ملخص دراسة دور مقاهي الإنترنت في انتشار الجريمة الأخلاقية

ملخص دراسة دور مقاهي الإنترنت في انتشار الجريمة الأخلاقية

ملخص الدراسة:_
أجرى الباحث دراسة بعنوان (دور مقاهي الإنترنت في انتشار الجريمة الأخلاقية)
دراسة تطبيقية على مرتادي مقاهي الإنترنت في الباحة.
وكان الهدف الأساسي والرئيس للدراسة أن تجيب على السؤال الأتي:
-مادور مقاهي الإنترنت في انتشار الجريمة الأخلاقية؟
كما هدفت أيضاً إلى الإجابة عن الأسئلة الأتية:_
س1ما الفئة العمرية الأكثر ارتياداً لمقاهي الإنترنت؟
س2/ما الأسباب التي تدعو الشباب إلى استخدام الإنترنت بشكل عام؟
س3/ما الأسباب التي تدعو الشباب إلى ارتياد مقاهي الإنترنت؟
س4/ماهي أبرز المواقع التي يفضل الشباب ارتيادها؟
س5/مامدى تأثير المواد الإباحية (المقرؤة والمشاهدة)على مستخدم أو مرتاد الإنترنت؟
س6/ماأثر ارتياد مقاهي الإنترنت على ارتكاب الجريمة الأخلاقية والانحراف السلوكي؟

وقد قام الباحث باعتماد الاستبانة كمصدر أساسي للحصول على المعلومات والبيانات,وقد صمم الباحث استبانة تكونت من جزئين:
الجزء الأول: يهتم بالبيانات الرئيسة للفرد الذي شملته العينة تكون من ستة اسئلة.
الجزء الثاني:اهتم بأسئلةالدراسة السابقة تكون من 31سؤالاً.
وفد تم عرض الاستبانة بصورتها الأولية على عدد من المحكمين,ثم تم تعديل وإضافة وحذف ما طلبه السادة المحكمون ليصبح الاستبيان بصورته النهائية,وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي,وتمثل مجتمع الدراسة من رواد مقاهي الإنترنت في مدينة الباحة, وتكونت عينةالدراسة من (80)فردا من رواد المقاهي تم توزيع 80استبانة فقد منها سبع واضطر الباحث إلى استبعاد 15 منها لعدم استيفاء إجاباتها,وتم تفريغ 58 استبانة بنسبة 72.5%.
وقد تم اتباع المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة.
وقدتوصل الباحث إلى النتائج التالية:
1) أن معظم أفراد عينةالدراسة هم في مرحلة سنية حرجة وخطيرة,وهي المرحلة السنية (21إلى 25سنه)بنسبة بلغت(58.62%)ثم الفئة السنية(18 إلى 20سنة(وبلغت نسيتهم(18.96%)وهم من الشباب العزاب الذين يسكنون مع عوائلهم,ومعظمهم يحملون شهادات علمية عالية من الثانوية فما فوق وأغلبهم طلاب بالمرحلة الثانوية والجامعية,وبما أنهم يحملون مؤهلات علميةعالية وثقافة مرتفعة فمن المفترض أن تقوم على كواهلهم برامج النصح والإرشاد بمخاطر مقاهي الإنترنت.
2) معظم أفراد العينة يستخدمون الإنترنت بشكل دائم ويصلون إلى حالة الإدمان عليه وبلغت نسبتهم(91.38%).بينما أن هناك فئة أتت إلى المقاهي لغرض طارئ أو مهمة معينة بلغت نسبتهم(8.62%).وأن معظم أفراد العينة يملكون حاسب ألى واشتراك إنترنت في المنزل,حيث بلغتة نسبتهم(82.76%),كما أن معظم أفراد العينة يمتلكون بريداً اليكترونياً بلغت نسبتهم(86.21%).كما أشارت النتائج إلى أن معظم أفراد العينة يستخدمون الماسنجربنسبةٍ بلغت(75.86%)ولم توضح الاستبانة طبيعة ذلك الاستخدام.
3) إن الذين يستخدمون ملحقات ومكملات المحادثة(الهيدفون والكاميرا وفتح البروفايل)نسبة لابأس بها بلغت (49.42%)ولهذه الأجهزة أهمية بالغة فقد وصلت إلى عقر الدار وقد سهلت كثيراً للقاء والتقابل أثناء المحادثة. كما أن استخدامها يدل على أن مستخدمها ممارس ولديه الخبرة الكافية في استخدامها وكيفية تشغيلها.
4) أشارت النتائج إلى أن أبرز الاستخدامات الشائعة لمواقع الماحدثة(التشات)هي التعرف على فتيات وصديقات,حيث بلغت النسبة المئوية لهم(53.45%) وهذا خطر داهم يحدق بشبابنا وفتياتنا الذين انهمكوا في مواقع الدردشة بشكل كبير نتيجة للفراغ العاطفي الذين يعيشونه ,وكبر وقت الفراغ عندهم.
5) معظم أفراد العينة بشكل عام يتأثرون بما يشاهدونه ويقرؤنه من مواد منافية للدين والأخلاق,واللافت للنظر أن الذين يتأثرون بالمشاهدة أكبر من الذين يتأثرون بالقراءة حيث بلغت نسبتهم(79.31%),بينما الذين يتأثرون بالقراءة بلغت نسبتهم(67.24%)وهذا ربما يعود إلى أن الجهد المبذول في القراءة أكبر منه في المشاهدة,ولأن المتعة المتحصلة من وراء المشاهد الإباحية أكبر من المواد المقرؤة.
6) أن غالبية أفراد العينة لايقومون بإرسال أو طلب مواد إباحية للشخص الذي يتحدثون معه أو الأصدقاء حيث بلغت نسبتهم إجمالاً(62.06%) وهذا ربما يعود إلى الضبط الديني ,وكذلك يعود إلى الصبغة الدينية لدى أفراد المجتمع وإلى التنشئة الاجتماعية التي تساعد على وضع ضوابط أخلاقية ذاتية.
7) يرى معظم أفراد العينة أن لمقاهي الإنترنت دور هام وفعال في انتشار الجريمة الأخلاقية حيث بلغت نسبتهم(50%)وهذا يعود إلى ماتتمتع به مقاهي الإنترنت من الخصوصية وقلة الرقابة الأسرية والأمنية لتلك المقاهي.
8) تبين من خلال النتائج أن معظم أفراد العينة ليسوا مشتركين في قوائم بريدية إباحية بنسبة بلغت(65.52%)وليس لديهم القدرة على تجاوز البروكسي(63.79%) وليس لديهم القدرة أو الرغبة على إنشاء موقع على الإنترنت(65.52%).
كما أن معظم أفراد العينة لديهم الشعور بالرضا على الية حجب المواقع الإباحية التي تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بنسبة بلغت(74.14%). وهذا مؤشر جيد على مستوى الوعي الذي يتمتع به المستخدم السعودي. وإلى قيمه العليا التي تحثه على مثل ذلك.
9) أشارت البيانات الإحصائية إلى أن سرعة الاتصال والتصفح هي من أهم الأسباب الداعية إلى ارتياد مقاهي الإنترنت بنسبة بلغت(65.7%),ثم تلا ذلك الحرية التي يوفرها مقهى الإنترنت بنسبة(17.14%),كما أن التجهيزات في المقاهي هي من أهم عوامل الجذب بنسبة بلغت(31.42%),ثم أتى عامل مقابلة الأصدقاء والاجتماع بهم في المرتبة الثانية بنسبة بلغت(27.14%).كما أن أهم الأسباب التي تجعلهم يستخدمون الإنترنت بشكل عام هوالتسلية بنسبة بلغت(33.33%),وجاءت الاستخدامات في المجال التعليمي بعدها بنسبة(27.02%) وهذا ربما يعود إلى طبيعة عينةالدراسة التي احتوت على فئة كبيرة من الطلاب والجامعيين.
10)أشارات البيانات الإحصائية أن معظم أفراد العينة يستخدمون الإنترنت يومياً لمدة ساعتين يومياً(29.3%) وهذا في نظري استخدام متوسط وجيد لا يصل إلى حد الإدمان ,وربما رجع ذلك لطبيعة الحياة الاجتماعية في منطقة الباحة فتكاد الحياة شبه منعدمة بعد الساعة الحادية عشرة مساءاً ,كما أشارات النتائج أن أفضل الأوقات لاستخدام الإنترنت هو من بعد العشاء وحتى منتصف الليل وحتى الفجر أحياناً وهذا أيضاً نعزوه إلى السبب السابق فعندما لايجد الشخص مكاناً لقضاء وقته ليلاً فإنه يرى أن أنسب مكان لقضاء وقت الفراغ هو الذهاب إلى مقهى الإنترنت.كما تشير البيانات الإحصائية إلى أن أغلب أفراد العينة بنسبة(37.9) ينفقون 300ريال شهرياً في مقهى الإنترنت,وأن مانسبتهم(12%)ينفقون 500ريال فأكثر شهرياً في مقاهي الإنترنت.
11)تبين من خلال البيانات الإحصائية أن أغلب أفراد العينة يتجهون إلى الحديث العاطفي عندما يتعرف على فتاة أو صديقة وبلغت نسبة هذه الفئة(37.9%) وهذا يمكن أن نتنبأ بالأسباب التي تدعو إلى ذلك ومنها:وقت الفراغ الذي يعيشه المرتاد,والفجوة العاطفية التي يسبح فيها المرتاد,وكذلك ربما لجفاف البيئة الأسرية بالكلمات العاطفية ,والحاجة إلى الدفء والحنان ,وكذلك ما يعيشه الأفراد من كبت نفسي يجعله يبحث عن نقيض جنسه ليفضفض له عما في نفسه مما يشعره أنه يحقق ذاته ويشعر أيضاً بالراحة النفسية. وينطبق هذا على الفتاة في الطرف الأخر, وقد أشارت النتائج إلى أن الفتيات يأتين في المرتبة الأولى من بين الأشخاص الذين يود المرتاد التحدث معهم بنسبة(17.6%) وتساوت النسب عند العلماء والفنانيين حيث بلغت نسبتهم(15.29%).
12)أشارت الاستبانة إلى أن أغلب مرتادي مقاهي الإنترنت يرغبون في توفير مكان للصلاة داخل المقهى بنسبة(38.14%)وكذلك إيجاد مواضئ للصلاة بنسبة(34.02%),بينما هناك فئة رأت أن المقهى غير مناسب للصلاة بداخله بنسبة(13.40%),ولكن المشكلة تكمن في بقاء بعضهم داخل المقهى وهذا مايزيد الطين بله –كمايقال-.
13)بشكل عام فإن مقاهي الإنترنت تربة صالحة لغرس القيم والاتجاهات والميول السيئة,ومكان لتعلم بعض الممارسات السيئة كالتدخين مثلاً.وانطلاقاً من الحرية والعزل الكلي لكل جهاز فقد أتاح ذلك ممارسة بعض الأساليب الدنيئة كالذي رأته أمي عيني من مقيم من أحد الدول العربية يمارس العادة السرية داخل المقهى والعياذ بالله.لصديقته التي كان يتحدث معها.




أهم التوصيات:
بعد اكتمال الدراسة وضع الباحث العديد من التوصيات كان من أهمها ما يأتي:_
1/يجب إقامة ندوات ومحاضرات توعوية وإصدار نشرات وكتيبات خاصة للتوعية بمخاطر الإنترنت ومقاهي الإنترنت.
2/تكليف مالكي مقاهي الإنترنت بتوفير برامج مرشحة ومفلترة للمواقع الإباحية التي يتم ارتيادها.
3/تكليف مالكي مقاهي الإنترنت بإبلاغ الجهات المعنية ذات الصلة بالممارسات التي يصعب السيطرة عليها.
4/إيجاد الية للذين يستخدمون الإنترنت بشكل خاطئ ومخل فمثلا يعمم الحذر على كافة مقاهي الإنترنت بالشخص المخالف بعدم السماح له بارتياد المقاهي وذلك عند ضبطه خمس مرات وهو يستخدم الإنترنت بشكل خاطئ.
5/عدم السماح لأكثر من فرد بالجلوس على جهاز واحد,وأذا لم يمكن فيكون هناك مراقبة خاصة لهم.
6/تكليف مالكي المقاهي بإزالة الحواجز والستائر عن الأجهزة ترتيب الأجهزة بشكل يسمح للمختصين بمراقبتها عن بعد كأن ترتب على شكل الحرف U.
7/تكثيف الرقابة على مقاهي الإنترنت وخاصة من بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً.
8/إيجاد أماكن اّمنة تحت إشراف جهات رقابية يقضي فيها الشباب أوقات فراغهم.
9/تكثيف المراقبة الأسرية سواءاً داخل المنزل وخارجه وألاً يترك الأبوان هذه التقنية لأولادهم وبناتهم دون مراقبة.فالفتيات غالباً ما يستخدمن الإنترنت من المنازل وهن الطرف الأساسي غالبا في المحادثات
10/سعودة العاملين في مقاهي الإنترنت وأن يكونوا من ذوي الدين والأمانة.
11/أن توضع رسالة تحذيرية وتذكيرية بالله وبعقابه تظهر إجبارياً لمدة تكفي لقراءتها عندما يشرع المستخدم في استخدام الجهاز.
12/اقترح على الجهات المعنية أن تكون هناك نقاط لكل مقهى انترنت يحسب من خلالها مخالفات ذلك المقهى على أن تصل إلى الحد الأعلى فيتم معاقبة ذلك المقهى بإغلاقه جزئياً أو كلياً,لأن صاحب المقهى هو الذي يعلم ماذا يفعل زبائنه وبالتالي يقوم على ضبط استخدامهم للإنترنت.
13/أن تجرى دراسات وبحوث تركز على مدى دور الإنترنت بوجه عام ومقاهي الإنترنت بوجه خاص في الميل إلى ارتكاب الجريمة الأخلاقية والانحراف السلوكي.
14)قبل أن تبدأ شركات الاتصالات السعودية مشروعها الرائد الذي يهدف إلى تزويد مليون عائلة سعودية بأجهزة حاسب ألى.هل ترى أن ظوابط استخدام الإنترنت الحالية كافية,أما أنها كما يقال ستزيد الطين بله ويزيد استخدام الإنترنت مما يؤدي إلى انتشار وتفشي الجريمة الأخلاقية.
أسأل الله العلي القدير بأسمائه وصفاته أن يحفظنا ويحفظ شبابنا وفتياتنا من الانزلاق إلى وحل الرذيلة ,وأن يوفقهم إلى مافيه كريم السجايا وشريف الخصال.

http://www.minshawi.com