الجديدة إلى قاعدة الرواج والتداول الخاضعة بدورها إلى التلاعب بالألفاظ و التبديل المستمر بهدف التجديد و الرغبة في التغيير. و هي تستفيد في ذلك كله من الأفكار المنتشرة التي ترى أنه من غير المهم أي من المفردات يستعمل الناس في لغة تخاطبهم طالما كان الجميع يفهمون معنى تلك المفردات.
إن وجود لغة موازية لدى أي شريحة اجتماعية سواء كانت مهنية قطاعية أم ثقافية فكرية، يعتبر من الخصوصيات الأكيدة و المتممات الرئيسية في بناء الهويات الإجتماعية التي تؤلف النسيج الإجتماعي المتفاعل. و لكن أن تتحول هذه اللغة الموازية لدى فئات كثيرة من شبابنا إلى بديل عن لغته الأصلية و إلى وسيلة أساسية في تعبيره و تفاعله اليومي، فذلك أمر يقتضي التساؤل و التأمل.
و مناط التأمل عندنا يرتكز عـلى الثلاثية الإشكـالية التـالية: نسق التـداول، اقـتباس المضامين وحقيقة الهدف التواصلي المنشود.
و الواقـع أن استهلالنا لهـذا الـموضوع بهذا الشكل لا ينفي أن لكل فـئة عـمرية تـقاربها اللغـوي والتعبيري الرمزي، كما لا يستبعد تأثير أي مجموعة اجتماعية في توجيه السلوكات اللغوية لأفرادها تجسيدا لطقوس الإنتماء و الانتساب إليها.
و لكن بأي وعي يستشعر الشباب الوافد على مؤسسات الشباب هذا الإنزياح اللغوي عن لغة الخطاب الرسمي؟ أم أن هذا الخطاب قد تحول إلى وسيط عاجز عن تأمين حاجة الشباب إلى استعمال مفاهيم قولية حديثة لها من قوة الإنتشار و سرعته ما يكفي لإحراج نسيجنا اللغوي المحلي.
من أجل ذلك كان اختيارنا أن نسير بحذر و نبحث بصبر على درب متابعة السلوكات الشبابية اليومية، و خاصة تلك المتعلقة بما بات يعرف اليوم بلغة الشباب أو اللغة المستحدثة والمصطلحات الموازية، آملين أن نقف على بعض زوايا التفسير الممكنة لكيفية اشتغال هذه الظاهرة من وجهة نظر الشباب.

2.1- تأطير الموضوع:
إن المحور العام لهذا الموضوع يتجه إلى تقصي جملة الأفكار و المواقف، التي ينتجها شباب المؤسسات الشبابية بسيدي بوزيد حول ما يتردد و يستعمل في محيط هذه الفئة من ألفاظ و نعوت تتأرجح بين الانحسار و الانغلاق حينا، و بين الانتشار و الانطلاق حينا آخر على خلفية أن الشباب هم أقرب إلى التأثر و أميل إلى الانبهار بكل جديد وافد أو غريب باهر.
فمسألة الألفاظ الشبابية المستحدثة سيتم التطرق إليها خارج إطار الجرد اللغوي الثابت و البناء اللفظي الباهت، لما يتم تداوله و ترديده في الأوساط الشبابية بشكل عام من صيغ كلامية و تعبيرات صوتية، قد يتسع مجال البحث فيها بما يفوق حجم الطرح الذي ارتأيناه في عملنا هذا.
لذلك فإن اهتمامنا في هذا الموضوع سينصب بالدرجة الأولى على تنسيق حوار خفي لأفكار الفاعلين الإجتماعيين الشباب، حول جملة من القضايا الثقافية لهذا الإمتداد الشفوي، انطلاقا من تصنيف مصادره الإجتماعية و الإتصالية المختلفة، مرورا بتأثير هذه المصادر الإشتقاقية في حجم انتشار الظاهرة و إنتاج و بناء المضامين الدلالية و مواضيعها المتناولة، وصولا إلى تحسس الأبعاد المختلفة لعلاقة هذا الملفوظ الشبابي المتحرك بمسألة التواصل الإجتماعي للشباب.
1.2.1- إشكالية البحث:
إن عملية الاقتران المفضي إلى التماهي بين الشباب كمرحلة عمرية تأبى الإتباع وتهوى الابتداع من ناحية، و بين تشكلات لفظية تعبيرية تنحو في غرابتها انتشارا و تنشد في تحررها ميوعة وانفلاتا من ناحية أخرى، من شأنها أن توفر قاعدة بحثية متعددة الزوايا لإشكاليات وفيرة المتغيرات، خاصة في ظل توافر جملة من العوامل الثقافية و الاجتماعية المغذية لانتشار هذه الألفاظ على جميع المستويات، و في إطار ثورة اتصالية تشتغل عبر وسائطها المختلفة و بشكل مكثف على مفاهيم الإنفتاح و الإثارة و الإغراء. و تتحدد المشكلة الإجرائية لهذا في التساؤل التالي: كيف يفسر الشباب الألفاظ المستحدثة، انطلاقا من العوامل الثقافية و الاجتماعية المؤثرة في حجم تداولها وإنتاج مضامينها الدلالية؟ و ما مدى تأثيرها في تحقيق التواصل الاجتماعي، في ظل ارتباط خصوصيتها الاتصالية بالخصائص العامة لمرحلة الشباب؟
2.2.1- فرضيات البحث:
إن التعمق في فهم الخلفيات الاجتماعية و الثقافية لبناء خصائص الألفاظ الشبابية المستحدثة والتصنيفات المختلفة التي اقترحها أفراد العينة لدلالات هذه الألفاظ، و تباين مدى مساهمة هذه الألفاظ في تحقيق تواصل الشباب مع محيطه الاجتماعي و الثقافي، يتطلب منا تحليل إشكاليتنا إلى عدد من الفرضيات التي نعتبرها مشاغل فرعية لتحليل آراء الشباب ومواقفهم، و العمل على تفكيكها و بحثها في ضوء متغيرين اثنين، متغير الجنس و متغير المستوى الدراسي، سعينا في ذلك أن لا تكون طوباوية، و هذا يعني ارتباطها بمجال علمي معين من أجل أن تكون في تطابق و تناغم مع مضمون العلم الحالي
و هو ما مكننا في إطار هذه الإشكالية من بناء الفرضيات الثلاثة التالية:
الفرضية الأولى:
- إن عوامل انتشار الألفاظ المستحدثة في أوساط الشباب، و ازدياد نسق تداولها بصفة مستقلة عن الكهول، تتحدد من خلال تفاعل جملة من العوامل الاجتماعية و الثقافية المختلفة، و ذلك في علاقة مباشرة و غير مباشرة بالخصوصيات النفسية و الفكرية العامة لمرحلة الشباب.
الفرضية الثانية:
- إن تفاعل عناصر التجربة الاجتماعية و متغيرات البيئة الثقافية المحيطة للشباب يؤثران في المضامين الدلالية و المواضيع التي تتشكل حولها الألفاظ الشبابية المستحدثة.
الفرضية الثالثة:
- إن انتشار الألفاظ المستحدثة لدى الشباب لا يعكس بلوغ مستوى متطور من التواصل الاجتماعي لهذه الفئة، بقدر ما هو تعبير مشترك عن تملك تقنيات اتصالية مخصوصة.


3.2.1- أهمية البحث و أهدافه:
تتجلى أهمية هذا البحث في تسجيل جملة من مظاهر التفاعل النشيط بين عوامل الانتماء الاجتماعي و الثقافي لأفراد العينة، و بين خصائصهم الفكرية و الذهنية. و ذلك في اتجاه التعاطي مع المخزونات الدلالية لهذه التعبيرات اللغوية المحصلة، القديمة في انتسابها إلى فئة الشباب، و الجديدة في استحداثها لبحوث استكشافية في مجال الانحرافات السلوكية لدى هذه الفئة.
و بصرف النظر عن التزامنا بقياس الجوانب الواعية و اللاواعية في إنتاج مثل هذه التشكيلات الرمزية، لهذه الاتجاهات اللغوية الضاغطة و العاصرة لآفاق التفاعل بين أطراف الخطاب الشبابي، فإننا نضع لهذا البحث الأهداف التالية:
- تعميق البحث في الآليات الاجتماعية و الثقافية المتدخلة في بناء و استخدام الألفاظ الشبابية الشائعة، و التعرف على مدى أثرها من وجهة نظر الشباب في نسق انتشارها و تداولها، و تحديد مواضيع اشتغالها و إنتاج مضامينها الدلالية.
- التعرف على حدود العلاقة بين استخدام الشباب لألفاظه الخاصة كشكل من أشكال التعبير على التفرد و الحرية و الاستقلالية، و بين استخدامه لنفس هذه المنظومة الاتصالية في تحقيق الانتشار و التواصل الاجتماعي الفاعل.
1.3- تقديم العينة:
لكل نوع من أنواع العينات مميزاته و خصائصه المتأقلم مع مجال البحث و ضوابطه المنهجية ومقاصده العلمية، لذلك كان اعتمادنا على عينة عشوائية من الشباب الذي يرتاد المؤسسات الشبابية بجهة سيدي بوزيد مكونة من 100 شاب، موزعين على عشر مؤسسات شبابية. و من أجل تحليل و قياس أبعاد الظاهرة موضوع البحث وفق ترابط المحاور المبين في الفرضيات المشار إليها، اعتمدنا المنهج الإحصائي قصد تسيير استخلاص النتائج المطلوبة مع مراعاة متغيري الجنس و المستوى الدراسي في تحليل بعض مفاصل الإشكالية.



الجدول عدد 01 : توزع أفراد العينة حسب المؤسسات الشبابية المختارة بجهة سيدي بوزيد:
المؤسسة الشبابية أفراد العينة النسبة
دار الشباب بسيدي بوزيد 10 10%
دار الشباب الرقاب 10 10%
دار الشباب بن عون 10 10%
دار الشباب بئر الحفي 10 10%
دار الشباب منزل بوزيان 10 10%
دار الشباب المكناسي 10 10%
دار الشباب جلمة 10 10%
دار الشباب سوق الجديد 10 10%
دار الشباب حي الخضراء 10 10%
دار الشباب المتنقلة 10 10 10%
المجموع 100 100%


الجدول عدد 02 : توزيع العينة حسب متغيري الجنس والمستوى التعليمي:

الجنس
المستوى التعليمي
ذكور
إناث المجموع
والنسبة
أساسي
18
15 33
33 %
ثانوي
45
22 67
67 %
المجموع
والنسبة 63
63 % 37
37 % 100
100 %

رسم بياني عدد 01: توزيع عينة الدراسة حسب متغير الجنس:






رسم بياني عدد 02: توزيع عينة الدراسة حسب متغير المستوى التعليمي:




أردنا من خلال الجدولان عدد01 و عدد 02 و الرسوم البيانية المصاحبة لها، أن نصف عينة بحثنا من حيث انتمائها إلى مؤسسات الشباب بالجهة، و توزعها حسب متغيري الجنس و المستوى التعليمي. حيث ثبت ارتفاع نسبة المبحوثين من الذكور 63% مقابل 37% فقط من الإناث، بما من شأنه أن يقدم لنا صورة أولية حول مستوى ارتياد الفتاة للمؤسسة الشبابية بالجهة. أما في خصوص توزيع العينة حسب المستوى التعليمي فنشير إلى أنه قد تم حينئذ الاكتفاء بأبرز المستويات الدراسية التي كانت متواجدة بمختلف أماكن الدراسة، إبان توزيعنا للاستبيانات، و هي مستويات التعليم الأساسي و الثانوي، دون أن نعدم بطبيعة الحال عدم ارتياد مستويات تعليمية أخرى تنتمي إلى أوساط جامعية و مهنية واجتماعية مختلفة، اخترنا إبقاءها خارج دائرة الدرس.
2- الأسباب و العوامل المؤثرة في انتشار و تداول الألفاظ المستحدثة لدى الشباب:
إن انخراط الفئات الشبابية في منظومة لغوية خاصة، بعد أن نكون قد أجزنا لأنفسنا استعمال كلمة لغة بما لها من تجاذبات فلسفية و تواصلية إنسانية، لا يتسنى الخوض فيها الآن، يتطلب منا الوقوف أمام عديد التساؤلات بعيدا عن مستويات التأثير الاجتماعي والثقافي المسؤولة عن نسق الانتشار و ارتفاع التداول.
إننا في مستهل هذا التحليل أمام تفسير شبابي معين، قد لا نوفق من خلاله في الولوج إلى جوهر المسألة إن اكتفينا بتلقائية الإجابات و انطباعية بعض الآراء الواردة في الاستبيان.
و لكن دعنا في البداية نحدد منطلق السؤال حتى يتكشف لنا مساره العام، استئناسا بطبيعة الحال بعفوية من يتداولون هذه الألفاظ، و من لا يرون في تداولها أي ضير أو إشكال.
الأمر الذي يؤيد زعمنا بأن ما قالوه، هو أقل كثيرا مما في استطاعتهم قوله لو تم على سبيل المثال تغيير بعض المعطيات المرتبطة بظروف اختبار أفراد العينة.
لا بد إذن من أن نفهم و نحلل أسباب و انتشار ما يتداوله الشباب من ألفاظ معينة، قبل أن نتبنى رأي الشباب فيها، أو أن نفسح المجال لمعيارية عاطفية أخلاقية قاتلة لكل ربط موضوعي بين السبب و النتيجة.
إن رؤية الشباب للعوامل المؤثرة في الألفاظ المستحدثة التي تسربت إلى تأثيث لغة هذه الفئة، و السمات العامة التي تطغى عليها استعمالا محدودا و توظيفا منتشرا، لا يمكن أن نتناولها خارج بوتقة جملة الحاجات التي تكيف سلوكات الشاب، و تجعله بالتالي في علاقة أوتوماتيكية جدلية مع استجابات كاسرة لكل أطواق الضبط و التحديد، حيث «تتحدد الاستجابة لهذه الحاجة من خلال معايير اختيار تتصل بدراسة الحاجة، التي تصاغ على ضوئها التمشيات والأهداف» و قبل الخوض في تحليل عناصر هذا المحور تجدر الإشارة إلى جزئية منهجية مفادها أن مضامين الجداول الأربعة التالية عدد 03، 04، 09 و 10 تتعلق بإجابات أفراد العينة حول أربعة أسئلة ترتيبية، يهتم الأول بجملة من العوامل التي ترتبط باستقلالية الشباب عن مجتمع الكهول في تداوله للألفاظ المستحدثة، في حين يبحث السؤال الثاني في الأسباب المباشرة التي يراها الشباب مساهمة أكثر من غيرها في انتشار الألفاظ المستحدثة. أما بالنسبة للسؤالين عدد 09 و عدد 10 فسنتولى تحليلهما في سياق المحور الثالث من هذا البحث، حيث يعنى الأول بتصنيف المصادر الاجتماعية و الثقافية المنتجة لمضامين الألفاظ الشبابية المستحدثة، بينما يتناول الثاني ترتيب المواضيع الأكثر تداولا للألفاظ الشبابية الغريبة والمستحدثة.
و في كل من الجداول المذكورة، وردت إجابات أفراد العينة مرتبة ترتيبا تفاضليا من 01 إلى 03 أو من 01 إلى 04 مثلما هو الأمر بالنسبة للجدول عدد 10، و ذلك حسب درجة ثقتهم بهذه الإجابات،
و كذلك، و بهدف التعرف على مجمل الآراء الأكثر قربا بالنسبة إليهم، أسندنا لكل رتبة مجموعة من النقاط حتى يتسنى معرفة الترتيب النهائي لهذه التفسيرات كمحتويات دالة لمواقف أفراد العينة، تفتح المجال أمام تحليلها في ضوء المتغيرات المقترحة و إبراز دلالاتها في الإجابة عن أسئلة هذا البحث.

- الرتبة الأولى..........................05 نقاط.
- الرتبة الثانية...........................04 نقاط.
- الرتبة الثالثة...........................03 نقاط.
- الرتبة الرابعة.........................02 نقطتين.
1.2- تداول الملفوظ الشبابي المستحدث رؤية لاستقلالية منشودة عن مجتمع الكهول:
الجدول عدد 03 : بيان مدى تفسير أفراد العينة لاستقلالية الشباب عن الكهل في تداول الملفوظ الشبابي المستحدث:

الترتيب
الأسباب المرتبة
الأولى المرتبة الثانية المرتبة الثالثة المجموع حسب النقاط معدل الترتيب الترتيب النهائي
لأنها لغة شبابية خاصة 57 13 30 427 35.58% 01
لأنها تعكس سطحية في التفكير 25 44 31 394 32.83% 02
لأنها ألفاظ سوقية 18 43 39 379 31.58% 03
مجموع العينة 100 100 100 1200 100%
رسم بياني عدد 03: بيان مدى تفسير أفراد العينة لاستقلالية الشباب عن الكهل في تداول الملفوظ الشبابي المستحدث:

إن المتأمل في خصائص و مميزات النمو الاجتماعي لمرحلة الشباب، يلاحظ الاتجاه نحو بناء الاستقلالية و التفرد عن مجتمع الكهول. و هو ما يعرف بثقافة الشباب الخاصة و ما يرافقها من قولبة موحدة للسلوكات و القوى المزاجية و الوجدانية و العقلية التي يتعاطى من خلالها مع مؤثرات البيئة والثقافة التي يعيش فيها، دون أن يقترن ذلك ضرورة بتحقيق توافق اجتماعي مع ما هو سائد في محيطه من معاملات و علاقات و عادات و تقاليد.
و هكذا فإن قراءة أولية في معطيات هذه الجدول و مؤشرات الرسم البياني، تتيح لنا ملاحظة درجات مختلفة في تفسير استقلالية الشباب في تداوله للألفاظ المستحدثة. ذلك أن 57% من أفراد العينة يفسرون استقلالهم بلغة تختلف عن الكهول و بقية مكونات المجتمع، بأن هذه اللغة تقترن أساسا بمرحلة الشباب إبداعا و تداولا. و هو ما نتبينه من خلال معدل الترتيب، إذ يتبوأ هذا التفسير المرتبة الأولى من حيث أهمية الاختيار، و ذلك بنسبة 35.58% أما بقية التفسيرات فإنها تبقى متقاربة في مستوى معدلات الترتيب.
2.2- اللغة الشبابية المستحدثة، الأسباب المباشرة لذيوعها و انتشارها من وجهة نظر الشباب:
إن البحث في الأسباب العميقة التي تحمل الشباب على أن يكون مارقا لغويا، ثائرا على المألوف من اللفظ، و المعتاد من التركيب، لا يخرج في نظرنا عن تلك العلاقة التي تربطه بفضاءات نشأته و بيئات تربيته، بما يخلق مناخا نفسيا و اجتماعيا من نوع ما، قابل لإيجاد حالات من عدم الاستقرار تبرز على إثرها المواقف و تتشعب الحاجات.
الجدول عدد 04 : تصنيف الأسباب المساهمة في انتشار الألفاظ المستحدثة في أوساط الشباب:
التصنيف
الأسباب المرتبة
الأولى المرتبة الثانية المرتبة الثالثة المجموع حسب النقاط معدل الترتيب الترتيب النهائي
رغبة الشباب في الظهور والتميز 74 18 08 466 38.83% 01
محدودية المستوى الثقافي للشباب 14 47 39 375 31.25% 02
القدرة على التعبير وتمرير المواقف 12 35 53 359 29.91% 03
مجموع العينة 100 100 100 1200 100%
رسم بياني عدد 04: تصنيف الأسباب المساهمة في انتشار الألفاظ المستحدثة في أوساط الشباب:

نلاحظ من خلال هذا الجدول و مؤشرات الرسم البياني، تباينا في إجابات المشاركين حول أسباب انتشار الألفاظ الشبابية المستحدثة من حيث إسناد المرتبة الأولى إليها إلاّ أن الأغلبية قد اختارت بنسبة 74% العوامل المتعلقة برغبة الشباب في الظهور و التميز في المرتبة الأولى من حيث الأسباب.
و هو ما يتأكد من خلال معدلات الترتيب، إذ لا تتجاوز مسألة التعبير لدى الشباب كسبب لانتشار الظاهرة معدل 29.91%. في حين يتجاوز هاجس الظهور و التميز كغاية شبابية دافعة معدل 38.83% ، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أهمية بناء الشخصية و العوامل النفسية المتدخلة في رسم هوية الشباب، و بناء مواقفه و أفكاره التي تعد بمثابة الكيانات الجسمية و الاجتماعية و الروحية، المؤسسة لقيمه وعاداته و منظومته الأخلاقية بشكل عام. حيث تعتبر اللغة من أبرز محددات تشكل هذه المنظومة، باعتبارها المحمل الأساسي لألوان الحلم و الرغبة، وأصناف العلم والمعرفة، تميز هذه الفئة عن غيرها من الجماعات و تجعلها تعتز بهذا التميز.
3.2- خصائص الألفاظ الشبابية المستحدثة استمرارية للانتشار و إذكاء للتداول:
الجدول عدد 05 : أهم خصائص الألفاظ المستحدثة المقترحة كأسباب لانتشارها في أوساط الشباب:
أهم الخصائص التي تجعل من الألفاظ المستحدثة منتشرة عدد الشباب المقترحين النسبة من الحجم
الإجمالي للعينة
(1) سهلة الاستعمال وذات قابلية للتعبير والتواصل 52 52 %
(2) ألفاظ غريبة لها وقع الموسيقى تحقق رغبة الشباب في التفرد والتميز 27 27 %
(3) هي ألفاظ اتصالية تشارك أطراف اجتماعية ومؤسسات إعلامية في بنائها وانتشارها 24 24 %
(4) هي عبارة عن أشكال لغوية متمردة ومنفلتة ومغرية للاستعمال 42 42 %
رسم بياني عدد 05: أهم خصائص الألفاظ المستحدثة المقترحة كأسباب لانتشارها في أوساط الشباب:



تعتبر مصطلحات اللغة الشبابية المستحدثة و غير المألوفة قصيرة العمر، مقارنة بما هو مكتوب و مدون لغويا، و ذلك بصرف النظر عن مستوى التداول الذي يتحكم في نمط الانتشار و يسير آلياته. فسهولة استعمال هذه اللغة و ازدياد قابليتها للتعبير والتواصل، وفق ما يذهب إليه 52% من أفراد العينة، تبدو من الخصائص الرئيسية التي تفسر رواج مثل هذه المصطلحات المفرطة في عاميتها وغرابتها. إلاّ أن ذلك لا يفسر بشكل من الأشكال ديمومتها و محافظتها على خصائصها، فعبارات الانفلات و التمرد و الإغراء التي وردت في إجابات المستجوبين، لا تعبر إلاّ عن سمات التبدل واللاإستقرار في بناء هذه العامية اللغوية غير المألوفة، التي يمكن تشبيهها بالموضة اللفظية المتحركة، التي تجعل من ذهابها السريع دعامة لتحقيق انتشارها الواسع.
إن تحديد أفراد العينة لهذه الخصائص يفصح عن تشكل مستوى من الوعي لديهم بمبررات انتشار هذه اللغة، كأحد أهم السلوكات الشبابية التي يمكن من خلالها دراسة ثقافة الشباب، دون استبعاد للمتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية و الإعلامية المتدخلة في بناء واقع و مستقبل هذه الفئة.
الأمر الذي قد يتناقض و آراء بعض التربويين و المختصّين في علم الاجتماع الشبابي، الذين يرون في استعمال الشباب لغة خاصة بهم، ليس إلاّ هروبا من المجتمع و من ثقافته الكهلة، و أنّ على الكبار احترام لغتهم الجديدة و عدم الاستهزاء بها طالما أنها لا تتعارض و الآداب العامة في المجتمع. و نحن نقول لهؤلاء و استئناسا بما قاله الشباب في هذا السياق أنّ معنى تعارض هذه اللغة مع آداب المجتمع قد يكون حاضرا في مستويات مختلفة و لكنه لا ينفي مشاركة هذا المجتمع بمؤسساته الإيديولوجية المختلفة، وبيئاته الثقافية والاتصالية المتحولة، في استحداث معنى التشاركية في صناعة هذه اللغة و نشرها وتداولها، ولكنها تبقى تشاركية بمستويات تفاعل مختلفة. فكيف تؤثر هذه البيئات الاجتماعية و الثقافية في إنتاج المضامين الدلالية لهذه اللغات الشبابية المستحدثة من وجهة نظر الشباب؟
3- أثر مكونات البيئة الاجتماعية و الثقافية المحيطة في إنتاج المضامين الدلالية للألفاظ الشبابية المستحدثة:
الجدول عدد 06 : مدى تأثير وسائل الإعلام على انتشار الألفاظ المستحدثة في أوساط الشباب:

إجابات أفراد العينة عدد التكررات النسبة من مجموع العينة
مؤثرة جدا 60 60 %
مؤثرة نسبيا 36 36 %
غير مؤثرة 04 04 %
المجموع 100 100 %

رسم بياني عدد 06: مدى تأثير وسائل الإعلام على انتشار الألفاظ المستحدثة في أوساط الشباب:


يعتبر الإعلام الحديث أهم المرجعيات الاجتماعية شديدة التأثير في قولبة العقول وصناعة الأذواق، و لعل مؤشرات هذا القول تبدو أكثر اتساقا و انسجاما إذا تعلق الأمر بفئة الشباب، و تجد إجرائيتها في جملة المتغيرات التي تطرأ في كل وقت و حين على لغة هذه الفئة، و التي ترتبط أساسا بتغير المرجعيات القيمية و المعيارية، و بتراجع دور الآليات التنشيئية المحلية في مستوى علاقة الشباب في البيئات الاجتماعية المختلفة، و ذلك أمام تزايد الوظائف الاتصالية و الإعلامية، و هو ما يتناغم مع نتائج هذا الجدول و مؤشرات الرسم البياني، حيث يرى 60% من أفراد العينة أن الإعلام بتوصيفاته المختلفة يتدخل و يشارك في إنتاج وانتشار الأشكال و المضامين اللغوية لدى الشباب. الأمر الذي يبين توفر درجة من الوعي لدى هؤلاء بقيمة الوسائل الجديدة للإعلام و الاتصال و نفاذ أدواتها في نشر تصورات ووصفات جديدة للتواصل بين شباب العالم، و تنفيذ اختراقات للخصوصيات الثقافية والمحلية. و لكن توزيع هذه الإجابة يبقى مختلفا حسب متغيرات الجداول التالية:
الجدول عدد 07: مدى تأثير وسائل الإعلام على انتشار الألفاظ المستحدثة في أوساط الشباب حسب متغير الجنس:

الإجابة
الجنس مؤثرة جدا مؤثرة نسبيا غير مؤثرة المجموع والنسبة
ذكور 35
55.55 % 25
39.68 % 03
4.7 % 63
100 %
إناث 25
67.56 % 11
29.72 % 01
2.7 % 37
100 %
المجموع 60 36 04 100

يمكن أن يكون عدم تحديدنا لماهية و اختصاص وسائل الإعلام عاملا بارزا في عدم فهمنا لسبب هذا التباين في إجابات الإناث و الذكور عن مدى تأثير سلطة الإعلام كسلطة اجتماعية ناشئة ومنافسة لبقية السلط التقليدية المعروفة. لكن إجابة 55.55% فقط من مجموع الذكور حول تأثير هذه المسألة تشير إلى أنها قد لا تكون المؤثر الرئيسي أو الوحيد في إيجاد هذه اللغة، التي نفترض أنها ذكورية في المقام الأول. هذا مقابل إجابة 67.56% من مجموع الإناث اللاتي يربطن انتشار هذه النماذج اللغوية الغريبة و العنيفة أحيانا بشكل رئيسي و أساسي، بوطأة المضامين الرمزية و الثقافية للإعلام في أبعاده الاستهلاكية المهيمنة.
الجدول عدد 08: مدى تأثير وسائل الإعلام على انتشار الألفاظ المستحدثة في أوساط الشباب حسب متغير المستوى الدراسي:
الإجابة

المستوى التعليمي
مؤثرة جدا
مؤثرة نسبيا
غير مؤثرة
المجموع والنسبة
أساسي 17
51.51 % 13
39.33 % 03
9.09 % 33
100 %
ثانوي 43
64.17 % 23
34.32 % 01
1.49 % 67
100 %
المجموع 60 36 04 100

تبين نتائج هذا الجدول ارتباط المستوى الدراسي للشباب بمستوى تقييمهم لتأثير وسائل الإعلام بصورة عامة، حيث بدا شباب المرحلة الثانوية أكثر وعيا في ربطه بين انتشار هذه الأشكال اللغوية المستحدثة و بين التأثير المتنامي لوسائل الإعلام المختلفة. و هو أمر يمكن ملاحظته في ألفاظ و دلالات هذه اللغة التي تبدو للوهلة الأولى رمزا لانغلاق مجتمع الشباب، و لكنها في واقع الحال مزيج متعايش بين تفتح هذه الفئة و تفاعلها مع الأنماط الثقافية الناشطة محلية كانت أم كونية، في ظل هذا الانتشار الكاسح لوسائط الاتصال و الإعلام الذي غطى فغمر و تمرد فعبر، كل جدار من جدران بناء الذات، و آخر سياج لثقافة مجتمع أكثر منتسبيه من الشباب.
إن تناولنا لمسألة تأثير وسائل الإعلام في نشر الألفاظ الشبابية المستحدثة في إطار التحولات العالمية و التكنولوجية المتسارعة، و تحليلها وفقا لبعض المتغيرات المقترحة، يقودنا إلى البحث في آراء الشباب عن أهم المصادر الاجتماعية و الثقافية المسؤولة عن تطوير هذه اللغة و تجديد مضامينها.
الجدول عدد 09: تصنيف المصادر الاجتماعية و الثقافية حسب أهميتها في إنتاج مضامين الألفاظ الشبابية المستحدثة :
الإجابة

المستوى التعليمي المرتبة الأولى المرتبة الثانية المرتبة الثالثة المجموع حسب النقاط معدل الترتيب الترتيب النهائي
الإعلام السمعي البصري 41 40 19 422 .1635% 02
اللغات الأجنبية 42 42 16 426 %35.5 01
التراث الشعبي 17 18 65 352 %29.33 03
مجموع العينة 100 100 100 1200 100% **
رسم بياني عدد 07: تصنيف المصادر الاجتماعية والثقافية حسب أهميتها في إنتاج مضامين الألفاظ الشبابية المستحدثة:


إن معطيات هذا الجدول و مؤشرات الرسم البياني تتيح ملاحظة نوع من التكافؤ في ترتيب المصادر المقترحة للغة الشبابية المستحدثة، ما يدل على تعقد هذه المسألة و تداخل المتغيرات الاجتماعية والثقافية المساهمة في تشكلها، هذا التعقد الذي يندرج ضمن تعقد الظواهر السلوكية الخاصة بالفئة الشبابية.
و اعتمادا على الترتيب الأول الذي يصنف اللغات الأجنبية في المرتبة الأولى كمصدر لإنتاج مضامين الألفاظ المستحدثة، نجد في هذه الإجابة محاولة للربط بين تأثير اللغة كأداة للتعبير عن حالات نفسية مختلفة و بين مرحلة الشباب أي المراهقة و اللاإستقرار والانتماء إلى فترة انتقالية من أهم خصائصها شدة الحساسية و التأثر بالصعوبات و المشاكل. لذلك فإن ردود الفعل سواء كانت متجهة إلى الداخل ( الذات ) أو الخارج ( المحيط )، قد تتسم بطابع عنيف إذا سلمنا بأن العنف " هو الإيذاء باليد أو باللسان، بالفعل أو بالكلمة في الحقل التصادمي مع الآخر، و هو حالة تدرس بذاتها لكنها غير مستقلة عن موجباتها
و مبرراتها" .
و لعل في اختيار اللغات الأجنبية في المرتبة الأولى حسب معدل الترتيب تعبير عن أهمية اللغات المختلفة التي تؤثث لغة هذه الفئة و تشكل بالنسبة لهم مصادر اقتباس واستعارة، تكون في غالب الأحيان غير واعية بالقواعد المتحكمة في تطور تلك اللغة. حيث تتراوح الدواعي الأساسية لاعتمادها بين الميل إلى السهولة حينا و الرضوخ إلى ما اتفقت عليه الجماعة الشبابية حينا آخر من تواضع و وفاق يتأسس على هامش المجتمع، قوامه تشفير غامض و لعب بالحروف داخل الكلمات.
الجدول عدد 10: ترتيب المواضيع التي تتداول حولها الألفاظ المستحدثة حسب كثافة الملفوظ المستعمل:
الإجابة
المستوى التعليمي المرتبة الأولى المرتبة الثانية المرتبة الثالثة المرتبة الرابعة المجموع حسب النقاط معدل الترتيب الترتيب النهائي
أ) الوسط المدرسي 12 21 28 39 306 21.85% 03
ب) العلاقة بالجنس الآخر 32 35 21 12 387 %27.64 02
ج)التواصل بين الشباب 50 26 19 05 421 %30.07 01
د) الوسائل التكنولوجية الحديثة 06 18 32 44 286 %20.42 04
مجموع العينة 100 100 100 100 1400 %100 **
رسم بياني عدد 08: ترتيب المواضيع التي تتداول حولها الألفاظ المستحدثة حسب كثافة الملفوظ المستعمل:

إن المتأمل في نتائج الجدول و مؤشرات الرسم البياني يلاحظ تركيز أفراد العينة على موضوعين إثنين يرون فيهما النموذج الأكثر تداولا، من خلال ما يروج فيهما من كلمات و ألفاظ مستحدثة. و بقطع النظر عما يمكن أن تتضمنه هذه الألفاظ من انحرافات أخلاقية وإسفاف في القول سواء يتعلق الأمر بالعلاقة مع الجنس الآخر أو التواصل بين الشباب، فإننا نرى أن كثافة استعمال هذه الألفاظ قد تسربت إلى كل ما هو اتصالي في حياة الشباب دون مراعاة متغيرات الجنس و العمر و الوضعية العائلية بالنسبة للباث أو المتقبل.
إن قواميس هذه اللغة الشبابية المتجددة تبقى في رأي الشباب مفتوحة على كل الشواغل والمواضيع، طالما كان ذلك محققا للتواصل و مساعدا على مواصلة تداول كل كلمة سهلة الانتشار و شائعة الاستعمال. و في نفس هذا السياق نجد أن بعض علماء اللغة قد اهتموا بنجاح التواصل و تبادل الآراء بين الناس، أكثر من اهتمامهم باستعمال اللغة بالشكل الصحيح. أي أنه من غير المهم بالنسبة لهم المفردات التي يستعملها الناس في لغة تخاطبهم طالما كان الجميع يفهمون معنى تلك المفردات.
الجدول عدد 11: أهم الألفاظ الشبابية المستحدثة حسب درجة تداولها:

اللفظ التكرار النسبة
صفن 30 30%
موش نورمال 15 %15
طيارة 08 %08
عفسة 07 %07
طفي روحك-sava 06 %06
صحة 05 %05
Good bye- تشاو 04 %04
ديماري لا تشعل ناري- خردوق- ولد الحومة- توترتاح- امشي اشكي- هاي 03 %03
تحفونة- قطّع- برّا دز دورة- أمورك في الجبن- منفنف- بق- يا عسل قلبي اتسل- أمورك- قنبلة- إيدك على كرافات سيدك- تقتل- OK- Donc- Presque- salut- lampe rouge- معلم- قلّل- أخرج من مخي- الحرقة 02 %02
حاسّة- ملاّ طافي- ملاّ فرخ- ذوب- جاك الدواء يا برغوث- سوق- تحلب- شخطورة- طز- كلوشار- برّ عاد- قلص- برشيكا- مريقل- Biensûr- chapeau- hors réseau- Delete- دعنا ملّي يوجعنا- يعذب فيها- إيجه- آمان- الباتري طايحة- سطوكو- إمهف- أسرح- سلعة- إش ليبيديش- زريعة بليس- الشعب يحب اللعب- دز فازة- سلكها- يا وبش- أم كلثوم بعد ما ماتت هزت صحتها- زلط- impossible- ferme- دلاعة- ضبعون- يا كعلي- خرتال- طفي الضوء- بوها- داخل كيف إذاعة ليبيا- إمشيلي- يكتب و يلحن وحدو- تجبد- عبرنا شوي 01 01%

قدمنا من خلال هذا الجدول جردا توضيحيا بما جادت به ذاكرة العينة الشبابية التي تناول هذا البحث أفكارها بالتحليل و النقاش.
و إننا إذ نختار هذا التصنيف القائم على تبيان أكثر الألفاظ تداولا و شيوعا في استعمالها بين الشباب، فإننا نؤكد في الوقت ذاته على نسبية هذا التصنيف تبعا لنسبية هذه المسألة، و تعدد زوايا القراءة الممكنة فيها بداية بتعدد مصادرها و تباين نسق تداولها بين الذكور و الإناث و تأثير المستوى التعليمي و الفضاءات الاجتماعية للشباب وصولا إلى المخزون الثقافي و الاجتماعي، و عناصر التجربة الاجتماعية الشاملة للشاب سواء تعلق الأمر بالجوانب التاريخية المرتبطة بالتراث و المحددة للسمات الأساسية في الشخصية، أم بتأثير اللحظة المجتمعية الراهنة و ما يصاحبها من متغيرات اقتصادية وتكنولوجية معولمة بامتياز.
4- الألفاظ الشبابية المستحدثة بين خصوصية التقنية الاتصالية و انحسار التواصل الاجتماعي:
تنطلق المقاربة السوسيولوجية لمرحلة الشباب، من أن لكل مجتمع قيمه و محدداته الاجتماعية التي تفرز مفهوما خاصا للشباب بخصائصه و قضاياه و أسئلته التي تتنوع بتنوع المجتمعات. أي أن كل فكر مجتمعي ينتج شبابه الخاص، و لكل مجتمع شباب مختلف نوعا ودرجة عن شباب أي مجتمع آخر. فالسلوك الاجتماعي للشباب من خلال التشكلات الجديدة للغة، لا يعدو أن يكون نتاجا لتفاعل قواه العضوية و المزاجية و العقلية، مع مؤثرات البيئة والثقافة التي يعيش فيها. و هو ما يفتح المجال للتساؤل عن أبعاد العلاقة التي يقيمها الشباب بين اعتماده لهذه اللغة كخصوصية اتصالية تجمع بين أفراد هذه البيئة، و بين السياقات الاجتماعية المختلفة لتدعيم التواصل الشبابي داخل العائلة و خارجها، الذي يبقى مؤكدا من أجل تحقيق التوافق الاجتماعي، و زيادة كفاءاته التي تشكل رهان و مطمح أفراد المجتمع.
1.4- مدى ارتباط الخصوصية الاتصالية في لغة الشباب بخصائص المرحلة العمرية لهذه الفئة:
يعتبر الاتصال الوسيلة التي يستخدمها الفرد لتنظيم و تغيير حياته الاجتماعية و نقل أشكالها ومعانيها من جيل إلى آخر. و إذا قرأنا لغة الشباب في ضوء خصائص و مميزات النمو لهذه المرحلة، كان لزاما علينا أن نتعامل مع هذه اللغة بوصفها مجموعة من تقنيات الاتصال المبتكرة و الخاضعة في الوقت ذاته للتطور اعتبارا لهويتها الاجتماعية. و بهذا المعنى تكون " الوسيلة التي يشبع الفرد حاجاته الأساسية سواء كانت نفسية أو اجتماعية، (...) لأنه كلما تطورت الحياة تطورت معها وسائل الاتصال، و استطاع الإنسان أن ينقل آماله و قيمه و مثله و آرائه للأجيال الجديدة، بما يتناسب مع كل جيل و كل عصر."
و على ضوء هذا التعريف نلتمس مدى الارتباط الوثيق و التداخل الذي يجمع بين الخصوصية الاتصالية في لغة الشباب، وبين مقتضيات النمو الانفعالي و المعرفي لهذه المرحلة العمرية.
الجدول عدد 12: مدى ارتباط الخصوصية الاتصالية في الألفاظ الشبابية المستحدثة بالخصائص العامة لمرحة الشباب:

إجابات أفراد العينة عدد التكرارات النسبة من مجموع العينة
صحيح 45 %45
صحيح نسبيا 39 %39
خطأ 16 %16
المجموع 100 %100
رسم بياني عدد 90: مدى ارتباط الخصوصية الاتصالية في الألفاظ الشبابية المستحدثة بالخصائص العامة لمرحة الشباب:


يتضح من خلال معطيات هذا الجدول و مؤشرات الرسم البياني أن أفراد العينة يقيمون بنسبة 45% علاقة وثيقة بين الخصائص العامة لمرحلة الشباب و بين الخصوصية الاتصالية في الألفاظ الشبابية المستخدمة. و هو ما يؤكد وعي هؤلاء بما لهذه اللغة من أهمية في الإخبار عن أنساق القيم و الرؤى المتحركة و المتغيرة باستمرار، التي تدعم الحضور الاتصالي لهذه اللغة. هذا الحضور الذي ينفيه و يستبعده البعض بدعوى سمة العنف الطاغية على ألفاظها و بالتالي مجانبتها لما هو مقبول اجتماعيا و أخلاقيا.
و برغم هذه المؤاخذات التي تنطلق من حياد هذه اللغة الصغرى عن المسار العام الذي يعتبر اللغة نظاما رمزيا تصوغه المجتمعات و تطوره ليكون بوابة انفتاح على المتغيرات الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية المتلاحقة، فإن إجابة الفئة المبحوثة تنسجم مع الرأي القائل بأن الاتصال قد أضحى السمة التي تضغط بقوة في حياة الشباب، الذي يتطلع بعنف لأن تكون له لغته التي تؤمن له قدرا من الاتصال، حاملة في نفس الوقت جملة القيم والمعايير التي تمرد في اختيارها أفراده من أجل تشكيل صورته عن ذاته و عن الآخر و عن العالم، بقطع النظر عن جملة المقاصد و الغايات النفسية و الاجتماعية التي تقود الشباب نحو هذا السلوك أو ذاك، في إطار المنطق الاجتماعي العام الذي تعيش في كنفه ظاهرة الألفاظ الشبابية المستحدثة.
الجدول عدد 13: مدى ارتباط الخصوصية الاتصالية في الألفاظ الشبابية المستحدثة بالخصائص العامة لمرحة الشباب حسب متغير الجنس:
الإجابة
الجنس صحيح صحيح نسبيا خطأ المجموع والنسبة
ذكور 24
38.09% 29
46% 10
%15.87 63
%100
إناث 21
%56.75 10
%27 06
%16.21 37
%100
المجموع 45 39 16 100

إن أهم ما يمكن ملاحظته في هذا الجدول بعد التفاوت في توزيع الإجابات حسب متغير الجنس يتمثل في أن نسبة الإناث قد فاقت معدل الإجابات بالنسبة للجدول عدد 09، وذلك بنسبة 56.75% مقابل 38% فقط و هي نسبة قبول هذا الرأي من مجموع الذكور. ومرد ذلك في نظرنا هو الشكل المفتوح نسبيا في طرح هذا السؤال، الأمر الذي فتح باب التأويل رحبا أمام مختلف المواقف و الآراء خاصة عندما يتعلق ذلك بخصائص مرحلة الشباب، التي لم نورد في شأنها تفسيرات محددة. فبقيت مستويات الفهم و القراءة في شأنها مفتوحة و هو ما نقرأه في هذا توزيع المتفاوت في الإجابات، حيث كان أثر المستوى الدراسي واضحا كذلك في بناء مختلف الإجابات حيال هذا الرأي.
الجدول عدد 14: مدى ارتباط الخصوصية الاتصالية في الألفاظ الشبابية المستحدثة بالخصائص العامة لمرحة الشباب حسب متغير المستوى الدراسي:
الإجابة
المستوى الدراسي
صحيح
صحيح نسبيا
خطأ
المجموع و النسبة
أساسي 13
39.39% 12
36.36% 08
%24.24 33
%100
ثانوي 32
47.76% 27
%40.29 08
%11.94 67
%100
المجموع 45 39 16 100
نتبين من خلال نتائج هذا الجدول أهمية المستوى الدراسي في عملية بناء الأفكار وتشكيل الصور الذاتية و المواقف تجاه هذا التلازم بين الجانب الاتصالي في لغة الشباب خفيا كان أو معلنا، و بين المقتضيات الخصوصية لهذه المرحلة العمرية. و هو ما نلمسه في معدلات نفي هذا الرأي بالنسبة لمستويي الدراسة الذين تضمنهما الجدول أعلاه. حيث بلغ مستوى النفي 11.94% فقط لدى المنسبين إلى المرحلة الثانوية مقابل 24.24% من بين من ينتمون إلى مرحلة التعليم الأساسي. و بهذا المعنى يمكن القول أنه كلما ترقى الشاب في مستوى التعليم و التحصيل الدراسي كلما ساعد ذلك على زيادة وعيه بأهم خصائص مرحلة الشباب، مثل ميله إلى الانتماء و تنزيل ذلك ضمن اهتمامات ثقافية و رياضية و اجتماعية، مع سعي دؤوب نحو إنشاء عالمه الخاص وفق قناعاته الخاصة و ما يعنيه ذلك من اختلاف مع السائد و الرغبة المستمرة في المغامرة و المجازفة.
إن وعيا معينا ببعض هذه الخصائص سينعكس حتما على تعاطي الشاب مع لغته بنفس درجة ومستوى ذلك الوعي.
2.4- الألفاظ الشبابية المستحدثة واقع لغوي يتشكل و رؤية إشكالية للتواصل الاجتماعي:
إن دراستنا لمسألة التواصل الاجتماعي للشباب من خلال التركيبات اللفظية المتحركة لهذه الفئة أو الهوية اللغوية الشبابية إذا صح التعبير، يتطلب الاقتراب أكثر فأكثر من الاحتياجات النفسية والاجتماعية الخاصة بهذه الفئة، حتى نتجنب الخوض في أسس التواصل و مستحقاته التقنية و الفنية ومعوقاته و شروط تحققه بصورة عامة.
إن مقاربة التواصل الشبابي في ضوء ما يتداوله الشباب من ألفاظ أساس تشكلها ثقافي عابر واتصالي آسر، لا يجب أن تتم خارج اعتبار هذه اللغة مصدرا لا متناه من المتعة وسبيلا لتحقيق أشكال عدة من اللذة في خضم تفريغ الشحنات و تصعيد التشنجات والضغوطات.
فهل يمكن اعتبار هذه اللغة معززة لأنساق و سياقات الاندماج الاجتماعي للشباب؟ و هل تضمن لهم تحقيق التوازن العاطفي و تمتين عرى التوافق النفسي و الاجتماعي؟.
هل تساهم في تطوير الخطاب التثقيفي و التحسيسي للشباب بما من شأنه أن يبني نموذجا ثقافيا و لغويا قادرا على التعاطي مع إشكاليات التنمية الشبابية الشاملة، و ضمان الانخراط الواعي و الفعال في سياقاتها التكنولوجية و الاتصالية الواسعة؟
كل هذه التساؤلات سنعمل على إيجاد ترددات لها في إجابات أفراد العينة في خصوص علاقة الشباب بمؤسسات التنشئة الاجتماعية من خلال محددات و مؤشرات اللغة الشبابية المستحدثة.
الجدول عدد 15: مدى مساهمة الألفاظ الشبابية المستحدثة في تدعيم التواصل الشبابي داخل العائلة وخارجها:
إجابات أفراد العينة عدد التكرارات النسبة من مجموع العينة
مساهمة مرتفعة 15 15%
مساهمة متوسطة 40 %40
مساهمة ضعيفة 45 %45
المجموع 100 %100
رسم بياني عدد 10: مدى مساهمة الألفاظ الشبابية المستحدثة في تدعيم التواصل الشبابي داخل العائلة وخارجها:

نلاحظ من خلال نتائج هذا الجدول و مؤشرات الرسم البياني أن حوالي نصف أفراد العينة يرون أن الألفاظ الشبابية المستحدثة لا تساهم في تدعيم التواصل الشبابي المنتظر داخل العائلة و في المجتمع بشكل عام. حيث لا تتعدى نسبة من يرجحون تحقق هذا الأمر عن طريق هذه اللغة اﻟ 15% فقط، و هي نسبة منخفضة لا يمكن أن تكون إلا نتاجا لتأثير الوعي الاجتماعي العام في نظرته لهذه المسألة خارج فضائها التواصلي الشامل، وبعيدا عن مراعاة جملة الخصائص النفسية و الاجتماعية التي تنفرد بها مرحلة الشباب كمرحلة عمرية في حياة إنسان هذا المجتمع. و هو ما سيؤكده الجدول التالي الذي سيبين أنه كلما ارتفع المستوى الدراسي للشباب كفاعلين اجتماعيين يفترض أن ترتبط درجة وعيهم وولائهم الاجتماعي بمستوى تحصيلهم الدراسي، كلما زادت إدانتهم لهذه اللغة الشبابية الموازية وإمكانية إسهامها في بناء تواصل شبابي ناجح و بناء.
الجدول عدد 16: مدى مساهمة الألفاظ الشبابية المستحدثة في تدعيم التواصل الشبابي داخل العائلة وخارجها حسب متغير المستوى الدراسي:

الإجابة
المستوى الدراسي مساهمة مرتفعة مساهمة متوسطة مساهمة ضعيفة المجموع
و النسبة
أساسي 03
9.09% 17
%51.51 13
%39.39 33
%100
ثانوي 12
%17.91 23
%34.32 32
%47.76 67
%100
المجموع 15 40 45 100

الجدول عدد 17: مدى مساهمة الألفاظ الشبابية المستحدثة في تدعيم التواصل الشبابي داخل العائلة وخارجها حسب متغير الجنس:

الإجابة
المستوى الدراسي مساهمة مرتفعة مساهمة متوسطة مساهمة ضعيفة المجموع
و النسبة
ذكور 08
%12.69 23
%36.50 32
%50.79 63
%100
إناث 07
%18.91 17
%45.94 13
%35.13 37
%100
المجموع 15 40 45 100

إن ما يبدو للوهلة الأولى تشظيا للأفكار و تداخلا في الرؤى بالنسبة لتوزيع الإجابات حسب متغيري المستوى الدراسي و الجنس في الجداول المبينة أعلاه، يجده القارئ متسقا بشكل من الأشكال عند القيام بتفحص المراحل السابقة من تحليل المسألة المطروحة، والإطلاع على أراء الشباب و مواقفه. هذه المواقف التي لم تستطع أن تقرأ و تقيم هذه اللغة بصورة محايدة و شفافة خارج ما يمكن أن يشوبها أحيانا من عنف في المبنى أو المعنى أو النوايا أو المقاصد، غطت بشيء من التضخيم عن السياقات التداولية للمضامين المختلفة لهذه اللغة الموازية، و خلطت بكثير من التعميم بين بلاغة الاستعارات اللغوية المتحررة وفضاضة تلك الاشتقاقات الجنسية القبيحة، العابثة بالنظام اللغوي للمجتمع تقاليدا و صورا ورموزا.
و قد تبين في سياق هذا التحليل إلى جانب تأثير متغيري الجنس و المستوى الدراسي، أن مقاربة مسألة الضبط الاجتماعي للملفوظ الشبابي المستحدث لا يمكن أن تتم في إطار هذا البحث خارج ثلاث اتجاهات رئيسية متنافرة تم طرقها من قبل أفراد العينة بأساليب غير مستقلة، تعبر عن تبعية و خضوع للفكر الاجتماعي السائد.
فاللغة الشبابية المستحدثة تعتبر حصيلة عدد من الاقتباسات الاجتماعية و الثقافية. فهي نتاج اللغة المتداولة في الأسرة أو الشارع، أو خلاصة للتفاعلات الجديدة في الواقع الاتصالي و التكنولوجي عبر فضاءاته الافتراضية المنتشرة هنا و هناك. أما جانبها الثاني الذي باحت به نتائج هذا البحث، فيتمثل في أن الشباب يرى فيها اتجاها ثقافيا لغويا موازيا لما جرت عليه عادات الكلام و التلفظ لدى جمهور الكهول. وفي هذا السياق يمكن اعتبارها وسيلة أساسية في خوض عمليات التواصل المختلفة، ذلك أن" طبيعة الفعل التواصلي ذاتها هي التي تجبر اللغة بالفعل على العمل كوسيلة للتفاهم. إذ يتوصل بفضلها المشاركون في عملية التواصل إلى التفاهم حول ما يهم العالم الموضوعي أو الاجتماعي و العالم الذاتي في الفعل التواصلي، حيث يدعي المتكلم دوما حقيقة الملفوظات أو الافتراضات المسبقة للوجود" .
و لئن كانت هذه المسألة تشكل في جانبها الأول و الثاني وحدة معنوية متناغمة بين منشإها الاجتماعي و الثقافي، و بين وظيفتها التواصلية في نظر مختلف الفئات الشبابية المبحوثة، فإننا نكتشف في الوقت ذات و هو ما تعرضنا له بالتحليل سلفا أن هذه اللغة ذاتها لا تساهم في إنجاح التواصل بين الشباب و محيطهم بشكل عام. و في ذلك إشارة إلى إجماع مفاده أنه بقدر أهمية ما تتضمنه هذه اللغة من منطلقات و أسس للتواصل الاجتماعي، بقدر خطورة جوانب مختلفة في بناء و وظيفة هذه اللغة يمكن أن يكون وجودها معيقا لأي شكل من الأشكال التواصل. و لعلنا نقصد بذلك أن هذه المخزونات اللفظية الشبابية عبر مضامينها المتطورة و سياقات اعتمادها المختلفة، تبقى في نظرهم غير قادرة على تحقيق مفاهيم الاندماج و التوازن و التوافق التي تؤلف فعل التواصل و جوهره المنشود. كما تقف دلالاتها المتحركة موقف القاصر عن إقامة علاقات ود و تفاهم بين المجتمع و فئاته الشبابية في ظل استقلال هذه الأخيرة بقاموس لغوي جامح.
فهل يتمكن المجتمع من معالجة هذا الجموح اللغوي بهدوء و بعيدا عن صخب الرؤية الاختزالية في تحليل هذا النسق التواصلي، و الاقتصار في تفسيره على المجلوبات المفاهيمية لعلم النفس التي لا تستطيع أن تقرأ هذه المسألة خارج إطار الكبت الجنسي أو العدوانية أو الاكتئاب. و لعل ملاحظتنا هذه تجد ما يدعمها في آراء الشباب أنفسهم، خصوصا بعد أن تأكد لنا أن سياقات تداول هذه الألفاظ ليست في مجملها سمجة أو عدوانية، فما لا يؤخذ كله لا يترك جله، فلغة الشباب كثيرا ما تجانب العنف و غالبا ما تعبر عن هذه الفئة في افتكاك أدوار أو نقد وضعيات في محيطها، و توقها نحو الانفتاح عن اللغات والثقافات الأخرى. و في حالات كثيرة أخرى تعكس هذه اللغة حالات متداخلة من الانشراح و الارتياح تغلف بالنكتة و المزاح.








5- خاتمة البحث:
إن استعمال قاموس لغوي مستحدث لدى الشباب، أصبح خاصية رئيسية للتفاعل اليومي لهذه الفئة، إذ من خلاله تدور جميع الحوارات و المحادثات ساخنة كانت أم عادية. فلغة الشباب بصفتها سجلا اجتماعيا و ثقافيا، و مدونة استعارية جريئة تنضح من كل ألوان اللغات و الاتجاهات الثقافية الأصيلة والعابرة، تمارس في الوقت ذاته وظائف الربط والعطف و مهام الاستدراك و الاستفهام في نسج خيوط ومكونات الخطاب مع أي كان و في كل زمان و مكان. ربطا لا يكون بالضرورة وظيفيا و لكنه ضروري و مؤكد في حالات العجز عن التعبير عن الأفعال و الأشياء، و قصور الثقافة اللغوية عن إمداد اللسان بقدرات التبليغ عن أطياف الصور و شحنات الأحاسيس.
و إن طرحنا لهذا الموضوع بهذا الشكل التحليلي الاستنباطي و من خلال هذه الزاوية المباشرة لآراء الشباب و توقعاته ضمن منهج علمي تطبيقي يستمد مشروعيته بالأساس من ضرورة أن يكون للشباب كمكون محوري في المجتمع تفسيره الخاص لقضاياه الخاصة و شواغله الحميمة، و ذلك من أجل تشخيص مواقفه و التعرف على مستوى وعيه بهذه الشواغل و أبرز القضايا التي يمكن أن تهدد شخصيته الثقافية الوطنية و تهدد توازنها الاجتماعي، تمهيدا لإنتاج فهم اجتماعي صائب قادر على اعتماد مقاربات تربوية و ثقافية تشاركية مدروسة، مع مراعاة نسق الحراك الثقافي و الاتصالي لمجتمعنا المعاصر

شكرا على هذه الفرصة القيمة لنشر كتاباتي، ولكن أتساءل هل يمكنني أن أتوصل من منتداكم ما يفيد ويثبت مثل هذه المشاركات..ولكم جزيل الشكر

السلام عليكم

نشكرك علي المشاركة الرائعة ونحن في حاجة إلي مثل هذه الموضوعات الجديدة التي تثري مكتبتنا العربية وتوضح أسباب تردي لغتنا العربية

ولكن هذا المنتدي هو منبر للمشاركة الحرة والموضوعات المنشورة هي تعبير عن رأي كاتبها وليست تعبير عن رأي المنتدي أو القائمين عليه .

نرحب بموضوعاتك القيمة لنشرها في المنتدي حتي يستفيد الطلاب والباحثين بها

و ننوه أن المنتدي لا يقوم بتحكيم ما ينشر به من كتابات أو مقالات ولكن هذا فضاء للرأي الحر


شكر لك علي تواصلك معنا

مدير الموقع