البرمجيات الاجتماعية في منظومة التعلم المعتمد على الويب : الشبكات الاجتماعية نموذجا

البرمجيات الاجتماعية في منظومة التعلم المعتمد على الويب : الشبكات الاجتماعية نموذجا

الباحثة : غادة بنت عبد الله العمودي
الجامعة العربية المفتوحة
السعودية – جدة
Email: galamoudi@gmail.com /g_alamoudi@arabou.edu.sa

ورقة عمل مشاركة في : المؤتمر الدولي الأول للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد
صناعة التعلم للمستقبل
المملكة العربية السعودية – الرياض
المحور : بيئة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في عصر العولمة والاقتصاد المعرفي

المستخلص :
تهدف هذه الورقة إلى الحديث عن الأثر الذي تحدثه البرمجيات الاجتماعية " "Social softwareفي منظومة التعلّم المعتمد على الويب Web-Based Learning ، حيث ينظر لهذه التقنيات كأحد أقوى وسائل الجيل الثاني من التعلم الالكتروني والذي يقرر نمط التعلم التعاوني والمشاركة المجتمعية كهدف تربوي رئيس يضاف إلى الهدف السلوكي والإدراكي في هياكل التعليم المعاصرة . وقد اهتمت الورقة بمناقشة التحوّل الحاصل اليوم في منظومة التعلم المعتمد على الويب من التعلم الالكتروني "e-learning" إلى التعلم الالكتروني التشاركي (EC-Learning):
"c-learning" collaborative learning = + "e-learning" electronic learning
EC-Learning
كما تم مناقشة الفلسفة التربوية التي يعتمدها هذا التغير الجديد. واختارت الورقة الشبكات الاجتماعية "Social Networking" نموذجا عمليا على البرمجيات الاجتماعية ، ويعود السبب لاختيار هذا النموذج : أن الشبكات الاجتماعية تضم في تطبيقاتها كل الخدمات التقنية التي تقدمها شبكة الويب اليوم : النص المكتوب ، الوسائط المتعددة الإعلامية ، المجتمعات الافتراضية ، طرق البحث والتواصل.ثم بحثت الورقة في تغير دور الأطراف التعليمية في بيئة البرمجيات الاجتماعية وخلصت إلى أن هذه البرمجيات توجد ما يعرف بالمجتمعات التعليمية على الويب مما يؤرخ لمرحلة جديدة في المعرفة الإنسانية ، أعطته الورقة مسمى ( المعرفة المجتمعية المستدامة ) .
المقدمة
إن النظام التعليمي اليوم يخضع لتغييرات كبيرة على كافة مستوياته : الرؤى والأهداف والوسائل . فمع النمو المطّرد في خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول ، ثم الحاجة إلى تنفيذ هذه الخطط عبر مخرجات تعليمية قوية تتحول لديها المعرفة إلى مهارة ؛ تزداد التوجهات لتطوير التعليم ودعم المتعلمين ليس فقط من أجل الحصول على المعرفة أو تكدّس المعلومات ،ولكن لتطوير المهارات اللازمة للاندماج في المجتمع مع ما يستلزمه هذا من مواكبة الثورة التقنية المعاصرة من خلال ترسيخ مفهوم التعلم والتدريب مدى الحياة .
والسؤال الفيصل في تكنوجيا التعليم هذه الأيام هو :
كيف يمكن تطوير أنماط تعلّم تمكّن المتعلم من بناء المعرفة في منظومة التعليم التعاوني حيث يتشارك هذه المعرفة مع آخرين في المجتمع ؟ وبصورة أدق كيف نصل إلى متعلم يبني معرفته من خلال التجربة الذاتية داخل الإطار المجتمعي مع الاستفادة من التطور التقني المتسارع ؟
إن علاقتنا مع المعرفة في هذا العصر قد تغيرت : من منظور واحد يقدّم المعرفة في قالب ضيق محاط بالقيود والأطر الجاهزة ، إلى تفاعلات ديناميكية متعددة تجعل المعرفة ممارسة تتحقق في مختلف الظروف وعبر مراحل حياة المتعلم .ومن أهم أوجه هذه العلاقة :
• تخطي الحواجز الفيزيائية : إن الأبعاد المكانية والزمانية للمؤسسة التعليمية يمكن تحويلها لتلبية الاحتياجات المتغيرة للأهداف التربوية وتوفير سلسلة واسعة من التفاعلات ، والأدوات اللازمة للتدريس ، والخبرات المهنية حين يتم إعادة تشيكل هذه الأبعاد في عوالم افتراضية على الويب وتجارب مجتمعية الكترونية .
• تشجيع النبوغ الجماعي : لم تعد النظرة إلى الابتكار والإبداع كأحد ثمار العبقرية الفردية المنفصلة عن تأثيرات المجتمع فحسب ؛ بل أصبح العمل الجماعي في اكتساب المعرفة وتطبيقها رافدا أقوى في تنمية المواهب الفردية أيضا، حيث تظهر التغذية المرتدة في التعليم التعاوني كنشاط إضافي يضاف إلى خبرة المتعلم الفردية .
• دمج المعرفة الطلابية والتخصصية معا : حيث يتمكن المتعلمون من الوصول إلى الفئات المختلفة في المجتمع ذات الصلة بفكرة التعلم وحقل المعرفة كالخبراء التعليميين والمتخصصين في كل علم وصناعة مما يثري المتعلمين بطرق جديدة تشجعهم على الإبداع خارج حدود التعليم الرسمي .
• الوصول إلى المعرفة والتواصل مع أطراف العملية التعليمية : باتت اليوم أكثر حيوية وتتجاوز حدود النص المكتوب إلى توظيف الوسائط المتعددة وتسخير التقنيات المحمولة والتي تبشر بمستقبل واعد في إثراء التواصل المجتمعي عامة وحيوية التعلم خاصة .
• تحول المتعلمين من التلقي إلى المشاركة " المتعلم النشط " ، وتطور الدور التقليدي للمعلم ليصبح داعما ومرشدا لطرق التعلم المختلفة وفق حاجات المتعلمين وخصائصهم الفكرية والنفسية والإبداعية .
ويظهر اتجاهان قويان يؤكدان على أوجه هذه العلاقة المستجدة في مفهومنا لبناء المعرفة :
الأول : التطورات المطردة في التكنولوجيا والتقنية والتي تفرض نفسها من خلال أبرز اختراعات العصر وهي شبكة الويب وخدمات الاتصالات المرئية والمسموعة .
الثاني : التأكيد على أهمية المجتمع في بناء المعرفة حيث أصبح هذا المجتمع متعدد النسيج بعد التقارب الكبير الذي أحدثته ثورة الاتصالات إذ تحول العالم إلى قرية كونية واحدة .
من هنا ظهرت البرمجيات الاجتماعية " "Social softwareوالتي تعرف بأنها برامج تدعم الأنشطة الجماعية في توطيد العلاقات الإنسانية وبناء المعرفة على الويب ، فالفضاء الالكتروني يقدم خيارا ثريا للحياة الحقيقية "“real life.إذ تتيح هذه البرامج للمتعلمين تسخير التقنيات الرقمية التي تمكنهم من إفادة بعضهم البعض عن طريق المشاركة في بناء المعرفة .
وتعتبر البرمجيات الاجتماعية من أسرع قطاعات التعلم الالكتروني نموا في السنوات الأخيرة ذلك أن الجيل الثاني من التعلم الالكتروني elearning 2.0 يعود في حقيقته إلى استمثار التطبيقات الاجتماعية، مثل: المدونات والويكي ومنتديات النقاش والشبكات الاجتماعية ... ، خاصة بعد ظهور الأجيال الأحدث منها والذي يعتمد على المالتيمديا و طرق البحث والتواصل ؛حيث يتمكن المستخدمون من بناء علاقات جديدة مع آخرين ومشاركة نتاجهم الفكري والمعرفي والهوايات .. ونشر هذا كله عبر الوسائط المتعددة من نص وصوت وصورة وفيديو من تقنيات باتت من أهم سمات الجيل القادم لشبكة الانترنت .
ففي هذه البرمجيات الاجتماعية يتمكن المتعلمون من بناء علاقات عبر مستويات متعددة :
 " واحد – واحد " one-to-one: مثل البريد الالكتروني والرسائل الفورية .
 " واحد – كثير " one-to-many: مثل صفحات الويب الشخصية والمدونات .
 " كثير – كثير " many-to-many: مثل الويكي ،و التقنيات التي يتم عبرها الاتصال الحي ( وجها لوجه ) مثل الفصول الاقتراضية والدورات التدريبية المباشرة .
وهكذا نجد بأن السياسات التعليمية لابد وأن تتحول من مستوى التركيز على المحتوى التعليمي الذي يجب أن يلقّنه كل الطلاب ، إلى التركيز على إيجاد الطرق المثلى التي تمكن الطلاب من التعلم .
إن طرح أسئلة من مثل :
• كيف تستطيع البرمجيات الاجتماعية أن تحقق الأهداف التعليمية والتربوية معا ؟
• ماهو نوع التفاعلات والأنشطة المتوقعة في بيئة البرمجيات الاجتماعية بين : الطالب والبرمجيات ، الطلاب بعضهم البعض ، الطلاب والمعلم ، الهيئات التعليمية ؟
• ماهي الأبعاد الجديدة للزمان ( الحصص الدراسية ) ، و المكان ( الفصول الدراسية ) التي تقدمها البرمجيات الاجتماعية ؟
• كيف تتحقق حاجات المتعلم في البرمجيات الاجتماعية ؟
• كيف يتمكن المعلم من قياس سرعة التعلم والتحقق من الوصول إلى هدف التعلم في البرمجيات الاجتماعية ؟
كل هذا الأسئلة وغيرها مطروحة ومشروعة في الحاجة المتزايدة إلى استيعاب مفهوم تطوير التعليم دون الإخلال بالأهداف التربوية المنوطة بعملية التعلم والتعليم ذاتها .

لماذا كل هذا التغيير ؟...
لا يكمن السبب الرئيس لاستيعاب هذه التقنيات الجديدة في طرق التعلم من أجل تلبية حاجات المعلمين ، ولكنه الإقرار بالتغيير الحاصل في خصائص الطلاب أنفسهم . إن طلابنا اليوم في الفئة العمرية ( 1980 – فما فوق ) قد حظوا بقدرة أكبر على التفاعل مع التقنيات الحديثة في حياتهم اليومية وأصبحت الحاجة إلى إيجاد منظومة فكرية تربوية تسخر هذا التفاعل نحو الوجهة الصحيحة لتحقيق ( البيئة الآمنة ) من جهة ، و تطوير المهارات التي تتطلبها خطط التنمية من جهة أخرى يجعلنا نرتكز على خيار ( المعرفة المجتمعية المستدامة ) لإحداث التطوير السليم في التعليم .





محاور الورقة : تناقش الورقة المحاور التالية :
1. المقدمة :تحقيق التعلم من خلال التقنية وعبر المشاركة المجتمعية
2. الجيل الثاني من التعليم الالكتروني elearning 2.0
3. موقع البرمجيات الاجتماعية في تقنيات الجيل الثاني من التعليم الالكتروني
4. كيف يمكننا التحول من التعليم الالكتروني إلى التعليم الالكتروني التشاركي
5. الفلسفة التربوية التي تعتمدها البرمجيات الاجتماعية
6. أنواع البرمجيات الاجتماعية
7. الشبكات الاجتماعية كأقوى تطبيقات البرمجيات الاجتماعية
8. تطور دور أطراف العملية التعليمية في البرمجيات الاجتماعية
9. خلاصة وتوصيات