المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
الالكترونية الاجتماعي الجوهري العنف الاجتماع في الجماعات المجتمع العمل الخدمة تنمية المرحله موريس التنمية التلاميذ والاجتماعية كتاب اساسيات محمد الاجتماعية البحث الشباب التغير الجريمة المجتمعات التخلف
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Empty
مُساهمةموضوع: تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالخميس ديسمبر 29, 2011 12:06 am



)L



تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان

(منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)

مزهر جاسم الساعدي


المقدمة

ان مفهوم التربية (عملية التكيف ما بين الفرد والبيئة)(1) او (تعاهد الطفل بالتغذية والرعاية وحسن القيام حتى يفارق طفولته)(2).

قد تعرض لعملية تخريب منظمة طوال اكثر من اربع عقود. مورست ضده ابشع صورة التعتيم زالتهكيش بتبني السلطة فلسفة سطحية هشة.تعد بعمومها نتاج فكري لم يكتمل نموه اقحم في تغذية عقل الطفل بروح العداوة وحب الذات والعسكرتارية واتبرها مطهرا لا يدنس ودستور لا يعلى عليه .مما ادى الى اضطراب في نمو شخصية الطفل واتباع نسق اخلاقي مضبب تتصارع فيه اخلاق مؤدلجة وموروث اجتماعي يتقارب احيانا منها (الاخلاق المؤدلجة)ويتقاطع احيانا اخرى لانشداده الى مكونات عمد عليها ولا يمكنه الانزياح عنها.

لقد انعكس هذا الاضطراب على نوع التعليم الذي يتلقاه الطفل بوصفه متعلماً اوليا:

ولن نكون مبالغين اذا قلنا ان التعليم قد اخفق في تكوين شخصيات ناضجة تتسم بالاتزان العقلي والنفسي تستطيع ان تحيا حياة حرة ذات روابط انسانية طيبة،والسبب أن الاسرة والمدرسة لم تأخذ في الاعتبار الصلات التي توحد بينها والجماعة التي تنتمي اليهم.

لذا فقد اصبح الانفصال حتمياً لفك هذه الازدواجية المخيفة ،بين ما يلقي على سمع الطفل في المدرسة وبين ما يلقى عليه في محيط البيئة الاسرية.

أن هكذا دور للاسرة وبدرجة اخرى معينة للمدرسة لا ينتج مفكرين عظماء قد يكونوا الاساس في دق ركائز المصالحة مع النفس ومع الجماعات التي يعيشون فيها على الرغم اننا نواجه دوماًسؤال مهم مفاده.

هل اننا قوم لا نجيد فن تعليم أبنائنا لأننا ورثنا الانفصال ما بين القول والعمل ؟

أم اننا لابد وهذه الحال ان نلم شتات افكارنا للخروج من هذه المحنة لضمان سلامة سلوك اطفالنا ؟ والنظر بجدية الى العوامل المؤثرة في تنشئتهم ولعلنا نوفق في هذا البحث ان نعرض لذلك عبر مؤسستين من اهم المؤسسات المجتمع الأسرة ،المدرسة.

برغم صعوبة التعميم واعترافنا بعدم الاحاطة الكلية لتباين وجهات النظر للمربين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع في مجمل طروحاتهم التي تعمم النظرية دون الالتفاف الى خصوصية المجتمعات او التي تخصص لحد التضييق .



اهداف البحث



يهدف البحث الى التعرف على :

1. اثر الاسرة _العائلة في المنطقة الشعبية المزدوجة السكان في تنشئة الطفل وتكوين.

2. دور المدرسة في تقويم السلوك والتطبيع الاجتماعي.



حدود البحث:



اجري هذا البحث في مدرسة التوحيد الابتدائية للبنين في مدينة بغداد حي ميثم التمار (الشماعية سابقا).



عينة البحث:



تتكون عينة البحث من 140تلميذاًفي المرحلة الخامسة من المدرسة الابتدائية وهو العدد الكلي لهذه المرحلة في المدرسة المذكورة اعلاه.



أداة البحث:



تألفت أداة البحث او الاسئلة الموجهة للتلاميذ من شقين:

1_أكتب عن نفسك؟

2_كبف تصحح خطأك ؟

3_ وسؤال موجهه لعائلة التلميذ (تحدث عن سلوك والدك ؟



بنية العائلة في المنطقة.



تتكون الاسرة العراقية بعمومها من افراد يسكنون في بيت واحد .وتختص العوائل في المناطق المزدحمة السكان(ذات الكثافة السكانية العالية ،موضوع البحث)

بكونها في الغالب من العوائل (اصطلاح استعمله البروفسورروبرت مكايفر في كتابه المجتمع ،ويعني به العائلة الكبيرة الحجم التي تتكون من الزوج والزوجة والاطفال والاقارب الذين يعيشون جميعا في بيت واحد وتوجد في المجتمعات الزراعية والفردية في المجتمعات المحلية والعشائرية والقبلية وتتوفر ايضا في البيئات الاجتماعية العمالية والفلاحية).(3)

يطغي على هذه العوائل عدم التفريط بالابناء وان كبروا واراد كل منهم الانفصال عن البيت الكبير (بيت العائلة)بوصفه رب العائلة.الا بعد ان يصل الامر الى حد لا يمكن استيعاب هذه المجموعة المتنامية باضطراب .وهذا الانشطار الاجباري يجعل من الاولاد برغم استقلالهم الا انهم يتمثلون لأوامر ال(بيت)(4) بكسر الباء على حد تعبير الاستاذ الدكتور(متعب مناف).

تتمسك بقوة (العائلة)بموروثها الاجتماعي والقيمي وتستبسل للدفاع عنه بكونه يمثل البيان المتين لتكوين نمط سلوك الشخصية المثالية التي تنال احترام المجتمع من وجهة نظرهم .

هذا العوائل متباينة وغير متساوية في مقدار تحصيلها العلمي على الرغم من تجانسهم وتجاربهم في المنطقة .فمنهم الأمي ومنهم من وصل في تعليمه الى المرحلة الأبتدائية ومنهم من نال حظاً وافراً لأكمال دراسته الجامعية المتقدمة.

يسري هذا التعميم على الجنسين معاً(الذكور-الإناث) لهذا يتم قبول الفارق في الزواج وعد ه عيباً أو خللاً اجتماعياً يدخل في عدم التكافئ . فمن الواضح ان ترى زوجاً متعلماً قد ارتبط بامرأة لاتحسن في أغلب الأحيان أجادة القرآة والكتابة والعكس ايضاً صحيح فكثيرما نجد في هذه المنطقة امرأة متعلمة قد تزوجت من رجل أمي أو من رجل في مراحل تعليمه الأولية.

وربما يكون الزواج من النوع الثاني (امرأة متعلمة ورجل أمي) شائعاً في هذه المنطقة ذلك لانشغال الرجل في تحصيل قوت العائلة واكمال عدة القيمومة التي تتطلب منه الجد في العمل والتهيئة الكاملة لمواردها المادية .

وهذا الفارق على وجه التحديد يظهر بوضوح ما ان تلد المرأة وليدها وتبدأ آثاره السلبية تدريجياً الى المستقبل تكوين الطفل ويغدو مشتتاً بين سلطة الأب وطموح الأم .

يسجل على مجمل هذه العوائل ميلها الكبير للإنجاب ،وعده فخراً بل ويعاب عليه من لديه اطفال بعدد محدود بأنه غير مؤمن بالله سبحانه وتعالى،الذي يكتب لكل مولود رزقه.فعلامَ الشرك وقطع رزق الله!

وهذه النظرة الاقتصادية المتجذرة من الأنحدار الفلاّحي لمعظم ساكني المنطقة سنرى أثرها على تنشئة الطفل ومفهوم التربية لديهم.

يلاحظ على رب الأسرة (أقصد ذات العدد الكبير) عيبة تربية الآخرين دون الألتفات الى أسرته من عيوب . ويتعدى هذا بأن يصرح علانية وعلى رؤوس الأشهاد :ان الكثير من الأسر تنجب الأطفال وتتركهم الى الشارع يتكفل بتربيتهم خصوصاً إذا كان هناك ثمة مشاجرة وكان الفرد من رب الأسرة المصرح ممن أعتدى عليه.

هذا المنطق السائد عند الكثيرهو العلّة الأولى بل الأهم في فشل أعداد الكثير من الأطفال أعداداً تربوياً لائقاً .وحين يواجهه(رب الأسرة) الغير،ان الذي تُعيب الآخرين به هو عيّنة من أُسرتك وأطفالك ربما لايفاجأ (وهذا غريب) غير أنه يدافع وبقوة عن خطأه لأنالأمر قد يوجه اليه شخصياً وهو المعصوم الذي لايناله الاّ الصواب .هذه المكونات وهذا النمط السائد عند الكثير من العوائل سوف يشكل عقبة كبرى في عدم التعاون الجاد والمثمر فيما بعد(عند بلوغ الطفل السن الذي يؤهله إلى دخول المدرسة) بين الأسرة كجماعة أولية لها كيانها،والمدرسة بوصفها مؤسسة تربوية لها بناؤها ووظائفها .وبالتالي تلقي بظلالها على تنشئة الطفل أجتماعياً (اعداد الفرد لان يكون كائناً أجتماعياً في مجتمع معيّن)(5) وتوصل احياناً الى عدم التكيف مع البيئة المحيطة به وهذا العجز لدى الطفل له دلالة اجتماعية لأن(البنيات الاجتماعية المختلفة ولاسيما والمدرسة تحدث آثاراً متناقضة بدلاً ان توحد آثارها .فللأسرة في معظم الأحيان أخلاقها المكونة من طقوس مألوفة ومن عادات عاطفية قائمة على الشفقة والثقة ، وللمدرسة ايضاً أخلاقها . بل لها دورها ودروسها في الأخلاق الرسمية التي تدعمها مبادئ موجهه نحو غايات تجاوز فهم الطفل لاتنطبق مع الأخلاق التي تقدمها الأسرة).(6)

هذا التقاطع الأولي بين الأسرة والمدرسة يحتاج بالضرورة الى التقاء وتشكيل القاسم المشترك الذي لايؤثر على سلوك الطفل ويربكه من حيث الأنتقال من بيئة اجتماعيةالى أُخرى.



الطفل في محيط العائلة



إن ولادة الطفل في محيط العوائل الفقيرة تعتبر نقلة جديدة تحتاج فيهالترتيب الترتيب لنسق حياتها.قد يؤدي الى اضطراب سلوكها وعدم السيطرة عليه في الايام الاولى ثم لا تلبث أن تهدأ او تعود الى نمطها الحياتي المعتاد .غير ان الزائر الجديد (الطفل) يستأثر الاهتمام والعناية الخاصة فترة زمنية تمتد الى العمر المقبول عرفاً .والذي تبدأ فيه تشكيل شخصيته الاولية ومعايشته السلمية مع بيئته الاجتماعية على الرغم من الاعتداء عليه بما يلائم نموه الجسدي والعقلي .

فالاب يعني اشد العناية به ويوليه المزيد من الاهتمام ويغدق عليه الكثير من العطف والحنان لانه يشكل في نفسه املاً لتصحيح فشل متراكم عبر سنين ربما يعوض على وليده.ولو سألت رب العائلة في اليوم الذي يبدافيه الطفل النطق عن مستقبله لتشكله بما يلئم موروثه القيمي والاجتماعي (ونحن نعلم ان الفرد عند والديه واجداده اساسه البيولوجي من لون الشعر والعينين وطول القامة الى غير ذلك من الصفات الجسمية ولكنه يكسب المكونات الاجتماعية والنفسية لشخصيته عن طريق التربية).(7 )

ان العائلة والمجتمع لهما مدخلية كبيرة في تكوين شخصية وسلوك الطفل وبنائه النفسي والاجتماعي من حيث لا يشعر.

فنحن نعلم بحكم المعاشرة والمحيط الاجتماعي ان الأسرة المعروفة في هذه المنطقة بالتدين اي انها تميل في تنشئة افرادها الى التعليم الديني (الحوزوياو الاكاديمي)الاسلامي.حين يقبل عليها المهنئون لمباركة الجديد فان تمنوا له شيء انما يتمنون ان يكون فقيها او خطيبا او مبلغا.

وان عرفت الاسرة بميلها لتعليم الكاديمي تمنوا (المهنئين)له (الطفل )ان يكون مهندسا او طبيبا.

ولا احد يتمنى لابن الفلاح والعامل او الكاسب (للطفل)ان يكون كذلك برغم ممارسة المجتمع لهذه المهن وانها تشكل الثقل الاكبر من مكوناته.لاعتبارات فوقية من جهة المناطق الاخرى وخصوصاالتي يعمل بها هؤلاء الاباء.

هذه الاماني تبدا بالضغط على تفكير الأب(السلطة)وبدوره ينقلها للطفل لتصبح فيما بعد محور الاضطراب فيما يريد وما تشكل من طموح.

يسرف الاباء في هذه المنطقة على تربية الوليد الاول ويرمون بثقلهم على تغذيته ومكان نومه وملبسه.ولا يحترم من تمكينه بما يشاء من اللعب وان كانت ضارة له.

تشكل معالم علاقته بمحيطه (الطبيعة والكائنات الحية الاخرى)بما يلائم عليه من وصايا العائلة والاوامر الصارمة التي يجب من خلالها ان لايعتني بالزهور مثلاً لانها غير منتجة وان يضرب الكلب اذارآه ماراً بجانبه وان لا يلتفت الى الاعتناء بما يزرع في منطقته لانه امر لا يعنيه.على هذا النمط من سلوك الاسرة (البيت)تبدا مرحلة نموه(الطفل)الجسدي والفكري.وحين يصل الى مرحلة يستطيع فيها السير على قدميه يصطحبه الب ليخرجه من محيط العائلة الضيق الى العالم الرحب والأوسع .عندها تنمو اولى المتناقضات في تطور نموه وتنشئته.

يقدم الاباء اطفالهم على انهم بأمرهم ولايخرجون عن طوعهم.والطفل يردد ما يقول الاب بروح الاستلاب الكاملة وعدم الادراك لما يترتب على كلامه من قبل الاخرين.يكثر الاباء بالحديث عن الطفل وانه حفظ حكاية القبيلة الفلانية والقصيدة الفلانية.

والاهزوجة المثيرة لعشيرته.وانه قادر على ان يعدد ما يشائون من اسماء الاولياء الصالحين وان يسترسل حتى يصل الى (الظهر)الاخير في اسرته .بل انه يجلس كجلستهم وينام كنومهم وياكل ماكلهم .لينال اعجاب الاخرين الذين يعدون هذه المكونات من الجوانب المهمة لبناء المجتمع المتماسك.

وربما نسوا او تناسوا عمداًان الطفل او الوليد البشري لا يمكن ان يكون نسخة مكررة وان له من المكونات التي تشكل شخصيته الخاصة به والتي تمكنه بالتالي لأنقضاض على الثقافة التسلطية المبنية على (تسلط العقل الواحد والراي الواحد).(8)



الطفل والمدرسة



ما ان يبلغ الطفل السادسة من العمر تبدأ اولى مراحل صراعه مع محيط بيئته الاوسع حين اول يوم يقف فيه على عتبة باب المدرسة مصحوبا في الغالب من الام.

ولعل ظاهرة المهات وهنّ واقفات طوابير قبل دخول الاطفال الى المدرسة في هذه المنطقة تثير اكثر من سؤال .والاهم من بينها لماذا الام دون الاب ؟

هل ان النسوة يخرجن من ضغط البيت باعتبار قلة الخروج في هذه المنطقة؟ام ان الظاهرة من حيث بعض دلالتها الى ان الطفل وموروثه يحمل من تعاليم اسرية قد جيء الى بيئة تختلف عما الفه؟

او ربما الايحاء للاخرين بان الظاهرة تربية الطفل والاهنمام به وعده مدلل العائلة لا يتجسد الا بالوقوف معه علانية اما باب المدرسة .وعلى الامهات الاخريات اللواتي تركن اولادهن ياتون للمدرسة ان يعتبرن بهنّولا يتركنّالطفل يسرف من بين ايديهنّ.

ربما كان هذا يدعوا النساء للمسامرة وتجاذب اطراف الحديث عند باب المدرسة.وعموما ترمي العائلة بكل ثقلها في ان يظهر طفلها في اليوم الاول من بدأ السنة الدراسية بمظهر لائق من حيث الملبس وتصفيف الشعر ونظافته العامة .واقناع الاخرين بأن هم الأب هو ان يقوم بواجبه بوصفه مسؤولاٌ عن اعالة اطفاله على اكمل صورة.

ان الطفل بين كل ما يجري يمارس دوره الذي اختطه سراً لنفسه وبعفوية صادقة متمرداًعلى شكل التربية التي غذي بها ويتضح ذلك في المشاهد الاولى من دخوله الى المدرسة.قد يسمع الطفل قول الام وهي تردد عبارة الفتها منذ كانت طفلة دون الالتفات الى ثقلها المعنوي ((اعطيكم ابني لحماًوعظماً فلكم اللحم ((للمعلمين)) ولي العظم))(9).

ان الام التي تصف طفلها بانه هادئ لايحرك ساكنا في البيت ولا(يفك رجل الدجاجة )تفاجئ به وهو يرمي نفسه من فوق المقعد الدراسي او انه اعتدى على زميله الجالس بجانبه .بل انه لا يمتثل لنظام القاعة الدراسية (الصف)ولا يطيقها .والاخرى التي تشكوا من كثرة حركة طفلها في البيت ومشاكسته لاخوته تفاجئ بطفلها وهو لا يستطيع ان يكمل يوماً دراسياًواحداً.لان الضجر بدأ يدب ويتسلل اليه من الوهلة الاولى ويتوج بالنهاية بنوبة بكاء عالية ترعب الاخرين من زملائه.

والحفيد الذي يقاد من الجد يحدث على نفسه من فرط الخوف وعدم تجانسه مع اقرانه برغم كونهم من ابناء منطقة واحدة وكل منهم ربما لعب مع الاخر وتشاجر مع الاخر خارج المدرسة.

هذه التقلبات في سلوك الطفل تستمر للاشهر الاولى من عمر التعليم الابتدائي بانقطاعات غير محسوبة لقلتها.مما يؤشر الى ان العائلة قداغلقت بابها امام قبول المتغير الاجتماعي ومحافظتها على الموروث الذي لا تؤمن الا به.او على اعادة النظر في معالجة الممكن منه .

وهي بهذا تكون قد هيأت للانفصال الذي ينمو داخل الطفل واحساسه التام بشدة الصراع بين البيئتين وعدم قبول التطبيع مع الاخرين.

ان رد الفعل الذي يبديه الطفل في اول ايام الدراسة ينعكس سلبا او ايجابا على علاقة الاسرة بالمدرسة وخصوصا من النوع الذي اشرنا اليه والذي يفضي بالتالي الى ضعف العلاقة .كون المتخيل في تفكير الاسرة من ان يصبح الطفل طبيبا او مهندسا قد تهمش نتيجة لما هو عليه لا لما هو مشكل له من تفكير العائلة.

حينئذ تبدأالعملية العكسية،اي أن المدرسة تود التواصل مع العائلة لتمكين الطفل من الارتقاء بواقعه النفسي والعلمي وبين التمرد الذي تقوده العائلة والذي يصل حد القطيعة .هذه العلاقة المتشنجة ترمي بثقلها على عدم تكييف الطفل مع بيئته الجديدة وضمور حبه للتعلم وتشكيل الصورة الأولية للتمرد تغطية لما يتم قبوله او لما هو عليه الأن .يتمثل هذا الامر في الأم او الأب الذي ربما يأتي أحياناًالى المدرسة مصحوباً بمبدأ الغلبة كي يثبت بكل قواه انه يحسن حساب ولده ولا يمكنه العبث والتمرد ويبدو ذلك واضحاًللطفل الذي يسمع المحاورة مع المعلم او المعلمة وهو يخفي سخريته من عدم جدية كلام امه اوابيه مما يجعله يهيء ادواته المماثلة مع الأخرين فإن الأب وهو الرمز العائلي للفضائل يحيد عن الصواب فلم لا افعل ذلك أنا واستمع بغلبتي للاخر.

وفي قبال هذا تقف العوائل التي تهيئ طفلها للانتقال التدريجي نحو الجديد بحصد علامات النجاح وبروز الحُب المتنامي لبيئة المدرسة من قبل وليدها.ولعل الفارق واضح بين العوائل ومدى تعلمها مع الطفل.فالعوائل من النوع الأول لم تتقبل وضع الطفل بما هو عليه ،ومشكلتها انها تريد الطفل الذي رسمته وصيرته لا الطفل الذي يمكن له ان يتشكل وفق معطيات جديدة غائبة عن بيئته الأولى اكتسبها من واقع جديد لا يمارس عليه الكثير من الضغط وهي بذلك تستخدم شتى انواع القهر التربوي لتحقيق استئصال التلقائية واحلال الافكار المفروضة.

والعوائل من النوع الثاني تنظر بواقعية تامة لقدرات طفلها المعلنة والظاهرة آنياً وصيرت مسيرته وفق إمكانيات عقلية وجسدية تضعف هنا وتقوى هناك.

وبالنتيجة تتقبل ان يكون طفلها قد حصل على علامة نجاح متواضعة في مرحلته الاولى.

بل انها تدرك اذا حصل على هذه النتيجة فهو يسير بشكل جيد يمكنه من التقدم في الآتي من الأيام.

وربما تواجه العوائل من النوع الأول بسؤال عن اخفاق الطفل في الانسجام والتعايش مع زمرة المدرسة ،من قبل الاخرين في المنطقة.

فتاتي الاجابة على مضض واستحياء بأن العائلة قد وفرت له اجود الطعام وافضل اللباس ولا يدركون ما الذي اصاب طفلهم.

ولعلنا اشرنا في مقدمة البحث عن هذا التصور لمفهوم التربية .فمن الغريب ان يسود في بعض العوائل ان التربية(الأكل .الملبس) ومقدار المال الذي يأخذه الطفل حين ذهابه الى المدرسة

هذا التضييق في مفهوم التربية عند العوائل يتعارض مع الدور الذي يمكن ان تلعبه بوصفها معنية بتنشئة الطفل والمفهوم الذي تقدمه المدرسة بوصفها معنيةبذلك ايضاً.

ان دور الاسرة في تهيأة الطفل له من الاهمية التي لايمكن تجاهلها او التغاضي عنها فهي تستطيع ان تنمي فيه قبول الانتقال من دور ومحيط بيتي الى محيط اوسع،نعني به محيط المدرسة وا يشكله من عالم جديد اذ إن(دخول المدرسة يدشن أزمة التكييف مع البيئة وبالتالي في شخصية الطفل والحادثة حادثة ضخمة لانها تحدث في سن غضة و لان ثمة تغيير اساسي في الجو عن طريق الانتقال من الاسرة حيث توحي الكثير من الملامح بانه مركز الوجود)(10).

ان بعض الاطفال ان توفر له المصالحة مع البيئة ومحيطه العائلي وبين عالمه الخارجي (بيئة ومحيط المدرسة)يمكن له التدرج في تحقيق النجاح برغم البطء الذي يصاحبه عملية تطوره ،ربما يرسب لسنة او سنتين غير انه مع تشخيص تكيفه في بيئته الجديدة يساعد عائلته ومعلميه للوصول به الى اكمال مشواره الدراسي وصولا الى مراحل تقدمه يطمح اليها.

والعائلة لها مدخلية في تحفيز هذه المصالحة وتفهم اسباب الفشل(11) لطفلها في المدرسة تكون من اكثر العوائل نجاحاًفي تخطي اختلاط المفاهيم التربوية والانتقال السليم للطفل.

وبعكس ذلك العائلة التي تتقبل اشكل طفلها تشكلا جديدا(متطبعا مع اقرانه)تكون من العوائل المتجنية عليه.فهي تمارس عيله ثقل مفهومها الاجتماعي المتزمت بالكثير من التضادات والمبني على لا وقعية في السلوك .

ما تقدم من الحديث عن علاقة العائلة وتنشئة طفلها وانعكاس هذه التنشئة سلبا او ايجابا على حياته المدرسية يمكننا ان نعرض لها خلال ثلاثة نماذج كمعالجة محدودة في اطار حدود البحث.

بقي ان نشير الى بعض الجوانب التي رافقت كتابة التلاميذ عن انفسهم ومنها :



1-ان التلميذ لم يعتد الكتابة عن سلوكه ولو بالشكل الاجمالي.

2-بعض التلاميذ كانو مصرين على الكتابة بنمط التفكير السلطوي للعائلة والتي ترمي ما يجب ان يكونو عليه لا لما هم كائنين عليه واقعا مما جعل من تصحيح الكتابة تصحيحا لمفاهيم قد ترسخت في مخزون الطفل.

3-تمت مراقبة سلوك التلميذ في مراحل كتابته عن نفسه.

4-كتبت بعض الصياغات بتصرف.



نماذج البحث:



نموذج رقم واحد (المرحلة الاولى)يكتب الطفل عن نفسه (انني طفل كسول لاابدي الاهتمام الازم لدراستي يغلب على وقتي اللعب والاندمج الكامل فيه مع ثلة من اقراني في المنطقة تستهويني لعبة كرة القدم والاستغراق بها .اهاب والديلقسوته .ارمي بيوت الجيران بالحصى حين تمر اسراب الطيور من فوقهم .وعندي مثيلاتها الكثير اعرف اصنافها واسعارها .لا اكترث لسماع صوت الزجاج وهو يتكسر.لا اخصص اي وقت للقراءة ولم اتابع من عائلتي لانني المُدلل).

( المرحلة الثانية)

يكتب فيها الطفل بعد الارشاد على موضع الخطأ في سلوكه والمتابعة التصحيحية له في المدرسة.

(انني اخطأت في سلوكي مع الجار باعتدائي عليه وكسر زجاج نوافذ بيته.سوف اخصص الوقت الكافي لمتابعة دروسي .واجعل هوايتي تربية الطيور في وقت الفراغ .اتمنى النجاح في الدراسة).

(المرحلة الثالثة)

يكتب والد هذا التلميذ عن ولده دون علمه بما كتب (ولده)في المدرسة.

(إن ولدي.....ابن بار بوالديه .لا يخرج من البيت الا قليلاً ترويحا عن نفسه بعد اكمال واجبه البيتي .يؤدي الصلاة في وقتها .يستمع للقرآن حين يقرأ.يقبل جبين والدته حين ينهض من النوم .محب لاخوته كلريم النفس .يتابع دروسه بانتظام .يحفظ حق الجار وهو على العموم ما يرضيني في تصرفه).

نموذج رقم 2

( المرحلة الاولى)

يكتب الطفل (اني واقع تحت اهمال العائلة.لا احد يهتم بي ويتابعني.لن يسالوني عن دروسي .انا احب المدرسة .غير اني سأضطر لتركها برغم حصولي على علامات النجاح.احسد عليها من الاخرين).

( المرحلة الثانية)

لا بد لي من السير في دراستي.لقد اخطأت عندما فكرت بتركها .سأواجه سخرية الاخرين مني في المستقبل ولا اكترث للاهمال العائلة ).

(المرحلة الثالثة)

يكتب والد الطفل:

(ان ولدي خامل زبطيء الفهم زخجول في تعامله مع الاخرين زليس فيه شيء من القوة يجاري بها اولاد المنطقة .عندما يكمل هذه السنة سأصطحبه للعمل معي .أريد أن تصهره الدنيا وتعده رجلاً يعتمد على نفسه).

نموذج رقم 3

(المرحلة الاولى)

يكتب الطفل عن نفسه(اني اذهب الى البيت بعد خروجي من المدرسة.اجد الطعام مهيأزاتناوله مع اخوتي .انام قليلاً ثم استع لتحضير واجبي بمساعدة والدتي و احيانا والدي .اخرج للعب مع اصدقائي .اساهد التلفاز واستمع لما فيه من (الاغاني)استمتع بمشاهدة افلام الرسوم المتحركة (الكارتون).

(المرحلة الثانية)

( سأتابع الاهتمام بالمدرسة.واعمل على ارضاء والدي.واحترم جهد معلمي في المدرسة)

(المرحلة الثالثة)

يكتب والد الطفل(اعلم تماما ما يقوم به ولدي .اعرف امكانيته .لا اريد ان احمله فوق طاقته كي ازرع في نفسه الكره .لقد اوصيت والدته بذلك.من الظلم ان نقسو عليه بحشو عقله وتاسيره بمعلومات لانفع فيها الاّ أرضاء الاخرين يسرني ما هو عليه الان).



تحليل النماذج



لقد تغير الطفل في النموذج رقم(1) تدريجياً لأنه أدرك مكامن الخطأ في سلوكه وازدراء الآخرين منه لعله ولعلله انفلت من آثار التنشئة التسلطية التي ترث التبعية ،والأنانيه،العدوانية ،القلق واختار التوازن الذاتي والأستقلال والمودة والأبداع وهو ما توفره التنشئة الديمقراطية التي هيأت من المدرسة مع التوجيه السليم ،انه يكتشف ذاته وشخصيته الأبداعية .

غير ان الطامة الكبرى تأتي من الأب تحديداً لان الأم ربما تكون مستلبة او متسلية(12) فلا يعنيها الأمر.والعيب(فيه الاب) ليس بوصفه مغيباً عن واقع عائلته بل باصراره ان الذي كتبه هو مايريده لصورة ولده. والأعتراف لايشكك للمتابعين لسلوك الأطفال في المدارس مفاجأة كبيرة . فهو صورة مكررة لكثير من الأباء(ولعل هذه الحالة وحالات أخرى مرت في سياق البحث ليست من مختصات هذه المنطقة بل هي تشمل مناطق أخرى من العراق لأشتراكها في ذات الموروث والتكوين الأجتماعي ).

لحسن حظ الطفل انه يلتفت اليه في المدرسة والاّ سيكون في قد خسر التعليم وخسر العيش بسلام ومصالحه مع الآخرين.



بيت



مدرسة مجتمع



ربما كانت هذه المدرسة هي (البيت+مدرسة+مجتمع)في تكوين سلوك لاتشوبه الخروقات الكبيرة ولاتستطيع بإمكانياتها المحدودة ان تفي به لثقل المسؤلية وعظمها.هذا ان كان اصلاً هناك من المدارس التي تعنى بهذه النماذج من التلاميذ بعد ان فقدت الكثير من المدارس هويتها التربوية والوظيفة الاجتماعية المهمة التي تقوم بها. واصبحت متجراً يبيع بضاعته حسب الحاجة والطلب.

الطفل في النموذج رقم(2)

فهو يشكل شخصيته وفـق معطيات مساره الفكري على الرغم من استهزاء الاخرين به واهمال عائلته المتعمد له .ولعل الاهمال هو عينه الذي جعله محباًلدراسته ملفتاً نظر الاخرين له مما جعله عرضة لحسد اقرانه .يمكننا الافادة من كلام الدكتور علي الوردي في كتابه (في الطبيعة البشرية ،ص111 )في قوله ان الدراسات التي اجريت على المدارس الابتدائية في شتى انحاء العالم دلت على ان التلميذ المتفوق دراسياً سينال من حسد أقرانه وأذهانهم الشيء الكثير واذا كان هذا التلميذ مستضعفا في شخصه او من اسرة مستضعفة فان اعتداء اقرانه عليه لايقف عند حد .وهذا امر يجب ان يهتم به مدراء المدارس والمعلمون فيحموا التلميذ المتفوق من اعتداء اقرانه حرصاً على مصلحته ومصلحة المجتمع .والمشكل الذي يواجه هذا الطفل ربما يوافق من بعض الوجوه مشكلة النموذج رقم (1) من حيث تعاطي الاباء مع اطفالهم .فان تقويم الاب لطفله يفرز بشكل واضح الميل للخشونة والقسوة لانها المعيار الحقيقي في تشكيل شخصية اجتماعية مهابة من الاخرين من وجهة نظره.

لذا فهو يدعو لابنه ان تصهره الحياة ولكن اي حياة يرضاها .لا أظن انها واضحة في مخزون الاب الفكري او بمعنى اخر في تراكم موروثه الاجتماعي فهو يدين الاعتداء على الاخرين مثلما لا يرضى ان يعتدي عليه احد.وهذه المعادلة تبدو نظرية صرفة للواقع ما أن تثار أقل الامور شأنا.

هذا الاب يرضى لابنه ان يكون غالبا لا ان يكون مغلوبا ويفرح بذلك ويعده من الرجولة والبطولة المرجوة والذي لا يرتضيه لطفله.

انه(الطفل) يختط لنفسه حياة مسالمة تميل في الكثير من جوانبها الى طلب العلم والتفوق الدراسي والتطبيع مع جماعة المدرسة.والضغط الاسري يتجه بخلاف ما يرومه وبالتالي يفقد السيطرة على سلوكه من جهة وعلى نظرة الاخرين من اقرانه من جهة ثانية ويجعل من عملية التطبع أمراًليس سهلاً. فهو بحاجة ماسة لان يترك لبيئته الجديدة دون الاكتراث الى ما تشكل من مفاهيم اجتماعية في محيط عائلته وكي لا يكون عرضة للاستهزاء ويكون هو محط هذا الامر والى الكثير من الدوافع القهرية.

اما الطفل في النموذج رقم (3)

فهو يجعل من حب العائلة وحب المدرسة ميلاً خاصا في سلوكه .ولا يمكن ان يتخلف عن نفسه ونمو شخصيته لان القيد الاجتماعي المتمخض في (الابوية)وبتسطيح مفهوم التربية قد فك من رقبته.

حيث لا عيب في انشاده لبعض ما يسمع غناء او اناشيد مدرسية ووضعها في قائمة المحرمات التي غالباً ما تشد الطفل غير مؤهلة لان تقدم تبريراً لمستوى نضوجه الفكري .ولعل العائلة ان هذه الجوانب من سلوك طفلها ما هي الا سحابة صيف عبارة ولن يبقى غير المتأصل الذي مهدت له بصير وحب.ولا عيب في سماع اخطاء ولدهم او كشفها امامهم لانهم قد ارتضوا بما يمكن ان يكون عليه ايماناًمنهم بتقديم دون خجل لنضوج شخصية ولدهم.

ان العائلة قد وضعت ثقتها بطفلها لعلمهم ان الارضية التي يتحرك عليها من الصلابة بدرجة لا يمكن ان تجر قدميه الى حيث الانزلاق.

هذه العائلة تعلم او باخر ان تربيتهم تهدف الىتشكيل وليدهم تشكيلا اجتماعيا نفسيا يتم على اساس الحاضر الذي يعيشه لا على اساس المستقبل الذي يتبناه طموحهم .فحاضره بمكانياته وقدراته لا تعمل الاسرة على التضحية به من اجل مستقبل لا يستطيع عملهز



التقويم



بنظرة حيادية لاعترافات الاطفال في النماذج المذكورة زنجد انها يمكن ان تنصهر في زمرة المدرسة وهذا يعني قبول المتغير الاجتماعي الذي انتقلوا من خلاله (البيت/موروث - المدرسة / وظيفة)اذا ما روعي في النموذج الاول اعادة النظر التي تشكل مستقبل الطفل مقدماً والمسير الحثيث نحو تطمينه والدخول به لحقيقة مقدراته.مما ينتج المصالحة مع نفسه وتخطي عقبته الفشل ان مرت في مراحل نموه الفكري /الجسدي.ان الطفل في النموذج الثاني يمكن للعائلة الارتقاء بفعله وفق استظهار مقدرته على النمو والتفوق بين اقرانه وتلك سمة بشرية عامة لا عيب فيها وبوصفه متعلما ناجحا محبا لنفسه مقتنعا بما يقول معلمه بانه لالخير والحق.

والنموذج الثالث فلأنه توافق(والتوافق هنا هو نوع من انواع السلطة الابوية)ودخوله الى المدرسة مهلة يتم من خلالها التركيز على الانفتاح المجتمعي وبهذا فان العوائل بصفة عامة تشترك بالأتي :

1- انها لا ترى بديل من دخول اطفالهم للمدرسة ولا ترى بديلاً من حيث تعلمهم لان النظام التعليمي نظام ارتضاه المجتمع ورضي به دستوراً وطريقاًلحياته .غير انها متمسكة بجزء كبير من موروثها وعلى الخصوص الذي لا يتناسب وظيفة المدرسة وكأنها بهذا تريد له(الموروث) ان يصبح منهجاًتتبناه لاتمام عملية نجاح تربيتها .وبعكسه تعلن تلكؤ العلاقة بينها وبين المدرسة ولا ترضاها ومن ثم تعتبرها تكميلية.

2-ان هذه العوائل جبلت على صد اي تصحيح وان اعتقدت به.لانه صوب لها من الخارج محيطها وتكوينها وهي بذلك لابد ان توصد الباب دونه وحسب فهمها تبدو اكثر محافظة على تماسكها.



الخاتمة



لقد دأبت كتب الاجتماع ومؤلفات التربية العامة على تقديم مقاربات عامة بين المجتمعات .وتناسبت الاهم الذي يتمثل بخصوصية المجتمع وتكوينه اذ لا يمكن ان تنطبق نظرية اجتماعية او تربوية بمجملها على مجتمع له خصوصية معينة.وهذا ما يحدث عند تقويم الاسرة العراقية عموما.فهي بحاجة لدراسة خاصة تفكك بنيانها الاجتماعي ثم تركبها وفق خصوصيتها (وفودها في قرية ،او من مدينة،اصولها القبيلة ،الصلة التي تربطهم ببعضهم ،باي ديانة يعتقدون)وبلحاظ ذلك كله نستطيع تحديد نظرتهم لمفهوم تنشئة الطفل .ومنشأ الخلاف بينهم وبين الغير عندها نصوغ ما يؤهل هذه المجاميع من حيث المفاهيم او من حيث التطبيع .

وربما ادرك ان العائلة في المنطقة الشعبية المزدحمة السكان كأطفالها في طور ايجاد التشكيل المناسب لملامح شخصية تمكنهم من انشاء علا قات تتخطى بها جزء من الانغلاق الذي فرضته على نفسها.



الهوامش



1-باقر شريف القرشي/ النظام التربوي في الاسلام :ص 36.

2-المصدر نفسه.

3-د.احسان محمد الحسن /موسوعة علم الاجتماع ص399.

4-حديث موّثق في مؤسسة مدارك.

5-د.ابراهيم نصر د.دلال ملحس/علم الاجتماع التربوي ص31.

6-رونيه اوبر/ التربية العامة ص494.

7-محمد حبيب النجعي/الأسس الاجتماعية للتربية ص54.

8-علي اسعد وطفة/بنية السلطة وأشكالية التسلط الربوي في الوطن العربي ص23.

9-نفس المصدر/ص23.

10-نفس المصدر/ص217.

11-د.مصطفى الديواني،حياة الطفل ص183 أسباب فشل التلميذ في المدرسة.

أ-انصراف التلميذ عن دروسه وتوجيه اهتمامه للعب.

ب-ان يطغي حب الكسل على حب الأجتهاد.

ج-بطئ التفكير.

12-ان الكثير من الأمهات ربما يردنَ الإنجاب بداعي ان الطفل يسليهنَّ خصوصاً اذا كُنَّ متقدمات في السن.



المصادر



1- د.ابراهيم نصر-د.دلال ملحس /علم الاجتماع التربوي

2- د.احسـان محـمد الحســـن/موسوعة علم الاجتماع

3- باقــر شريــف القريشــي/النظام التربوي في الاسلام

4- رونيــــــة اوبـيـــر /التربية العامة

5- د.علـي اسعـــد وطفـــة / بنية السلطة واشكالية التسلط التربوي في الوطن العربي

6- د.محمـــد لبيـب النجيحـي /الاسس الاجتماعية للتربية

7- د.مصطفـــى الديوانـــي / حياة الطفل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
سمو الفكر
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



التخصص : رياضيات
عدد المساهمات : 40
نقاط : 40
تاريخ التسجيل : 25/12/2011
العمر : 39

تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان  (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)    Emptyالثلاثاء يناير 10, 2012 5:48 am

جزيل الشكر
لطرحك المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تنشئة الطفل في المناطق المزدحمة في السكان (منطقة حي ميثم التمار نموذجاً)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فقر الاطفال في المناطق العشوائية
» الفيسبوك في الحياة الاجتماعية العربية" الشباب نموذجاً"
» دور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيم التنمية والتحديث دراسة اجتماعية لعينة من الابناء والامهات في مدينة الرياض
» ملخــص رسالة ماجستير في الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية بعنوان:أشكال الطب الشعبي في منطقة الزيبان (بسكرة)
» مصطفى خلف عبدالجواد/دراسات فى علم اجتماع السكان- دار المسيرة-2009

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: