في مجتمعنا نصادف ونحن نتجول في قلب المدينة التي نسكن. ظواهر اجتماعية مختلفة منها الجيدة طبعا ومنها السيئة التي تدخل في خانة الظواهر الشاذة . ومن هذه الظواهر التي نناقشها اليوم ظاهرة التسول بالاطفال المعاقين اذ نميز هنا بين نوعين من التسول هناك النوع الاول والذي يدخل في خانة التسول الارادي : وهو الذي يمارسه شخص معاق او عاجز او فقير في سن الرشد عن اختيار ووعي لما يقوم به وهو ما لا نناقشه . النوع الثاني وهو الاهم في هذا الموضوع التسول اللاارادي او المرغم : ونقصد به ذلك التسول الذي يستغل اشخاص معاقين في سن مبكرة دون ارادتهم وعن غير رغبة منهم اما لانهم مكرهين ومرغمين للخروج لممارسة هذا النوع من التسول وهو غير اخلاقي بالطبع .
ونحن نكره كلا النوعين من التسول لانه يخدش الصورة الايجابية التي نريدها للشخص ذوي الاحتياجات الخاصة مهما كانت فئاتهم الاجتماعية ولاسف لا توجد دراسة سوسيولوجية في المغرب عن ظاهرة التسول وخاصة هذا النوع الخاص من التسول المتواجد بكثرة في جميع المدن المغربية .
ويمكن ان اذهب اكثر في القول اني اعرف شخصيا الكثير من النقط السوداء التي يتواجد فيها المتسولون في المدينة التي اسكنها وهي مدينة القنيطرة المتواجدة على الساحل الغربي للمغرب بحكم انها مدينة حديثة عمرانيا عرفت نموا سكانيا كثيفا خلال عشر سنوات الاخيرة جلب معها اشكال جديدة من التسول لم نعرفه - حين تجد ام تجلس بقرب من المسجد- تحمل طفلا معاقا صغير سن تصوروا معي كيف سيكون الشعور بالنسبة لشخص مثلي يرفض رؤية مثل هؤلاء الذين يتم استغلالهم في ممارسة التسول بالقرب من المساجد وفي اليوم الجمعة امام المقابروالاكثر من ذلك قد نجد ان هؤلاء يدفع بهم الى يتعرضوا السيارات المارة للتسول او تجد ان ام او اب يستاجر ابنه المعاق الى امرﺃة تمتهن التسول فيدخل هذا الطفل في شبكة معقدة من التسول ليس له يد فيها ويعرف المغرب كثير من شبكات الجريمة المنظمة التي تستغل الاطفال عامة والاطفال المعاقين للتسول بهم مستخدمين شبكة من العلاقات السرية للنساء بدون ضمير قد يصل الامر بهم الى خطف الاطفال المعاقين من المستشفيات لا توجد لدينا معلومات مضبوطة حول هذا الامر لكن نتخيل السيناريو الذي يمكن ان يصل اليه مثل هؤلاء الاطفال الابرياء في يد اناس لا يرحمون وما خفي كان اعظم اخواتي .