[◄ المدرسة ودورها في تحديث المجتمع المغربي►]

يناقش الأستاذ محمد سبيلا في أخر كتاب أصدره

بعنوان " التحولات في المجتمع المغربي "

عملية التحديث التي عرفها المغرب

منذ الاستقلال إلى الان والدور الكبير

الذي لعبته المدرسة المغربية في ترسيخ

مبادئ الحداثة في مجتمع كان يعرف

اصطدام بين منظومتين فكريتين متعارضتين

منظومة تقليدية يمثلها الفقهاء كانت رافضة لكل

الوسائل الحديثة والوسائط التي عمل المستعمر على إدخالها

منظومة حداثية كان يقودها المخزن المغربي

ومازال هذا الصراع بين التحديث والتخلص من التقليد

قائما إلى الآن وان بأشكال مختلفة

وبالتالي هو يوضح الأهمية التي لعبتها

المدرسة كمؤسسة تربوية في استدماج قيم الحداثة في مجتمع

كان يسيطر عليه الفكر التقليدي

إن أشكال التقابل التي يضعها الكاتب نخبة تقليدية

يتزعمها الفقهاء

ونخبة حداثية يقودها نخبة مثقفة من المتعلمين

في المدرسة العصرية بعد الاستقلال

وهي التي استطاعت أن تقود المجتمع المغربي

في سكة التحديث وان بوتيرة ضعيفة

ويلتقي موقف سبيلا في تحميل المدرسة

لدور ريادة عملية التحديث المجتمع المغربي

مع موقف إميل دوركايم في تأكيده على أهمية المدرسة

والقيم التربوية في تحديث المجتمعات والقضاء على مظاهر

التخلف والجهل وركب عجلة التقدم

وبذلك نكون أمام دور أساسي قامت المدرسة المغربية بتحقيقه

في بناء شخصية مغربية حداثية رافضة لأشكال التفكير التقليدي

ومنفتحة على قيم حضارية جديدة

منبعها التنوير والعلم

وهذا الدور الذي لعبته المدرسة المغربية في السابق

وجب أن تعيد دورها فيه

لان أشكالا أخرى من التقليد بدا يظهر

لذا وجب على المدرسة أن تحافظ على دورها الموجه

لعملية التحديث في المجتمع

وان تحارب كل أشكال الرجعية التي تشدنا إلى الوراء