3- تشويه الثقافة القومية: شكلت الثقافة القومية أحدى الجبهات، التى إتجهت إليها ضربات الإعلام وتكنولوجيا المعلومات فى محاولة النيل من مركزية الأسرة بالنسبة للطفل. ويعد إضعاف الهوية أحد النتائج الأساسية لآداء الإعلام على أطفال الأسرة، وهو الإضعاف الذى يتحقق إذا نحن أضعفنا العناصر الثقافية للهوية. وتشكل اللغة أول مداخل الإضعاف، سواء بسبب إستخدام اللغات الأجنبية فى وسائل الإتصال على حساب اللغة العربية، أو بتسريب بعض الألفاظ إلى لغاتنا لتعمل على تفكيكها وإفقادها لتماسكها. ويتكامل مع ذلك نشر بعض السمات أو الأنماط الثقافية الغريبة على مرجعيتنا الثقافية والأخلاقية، بإغراء إعلامى وإعلانى حتى يتبناها الشباب. من ذلك العلاقة بين الشباب من الجنسين فى "مقاهى الشيشة" و"النوادى"، حيث يعد نشرها سمة ثقافية، تتناقض مع مرجعيتنا الدينية والأخلاقية على السواء. يضاف إلى ذلك الأكلات السريعة التى يتناولها الأبناء خارج الأسرة، جميعها عناصر ثقافية فرضها الإعلام علينا، كعناصر ثقافة من المؤكد أنها سوف تعمل على تفكيك ثقافتنا(23) وتفكيك أسرتنا كذلك.
إلى جانب ذلك يعمل الإعلام على إستبدال ثقافة الكلمة بثقافة الصورة، بحيث تصبح الصور هى آلية التخاطب أو التفاعل اليومى. ثقافة الصورة لا تعرف الحدود القومية وتخلع الإنسان من إنتمائه وحتى من جذورة. ثقافة الصورة عابرة للحدود بينما تعى ثقافة الكلمة الحدود جيداً. فى نطاق الأسرة نجد أن الأطفال يدمنون الصور، التى تتدفق إلى ساحتهم من خلال الإعلام والأعلان لأنها ليست كثقافة الكلمة يحتاج إلى إدراك مضامينها إلى جهد. فثقافة الصورة لا تحتاج إلا إلى جهد المتابعة، الجلوس إلى إريكة مريحة، لمتابعة الصور التى تخاطب الغرائز تارة، أو تعيد تشكيل العقل تارة أخرى، أو تستنفر العواطف من أجل متابعة أوضاع مأساوية مفروضة على البشر تارة ثالثة(24).
ثقافة الصورة ترفض التأمل، كما ترفض أعمال العقل، فهى ثقافة نتلقاها كما هى، ونستوعبها دون أن نشكل رد فعل لها. وذلك يرجع إلى أنها ثقافة سريعة التتابع، تفرض متابعة الحواس فقط، دون إهتمام بإعمال العقل. ثقافة الصورة ثقافة واثقة من نفسها، ليست فى حاجة إلى النقد أو التصحيح أو تعديل الآخر، تفرض علينا أن ندركها كما هى. ثقافة الصورة تستنفر فى الإنسان مكامن اللذة، وأحيانا الغرائز المتصلة برواسب عميقة فى قاع الإنسان. فى لحظة يتابع الصور والأحداث التى تجسدها، فى حالة من الإسترخاء الذى يرسخ كسل العقل، حيث يصبح التأمل جهد شاق والأفضل أن نستمتع بالمتابعة. على هذا النحو تقتل الصورة العقل الإنسانى أو على الأقل تعيد تشكيل الإنسان، ليصبح إنسان ذو بعد واحد على ما يذهب الفيلسوف "هربرت ماركيوز" بعد أن خلقه الله ببعدين(25). فى هذا الإطار أكدت دراسات عديدة على أن ثمة علاقة بين عدم التعرض المكثف لفاعلية الإعلام، وبين إنخفاض التفوق الدراسى، وتعد دراسة "هلدت هيماونت" "التليفزيون والطفل" من الدراسات الجادة التى أجريت حتى اليوم حول تأثير التليفزيون على الطفل. حيث أجرى البحث على عينة بلغت 927 من الأطفال البريطانيين، الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة عشرة من العمر. وقد تناولت الدراسة قضايا متعددة من جوانب متنوعة حول العلاقة بين الطفل والتليفزيون. ومن النتائج التى توصلت إليها هذه الدراسة أن الأطفال الذين لا يشاهدون التليفزيون يتقدمون على الأطفال المشاهدين فى مستوى الآداء المدرسى. كما أن أكثرية الأطفال لا يشاهدون التليفزيون مع ذويهم، بحيث أوضحت الدراسة ضعف مراقبة الآباء وتوجيههم فيما يتعلق بمشاهدة اطفالهم لبرامج التليفزيون(26).
وفى يناير 1995 أجريت تجربة فى ولاية "كيناتكت" حيث مول مجلس مكتبة "مارمينجين" العامة وهيئة التعليم بالبلدة حملة لإغلاق التليفزيون لمدة شهر. ومع أن الإستجابة كانت متفاوتة وليست كبيرة، إلا أن عدداً كبير من المدرسين لاحظوا التغيرات الإيجابية، التى طرأت على الطلاب المستجبين. فقد زاد إنتباهم وقل الإرهاق، وتحسن مستوى تحصيلهم. وفى هذا الإطار تقول احدى الطالبات "لقد قرأت فى هذا الشهر مزيداً من الكتب، ومارست كثيراً من الألعاب، ووجدت وقتا كافيا لترتيب غرفتى". وإستناداً إلى ذلك يطالب الخبير التربوى "هارفى ديوتيل" بضرورة إغلاق التليفزيون من اجل القراءة، ومن أجل الحفاظ على حياة الأسرة حية ومتفاعل، ومن اجل الحفاظ أيضا على طاقة الإبداع(27). وإرتباطا بذلك من الطبيعى أن نلاحظ فى مجتمعاتنا أن تردى الآداء التعليمى لطلابنا فى مختلف المراحل التعليمية. وهو التردى الذى تعوضه الأسرة للحفاظ على أبنائها من خلال آلية الدروس الخصوصية، التى أفسدت العملية التعليمية، وأفسدت مبدأ عدالة توزيع الفرص فى المجتمع، كما أثرت على ميزانيات الأسرة تأثيراً سلبيا ومرهقا.
بالإضافة إلى ذلك فقد لعب الإعلام والإعلان دوراً أساسياً فى نشر ثقافة الإستهلاك فى حياتنا. فالتجول والإمتزاج بالأسواق والإرتباط بالسلع أصبح مركبا عضويا له ثقافته، فشراء السلع لم يعد لتحقيق إشباع الحاجات الشراء فى حد ذاته أصبح إشباع لحاجة المتابعة والإرتباط بالأسواق. الشراء أصبح سلوكا إجتماعيا، يستهلك المال والوقت والطاقة لتحقيق الأحساس بمتعة الإمتلاك، حتى لو كانت المتعة للحظات، فإذا تحققت متعة إمتلاك سلعة فلنبحث عن متعه شراء جديد. وفى إطار ذلك يلاحق الإنسان السلع المنتجة ويلاحق الزمن، يهرب دائما من سلع الحاضر إلى سلع المستقبل إستبعاداً للسأم والملل. وإذا كان المؤمن الشيعى يتحرق شوقا – إستناداً إلى معتقداته الإيمانية – إلى ظهور الإمام الغائب الذى سوف يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جوراً. وإذا كان إنسان "صمويل بيكيت" يعانى من حاضرة ويتحرق شوقا إلى "الحودو" الذى سوف يأتى معه بالأمل والتفاؤل، فإن إنسان الإعلام وتكنولوجيا المعلومات يتجول طيلة يومه فى الأسواق باحثا عن سلع تحقق متعه الإمتلاك أكثر من رضا الإشباع(28).
فى هذا الإطار لعب الإعلام وتكنولوجيا المعلومات دوراً حاسماً فى الترويج لسلع الإستهلاك، تقدمت مغارزه لتفتح أسواق العالم على مصراعيها. فقد ساعدت على نشر التعريف بالمطاعم الأمريكية والمشروبات والسجائر وغيرها من جوانب ثقافة الإستهلاك، التى إرتبطت رموزها بصور ومعانى التفوق والرفاهية والمتعة. فى هذا الإطار لعب الإعلان دوراً بالغ الأهمية فى نشر ثقافة الإستهلاك وإعلاء قيم الفردية والبحث عن المتعة من خلال الإستهلاك. وقد نجح الإعلان المعتمد على قوة ونفوذ الإعلام المعولم فى الوصول إلى غالبية سكان المعمورة من مختلف الطبقات والثقافات. حيث أصبحت السلع الإستهلاكية وإسماء وعلامات الشركات، جزءاً من الثقافة المتداولة بين البشر برغم إختلاف اللغات والثقافات. فقد فرض الإعلان نوعاً من الهيمنة على الأسواق العالمية، وعلى المستهلكين من خلال توحيد وتنميط الأذواق، وأسس إجماع زائف على يتعلق بإستهلاك السلع والخدمات التى قد لا يكون الفرد أو المجتمع فى حاجة إليها، لأنها لا تتفق مع أوضاع معيشته وطموحاته، ولا هى مضمنة فى أولويات مجتمعه. بالإضافة إلى ذلك فقد أدت ثقافة الإستهلاك وبريق الإعلانات، إلى تسليع القيم والأفكار والمعانى والمشاعر، من خلال الإحتفاء المبالغ بأهمية الرموز والعلاقات المادية. إضافة إلى تأسيس نوع من الإرتهان الزائف بين الحصول على سلعة او إستهلاك سلعة أو خدمة وبين تحقيق السعادة أو الحرية أو الحصول على المتعة المؤقتة. ومن الطبيعى أن يؤدى ذلك إلى توليد مصادر ضغط وإرهاق على الأسر، الميسورة والفقيرة على السواء. وإذا كانت ثقافة الإستهلاك تدفع إلى سلوكيات الإستهلاك بلا نهاية، فإن ذلك يعنى إستمرار إرهاق الأسر وإثقال كاهل الأبوين ماديا ومعنويا بلا نهاية كذلك(29). الأمر الذى يفرض تراكم الضغوط والتوترات فى الفضاء العالمى يتساقط إلى الفضاء الأسرى، وعند لحظة معينة لا تتحمل بنية الأسرة هذا الكم الهائل من التوترات المفروضة عليها. فتنفجر من الداخل، وهو الإنفجار الذى قد يتخذ شكل تفكك الأسرة وحتى الطلاق، أو يتخذ شكل العلاقات السلبية بين الآباء والأبناء. أو قد يضر بقيم الدين والأخلاق حينما يشبع الأبناء النزعة إلى الإستهلاك من مصادر خارج الأسرة، لقاء ثمن أو تفريط، بوعى من الآباء أو بغير وعى.
بالإضافة إلى ذلك يلعب الإعلام والإعلان وتكنولوجيا المعلومات دوراً محوريا فى نشر ثقافة الجنس والمخدرات. إرتباطا بذلك ينحدر الإعلام أحيانا ليعمل فى إتجاه نشر ثقافة مادية بلا مثل، ثقافة تتسلل إلى داخل البشر من خلال الجنس الذى أبدعت هذه التكنولوجيا الناعمة، فى أخراجه وتحريره من قيود الدين والأخلاق والقيم. الجنس الذى يجده الإنسان فى كل مكان ومن كل إتجاه. اللذه السريعة المسطحة غير العميقة والتى لا تمتلك أى عمق أو إتساع. جنس التسارع واللحظة الخاطفة. جنس يفتقد الدوام، ويفتقد الخبرة أو التجربة التى تطلب تفاعل المشارك فيه، جنس الإعلام أو شرائط الفيديو والفيدوكليب والإنترنت. يراه الإنسان من حوله ويسعد به، غير انه يحتاج إلى الجديد بمجرد الفراغ منه، جنس يترك الغرائز غير مشبعة، وفى حالة من الجوع الدائم. تتدفق ثقافة الجنس لتتضافر مع ثقافة المخدرات، ليؤسسا معا فضاءاً يسبح فيه الإنسان بلا قيود، وفى كل إتجاه، فى نطاق عالم مخدر بلا مشكلات وبلا تحريمات دين أو قيود أخلاق، حيث كل شئ متوفر ومباح(30). وإذا كان الجنس يقهر الإنسان من خلال إطلاق عقال غرائزه، فإن المخدرات تسيطر عليه من خلال تبديد عقله.
4- دور الإعلام فى إفساد التنشئة الإجتماعية: التنشئة الإجتماعية فى الأسرة هى الأخرى أصابها العطب بسبب آداء الإعلام وفاعليته، ونحن إذا تأملنا حالة التنشئة فى مجتماتنا، بخاصة السياقات الحضرية فسوف نجد أن آداء التنشئة الإجتماعية للطفل أصبح ضعيفا لأسباب عديده، منها ضعف مؤسسة الأسرة ولأن عملية التنشئة الإجتماعية أصبح الإعلام يقوم بنصيب كبير منها فى عالمنا المعاصر. مؤشراً ذلك تأكيد إحدى الدراسات على أن أطفال ما قبل المدرسة فى الولايات المتحدة الأمريكية – حيث مجتمع يتمتع بدرجة عالية من الرشد – يقضون خمس ساعات يوميا أمام جهاز التليفزيون. وبرغم عدم وجود إحصاءات مماثلة، إلا أن الدلائل تشير إلى أن الأطفال العرب لا يختلفون كثيراً عن الأطفال الأمركيين، من حيث ساعات المشاهدة.
خاصة إننا عندنا نحو واحد وخمسين قناة فضائية، الأمر الذى يعنى أن مساحة تنشئة الأسرة للطفل تنكمش بإستمرار لصالح الآداء الإعلامى. وهو الأمر الذى يعنى أن الإعلام أصبح يقوم بالدور المحورى فى عملية التنشئة الإجتماعية، لكونه قد بدأ يقدم نفسه بديلا وله محدودا عن الأسرة. بالإضافة إلى ذلك فإن دور الإعلام فى التنشئة الإجتماعية يكون أقوى، لكونه يؤدى عملية التنشئة بصورة غير مباشرة، ومغلفة بالصور والمشاعر الدرامية، الأمر الذى يجعلها تتسرب إلى الذات مقارنة بالتنشئة التى تقوم بها الأسرة. وقد يتزايد الخلل فى التنشئة الإجتماعية حينما يقدم الإعـلام مضامين تختلف أو تتناقض مع المضامين الأسرية. ولأن التنشئة التى يقوم بـها الإعلام تكون مصحوبة عادة بمتعة المشاهدة فإنها تكون الأقوى من حيث الجاذبية والأقدر من حيث إعادة تشكيل قيم الطفولة.
بالإضافة إلى ذلك يعمل الإعلام على تقديم ما يمكن أن يسمى بالتنشئة المتناقضة والمتعددة، وذلك يرجع لتعدد أدوات ووسائل الإعلام، إعلام أجنبى فى مقابل أعلام عربى، وإعلام قطرى متنوع داخل الإطار القومى. وفى الإطار الوطنى هناك إعلام الدولة والإعلام الخاص، كذلك الإعلام الدينى بتنوعاته، وكذلك الإعلام المتحرر بتنوعاته. وجميع هذه الفضائيات تقدم مضامين قيمية للتنشئة الإجتماعية، ومن المؤكد أن هذه المضامين لن تكون متطابقة، لإنها من ناحية لا تعبر عن توجهات أيديولوجية وميول، ولأنها من ناحية ثانية تفتقد مرجعية القيم والفضائل أو الأيديولوجيا التى تنطلق منها. الأمر الذى يعنى أنها تقدم كل أطياف المضامين والقيم، كما أنها تتضمن تناقضات عادة بين المضامين. وهو ما يشيع حالة من الفوضى الأخلاقية والقيمية عند الطفل، بل ويزلزل إمكان اليقين لديه، وفى هذه المرحلة إذا لم يتأسس يقين قيمى وأخلاقى، فإن نفس هذا الطفل سوف يفقد عادة الالتزام بآية بمعايير أو مضامين أخلاقية محددة. ومن ثم فسوف تهبط القيم والأخلاق لديه لتصبح – لتعددها أو تناقضها – أضعف من أن تشكل معايير للسلوك. فإذا شب ولم يستوعب ثم أن يشب إذا لم يتوعب قيما ومعانى أخلاقية من مصادر اخرى، فإن سلوكياته سوف تصبح ذات طابع عملى، ليس هناك مرجعية تلتزم بها، نفعية ومتغيرة حسب إحتياجات الموقف والمقام.
إلى جانب ذلك فإن التنشئة التى تمارسها أدوات الإعلام هى تنشئة شمولية وعامة لا تراعى التباينات الواقعية، الرسالة الإعلامية بمضامينها المتنوعة توجه فى ذات الوقت إلى تنوعات بشرية وبيئات او سياقات إجتماعية متنوعة. فهى موجهة إلى الريف كما هى إلى الحضر أو البادية، وهى موجه إلى الذكور، كما هى ذاتها موجهة إلى الأناث، هى كذلك موجهة إلى الصغار والكبار وكل فئات العمر. يعمل الإعلام على تنشئتهم وفق قيم مساواتية واحدة، فإعلام الجملة مثل إستهلاك الجملة، ومثلما أن السلعة المنتجة نمطية، فالإنسان المرسل إليه ينبغى أن يصبح نمطيا كذلك. "نمطية مساواتية ظاهرها عادل وباطنها ظالم" نمطية قهرية مفروضة من أعلى فى عصر يؤكد على الديموقراطية وحقوق الإنسان. الرسالة الإعلامية النمطية لا تراعى الفروق أو لا تراعى الإحتياجات المتباينة، ولأنها قهرية ودائمة، مسلحة بكل أدوات إختراق الذات. لذلك فهى تخلع البشر من جذورهم، يستوعبون أخلاقا واحدة، ويتصرفون من خلال سلوكيات نمطية، مؤشراً ذلك إعلان عن صباغة الشعر للرجال والنساء معا. عن المنشطات الجنسية للرجال والنساء معا، عن أدوات الرياضة لجلب الرشاقة للرجال والنساء على السواء، حتى أننا بدأنا نشاهد قصات للشعر واحدة للرجال والنساء ولا خلاف، وملابس واحدة للرجال والنساء كذلك مع بعض الإستثناءات. وإذا كانت الأسرة تعمل وفق مضامين تنشئة قومية وربما مغرقة فى المحلية، فإن الإعلام يعمل وفق مضامين عالمية، الأولى تقوى المواطنة والإنتماء، بينما الثانية تقتلع المواطن من جذوره حيث يصبح بلا وطن ولا إنتماء.
التنشئة التى يبشر بها الإعلام، هى تنشئة القوى العالمية التى أطلقت موجات العولمة، هى تنشئة مرغوبة من قبل البرجوازية العالمية، التى تسعى لإعادة صياغة هذا العالم. لذلك فإننا نستطيع القول بأنها تنشئة تنطلق من ساحة الطبقة العليا العالمية أو القومية، تحاول وسائل الإعلام فرض مضامينها على مجتمعاتنا. التى ترتفع فيها نسبة السكان تحت خط الفقر إلى ما يزيد على 50%، ونسبة السكان تحت خط الفقر المدقع نحو 25% من هؤلاء(31). يأتى إلى الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة، أعلام يبشرهم بأسلوب صناعة أكلات سلطانية، وتخرج عليهم مذيعة باسمة، توصيهم بأكل تفاحة كل يوم حتى يتجنبوا نزلات البرد، وهم يبحثون عن رغيف الخبز. هذا الإعلام من شأنه أن ينشر هذا الإعلام مشاعر الإحباط والحرمان الإجتماعى المفجر للثورة والتمرد. يبشر بمضامين قيمية قد لا تتعايش معها شرائح إجتماعية عديدة، غير أنها قد ترفضها لكونها جماهيرا أصبحت عاجزة عن الفعل، لم تعد تدرك أن الإعلام أصبح يمارس مهمة التخدير لوعيها.
على خلاف ذلك نجد أن التنشئة الإجتماعية التى تقوم بها الأسرة هى التنشئة النمطية للطبقة المتوسطة، وعاء الأخلاق فى المجتمع، أو قبة ميزان توازنه. هى تنشئة تتم وفق مضامين المنطقة الوسط وتراعى اخلاق الوسط والأعتدال الوسط كذلك، هى تنشئة تستند بالأساس إلى مرجعية دينية وأخلاقية. تسعى دائماً إلى تشذيب الغرائز وتقليص وجودها، على عكس أخلاق الطبقة العليا التى تسعى إلى أخلاق عقال الغرائز تحت دعاوى التحرر. هى تنشئة تؤكد على توازن الحقوق والواجبات، إنطلاق من إلتزام أخلاقى يعرف التباين على أساس النوع، أو على أساس من طبقات العمر. تنشئة الطبقة الوسطى الذى ترعاها الأسرة تنشئة منتجة وليست إستهلاكية، ملتزمة وليست متحررة، تدرك ان السلوك والفعل ينجز فى ظل معايير ومعانى الأخلاق. تدرك أن تنشئة الأبناء لم تعد إحتكاراً لها، بل تشاركها المدرسة الجادة، والإعلام الملتزم، فى ظل رقابة أسرية ترى ضرورة أن تكون مضامين التنشئة، وكذلك آلياتها ملتزمة بالمرجعية الأخلاقية.
ولأنها تنشئة وسطية ومعتدلة ومنتجة وجادة، فإننا نجدها تلقى قبول الطبقات الدنيا، لأنها تنشئة بمضامين أخلاقية تساعد على الإرتقاء وتساعد على الحراك إلى أعلى وإلى الأفضل حيث طهارة القيم والمعانى. يقبل بها أبناء الشرائح الدنيا، لأنها تساعدهم فى الإرتفاع عن واقع معاش يرفضونه، ولكونها تمنحهم الثقة والتحلى بالفضائل الإجتماعية. ويقبل بها فى ذات الوقت أبناء الطبقة العليا، لأنها مضامينها تحتوى على الفضائل النقية والطاهرة، وهى بطبيعتها فضائل لها جاذبيتها، ثم أنها فضائل مرغوبه ولا مانع من التحلى بها، فهى راسمال معنوى، يضاف إلى نوعية الحياة الرخوة والمشبعة للحاجات. ثم أنها فضائل لا ترفض أن يعيش الإنسان مشبعا، إضافة إلى أن فضائل الطبقة الوسطى وقيمها هى فضائل الطبقة الغالبة فى المجتمع، الذى كان هرمه السكانى منبعجا من الوسط. غير أن الطبقة المتوسطة لأسباب عالمية وعولمية وقومية، وبسبب هجوم ضار تعرضت له وتدفق عليها من كل إتجاه، فإننا نجدها قد تساقطت وتشرذمت، وتأكلت حتى أصبحت خطا ضيقا بين الطبقة العليا الأقل عدداً، والأقوى من حيث إمتلاكها لرأسمال المجتمع، وبين الطبقة الدنيا التى إنهار واقعها، وإنهارت معها أخلاق الطبقة الوسطى، التى حاولت التحلى بها. وعادت لها أخلاقها السابقة ثانية، لذلك ضعفت أسرة الطبقة الوسطى، وضعف معها نمطها فى التنشئة الإجتماعية ومضامين هذه التنشئة. وكما أشرت تغول الإعلام، إعلام العولمة والطبقة العليا، العالمية والقومية، وإنتزع التنشئة الإجتماعية من يد الأسرة لتتولاها مؤسساته كما يريد.
ثالثاَ: كيف السبيل إلى إعلام ملتزم بتنشئة أمة.
فى فقرة سابقة أشرت إلى أن الأسرة كانت تقوم بعملية التنشئة الإجتماعية بالنظر إلى مبادئ الدين ومنظومات القيم والأخلاق. وأن عملية التنشئة الإجتماعية، هى العملية التى تتولى من خلالها الأسرة غرس مبادئ الدين والأخلاق فى شخصية الإنسان. لتشكل ضميره الأخلاقى والإجتماعى الذى يصبح مرجعيتة الفردية لتوجيه سلوكياته وأفعالة، والحالة المثالية أن تتطابق المرجعية الفردية مع مرجعية المجتمع والأمة. بحيث شكلت الأسرة والتنشئة الإجتماعية التى تقدم بها القاعدة أو النواة الصلبة التى يستند إليها الوجود الإجتماعى أو يتمحور حولها. غير أننا إنتهينا فى الفقرة السابقة إلى أن الإعلام يبدد عناصر النواة الصلبة، فقد ضربت التحولات الإجتماعية الأسرة فى مقتل، حتى أصبحت أسرة ضعيفة نووية هشه، أضعف من أن تقوم بعملية تنشئة إجتماعية تحفظ على المجتمع هويته، وترسخ إنتماء أفراده له ولمرجعيته. وفى ذات الوقت التى ضعفت فيه الأسرة، قطع الإعلام وتكنولوجيا المعلومات شوطا واضحاً على طريق التطور، ومن ثم فقد بدأ يشارك بحكم إنتمائه القومى فى عملية التنشئة الإجتماعية إلى جانب الأسرة والمدرسة. غير أن تطورا هائلا قد حدث فى تكنولوجيا الإعلام والمعلومات إبتداء من الثلث الأخير للقرن العشرين وحتى الآن. بحيث نصبت هذا التطورات الإعلام بإعتباره الفاعل الرئيسى الذى يتولى تنشئة أعضاء المجتمع. وفى هذا السياق وقعت ظاهرتان، الأولى أن الإعلام القومى تحرك لكى يصبح إعلاما عالميا، أو أن إعلام القوى العالمية تقدم ليستوعب الإعلام القومى. وفى إطار ذلك وقعت الظاهرة الثانية التى لحقت بالأولى، أو كانت نتيجة لها، حيث تدفقت المضامين المعنوية ذات الطبيعة العالمية، سواء من خلال الفضائيات العالمية أو القومية. لتعيد تشكيل الأخلاق والثقافة كمدخل لإعادة تشكيل مضامين التنشئة الإجتماعية، بإتجاه إقتلاع البشر من جذورهم، وإضعاف إنتمائهم، وتشوية هويتهم. وإذا كانت الأسرة فى الماضى هى الوحدة المركزية لإنجاز عملية التنشئة فى حالة كان الإعلام فى منطقة الهامش. فإننا الآن فى مواجهة أعلام تدعمة قوى العولمة يسعى لتنشئة شعوب وأمم، أعلام متطور إنتزع عملية التنشئة الإجتماعية من الأسرة المركز ثم دفع بها إلى الهامش. لتحل محلها تنشئة إجتماعية يقوم بها الإعلام وتكنولوجيا المعلومات التى شكلت نطاق المركز الجديد، ومن المنطقى أن توصف جملة هذه التطورات جميعها بإعتبارها تطورات غير مواتية، للأسرة وللهوية القومية، والإنتماء القومى. وإذا إستمرت التفاعلات على ما هى عليه الأن، فإن نتائج ذلك سوف تكون بالتأكيد سالبه. ومن ثم فلكى نوقف التراجع فإن علينا ان نطرح تساؤلاً ماذا نفعل؟ والإجابة هى البحـث عن إستراتيجية إعلامية جـديدة نطـرح بعض خطوطها العامة فيما يلى.
1. حاجة الإعلام إلى مرجعية أخلاقية: تؤكد الباحثة اليسارية "إيسيا برلين" أن الأفكار دائماً هى التى تصنع أو تعيد صناعة التاريخ، وتدفع إلى نهضة الأمم، لأن الأفكار والقيم هى التى تستلهمها الشعوب، فتشعل فيها جذوة الحماس والحركة والفعل. كل مجتمع على ما تذهب "إيسيا برلين" يحتاج إلى إيمان، أى إلى مرجعية، تصبح هى البوصلة التى تحدد الإتجاه الصحيح والأفعال السوية(32). كما يذهب عالم الإجتماع ماكس فيبر إلى التاكيد بأن القيم والأفكار التى تشكل متضمنات الدين هى التى يمكن تحرك البشر فى إتجاه التغيير، وفى إتجاه بناء ما هو جديد، حتى بناء الحضارة. وأن الدين هو دائماً أساس التنظيم الإجتماعى، وكلما ظهر دين جديد كلما إستطاع من خلال قوة إجتماعية تفرضه، تأسيس تنظيم إجتماعى أو مجتمع جديد(33). فى هذه الحالة فإن الدين يصبح المرجعية التى يتم تنظيم التفاعل الإجتماعى وفق معاييره. وإذا كانت إيسيا برلين قد قصدت بالإيمان الأيديولوجيا الماركسية آنذلك لأن أفكارها وقيمها ومبادئها، هى التى تولت بناء المجتمع الإشتراكى فى الأتحاد السوفيتى سابقا. فقد أكدت أن الأيديولوجيا الإشتراكية نجحت فى تأسيس المجتمع الجديد، لأنها كانت مبادئ القوى الغالبة، ولأنها إرتبطت عضويا بواقع المجتمع.
بيد أن الأمر يختلف فى مجتمعاتنا، فغالبية السياسية جاءت بأيديولوجياتها من الخارج، ليبرالية، كانت أم إشتراكية سابقاً. جميعها لم تظهر من رحم المجتمع، بل فرضت عليه. على خلاف ذلك كان للمجتمع دينه الذى يشكل جوهر عقيدته، ومعاملاته تنظم تفاعلات أعضائه فى مختلف المجالات، هكذا ينبغى ان يكون الأمر، بالإضافة إلى ذلك فقد طور المجتمع أخلاقه، التى بعضها إستند إلى الدين وبعضها الآخر تدفق إليه من التراث الذى أنتجته أجيال الماضى بينما البعض الثالث عن التفاعل الكائن فى الحاضر، وفى مختلف المجالات. لذلك كان المجتمع أقرب إلى دينه وأقرب إلى ثقافته وأخلاقة، كما كانت الأنظمة السياسية فى المقابل وعلى النقيض أقرب إلى أيديولوجياتها الغربية بالأساس. ولكى توفر الأنظمة السياسية أقتناعاً جماهيريا بإختياراتها الأيديولوجية، إستخدمت الدين والأخلاق التى لعبت دورها كمصدر لشرعيته الأيديولوجيات. وإستناداً إلى ذلك طرحت شعارات فى تاريخنا من نموذج "الإشتراكيون أنت إمامهم" وفى مرحلة تالية شعار دولة "العلم والإيمان". إدراكا من الأنظمة السياسية باهمية الدين كآلية تتولى تأكيد الرابطة العضوية بين المجتمع والأنظمة السياسية، فقد نظرت إلى الدين بإعتباره المرجعـية الذى يشكل مرجعيتها ويوفر الشرعية لوجودها.
استطرادا لذلك فإنه لما كان الإعلام موجه نحو المجتمع، فإنه من الضرورى أن يصبح له قبولا عاما، وحتى يستطيع الإرتقاء بأوضاع مجتمعه، فإنه ينبغى أن يكون ملتزما بمرجعية المجتمع، الدين والأخلاق. ينبغى أن تتحول مضامين ومعانى الدين والأخلاق إلى ميثاق شرف يحكم العمل الإعلامى ويضبط إيقاع الأداء والتفاعل فى إطاره. بحيث تصبح معايير الدين والأخلاق الإجتماعية، هى البوصلة التى تحدد إستقامة المضامين الإعلامية أو إنحرافها. كما هى البوصلة التى تحدد سلامة صحة شكل الآداء الإعلامى أم خطأة. وإذا كان الدين والأخلاق تعبران عن ثقافة المجتمع وتلعبان دوراً أساسيا فى تشكيل الهوية وترسيخ الإنتماء(34)، فإنه حفاظا على الهوية والإنتماء، وحتى يمكن دعمها وإعادة إنتاجها، وحـتى لا تذوب، فإنه من الضرورى أن يكون الدين والأخلاق أحد أبعاد مرجعيتهـا، لا أتحدث عن الدين المتطرف، العنيف والهارب إلى الماضى، ولكنى أتحدث عن الدين المتفتح القابل للتجديد، والقادر دائماً وبفاعلية على قيادة التحديث.
2- إستدعاء أخلاق الطبقة الوسطى كمرجعية للآداء الإعلامى: من المهم أن تعمل إستراتيجية التصحيح الإعلامى فيما يتعلق بالتنشئة الإجتماعية بإتجاه إستلهام أخلاق الطبقة الوسطى فى فترات صعودها، حيث توتها وفاعليتها، وكذلك صمودها. ويرجع ذلك إلى أن أخلاق الطبقة الوسطى هى الأخلاق الوسط، والصحيح يستقر غالبا فى منطقة الوسط. ثم أنها الأخلاق التى تشكل قناعات الأغلبية، ساعة أن كانت الطبقة الوسطى هى جماعة الأغلبية، إضافة إلى أن أخلاق الطبقة تلقى عادة قبول غالبية جماعات وفئات وطبقات المجتمع. أخلاق هذه الطبقة نضالية حينما تبرز الحاجة إلى تأكيد إستقلال المجتمع، وسطية ترفض التطرف. أخلاق الطبقة الوسطى تدعو إلى التسامح مع الاخر والالتقاء معه فى إطار تفاعل سلامى. أخلاق الطبقة تمجد الفضائل الإجتماعية وترفض الإنحراف، تميل إلى التقشف إذا كان المجتمع يحتاج إلى طاقات للبناء. إلى جانب ذلك فأخلاق الطبقة الوسطى هى أخلاق النزعة القومية والمجتمع القومى والدولة القومية. ومن ثم فهى أخلاق تؤكد على الإستقلال وتؤكد على الهوية وتعمل بإتجاه ترسيخ الإنتماء. قد يذهب قائل، غير أن الطبقة الوسطى إنهارت أو تقلصت وإلى غير رجعه، ثقافتها إنسحبت وأخلاقها تراجعت، والإجابة أن المعانى لا تموت بنفس سرعة تجسداتها المادية، فقد تبقى المعانى التى تشكل روح الطبقة حتى بعد إنهيارها. وهو ما يعنى أن المعانى قد تعيش إلى ما بعد إنصراف حاملها. علينا أن نلملم معانى وأخلاق وفضائل الطبقة المتوسطة، لكى تشكل إلى جانب الدين مرجعية صلبة، لإعلام فعال يحافظ على هويتنا ويكرس إنتمائنا، ويقود مجتمعنا على طريق التحديث. على أنه من الضرورى إذا تشكلت هذه المرجعية، أن تكون أساس مواثيق الشرف، التى تتم على خلفيتها التنشئة الإجتماعية فى الأسرة، وفى المؤسسات التعليمية وعلى ساحة الآداء الإعلامى.
3- تنشئة الإعلام للجماهير وتحديث المجتمع: إذا كان عصر التنمية والتحديث من أعلى قد ولى زمانه، بحيث بدأنا نعيش الأن فى نطاق عصر جديد، عصر التنمية من أسفل ومن الجذور، ومن الجماهير وأوضاع واقعها. علينا من خلال الإعلام أن نعيد إنتاج أفكار الجماهير وتواجهاتها، لنتولى من خلال الآداء الإعلامى الإرتفاع بالجماهير. بالإضافة إلى ذلك فإن على الإعلام أن يلعب دوراً فى تأهيل هذه الجماهير، بإن يدربه بموضوعية وبغير إنتهازية على معانى المشاركة، والديموقراطية وحقوق الإنسان. عليه أن يطور قدرات الجماهير، وينشئها وفق قيم المشاركة الحديثه، كما أن على الإعلام أن يراعى فى مادته الدرامية مناقشة مشكلات الجماهير. وأن لا يعرض مادة غريبة عليها تسبب لها أحباطا أو تستنفر مشاعر الحرمان بداخلها. وفى هذا الإطار على الإعلام أن يعمل بموضوعية بإتجاه إعادة تماسك بناء الأسرة، كأن يعمل على تناول مشكلاتها وتفاعلاتها وفق اجندة قومية وليست أجندة غربية على المجتمع. كما أن علية أن يكون إعلاما منتجا، أن يعرض مادته لوقت معين، حتى يستريح البشر، ليصبحوا بطاقاتهم قادرين على العمل والفعل، ويعملوها فى بناء المجتمع. فالإعلام الذى يستمر طيلة اليوم وطيلة الليل، هو إعلام قد يربح من ورائه البعض لكنه يدمر امة، ويدفع إلى الركوع تحت سنابك الفقر والتخلف، هل يمكن أن يعى مجلس أمناء الإعلام ذلك؟.
4- مراعاة المعايير المهنية: كما على الإعلام أن يكون محترفا يراعى الأصول المهنية فى آدائه، بداية الأختيار والأنتقاء الموضوعى للعاملين به، لكونهم واجهة أمة، ومن غير المنطقى أن يقوم أصحاب العيوب الخلقية بتوجية الرسائل الإعلامية. هم يستحقون، باعتبارهم مواطنين أن تكون لهم وظائفهم، غير ان ذلك يكون فى مكان آخر. كما لا ينبغى أن تكون الوظائف الإعلامية بالوراثة، فالكفاءة تقل عادة كلما تحولت أو إنتقلت الأجيال، وعلينا أن ننتقى الأعلاميين ذو القدرات القوية والجادة والمتجددة. وأن تكون هناك رقابة تراعى فنيات الشكل ومعايير المهنة والمضامين الجادة فى الإداء الإعلامى، إضافة إلى سلامة المضامين بطبيعة الحال، ذلك حتى يكتسب الإعلام الثقة ويستعيد جمهوره الذى إنصرف، عنه إلى فضائيات أجنبية. وحتى يصبح أعلاما قادراً على تنشئة مجـتمع، كما يصبح قادراً على تأكيد هوية وترسيخ إنتماء أبنائه.
المراجـــع
1. على ليلة: المجتمع الريفى، تحليل للتحولات البنائية الإجتماعية، المكتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع، الإسكندرية، 1994، ص 132.
2. ــــ: تفكيك أدوار المرأة كمدخل لتفكيك بناء المجتمع، "بحث" مقدم لمؤتمر المرأة فى مجتمعاتنا، على ساحة اطر حضارية متباينة، جامعة عين شمس، معهد الدراسات المعرفية، 14-16 نوفمبر 2005، ص 32.
3. عبد الرحمن بن خلدون: مقدمة بن خلدون "المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر"، دار العودة، بيروت 1996، ص 37.
4. Durkheim, Emile: The Division of Labour In Society Trans. By George Simpson, New York, The Free Press, 1966, P. 117.
5. Parsons,Talcott: The Social System, The Free Press Gleonce, Illinois- Hill, 1952, P. 63.
6. Emile Durkheim: Op, Cit. P.123.
7. Weber, Max: Protestant Ethic and The Spirit of Capitalism, Trans By, T. Parsons, New York,1928, P. 23.
8. Gouldner, Alvin: The Coming Gisis of Western Sociology, Heinman, London, 1971, P. 177.
9. على ليلة: النظرية الوظيفية فى علم الإجتماع والأنثروبولوجيا، الرواد والقضايا، الطبعة الثالثة، المكتبة المصرية للطبع والنشر والتوزيع الإسكندرية، 2008، ص 304.
10. ذوقان عبد الله عبيدان: الفضائيات والإنترنت، معالجة السلبيات لدى الناشئة تعزيزا للأيجابيات. بحث مقدم لندوة "التربية الوقائية" مكتب التربية العربى لدول الخليج العربى، جدة، 8-9/4/1434هـ.
11. على ليلة: الثقافة القومية ومواجهة العولمة، حدود التحدى وآفاق الإستجابة، اللجنة الوطنية لليونسكو بحث مقدم لندوة "الفلسفة فى عصر العولمة" 2003، ص 29.
12. فتحية بنت حسين القرشى: أثر الأسرة فى تشكيل التفاعل الواعى مع رسائل الإعلام index.php
http://www.acmedialiteracy.org .
13. وائل فاضل على: الإعلام والتنشئة الإجتماعية
http://wwwahlulbeit.se/webbdesigen/makalat/awlama.doc14. على ليلة: المستقبل الإجتماعى لتأثيرات العولمة على الدولة "فى" مصر والشرق ألوسط، "إشراف وتحرير" إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، يناير 2000 س س 445-479.
15. نفس المرجع: ص 452.
16. نفس المرجع: ص 463.
17. على ليلة: المبادئ التوجيهية لترسيخ الإنتماء ودعم مقومات الهوية العربية لدى الطفل ، "ندوة" جامعة الدول العربية، إدارة الأسرة والطفولة دمشق 15-16 مارس 2008 ص 44.
18. عبد الرحمن بن خلدون: مرجع سابق، ص 76.
19. على ليلة: الثقافة القومية ومواجهة العولمة، مرجع سابق، ص 32.
20. تيسير بن سعد أبو حميد: الإعلام فى المجتمع الإسلامة
http:// www.Islamweb.net .
21. نفس المرجع.
22. نفس المرجع
23. وائل فاضل على : مرجع سابق.
24. على ليلة: تآكل الرفض الشبابى، تأملات مع بداية الألفية الثالثة، "بحث" مقدم للندوة السنوية السابعة: "الشباب ومستقبل مصر" 29-30 إبريل 2000 ص 17.
25. هربرت ماركيوز: الإنسان ذو البعد الواحد، ترجمة جورج طرابيشى، منشورات دار الآداب، بيروت، الطبعة الثالثة، 1973، ص 72.
26. الإعلام والمجتمع العربى، واقع وتحديات
http://www.Faculty.Ksu.edu.sa/raiser .
27. تيسير بن سعد أبو حميد، مرجع سابق.
28. على ليلة: الثقافة العربية والشباب بحث مقدم لندوة "إستراتيجية الثقافة العربية، اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، القاهرة، 31 مارس – 2 أبريل 2001، ص 47.
29. وائل فاضل على: مرجع سابق.
30. على ليلة: تآكل الرفض الشبابى، تأملات مع بداية الألفية الثالثة مرجع سابق، ص 19.
31. ــــ: المنظمات الأهلية فى مكافحة الفقر، الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، 2002، ص 83.
32. زولتان تار: النظرية الإجتماعية ونقد المجتمع، ترجمة على ليلة، المكتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع، 2002، ص 56.
33. على ليلة: المبادئ التوجيهية لترسيخ الإنتماء ودعم مقومات الهوية، مرجع سابق، ص 47.
34. على ليلة: النظرية الإجتماعية المعاصره، دراسة لعلاقة الإنسان بالمجتمع، المكتبة المصرية للطبع والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة 2003، ص 213.