ثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية في الوطن العربيسيف السحباني
الكوارث الطبيعية في ابسط تعريف لها هي، الدمار الذي يحدث للممتلكات والأرواح نتيجة لظواهر طبيعية ،حيث تنقسم الكوارث الطبيعية إلى عدة أقسام منها ماهو ناتج عن ظواهر طبيعية مثل ، الأوبئة ، والزلازل والبراكين والتسونامي وحرائق الغابات ، ومنها ما هو ناتج عن ظواهر جوية مرتبطة بالطقس والمناخ والحالات الجوية الاخرى فالطقس والمناخ يؤثران على جميع الأنشطة الإنسانية ويفرضان على الإنسان أساليب معينة للتعامل معهما ، والتكيف مع آثارهما وعلى مجمل جوانب حياته الأخرى ، وهنا يأتي دور الأرصاد الجوية ومراكز الاستشعار عن بعد والرصد ومراقبة الظواهر الطبيعية في التعامل مع هذه الظواهر ، وعلى الرغم من وجود كثيرا من هذه المؤسسات في مختلف أقطار الوطن العربي ألا أنها لا تزال بعيدة عن ما وجدت لأجله بل أن هناك قصورا ملحوظاً في الأداء ، في جميع الأقطار دون استثناء على الرغم من أن مثل هذه المراكز الحيوية يرتبط ارتباطا وثيقا في التقدم البشري وبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة ، وحماية البيئة والتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية ألا أننا في الوطن العربي نجد العكس حيث نلحظ عمليات التخبط ومحاولة التنصل من التقصير عقب حدوث الكوارث وفي عمليات المواجهة مع آثارها ، لاسيما في ضعف المبررات التي تسوقها تلك المراكز عن الأسباب الحقيقية لحدوثها ولتأثيراتها ، على الرغم من انه يكون بإمكان هذه المراكز إذا قامت بدورها الصيح على أكمل وجه أن تخفف كثيرا من حجم الآثار وتحجيمها وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان .
وهذا أن دل على شئ فإنما يدل على قصور كبير في عدم نشر ثقافة جيدة لمواجهة الكوارث الطبيعية على كل المستويات الرسمية والشعبية ، حيث أن التنسيق بين مختلف الجهات الرسمية يؤدي إلى سرعة عمليات الإنقاذ والمعالجة الشاملة بالطرق الصحيحة والسليمة وتنتفي من الأداء الطرق العشوائية وغير الفعالة في المواجهة ، وبالذات اذا كان هناك فرقا مدربة وذات كفائة عالية في الأداء تؤدي دورها المطلوب في المعالجة ماديا ونفسيا لان الشق النفسي في الكوارث الطبيعة تمتد وتتشعب آثاره وتؤدي الى تدمير نفسيات كثير من المصابين وأقاربهم وربما الحاضرين والمشاركين في الإنقاذ من المواطنين وهنا لابد من التركيز على هذا الجانب ولا يكتفى بالمعالجات المادية فقط ، أما الشعبية حيث لابد من غرس مفاهيم مواجهة الكوارث الطبيعية وتوعية المواطنين صغارا وكبارا بالسبل المثلى للتعامل مع الكوارث الطبيعية خصوصا تلك التي نسبة احتمال حدوثها كبيرة، كما لابد من ان يزداد مستوى التوعية في مواسم الأمطار او انتشار الأوبئة والجراد ... الخ ، وسيصبح الأمر أكثر من رائع إذا منح المواطنين جرعا كافية من الإرشادات والتعليمات ووزعت عليهم المطويات الإرشادية ( مثلا في بداية فصل الشتاء) لمواجهة كوارث الأمطار في الأقطار ذات مواسم الإمطار الشتوية ، وفي الصيف للأقطار التي مواسم مطرها صيفا ، وفي السودان ومصر مثلا في مواسم فيضان نهر النيل وهكذا في بقية الكوارث مثل بداية الأنشطة البركانية والزلازل وانتشار الاوبئة ، والجراد ،ويبقى الشئ الأهم في الموضوع هو تنمية ثقافة التطوع التي ظهرت في مواجهة سيل الاربعاء بجدة وهي ثقافة متأصلة في المجتمعات المتحضرة في الغرب وتؤدي أعمالا جليلة وتمتد احيانا إلى خارج الأقطار الوطنية ، وهنا لابد من ان تقوم وسائل الإعلام ومختلف منظمات المجتمع المدني بدورها وتتحمل مسؤوليتها بنشر المواد التي تعمل على توعية المواطنين وترشدهم من اجل التعامل مع الكوارث الطبيعية بكل مسمياتها،بل وحتى الكوارث ذات التدخل البشري مثل الحرائق والكيماويات والاشعاع النووي ، وفي الاخير اسأل الله اللطف بنا وان يجنبنا مثل هذه الكوارث ،انه سميع مجيب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]