مفهوم الإعلام المعاصر :- الإعلام ظاهرة اجتماعية دخلت إلى المجتمعات البشرية منذ بدائية العصور الإنسانية ، فمنذ أن وجد الإنسان على هذا الكوكب .. استخدم بعض الحركات ( الشكل البدائي للإعلام قبل أن يهتدي للغة ) وقد وجد الإعلام بشكله البسيط ( نقل الأخبار والمعلومات بصورة موضوعية ) والإعلام من حيث اللغة يعني ( إخبار أو اطلاع الآخرين ويعني معنى التعليم ، أي استخدام الوسائل لنقل الأخبار والوقائع بصور صحيحة(4).
ويعد الإعلام بصفة عامة منهج وعملية يقوم على هدف التنوير والتثقيف والإحاطة بالمعلومات الصادقة التي تخاطب عقول الأفراد لترفع من مستواهم وتدفعهم إلى العمل من أجل المصلحة العامة ، فالإعلام هو نشر الأخبار والمعلومات .. والآراء على الجماهير(5) .
هذا ويشير الباحثان إلى أنه يصعب وضع تعريف محدد لمفهوم الإعلام المعاصر يلم بجوانبه المتعددة ، إلا أنه في ضوء موضوع الدراسة الراهنة يمكن بلورة المفهوم التالي للإعلام المعاصر " هو إيصال معلومة أو استلامها ، وهو حقيقة موضوعية شاملة ومتنوعة وطنية وعالمية ، نعيشها ويتفاعل معها كافة المواطنين بفئاتهم العمرية وطبقاتهم وانتماءاتهم المجتمعية المختلفة ، والجميع يتأثر بثمراتها الطيبة وتداعياتها المدمرة ، وهي متشابهة من حيث الفضائل وآثارها السلبية وأهدافها الخبيثة ، فالإعلام المعاصر متعدد الصور والأهداف بقدر تعدد العلوم التي يمثلها حيث ينطوي تحت خيمته الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والفنية والعلمية والترفيهية والخيالية... ، وكل معارف الحياة الأيديولوجية والفلسفية والحضارية المادية والروحية ، وكل طموحات الإنسان الشريفة وكل نوازعه الشريرة والمدمرة " .
2- مفهوم الأسرة :- الأسرة في طبيعتها اتحاد تلقائي تؤدي إليه الاستعدادات والقدرات الكامنة في الطبيعة البشرية ، وهي مؤسسة اجتماعية تنبعث عن ظروف الحياة الطبيعية التلقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية ، وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي(6). فهي الإطار الذي يحدد تصرفات أفرادها وتشكل حياتهم وتبث فيهم الوعي بالذات القومي والحضاري ، وهي مصدر العادات والتقاليد والقيم والقواعد السلوكية وللآداب العامة ويقع عليها العبء الأكبر لأهم وظيفة اجتماعية وهي عملية التنشئة الاجتماعية والتي يتحول الفرد في إطارها من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي (7).
والأسرة لا يمكن عزلها عن المجتمع ، ولا يمكن دراستها إلا ضمن التطورات التي يمر بها المجتمع ، فهي جزء لا يتجزأ من البناء الاجتماعي تتفاعل معه وتتأثر به ، وتؤثر فيه في اتجاهات متعددة(8). لذا فتحديد مفهوم الأسرة لا يقف عند حد تحليل وظائفها وأبعادها البنائية ودورة حياتها ، وإنما يمتد ليشمل قضايا أخرى متعددة تعززها كعلاقتها بالنظام الاجتماعي ككل وتفاعلها مع السياق المجتمعي الأشمل (9).
وتعرف الأسرة بأنها " نظام اجتماعي يدل على وجود حالة زواجيه وعلاقة بين الآباء والأبناء ، ويشير إلى الأدوار والواجبات والمسئوليات والاتجاهات والجزاءات المتصلة بذلك وكل ما سبق يحدد للأسرة شكلا خاصا وأنشطة خاصة " .
- والأسرة تتسم بما يلي :-
1- الأسرة هي نظام اجتماعي يدخل في علاقات متشابكة ويتفاعل مع النظم القائمة في المجتمع .
2- تسعى الأسرة لإيجاد الترابط بين أفرادها وتحقيق التماسك والتكامل الأسري .
3- يظهر التفاعل بين أفراد ووحدات الأسرة على مستويات مختلفة .
4- الأسرة كنظام اجتماعي هي كيان ( دائم- موقوت ) من وجهة النظر البنائية ، وهذان المظهران المتضادان يفسران بعض المشكلات والأزمات التي تتجمع حول الأسرة (10).
3- مفهوم الشباب :- ثمة تعريفات عدة لمفهوم الشباب حيث نجد من يتناولها من منظور العمر أو على أساس المعيار الزمني فيكون الشباب هم تلك المرحلة العمرية التي تتراوح ما بين " 16-30 سنة " ، والبعض الآخر ينظر لها من منظور اجتماعي على أساس أن الشباب مرحلة اجتماعية تشير إلى مرحلة من العمر تعقب مرحلة المراهقة ، وتبدو خلالها علامات النضج الاجتماعي والنفسي والبيولوجي واضحة ، ونظرا للتماثل بين طبيعة الشباب ومضامين التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث في المجتمع فهم أكثر الشرائح الاجتماعية شوقا للتحولات وهم الأكثر تفاعلا معها (11).
ويعرف علماء النفس الشباب بأنها حالة نفسية يمر بها الإنسان تتميز بالحيوية وترتبط بالاستعداد والرغبة والقدرة على التعلم ومرونة العلاقات الإنسانية وتحمل المسئولية ، وهي المرحلة التي ينتقل فيها الشخص من مرحلة كان يعتمد فيها على الآخرين ، إلى مرحلة يصبح فيها معتمد على نفسه(12).
ويركز البعض على النضج والتكامل الاجتماعي للشخصية في تحديدهم لمفهوم الشباب ولذلك يمثل الشباب فئة عمرية تتسم بعدد من الصفات والقدرات الاجتماعية والنفسية المتميزة وتختلف بداية هذه الفترة العمرية ونهايتها باختلاف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في المجتمع(13). والشباب فئة اجتماعية تحتاج إلى رعاية اجتماعية متعددة من مؤسسات المجتمع المختلفة (14). وهي أهم المراحل العمرية وأخصبها وأكثرها صلاحية للتجاوب مع المتغيرات السريعة والمتلاحقة التي يمر بها المجتمع الإنساني المعاصر(15). ويرى البعض ضرورة الأخذ في الاعتبار طبيعة الاختلاف والتفاوت بين المجتمعات في تحديد مفهوم الشباب فخصائص المجتمع الذي ينتمون إليه سوف تنعكس بالضرورة على تكوينهم الشخصي ومواقفهم من الحياة ، ورؤيتهم للكون ومن ثم مدى مشاركتهم في المواقف المختلفة وعلى الأصعدة المختلفة ، وتجاوبهم مع مضامين الجوانب الاجتماعية والثقافية بمجتمعهم(16) .
وإذا أخذنا في الاعتبار تلك الرؤى جميعها يمكن القول بأن مرحلة الشباب هي مرحلة تغير كمي ونوعى في ملامح الشخصية تتميز بدرجة عالية من التعقيد إذ تختلط فيها الرغبة في تأكيد الذات مع البحث عن دور اجتماعي والتمرد على ما سبق انجازه ، إلى جانب الإحساس بالمسئولية والرغبة في مجتمع أكثر مثالية مع السعي المستمر إلى التغير ، والذي يتم من خلاله ضبط حركة الفرد في السياق الاجتماعي والمحيط الذي يعيش فيه .
4- مفهوم الإستراتيجية :- اقترن بالتراث النظري المعاصر في مجال التنمية المستدامة مفهوما محوريا أصبح يشيع استخدامه في الوقت الراهن وهو مفهوم " الرؤية الإستراتيجية " ويعنى بها مجموعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المجتمعية الشاملة والتي تشارك في عملية صياغتها ووضعها السلطة والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة ، وهذه الرؤية الإستراتيجية ينبغي أن تنقل للجماهير العريضة من خلال وسائل الاتصال والإعلام العصرية حتى تتضح أهدافها وأساليب التنمية المستدامة ، ويتم حشد الجهود المختلفة لتحقيقها في إطار من الديمقراطية والشفافية والتقييم المستمر .
وقد عرفها " واغنالز " في القاموس الانجليزي بأنها " فن استخدام الوسائل لتحقيق الأغراض " وتشتمل على أربعة نواحي :- (17)
1- اختيار الأهداف وتحديدها .
2- اختيار الأساليب العملية لتحقيق الأهداف والوصول إليها .
3- وضع الخطط التنفيذية .
4- تنسيق النواحي المتصلة .
والإستراتيجية تعني فن التعبئة والتوجيه للموارد والطاقات البشرية والمادية قصد تحقيق أفضل وأمثل للأهداف الموضوعة من طرف التنظيم المشرف على عملية التخطيط أو عملية وضع الإستراتيجية(18).
وفي ضوء الدراسة الراهنة فان مفهوم الإستراتيجية يعني اختيار أفضل الوسائل والبدائل لتحقيق أهداف أو غايات تعبر عن حاجة أو حاجات أساسية مشتقة من بيئة معينة ، أخذين بعين الاعتبار الإمكانات المتاحة والظروف المحيطة والموانع والعوائق المحتملة واختيار البدائل المحققة للأهداف .