تشارُك المعلومات عبر الشبكات الاجتماعية وقت الأزمات وانعكاساته على إدراك الشباب المصرى للأزمة /

تحولت مواقع الشبكات الاجتماعية فى السنوات الأخيرة عن وظيفتها الأساسية المتمثلة فى التواصل الاجتماعى، وأصبحت تقوم- إلى جانب الوظيفة الاجتماعية- بوظيفة إعلامية تتمثل فى متابعة أحداث المجتمع والإمداد بالمعلومات حولها، وتناوُلها بالشرح والتفسير.
وبدأت القناعة الراسخة لدى البعض بشأن مواقع مثل الفيس بوك Facebook، ويوتيوب YouTube ، وتويتر Twitter تتغير من جرد اعتبارها مواقع لا طائل حقيقي من وراء استخدامها سوى التواصل الاجتماعى مع الأقران والترفيه واستهلاك الوقت،إلى اعتبارها مواقع تعكس ما يدور فى المجتمع،وتوجهات أفراده،وذلك من خلال ما يقوم به مستخدموها من مراقبة ،رصد، وتحليل لما يدور حولهم فى المجتمع من أحداث، وبقدر كبير من الحرية لا تتيحه لهم الوسائل التقليدية.
وبعد قيام ثورة 25 يناير،ومع ما أفرزته الثورة من تغيرات وتحديات لا فى الحياة السياسية فحسب، وإنما فى كافة مجالات الحياة،أصبح المجتمع المصري يواجه العديد من الأزمات المتلاحقة ؛نتيجة تعقد وتشابك مصالح القوى المسيطرة عليه،ومع حالة الارتباك والقلق التى خلّفتها الأزمات،بدأت قطاعات كبيرة من الجمهور فى الإتجاه لوسائل الإعلام الاجتماعى ومن بينها الشبكات الاجتماعية؛ ليتمكنوا من متابعة تطورات الأزمات من خلالها،وليستمدوا منها المعلومات التى تجعلهم يأمنوا على أنفسهم وحياتهم، خاصةً مع ما يُوجه للوسائل التقليدية من إتهامات بعدم تحليها بالموضوعية ،وحجبها لبعض المعلومات، وتزييفها للحقائق.
وقد اهتمت الدراسة بالبحث فى العلاقة بين استخدام الشباب لموقع الفيس بوك ،كنموذج للشبكات الاجتماعية وقت الأزمات، ومستوى الإدراك المتحقق لديهم نتيجة استخدام الموقع لمتابعة الأزمات من خلاله ، وذلك بالتطبيق على ثلاث أزمات اندلعت فى الستة أشهر الأولى من عام 2012 وهى: أزمة البنزين، أزمة أحداث ستاد بورسعيد، وأزمة أحداث العباسية ”محاولة اقتحام وزارة الدفاع”.
وقد طُبقت الدراسة التى تنتمى للدراسات الوصفية،على عينة عمدية قوامها 394 مفردة من مستخدمى الفيس بوك،ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، وتم تحليل محتوى 650 رسالة Postعن الأزمات محل الدراسة نشرها 40 مستخدم للموقع فى الستة أشهر الأولى من عام 2012، واستخدمت الدراسة عدداً من الأدوات البحثية تضمنت استمارة استقصاء،وأداة تحليل المضمون، كما تم إجراء مقابلات غير مقننة مع عدد من خبراء إدارة أزمات، واعتمدت الدراسة على اختبار فروض نظرية ثراء الوسيلة الإعلامية، ومدخل معلوماتية الأزمة.
أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة فى:
1- ضرورة مواكبة الاهتمام الكبير الذى حظت به مواقع التواصل الاجتماعى لاسيما بعد ثورة 25 يناير، بدراسات أكاديمية من شأنها التحرى بشكل علمى عن هذه المواقع واستخدامات الجمهور لها.
2- قلة الدراسات العربية التى تهتم بمعالجة الشبكات الاجتماعية لأزمات فى مجالات أخرى غير المجال السياسي.
3- توفير خلفية معلوماتية للقائمين على وسائل الإعلام التقليدية، ولصناع القرار فى مؤسسات الدولة المختلفة حول إيجابيات وسلبيات استخدام الشبكات الاجتماعية وقت الأزمات ،بما قد يسهم فى تطوير أداء الوسائل التقليدية، وتطويع مؤسسات الدولة لإمكانات الشبكات الاجتماعية فى إدارة الأزمات مستقبلاً.
-أهداف الدراسة :
استهدفت الدراسة:
1- رصد وتوصيف كيفية تشارُك المعلومات بين مستخدمي موقع الفيس بوك وقت الأزمات.
2- التعرف على حدود وأبعاد الدور الإعلامى الذى يمكن أن تقوم به الشبكات الاجتماعية عند وقوع أزمات فى المجتمع.
3- التعرف على العلاقة بين كثافة استخدام الشباب لموقع الفيس بوك وقت الأزمات ، ومستوى الإدراك المتحقق لديهم بشأن الأزمة.
4- التعرف على العلاقة بين مستوى اهتمام الشباب مستخدمى الفيس بوك بالأزمة، ومستوى إدراك الأزمة المتحقق لديهم.
5- التعرف على العلاقة بين المتغيرات الديموجرافية للمستخدمين ”النوع، السن، ومستوى التعليم”، ومستوى إدراك الأزمات المتحقق لديهم.
6- التعرف على دوافع استخدام للمبحوثين لموقع الفيس بوك وقت الأزمات .
أبرز نتائج الدراسة :
1- وجود ارتباط طردي بين كثافة استخدام الشباب لموقع الفيس بوك،وبين مستوى إدراك الأزمات الثلاث محل الدراسة.
2- وجود ارتباط طردي بين درجة الاهتمام بالأزمة ،وبين مستوى إدراك الشباب للأزمات الثلاث محل الدراسة.
3- زيادة نسبة استخدام الفيس بوك وقت الأزمات مقارنةً بالأوقات العادية.
4- تمثلت أبرز أشكال ما ينشره المستخدمون وقت الأزمات فى تحديث الحالة Status Update.
5- اللغة العربية كانت اللغة الأبرز فى التفاعل عبر موقع الفيس بوك بشأن الأزمات محل الدراسة.
6- تتعرض نسبة (53,2%) من مفردات العينة للمعلومات التى يتم نشرها على الموقع وقت الأزمات بالصدفة،أثناء تصفح الحساب الشخصي.
7- تمثلت أهم أسباب الاهتمام بمتابعة الوسائل التقليدية إلى جانب موقع الفيس بوك وقت الأزمات فى المقارنة بين ما تنشره الوسائل التقليدية وما ينشره الموقع؛وذلك للإلمام بكافة وجهات النظر حول الأزمة.
8- تمثلت أبرز أسباب متابعة المبحوثين للأزمات عبر موقع الفيس بوك فى سرعة نقل الأخبار ،لأنه يوثق المعلومات بالصور ومقاطع الفيديو ،ولأنه يجمع معلومات من مصادر مختلفة للأخبار.