المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
العمل الخدمة تنمية الاجتماع العنف الجريمة الجماعات الاجتماعية موريس اساسيات الاجتماعي المرحله التغير والاجتماعية التنمية البحث الجوهري محمد الشباب في كتاب الالكترونية المجتمعات التخلف التلاميذ المجتمع
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

  حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية. للكاتب التونسي المنصف ونَاس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

 حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Empty
مُساهمةموضوع: حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية. للكاتب التونسي المنصف ونَاس    حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.       للكاتب التونسي المنصف ونَاس Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 12:30 pm

حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية:
قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية.
للكاتب التونسي المنصف ونَاس

المقدَمة:
يتنزَل هذا الكتاب ضمن آخر الإنتاجات الفكرية والأبحاث السوسيولوجية المتخصَصة و"الأكاديمية" الجديدة التي قام فيها الأستاذ والباحث الاجتماعي التونسي المنصف ونَاس بـنوع من "التعرية الأركيولوجية" للشَخصية التونسية . استهل المؤلف كتابه بمقدّمة طرح فيها المبرّرات الابستمولوجية والمعرفية التي تشرّع لإعادة البحث السوسيولوجي والأنثربولوجي في مفهوم "الشخصية القاعدية" أو الوطنية للمواطن التونسي. فهذا المفهوم يشكّل حسب الباحث مدخلا مهما لدراسة تطور المجتمع التونسي ويحيل إلى تجليّات التحولات العديدة والتطورات البنيويّة العميقة التي شهدها هذا المجتمع منذ التاريخ القديم.
وتوزّعت أقسام هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: اهتمّ فيه الباحث بدراسة أسس الشخصية القاعدية التونسية ومراحل تشكّلها تاريخيا واجتماعيا. فكانت خصائصها متنوّعة ومتناقضة أحيانا. إذ تتراوح السّمات العامة للشخصية التونسية بين الشّمولية والتنوّع باعتبارها " محصّلة تراكمات تاريخية وثقافية واجتماعية وحضارية متعدّدة" امتدت على أكثر من ثلاثة آلاف سنة : بدءا بالحضارة القرطاجنّية والرّومانية مرورا بالحضارات الوندالية والأندلسية ثم الحضارة التركية والغربية الاستعمارية وصولا إلى مرحلة الاستقلال.
على الرّغم من تعدد هذه الحضارات واختلافها من حيث المدى والتأثير، فإنّها أكسبت الشخصية التونسية ثلاثة أبعاد وهي:التأقلم والصّهر والانصهار. وهذه الأبعاد الثّلاثة جعلت التّونسي يكتسب خاصية أساسية وهي المرونة والوعي بالانتماء إلى جماعة عرقية واحدة والى حضارة مشتركة مهما تكن قيمة هذه الحضارة . فقد هيّأت الحضارة الرّومانية الطويلة مثلا، الأرضية الحضارية والنفسيّة حتى تكون شخصية التونسي شخصية مطواعة ومتقبَلة للواقع ومهادنة له جرَاء انسداد الأفق وانعدام فرص التغيير على الرغم من كل الانتفاضات . لذلك تميزت شخصية التونسي بالمرونة والقدرة على الانفتاح على الوافد الأجنبي. كما إنهّا شخصية شديدة المهادنة واللاّمبالاة أحيانا وعدم تحمّل المسؤولية.
الفصل الثاني: تناول فيه سمات الشخصية التونسية وواقعيّتها القصوى. فهي شخصية تهرَبية والتفافيَة وبراغماتية. ونتيجة المسار التحديثي "المُدوْلن" للمجتمع (الذي هيمنت عليه مؤسسّات الدولة) اتسمت الشّخصية التونسية في بنيتها العامة وسلوكها الشّائع حتى وإن وجدت استثناءات كثيرة، بأنّها شخصية غير مقاومة للأوضاع الصّعبة بمختلف معانيها.
لذلك فهي:
أولا: شخصية منجحرة: تتخبّأ وتتهرّب من تحمل المسؤولية ولا تفضّل الصّدام والمواجهة في أحيان كثيرة. فالانجحار والتهرّب الاجتماعيين حسب الكاتب هما صفتان متلازمتان في الشخصية القاعدية التونسيّة. وفي مقابل هاتين الصَفتين "السّلبيتين" تتصف هذه الشخصية أيضا بالقدرة على إنتاج آليات من الذَكاء الاجتماعي النّفعوي الذاتي وليس على شكل ما يسميه الكاتب بـالذكاء الخلاق الذي يفرض من النّاحية النفسية والّسوسيولوجية القدرة على تجاوز الذات وتأجيل مصالحها من أجل استنباط وسائل تطوير الحياة وابتداع أنماط معيشيّة جديدة ترتقي بالأفراد وتحسّن المكاسب المشتركة وتعود بالنفع على المجتمع في عمومه .
ثانيا: شخصية قاعدية شديدة المهادنة: فمن السّمات غير الايجابية لشخصية التونسي هي "صفة الواقعية"وهي الواقعية المرَة" التي تتولد عنها ظواهر معينة مثل العزوف عن الشأن العام وتبني سلوكيات العزوف عن الاهتمام بالمدينة واللامبالاة والاكتفاء بالمشاهدة غير الملتزمة . وتعود هذه الخاصية إلى مراحل التّنشئة الاجتماعية التي لم تساعد التونسي على إنتاج سلوك ديمقراطي شفّاف من جهة وعلى التّفاعل الايجابي مع الشّأن العام وعلى تقويم نقائصه ومعايبه من جهة أخرى .
فمن خلال ما ذكره الباحث من أمثلة شعبية وشهادات واقعية من قبل مختلف الفاعلين الاجتماعيين الذين شملهم البحث الميداني توصّل إلى نتيجة أساسية وهي وجود أزمة في الشخصية القاعدية التي تؤكّدها بعض المؤشّرات الأنثربولوجية والسوسيولوجية الدالة. هذه الأزمة يعبّر عنها بـالأنوميا المجتمعيَة وتفكَك البنيات الاجتماعية والثقافية والمخيالية والرَمزية تفكَكا عميقا دون إيجاد بديل لها .
ثالثا:شخصية مفارقية: فهي تعتمد أنماطا من السّلوكيات الاجتماعية اللاّمعيارية) anomy). وتقوم على منظومة سلوكية وقيمية مختلّة ومهتزّة، فيعيش فيها الإنسان نوعا من الحيرة الوجودية فيما يتعلق باختيار المعايير والقيم التي يتوجّب إتباعها. ومن النّاحية النفسية والأنثربولوجية تعبّر هذه الأزمة عن حالة من الانفصام بين المنطوق اليومي والمعيش الحقيقي للمجتمع. ويصل الكاتب في الأخير، إلى القول بأنّها شخصية متوتّرة وتعتمد في منطوقها اليومي العنف اللفظي.
الفصل الثالث: أعاد فيه الباحث طرح الإشكالية الحضارية التي شغلت ومازالت تشغل المفكرين العرب المعاصرين وهي قضية أسباب فشل عملية الانتقال من مجتمع "الزّبونية" (المجتمع التقليدي) إلى مجتمع "الاقتدار"(مجتمع الحداثة) في الوطن العربي.
لقد تميّزت مرحلة الاستقلال وبناء الدّولة الجديدة في تونس بظاهرة التّلازم بين التحديث السياسي والتحديث الثقافي والدّيني من جهة أخرى. وقد كان هذا التّلازم عضويا لأنّه يمثَل مرتكزا استراتيجيا لعملية التحديث وتشكيل الأنا الوطني وإعادة بناء الشخصية القاعدية . لهذا اتّخذ التَحديث في تونس طابعًا مُدوْلنا ومُعلْمَنا إلى حد ما. فأنتجت هذه الدَولنة حالة من "الاندغام" بين الفاعل السياسي الرسمي والمجتمع بحكم الطَابع المركزي من جهة والحرص على التحكم في أداء المجتمع ومختلف مفاصله من جهة أخرى. ولذلك لم يتمكن المجتمع من أن يوجد هامشا من الاستقلالية يساعده على التعبير عن ذاته وتشكيل مجتمعه المدني القوي والموازي لهيمنة الدّولة .
وهذه المفارقة الثقافية مازالت تهيمن في مستوى العلاقات والقيم على الرّغم من وجود هياكل تعبير حداثيّة بغض النّظر عن درجة نجاعتها. وهذه الثّقافة المفارقية أدّت حسب الباحث، إلى انتشار ظواهر اجتماعية مكمَلة مثل: الزَبونية والمحسوبيَة والجهوية، وإلى إعادة إنتاجها بغض النّظر عن اللّبوس الذي تتّخذه. وهذه الثقافة تعبّر عن إشكالية الأنوميا الأخلاقية والقيمية التي أدت إلى فشل المجتمع التونسي في الانتقال إلى الحداثة وجعله مجتمعا دون حصانة. هناك حالة من الوهن البنيوي لهذه الشخصية وهو ما يفسر فشل مجتمعنا العربي في تحقيق الانتقال الديمقراطي وانتشار ثقافة اللاَمبالاة والعزوف عن المشاركة في الشَأن العام. وظلت مؤسّسات المجتمع المدني عاجزة إلى اليوم، رغم مرور أكثر من نصف قرن على الاستقلال، من أن تكون قادرة على إعداد الفاعلين الاجتماعيين وتنشئتهم على قيم الإبداع الجماعي ومن تأسيس تجربة التغيير في الثّقافة والسّياسة والقيم والأخلاق والاجتماع.
أردنا من خلال هذه القراءة القصيرة أن نهتم بخاصيّتين تميّز بهما هذا النّص وهما:
1ـ المقاربة المنهجية للدّراسة
لقد تعدّدت الأسئلة في هذا النص. فكانت لازِمة ٌمنهجيةٌ تعبَر عن فكر إشكالي ومنهج تحليلي يقلَب المسائل تقليبا ويدقَق النظر فيها تدقيقا علميا. وهذا المجهود المنهجي يدل على وجود حيرة معرفية عاشرت المؤلف وصاحبته طويلا، بل مازالت ماثلة عنده، لذلك جاء النص يحمل في ثناياه ألما حقيقيا بشكل واضح وجلي، معلنة أحيانا ومتخفية أحيانا أخرى من خلال النَصوص أو الحجج المتنوعة وما ترمز إليه من معاني سوسيولوجية وحضارية ورمزية. نعتقد أن هذا الشّكل من "أركيولوجيا الحفر" في ميدان مناهج العلوم الإنسانية عموما والاجتماعية خصوصا، أساسية من أجل البحث المعمّق في متون المعيش اليومي للمجتمع ووقائعه الحية. وقراءتها مجدّدا قراءة مختلفة ومن زوايا متعدّدة بهدف الكشف عن شيء غير معروف عنها سابقا. وفي هذه الحالة تتغير النظرة إلى متون هذا المعيش المجتمعي في مختلف تجلياته الاجتماعية والنفسية ـ موضوع البحث ـ من مجرّد رواية أو إخبار عن حقيقة الوقائع الاجتماعية ليصبح منتجا لها في الوقت ذاته.
يعكس هذا النص شكلا من أشكال "خطاب المجتمع" التونسي عن نفسه، ويحدّد المعاني الحقيقية التي تقوم عليها أسس الشخصية التونسية. فالمقاربة الحفرية التي تستهدف تعرية خفايا المجتمع العربي ووقائعه الحقيقية هي قراءة تحاول استنطاق معنى ما كان له معنى... وإعطاء نوع من المعنى لما كان يقدم نفسه بلا معنى..تماما كما يفعل عالم الآثار .
لقد جاءت هذه الدراسة حفريات في الوعي الفردي والجماعي، وحفريات في الواقع السوسيولوجي والأنثربولوجي التي تجلت في مختلف أبنية المجتمع التونسي ومؤسسَاته الاجتماعية والسياسية. وحمل النص أيضا مجهودا بحثيا كبيرا في المخزون الثقافي والسوسيولوجي للمجتمع التونسي وفي ذاكرته وممارساته ومعيشه اليومي. فـالبشر الذين يصنعون ظواهرهم، لايتكوَنون في الفراغ ولا هم ودونما سبب، على هذا النحو أو ذاك. إنَما هم نتاج ما يصنعونه، فيكونون بشكل أو بآخر ذوات الظواهر وموضوعاتها في آن معا .
وخصائص الشخصية القاعدية تجلّت من خلال الكلمة الحية التي تعبّر عن قصص ووقائع ظلّت ماثلة في مخيالها الاجتماعي والنفسي وأصبحت بفعل تكرارها عند "الخاصة" (المثقفين والأساتذة الجامعيين مثلا) و"العامة" (المواطن العادي في الشارع والمقهى...) تشكّل مرجعا حيا لتقاليده وأصلا لثقافته السياسية والاقتصادية والتربوية...الخ. فهي عبارة عن إنتاجات مشتركة فكانت لها هذه السمة الجماعية إنشاء وتلقينا وتداولا .
لهذا اعتمد الكاتب ضمن مرجعياته الفكرية والمنهجية على منابع مختلف العلوم الإنسانية بدءا بالأنثربولوجيا والتاريخ مرورا بالفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع وصولا إلى الألسنيّة. وقد تمّ ذلك في إطار قراءة حداثية تتجاوز القراءات العربية السكونية السائدة. وقد شارك في المساهمة في الإجابة عن مطالب واستحقاقات مجتمعية مستقبلية وأهمّها تحقيق النهضة العربية بعقلانية جديدة. وبهدف تعرية الواقع وبناء مستقبل عربي مغاير، ليس على شكل حلم فلسفي طوباوي أو مجرّد دعوة أخلاقية، وإنّما وفق مقاربة أبستمولوجية تنطلق من واقع شخصية الإنسان العربي باعتبارها مادّة بحثية في مختلف تجلياتها الاجتماعية والنفسية والثقافية والتراثية.
نعتقد أنّ هذا العمل السوسيولوجي والأكاديمي قد دشّن منطقا سوسيولوجيا جديدا في دراسة المسائل الاجتماعية والحضارية للمجتمع. لقد وجدنا في هذه الدّراسة الرّغبة في تأسيس حداثة الذّات الخاصة والانخراط في حقول الفعل المؤسّس للتّغيير دون القفز عن الواقع أي الانطلاق من واقع الأزمة العربية. وهي دراسة من أجل وضع منهجية جديدة في البحث والفهم والإفهام . كما تمكّن صاحب النص من استخدام نوع من الحيل المنهجية على حد تعبير أميل دوركايم لصياغة الظواهر الاجتماعية وقراءتها قراءة علمية وموضوعية.
ومن عناصر قوة المنهجية التي اعتمدها الباحث في هذا النّص هي المزاوجة بين البعدين الكمي والكيفي. هذه الميزة المنهجية النادرة والمعقّدة حضر فيها مختلف أنواع الإسنادات المرجعية بدءا بالتّاريخ والأنثربولوجيا الثقافية مرورا بعلم النّفس وعلم الاجتماع وصولا إلى الاقتصاد والجغرافيا..الخ كل هذه المداخل والمحدّدات المختلفة للشخصية القاعدية التونسية أنتجت قراءة متكاملة ومتكافلة لها. وجاءت أيضا قراءة موضوعية في قضية حضارية مازالت ذات صبغة خلافية وصراعيّة دائما.
ومثل كل الدّراسات الاجتماعية المتخصّصة، سعى المؤلّف إلى إبداع نص سوسيو ـ أنثربولوجي مغاير يقوم على معجميّة اصطلاحية تمتزج فيها ضوابط التّفكير العلمي و"المعرفة العالِمة" بالتحليل البسيط واستعمال مفردات الخطاب العادي والمألوف. كل ذلك من أجل التّنقيب عن خصوصيات الواقع العربي وما تختبئ تحته من ركامات ثقافية ورمزيّة ومن نفايات ومعاني ومعتقدات وسلوكيات مازالت فاعلة في هندسة سمات شخصية الإنسان العربي.
2ـ أنساق الحجج في النص
كل مفهوم علمي اعتمده الباحث له مبرّراته ودواعي استخدامه في علاقة بهدف البحث وهو إعادة النظر في المسألة ـ الشخصية التونسية ـ مجدّدا ولكن بطريقة مغايرة من حيث المعالجة والأسلوب وطرائق الحجج. فالرّافد الثاني الذي تميز به هذا النص هو أنساق الحجج التي استخدمها الباحث كشبكة من الاسنادات المرجعية في الدّراسة الميدانية. فجاءت هذه الأنساق منتمية إلى مصادر استقاء مختلفة ومتنوعة. منها ما هو رئيسي ومنها ما هو فرعي ضمن منظومة لعرض رؤيته الكلية في سياق تعاضد الحجج من حيث مجالاتها المعرفية ومصادرها ولغتها أيضا. فكانت لغة التَواصل اليومية في المجتمع التونسي مصدرا من مصادر بناء النص ومادة الحفر السوسيولوجي والبحث في مضامينه ودلالاته النفسية والاجتماعية والرمزية. وبهدف الكشف عمّا تضمّنه هذا الخطاب من فكر ووعي اجتماعيين تمّ السّكوت عنهما في سابق الدّراسات السوسيولوجية التونسيّة والعربيّة عموما.
لهذا يمكن الوقوف عند ثلاث مسائل رئيسة تميّز بها هذا النص وهي:
أولا: لقد وجدنا في متون هذا النص ودواخله قدرة كبيرة على الحفر والكشف ثم الإفهام. وجدنا فيه خطابا علميا يتشكل من سياقات التاريخ والجغرافيا والثقافة. وفي هذا النص هناك اكتشاف لعمق الإنسان العربي في كليته عبر المزاوجة بين النصوص التاريخية والتراثية والشهادات الحية والأمثال الشعبية. هذا التمفصل بين جميع هذه الحجج أنتج نصّا تتفاعل فيه خصائص جغرافيّة المكان والوسط الطبيعي الذي نشأت فيه الشخصية التونسية وبين سماتها الثقافية والاجتماعية والنفسيّة الأساسية. فشخصيات الشعوب والمجتمعات والأفراد ليست محصّلة السياقات الاجتماعية فقط، بل هي ثمرة عنصرين نراهما على درجة من الأهمية: التاريخ والجغرافيا .
ثانيا: في رأينا، مثّل هذا النص إحدى القراءات الجامعة والعالمة التي أكّدت معنى التكافل والتكامل بين المداخل المعرفية والحجج والاسنادات المشكلة لخاصيات الشخصية التونسية والعربية عموما. هناك تأصيل علمي في الوعي بالموضوع و"صناعة" لصورة الإنسان العربي ضمن مقاربة سوسيولوجية عميقة ودقيقة في النظر والتنظير. لقد كشف هذا النص الحجاب عن الجوانب المستترة للظواهر الاجتماعية ولسلوكات الفاعلين الاجتماعيين بالمجتمع التونسي من خلال منهج المعايشة الميدانية والبحث والتحقيق حتى يصل بالقارئ إلى فهم هذه الظواهر وتفسيرها دون عناء من خلال اعتماده أسلوبًا بحثيا بسيطا وعميقا في الآن نفسه. لذلك، يعتبر هذا النص " الشخصية التونسية" نصًا حضاريًا بكل ما تعنيه الكلمة من معان. فأهميّته لا تتوقّف على الوعي بمشكلات البناء المجتمعي في كليته، بقدر ما تظهر أهميته أيضا في كشف "معمار" العلاقات الاجتماعية وفق منهج ورؤية واضحتين لجميع عناصر الذّاكرة الحضارية للمجتمع.
ثالثا: نعتقد أنّ هذا النص قد أعاد إثارة قضية حضارية في زمن فارق في تاريخ أمتنا العربية التي مازال النّقاش حولها والبحث فيها لم يحسم بعد. فدراسة الشخصية القاعدية للإنسان العربي ووضعها موضع إشكال سوسيولوجي تحتاج إلى كفايات علمية وبحثية من أجل إعادة تأسيس البنى المكوّنة لها وتصحيح عناصر الخلل الماثلة فيها في إطار حوار فكري ناهض ودافع للتغيير:فكرا وبنيانا وممارسة. وضمان الدقّة المنهجية والتمشّي الموضوعي حتىّ تكون في النهاية ذات كفاءة وكفاية بحثية سوسيولوجية عالية من أجل التعرّف على مضمون النص الحضاري وحركة أفكاره وسياقاته ومفاهيمه وحججه وأسلوب معالجته للقضايا، وغير ذلك من المسائل البنائية المشكلة لمختلف عناصر النص الأساسية والفرعية.
إذ قامت الأطروحة على عديد الافتراضات العلمية المدعّمة بما فيه الكفاية بالمعطيات والاحصائيات ومختلف المؤشّرات الكيفية والكميّة.فـ "التّعرية الأركيولوجية" التاريخية والحضارية للشخصية التونسية التي أنجزتها الدراسة تمثّل في رأينا أوّل شرط لفهم الوضع المجتمعي القائم حتى نتمكّن في ما بعد من إنجاز أي عملية تغيير أو إعادة بناء لمختلف المنظومات المشكلة للشخصية القاعدية. فقد توصل هذا النص إلى تعرية ما ترسّب في المجتمع التونسي من قيم ومعايير ورموز التي أدمجها النّاس في ذواتهم وأصبحت تمثّل جزءا من أنظمتهم العقائدية وتمثّلاتهم الاجتماعية وسلوكياتهم اليومية.
كما وجدنا في هذا النص حصيلة رحلة الكاتب الحافلة بالبحث والعلم والمعرفة، فتجلّت لنا من خلاله أنّه مؤرّخ وباحث وأكاديمي وعالم اجتماع ومعني بالاقتصاد والسياسة. فكفاياته البحثيّة التي جمعت بين مختلف هذه العلوم مكّنته من توليد الأفكار وبلورتها وتوظيفها من أجل الإقناع والاستدلال العلميين. كلّ ذلك بشكل يتجاوز فيه المألوف ويسجل من خلاله أيضا جرأة في الطرح والتّحليل وسلاسة في عرض النتائج. فجاءت قراءة السوسيولوجية وبحثيّة حية ومتطوّرة وهادفة تنهل من جميع المعارف وتقتحم جميع حقول المجتمع من أجل فهم منطق الوقائع الاجتماعية les faits sociaux) وفهم معيش النّاس اليومي وفق مقاربة هادئة وحذرة في الفهم والتّفسير والتّحليل.
مصباح الشيباني(باحث اجتماعي ـ تونس)










المراجع
ـ المنصف ونّاس، الشّخصية التونسية ، محاولة في فهم الشخصية العربية، الدّار المتوسطية للنشر، الطبعة الأولى 2011، ص 31.
2 ـ المرجع السّابق، ص32.
3ـ المرجع نفسه، ص48.
4ـ المرجع نفسه، ص68.
5ـ المرجع نفسه، ص77.
6 ـ المرجع نفسه، ص81.
7 ـ المرجع نفسه، ص93.
8 ـ المرجع نفسه، ص65.
9 ـ المرجع نفسه، ص ص66 ـ 67.
10 - Renaud Sainsaulieu, Des sociétés en mouvement, la ressource des institutions intermédiaires, Dexlée de Brower, Paris, 2001, p. 81.
11ـ محمد عابد الجابري، حفريات في الذاّكرة من بعيد، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة 1، 1997، ص8.
12ـ حامد خليل، أزمة العقل العربي، دار كنعان للدّراسات والنشر، دمشق، الطبعة الأولى، 1993، ص5.
13ـ محمد عجينة، حفريات في الأدب والأساطير، دار المعرفة للنشر، الطبعة الأولى، 2006، ص38.
14ـ محمد عابد الجابري، التراث والحداثة، ص 8.
15ـ أميل دوركايم، قواعد المنهج الاجتماعي، ص...
16ـ طه عبد الرحمان، الإنسان والميزان أو التكوثر العقلي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1998، ص254.
17ـ المنصف ونّاس ، الشخصية التونسية، مرجع سابق، ص71.
18ـ محمود الذوّادي، الوجه الآخر للمجتمع التونسي، تبر الزّمان ، تونس 2006، ص11.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حفريات سوسيولوجيَة في الشخصيَة العربية- قراءة في كتاب "الشخصيَة التونسيَة، محاولة في فهم الشخصية العربية. للكاتب التونسي المنصف ونَاس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حفريات في الخطاب الخلدوني - الأصول السلفية ووهم الحداثة العربية - ناجية الوريمي بوعجيلة
»  محمود فندي العبدالله: تقصي ملامح التطوير التربوي في كتاب "لغتنا العربية" للصف السابع
» تركي الحمد : الثقافة العربية أمام تحديات التغيير
» ملخص كتاب نحو علم اجتماع عربي - علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة
» عرض كتاب: اغتيال العقل؛ محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: