فريق الادارة المدير العام
عدد المساهمات : 3110 نقاط : 8100 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: الأمة والمواطنة في عصر العولمة _ ريتشارد مينش الأربعاء مايو 26, 2010 12:14 pm | |
| تتخذ هوية البشر منحى تصاعديا في تحررها من قيود الجماعات الأصلية في سياق الحركة الفعالة لتطور الهوية الموصوفة في هذا الكتاب, وما إن يجري تعميمها, حتى تكتسي طابعاً رمزياً على وجه الحصر, وبالأمثلة يؤكد كتاب ( الأمة والمواطنة في عصر العولمة- من روابط وهويات قومية إلى أخرى متحولة) لـ ريتشارد مينش وترجمة عباس عباس وهو من إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب- وزارة الثقافة 2010 ؛ على فكرة أن الهوية العائلية تنشأ من الولادة وتحدد من ينتمي إلى مجموعة من الأقارب مرة وإلى الأبد , «على الرغم من أنها لا تسمح بأن تتفكّك, فإنها تضع قيوداً بشأن الهويات المتحولة حديثاً «. ومن وجهة نظر الكاتب، فإنه في المقابل يمكن لتلك الهوية المحلية أن تتغير مرات عدة خلال حياة الإنسان ريثما تتشكل هوية مستقلة تماما, وخالية من أي طابع محلي, وهذا ما بات شائعاً في عصرنا الراهن, وبالتالي فإن الهويات القومية تفتقد ميزتها الحصرية في سياق عملية التحديث ؛» فكلما مضت هذه العملية قدماً, كلما أصبحت الهوية مسألة خيار, وأصبح فحواها قابلاً للتحديد بأشكال مختلفة.تمّ تكريس الكتاب, لمسألة النشوء التاريخي للمواطنة والسيادة القومية وتحولهما المعاصر إلى اتحاد قابل للتغيير, كما أنه يعاين تصحيح نمط المواطنة القائمة على القومية وتحويلها إلى روابط مدنية انتقالية بطريقة تاريخية أصيلة ونسبية. والكتاب هو جزء من دراسات تاريخية ومقارنة تتعلّق بنشوء الحداثة الغربية وتطورها, وتشتمل على بحوث تتناول الأفكار الجوهرية من مثل الفعالية والعقلانية والحرية والمساواة والديمقراطية وتنظيم المجازفات التكنولوجية, حيث يعتبر الكتاب أن الدراسات المتعلقة بالتحول والاندماج الأوروبي والعولمي تعتبر جزءاً من منهج بحثه. من خلال خمسة فصول تحاول هذه الدراسات في الكتاب أن تبين الصعوبات والتوترات في عملية تحول المواطنة بالنسبة إلى الدول القومية الأوروبية, إذ يصف الكاتب من أجل ذلك المسارات المختلفة التي اتّخذتها هذه الدول القومية لدى انتقالها إلى الهوية القومية والمواطنة القومية التي كان لها التأثير الأكثر ديمومة على ظهور الثقافة الغربية الحديثة: بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية, منتقلا من أجل تفسير كل حالة في كل بلد من تلك البلدان إلى بحث المصاعب التي واجهها البلد في تحول المواطنة إلى مزيد من التغاير العرقي الذي سببته الهجرة في ظلّ العولمة. واعتمد المؤلف في دراسته من أجل فهم وتوضيح تشكّل القومية والمواطنة في الطريق إلى الدمج المتخطي للقومية, على المقاربة المنهجية- التأويلية, التطويرية –التاريخية في جوهرها. كما يركّز أيضا على بناة الأمم وهوياتهم الجمعية, وتحديداتهم للحالة ومواقفهم في المجتمع. ويفترض الكاتب في دراسته أن المفكرين هم في المقام الأول من يحدّدون فكرة القومية والهوية الجمعية, وهذا يعتبر الجانب الرمزي في بناء القومية؛ أما الجانب المادي في دراسة الكتاب للدولة القومية والمواطنة فتنتجه عمليات تحديد التخوم الخارجية, وعملية التجانس الداخلية, والتميز بين المركز والأطراف والربط بينهما, وتقليص التفاوتات. « إن فكرة القومية والهوية الجمعية من ناحية, والدولة القومية والمواطنة من ناحية أخرى, تؤدي إلى نشوء نموذج من أجزاء مستقلة, مركب قومي يرتبط بأسلوب محدد من أساليب الدمج الداخلي والخارجي. ومن أسلوب الدمج هذا, تنتج تأثيرات دمجية وتفكيكية داخلياً وخارجياً لها انعكاسها على المركب القومي(هالر 1994 ) .» في الفصل الخامس والأخير وتحت عنوان(تحول الهويات الجمعية والمواطنة: نحو روابط وهوية مدنية أوروبية), يبني الكاتب دراسته على أساس أن النقاش السائد حاليا من خلال الإدراك المنتشر والمشترك بأننا نعيش الآن في دولة تعاني من اضطرابات اجتماعية عميقة, إذ إنه في ظل ظروف العولمة بدأت جميع مؤسسات دولة الأمة تقريباً تتداعى بعد أن كانت تمنح الأمان؛ كما يبني الدراسة على تساؤلات, هل يستطيع الاتحاد الأوروبي إعادة الوحدة الضائعة إلى حياتنا وربطنا بالعالم ككل؟ وهل يمكن لذلك الاتحاد أن يحقق ذلك فقط بقدر ما يستطيع أن يحدث تغييراً بنيوياً في الهوية, وفي الإحساس بالانتماء, وفي الفكرة عن المواطنة التي تذهب أبعد من حدود إنشاء سوق أوروبية موحدة.
| |
|