الخصائص المعرفية والانفعالية لذوي الاحتياجات الخاصة
الباحث / أحمد فيصل يوسف
باحث ماجستير بكلية التربية جامعة الأزهر
مقدمة :
نال مجال الإعاقة اهتماماً بالغاً في السنوات الأخيرة من الدراسات العلمية والاجتماعية أو التقدم التكنولوجي ويرجع هذا الاهتمام إلى الإقناع في المجتمعات المختلفة بأن المعوق كغيره من أفراد المجتمع الأسوياء لهم الحق في الحياة ولهم الحق في النمو بأقصى ما تمكنهم منه قدراتهم وطاقتهم ومن ناحية ثانية فإن اهتمام المجتمعات بفئات المعوقين ترتبط بتغير النظرة المجتمعية إلى هؤلاء الأفراد والتحول من اعتبارهم حالة اقتصادية مجتمعاتهم إلى النظر إليهم كجزء من الثروة البشرية مما يحتم تنمية هذه الثروة البشرية والاستعادة منها إلى أقصى حد ممكن ( ) .
نحن نعلم إنه مع التحولات في الفلسفات والأهداف الاجتماعية تبحث العديد من القضايا والمشكلات مما تعددت وجهات النظر والاجتهادات وكان طبيعي أن يصاحب التحول في الفلسفة الاجتماعية والأهداف الوظيفية من رعاية المعوقين ظهور كثير من المشكلات والقضايا المنهجية من جانب والمعاناة من المشكلات علمية وتطبيقية من جانب آخر.
لاشك أن الأسلوب العلمي الأمثل للتعرف على العوامل المسببة للعاقة في مجتمع من المجتمعات هو عن طريق الدراسة الميدانية والبحوث الدراسات الاجتماعية والنفسية وربطها بنتائج الدراسات الإحصائية التي تحل مشكلة الإعاقة في المجتمع ( ).
أن فئة المعوقين هي فئة من فئات المجتمع أصابها القدر بإعاقة قللت من قدرتهم على القيام بادوراهم الاجتماعية على الوجه الأكمل مثل الأشخاص العاديين .هذه الفئة هي أحوج إلي أن نتفهم بعض مظاهر الشخصية لديهم نتيجة لما تفرضه الإعاقة من ظروف جسمية ومواقف اجتماعية وصراعات نفسية والى أن نتفهم أساليبهم السلوكية التي تعبر عن كثير من التعقيد التشابك رغم كل ذلك فان هذه الفئة لم تلق حتى الآن الاهتمام المناسب من الباحثين في مجال الخدمة الاجتماعية.
وطبيعي أن لفئة المعوقين متطلبات تربوية ونفسية وجسمية واجتماعية تختلف عن المتطلبات الأخرى للأشخاص العاديين وتختلف أيضا تبعا لنوع الإعاقة ومما يترتب عليها من مؤثرات .
كما انه لو تركت هذه الفئة دون اهتمام بمشاكلهم وتذليل الصعاب التي تواجههم قد يتحول البعض منهم وجهات انحرافية قد تعوق تقدم وازدهار المجتمع فالاستفادة من جهود هذه الفئة في الإنتاج هو في حد ذاته توفير الطاقات إنتاجية في المجتمع.
أولاً : خصائص المعاقين ذهنياً
وسنقتصر على وصف خصائص المعاقين ذهنياً القابلين للتعلم حيث أن عينة البحث الحالي سوف تقتصر على هذه الفئة:
أولاً : الخصائص الجسمية والحركية والحسية :
تشير الأبحاث التي أجريت في هذا الميدان إلى وجود فروق بين المعاقين ذهنياً القابلين للتعلم والعاديين من حيث مستوى نموهم الجسمي و الحركي وقد أوضحت دراسات سارسون (1980) أن المعاقين ذهنياً القابلين للتعلم يعانون من تأخر نموهم الجسمي والحركي ولديهم اضطرابات في تعلم المشي فهم غالبا ما يكونون أبطأ في تعلم المشي عن غيرهم من العاديين.
ويتفق كل من مختار حمزة (1975) ، محمد عبد الرحمن (1986) على أن المعاقين ذهنياً بطيء النمو بصفة عامة وقابلين للتعرض للإصابة بالأمراض ، ومن مظاهره الجسمية صغر الحجم والوزن ونقص حجم وزن المخ ونشوء شكل الفم والأسنان ويرتبط ذلك بضعف التآزر الحركي واضطراب المهارات الحركية وضعف في البصر والسمع.
وفيما يتعلق بالناحية الحسية فقد وجد كيرك (1962) أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط لديهم كثير من الإعاقات البصرية و السمعية أكثر مما يوجد لدى العاديين.
ويتضح من ذلك وجود فروق بين المتخلف عقليا و العادي في النمو الجسمي و الحركي و الحسي ، ولكن يجب الإشارة إلى أن الفرق بينهما فرق في الدرجة بحيث نستطيع القول بان المعاقين ذهنياً يصلون في نموهم الجسمي و الحركي و الحسي إلى مستوى قريب من مستوى العاديين.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن التخلف العقلي لا يكون دائما مصحوبا بتشوهات وانحرافات خلقية ، ولكنها قد تكثر بين فئة البلهاء و المعتوهين وتقل في فئة المورون . حيث يذكر سارسون (1980) أن المعاقين ذهنياً من فئة المورون لا تكثر بينهم التشوهات الخلقية بصورة واضحة.
ثانياً : الخصائص المعرفية للمتخلفين عقليا :-
تعتبر الخصائص العقلية من أهم الصفات التي تميز الطفل العادي، فمعدل النمو العقلي للطفل التخلف عقليا يكون اقل من معدل النمو العقلي للطفل العادي ، يتراوح عمره العقلي مهما بلغ به السن ما بين (7 – 11) سنة تقريبا.
ويذكر فاروق صادق (1974) أن المعاقين ذهنياً القابلين للتعلم يختلفون عن العاديين في معدل النمو العقلي ، فمن المعروف أن الطفل السوي ينمو سنة عقلية خلال كل سنة زمنية من عمره ، أما الطفل المتخلف عقليا فانه ينمو 9 شهور عقلية أو اقل في كل سنة زمنية ، وان نسبة ذكاء المعاقين ذهنياً تقل عن 75 .
الخصائص العقلية التي يمتاز بها المتخلفون عقليا من فئة القابلين للتعلم:-
1- الإدراك:-
يتميز المتخلفون عقليا بضعف الإدراك ، وذلك رغما عن أن حواس المتخلف عقليا قد تكون سليمة إلا أن المدركات التي نستغلها هذه الحواس تبقى في مستوى اقل سموا أو ارتفاعا عن الاحساسات المجردة (المؤتمر الأول لرفع مستوى العمل الاجتماعي الشعبي في مجال رعاية المعوقين"مايو 1973").
ويذكر فاروق صادق (1974) أن المعاقين ذهنياً يعجزون عن تمييز الألوان والأحجام رغم سلامة عملية الأبصار لديهم ، ويرجع ذلك لقصور قدراتهم العقلية.
2- ضعف القدرة على الانتباه و التذكر :-
يذكر إبراهيم وجيه محمود (1985) أن المعاقين ذهنياً يعانون من قصور في القدرة على التذكر و الانتباه فقد يصعب عليهم الانتباه لموضوع معين فترة طويلة من الزمن . بل سرعان ما يشرد بال الواحد منهم ولهذا السبب لا يستطيع المتخلف عقليا فهم المواقف التي تتطلب المتابعة و التركيز.
وبناء على ما تقدم نجد أن المتخلف عقليا يعاني من ضعف في القدرة على التركيز و الانتباه ومع هذا يجب إلا نترك المتخلف وشأنه، ولكن ينبغي أن تقدم له المثيرات القوية التي تجذب انتباهه فهو بحاجة إلى ذلك ، كما انه بحاجة إلى أن يتعامل مع الأشياء الملموسة أكثر من الأشياء المجردة.
3- الميل نحو تبسيط المفاهيم وعدم القدرة على التقييم:-
يذكر فؤاد البهي السيد (1976) أن المعاقين ذهنياً يجدون مشقة بالغة في التفكير الاستدلالي و التعبير اللفظي عن رغباتهم ونشاطهم ، وذلك لان هذه القدرات أكثر تشبعا بالذكاء.
هذا بالإضافة إلى ما ذكره محمد عبد المؤمن (1986) من أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط يوصفون بعدم قدرتهم على التفكير المجرد و بالتالي عدم قدرتهم على التقييم ، حيث أنهم قادرون على الاستجابة للمثيرات الحسية الملموسة. (*)
4- التأخر العقلي :-
أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط يعانون بصفة عامة تأخر في النمو اللغوي ويذكر محمد عبد المؤمن (1986) أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط يعانون من تأخر في الكلام وتزداد لديهم عيوب وأمراض الكلام.
5- الابتكار و التخيل :-
لم يهتم الباحثون بعمليات الابتكار و التخيل اهتماما فعليا ، وذلك يرجع إلى طبيعة هذه العمليات وصعوبة قياسها ، وخصوصا على المعاقين ذهنياً وقد يرى البعض من خلال الملاحظات الإكلينيكية أن المعاقين ذهنياً يمكنهم الرسم الابتكاري أو النحت أو الأداء الموسيقي، ومن الدراسات القلية التي أجريت في هذا المجال دراسة حمدي المليجي (1981) حيث أثبتت الدراسة أن التدعيم له اثر في تحسين الأداء الابتكاري عند الأطفال المعاقين ذهنياً على اختبارات تورانس للتفكير الابتكاري.
أن المتخلف عقليا لا يستطيع أن يساير أقرانه العاديين من الناحية التعليمية فيتقدم في المدرسة بمعدل لا يتناسب مع معدل نموه العقلي الذي يقل عن معدل النمو العقلي للعاديين ويتفق إبراهيم وجيه محمود(1985) مع تين و آخرون (1981) على أن المتخلف عقليا يتميز بضعف في القدرة على التحضر الدراسي ، وخاصة في المواد التي تعتمد على النشاط اللغوي كالقراءة أو الكتابة أو التي تعتمد على استخدام الرموز كالحساب مثلا ، ويبدو تخلفهم في هذه المواد بصورة كبيرة ، وربما لا يظهرون مثل هذا الاختلاف الكبير في المواد التي تعتمد على الاستخدام اليدوي مثل الأشغال اليدوية و الرسم. (*)
ثالثاً : الخصائص الوجدانية :-
إذا كانت انفعالات الفرد العادي تتصف إلى حد ما بالثبات الانفعالي، والواقعية في مجابهة مشاكل الحياة فان انفعالات المتخلف عقليا تتصف بالتقلب والحدة والاضطراب الانفعالي وهذا ما أكدته دراسة فورنهام وبندر (1983) والتي تشير إلى أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط يتصفون بحالتهم العاطفية الكئيبة وانطوائهم الاجتماعي وفرط حساسيتهم وعدم الثبات الانفعالي.
وقد يرجع ذلك إلى كثرة مواقف الإحباط و الصراع التي يتعرضون لها في المواقف السلوكية المختلفة وفيما يلي بعض الخصائص الانفعالية التي يمتاز بها المتخلفون عقليا من فئة التخلف العقلي البسيط :-
1- الانسحاب و العدوان:-
أن بعض المعاقين ذهنياً يميلون إلى الانسحاب والانزواء والبعد عن نشاط الجماعة التي يوجدون فيها ، وبعضهم يتميز ، بسلوك عدواني تجاه الآخرين .
وتجدر الإشارة إلى حقيقة هامة وهي أنه إذا كان المتخلفون عقلياً يتصفون بهـذه الصفـات فقد يتصف بهـا العاديين وعلى حـد تعبير محمـد عبــد المؤمــن ( 141- 142 : 1986) ويــوسف الشيخ وعبـد السلام عبد الغفار (1966:7) أن المعاقين ذهنياً تكثر بينهم صفتا الانسحاب ، والعدوان ويتصفون بعدم تقديرهم للمسئولية واضطرابهم الانفعالي وسهولة قابليتهم للانقياد .
2- النشاط الزائد :-
يشير يوسف الشيخ وعبد السلام عبد الغفار (1996:73) إلى أن هذه الصفة تتضح في حالة المعاقين ذهنياً الذين يعانون تلفاً في الجهاز العصبي المركزي حيث لا يمكنهم الاستقرار في مكان دون أن يغيروه ، ولا يكفون عن الحركة المستمرة ، وهم شديدوا الانفعال ولا يستطيعون الاستمرار في تأدية عمل معين .
3- الجمود :-
أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط يتصفون بالجمود حيث يظهرون ميلاً إلى القيام بالأعمال الروتينية على نحو متكرر وبلا ملل ، وقد يرجع ذلك إلى أن المتخلف عقلياً بما لديه من إمكانيات وقدرات منخفضة يجد من الصعب عليه التعامل مع الأعمال التي تتطلب تحولات عديدة وإعادة التكيف ، ويجد من الملائم له القيام بالأعمال ذات الصبغة المتكررة .
كما يذكر زيجلر أن هذه الصفة صفة نفسية ترجع إلى عوامل سيكولوجية مثل الدافعية .
4- عدم تقدير الذات :-
يذكر صالح هارون (1981:60) أن المعاقين ذهنياً غالباً ما ينظرون إلى أنفسهم على أنهم أشخاص فاشلون وعاجزون وأقل من غيرهم وأنهم لا قيمة لهم ، وقد يرجع هذا إلى شعورهم بعدم وتعرضهم لمواقف إحباطية كثيرة .
خامساً : الخصائص الاجتماعية والمهنية :-
أن المعاقين ذهنياً بصفة عامة يكونون اقل قدرة على التكيف الاجتماعي والمواءمة الذهنية ، ويتصفون بأنهم أقل قدرة على التصرف في المواقف ولا يتحملون مسئولية عمل ما وقد يرجع هذا إلى قصور في قدراتهم العقلية.
بيد أن المعاقين ذهنياً من فئة المورون يستطيعون التكيف نسبياً من الناحية الاجتماعية والمهنية ولذا يذكر فاروق صادق (399: 1974) أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط يمكنهم النجاح نسبياً في تكيفهم الاجتماعي ، والمهني حيث يتم تدريبهم وتوجيههم وتشغيلهم في الأماكن المناسبة بما يتفق وقدراتهم وإمكانيتهم المحدودة .
ويضيف خليل معوض (1994:216) أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط لديهم القدرة على القيام ببعض العمال البسيطة كذلك يذكر يأتون وآخرون أن المعاقين ذهنياً من فئة التخلف العقلي البسيط ليهم قدرة على التكيف الاجتماعي فهم قادرون على التحدث والاشتراك في بعض الأحاديث مع الآخرين والتفاعل معهم، ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم ولديهم قدرة على تحقيق كفاية تحصيلي ولغوية بقدر معين تحت شروط تعليمية معينة .
1- حاجات المعاقين ذهنياً :-
يذكر سميث (1971:216-224) أن الاحتياجات والرغبات للمتخلف عقلياً البالغ 9هي نفس احتياجات معظم البالغين الآخرين ، ومن هذه الاحتياجات الحاجة إلى النوم – الطعام – الملبس – الحماية – الدفء ، ومن الاحتياجات الحيوية للمتخلف و التي غالبا ما تهمل الحاجة للحب و التقبل و المرح ، وهناك أيضا احتياجات أخرى مثل حرية الاكتشاف و إشباع حب الاستطلاع وتعلم أشياء هامة وجديدة وشيقة ، وإشباع الممارسات الدينية وخلق شيء ما ولا تقل تلك الاحتياجات أهمية للمتخلف عن العادي ويحتاج المتخلف البالغ بجانب الاحتياجات الأساسية إلى آمن مادي و إرشاد أثناء أوقات حرجة معينة في حياته ويجب أن يتم ذلك من خلال برامج معتمدة لكي تعد المتخلف عقليا البالغ بطريقة تسمح له بالنمو نحو الاستقلالية.
ويشير ميتلر و ماكوناش (1983: 1990) إلى أهمية الاحتياجات الجنسية لدى المتخلف عقليا البالغ ، ومن المحتمل أن تكون المشاكل الجنسية الناجمة عن المتخلف عقليا مساوية لنفس المشاكل الجنسية الناجمة عن بعض الشباب العادي ، ولكن نحن نتعامل مع المتخلف عقليا بحذر لإشباع هذه الاحتياجات نظرا لظروفه الخاصة. (*)
بالرغم من الفروق الفردية الموجودة بين الأفراد ومن بينهم المعاقين ذهنيا إلا أن هناك عدة خصائص عامة يشترك فيها المعاقين ذهنياً عن غيرهم ويمكن تقسيم هذه الخصائص إلى :
الخصائص العقلية : -
1. انخفاض مستوي الذكاء عن المتوسط .
2. ضعف القدرة على التركيز أو الانتباه لفترات طويلة .
3. ضعف القدرة عل التذكر .
4. تأخر النمو اللغوي .
5. ضعف القدرة عل الملاحظة وإدراك العلاقات .
الخصائص النفسية : -
1. غالباً ما يفضلون الانسحاب أو الانعزال عن المواقف الاجتماعية.
2. يترددون كثيراً عند أداء بعض الأعمال .
3. يغلب عليهم التبلد الانفعالي واللامبالاة .
4. قد يعاني بعضهم من وجود نزعات عدوانية .
5. يعاني بعضهم من التمسك بسلوكيات رتيبة وغير ذات فائدة. (*)
ثانياً : " خصائص ذوي صعوبات التعلم "
أولاً : الخصائص المعرفية لصعوبات التعلم :-
يفتقر الذين يعانون من صعوبات التعلم إلى القدرة على تعميم الإستراتيجيات المتعلمة لحل المشكلات على مواقف أو مشكلات جديدة وأنهم بمليون إلى استخدام إستراتيجيات وأساليب عشوائية في كتاباتهم مع ضعف الاهتمام الواضح بما يكتبون . كما أشارت الدراسة إلى أن 40% من استجابات الطلاب ذوي صعوبات التعلم مقابل 6% من استجابات العاديين تعكس إجابات عشوائية لا علاقة لها بالمهام المطلوب للاستجابة عليها كما كانت كتاباتهم مشوشة ومفككة تفتقر إلى الترابط والتنظيم والغرض والمعني . و اتفقت العديد من الدراسات على أن الطلاب ذوي صعوبات التعلم عادة وذوي صعوبات في الكتابة بصفة خاصة يفتقرون إلى القدرات النوعية الخاصة التي ترتبط بالكتابة كالذاكرة البصرية – والقدرة على الاسترجاع في الذاكرة إلى جانب القدرة على إدراك العلاقات المكانية . كما أنهم يعانون في القصور الوظيفي في النظام المركزي لتجهيز ومعالجة المعلومات .
ثانياً : الخصائص الوجدانية لصعوبات التعلم :
أشارت الدراسات والبحوث إلى أن اضطرابات الجهاز العصبي المركزي واضطراب بعض الوظائف النفسية العصبية لذوي صعوبات التعلم هذه الاضطرابات تترك بصماتها على النواحي الانفعالية الدافعيه فيبدو الطفل مكتئباً ومحبطاً ويميل إلى الانسحاب من مواقف التنافس التحصيلي القائم على استخدام الكتابة والتعبير الكتابي كما لوحظ عل الطفل الغياب المتكرر في حصص التعبير والإملاء وتظهر عليهم علامات الميل إلى العدوان المستمر أو الكافي أو الصريح كما يفتقر هؤلاء إلى القدرة على التآزر الحركي واستخدام اليد والأصابع وإدراك المسافات والعلاقات بين الحروف والرموز والكلمات. (*)
ثالثاً : خصائص الاضطرابات اللغة اللفظية
أولاً : الخصائص العقلية :-
اللعثمة هي النطق الخاطئ لبعض الحروف الساكنة التي يصعب استخدامها وبالتالي تصبح في مؤخرة الحروف التي يتعلمها الطفل بإتقان ، وقد تكون ناتجة عن عيوب بالجهاز الصوتي أو لأسباب عاطفية ( مغالاة الأم في رعاية الطفل أو رغبة الطفل في أن يظل صغيراً ).
وأحياناً يكون الطفل قادراً على نطق الأصوات البسيطة بصورة صعبة ولكنه ينطق بصورة سيئة بعض الكلمات : ويرجع هذا إما لاستعجاله الشديد أو عدم القدرة على التمييز والتحكم في إصدار الأصوات فالطفل جيرارد على سبيل المثال يبلغ من العمر 7 سنوات ولكنه يقول ذاتي "نحم " بدلاً من " لحم" .
وفى حالات أخري يكون التعبير الشفهي الذي يصدره الطفل طبيعياً ولكن في نهاية مرحلة الطفولة الثانية وفى مرحلة المدرسة الابتدائية يظل عند مستوي الكلمات المرتبة والجمل الناقصة وذلك ينجم للقصور العقلي أو نتيجة لبطء النضج بوجه عام .
وهناك اضطرابات لغوي معروف وهو التمتمة التي قد تظهر عند الطفل 2-3 سنوات وهي تصيب الذكور بصفة خاصة وأحياناً تختفي تلقائياً ولكن في حالات أخري تستمر وتزداد خطواتها إذا لم تعالج بصورة ملائمة .
وتتسم لغة المتمتم بالتردد والتكرار بصورة صريعة للمقاطعة الأولي والكلمة أحياناً تتسم بعدم القدرة الكاملة على نطق الكلمة .وهذا ينجم عن تغير في إيقاع الجهاز التنفسي والذي يحدث أثناء نطق الحروف وأحياناً يكون مصحوباً بظواهر أخرى مثل بعض التقلصات في العنق والأكتاف واحمرار الوجه .
وإذا كانت اللعثمة معروفة في كل العالم غلا أن أسبابها مجهولة إلى حداً كبير ولذا فإننا سنكتفي بذكر بعض الفروق التفسيرية .
ثانياً: الخصائص الانفعالية للاضطرابات اللفظية :-
اللعثمة ترتبط بالمجال الانفعالي حيث أن الفرد المصاب بها يتعلثم فقط مع أشخاص بذاتهم وفى موافق محدودة وعندما يتحدث عن مشاكل بالغة الحساسية بالنسبة له وقد يؤدي التوتر الانفعالي إلى حالة التوتر الشديد في بعض المراكز تحت البشرة الجلدية بما ينتج عنه توقف أجزاء تحت الجلد عن أداء وظيفتها الكبيرة بها اللغة المنطوقة .
الأطفال المضطربين كلامياً منهم من يتمتع بذكاء عام يفوق قدراتهم الشفوية وفى هذه الحالة يكون معدل التفكير أسرع لترجمة المضمون إلى ألفاظ لغوية عندئذ تصبح اللغة في بعض اللحظات معاقة ومتوقفة أحياناً لا يستطيع تكوين الجمل والكلمات الصحيحة مما يعوقه دراسياً .
والجوانب الانفعالية تهذ الثقة بالنفس والمخاوف والضرر الذي يقع على الجهاز الصوتي وغير ذلك من الأسباب. (*)
المــراجـــع
1- محمد سيد فهمي :السلوك الاجتماعي للمعوقين دراسة في الخدمة الاجتماعية –المكتب الجامعي الحديث –الإسكندرية .
2- سمية طه جبل :التخلف العقلي " إستراتيجيات مواجهه الضغوط الأسرية " – مكتبة النهضة المصرية – ط1- 1998 م.
3- زينب محمود شقير : سيكولوجية الفئات الخاصة والمعوقين –دار النشر الجامعية – القاهرة 2002م .
اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين بجمهورية مصر العربية – دراسات ومؤتمرات التحاد مطبعة العمرانية الأوفست –الجيزة –سنة 1994 .
4- فتحي مصطفي الزيات : اضطرابات التعلم الأسس النظرية والتشخيصية والعلاجية – دار النشر للجامعات – ط1 – 1998م .
5- أحمد حسين القاني: أمير إبراهيم القرشي – إستراتيجية المدخل البيئي للمعاقين سمعيا- 1999م.
6- سيرجي سبيني ترجمة فوزي محمد عبد الحميد ، عبد الفتاح حسن عبد الفتاح – التربية اللغوية للطفل – دار الفكر العربي – ط1 – 1998م .
7- أعضاء هيئة التدريس بقسم علم النفس – سيكولوجية الفئـــات الخاصة ( العميان – الصم ) - _____- 2004.
8- حسن الجبالي : العميان الصم بين الاضطهاد والعظمة - مكتبة الأنجلو المصرية – ط1 – 2002 م .
الـدوريـات :-
1- اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين بجمهورية مصر العربية دراسات ومؤتمرات الاتحاد مطبعة العمرانية الأوفست- الجيزة - سنة 1994.
2- مركز دعم الجمعيات الأهلية لتأهيل وتدريب المعاقين ذهنياً بريف محافظة أسيوط – دليل الأخصائي النفسي للقياس النفسي وتعديل السلوك للأفراد المعاقين ذهنياً – مطبعةالجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية أسيوط – 2003م